شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪ > مواضيع مُثبتةْ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 01-05-2021, 07:01 PM Zyad غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [571]
Zyad
موقوف
 

Zyad is on a distinguished road
افتراضي

أنت تريد أن تقول أنه لا يمكن للمسيح أن يكون هو من تنبأت به أسفار العهد القديم لأنه وفق تصورك لا يلبي تطلعات اليهود وأنه لا يمكن أصلا أن يكون هناك مسيح في يوم من الأيام كما تتنبأ به أسفارهم لأن التنبؤ بأحداث كهذه غير ممكن من وجة نظر الملحدين.



  رد مع اقتباس
قديم 01-06-2021, 01:46 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [572]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zyad مشاهدة المشاركة
أنت تريد أن تقول أنه لا يمكن للمسيح أن يكون هو من تنبأت به أسفار العهد القديم لأنه وفق تصورك لا يلبي تطلعات اليهود.
وِفقَ الواقع لم تتحقق النبؤات عنه .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zyad مشاهدة المشاركة
وأنه لا يمكن أصلا أن يكون هناك مسيح في يوم من الأيام كما تتنبأ به أسفارهم لأن التنبؤ بأحداث كهذه غير ممكن من وجة نظر الملحدين
.
لحين اثبات العكس. (والبينة على من ادعى)..



  رد مع اقتباس
قديم 01-07-2021, 03:47 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [573]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

مصداقية روايات صلب يسوع الانجيلية ،عند المؤرخون (2)

اقتباسات نقدية متنوعة :


د. فرنسيس واتسون (أستاذ في قسم اللاهوت والعهد الجديد في جامعة دورهام)

من بحثه بعنوان
? Why Was Jesus Crucified

اقتباس:
تدعي الأناجيل أن يسوع أُدين لاسباب دينية وليس بسبب جريمة سياسية.فنجد في رواية مَرقُس عن محاكمة يسوع ، اعتراف يسوع بأنه المسيح امرا لا يُعتَبَر اساءة إلى السلطات الرومانية ، ولكنه كان مخالفة دينية ضد الناموس اليهودي ؛ واعتبر كبير الكهنة ادعاء يسوع بأنه تجديفا. لهذا السبب ،تُصَوِر الرواية بيلاطس مُعتبرا براءة يسوع. و يود أن يطلق يسوع ، مدركًا أنه لا يوجد أي أساس لاتهامات رؤساء الكهنة ، وهكذا يُخَيًر الجَمع بين يسوع وباراباس ، على أمل ان يكون قادرًا على ترك يسوع بتلك الطريقة. لكن للأسف فشلت خطته.و يستمر بيلاطس عبثا سعيه لإنقاذ يسوع من مصير غير عادل من خلال مناشدته لهم: "لماذا، وأي شر عمل؟ لكنه اضطر في النهاية إلى ان يخضع للغوغاء اليهود المتعصبين ، و يحكم على يسوع على مضض بالموت صلبا.

فى الواقع يمكننا بسهولة فهم الاسباب التى حثت مُخترعوا تلك القصة على روايتها على ذلك النحو. فنعلم انه بالنسبة للأمميون الرومان ،كان هناك جزء مخصصًا لعقوبات الصلب لأعداء سُلطة روما. وإذا مات المسيح بالصلب ، فسيكون طبيعيًا الاستنتاج أنه لابد وانه كان متمردا على السلطة الرومانية. ومن ثم لن يروق للمسيحيين من الأمميون أن يُنظَر إليهم على أنهم مخرّبون سياسيون،او أنهم اتباع متمرد خائن. (راجع رسالة رومية 13) ، ومن ثم سَيُدفَعون بقوة الى الترويج لفكرة ، أنه على الرغم من أن يسوع قد مات بالطريقة التى يُعدم بها أعداء روما المتمردون ، لكنه كان في واقع الامر بريئاَ من أي جريمة سياسية. ووفاته كانت بسبب حقد السلطات اليهودية عليه و الذين تمكنوا في النهاية من إقناع بيلاطس المتردد بان يصلبه. الرسالة واضحة: موت يسوع كان جائرًا ، مثلما اعترف بيلاطس بنفسه ، لأن يسوع لم يشكل أي تهديد للوضع السياسي
و إذا كان من السهل أن نفهم لماذا تم اختلاق ذلك الجانب من رواية الصلب ، فمن الصعب للغاية قبوله صحته تاريخيًا. يُضاف ان هناك مشكلات اخرى فى الرواية ،قد أشار إليها العديد من العلماء. منها ان "ان الشريعة اليهودية لا تعتبر ادعاء الافراد بالميسيانة انه فى حد ذاته تجديفًا.

لكن المشكلة الحقيقية ،تأتي مع فقرة باراباس في مرقس 15. فبحسب مرقس ، كان من عادة بيلاطس إطلاق سراح أي سجين من الشعب يختاره كل عام في عيد الفصح. لكن لا يوجد دليل على مثل تلك العادة في يوسيفوس...، ولا تُعرَف أي عادة مماثلة فى اى مكان آخر.

في الواقع ، من غير المحتمل أن السلطات الرومانية ستسمح بمثل ذلك الامتياز الكبير فى ذلك الموضوع للشعوب التي حكموها.
كما توحي رواية الإنجيل أن بيلاطس كان شبه عاجز أمام الغوغاء اليهود ؛ لكن هذا تحريف للحقائق.
فكانت هناك مجموعة تتكون من حوالي خمسمائة جندي مدججين بالسلاح ، تمركزوا بشكل دائم في القدس ، مع أوامر بأن يكونون في حالة تأهب ،خاصة في الاعياد ، وعندما يكون هناك تدفقا كبيرا للحجاج وعندما تندلع المشاكل والتى كثيرا ماحدثت...(و إذا لم تكن كافية للتعامل مع المشكلة ، فسيتم استدعاء الفيلق الروماني بأكمله (حوالي 5000 جندي" من حصن أنطونيا).

"إن الأناجيل مضللة تماما في إعطاء الانطباع بأن بيلاطس خاض حملة رجل-واحد شجاع من أجل العدالة ضد الاغلبية الساحقة.
فى الواقع ربما ستكون القصة أكثر مصداقية بشكل طفيف،لو علمنا من مصادر اخرى ان بيلاطس كان رجلاً صالحًا ومستقيمًا ، لكن ليس الحال هكذا،فيذكر الفيلسوف فيلون ، حوالي عام 41 بعد الميلاد ، عن خوف بيلاطس من فضح السفراء اليهود الى الإمبراطور تيبيريوس سلوكه كمحافظ، بذِكر الرشوات والاهانات والسرقات والانتهاكات والاصابات الوحشية المُتعَمًده، وعمليات الإعدام دون محاكمة والتى تكررت باستمرار ، و القسوة الشديدة.
ويؤكد تلك الصورة يوسيفوس ، والذي يُخبِرنا عن معاملته الشرسه لليهود " التى تُثبِت ان بيلاطس كان على استعداد تام لإخفاء جنوده وسط الشعب اليهودي ، و إذا فعلوا شيئًا لا يعجبه (مثل الاحتجاج على استخدام أموال الهيكل لبناء قناة مائية) ، فيمكنه استخدام جنوده لمهاجمة الناس بشكل عشوائي وضربهم وقتلهم . "
وعن استدعاء بيلاطس إلى روما ،للمُسائلة في عام 36 م (اى بعد صلب يسوع) نتيجة معاملته الشرسة للسامريون التى تُثبِت ان بيلاطس كان يُباغِت التجمهرات الدينية السِلمية"ويٌقتُل وياسر بلا تردد"

سبب اخر يجعل فقرة باراباس شئ لا يُصَدًق هو( العلاقة الجيدة الاستثنائية التي يبدو أن بيلاطس أقامها مع قيافا رئيس الكهنة) .فتُصَوِر روايات الإنجيل ،بيلاطس و رؤساء الكهنة على انهم كانوا محاصرون في صراع مرير،وفاز في نهاية المطاف اليهود. لكن في الحقيقة ، الكهنوت اليهودى الاكبر كان تحت سيطرة بيلاطس بالكامل ، لأن من اختصاصاته كنائب عام ،كان الحكم على من يشاء .وكان الملوك الدُمى اليهود يغيرون رئيس الكهنة بشكل متكرر.فنجد انه بين عام 15 و 65 بعد الميلاد ، تم تعيين سبعة عشر كبير كهنة ،شغل ستة عشر من هؤلاء مناصبهم لما هو مجموعه اثنين وثلاثين عامًا فيما بينهم ، بمتوسط عامين فقط لكل منهم. لكن قيافا شغل منصبه ما لا يقل عن ثمانية عشر سنة ، من عام 18 إلى 36 ميلادية ، بما في ذلك عشر سنوات من ولاية بيلاطس. ولم يكن ليتمكن قيافا من البقاء في منصبه لفترة طويلة بدون الخضوع الاستثنائي للحكام الرومان الذين خدم تحتهم. ويؤكد ذلك حقيقة أنه عندما تم استدعاء بيلاطس إلى روما ، تم طرد قيافا ، ومن الواضح أنه ذلك كانت تنازلا لليهود ، لان قيافا كان لا يحظى بشعبية عندهم ".
هل أظهرت السلطات الرومانية شئ من الرأفة وسمحت بدفن يسوع ؟

د. بارت ايرمان Did Roman Authorities Show Clemency
اقتباس:
تدعى رواية الانجيل انه تم دفن يسوع في قبر معروف ، بعد ظهر يوم وفاته مباشرة ، على يد يوسف الرامي ، وهو عضو في السنهدريم اليهودي الذي حرض في الليلة السابقة على إعدامه.
وجهة نظري هي أن ذلك مُستبعَد تمامًا ، وأن يسوع تُرك على صليبه ليعاني وربما نهشته آكلات الجيف، كما كان يَفعل الرومان بالضحايا المصلوبين.و لم تكن تلك الممارسة أكثر ثباتًا في أي حال من الأحوال كما في حالة "أعداء الدولة" ، وهم أي من الاشخاص ،الذين شاركوا في تمرد أو هددوا بمعارضة عنيفة للحكم الروماني (أو حتى كان يُعتقَد بأنهم كانوا مصدر تهديد). يسوع نفسه ، بالطبع ، أُعدم بهذه التهمة فقط ، وهي التخطيط لتنصيب نفسه ملكًا ،يحل محل الحكم الرومانى فى ارض اليهودية.
وإذا أردنا أن نقول إن بيلاطس أظهر الرحمة بيسوع، بالسماح له بان يُدفَن بشكل لائق فور موته ، ونريد أن نقول إن هذا كان جزءًا من "الممارسة الرومانية بمنح الرأفة" ، فافضل دليلا يجب علينا ان نجده هو شئ يثبت أن الرومان قد قاموا بدفن المجرمين الذين صلبوا بتهمة الخيانة العظمى،بشكل منتظم. ولن نجد دليلا على ذلك. وسيكون أفضل شيء بعد ذلك هو تقديم الدليل على أن الرومان سمحوا للمجرمين المصلوبين لأسباب أخرى بدفنهم بشكل لائق. مرة أخرى ، الدليل الوحيد على ذلك هو كلام فيلون السكندرى ، والذي لا يُفهَم منه انه كان للرومان نمطا تقليديا ب "ممارسة الرافة" ، ولكنه كان مثالًا محددًا تم القيام به لسبب معين - ليس لإظهار الرأفة ولكن لتكريم عيد ميلاد الإمبراطور. بخلاف ذلك ،
تم إعدام يسوع بتهمة الخيانة العظمى. وقد أعدم الرومان أناسًا من هذا القبيل صلباً وتركوا أجسادهم تتعفن على صلبانهم، ليُظهروا بوضوح وتاكيدا مطلقا أن القوة الرومانية لا يجب تجاوزها.و في مثل هذه الحالات ، لم يظهروا أي رحمة. ولا نعلم عن أي أمثلة خالفت ذلك.
لماذا اقحموا جزئية الدفن والمقبرة فى الرواية اذن؟

الاجابة لها وجهان:

١- لكى تتوافق الاحداث مع نص اشعياء ... قارن بين

اشعياء 53:9. جعلوا قبره مع الأشرار، ومع غنى عند موته

و
متى 27:59 وجاء عند المساء رجل غني من الرامة اسمه يوسف وكان هو أيضا قد تتلمذ ليسوع.58. فذهب إلى بيلاطس وطلب جثمان يسوع. فأمر بيلاطس بأن يسلم إليه.59. فأخذ يوسف الجثمان ولفه في كتان خالص،60. ووضعه في قبر له جديد.

٢-علاوة على ان تلك الجزئية من الضرورى ان تُختلق لتتوافق مع نص اشعياء ، فهى ايضا جزء ضروري من القصة ، لأن خرافة القيامة تتطلب دفن يسوع اولا.

......................

المشاركة القادمة والمزيد من الاقتباسات النقدية ، لنختم المسالة ،وننتقل بعدها لمسالة صلب يسوع فى التراث الاسلامى .. والتى سنختم بها مسالة صلب المسيح ،وننتقل لموضوع جديد.



  رد مع اقتباس
قديم 01-10-2021, 04:03 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [574]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

"صلب المسيح بوصفه ملك اليهود"
ل بارت ايرمان
Jesus’ Crucifixion as King of the Jews


اقتباس:
، أحد الأسباب الرئيسية التي تجعلنا نعتقد أن يسوع أطلق على نفسه اسم المسيح، هو أن هذا مفتاحا يفسر ما وراء اقوى حدث مشهود له في حياته كلها:وهو صلبه على يد الرومان. وهناك بعض الأشياء التي يمكننا قولها بيقين عن يسوع. على سبيل المثال: انه كان واعظًا يهوديًا من ريف الجليل وقام برحلة مصيرية إلى أورشليم وصُلِبَ على يد الحاكم الروماني بيلاطس البنطي.
فلماذا صلبه الرومان؟
كان واجبا على الرومان أن يكون لديهم سببا لصلب اى انسان. فكان لابد من وجود تهمة جنائية. وكان هناك الكثير من الاتهامات متعلقه بذلك الامر - كعبيد هاربون ، قُطًاع طُرُق ، متمردون ، كلهم يمكن أن يصلبوا. فلماذا صُلِب يسوع؟
الاجابة تخبرنا الأناجيل ، وفي تلك الحالة تحديداً، هناك أسباب وجيهة جدًا للاعتقاد بأن ما يقولونه صحيح. بانه قد صُلِب يسوع لأنه دَعى نفسُه ملك اليهود. وهناك العديد من الدلائل التي تجعلنا نأخذ في الاعتبار أن هذا هو ما حدث تاريخيًا. أولاً ، تتفق جميع الأناجيل على أن هذا هو ما اتهم به بيلاطس البنطي يسوع اثناء محاكمة يسوع ، وذلك بناءً على ما عَلِمَهُ الوالي من السلطات اليهودية. ثانيًا ، كانت تلك هي التهمة المكتوبة ضد يسوع على اللافتة التي تعلو رأسه على الصليب، وتتفق في ذلك جميع الاناجيل.النقطتان السابقتان مهمتان، لكنهما ليستا مقنعتان في حد ذاتهما. و سوف نضيف نقطتان أخرتان،تؤكدان على صحة رواية الأناجيل تاريخياً في ذلك الشأن. الأول هو أنه لا يوجد شيء في سياق احداث الأناجيل حتى لحظة الرواية عن صلب يسوع من شأنه أن يجعل أي شخص ،سواء في الرواية نفسها ،أو أي شخص يقرأ الرواية، ان يتوقع أن تكون تلك التهمة، هى التى ستُوَجَه ضد يسوع. فلا يوجد مكان في الأناجيل يكرز فيه يسوع بأنه ملك اليهود الحالي أو المستقبلي.
ولا يُروَى إنه يُغضِب أعداءه عندما يطلق على نفسه اسم ملك اليهود.و لم يذكر أحداً أنه ملك اليهود.

التهمة في المحاكمة تأتي بالكامل تقريبا من فراغ. فكان ذلك هو الشيء الوحيد الذي سال عنه بيلاطس فى حواره مع يسوع ، ولا يوجد شيء يحدث في الإنجيل قبل تلك النقطة تجعلك تعتقد أنها* ستكون * هى المسؤولة . ولذلك نعتقد بان مؤلفى الاناجيل لم يخترعوها لكى تتطابق رواية المحاكمة مع بقية روايتهم.
النقطة الأخيرة وهي ألاكثر إقناعًا. إن لقب "ملك اليهود"لم يكن لقبا استخدمه المسيحيون ، على حد علمنا ، ليسوع. وهذا امر هام جدا يساعدنا فى فهم المسالة. وإليكم السبب.
فكثيرًا ما اختلق المسيحيون قصصًا عن يسوع من أجل جعله يقول ويفعل ما يريده المسيحيون أن يقوله ويفعله. لا أحد يشك في هذا حقًا ، حتى المسيحيون المؤمنون بالكتاب المقدس والمحافظون ، لأن لدينا أناجيل من خارج العهد الجديد مليئة بالقصص عن يسوع والتي لا يعتقد أي شخص على وجه الأرض أنها صحيحة من الناحية التاريخية ولكنها تصور يسوع بطرق أراد الناس تصويرها له. ولذلك لدينا أناجيل متاخرة مثل إنجيل توما الطفولى و الذي يُظهِر يسوع بقوى معجزية مذهلة باعتباره ابن الله في الخامسة من عمره. نعم ، يبدو مؤذًيا بعض الشيء ، لكن النقطة المهمة هي أنه كان قويًا بشكل مذهل ، وهو أمر يريد المسيحيون التأكيد عليه. ولدينا أناجيل مثل إنجيل بطرس التي تروي قصة رائعة عن خروج يسوع من قبره صباح القيامة طويلا كطول الجبل ، وخلفه صليب يتحدث مشيًا. ولدينا الأناجيل الغنوصية حيث يسلم يسوع تعاليم سرية غامضة تشبه إلى حد كبير ما يعتقده الغنوسيون أنفسهم. وهلم جرا.
اذن عندما اختلق المسيحيون قصصًا حول ما قاله يسوع وفعله ، كان ذلك لإظهار أن يسوع هو الذي ما يقوله المسيحيون عنه. و بقدر ما نعلم، لم يكن المسيحيون يُعلنون عن يسوع باستخدام لقب "ملك اليهود". لقد استخدموا له الكثير من الألقاب الأخرى - الرب ، المخلص ، ابن الإنسان ، ابن الله ، الله ، وما إلى ذلك - لذلك عندما يتم استخدام هذه الألقاب عنه في الأناجيل ، فلن تكون متأكدًا أبدًا: هل هذا شيء هذا تاريخي أم أن هذا شيء تمت اقحامه في حياة يسوع من قبل أتباعه اللاحقين الذين أرادوا تصويره بطرق معينة؟
لكن المسيحيين - على الأقل في نصوصنا الباقية (على سبيل المثال ، الأناجيل ، وسفر أعمال الرسل ، ورسائل بولس ، وكتابات العهد الجديد الأخرى) - لا يتحدثون عنه كملك لليهود. إذن لماذا تشير جميع روايات محاكمته إلى أنه أدين لقوله ذلك بالضبط؟ ربما لأنه حقاً خضع للمحاكمة لقول ذلك. إذا كانت هذه هي التهمة الموجهة إلى يسوع ، فلماذا لم ينكر التهمة ببساطة ويُفلِت من العقاب؟ حسنًا ، لا يمكن أن يفلت من مأزقه هذا إذا كان أطلق على نفسه حقا في الواقع ملك اليهود. لذلك ربما فعل ذلك. ولكن إذا فعل ذلك ، فكيف علم بيلاطس بذلك؟
لا يُطلق يسوع على نفسه ذلك اللقب علنًا في الأناجيل. واذا كان الامر سرا،فمن فضح الامر؟ لابد انه من الاشخاص المقربون ..خَمٍن من؟

لماذ صُلِب يسوع؟


فى المشاركات السابقة، راجعنا جميع الاسباب التى تدعى الاناجيل انها ساهمت بشكل مباشر او غير مُباشر فى حدث صلب يسوع التاريخى ...
وطبقا للاناجيل، الصلب كان النهاية المُتوَقَعة والمُقَدًرة ليسوع ،و ذلك بان يُقتَل مظلوما ، فلم يفعل شَرًا او اثما .. وحُكِم عليه سواء من اليهود او الرومان ظُلما .. فلم يرتكب اى شئ من لوائح الاتهامات ضده .. فمن ناحية اتهمه اليهود اليهود بالتجديف ،لانه قال انه ابن الله من الجوهر ،وسيجلس عن يمينه حقا ،وياتى فى سحاب السماء مع ملائكته. وهو اتهام ظالم ... لانه لم يقل كذبا(لم يكن في فمه غش) ،ولم يُجَدف .. لان ما قاله عن نفسه "ادعاؤه الالوهية" كان صدقا.
حتى الاتهام الذى وٌجِه اليه فى حضرة بيلاطس الرومانى ،كان ظالما ، فهو لم يدعى انه ملك اليهود بالمعنى السياسي بل مملكته ليست من العالم ،ولم يدع الى التمرد او تضليل الامة اليهودية، او ان يمنع أن تدفع الجزية للقيصر ....
حتى تِلك الاحتكاكات التى حدثت بينه وبين اليهود قبل مُحاكمته ، فلم يُثبت ابداً ان يسوع كان على خطأ البته .. ودائما ظلموه و هو البرئ بلا خطيه .. فعندما عالج المرضى يوم السبت لم يكن انتهاكا للسبت ، بل كانوا هُم المتزمتون المنافقون ..الخ الخ

وسبق لنا تحليل تلك الادعاءات ... ويمكننا تلخيص الكلام عنها بالاتى:

١- اعتبار الخلاف حول العلاج يوم السبت بانه سببا مباشرا لسعى اليهود لقتل يسوع ، امرا بعيد المنال ...حتى لو عَمًقنا الرؤية بشكل اوسع ،واعتبرناه خلافا حول العلاج بشكل عام ،فيظل الامر بعيد المنال لان يسوع لم يكن الوحيد بين اليهود ومنهم رجال الدين الاخرون،الذى يُرَوًج له بانه مٌعالجا اعجازيا... ولم يكن الوحيد الذى قيل عنه انه ساحر ... ولم يحدث انه اُغتيل هؤلاء على يد الفريسيون (راجع الكلام عن النبى المسيانى اليهودى ثوداس،والذى اتهمه بعض اليهود بانه ساحر،وامن بنبوته جزء ضخم من الشعب اليهودى،ولم يغتاله اليهود بل اغتاله الرومان فى حملة عسكرية )

٢- هناك عاملا اخرا سبق الكلام عنه ، وهو ان علاج يسوع للمرضى ومنحه الغفران لهم ، لهو اعطاء يسوع لنفسه شرعية لا تحق له، انتزاعا لحق الكهنة الشرعى فى (قبول ذبائح الخطية و حث المانحين على التوبة لكى تُقبل الذبائح منهم ويغفر لهم الرب الخطايا ...)

لكن الصعوبة فى قبول ذلك الافتراض :
- يوحنا المعمدان نفسه كان يُعمد بالماء للتوبه وغفران الخطايا ،ولم يعترض اليهود على نبوته او يقتلوه .... من قتله اذن؟ الاجابة مرة اخرى الرومان.

- يُستبعد ان تكون تلك الممارسات العلاجية ،قد اثرت سلبا على الهيكل وكهنوته ،اثناء فترة نشاط يسوع (فكان وقتها مازال نَكرِه )، بل ربما كان الامر ذلك بعد توسعها بعد رحيل يسوع.


٣-هناك عاملا ، ياخذه كثير من العلماء بشكل اكثر جدية مما سبق من افتراضات ،الا وهو حادثة بلطجة يسوع فى قدس الهيكل:

من ويكيبيديا
اقتباس:
يُذكَر أن المسيح قد زار الهيكل في القدس ، حيث يوصف الفناء بأنه مليء بالماشية والتجار وطاولات الصيارفة ، الذين كانوا يُغيرون العملة اليونانية والرومانية بالشَيكَل اليهودي .و كانت القدس مكتظة باليهود الذين جاؤوا للاحتفال بعيد الفصح ، وربما بلغ عددهم 300.000 إلى 400.000 حاج

طبقا لانجيل متى. ولما دخل يسوع أورشليم، ضجت المدينة كلها، وتساءل أهلها: «من هو هذا؟». فأجابت الجموع: «هذا هو يسوع النبي الذي من الناصرة بالجليل».
12. ثم دخل يسوع الهيكل، وطرد من ساحته جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون؛ وقلب موائد الصيارفة ومقاعد باعة الحمام.13. وقال لهم: «مكتوب: إن بيتي بيتا للصلاة يدعى. أما أنتم فجعلتموه مغارة لصوص!»14. وبينما هو في الهيكل، تقدم إليه عمي وعرج، فشفاهم.
15. فتضايق رؤساء الكهنة، والكتبة، عندما رأوا العجائب التي أجراها، والأولاد في الهيكل يهتفون: «أوصنا لابن داود!»16. فسألوه: «أتسمع ما يقوله هؤلاء؟» فأجابهم يسوع: «نعم! ألم تقرأوا قط: من أفواه الأطفال والرضعاء أعددت تسبيحا؟»


وفى يوحنا

13. وإذ اقترب عيد الفصح اليهودي، صعد يسوع إلى أورشليم،14. فوجد في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام، والصيارفة جالسين إلى موائدهم،15. فجدل سوطا من حبال، وطردهم جميعا من الهيكل، مع الغنم والبقر، وبعثر نقود الصيارفة وقلب مناضدهم،16. وقال لبائعي الحمام: «أخرجوا هذه من هنا. لا تجعلوا بيت أبي بيتا للتجارة!»17. فتذكر تلاميذه أنه جاء في الكتاب: «الغيرة على بيتك تلتهمني».18. فتصدى اليهود ليسوع وقالوا له: «هات آية تثبت سلطتك لفعل ما فعلت!»19. أجابهم يسوع: «اهدموا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه».
20. فقال له اليهود: «اقتضى بناء هذا الهيكل ستة وأربعين عاما، فهل تقيمه أنت في ثلاثة أيام؟»21. ولكنه كان يشير إلى هيكل جسده.22. فلما قام من بين الأموات فيما بعد تذكر تلاميذه قوله هذا، فآمنوا بالكتاب وبالكلام الذي قاله يسوع.


في مرقس 12:40 ولوقا 20:47 اتهم يسوع سلطات الهيكل بالسرقة و فى تلك المرة، ذكر الأرامل الفقيرات كضحايا لهم ، واستمر في تقديم الدليل على ذلك في مرقس 12:42 ولوقا 21: 2. كان بائعو الحمام يبيعون الحمام التي ضحى بها الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل تضحيات أغلى ثمنا، ولا سيما من النساء. وفقًا لمرقس 11:16 ، فرض يسوع حظرًا على الأشخاص الذين يحملون أي بضائع عبر الهيكل ، وهى عقوبة كان من شأنها أن تعطل حركة كل التجارة.

يقترح البروفيسور ديفيد لاندري من جامعة سانت توماس أن "أهمية الحدث تكمن فى حقيقة أنه في غضون أسبوع بعد هذا الحادث ، صُلِب يسوع. ويتفق متى ومرقس ولوقا على أن هذا هو الحدث الذي كان بمثابة "الزناد" لحادثة موت يسوع ".


من كتاب بارت إيرمان ، Jesus: Apocalyptic Prophet of the New Millennium:ص 212
اقتباس:
يعتبر معظم العلماء أن بعض جوانب روايات الانجيل تبدو مبالغًا فيها ، بما في ذلك ادعاء مَرقُس بأن يسوع عَطًلَ عمل الهيكل تمامًا (لانه إذا لم يستطع أحد حمل أي أواني ، لكان من المستحيل التضحية بالحيوانات وذبحها - وهو العمل الذى يختص به الهيكل و كما رأينا ، كان مجمع الهيكل ذو مساحة هائله ، وكان من الممكن أن يكون هناك حراس مسلحون لمنع أي اضطرابات كبيرة. علاوة على ذلك ، إذا كان المسيح قد أثار ضجة كبيرة في الهيكل ، فمن المستحيل تقريبًا تفسير سبب عدم اعتقاله على الفور، وإبعاده عن الطريق قبل أن يتمكن من إثارة الجماهير. لهذه الأسباب ، يبدو كما لو أن رواية مَرقُس تمثل نوعا من المبالغة في أفعال يسوع. لكن إذا وضعنا المبالغات جانباً ، فمن شبه المؤكد أن يسوع فعل شيئًا تسبب في اضطراب في الهيكل - على سبيل المثال ، قلب بعض الطاولات وأحدث القليل من الضجيج على الأقل.).
على الجانب الاخر هناك من يرفض تاريخية الرواية ،ويعتبرها مدراشا صِرفا

يقول Burton L. Mack
( عالم الكتاب المقدس ,أستاذ فخري في المسيحية المبكرة في كلية كليرمونت للاهوت في كاليفورنيا.)

فى كتابه
Myth of Innocence: Mark and Christian Origins
ص 291-292
اقتباس:
الفعل نفسه (بلطجة يسوع فى قدس الهيكل) مفتعل.

فكانت الضرائب وخزينة المعبد من القضايا السياسية الساخنة التي تكمن وراء الكثير من تاريخ الصراع بين القدس وروما. بدافع من السخط المشروع ،الاقتباسات من إشعياء وإرميا يمكن أن تضع يسوع في الجانب الآمن من الصراع .
حيث يمكن استخدام سُلطة الكتاب المقدس ضد الممارسات اليهودية. علاوة على ذلك ، الموضوع الجانبى عن سرقة الهيكل ، مع اقتباس من إرميا ، يجعل المسالة تبدوا أكثر ملاءمة أيضًا. فكانت سرقة الهيكل صورة مُسجًلة لانحطاط المعبد في الخيال الشعبي ، حيث يجتمع النشاط الإجرامي والعصيان سويا.
أول مثال للموضوع استخدمه مَرقُس ،كان تطبيق يسوع لتهمة إرميا لمن جلبوا وباعوا في الهيكل (ارميا ٧-١١. هل أصبح هذا الهيكل الذي دعي باسمي، مغارة لصوص في أعينكم؟ ها أنا قد رأيت كل هذا الشر، يقول الرب.).و يحدث هذا الموضوع الفرعي عند لحظة اعتقال يسوع ،عندما يوبخ يسوع المهاجمين له ،والذين لاحقوه كما لو أنه هو سارق الهيكل ، وليس الصيارفة (مرقس 14:48)
وفي المحاكمة ، كان موضوع سلطان يسوع هو الموضوع الأكثر أهمية ، لكن حدث الهيكل لم يُنسى بعد. ترتبط سلطة يسوع بالملكوت ،(والذى هو البديل عن الهيكل )، وبالتالي يبني (الملكوت) على عمل الهيكل باعتباره توليا للمسؤولية بشكل رمزي. وتدفع الإشاعات حول تدمير الهيكل رمزية الفعل (حدث تطهير الهيكل) في اتجاه طرد الأرواح الشريرة (التطهير على أنه تدمير). ونفهم حينئذ انه تكمن وراء تهمة التجديف مسالة "التدنيس" ، والتى ترتبط أيضًا بشكل تلميحى بعمل الهيكل. عندما يُصلب يسوع ، وُضِع بين لصّين ، أي كمن دنس الهيكل (مرقس 15:27). وهكذا يتم تطبيق الموضوع الفرعي (سرقة وفساد المعبد) حتى النهاية. إنه موضوع خيالي مشتق من الاستشهادات الكتابية (من العهد القديم).
لا يمكن أن يكون حدث تطهير المسيح للهيكل تاريخيًا. لانه إذا حذف المرء من الرواية التصورات الأساسية لحبكة مرقس الدرامية ، فلن يتبقى شيء تاريخى يُذكر. من الواضح أن رواية تطهير الهيكل ابتداعا من مرقس ويمكن فهم أسباب ذلك بوضوح.
فيتوافق عدم وجود أي دليل على موقف مناهض للهيكل في تقاليد يسوع والمسيح قبل رواية مرقس مع النقص المُدهِش لردود الفعل في القصة نفسها. فلا شيء يحدث. حتى رؤساء الكهنة يسمعون "تعليماته" ولا يفعلون شيئًا. ومن ثم يجب أن يكون الاستنتاج هو أن حادثة تطهير المعبد مجرد تلفيقا من جانب كاتب مرقس .
يقول David Friedrich Strauss

The Life of Jesus: Critically Examined
ص.١٠٤
اقتباس:
فيما يتعلق بطبيعة الحدث(حدث تطهير المسيح للهيكل) ، اعتقد أوريجانوس منذ زمن بعيد أنه أمر لا يُصدق ، أن عددًا كبيرًا جدًا من الناس خَضعوا جميعا دون مقاومة لرجل واحد ، ، وارجَعَ ذلك الى القوة الخارقة ليسوع ، والتي بفضلها تمكن فجأة من إطفاء غضب أعدائه ، أو جعلهم عاجزون ؛ ولذلك صنف أوريجانوس هذا الطرد من بين أعظم معجزات يسوع.

يُتبع



  رد مع اقتباس
قديم 01-12-2021, 11:11 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [575]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي


لماذا صُلِب يسوع؟ (2)


لو كانت حادثة الهيكل مبنية على نواة تاريخية ،اذن فبين يدينا سببا هاما ادى الى صلب يسوع يمكننا ان نأخذهُ فى الاعتبار جديا ..
لكن انا شخصيا لا يطمئن قلبى الى اعتباره حدث تاريخى يقينى ،لان به شُبهة مدراش ..
لذا دعونا نُنَحيه جانبا ، و نعرض افتراضات اخرى لعلها تكون افضل حالا

حادثة دخول يسوع للقدس راكبا حمار:

من ويكيبيديا
اقتباس:
دخول المسيح إلى القدس على الرغم من أن الإنجيل يذكر عدة زيارات قام بها يسوع إلى المدينة، إلا أن المصطلح يستخدم عمومًا للإشارة إلى دخوله الأخير كملك. ويمثل الحادث المقابل الإنجيلي لأحد الشعانين، والذي يقع في الأحد السابق لأحد القيامة.
طبقا للانجيل دخل المسيح إلى القدس راكبًا على حمار تحقيقًا لنبؤة زكريا بن برخيا: " ابتهجي جدا يا بنت صهيون وآهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك آتيا إليك بارا مخلصا وضيعا راكبا على حمار وعلى جحش آبن أتان.".[ سفر زكريا ٩-٩] وكان استعمال الحمير مقتصرًا في المجتمع اليهودي على طبقة الملوك وطبقة الكهنة، ما يشير إلى يسوع هو المسيح، إذ إن المسيح في العقيدة اليهودية هو نبي وكاهن وملك. وقد استقبله سكان المدينة والوافدين إليها للاحتفال بعيد الفصح بسعف النخل،[يو 12:13] لتظلله من أشعة الشمس، كما أن سعف النخل علامة الانتصار. وفرشوا ثيابهم على الأرض وأخذوا يهتفون، حسب رواية العهد الجديد: "هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب. هوشعنا في الأعالي!".[مر 11:9] وتعني هوشعنا حرفيًا خلصنا، ويشير باحثو الكتاب المقدس إلى معنى مركب من استخدام "هوشعنا"، فهي في مفهوم اليهود تشير إلى الخلاص من الاحتلال الروماني، ووفق المعاني الروحية والعقائد المسيحية تشير إلى الخلاص من الخطيئة، تحقيقًا لرسالة المسيح القائمة في سر الفداء...

تلك الحادثة ايضا ،يعتبرها البعض بانها عَجًلت بنهاية يسوع على الصليب..
فلو صحت تلك الرواية تاريخيا ،فها هنا مبرر للرومان ليتخلصوا من يسوع ،اذا وصل لعلمهم تلك الحادثة .. لكن بعض العلماء يشكك فى تاريخية تلك الرواية ،ويعتبرها رواية خيالية مبنية مدراشيا على نص العهد القديم ،والذى اعتبروه نبؤة عن المسيا المنتظر ،بالتالى اصطنعوا تلك الرواية لكى يجعلوا يسوع مُحققا لها ... وتكون الحالة هنا شبيهة لحالة روايات الانجيل عن يسوع فى بيت لحم ،والتى يبدوا انهم اصطنعوها ليجعلوا يسوع محققا لنبؤة ملاخى.

ايضا يستغرب بعض العلماء ،كيف يُمكن ليسوع ان يفعل ذلك ،ولا يجد رد فعل من الرومان فى موقع الحادثة نفسة؟

يقول بارت ايرمان فى كتاب Jesus: Apocalyptic Prophet of the New Millennium ص ٤٩
اقتباس:
هناك اشكاليات أخرى في روايات الإنجيل للأحداث التى ادت الى صلب يسوع ،والتى من الصعب للغاية قبول تاريخيتها تاريخية. خير مثال على ذلك هو الادعاء بدخول المسيح إلى القدس منتصرا ،وهتاف الجماهير له مبارك مُخلصنا الاتى باسم الرب، وهو ما يعنى فى الواقع أن مجئ يسوع هو مجيء المسيح.
لانه لو كان ذلك ما حدث بالفعل ، فلماذا لم يتم القبض على يسوع على الفور من قبل القوات الرومانية؟.وهم الذين تم إحضارهم إلى المدينة على وجه التحديد لمنع تلك التجمعات المٌتحمسة والتى يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات مدنية.

لكن نعود ونلتقط الخيط المسيانى مرة اخرى ، وان الدلائل تُشير بقوة الى ان اعدام يسوع تم بايدى الرومان لسبب يتعلق باعتقادهم بانه ذو دعوة(أو شُبهة دعوة) مسيانية قد تؤدى الى حدوث خلل او اضطراب فى النظام السياسي.

مسالة اخرى مُتعلقة:
(( خذوه أنتم فحاكموه بحسب شريعتكم )). قال له اليهود: (( لا يجوز لنا أن نقتل أحدا )).

البعض يتسائل هل هذا كلام ذو مصداقية تاريخية؟ الاجابة هناك خلاف بين العلماء حول تلك النقطة .. البعض مع والبعض ضد .....

افضل من لخص ذلك الجدال هو تفسير Cambridge Bible

اقتباس:
السؤال عما إذا كان للسنهدرين الحق في إنزال عقوبة الإعدام في ذلك الوقت أم لا هو سؤال محير. من ناحية لدينا (1) تلك الآية ؛ فى يوحنا(2) تصريح التلمود بأن اليهود فقدوا تلك السلطة قبل اربعون عامًا من تدمير القدس. (3) دليل يوسيفوس (Ant. xx. 9. 1؛ comp. xviii. i. 1؛ xvi. ii. 4، and vi.) أن رئيس الكهنة لا يمكنه استدعاء محكمة قضائية للسنهدرين دون اذن المدعي العام؛ (4) التشابه مع القانون الروماني. ويتم الرد على ماسبق بالتالى (1) أن اليهود حرضوا على صلب يسوع في العيد تحديدا بدلاً من رجمه بعد تفرق كل الشعب ؛ ولم يكن بيلاطس ليهين اليهود من المحكمة بإمرهم بقتل يسوع ، إذا لم تكن لديهم السلطة لفعل ذلك ؛ (2) أن التلمود على خطأ ، لأن الهيمنة الرومانية بدأت قبل 60 سنة من تدمير القدس. (3) أن يوسيفوس (xx. ix.1) اشار الى أن اليهود لديهم تلك السُلطه: فتم اتهام أنانوس امام ألبينوس ليس بسبب قتل الناس ، ولكن لعقده محاكمة دون إذن (4) أن التشبيه بالقانون الروماني لا يثبت شيئًا ، لأن المدن والبلدان الخاضعة لروما احتفظت في كثير من الأحيان باستقلاليتها: وهناك حالات كحالة إسطفانوس عندما صوت بولس لصالح موتهم (أعمال الرسل 26:10) ، وايضا الرسل الذين أراد السنهدرين قتلهم (أعمال الرسل 5:33) ؛ و غمالائيل في حضوره المجلس لم يلمح أبدًا إلى أن التسبب في الموت لهؤلاء سيجلب المشاكل للمحكمه. لكن يمكن الرد علي ماسبق مرة أخرى ؛ ونقول (1) أن بيلاطس كان سيكشف عن اى شجار لو كان هناك واحد ، ومن الواضح أن كرامته كقاضي لم تكن فوق إظهار الازدراء الساخر للمدعين ؛ (2) أن التلمود قد يكون مخطئًا بشأن التاريخ وصحيحًا بشأن الحقيقة ؛ او ربما كان صحيحًا حول كليهما ؛ (3) أن ذكر مسالة عقد انانوس للمحكمة كان كافياً لتأمين تَدخُل البينوس، وربما قيل المزيد فى المحكمة ولم يذكره يوسيفوس؛ (4) كان الحكم الذاتي في حالة الدول الخاضعة هو الاستثناء ؛ لذلك فإن عبء الإثبات يقع على عاتق أولئك الذين يؤكدون انه مُنِح لليهود. موت إسطفانوس (إن افترضنا انه كان قضائياً اصلا) والحالات الأخرى مثل(. يوحنا 5:18 ؛ يوحنا 7: 1 ؛ يوحنا 7:25 ؛ يوحنا 8:37 ؛ يوحنا 8:59 ؛ أعمال 21:31) فقط يثبت أن اليهود غامروا أحيانًا بأعمال عنف لم ينتبه لها الرومان كثيرًا. بالإضافة يبدو أن عمل بيلاطس بأكمله ، وبيانه الصريح فى يوحنا 19:10 ، يشير إلى أنه وحده لديه القدرة على الحكم بالموت.

اقتباس:
يعتقد بعض العلماء انه كانت لليهود سلطة ممنوحة من الحكومة الرومانية لقتل من خالف شريعتهم. لكنهم قرروا عدم قتل يسوع.و تُظهر الروايات أنهم قتلوا الكثير من الناس فى هذا الوقت ، وحاولوا أكثر من مرة رجم يسوع حتى أنهم قتلوا إسطفانوس ، أول شهيد للمسيحية. التى تدعى الرواية المسيحية ان سبب مقتله ان اليهود قالوا بشهود زور انه جدف على موسى وعلى الله واخذوه إلى المجمع وقالوا انه قال:" ان المسيح سينقض هذا الهيكل ويغير شرائع موسى فسأله رئيس الكهنة ماذا تقول في هذا فقص عليه قصة العهد القديم من أول إبراهيم حتى سليمان الحكيم باني الهيكل الذي لليهود وقال ان النبوات كلها تنبأت عن المسيح وانكم قتلتم كل الانبياء وأيضاً اسلمتم ابن الإنسان (المسيح) وقتلتوه؛ وقال انا الان ارى السماء مفتوحة وابن الإنسان جالس عن يمين الله فسدوا آذانهم وأخرجوه خارج المدينة ورجموه وهو يقول يارب لا تقم لهم هذه الخطية.
ومع أن القادة اليهود لم يكونوا سعداء بالتأكيد بالشعبية المتزايدة ليسوع ،لكنهم كانوا يعلمون أنه كان لديه بالفعل مجموعة كبيرة من الأتباع الذين من المحتمل أن يثوروا عليهم إذا رأوا زعيمهم ميتًا. أيضًا ، وكونهم كانوا محكومين من قبل الرومان ،وهم الذين لا يوجد لديهم أى شيء يربطهم بالتزامات الديانة اليهودية . كان الحل اذن، هو حث الرومان على قتل يسوع ، وكانت تلك مهمة سهلة للغاية.

.. لكن فى الواقع تلك المسالة لا تٌفيدنا كثيرا، لان فكرة ان اليهود حاكموا يسوع وادانوه بالتجديف لانه ادعى الالوهية فكرة مشكوك فيها للغاية ، هذا من ناحية ..
من ناحية اخرى .. اتفقنا سابقا بان النص يحاول القاء ذنب صلب يسوع على اليهود وغسل يد الرومان ... بالتالى لا عجبا ستجد رواية تدعى بان بيلاطس علاوة على انه حكم على يسوع بالصلب فقط بعد ضغط والحاح وابتزاز اليهود ، لم يكن يُريد ان يقوم بالمحاكمة فى الاصل ،واراد ان يُحاكم اليهود يسوع بانفسهم ...


يُتبع



  رد مع اقتباس
قديم 01-12-2021, 01:53 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [576]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

مرحبا النجار
ثمة تفصيلان مهمان لا أعرف فيما أذا كنتَ قد تطرقت إليهما أم لا:
1.
حسب ما تشير المصادر المتعلقة بسياسة الرومان فإنهم وفي فترة بلاطس بالذات لم ينفذوا حكم الصلب بحق أي كان لأسباب دينية. إن حكم الصلب من أقسى العقوبات آنذاك وكان يتم عادة ضد الأشخاص الذين يهددون أمن السلطة الرومانية. وخصوصاً عندما يدعي المسيحيون بأن يسوع كان يبشر لعقيدة دينية هي في جوهرها جزء من اليهودية. وإن عبارة: المسيح ليس مسيحياً صحيحة تماماً. ومن المعروف دور بولس في تحويل "المسيحية" إلى دين.
ولهذا وفيما إذا تم صلب "يسوع" من قبل السلطة الرومانية فإنه لابد وأن يكون لأسباب تهدد السلطة الرومانية بطريقة أخرى: أي سياسية.
أما الآية:
"ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ قَوْمًا مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالْهِيرُودُسِيِّينَ لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلَا تُبَالِي بِأَحَدٍ، لِأَنَّكَ لَا تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ، بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللّهِ. أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟ نُعْطِي أَمْ لَا نُعْطِي؟« فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: »لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ اِيتُونِي بِدِينَارٍ لِأَنْظُرَهُ«. فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: »لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟« فَقَالُوا لَهُ: »لِقَيْصَرَ«. فَأَجَابَ يَسُوعُ: »أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ«. فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ« (إنجيل مرقس 12:12-17).
فهي تبدو وكأنها وضعت في مرحلة متأخرة من كتابة الأناجيل (كما هو الحال مع أجزاء كثيرة من الكتب الأربعة) لتبرير فكرة كون يسوع لم يشكل خطراً على السلطة الرومانية ومن ثم تبرير تورط اليهود في قرار الصلب.
2.
1.
وهذا ما يحيلنا إلى التفصيل الثاني وهو إن سلطة بيلاطس من القوة والهيمنة بحيث لا يمكن أن يقوم اليهود باخضاعه وإجباره على اتخاذ قرار مخالف لما يرغب.
وهذا يعني أن فكرة كون بيلاطس قد خضع لإرادة مجلس الكاهن الأعظم الكتبة والشيوخ (السنهدرين)وأصدر قرار الصلب هي فكرة لا تبدو منطقية.
تحياتي



:: توقيعي ::: <a href=https://www.il7ad.org/vb/image.php?type=sigpic&userid=7185&dateline=1647430620 target=_blank>https://www.il7ad.org/vb/image.php?t...ine=1647430620</a>

مدونتي الشخصية في Blogger:
الوجه الآخر: أفكار وتأملات إلحادية
صفحتي في: Sites Google
الوجه الآخر: أفكار وتأملات إلحادية
  رد مع اقتباس
قديم 01-12-2021, 11:12 PM   رقم الموضوع : [577]
سهيل اليماني
زائر
 
افتراضي

الزميل النجار
تحية طيبة
الموضوع كله بداية مهم و مفيد
لكن اسجل بعد اذنك ملحوظة ان اعتمادك منهج التفسير الحرفي او الظاهري هو المشكلة في نظرنا.
و مناهج التاويل و الهرمنوطيقا كان ينبغي علي باحث رصين مثلك ملاحظتها
سواء في تفسير القرآن او الكتاب المقدس.
و من الطبيعي ان تجد بذلك ما تشاء من تناقضات.
فقط استوقفني تحديدك الديانة المسيحية بانها ديانة علاجية !!و هكذا تقدمها عمليا الكنيسة
اذن علينا الان علي هذا المعني اغلاق المصحات و الغاء علوم الطب و ترك الساحة لمعاجز الرهبان!
هذا فهم منهم ساذج لطب نبي كالمسيح.
النبي كما عرفه الحكماء طبيب دوار بطبه
و حكماء الاغريق الذين نعتقد اقتباسهم من علوم" الأنبياء "كانوا يعتبرون أنفسهم اطباء لكن طب علل العقول و النفوس
و هو ايضا ما كان يدعيه الاحبار الذين اصطدم بهم السيد المسيح
فقد فاجاهم بعلوم و تفسيرات لكتابهم تخالف تفسيرهم.
و قد حدد ابن ميمون بحسم سبب انكارهم ليسوا و للنبي محمد ص ايضا و هو مخالفتهما شريعة موسي .
لان اليهود ينكرون النسخ.و هو ما ناقشهم فيه علماء الكلام المسلمون علي مرالاجيال.
و كسنة الحياة مع اصحاب الدعوات كانوا لعيسي و محمد صلوات الله عليهما ضدا..
شكرا لموضوعك المهم



  رد مع اقتباس
قديم 01-12-2021, 11:24 PM   رقم الموضوع : [578]
سهيل اليماني
زائر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mike reiss مشاهدة المشاركة
لماذا لم يستطع الله حفظ الدين مع موسى وعيسى حتى لا يتم تحريفه ولماذا تم تحريف مفتاح فهم القرآن اي حتى لو لم يتم تحريف ايات القران فقد تم تجريف الاحاديث التي تفسرها ولم يعد هناك معنى من بقاء ايات مبهمة حتى فطاحلة اللسان العربي عاجزون عن فهمها
سؤال مهم في محله
هذا ما توجبه الحكمة الإلهية و كل مؤمن بالله يؤمن بحكمته.
ونحن نعتقد ان الله حفظ كل الكتب المقدسة
و ان التوراة و الأناجيل لم ينل منها تحريف لفظي.
الا ما قد يقع في الترجمات.
المشكلة في تحريف المعني و هو ما فسروا به قوله تعالي ¤يحرفون الكلم عن مواضعه¤
سبق ان كتبت في موضع اخر هنا ان التحريف اللفظي نفاه الفخر الرازي و ابن تيمية و البخاري!
و هؤلاء ليسوا نكرات في مدرسة الجمهور
و لكن تركت الحديث في هذه المطالب لان احد الملحدين هنا كفرني!!
و هو موقف طريف من مواقف هذه الحياة..ان يكفرني ملحد؛و ان يكفر من ينكر تحريف كتب الله!بناءا علي تفسيرات بعض المفسرين ما انزل الله بها من سلطان و ما قدمت اي حل لاشكالات التفسير!
اعتذر للأستاذ النجار.. ان كانت مداخلتي خارج تسلسل الموضوع



  رد مع اقتباس
قديم 01-12-2021, 11:51 PM   رقم الموضوع : [579]
سهيل اليماني
زائر
 
افتراضي

ملحوظة اخيرة
هناك معلومة تسود الجدالات..و هي محض غلط ان اليهود ينكرون نبوة محمد صلى الله عليه وآله لاجل انه من خارج بني إسرائيل
او لانه لم يأتي بمعجزة
و قد اجاب بوضوح ابن ميمون في رسالته لليهود اليمن
ان المعجزات ليست برهانا علي نبوة احد.
و ان هناك أنبياء أتوا من خارج بني إسرائيل و ان سبب انكار النبوة المحمدية ليس انه من بني إسماعيل
بل لمخالفته شريعته شريعة موسي.



  رد مع اقتباس
قديم 01-13-2021, 02:34 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [580]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المسعودي مشاهدة المشاركة
مرحبا النجار
ثمة تفصيلان مهمان لا أعرف فيما أذا كنتَ قد تطرقت إليهما أم لا:
1.
حسب ما تشير المصادر المتعلقة بسياسة الرومان فإنهم وفي فترة بلاطس بالذات لم ينفذوا حكم الصلب بحق أي كان لأسباب دينية. إن حكم الصلب من أقسى العقوبات آنذاك وكان يتم عادة ضد الأشخاص الذين يهددون أمن السلطة الرومانية. وخصوصاً عندما يدعي المسيحيون بأن يسوع كان يبشر لعقيدة دينية هي في جوهرها جزء من اليهودية. وإن عبارة: المسيح ليس مسيحياً صحيحة تماماً. ومن المعروف دور بولس في تحويل "المسيحية" إلى دين.
ولهذا وفيما إذا تم صلب "يسوع" من قبل السلطة الرومانية فإنه لابد وأن يكون لأسباب تهدد السلطة الرومانية بطريقة أخرى: أي سياسية.
أما الآية:
"ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ قَوْمًا مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالْهِيرُودُسِيِّينَ لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. فَلَمَّا جَاءُوا قَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلَا تُبَالِي بِأَحَدٍ، لِأَنَّكَ لَا تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ، بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللّهِ. أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟ نُعْطِي أَمْ لَا نُعْطِي؟« فَعَلِمَ رِيَاءَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: »لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ اِيتُونِي بِدِينَارٍ لِأَنْظُرَهُ«. فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ لَهُمْ: »لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟« فَقَالُوا لَهُ: »لِقَيْصَرَ«. فَأَجَابَ يَسُوعُ: »أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ«. فَتَعَجَّبُوا مِنْهُ« (إنجيل مرقس 12:12-17).
فهي تبدو وكأنها وضعت في مرحلة متأخرة من كتابة الأناجيل (كما هو الحال مع أجزاء كثيرة من الكتب الأربعة) لتبرير فكرة كون يسوع لم يشكل خطراً على السلطة الرومانية ومن ثم تبرير تورط اليهود في قرار الصلب.
2.
1.
وهذا ما يحيلنا إلى التفصيل الثاني وهو إن سلطة بيلاطس من القوة والهيمنة بحيث لا يمكن أن يقوم اليهود باخضاعه وإجباره على اتخاذ قرار مخالف لما يرغب.
وهذا يعني أن فكرة كون بيلاطس قد خضع لإرادة مجلس الكاهن الأعظم الكتبة والشيوخ (السنهدرين)وأصدر قرار الصلب هي فكرة لا تبدو منطقية.
تحياتي

مرحبا نبينا

نعم تطرق الحوار جُزئيا لتلك المسالة ، وبالفِعل
١- لم يكن لِيُعدِم الرومان يهوديا لمخالفته الشريعة اليهودية . الرومان انفسهم لم يحترموا الشريعة اليهودية فى العديد من المواقف ، خاصة فى فترة بيلاطس ،و مثال لذلك :الحوادث التى ذكرها المؤرخ يوسيفوس وايضا فيلون ، التى تؤكد عدم احترامه للمشاعر الدينية لليهود ،باتخاذه قرارات تخالف شريعتهم.

٢-الرواية الانجيلية التى تدعى ان يسوع أَجَابَ: »أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ" ، هل تسبب اشكالا لفكرة ان يسوع صُلِب على يد الرومان(وهى احد حقائق التاريخ) ؟... الاجابة بالنفى
هناك من العلماء من لا يرى اشكالا فى قبول نسب العبارة الى يسوع التاريخى نفسه.. ك بارت ايرمان ، والذى هو نفسه من يؤكد على ان الرومان صلبوه بنفس التهمة المسيانية المذكورة فى الاناجيل (كونه ملك اليهود).

لان الفيصل فى المسالة هو تقييم الرومان لحالة يسوع بشكل عام ، وهل هناك اقل شك فى ان دعوته ستضر السلم العام ونظام الامبراطورية. لنقرا عن بعض الامثلة توضح ذلك : يقول يوسيفوس فى كتابه عاديات اليهود (18 ، الفصل 5 ، 2)

اقتباس:
" ظن بعض اليهود ان دمار جيش هيرودس اتى من عند الله وكان عقاب عادل لما فعله ضد يوحنا الملقب بالمعمدان ،لان هيرودس قتله رغم انه كان رجل صالح وقد حث اليهود على الفضيلة وان يكونوا عادلين تجاه أحدهم الاخر وان يُعَظِموا الله، وبعد ان يفعلوا هذا يجتمعوا معا للمعمودية. لان التغطيس في الماء كان واضح له انه لا يُمَكِن لوحده من مغفرة الخطايا ولكن لتقديس الجسد وفقط تطهر الروح بالأعمال الصالحة. وعندما تجمع الاخرون حوله والذين قد تأثروا بكلامه، خشى هيرودس من أن تأثيره القوي على الشعب قد يحملهم على ثورة . لأنهم كان يبدوا مستعدين لان يفعلوا أي شيء ينصحهم به.فاعتقد انه أفضل كثيرا لان يتحرك الان عن ان يتحرك متأخرا ،بعد ان يكون قد قام عصيان و يندم حينئذ . وهكذا ،وبسبب شكوك هيرودس، أُرسِلَ يوحنا في سلاسل الى مكاريوس القلعة التي ذكرت سابقا وهناك تم قتله و رأي اليهود انه بسبب الانتقام لاجل يوحنا،سمح الله بتدمير الجيش ليؤثر على هيرودس.
و اعود واعرض مرة اخرى ذلك الاقتباس من الموسوعة اليهودية :
اقتباس:
ادعياء المسيح ،هم اناسا ادعو أنهم مٌخَلٍصون لإسرائيل ومُعَيًنون من الله لتحقيق وإنشاء مملكة المسيح الموعودة. وكان هؤلاء المسحاء الكذبة الذين ظهروا في عصور مختلفة ،اما مُحتالون يسعون إلى استغلال مصداقية الجماهير لأغراضهم الذاتية. و آخرون منهم، كانوا ضحايا معتقداتهم أو أوهامهم العقائدية. وكان هدفهم جميعاً هو استعادة شعب إسرائيل إلى وطنهم الأم. وسعى البعض إلى تحقيق ذلك من خلال التوبة والصوم والصلاة ، وتطلعوا إلى المعجزات لمساعدتهم ؛ ولجا آخرون لحمل السلاح.

واثناء قيامهم بالدور المسيانى المزعوم، قام بعضهم بادخال فكرة الاصلاح الدينى ، وإدخال بِدَعًا ،بل و محاولة تخريب الديانة اليهودية ،و كان تأثيرهم محليًا ومؤقتًا في الغالب ؛ ومع ذلك ، نجح البعض في جذب أعداد كبيرة من الاتباع، وخلق حركات استمرت لفترات طويلة. كانت آثار هذه الحركات المسيانية سلبية. ففقد الكثير من هؤلاء المسيحاء وأتباعهم حياتهم بسبب أنشطتهم. وخدعوا الناس بآمال كاذبة ، وخلقوا انشقاقات ، وأثاروا الطوائف .

فى الواقع بدأ المسحاء الدجالون في الظهور مع نهاية سلالة الحشمونيون(بين نحو عام 140 ونحو عام 116 قبل الميلاد)،عندما بدأت روما عملها في سحق استقلال يهودا. وبدا اليهود بالتطلع إلى ظهور المسيح من أجل الحفاظ على دولتهم المهددة بالانقراض ..
وطبقا ليوسيفوس ، فقد ظهر فى القرن الأول قبل تدمير الهيكل ،عدد من ادعياء المسيح الذين وَعدوا اليهود بالتحرر من الظلم الروماني ، واجتذبوا اتباعا لهم متحمسون .ويقول عنهم "نشأت كتلة آخرى من الرجال الأشرار أيضًا ، يداهم تبدو نظيفة، ولكن نواياهم شريره ،فعَكًروا سلم المدينة بقدر لايقل عن هؤلاء القتلة [Sicarii].وكانوا مخادعون وضَللوا الجماهير ،وقادوهم للبِدَع ، وكانوا يتصرفون كالمجاذيب تحت ذريعة الإلهام الإلهي، متظاهرين بأن الله سيظهر لهم ايات النصر والحرية "(جوزيفوس ، "BJ" ii. 13، §؛ 4؛ idem، "Ant." xx. 8،). وفى الاناجيل نفسها نجد كلاما يمشي فى نفس الاتجاه ،ويصف نفس الظاهرة ،وتحذيره من "المسحاء الكذبة والأنبياء الكذبة"
راجع المزيد عن هؤلاء فى تلك المشاركة السابقة فى نفس الموضوع https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...&postcount=489

.......

الغرض من ما سبق من اقتباسات ،هو للتاكيد على فكرة انه سعى الرومان للتخلص من اى شخص له كاريزما ، بغض النظر عن تعاليمه نفسها .... وان صلب يسوع كان واحداً من المحطات العديدة للتخلص ممن يشتموا منه او من اتباعه رائحة الخطر ...
على وزن "اضرب المربوط يخاف السايب"

لا يعنى الكلام ان كل العلماء يتفقون مع بارت ايرمان ،واعتباره صحة نسب العبارة ليسوع ... بل كثير منهم ،يضعها فى السياق المعقول "والذى يتفق عليه بارت ايرمان نفسه" ،وهو سياق تعديل كتبة الاناجيل الاحداث لكى يتحول نصهم التبشيرى الى نص مقبول ولا يُثير مشاكل للجمهور المُستهدف،فى تلك المرحلة (وذكرنا اسباب ذلك فى المشاركات سابقا"من يأس المسيحيون فى اقناع معظم اليهود ،وتحطيم الرومان لهم ،وخوف المسيحيون إظهار مخلصهم على انه خائن حوكم بتهمة سياسية ،وطمعا منهم فى استقطاب اكبر عدد من الرومان الى المسيحية بغسل يد الرومان من حقيقة انهم تسببوا فى الفعل نفسه"

المسيحيون الاوائل لابد وانهم تمنوا ،ان يكون قد رَجَمَ او شَنَقَ يسوع اليهود انفسهم .. لكن لكونهم يعلمون يقينا بان الرومان هم من كانوا اصحاب الشرف ، وقتلوه قتلة الخونة المارقين ... بالتالى كُل ما يستطيعون فعله هو تعديل الرواية ، ويحشرون انف اليهود ( بعد عقود من الاحداث ،لاشخاص رحلوا عن العالم او رحلوا عن ارض الحدث ، مذكورون فى وثيقة تبشيرية لروجوها لاناس عاشوا بعيدا عن موقع الحدث)

٣-حتى لو رفضنا فكرة، إن سلطة بيلاطس من القوة والهيمنة بحيث لا يمكن أن يقوم اليهود باخضاعه وإجباره على اتخاذ قرار مخالف لما يرغب.
وقبلنا انه قَبِل الامر بعد الضغط عليه ، الحاصل اذن؟
صَلَب يسوع بعد جَلدُه..
لاحظ تلك الرواية :

يوحنا - الأصحاح 19:19. وكتب بيلاطس رقعة وجعلها على الصليب، وكان مكتوبا فيها: (( يسوع الناصري ملك اليهود ))20. وهذه الرقعة قرأها كثير من اليهود، لأن المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة. وكانت الكتابة بالعبرية واللاتينية واليونانية.21. فقال عظماء كهنة اليهود لبيلاطس: (( لا تكتب: ملك اليهود، بل اكتب: قال هذا الرجل: إني ملك اليهود )).22. أجاب بيلاطس: (( ما كتب قد كتب! )).

الا تلاحظ نغمة بيلاطس؟ ورسالته التحذيرية والساخرة من اصراره على وضع تلك اللافتة بالتحديد،بالرغم من غضب اليهود ؟ الحدق يفهم.

تحياتي



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
أما, مصادرها, السابقة, القران, ايات, اسباب, تناقضات, بعضها, ومع, والبيت, ذلك


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السيسي رئيس إسلامي فاشل ويعترف بفشله ومع ذلك يغتصب الحكم Skeptic ســاحـــة السـيـاســة ▩ 15 04-30-2019 02:28 AM
هل من العدل ان لا يسمحوا لي بالرد بينما هم يستطيعون ذلك -ردودي هنا- امنت بالله الواحد العقيدة الاسلامية ☪ 20 04-28-2018 11:46 AM
ليس في الوجود إلا الله !! كيف ذلك ؟ شاهين حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 14 01-08-2018 03:35 AM
بحث مبسط في اسباب تناقضات القران والعشوائية في السرد عدو الاسلام العقيدة الاسلامية ☪ 2 02-07-2017 12:20 AM