امتلاك الله القدرة على خلق عالم أفضل

الاصل ان لا يسأل الانسان عن افعال الخالق بل الخالق يسال عن افعال المخلوق
وان رفضت قوانين الخالق او ارادته في كيفية تدبير كونه فما عليك الا ان تخرج من سلطانه
فليس لك الا الخضوع او الخروج من سلطان
مثل الموظف في شركة ما اما ان يوافق على ارادة المدير او يقدم استقالته ويخرج من الشركة

[bechara]

الى الزميل صاحب الموضوع و الزملاء الكرام .

مع احترامي لكل الردود عن امتلاك الله القدرة على خلق عالم افضل . الجواب الشافي نأخذه من كلمة الله الكتاب المقدس , وبصفتي عابد للإله الحقيقي و بسبب بحثي و درسي لكلمة الله , اردت ان اشارككم في بعض الافكار , ولكن ليس حسب فلسفة بشرية , إنما كما ذكرت حسب ما توضحه كلمة الله .

في البداية و عند خلق الله للإنسان كانت مشيئة الله ان يعيشالانسان في افضل حال هو و ذريته . لذلك و قبل ان يخلقه على الارض هيأ له جنة كنموذج كي يخضع الارض و تصبح كلها جنة يعيش فيها كل ذرية آدم بأحوال رائعة جدا دون الم او حزن او حتى الموت لم يكن موجودا .

عندما نرى اليوم الشر و الحروب والبغض و كل ما هو غير مسرّ و مرغوب به , فهو بسبب ان آدم خسر علاقته الثمينة مع خالقه بسبب عصيانه و إساءت استعمال حريته المعطاة من الله , لذلك ورث الخطيئة و ثم الموت .

و بعد مرور مئات السنين نرى كلنا كبشر نتيجة الخطيئة الاولى . لهذا السبب حياتنا اليوم ليست الافضل , وفي الواقع ليست مشيئة الله ان تكون الامور هكذا من الآم و عذاب و حزن و تجارب صعبة , وليس مشيئة الله ان يسمح بهذه الامور كي يمتحننا :

رسالة يعقوب 1: 13
لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا.


اذا ليس الله مسؤول عن الشرور و الاحزان . نستطيع ان نقول في مثل هذه الاحوال الله يمتحن ولاءنا و إيماننا و احتمالنا .... لكن ليس الله من اوجد هذه الظروف ليمتحننا . و ليس من الضروري ان نذوق المر كي نعرف قيمة السعادة .

هنا ينشأ سؤالا مهما . ما ذنبنا كي نتحمل ذنب ابونا الاول آدم ؟ و كيف تصرف الله في هذه القضية ؟
السؤال الاول بكل بساطة لا يمكن ان ينجب آدم اولاد كاملين وهو من ورث النقص , كما انه لا يمكن لأب فقير ان يورث اولاده أي غنى .
الجواب الأهم هو ان الله لم يترك الجنس البشري بلا رجاء , او تحررّ من الحالة التي وصل اليها .
والكتاب المقدس واضح جدا في هذا الشأن ويخبرنا ان الله و بعد ان اخطأ آدم رتبّ ان يرسل السيد المسيح من السماء كي يفدي البشر من ما ورثوه من آدم .

نعم نحن كبشر نتألم و هنالك الكثير ممن يعانون بسبب النقص و الخطيئة و ازدياد الشر . احد اتباع المسيح الرسول بولس قال و بالوحي عن هذه الحقيقة : حسب رسالته الى اهل رومية الاصحاح 8 :


18 فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.
19 لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ.
20 إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ ¬ لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا عَلَى الرَّجَاءِ.
21 لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ.
22 فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ.


ففي هذه الكلمات يعترف الرسول بولس ان الخليقة تئن و تتمخض .
كما انه يذكر ان الخليقة أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ .. وان الله هو من اخضعها لكن كما اكدّ بولس على اساس الرجاء . وان الخليقة كلها ستعتقّ أي تتحررّ من كل ما هو باطل بما في ذلك الخطيئة و الموت .

و العالم الافضل سيكون حتما كما وعد الله ووعده واضح اذ كما ذكر الرسول يوحنا في الرؤيا الاصحاح 21 و العدد 4

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 4
وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».


و في العدد 5 يؤكد صاحب الرؤيا قائلا عن هذا الوعد :


5 وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: «هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!». وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ: فَإِنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ».

عندئذ نقول فعلا ان الله كما قصد في البدء ان يكون هنالك عالما افضل , سيتممّ مشيئته ويُنجح قصده . و سيكون كل البشر الطائعين لله و للمعترفين بسلطانه و بما هيأ لنا من اجل تحريرنا عالما افضل .

بما يخص الموقع حسب توقيعي اصبح اليوم ب861 لغة و لهجة