اختلافات النص القرانى مع مصادره -وأسباب ذلك؟

[فتحي]

لا يوجد عند اللادينى خط احمر فى النقد ،ولا يحابى اى توجه ربوبى على اخر ....

لكن الواضح من كلامك هو العكس فانت تاخذ اعتراضات اليهود على يسوع وتعطيها المصداقيه والعصمه العمياء وكأن المعترض اله معصوم او نبي يتلقى وحيا لا يجوز معارضته !

اليهود اعترضوا على يسوع لانه عمل معجزات شفاء يوم السبت ولان تلاميذه جاعوا فاكلوا يوم السبت فاتهموه بكسر الوصيه والمخطئ هم اليهود وليس يسوع لان شريعه يوم السبت تتعلق بالعمل التجاري .. بالبيع والشراء .. ولا تقول لا تعمل خير ولا تقول احرم نفسك من الاكل والشرب !

في سفر ارمياء 17 يشرح عن وصيه يوم السبت والاشياء التي لا يجب العمل بها :

٢١ هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: تَحَفَّظُوا بِأَنْفُسِكُمْ وَلَا تَحْمِلُوا حِمْلًا يَوْمَ ٱلسَّبْتِ وَلَا تُدْخِلُوهُ فِي أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ، ٢٢ وَلَا تُخْرِجُوا حِمْلًا مِنْ بُيُوتِكُمْ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ، وَلَا تَعْمَلُوا شُغْلًا مَّا، بَلْ قَدِّسُوا يَوْمَ ٱلسَّبْتِ كَمَا أَمَرْتُ آبَاءَكُمْ. ٢٣ فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُمِيلُوا أُذُنَهُمْ، بَلْ قَسَّوْا أَعْنَاقَهُمْ لِئَلَّا يَسْمَعُوا وَلِئَلَّا يَقْبَلُوا تَأْدِيبًا. ٢٤ وَيَكُونُ إِذَا سَمِعْتُمْ لِي سَمْعًا، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَلَمْ تُدْخِلُوا حِمْلًا فِي أَبْوَابِ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ، بَلْ قَدَّسْتُمْ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ وَلَمْ تَعْمَلُوا فِيهِ شُغْلًا مَّا، ٢٥ أَنَّهُ يَدْخُلُ فِي أَبْوَابِ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ مُلُوكٌ وَرُؤَسَاءُ جَالِسُونَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ، رَاكِبُونَ فِي مَرْكَبَاتٍ وَعَلَى خَيْلٍ، هُمْ وَرُؤَسَاؤُهُمْ رِجَالُ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ، وَتُسْكَنُ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. ٢٦ وَيَأْتُونَ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا، وَمِنْ حَوَالَيْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ أَرْضِ بِنْيَامِينَ وَمِنَ ٱلسَّهْلِ وَمِنَ ٱلْجِبَالِ وَمِنَ ٱلْجَنُوبِ، يَأْتُونَ بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ وَتَقْدِمَاتٍ وَلُبَانٍ، وَيَدْخُلُونَ بِذَبَائِحِ شُكْرٍ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ. ٢٧ وَلَكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي لِتُقَدِّسُوا يَوْمَ ٱلسَّبْتِ لِكَيْلَا تَحْمِلُوا حِمْلًا وَلَا تُدْخِلُوهُ فِي أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ، فَإِنِّي أُشْعِلُ نَارًا فِي أَبْوَابِهَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ وَلَا تَنْطَفِئُ».

فاورشليم مثلها مثل أي مدينة كبيرة هي مركز التجارة فالزراع وأيضا الصناع يحضرون بضاعتهم الى الأسواق داخل اسوار اورشليم وبخاصة كانت الأسواق قرب أبواب المدينة داخل السور. وأيضا الذين يريدوا ان يشتروا يذهبون الى أسواق اورشليم ويشتروا ما يريدوا والذين يشترون هذه البضائع يحملونها ويخرجون بها من أبواب اورشليم لأراضيهم فهذه الاعمال محرمه عليهم فعلها يوم السبت فما يتكلم عنه ارميا هو شغل للتربح واحمال عبر باب اورشليم للتجارة .

وكذلك في سفر نحميا 13 :

١٥ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ رَأَيْتُ فِي يَهُوذَا قَوْمًا يَدُوسُونَ مَعَاصِرَ فِي ٱلسَّبْتِ، وَيَأْتُونَ بِحُزَمٍ وَيُحَمِّلُونَ حَمِيرًا، وَأَيْضًا يَدْخُلُونَ أُورُشَلِيمَ فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ بِخَمْرٍ وَعِنَبٍ وَتِينٍ وَكُلِّ مَا يُحْمَلُ، فَأَشْهَدْتُ عَلَيْهِمْ يَوْمَ بَيْعِهِمِ ٱلطَّعَامَ. ١٦ وَٱلصُّورِيُّونَ ٱلسَّاكِنُونَ بِهَا كَانُوا يَأْتُونَ بِسَمَكٍ وَكُلِّ بِضَاعَةٍ، وَيَبِيعُونَ فِي ٱلسَّبْتِ لِبَنِي يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ. ١٧ فَخَاصَمْتُ عُظَمَاءَ يَهُوذَا وَقُلْتُ لَهُمْ: «مَا هَذَا ٱلْأَمْرُ ٱلْقَبِيحُ ٱلَّذِي تَعْمَلُونَهُ وَتُدَنِّسُونَ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ؟ ١٨ أَلَمْ يَفْعَلْ آبَاؤُكُمْ هَكَذَا فَجَلَبَ إِلَهُنَا عَلَيْنَا كُلَّ هَذَا ٱلشَّرِّ، وَعَلَى هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ؟ وَأَنْتُمْ تَزِيدُونَ غَضَبًا عَلَى إِسْرَائِيلَ إِذْ تُدَنِّسُونَ ٱلسَّبْتَ». ١٩ وَكَانَ لَمَّا أَظْلَمَتْ أَبْوَابُ أُورُشَلِيمَ قَبْلَ ٱلسَّبْتِ، أَنِّي أَمَرْتُ بِأَنْ تُغْلَقَ ٱلْأَبْوَابُ، وَقُلْتُ أَنْ لَا يَفْتَحُوهَا إِلَى مَا بَعْدَ ٱلسَّبْتِ. وَأَقَمْتُ مِنْ غِلْمَانِي عَلَى ٱلْأَبْوَابِ حَتَّى لَا يَدْخُلَ حِمْلٌ فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ. ٢٠ فَبَاتَ ٱلتُّجَّارُ وَبَائِعُو كُلِّ بِضَاعَةٍ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ مَرَّةً وَٱثْنَتَيْنِ. ٢١ فَأَشْهَدْتُ عَلَيْهِمْ وَقُلْتُ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ بَائِتُونَ بِجَانِبِ ٱلسُّورِ؟ إِنْ عُدْتُمْ فَإِنِّي أُلْقِي يَدًا عَلَيْكُمْ». وَمِنْ ذَلِكَ ٱلْوَقْتِ لَمْ يَأْتُوا فِي ٱلسَّبْتِ. ٢٢ وَقُلْتُ لِلَّاوِيِّينَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَيَأْتُوا وَيَحْرُسُوا ٱلْأَبْوَابَ لِأَجْلِ تَقْدِيسِ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ. بِهَذَا أَيْضًا ٱذْكُرْنِي يَا إِلَهِي، وَتَرَأَفْ عَلَيَّ حَسَبَ كَثْرَةِ رَحْمَتِكَ.

فالمسيح لم يكسر وصيه السبت بعمل الرحمة ولا كسر تلاميذه شريعه السبت لمجرد انهم جاعوا واكلوا .. وابن عزرا المفسر اليهودي قال كل الاعمال التي تستلزمها الطبيعة مسموحة اما العمل للاجر لا :

observes, all the laws of the decalogue are according to the dictates of nature, the law and light of reason, and knowledge of men,

وأيضا توضيح يهودي اكثر ان لا يعمل أي عمل انتاجي او تجاري او وظيفة من أي نوع سواء للمتعة او للربح ولكن يعمل فقط اعمال الرحمة والضروريات لا وظائف ولا اعمال يدوية تمارس :

in it thou shall not do any work; of a servile nature, exercise any trade or any hand labour, or any kind of work for pleasure or profit, only works of mercy and necessity. No labour or handicraft was to be exercised,
Schulchan Aruch, par. 1. Orach Chayim Hilchot Sabbat, c. 293. sect. 2, 3.

هل واضح لغايه الان في مساله يوم السبت ان يسوع لم يخطئ ولم يكسر وصيه السبت لا هو ولا تلاميذه وان المخطئ هم الفريسيين السلفيين المتعصبين الذي يفسرون النص بحرفيته معتمدين على كلام شيوخهم لا على كلام ربهم ام اسرد المزيد من الادله واجوبه يسوع عليهم من العهد القديم التي افحمهم بها كما يفعل في كل مره والتي تثبت خطئهم ؟

[النجار]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي

يسوع لم يخطئ ولم يكسر وصيه السبت لا هو ولا تلاميذه وان المخطئ هم الفريسيين السلفيين المتعصبين الذي يفسرون النص بحرفيته معتمدين على كلام شيوخهم لا على كلام ربهم

١- هذا كلام خارج نطاق بحثنا ...

بحثنا هنا حول مصداقية الروايات من منظور تاريخى ، تحديدا هو محاولة للاجابة عن هذا السؤال : هل حدث جدالا يهوديا يسوعيا بخصوص تلك المسالة ام لا ؟

بمعنى اخر هل حدث تاريخيا ،ان انتقد الفريسيون مسالة اقتطاف الحبوب واكلها في يوم السبت ، لانه طبقا لهم ممنوع كتابيا فى (الخروج 34:21). ام لا؟

وهكذا مع جميع الامثلة المشابهة ..
الاجابة من منظور علماء العهد الجديد والنقاد ،سنراها فى المشاركات القادمة.



٢- لو سالتنى سؤالا على الهامش،حول رايي فى اجوبه يسوع عليهم من العهد القديم ،هل هى افحمتهم واتثبت خطئهم في كل مره ؟
ستكون اجابتى : لا على الاطلاق.
ولن يتُقنع لادينى ابدا بان مُفسرا باطنيا مدراشيا ،سيُفحم مفسرا حرفيا للنصوص.
( لا اقصد هنا مسالة الجدال حول السبت )

ساضرب مثلا ، هب ان احد مشايخ الطرق الصوفية ، قال لشيخ سلفى كان يفسر اية "خلق الانسان علمه البيان" التفسير التقليدى " بان الانسان هو ادم والبيان هو الكلام " ان تفسرك غير صحيح ف البيان هو القران ومن ثم الانسان هو النبى محمد ، بالتالى محمد اول المخلوقات من البشر...
هل افحم الصوفى الشيخ السنى هنا؟ بالطبع نعم عند اتباع الصوفية .. وليس غيرهم .
كذلك ،ولكونك مسيحيا ستعتبره افحم الفريسيون ،وسيختلف معك اليهود ..
بل واللادينيون على حد سواء ..

ولاحظ شئ :

توجه النقاد ليس نقد التاويل اليهودى vs التاويل المسيحى..

بل نقد التاويل الباطنى (الذى يضُم بالقطع تاويلات بعض اليهود الغير مسيحيون) vs التاويل المعقول الذى يلتزم بظاهر النص ولا يحيد عنه الا بشروط ادبية صارمة تستدعى ذلك ..

لكن مرة اخرى اعود واقول تلك مسالة خارج نطاق الموضوع ..

الموضوع ليس لتحديد من على حق ومن على باطل ,او من تاويله اصح من الاخر ،او يحكم بينهما...
بل ماذا حدث تاريخيا بالضبط بين الطرفين ,ان كان حدث؟

اجابة العلماء النقاد قادمة،و بالتفصيل

[النجار]

صلب المسيح بين التاريخ والاديان الابراهيمية ( 6 )


مسالة ابن الانسان :



استخدام لقب ابن الانسان فى العهد القديم :

هذا التعبير استُخْدِم في العهد القديم للمقارنة بين الإنسان واللَّه، ويشير إلي الإنسان، ابن آدم.في ضعفه، حيث يقول: "ليْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ" (عدد23: 19) .
"يا رَبُّ أَيُّ شَيْءٍ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَعْرِفَهُ أَوِ ابْنُ الإِنْسَانِ حَتَّى تَفْتَكِرَ بِهِ؟" (مز144: 3) .
"مَنْ أَنْتِ حَتَّى تَخَافِي مِنْ إِنْسَانٍ يَمُوتُ وَمِنِ ابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يُجْعَلُ كَالْعُشْبِ؟" (اش51: 12) .
كما ورد تعبير "ابن آدم" والمرادف لابن الإنسان في سفر حزقيال للإشارة إلي حزقيال النبيّ نفسه ...

استخدام اللقب فى سفر دانيال :

( 7: 13-14). وشاهدت أيضا في رؤى الليل وإذا بمثل ابن الإنسان مقبلا على سحاب حتى بلغ الأزلي فقربوه منه.14. فأنعم عليه بسلطان ومجد وملكوت لتتعبد له كل الشعوب والأمم من كل لسان. سلطانه سلطان أبدي لا يفنى، وملكه لا ينقرض.

من ويكيبيديا :

في دانيال 7: 13-14 يبدو أن "ابن الإنسان" يرمز إلى الملائكة (ربما رئيس الملائكة ميخائيل) ، أو اليهود الاتقياء والمضطهدين الذين سيبرهم الله ويعطيهم السلطة ..انه بالاحرى تمثيلا للشعب ،وليس المراد به فرد واحد.. ومن الواضح من الأدلة هو أن لقب "ابن الإنسان" لم يتم استخدامه فى ادبيات التوقعات المسيانية ،فى مرحلة ما قبل المسيحية ،او كلقب للمخلص المتوقع أن يأتي في نهاية العالم. ولم يكن اللقب مفهومًا محددًا بدقة ،او له محتوى او مرجع معينين. فكان يمكن أن يشير اللقب ببساطة إلى احد البشر (مزامير 8: 4) أو أن يكون وسيلة للإشارة إلى عدم أهمية النبي واعتماده المحدود في مواجهة مجد الله وقوته اللانهائية. لذلك ، يخاطب الله حزقيال ثلاثة وتسعين مرة على أنه "ابن الإنسان".

من هو ابن الانسان فى دانيال طبقا لفهم المسيحيون الاوائل ؟


يشرح ذلك القمص عبد المسيح بسيط :

مَثَل ابن الإنسان في سفر دانيَّال:

رأى دانيال النبي في أولي رؤياه التي رآها ودوَّنها في سفره بالروح القدُّس أربعة حيوانات خارجة من البحر الكبير والذي يمثِّل العالم ؛ الأول كالأسد وله جناحا نسر، والثاني مثل الدبِّ، والثالث مثل النمر وله علي ظهره أربعة أجنحة طائر كما كان له أربعة رؤوس، والرابع هائل وقويّ جدًا وله أسنان كبيرة من حديد وقد سَحَقَ الثلاثة السابقين عليه وداسهم برجليه، وكان له عشرة قرون طلع بينها قرن صغير له عيون كعيون الإنسان وكان يجدِّف علي اللَّه وعلي قدَّيسيه. وكانت هذه الحيوانات ترمز وتمثل الإمبراطوريَّات الأربعة التي سادت علي العالم من القرن السادس قبل الميلاد إلي القرن السادس عشر الميلادي، وهي بابل وفارس واليونان والرومان، كما كان يرمز القرن الصغير لضد المسيح الذي سيسبق المجيء الثاني. وقد تلي هذه الرؤيا رؤيا أخري للعرش الإلهيّ حيث يجلس اللَّه كالقديم الأيام، أي الأزليّ الذي لا بداية له، في مشهد سمائيّ مَهِيب وحوله قدِّيسوه وقد فُتحت الأسفار، أي أسفار الدينونة (دا7: 1-12) .

ثم رأي دانيال النبيّ المشهد الثالث في هذه الرؤيا وهو مشهد "مثل ابن الإنسان" فيقول "كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ" (دا 7: 13-14).

وهنا نرى هذا الكائن السمائيّ الذي رآه دانيال النبيّ في شكل ابن إنسان "مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ" له عدَّة صفات لا يُمكن أنْ تكون لإنسانٍ أو ملاكٍ أو أي كائنٍ مخلوقٍ، إنما هي خاصَّة باللَّه وحده! فقد أُعطي " سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ." . إذًا فهو صاحب السلطان علي كلِّ الخليقة وملك الملكوت الذي له المجد وحده إلي الأبد، والمعبود من جميع الخليقة " لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ ". والكتاب المقدَّس يُؤكِّد أنَّه لا سجود ولا عبادة إلاَّ للَّه وحده " الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ. " (تث6: 13؛10: 20) و" لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ " (مت4: 10) .

فمَنْ هو هذا الكائن السمائيّ الذي رآه دانيال النبي "مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ" الآتي علي سُحُب السماء؟ والإجابة هي أنَّه الربّ يسوع المسيح نفسه الآتي علي السحاب، وهذا ما أكَّده الربّ يسوع المسيح نفسه عندما سأله رئيس الكهنة قائلا " أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! أَنَا هُوَ. "، و"وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِيًا عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ»" (مت 26: 63-64؛ مر62:14).. كما أنَّ جميع الأوصاف التي وُصف بها هذا الكائن السمائيّ الآتي مثل ابن الإنسان هي أوصاف الربّ يسوع المسيح نفسه:

فقد أعطي سلطاناُ ومجدًا وملكوتًا: والرب يسوع المسيح يقول عن نفسه "كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي" (مت11: 27)، وأيضًا " دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ" (مت 28: 18)، " اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ." (يو3: 35)، أو كما يقول عنه الكتاب بالروح " وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هَذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا، وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ" (أف1: 20-22).

لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة: والربّ يسوع المسيح يقول أنَّه الربّ المعبود:

"حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ" (مت18: 20) .
"لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ." (مت7: 21) .
"كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟" (مت7: 22).
"لِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟" (لو6: 46).
كما يقول الرسول بالروح " لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ" (في2: 9-10) .

" سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض ": بيّنا أعلاه كيف أنَّ الربّ يسوع المسيح له السلطان في السماء وعلي الأرض وأنَّ هذا السلطان هو سلطان أبديّ لا بداية له ولا نهاية. فهو ملك الملكوت الذي قال عن ملكوته هذا " مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. " (يو18: 36) ، فهو ليس مُجَرَّد ملكٌ أرضيّ بل، كما قال الكتاب " مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ" (رؤ19: 16)، الذي " تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ " ولذا قال الملاك للعذراء عندما بشَّرها بالحبل به " هَذَا يَكُونُ عَظِيمًا وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ " (لو1: 32-33).

لقد كانت رؤيا دانيَّال عبارة عن نبوَّة تفصيليَّة عن المسيح كالآتي علي سحاب السماء لكي تتعبد له جميع الشعوب والأمم والألسنة، فهو ملك الملوك ورب الأرباب الذي تسجد له كلّ ركبةٍ مما في السماء ومن علي الأرض ومن تحت الأرض.
وبعد قيامة الربّ يسوع المسيح وصعوده إلي السماء وجلوسه عن يمين العظمة في الأعالي رآه القدِّيس يوحنَّا في مجده يُدَبِّر ملكوته ويَرْعَي كنيسته، رآه في صورة رؤويَّة كالإله المتجسِّد في مجده، الذي هو الألف والياء، البداية والنهاية، الأوَّل والآخر، لذا وصفه بـ "شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ" ، حيث يقول بالروح "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ. أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ... كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ قَائِلًا: «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ..فَالْتَفَتُّ لأَنْظُرَ الصَّوْتَ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعِي. وَلَمَّا الْتَفَتُّ رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَايِرَ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلًا بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقًا عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ. وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأَبْيَضِ كَالثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ. وَرِجْلاَهُ شِبْهُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ، كَأَنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أَتُونٍ. وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. وَمَعَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا.

فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلًا لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ" (رؤ1: 7-18) .

ثم يراه مرَّة أخري كالديَّان الجالس علي عرش الدينونة "ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ" (رؤ14: 14)


إذًا فماذا يعني لقب ابن الإنسان كما استخدمه الرب يسوع المسيح؟ يعني اللَّقب كما بينّا أعلاه أنَّه هو المسيح، المسيَّا، الآتي والمنتظر كالإله المتجسِّد، الكامل في لاهوته والكامل في ناسوته:

(1) ابن الإنسان الذي هو رب الملائكة ؛ يقول الكتاب لما رأى الرب يسوع المسيح" نَثَنَائِيلَ مُقْبِلًا إِلَيْهِ فَقَالَ عَنْهُ: «هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ». قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ رَأَيْتُكَ». فَقَالَ نَثَنَائِيلُ: «يَا مُعَلِّمُ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» أَجَابَ يَسُوعُ: «هَلْ آمَنْتَ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَحْتَ التِّينَةِ؟ سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هَذَا!» وَقَالَ لَهُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً وَملاَئِكَةَ اللَّهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ»."[/COLOR] (يو1: 47-51).

(2) ابن الإنسان الكلي الوجود، الموجود في كل مكان : في حديثه مع نيقوديموس أحد قادة اليهود قال الربّ يسوع المسيح " وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ." (يو3: 13). وهنا يُؤكِّد أنَّه الموجود في كلِّ مكان في السماء وعلي الأرض في آنٍ واحدٍ، فهو ابن الإنسان النازل من السماء والصاعد إلي السماء والموجود في نفس الوقت في السماء. وقد أكَّد ذلك أيضًا في قوله لليهود " فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلًا!" (يو6: 62).
(3) ابن الإنسان هو ابن الله الذي له كل ما لله الآب من صفات وألقاب ويعمل جميع أعمال الله: يقول الكتاب " فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». فَمِنْ أَجْلِ هَذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللَّهَ أَبُوهُ مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللَّهِ. فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ. لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.
لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الاِبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ.. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللَّهِ وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ كَذَلِكَ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ. " (يو5: 17-27).
(4) ابن الإنسان النازل من السماء ليعطي الحياة الأبدية: قال الربّ يسوع المسيح " اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ لأَنَّ هَذَا اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ» .. لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». فَقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْزَ». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا. وَلَكِنِّي قُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمُونِي وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ.. لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. "(يو6: 27-38).

(5) ابن الإنسان هو ابن الله الحي: يقول الكتاب " وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. " (مت16: 13-18) .
(6) ابن الإنسان هو رب الملائكة والبشر الذي سيأتي على السحاب عند نهاية العالم ليدين المسكونة بالعدل ويجازي كل واحد بحسب أعماله " فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ" (مت16: 27).

" اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ». وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ.. وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدًّا (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا وَلاَ تَخَافُوا». فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ. وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ»." (مت 16: 28؛17: 1-9) .
† "مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ" (مت19: 28) .
† "يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ." (مت13: 41-43) .
† "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ هَكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ.. وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا." (مت24: 27-31) .
† " وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ:

وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مرقس 10: 45) -

تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ...«ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ.. فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ»." (مت25: 31-46) .

(7) ابن الإنسان غافر الخطايا:

" وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجًا يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ ..فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: «لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟» فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هَكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ:.. أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟ وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» - قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ». فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللَّهَ قَائِلِينَ: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا قَطُّ!». " (مر2: 3-13). وهنا يؤكِّد أنَّه يملك السلطان لغفران الخطايا، في حين أنَّه لا يغفر الخطايا إلاَّ اللَّه وحده مؤكدًا حقيقة لاهوته.
(8) ابن الإنسان هو الفادي الذي جاء ليبحث عن الضالين وليبذل نفسه، كالإله المتجسد، عن خطايا العالم، لذا يقول عنه الكتاب أنَّه رب المجد الذي صلب "لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ." (1كو2: 8)، واللَّه الذي فدي الكنيسة بدمه " كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ." (أع20: 28)؛ والذي انتصر علي الموت انتصارًا نهائيًا بقيامته من الأموات. وكانت آلامه وصلبه وموته حتميَّة " لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ." (مت18: 11)." أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ " (مت20: 28) :
" وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ." (مر8: 31).
" وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يو3: 14- 15).

ويُضيف الإنجيل للقدِّيس مرقس " ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ. وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ." (مر16: 19-20) .

باختصار ما هى المعطيات التى تُرافق لفظ ابن الانسان فى الاناجيل :

انه قال عن نفسه انه هو المسيح ،وان ابن الله وابن الانسان وجهان لنفس العملة ، فعندما سأله عظيم الكهنة: ((أأنت المسيح ابن المبارك ؟)) فقال يسوع: (أنا هو. وسوف ترون ابن الإنسان جالسا عن يمين القدير، وآتيا في غمام السماء).

وانه رب السبت وفوق قانونه .
وانه عَلًم تلاميذ انه كابن الانسان ينبغي ان يتالم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة ايام يقوم من الموت ،اتماما لما هو مكتوب بالانبياء عن ابن الانسان. وانه اُعطى سلطانا ليدين البشر،ويغفر لهم الخطايا .

وانه قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان( كما قال دانيال عنه )، وانه متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ تفهمون اني انا هو..
و يبدوا انهم لم يفهموا ما مراد يسوع ب ابن الانسان (بمعناه المسيانى) ، فطبقا ليوحنا: فاجابه الجمع: «نحن سمعنا من الناموس ان المسيح يبقى الى الابد، فكيف تقول انت انه ينبغي ان يرتفع ابن الانسان؟ من هو هذا ابن الانسان؟» فقال لهم يسوع:«النور معكم زمانا قليلا بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب. ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور.

وانه سيصعد الى السماء حيث كان اولا .وانه ليس احد صعد الى السماء الا الذي نزل من السماء، ابن الانسان الذي هو في السماء.و انه كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان، وانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال.
وانه اوصى تلاميذه: «لا تعلموا احدا بما رايتم حتى يقوم ابن الانسان من الاموات».وانه لم يات ليُخدَم بل ليخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين».
وان تلاميذه لايكملون التبشير فى مدن اسرائيل حتى ياتي ابن الانسان من السماء.وانه قال لتلاميذه: «ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني . فان من اراد ان يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي يجدها. 26 لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه؟ فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله. الحق اقول لكم ان من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الانسان اتيا في ملكوته».
وعند نزوله من السماء ، تظهر علامة ابن الانسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.،ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.و تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر.
وان البعض راه :«إني أرى السماء مفتوحة وابن الإنسان واقفا عن يمين الله!»

...............................

مسالة "الكلمة الله" :

مسالة "الكلمة الله" :

يسوع كاتب يوحنا ،من اين جاء به؟

كما فعل باقى كتبة الاناجيل،يفتتح كاتب يوحنا انجيله بعرض وجهة نظره عن اصل المسيح،الا وهى، ان المسيح له وجود سماوى لدنى سابق لميلاد يسوع ،فهو الكلمة الخالقة التى صارت جسدا ... انها فكرة صادمة تثير الاندهاش لاول وهلة،وتثير فضولا لمعرفة دوافع الكاتب لذلك الاعتقاد ومصادره ....لحسن الحظ الامر لم يعد لغزا ،وفهمه ابسط مما نتخيل !!...من اين اتى يوحنا بفكرة ان المسيح سماوى المصدر و له وجود سابق لميلاد يسوع؟ الاجابة يعطيها لنا كاتب يوحنا نفسه,فيعرض لنا كاتب يوحنا،وجهات النظر اليهوديه المعاصرة له والمتعددة،عن اصل مجئ المسيح :
يوحنا اصحاح 7 فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا:«هذا بالحقيقة هو النبي». 41 اخرون قالوا:«هذا هو المسيح!». واخرون قالوا:«العل المسيح من الجليل ياتي؟ 42 الم يقل الكتاب انه من نسل داود، ومن بيت لحم ،القرية التي كان داود فيها، ياتي المسيح؟» 43 فحدث انشقاق في الجمع لسببه .... قال لهم نيقوديموس، الذي جاء اليه ليلا، وهو واحد منهم: 51 «العل ناموسنا يدين انسانا لم يسمع منه اولا ويعرف ماذا فعل؟» 52 اجابوا وقالوا له:«العلك انت ايضا من الجليل؟ فتش وانظر! انه لم يقم نبي من الجليل» .
فعلا،اعتقد كثير من اليهود وقتها بميلاد المسيح من بيت لحم،وبما ان يسوع من الجليل،فصار ذلك من احد اسباب اعتراض هؤلاء اليهود على الادعائات عن كونه المسيح،بل لم يهضموا حتى فكرة انه نبى،وقالوا "انه لم يقم نبي من الجليل"...
كاتب يوحنا ،كان يعلم بتلك الورطه "كون يسوع من الجليل"، ووجد حلا لها ..لكن لنقرا اولا المزيد من التاويلات المعاصرة التى عرضها
...يوحنا 12: 34 فاجابه الجمع: «نحن سمعنا من الناموس ان المسيح يبقى الى الابد، فكيف تقول انت انه ينبغي ان يرتفع ابن الانسان؟ من هو هذا ابن الانسان؟»
مسيح يبقى للابد بالرغم من رفعه؟من اى نوع ذلك المسيح الذى مملكته ابديه؟بالرغم من غيابه عن الساحة؟
سال نفسه كاتب يوحنا؟اشكالية وجد حلا لها ايضا..لنقرا المزيد

يوحنا 25 فقال قوم من اهل اورشليم:«اليس هذا هو الذي يطلبون ان يقتلوه؟ 26 وها هو يتكلم جهارا ولا يقولون له شيئا! العل الرؤساء عرفوا يقينا ان هذا هو المسيح حقا؟ 27 ولكن هذا نعلم من اين هو، واما المسيح فمتى جاء لا يعرف احد من اين هو».
وتلك فكرة فعلا اعتقدها بعض اليهود وقتها،"المسيح ياتى من حيث لا نعلم"
قد يدعم ذلك : ميدراش بيريشيت رابا،، يقول الكتاب " تك 4: 25 وعرف ادم امراته ايضا، فولدت ابنا ودعت اسمه شيثا، قائلة: «لان الله قد وضع لي نسلا اخر.." قال الحاخام تانشوما عن الحاخام شموئيل تعليقه على الكلام: "لاحظت حواء النسل الذى جاء من مكان آخر(غير معروف)، ومن هو ياترى ؟انه المسيح الملك".
وجاء رد يوحنا ,المسيح جاء من مكان لا يعرفونه،وهو السماء :
يوحنا 7 :28 فنادى يسوع وهو يعلم في الهيكل قائلا: «تعرفونني وتعرفون من اين انا، ومن نفسي لم ات، بل الذي ارسلني هو حق، الذي انتم لستم تعرفونه. 29 انا اعرفه لاني منه، وهو ارسلني»
Joh 6:38 فما نزلت من السماء لأعمل ما أريده أنا، بل ما يريده الذي أرسلني.
Joh 3:13 ما صعد أحد إلى السماء إلا ابن الإنسان الذي نزل من السماء.

انه ابن الانسان سماوى المصدر ،وبالطبع مصدر كلام يوحنا هو تاويل نص دانيال عن المسيح
ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ 7:13وَإِذَا بِمِثْلِ ابْنِ الإِنْسَانِ مُقْبِلاً عَلَى سَحَابٍ حَتَّى بَلَغَ الأَزَلِيَّ فَقَرَّبُوهُ مِنْهُ. 14 فَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِسُلْطَانٍ وَمَجْدٍ وَمَلَكُوتٍ لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ مِنْ كُلِّ لِسَانٍ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ لَا يَفْنَى، وَمُلْكُهُ لَا يَنْقَرِضُ.

تقول الموسوعة اليهودية فى مقال Preexistence of the Messiah

وهذا يشمل وجوده قبل الخلق. وجود اسمه؛ وجوده بعد خلق العالم. هناك مقطعين توراتيين قد يكونا اشارتين لوجهة نظر وجود المسيح السابق: ميخا 5: 2اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل.. دانيال.7: 13 يتحدث عن "واحد مثل ابن الإنسان"، الذي "جاء مع غيوم السماء، وجاء إلى الأيام القديمة" . في اخنوخ يتحدث عن: "لقد اختير المسيح من قبل الله قبل خلق العالم، وقال انه يجب أن يكون بجانبه إلى الأبد". وقبل أن تخلق الشمس و نجوم السماء او تظهر علامات البروج ، اسمه (المسيح) كان ينطق في وجود رب الأرواح ,وبصرف النظر عن تلك المقاطع السابقة، كانت هناك افكار بين العامة ان أن المسيح كان مخفيا يحتفظ به الله،ولن يراه احد او يعلم من اين جاء،لحين تتويجه مسيحا الخ.....

.
يوحنا اذن اعتبر ابن الانسان "وابن الله والمسيح وحمل الله الخ" كائن سماوى ،وله وجود سابق واستلهم ذلك من نص دانيال الخ...
لكن حتما سيظهر لخيال كاتب يوحنا تساؤل :اى كائن سماوى كان المسيح قبل نزوله ؟
تاكدنا ان جميع كتبة العهد الجديد فهموا ان العهد القديم يتكلم عن المسيح كابنا بكرا فريدا من نوعه للرب ....كاتب يوحنا تجاهل سكان السماء من الملائكة، ،ووضع اختياره على من هو اعظم واقرب للرب ،فاراد ابنه البكر ان يكون بضعه منه ،و قام باعمال عقله لاستخلاص بضعا من الرب ،وفتح اول صفحات التوراه وفى اول سطورها،وبدون ادنى مجهود فكرى،وجد ضالته المنشوده : سفر التكوين 1.1 في البدء خلق الله السماوات والأرض.2 وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه.3 وقال الله: «ليكن نور»، فكان نور.
ان المسيح،هو الكلمة المتولدة من الرب "كن فيكون"
يقول بارت ايرمان فى كتابه كيف اصبح يسوع الها:

وكما هو الحال في النصوص اليهودية الأخرى، فإن "كلمة الله"منفصلة عن "الله"، لكن مع ذلك، وبما أن كلمة الله تعبيره الخارجي عن نفسه، فهى تمثله بشكل كامل ، ولا تفعل أي شيء آخر، وبهذا المعنى فهى بحد ذاتها الله . لذا يقول كاتب يوحنا أن الكلمة كانت "مع الله"و "كانت هى الله". هذه الكلمة هي التي جلبت كل الحياة إلى الوجود وجلب الضوء من الظلام - كما هو الحال في سفر التكوين.ويضاف ايضا ان وصف يوحنا للكلمة،سيذكر القارئ المتعمق بما تقول بعض النصوص اليهودية عن الحكمة، كالوسيط الإلهي الذي خلق الله من خلاله العالم، كما هو الحال في سفر الأمثال وسفر الحكمة ،فيصف الكاتب حكمة الله بالاتى:
١- انها كانت فى البد مع الله :
اقْتَنَانِي الرَّبُّ مُنْذُ بَدْءِ خَلْقِهِ، مِنْ قَبْلِ الشُّرُوعِ فِي أَعْمَالِهِ الْقَدِيمَةِ. 23 مُنْذُ الأَزَلِ أَنَا هُوَ، مُنْذُ الْبَدْءِ قَبْلَ أَنْ تُوْجَدَ الأَرْضُ.9 إن معك الحكمة العليمة بأعمالك، والتي كانت حاضرة إذ صنعت العالم..
٢-ان الخلق تم بواسطتها :
سفر الحكمة : فعلمت جميع المكنونات والظواهر، لأن الحكمة مهندسة كل شيء...
اذن فكرة كاتب يوحنا عن الكلمة، مصدرها اساسا التراث اليهودى..

و لا ننسي بالطبع فيلون السكندرى ،اقتباس من موقع المعرفه:

فيلو كان فيلسوفاً يهودياً هلينياً ولد في الإسكندرية.وكان الله في كتابات فيلو هو الكائن الجوهري في العالم، وهو كائن غير مجسّد، أزلي سرمدي.....، ولكي يخلق الله العالم بأن يشكّل المادة، ويوجد الصلات بينه وبين الإنسان، إستخدم لذلك جمعاً من الكائنات الوسطى يسميها اليهود ملائكة ويسميها اليونان شياطين diamones ويسميها أفلاطون أفكاراً. ويقول فيلو إن في وسعنا أن نتصوّر هذه الكائنات في صورة أشخاص، وإن كانت في واقع الأمر لا وجود لها إلا في العقل الإلهي بوصفها أفكار الله وقواه وهي مجتمعة تكون ما يسميه الرواقيون الكلمة أو العقل الإلهي خالق العالم وهاديه. وكان فيلو يتأرجح بين الفلسفة واللاهوت، وبين التجريد والتجسيد، ولهذا كان يفكر في العقل الإلهي مرة كأنه شخص وفي ساعة من ساعات نشوته الشعرية يسميه أول ما ولد الله". وغبن الله من الحكمة العذراء، ويقول إنه عن طريق الكلمة كشف الله عن نفسه للإنسان. وإذا كانت الروح في رأيه جزءاً من الله، فإن في وسعها أن تسمو عن طريق العقل فترى الكلمة رؤيا صوفية، وإن كانت لا ترى الله نفسه؛ وربما كان في وسعنا إذا تحررنا من دنس المادة والحس، وتدرّبنا على الزهد والتفكير الطويل، أن نصبح في ساعة من الساعات روحاً خالصة، وأن نرى الله نفسه في لحظة من لحظات النشوة.ولقد كانت "عقيدة العقل الإلهي"التي يقول بها فيلو من الآراء ذات الأثر الأكبر في تاريخ التفكير البشري. ولرأيه هذا سابقات واضحة في فلسفة هرقليطس وأفلاطون، والرواقيين؛ وأكبر الظن أنه كان يعرف الآداب اليهودية التي نشأت في العصر القريب من عصره، والتي جعلت من حكمة الله بوصفه خالق الكون شخصاً محدداً مميزاً، وما من شك في أنه قد انطبعت في عقله تلك العبارات الواردة في سِفْر الأمثال (8:22) وما بعدها، والتي تقول فيها الحكمة، "الرب قناني أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم. منذ الأزل مُسِحَت منذ البدء، منذ أوائل الأرض. إذ لم يكن غمر أبدئت إذ لم تكن ينابيع كثيرة المياه. من قبل أن تقررت الجبال قبل التلال أبدئت إذا لم يكن قد صنع الأرض بعد".وكان فيلو معاصراً للمسيح ويلوح أنه لم يسمع قط عنه، ولكنه قد أسهم على غير علم منه في تكوين اللاهوت المسيحي. ولم يكن أحبار اليهود راضين عن تفسيراته المجازية للكتاب المقدّس، لظنهم أن هذه التفسيرات قد تُتّخذ حجة لنبذ الطاعة الحرفية للشريعة اليهودية؛ وكانوا يرتابون في عقيدة الكلمة ويعدّونها ارتداداً عن عقيدة التوحيد...

ابن الله ورسائل بولس:

كذلك اعتقد كاتب رسائل بولس بفكرة التجسد،وبفكرة ان ابن الله سماوى المصدر ،رسالة رومية ٨-٢ فالله اذ ارسل ابنه في شبه جسد الخطية ولاجل الخطية دان الخطية في الجسد .
رسالة كولوسي: هُوَ صُورَةُ اللهِ الَّذِي لَا يُرَى، وَالْبِكْرُ عَلَى كُلِّ مَا قَدْ خُلِقَ، 16 إِذْ بِهِ خُلِقَتْ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لَا يُرَى، أَعُرُوشاً كَانَتْ أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِئَاسَاتٍ أَمْ سُلُطَاتٍ. كُلُّ مَا فِي الْكَوْنِ قَدْ خُلِقَ بِهِ وَلأَجْلِهِ. 17 هُوَ كَائِنٌ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهِ يَدُومُ كُلُّ شَيْءٍ.
وهو نص كنصوص كاتب يوحنا ,تاثر بوضوح بالنصوص اليهودية التى تتكلم عن الحكمة :

سفر الامثال 22الحكمة تقول «شَكَّلَنِي اللهُ مُنذُ البِدايَةِ،أنا أوَّلُ أعمالِهِ.23 هَيَّأَنِي فِي قَدِيمِ الزَّمانِ،فِي البَدءِ، قَبلَ أنْ تَبدَأَ الأرْضُ.24 خَرَجتُ قَبلَ أنْ يَكُونَ هُناكَ بَحرٌ،وَقَبلَ أنْ يَكُونَ هُناكَ ماءٌ فِي اليَنابِيعِ.25 وُجِدْتُ قَبلَ أنْ تَستَقِرَّ الجِبالُ وَالتِّلالُ فِي مَكانِها.26 عِندَما لَمْ تَكُنِ الأرْضُ وَالحُقُولُ قَدْ صُنِعَتْ،وَلَمْ تُصنَعْ ذَرَّةٌ مِنْ تُرابِ العالَمِ.
ﺃﻣﺜﺎﻝ 9:5 «تَعَالَوْا كُلُوا مِنْ خُبْزِي وَاشْرَبُوا مِنَ الْخَمْرِ الَّتِي مَزَجْتُ.
سفر حكمة سليمان الحكيم ٩-٩ان معك الحكمة العليمة باعمالك والتي كانت حاضرة اذ صنعت العالم وهي عارفة ما المرضي في عينيك والمستقيم في وصاياك,فارسلها من السماوات المقدسة وابعثها من عرش مجدك حتى اذا حضرت تجد معي واعلم ما المرضي لديك ,فانها تعلم وتفهم كل شيء ......,و الحكمة هي التي خلصت كل من ارضاك يا رب منذ البدء.
سفر يشوع بن سيراخ(عمل من القرن الثاني قبل الميلاد ):
1 الحكمة تمدح نفسها، وتفتخر بين شعبها.2 تفتح فاها في جماعة العلي، وتفتخر أمام جنوده،3 وتعظم في شعبها، وتمجد في ملإ القديسين،4 وتحمد في جمع المختارين، وتبارك بين المباركين، وتقول:5 «إني خرجت من فم العلي بكرا قبل كل خليقة،6 وجعلت النور يشرق في السموات على الدوام، وغشيت الأرض كلها بمثل الضباب،7 وسكنت في الأعالي، وجعلت عرشي في عمود الغمام.8 أنا وحدي جلت في دائرة السماء، وسلكت في عمق الغمار، ومشيت على أمواج البحر،9 وداست قدمي كل الأرض، وعلى كل شعب،10 وكل أمة تسلطت،11 ووطئت بقدرتي قلوب الكبار والصغار. في هذه كلها التمست الراحة، وبأي ميراث أحل».12 حينئذ أوصاني خالق الجميع، والذي حازني عين مقر مسكني،13 وقال: «اسكني في يعقوب، ورثي في إسرائيل».14 قبل الدهر من الأول حازني، وإلى الدهر لا أزول

١-الحكمة صورة صلاح الله،الابن يسوع صورة الله.
٢-الحكمة جالسة على عرش الله ،الابن يسوع كذلك .
٣-الحكمة موجودة قبل الخلائق وبكرا لكل الخلائق،الابن يسوع الْبِكْرُ عَلَى كُلِّ مَا قَدْ خُلِقَ، و كَائِنٌ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ.
٤-الحكمة خرجت من فم العلي قبل الخليقة،يسوع الابن كذلك
٥- الحكمة علمت جميع المكنونات والظواهر، لأن الحكمة مهندسة كل شيء، الابن يسوع بِهِ خُلِقَتْ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لَا يُرَى.
٦- الحكمة يبعثها الله من عرشه السماوى الى الارض،الابن يسوع يبعثه الله من عرشه السماوى الى الارض.
٧- الحكمة هى مصدر النور ،فجعلت النور يشرق في السموات على الدوام وهى ضياء النور الأزلي،الابن يسوع هو نور العالم.
٨- الحكمة تعطى خبزا للحياة، يسوع الابن هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ.
٩ - الحكمة خلصت كل من ارضا الرب منذ البدء،يسوع الابن يخلص كذلك.
بعبارة،بارت ايرمان،
اقتباس:
"كما ان الكلمة صارت جسدا عند يوحنا،الحكمة صارت جسدا عند كاتب النص"..
يقول James D. G. Dunn ،فى كتابه "المسيح تحت الصنع"
اقتباس:
"ما قالته اليهودية قبل المسيحية عن الحكمة و ما قاله فيلو أيضا عن اللوجوس الكلمة،هو ايضا ماقاله بولس والآخرين عن يسوع، فالدور الذي تحيله كتابات سفر الأمثال،سفر ابن سيراخ، الخ ، إلى الحكمة، هو نفس الدور الذى احاله المسيحيين الأوائل إلى يسوع. و هذا المفهوم عن الحكمة يوازي نوعا ما، التفاسير اليهودية العامة عن كيفية ان الله المتعال يمكن أن يتشارك في عملية خلق مؤقته.فقام الترجوم الآرامى بحل تلك المشكلة من خلال مساواة الله مع كلمته؛ وهكذا، في الترجوم يفسر، نص الخروج 19:17، بدلا من قول"الناس خرجوا للقاء الله"، فإنه يقول أن "الناس خرجت للقاء كلمة الله، أو ميمرا."



ختام الكلام عن مدى تاريخية ادعاءات الاناجيل باتهامات اليهود ليسوع التى ادت لصلبه ، فى المشاركة القادمة

[فتحي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النجار

بمعنى اخر هل حدث تاريخيا ،ان انتقد الفريسيون مسالة اقتطاف الحبوب واكلها في يوم السبت ، لانه طبقا لهم ممنوع كتابيا فى (الخروج 34:21). ام لا؟

طبقا لهم ! يعني انت تعتبر الفريسيين المعترضين على يسوع اصحاب عصمة فما يقولوه لا يجب معارضته ويجب التصديق عليه تصديق اعمى بلا جدال ولا نقاش حتى لو كانوا على خطأ!

هكذا هي المساله عندك ؟!

ثم النص يقول :

٢١ سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ، وَأَمَّا ٱلْيَوْمُ ٱلسَّابِعُ فَتَسْتَرِيحُ فِيهِ. فِي ٱلْفَلَاحَةِ وَفِي ٱلْحَصَادِ تَسْتَرِيحُ.

فتلاميذ يسوع لم يكونوا يعملوا في الحقل ولم يكونوا يحصدوا بل قطفوا حبوب واكلوا لانهم جاعوا فهل لو شخص يسير في الحقل يوم السبت وقطف تفاحه واكلها يعتبر هذا عمل حصاد وفلاحه محرم عمله يوم السبت ؟!

سبق واثبت ان العمل المحرم من فم رب اليهود نفسه يوم السبت هو الحصاد والعمل التجاري والبيع والشراء والعمل بالاجر وهذا ما لم يقوم به لا المسيح ولا تلاميذه ولكنك تغض النظر تماما لان المساله عندك تأثر شخصي بينك وبين يسوع وتريد باي شكل اظهاره انه المخطئ !

طيب في يوم السبت كان ينزل ملاك ويحرك بركه سلوام :

انجيل يوحنا 5
١ وَبَعْدَ هَذَا كَانَ عِيدٌ لِلْيَهُودِ، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ. ٢ وَفِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ ٱلضَّأْنِ بِرْكَةٌ يُقَالُ لَهَا بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ «بَيْتُ حِسْدَا» لَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَةٍ. ٣ فِي هَذِهِ كَانَ مُضْطَجِعًا جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى وَعُمْيٍ وَعُرْجٍ وَعُسْمٍ، يَتَوَقَّعُونَ تَحْرِيكَ ٱلْمَاءِ. ٤ لِأَنَّ مَلَاكًا كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَانًا فِي ٱلْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ ٱلْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلًا بَعْدَ تَحْرِيكِ ٱلْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ ٱعْتَرَاهُ. ٥ وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً. ٦ هَذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعًا، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَانًا كَثِيرًا، فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟». ٧ أَجَابَهُ ٱلْمَرِيضُ: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي ٱلْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ ٱلْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ، يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ». ٨ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قُمِ. ٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱمْشِ». ٩ فَحَالًا بَرِئَ ٱلْإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى. وَكَانَ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ سَبْتٌ.
١٠ فَقَالَ ٱلْيَهُودُ لِلَّذِي شُفِيَ: «إِنَّهُ سَبْتٌ! لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ سَرِيرَكَ».

اشمعنى اعترضوا على المريض الذي شفاه يسوع لانه حمل سريره يوم السبت بحسب فهمهم الخاطئ الحرفي وهو ليس بعمل محرم اصلا لانه ليس عمل وظيفي مدفوع الاجر ولم يعترضوا على الملاك الذي كان ينزل ويحرك الماء يوم السبت ولم يعتبروا الملاك كاسر للوصيه ؟!

[النجار]

صلب المسيح بين التاريخ والاديان الابراهيمية ( 7 )


مسالة المجئ الثانى ليسوع:


عقيدة المجئ الثانى ليسوع ،ما هى الا ابتداعا دعائيا من المسيحيون الاوائل ،نشا بعد مقتل يسوع ،لتبرير فشله فى تحقيق نبؤات المسيح التقليدية فى مجيئه (الاول!)...
و بعبارة الحاخام الشهير david wolpe :
"عقيدة نَبَعَتْ من حالة من الياس مر بها المسيحيون الاوائل.
فبعد موت يسوع سعى اتباعه الى البحث عن تبرير عقائدى للكارثة التى حلت بهم"
.. انه كان اختراعا ليواسي به اتباع يسوع انفسهم بعد مقتل قائد حركتهم، ومن اجل اقناع الافراد المستهدفون بالتبشير بان يسوع هو المسيح المنتظر ،بالرغم من مقتله ! ...

لكن كما ذكرنا قبل ذلك ،اكذوبة المجئ الثانى ،لم تكن الاستراتيجية الوحيدة لاقناع انفسهم و الافراد المستهدفون بالتبشير بشرعية مسيانية يسوع ،بل كان هناك اكاذيب اضافية ،وهى:
1-الترويج لفكرة انه قهر الموت وبُعث منه ، وبالطبع بما انهم لا يستطيعون الامساك بيسوع المبعوث من الموت وعرضه على القراء ،بالتالى رفعوه الى السماء ،ولا من شاف ولا من درى ....
2- اكذوبة اخرى ساعدتهم فى زيادة مستوى الاقناع لقرائهم السُذَج ،كان الترويج على صفحات اناجيلهم بان يسوع حقق نبؤات ميسيانية ، وفى تلك الحالة المدراش والتاويل الباطنى كان الملجا لهم .. وها هى ما تسمى بالنبؤات التى ادعى كتبة الاناجيل انه حققها
١- انه وٌلد من عذراء .أنه يأتي من نسل يعقوب
٢- انه وُلد فى بيت لحم.
ان مجيئه تلى مجئ ايليا
٣- انه ركب حمارا ودخل القدس بها
٤- ان فى عهده قام هيرودوس بمذبحة للاطفال
٥- انه شفى مرضى؟
٦- انه تكلم بامثال؟
٧-انه ذهب لمصر ورجع منها
٨- ان صديقه خانه من اجل المال وأنه سيباع بثلاثين من الفضة ،والتنبؤ بأن الفضة تعاد ويشترى بها حقل الفخاري.
٩- انه سكت اثناء محاكمته
١٠- انه لم يكسر له عظما على الصليب
١١- انهم سقوه خلا على الصليب
١٢- انهم اقترعوا على ثيابه ,التنبؤ بأنه سيلطم على خده ويتفل عليه.والتنبؤ بأنه يصلب مع أثمة..أنه يدفن مع غني عند موته.
١٣- انه قام من الاموات بعد ٣ ايام
١٤-انه رٌفع الى السماء
١٥- انه كان كاهنًا على رتبة ملكي صادق

يمكننا تصنيف ماسبق كالاتى :

١-عبارات لم يقصد بها كاتبها الاصلى انها نبؤات ..

٢-او تنبؤات تشير الى توقعات لاشياء ماضية تسبق حياة يسوع ولا تنطبق عليه.

سبب اختيارهم لتلك النصوص ،هو انها لن تسبب لهم اى اشكال اثناء الترويج لها ،لانها تتكلم عن امور لن يستطيع القارئ لا التحقق منها شخصيا ،لا هو ولا غيره ،ولا يستطيع الاتيان بدليل لينفيها ..

على سبيل المثال : هل يستطيع القارئ ان يتحقق من او ينفى الادعاء بميلاد
عذرى ليسوع؟
هل يستطيع ان يتحقق من او ينفى الادعاء بميلاد يسوع فى بيت لحم؟
او الادعاء بركوبه حمار ودخوله القدس بها ؟ او ان هيرودوس قام مذبحة للاطفال؟
او انه شفى مرضى؟ او انه تكلم بامثال؟ ،او انه ذهب لمصر ورجع منها ؟او ان صديقه خانه من اجل المال؟او انه سكت اثناء محاكمته؟ او انه لم يكسر له عظما على الصليب ؟ او انهم سقوه خلا على الصليب؟او انهم اقترعوا على ثيابه؟ او انه قام من الاموات ؟ .....

تلك التفاهات ،ما اسهل الادعاء انها حدثت .. لكن عندما نجئ الى ساحة الجد حيث النبؤات الميسيانية الاصلية ،هنا سيُلقمون الحجر ...
هل يستطيعون الادعاء بعودة اليهود المشتتين الى ارضهم فى عصر يسوع ؟او الادعاء باعتناق جميع البشر الديانة اليهودية؟ او الادعاء بحلول سلام عالمى تم تدمير جميع اسلحة الحرب فيه ، و لم يعد هناك جوع ولا امراض ولا موت؟

الاجابة بالطبع لا .

... ومن ثم كما يقول المثل "على قد لحافك مد رجليك "...
بالتالى رغم انفهم سيبتدعون مجئ ثانى لكى يحقق فيه يسوع تلك النبؤات.

................................

نعود مرة اخرى للتساؤل

هل نصوص اتهام يسوع بالتجديف تاريخية ؟ الان سنجيب عن ذلك التساؤل ...

سنراجع نصوص مرقس اولا .. النص الاول

ان يسوع ، قال لمشلول يطلب الشفاء :((يا بني، غفرت لك خطاياك)).
وكان بين الحاضرين هناك بعض الكتبة، فقالوا في قلوبهم:(ما بال هذا الرجل يتكلم بذلك ؟ إنه ليجدف. فمن يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده ؟ فسألهم: (لماذا تقولون هذا في قلوبكم ؟ فأيما أيسر ؟ أن يقال للمقعد: غفرت لك خطاياك، أم أن يقال: قم فاحمل فراشك وآمش ؟فلكي تعلموا أن ابن الإنسان له سلطان يغفر به الخطايا في الأرض)، ثم قال للمقعد:
قم ،فقام فحمل فراشه لوقته، وخرج بمرأى من جميع الناس، حتى دهشوا جميعا ومجدوا الله وقالوا: (ما رأينا مثل هذا قط)

النص السابق فهمنا معناه سابقا ،وفهمنا معنى ابن الانسان ، و المعنى المقصود وراء سلطان غفران الذنوب الخ ومن ثم نقول :

ادعاء الاناجيل بان اليهود اتهموا يسوع بانه يجدف فى ذلك النص تحديدا،يمكننا ان نعتبر ان تلك العبارة مشكوكا فيها من منظورا تاريخيا ، للاسباب التالية:

١- تحتوى على ادعاء بقيام يسوع بمعجزة وهو ما يضع كل العبارة خارج التاريخ ،لان ما بُنى على باطل فهو باطل.

٢- تحتوى على لقب ابن الانسان ،ويبدوا بوضوح ان الكاتب اراد به المعنى المسيانى ،بدليل كلمة "سلطان" ... وذكرنا مسبقا ،ان لقب "ابن الإنسان" لم يتم استخدامه فى ادبيات التوقعات المسيانية ،فى مرحلة ما قبل المسيحية ،او كلقب للمخلص المتوقع أن يأتي في نهاية العالم ,بالتالى من المقبول افتراض ان من ابتدع الاستخدام المسيانى للمصطلح كان المسيحيون الاوائل ،ونجد فى العبارات التى استخدم فيها يسوع اللقب ،تصورات لا يقبل المؤرخون انها قيلت على لسانه كتبؤه بموته وقيامته ،ومجيئه للدينونة ..

٣- امكانية ان تكون العبارة،والتى وضعوها فى فم يسوع ، انعكاسا لجدل دار بين المسيحيون الاوائل واليهود ،وبدا بعد رحيل يسوع..
كما يقول العالم المسيحى Brown, Raymond E. An فى كتابه Introduction to the New Testament

ربما رَوًجَ المسيحيون الأوائل تلك القصة ، لدعم مزاعمهم حول قدرة يسوع على غفران الخطايا. و من ثم كانت المسالة تجديفا بالنسبة للربانيون اليهود الذين لا يعتقدون أن يسوع هو الله ، خلافا لجمهور مرقس الذين امنوا بلاهوت المسيح.

يمكننا اذن رفض تاريخية الحدث الذى تذكره العبارة ، لكن يمكننا ان نتقبل بيقين تام ،المعنى والهدف من ورائها ،اذا وضعناها فى التوقيت الصحيح ، اى بعد رحيل يسوع ،وانها تعكس ليس جدلا يسوعيا يهوديا تاريخيا ، بل جدلا بين اليهود والمسيحيون الاوائل ،عندما بدا المسيحيون الاوائل باحتراف الدجل والشعوذة العلاجية باسم يسوع ، والذى روجوا بانه الشافى و المُخلص بدمه، لتساعدهم فى التبشير ،واجتذاب مزيد من الاتباع،و ايضا تمويل الكنيسة ..

الامر الذى كان تهديدا فى غاية الخطورة للكهنوت اليهودى الطفيلى هو الاخر ..

يقول Sam Peedikayil Mathew
فى بحثه Christology for a New World:

كلمات يسوع للمشلول ، "قد غُفِرت خطاياك" يجب تفسيرها في ضوء مفهوم العهد القديم لمغفرة الخطايا. بان وجهة النظر المعيارية في العهد القديم هي أن الله يغفر الذنوب وليس الإنسان . و على الرغم من أن الذبائح مطلوبة لغُفران الخطايا ، إلا أنها لا تؤثر على غفران الخطايا.و كما نرى في سفر العدد 5: 7 كانت التوبة والاعتراف بالخطايا جزءًا أساسيًا من طقس الذبائح، و التوبة يتم الاعلان عنها من خلال ذبيحة ،حيث "يُكَفِر" الكاهن، والشخص "يُغفَر له". و يشير عالم العهد الجديد ساندرز إلى أنه لا يوجد دليل على أن الكهنة ينطقون بالمغفرة ،ذلك على الرغم من حقهم فى القيام بذلك.فى الواقع ،كانت الفكرة المشتركة بين جميع اليهود في القرن الأول الميلادي ، هي أن الله هو الذي يغفر الخطايا على أساس التوبة من خلال الذبائح اليومية والخاصة ،وخاصة من خلال طقوس يوم الغفران.
واعتراض الكتبة فى نص مرقس تحديدا كان على من الذى يحق له ان يُعلِن الغفران. ومن خلال إعلانه عن مغفرة الخطايا ، يفعل يسوع هنا ما يمكن أن يفعله الكاهن فقط ، وبالتالي يتحدى وساطة مغفرة الخطايا ،التى تخصصت بها طائفة الهيكل وكهنوتها اليهودى .
فكان الكتبة هم الخبراء القانونيين والقضاة ، المطلعين على أقوال وحكمة القدماء (Ecclus 37:33 ؛ 39: 1) .و يشير سالدريني إلى أنه على الرغم من أن الكتبة كانوا يعتمدون على إيرادات المعبد ويخضعون للكهنة الذين سيطروا على المعبد ، لكنهم كانوا جزءًا من القيادة السياسية خلال فترة الحشمونيون ...
ونجد في الأناجيل ، أن الكتبة كانوا مرتبطين بالحكومة في القدس ومشاركين للكهنة في الإجراءات القضائية ، وإنفاذ العادات اليهودية والأعمال الجارية للسنهدرين.
لقد طوروا في المقام الأول المبادئ المتعلقة بالقداس والمهرجانات والمستحقات للمعبد والكهنوت ، وغالبًا ما يفضلون الأغنياء والأقوياء.و هيمن الكتبة بشكل خاص على مسالة تفسير التوراة .

إن إعلان يسوع (او المسيحيون الاوائل) عن "مغفرة الخطايا" خارج الهيكل وكهنوته ،سيكون تقويضا للاساس العقائدى لطقس الذبائح المُتمركز فى المعبد، وهو الذي بدوره أعطى الشرعية للمنفعة الاقتصادية التي تلقاها المعبد وأنصاره من خلال الذبائح. لذلك ، و بسبب ارتباطهم الوثيق بالمعبد والاعتماد عليه ، يمكن بسهولة فهم احتجاج الكتبة.
لان اعمال يسوع وكلماته ستؤثر على المكانة الاجتماعية للكتبة، اذن .
وهناك مغزى لادخال مرقس عبارة "ابن الإنسان" في سياق الخلاف حول مغفرة الخطايا. وهو ان سلطة ابن الإنسان تتحدى سلطة مغفرة الخطايا عن طريق الهيكل والكهنوت والكتبة الذين يدعمونها. لذلك تم التأكيد على أن "ابن الإنسان له سلطة على الأرض ليغفر الخطايا". فيعاد تفسير ابن الإنسان السماوي في دانيال على أنه له سلطة "على الأرض" و على الكهنة و
الكتبة الذين يمارسون سلطتهم على الأرض من خلال استغلال غفران الله للخطايا من أجل المكانة الاجتماعية والمكاسب الاقتصادية.

تاكيدا لكلام الكاتب
https://www.nbcnews.com/sciencemain/...omy-8C11073738


المسالة اذن مسالة خلاف وتنافس على النفوذ والاقتصاد ، فاذا حضرت ذبيحة الخروف يسوع رب الارباب وملك الملوك ، بَطُلَت ذبائح المعبد ونفوذه واقتصاده.. وسيلبس كهنوت المعبد الطٌرَحه ويبكى مُتسولا على الاطلال.
وتم استبدال الهيكل الطُفيلى بالكنائس الطُفيليه..

يوحنا يذكر الحدث لكن يُضيف اضافة طريفة :

فقال له يسوع: (( قم فاحمل فراشك وامش)). فشفي الرجل لوقته، فحمل فراشه ومشى. وكان ذلك اليوم يوم السبت. فقال اليهود للذي شفي:هذا يوم السبت، فلا يحل لك أن تحمل فراشك)). فأجابهم: (( إن الذي شفاني قال لي: احمل فراشك وامش ؟). فسألوه: (( من الرجل الذي قال لك: احمل فراشك وامش ؟). وكان الذي شفي لا يعرف من هو، لأن يسوع انصرف عن الجمع الذي في المكان. ولقيه يسوع بعد ذلك في الهيكل، فقال له: (( ها إنك قد تعافيت، فلا تعد إلى الخطيئة، لئلا تصاب بأسوأ)). فذهب الرجل إلى اليهود، فأخبرهم أن يسوع هو الذي شفاه. فأخذ اليهود يضطهدون يسوع لأنه كان يفعل ذلك يوم السبت. فقال لهم: (( إن أبي ما يزال يعمل، وأنا أعمل أيضا)). فاشتد سعي اليهود لقتله، لأنه لم يقتصر على استباحة حرمة السبت، بل قال إن الله أبوه، فساوى نفسه بالله.

."بالطبع هناك معنى يقصده يوحنا ب "ابن الله"
هنا ، ويدعى ان اليهود فهموه ... انه ليس كلمة "ابن الله" بمعناها المجازى .. بل يُريد ان يفهم قارئه ،ان اليهود فهموا من كلام يسوع انه يستخدم "ابن الله" بمعناه اللاهوتى
المعنى الذى امن به هو(واكد عليه مرارا وتكرارا على صفحات انجيله) ،وامن به الكثير من المسيحيون الاوائل (راجع الرسائل الخ)



للحديث بقية

[فتحي]

فعلى بني إسرائيل أن يحافظوا على السبت، مواظبين عليه مدى أجيالهم. هذا عهد أبدي. وهو بيني وبين بني إسرائيل علامة إلى الأبد

حيث سيتم التأكيد على العهد الموسوي الأبدي ، بين الله وإسرائيل ، والذى تم التاكيد فيه على ان السبت هو علامة على ذلك العهد إلى الأبد (خروج 31: 13-17)

طبعا انت فهمت كلمة الى الابد وابدي يعني الى ما لا نهايه وهذا فهم خاطئ لان كلمة الى الابد لا تعني الى ما لا نهايه واليك الادله على هذا :

" يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ، وَيُقَرِّبُهُ إِلَى الْبَابِ أَوْ إِلَى الْقَائِمَةِ، وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ أُذْنَهُ بِالْمِثْقَبِ، فَيَخْدِمُهُ إِلَى الأَبَدِ" ( خروج 6:21).

هل هذا العبد سيبقى دون موت الى ابد الابدين لمجرد وجود عبارة " الى الابد " ؟ قطعاً لا .

"وَلكِنَّ حَنَّةَ لَمْ تَصْعَدْ لأَنَّهَا قَالَتْ لِرَجُلِهَا:«مَتَى فُطِمَ الصَّبِيُّ آتِي بِهِ لِيَتَرَاءَى أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقِيمَ هُنَاكَ إِلَى الأَبَدِ" ( 1 صموئيل 21:2)

فهل يعني كلمة الى الابد ان صموئيل سيبقى في الهيكل ولن يموت ابداً ؟ بالتاكيد لا !

" دَوْرٌ يَمْضِي وَدَوْرٌ يَجِيءُ وَالأَرْضُ قَائِمَةٌ إِلَى الأَبَدِ. " ( سفر الجامعة 1 : 4 )

فهل ستبقى الارض قائمة الى ابد الابدين الى ما لا نهاية ؟ طبعا لا لانها سوف تزول هي والسماء يوم القيامه !

وهذه مجرد امثله من امثله كثيره .. فعبارة : الى الابد لا تعني بلا نهاية كما فهمت انت من النصوص !! حتى الى دور فدور لا تعني الى ما لا نهايه كما ورد في سفر الخروج :

16 وَقَالَ: «إِنَّ الْيَدَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ. لِلرَّبِّ حَرْبٌ مَعَ عَمَالِيقَ مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ " ( خروج 17 )

وحتى الاسم يهوه :

"وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ " ( خروج 15:3)

فالى الابد والى دور فدور لا يعني الى ما لانهايه لان اسم يهوه في العهد القديم كان خاص بشعب اسرائيل لا ينطق به بين الامم ولا يكتب بلغة غير العبرية وفي العهد الجديد اخذ الرب اسم اخر بدل يهوه هو "يسوع" الذي ينطق به كل شعوب الارض على عكس يهوه المخصص فقط لشعب اسرائيل .. وايضا اسم اسم يسوع سوف يتغير ولن يبقى الى الابد وسوف يعلن عن الاسم الجديد في وقته :

١١ ثُمَّ رَأَيْتُ ٱلسَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَٱلْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِٱلْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. ١٢ وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ ٱسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلَا هُوَ.

اذن اسمه يهوه الى الابد وذكره الى دور فدور، لا يعني ان نستخدم ذات الاسم في كل تدبير بدون ان يحدده هو لنا .. فعبارة الابد ودور فدور لا تعني الابدية المطلقة انما فترة من الزمن تنتهي بانتهاء التدبير .
لذلك فحينما جاء تدبير العهد الجديد لم يعد لاستخدام اسم يهوه فيه .. لاسيما ان يهوه نفسه قد تجسد باسم جديد وهو يسوع ثم اسم يسوع سوف يتغير في الاخره وسيعلن عن الاسم الجديد في وقته .

اذا من ناحية ،كان يعلم المسيحيون الاوائل علم اليقين ،انه لا مجال للترويج للمسيح بصيغته التقليدية بانه "حقق توقعات نصوص العهد القديم عن العصر المسيانى الذى سوف يستعيد مملكة داود وإعادة أمجادها الغابرة، في سيادتها المستقلة وفي سلطتها القائمة بذاتها، وسوف يبني الهيكل أو المعبد في أورشليم وسوف يعيد جمع شمل اليهود المشتتين في العالم معا ،و عندما يملك المسيا، سيتطلع إليه قادة جميع الأمم ليكون قائدهم، وسيقوم كل العالم بعد وصوله بعبادة الله الواحد إله إسرائيل،وفى عهده لن يكون هناك بعد جوع أو مرض والموت سوف نتهي..الخ الخ ....

انت تقع في نفس المشكلة في كل مره وتاخذ اعتراضات وتفاسير اليهود على انها مسلمات وعلى انها حقائق وعلى انها كلام معصوم من الخطأ وتسلم به تسليم وكأنه الحق المطلق !

حتى ان موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية عمل مقارنة بين المسيح في الفكر اليهودي والمسيح في الفكر المسيحي وكتب عباره مهمه جدا قال فيها :

" العقيدة اليهودية بفكرة المسيح وبجوهرها موضع خلاف, وقد طرأت عليها تغييرات على طول السنين بموجب السياق التاريخي والاجتماعي خلال الفترات المختلفة. "

https://mfa.gov.il/MFAAR/Information...nity-2009.aspx

تفاسيرهم حول نبؤات المسيح ليست مسلمات فهي تخضع للتنقيح والتعديل بين الفترة والاخرى لانهم لا يعلمون الحق المطلق في شخصيه المسيح المنتظر الذي لا يمكن لهم معرفته الا من خلاله هو شخصيا الذي سوف يضع النقاط على الحروف فانت على اي اساس تتعامل مع تفاسير اليهود على اساس انها مسلمات والحق المطلق !

هم اخذوا النبؤات بشكل حرفي خاطئ .. فالمسيح هو ملك اسرائيل ليست بمعناها الحرفي كما فسروها .. فالمسيح هو يهوه متجسدا ملك اسرائيل وليس ملك ارضي لهذا حينما ارادوا تتويج المسيح ملكا تركهم ومضى :

يو 6: 15 واما يسوع فاذ علم انهم مزمعون ان ياتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا، انصرف ايضا الى الجبل وحده.

وقال في المحاكمة :

يو 18: 36 اجاب يسوع: «مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود. ولكن الان ليست مملكتي من هنا».

فالمسيح يهوه الملك هو الرب ملك اسرائيل وليس ملك ارضي كما فسروها اليهود تفسير خاطئ حرفي .. وملك اسرائيل من القاب الرب يهوه في العهد القديم :

اش 43: 15 انا الرب قدوسكم خالق اسرائيل ملككم.

مز 149: 2 ليفرح اسرائيل بخالقه.ليبتهج بنو صهيون بملكهم

مز 5 : 2 استمع لصوت دعائي يا ملكي والهي لاني اليك اصلي.

مز 68 : 24 راوا طرقك يا الله طرق الهي ملكي في القدس.

فالرب هو ملك اسرائيل وقد تمرد شعب اسرائيل على الرب مطالبين لهم بملك ارضي بدلا من ربهم ملكهم حتى غضب جدعون على الشعب .. وجدون كان قاضي خلص شعب اسرائيل من سيطرة مديان فقالوا له انت تكون الملك علينا ولكن جدعون يعلم ان الملك هو الرب فرض طلبهم كما ورد في سفر القضاء 8 :

٢٢ وَقَالَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ لِجِدْعُونَ: «تَسَلَّطْ عَلَيْنَا أَنْتَ وَٱبْنُكَ وَٱبْنُ ٱبْنِكَ، لِأَنَّكَ قَدْ خَلَّصْتَنَا مِنْ يَدِ مِدْيَانَ». ٢٣ فَقَالَ لَهُمْ جِدْعُونُ: «لَا أَتَسَلَّطُ أَنَا عَلَيْكُمْ وَلَا يَتَسَلَّطُ ٱبْنِي عَلَيْكُمُ. اَلرَّبُّ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ».

ونفس التمرد اليهودي تكرر في عصر صموئيل اخر قضاه اسرائيل اذ تمرد شعب اسرائيل مره اخرى وطالبوا لهم بملك ارضي بدلا من ربهم ملكهم مما اثار غضب صموئيل :

٥ وَقَالُوا لَهُ: «هُوَذَا أَنْتَ قَدْ شِخْتَ، وَٱبْنَاكَ لَمْ يَسِيرَا فِي طَرِيقِكَ. فَٱلْآنَ ٱجْعَلْ لَنَا مَلِكًا يَقْضِي لَنَا كَسَائِرِ ٱلشُّعُوبِ». ٦ فَسَاءَ ٱلْأَمْرُ فِي عَيْنَيْ صَمُوئِيلَ إِذْ قَالُوا: «أَعْطِنَا مَلِكًا يَقْضِي لَنَا». وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلرَّبِّ. ٧ فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «ٱسْمَعْ لِصَوْتِ ٱلشَّعْبِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُونَ لَكَ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا حَتَّى لَا أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ. ٨ حَسَبَ كُلِّ أَعْمَالِهِمِ ٱلَّتِي عَمِلُوا مِنْ يَوْمِ أَصْعَدْتُهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى هَذَا ٱلْيَوْمِ وَتَرَكُونِي وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى، هَكَذَا هُمْ عَامِلُونَ بِكَ أَيْضًا. ٩ فَٱلْآنَ ٱسْمَعْ لِصَوْتِهِمْ. وَلَكِنْ أَشْهِدَنَّ عَلَيْهِمْ وَأَخْبِرْهُمْ بِقَضَاءِ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْهِمْ».

فالرب قال لصموئيل ان رفضهم ليس لك .. بل رفضهم هو لي انا الرب حتى لا املك عليهم ! فالرب يؤكد انه هو ملك اسرائيل ملك اليهود .

وفي الاصحاح العاشر يوبخ صموئيل الشعب اليهودي لانهم طالبوا لانفسهم ملكا ارضيا بدلا من ربهم ملكهم ومخلصهم :

١٩ وَأَنْتُمْ قَدْ رَفَضْتُمُ ٱلْيَوْمَ إِلَهَكُمُ ٱلَّذِي هُوَ مُخَلِّصُكُمْ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيُضَايِقُونَكُمْ، وَقُلْتُمْ لَهُ: بَلْ تَجْعَلُ عَلَيْنَا مَلِكًا. فَٱلْآنَ ٱمْثُلُوا أَمَامَ ٱلرَّبِّ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ وَأُلُوفِكُمْ».

وكذلك في صموئيل الاصحاح الثاني عشر يوبخ صموئيل الشعب لمطالبته بملك ارضي بدلا من الرب ملك اسرائيل :

١٢ وَلَمَّا رَأَيْتُمْ نَاحَاشَ مَلِكَ بَنِي عَمُّونَ آتِيًا عَلَيْكُمْ، قُلْتُمْ لِي: لَا بَلْ يَمْلِكُ عَلَيْنَا مَلِكٌ. وَٱلرَّبُّ إِلَهُكُمْ مَلِكُكُمْ.

اذن فالرب هو الملك ملك اسرائيل ملك اليهود الذي رفضه اليهود في العهد القديم وتمردوا عليه وطالبوا لهم بملك ارضي بدلا منه .. والمسيح في العهد القديم هو ملك اسرائيل يهوه ولقب بالاسم يهوه بالاربع احرف المقدسة المسماة التتراجرامتين التي لا تطلق الا على الرب وحده فقط لا غير .. وحينما جاء المجوس في العهد الجديد ليسجدوا للمسيح الذي عرفوا موعده من نبؤات دانيال سألوا قائلين في انجيل متى :

١ وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ ٱلْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ ٱلْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ ٢ قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ ٱلْمَوْلُودُ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي ٱلْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».

وهو تنبيه لاذهان اليهود ليفهموا انه يهوه ملكهم لانه ليس هناك شخص يلقب بملك اليهود بالمفهوم الكتابي سواء الرب يهوه وحده الذي رفض جدعون في العهد القديم ان ياخذ مكانه والذي وبخ صموئيل الشعب لانهم طالبوا لهم بملك ارضي عوضا عن ربهم ملكهم

وفي انجيل مرقس الاصحاح :

١ وَلِلْوَقْتِ فِي ٱلصَّبَاحِ تَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ وَٱلْكَتَبَةُ وَٱلْمَجْمَعُ كُلُّهُ، فَأَوْثَقُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ وَأَسْلَمُوهُ إِلَى بِيلَاطُسَ.
٢ فَسَأَلَهُ بِيلَاطُسُ: «أَنْتَ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ تَقُولُ».

فلا احد ياتي ويسأل ملك ويقول له هل انت ملك لان الملك معروف له عرش وقصر وله حاميه وجيش ومعروف .. فالمسيح اجاب بالايجاب بانه ملك ولكن ليس ملك ارضي بل ملك سماوي كما ورد في ثيموتاوس الاولى الاصحاح السادس :

١٤ أَنْ تَحْفَظَ ٱلْوَصِيَّةَ بِلَا دَنَسٍ وَلَا لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ١٥ ٱلَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ ٱلْمُبَارَكُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْوَحِيدُ: مَلِكُ ٱلْمُلُوكِ وَرَبُّ ٱلْأَرْبَابِ

وفي سفر الرؤيا 19 :

١٦ وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ ٱسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ ٱلْمُلُوكِ وَرَبُّ ٱلْأَرْبَابِ».

ونجد التأكد والتحذير لاذهان اليهود بالمسيح الملك في مرقس 15 من فم بيلاطس :

٩ فَأَجَابَهُمْ بِيلَاطُسُ قَائِلًا: «أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ ٱلْيَهُودِ؟» .. ١٢ فَأجَابَ بِيلَاطُسُ أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ أَفْعَلَ بِٱلَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ ٱلْيَهُودِ؟» ١٣ فَصَرَخُوا أَيْضًا: «ٱصْلِبْهُ!».

كما رفض اليهود في العهد القديم ربهم ملكهم وطالبوا لهم بملك ارضي رفضوا ايضا ربهم ملكهم في العهد الجديد وطالبوا بصلبه .. ثم عاد الصوت للتذكير الالهي لاذهان اليهود وتحذيريهم بالمسيح الملك من فم العسكر ناطقين بالتعبير واللقب اللاهوتي وهم لا يعرفونه "ملك اليهود" :

١٦ فَمَضَى بِهِ ٱلْعَسْكَرُ إِلَى دَاخِلِ ٱلدَّارِ، ٱلَّتِي هِيَ دَارُ ٱلْوِلَايَةِ، وَجَمَعُوا كُلَّ ٱلْكَتِيبَةِ. ١٧ وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُوَانًا، وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ، ١٨ وَٱبْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «ٱلسَّلَامُ يَا مَلِكَ ٱلْيَهُودِ!».

ثم نقرأ في نفس الاصحاح ايضا نفس التذكير لليهود :

٢٥ وَكَانَتِ ٱلسَّاعَةُ ٱلثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ. ٢٦ وَكَانَ عُنْوَانُ عِلَّتِهِ مَكْتُوبًا: «مَلِكُ ٱلْيَهُودِ».

ثم عاد التذكير مره اخرى باللقب اللاهوتي الخاص بالرب يهوه الملك :

٣٢ لِيَنْزِلِ ٱلْآنَ ٱلْمَسِيحُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَنِ ٱلصَّلِيبِ، لِنَرَى وَنُؤْمِنَ!».

ثم نقرأ النفاق اليهودي في انجيل يوحنا كيف تحول اليهود المتعصبين الرافضين للامبراطورية الرومانية ويريدوا الخلاص والتحرر وعودة مملكتهم الى يهود منافقين للامبراطورية الرومانية :

١٢ مِنْ هَذَا ٱلْوَقْتِ كَانَ بِيلَاطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ، وَلَكِنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هَذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!».

ثم يعاد لاذهان اليهود التذكير والتحدير :

١٤ وَكَانَ ٱسْتِعْدَادُ ٱلْفِصْحِ، وَنَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!». ١٥ فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! ٱصْلِبْهُ!». قَالَ لَهُمْ بِيلَاطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟»

ثم يتكرر النفاق اليهودي قائلين :

أَجَابَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلَّا قَيْصَرَ!».

فاليهود كما رفضوا الرب يهوه في العهد القديم رفضوه ايضا في العهد الجديد رغم كثر التنبيهات التي وضعها على لسان بيلاطس والعسكر بان المسيح ملكهم ملك اسرائيل وسفر صموئيل يذكرنا بان رفض اليهود ليهوه ملك اسرائيل هو شر اذ يقول لهم صموئيل :

١٦ فَٱلْآنَ ٱمْثُلُوا أَيْضًا وَٱنْظُرُوا هَذَا ٱلْأَمْرَ ٱلْعَظِيمَ ٱلَّذِي يَفْعَلُهُ ٱلرَّبُّ أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ. ١٧ أَمَا هُوَ حَصَادُ ٱلْحِنْطَةِ ٱلْيَوْمَ؟ فَإِنِّي أَدْعُو ٱلرَّبَّ فَيُعْطِي رُعُودًا وَمَطَرًا فَتَعْلَمُونَ وَتَرَوْنَ أَنَّهُ عَظِيمٌ شَرُّكُمُ ٱلَّذِي عَمِلْتُمُوهُ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ بِطَلَبِكُمْ لِأَنْفُسِكُمْ مَلِكًا». ١٨ فَدَعَا صَمُوئِيلُ ٱلرَّبَّ فَأَعْطَى رُعُودًا وَمَطَرًا فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ. وَخَافَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلرَّبَّ وَصَمُوئِيلَ جِدًّا. ١٩ وَقَالَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ لِصَمُوئِيلَ: «صَلِّ عَنْ عَبِيدِكَ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلَهِكَ حَتَّى لَا نَمُوتَ، لِأَنَّنَا قَدْ أَضَفْنَا إِلَى جَمِيعِ خَطَايَانَا شَرًّا بِطَلَبِنَا لِأَنْفُسِنَا مَلِكًا».

وكما حصل رعود ومطرا بسبب شر اليهود برفضهم يهوه الملك كذلك في العهد الجديد لما رفض اليهود المسيح يهوه الملك اذ نقرأ في انجيل مرقس ماذا حصل في الطبيعه :

٣٣ وَلَمَّا كَانَتِ ٱلسَّاعَةُ ٱلسَّادِسَةُ، كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ ...

وفي متى :

٥١ وَإِذَا حِجَابُ ٱلْهَيْكَلِ قَدِ ٱنْشَقَّ إِلَى ٱثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَٱلْأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَٱلصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ ..

لتشهد الطبيعه عليهم بشرهم لرفضهم ربهم ملكهم في العهد القديم وفي العهد الجديد قائلين بكل وقاحه وانحطاط ليس لنا ملكا الا قيصر !

وفي انجيل لوقا في دخول المسيح لاورشاليم نقرأ :

٣٧ وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ، ٱبْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ ٱلتَّلَامِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ ٱللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، لِأَجْلِ جَمِيعِ ٱلْقُوَّاتِ ٱلَّتِي نَظَرُوا، ٣٨ قَائِلِينَ: «مُبَارَكٌ ٱلْمَلِكُ ٱلْآتِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ! سَلَامٌ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي ٱلْأَعَالِي!»

ولان هذا الكلام تجديف لانه لا ملك لاسرائيل سواء الرب يهوه قال الفريسين معترضين :

٣٩ وَأَمَّا بَعْضُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ ٱلْجَمْعِ فَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، ٱنْتَهِرْ تَلَامِيذَكَ!».

فاجاب المسيح يهوه الملك اجابه في منتهى الروعه :

٤٠ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلَاءِ فَٱلْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!»

[فتحي]

عقيدة المجئ الثانى ليسوع ،ما هى الا ابتداعا دعائيا من المسيحيون الاوائل ،نشا بعد مقتل يسوع ،لتبرير فشله فى تحقيق نبؤات المسيح التقليدية فى مجيئه (الاول!)...
و بعبارة الحاخام الشهير david wolpe :
"عقيدة نَبَعَتْ من حالة من الياس مر بها المسيحيون الاوائل.

وانت مصدق هذه الكذبه ان المجئ الثاني اختراع مسيحي وكذلك قول الحاخام الكذاب david wolpe الذي تنقل عنه بدون حتى البحث في مصداقيه كلامه والرجوع للتفاسير اليهوديه لتعرف هل كلامه صدق او كذب ؟!

ماذا لو اتيت لك بطوفان من تفاسير اليهود باقلامهم من كتبهم ان للمسيح مجئين اول وثاني وانه ليس اختراع مسيحي وان الحاخام الذي تنقل كلامه واحد كذاب مثله مثل الكذاب اليهودي توفيا سنجر ؟!

انت اي شخص يكتب اي كلام اعتراضي على الكتاب المقدس تسرع فورا بنسخه ولصقه بدون البحث فيه .. تريد ايهام نفسك والقارئ السادج ان الكتاب المقدس مكتوب على ايدي السلطه وعلى ايدي المنتصرين ولم يكتبه اشخاص مضطهدين مطاردين كان ينكل بهم لا هم اصحاب سلطه ولا منتصرين !

طبعا لا الومك فيما تكتب وتنقل في خرافه وكذبه ما تسميه فشل تحقيق نبؤات المسيح لان الملحد واللاديني مهنتهم وحرفتهم هو التشكيك في الدين باي شكل من الاشكال .. فالمصداقيه والامانه لا مكان لهم في قاموسهم لان غرضهم الاساسي هو التشكيك .. وهذا امر معروف للقاصي والداني .

[النجار]

شوف يا مسيحى ، تغييرك للمعرفات لن يُفيدك ،طالما استمررت فى تكرار اسلوبك ،الذى انذرتك الادارة بسببه واوقفت مُعرفاتك السابقة ...
انت انسان فوضوى غير متحضر ..

وبدات تمارس هوايتك المعتاده (والتى تم ايقافك بسببها العديد من المرات ) وهى كالاتى :

خلق رجال قش وتقويل المشاركون ما لا يقولون ، ومهاجمة رجال القش تلك واستفزاز محاوريك.. وهذا ما تفعله الان معى .. فلا علاقة بالمسالة التى اتكلم فيها بمسالة تقييم عقائد الطرفين المتخاصمين ، بل غرضى عرضها كما هى ،وبدون تقويل اى من الطرفين ما لا يقول ...

فتحى بيه يبدو انه فاضى ، وكعادته يُريد ان يحشر نفسه و يكتب مشاركات باى طريقة ليملئ وقت فراغه ، بالتالى يتحتم عليه ان يبنى رجل قش ليتخانق معه ...
رجل القش هذا صنعه كالاتى: " يوهم نفسه ،ويحاول استغفال القراء بانه طالما انا عرضت كلام اليهود والمسيحيون فى نفس المسالة لا اكثر ولا اقل ،اذن النجار انحاز لراى اليهود بدون قيد او شرط ! .."

العب غيرها..

قلت لك مليون مره ، اللادينى مع المنطق ،ومع التفسير الموضوعى للنصوص ..
سينحاز احيانا للتفسير الربانى اليهودى (خاصة فى مسالة الاقتباسات المسيحية المدراشية من العهد القديم)،وهذا ليس بمستغرب والسبب
It makes sense

وسيضرب بعرض الحائط بالتفسير اليهودى والمسيحى لاشعياء ٥٣ ،وغيره
لانه It doesn't make sense

عندما ياتى الكلام عن قضية خلافية وانحزت انا فيها لاحد الطرفين ،ولم يعجبك الكلام،حينئذ لك كل الحق للتعقيب

اُحذرك يا مسيحى من اغراق موضوعى بغُثاءك ...
عَلِق على قدر المطلوب ،او اصمت...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي

وانت مصدق هذه الكذبه ان المجئ الثاني اختراع مسيحي .

هل عندك لادينى او مؤرخ غير مسيحى يؤمن ان يسوع التاريخى روج لفكرة انه سيموت ويقوم من الموت بعد ٣ ايام و يُرفع الى السماء لكى يعود بعدها ؟

انا واللادينيون مصدقون ان المجئ الثانى كذبة اختراع مسيحى ،لا شان لك بهذا..

طبعا انت فهمت كلمة الى الابد وابدي يعني الى ما لا نهايه وهذا فهم خاطئ

وطبعا ١- تُقولنى ما لم اقول...

وطبعا ٢- عن جهل منك او تجاهل ( بتفاصيل الاعتراضات اليهودىة التى ذكرنا بعضها فى مشاركات سابقة ) تعتبر ان اعتراض اليهود مبنى فقط على معنى الكلمة ...

وطبعا ٣- تحتاج لفهم معنى الكلمة بشكل اكاديمى من هنا :
https://www.academia.edu/35067733/Ev...?auto=download

وبعدها تتعمق اكثر،وتضيف معطيات توراتية اكثر، لكى تفهم تفاصيل الاعتراض اليهودى ،قبل ان تنتقده.

وطبعا ٤- ستحترم اصول الحوار ولا تُغرق الموضوع بغثاء تشويهى تبشيرى لا داعى له ..

اليس كذلك؟

[النجار]

صلب المسيح بين التاريخ والاديان الابراهيمية ( 8 )


تهمة التجديف فى نصوص يوحنا


سبق وعرضنا تلك النصوص......

ومعناها بايجاز كما يقول العالم بارت ايرمان:

من مقاله? Did Jesus Call Himself God

في يوحنا يسوع يعلمنا بشكل كامل تقريبًا عن نفسه: من هو؟ ، علاقته بالآب؟ ، كيف وصل إلى العالم من السماء أعلاه ليقول الحقيقة التي يمكن أن تجلب الحياة الأبدية. و قدم بعض الادعاءات المدهشة عن نفسه. والتى نجدها فقط فى انجيل يوحنا وليس مكانا اخرا..على سبيل المثال ، بالنسبة لليهود الذين لا يؤمنون به ، يقول لهم يسوع "قبل أن يكون إبراهيم، أنا هو" (يوحنا 8:58). عاش إبراهيم قبل 1800 سنة ، ويدعي يسوع أنه كان موجودًا قبل ذلك. أكثر من ذلك ، يدعي لنفسه اسم الله ، "أنا" (انظر خروج 3: 13-14). خصومه اليهود عَرفوا بالضبط ما يقوله.والتقطوا الحجارة لرجمه بتهمة التجديف. وبعد فصلين، يفعل ذلك مرة أخرى ، مدعيا "أنا والآب واحد" (يوحنا 10:30). مرة أخرى يكسرون الحجارة. بعد ذلك ، قال لتلاميذه "من رانى فقد راى الاب" (يوحنا 14: 9).
تعاليم يسوع تلك بانه اله، ترتبط بما يقوله يوحنا في مكان آخر ، كما رأينا في مقدمة انجيله "الكلمة كانت عند الله ، والكلمة كانت إلله" (1: 1) وفي نهاية انجيله ، عندما اعترف توماس بأن يسوع هو "ربي وإلهي" (20:28) بالنسبة ليوحنا ، من الواضح أن يسوع هو الله .

كان من الممكن لى ان اعرض تفسيرات العلماء المسيحيون لتلك النصوص ،والتى تتطابق مع تفسير بارت ايرمان وغالبية علماء مقارنة الاديان اللادينيون ،والذين يؤكدون بان يوحنا اعتقد بفكرة الوهية المسيح ،خلافا لباقى الاناجيل. لكنى اخترت بارت ايرمان الملحد تحديدا لغرض فى نفس يعقوب ،وهو ١- لكى لا يلومنى مسلم باننى اخذ بوجهة نظر المسيحيون واتحيز لها ، ٢- لكى لا يظن المسيحيون اننا ضد تفسيراتهم على طول الخط ... نحن اللادينيون لا يصح عندنا الا الصحيح ،حيثما كان وممن كان...


نص مرقس المتبقى يمشي فى نفس الاتجاه:

نحن سمعناه يقول: إني أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادي، وفي ثلاثة أيام أبني آخر غير مصنوع بأياد.59 ولا بهذا كانت شهادتهم تتفق .قام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع قائلا: أما تجيب بشيء؟ ماذا يشهد به هؤلاء عليك. أما هو فكان ساكتا ولم يجب بشيء. فسأله رئيس الكهنة أيضا وقال له: أأنت المسيح ابن المبارك. فقال يسوع: أنا هو . وسوف تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة، وآتيا في سحاب السماء. فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال: ما حاجتنا بعد إلى شهود. قد سمعتم التجاديف ما رأيكم؟ فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت




النص هنا مُقتضبا جدا، لو قراناه قراءة بسيطة ،فسنندهش ونتعجب لماذا؟
لان سؤالهم: أأنت المسيح ابن المبارك؟ واجابته ب نعم .. ليست تجديفا ..
ادعاء الميسيانية ليست تجديفا ،ولا حتى ابن المبارك تجديفا...
الا لو فهمنا اللفظ فى ضوء فهم كاتب يوحنا له ،و ان المشكلة كانت فى لفظ "ابن المبارك" ، وان يسوع ادعى بانه ابن الله ومساوى له فى الجوهر ،وفهم ذلك اليهود حتى بدون شرح يسوع مقصده لهم ... لو صح ذلك اذن:
١- يمكننا البدء فى قبول فكرة ان مرقس اعتقد بالوهية المسيح ٢-لكنه كاتبا احمقا عباراته مقتضبه واحتاجت منه المزيد لنتاكد منه بايمانه بالوهية المسيح ،خاصة مع وجود نصوص اخرى فى انجيله ،تقول بانه لم يعتقد بالوهية المسيح ..

لكن يتبقى لنا عبارة ستسهل علينا الاستنتاج وهى " وسوف تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة، وآتيا في سحاب السماء.."
العبارة الاخيرة على الاقل بها تجديفا واضحا ،وهو ادعاء يسوع جلوسه على يمين الله ،واتيا في سحاب السماء ..


الخلاصة فى تهمة التجديف ، يبدوا ان التهمة ليس لها داعم تاريخى موثوق به ، والارجح انها تهمة وجهها اليهود للمسيحيون الاوائل ، و ليست تهمة باطلة ،فلم ينفى هؤلاء المسيحيون تلك العقائد التجديفية من منظور اليهود ،بل اكدوا عليها فى اناجيلهم ، واحالوها ليسوع نفسه وادعوا انه من اطلق الرصاصة التجديفية تلك ،وحاول اثبات انها ليست تجديفا ،بل هى صفاته الحقيقية ،واثبت شرعية لاهوته باعماله ..لكنهم عاندوا واصروا على قتله..

لماذا يُصر المسيحيون الاوائل على اقحام اليهود باختراع تهمة التجديف تلك؟ يُجيب عن ذلك
Leonard Williams Levy فى كتابه Blasphemy: Verbal Offense Against the Sacred

افتراض أن يسوع ادعى ذلك الادعاء الذى لم يسبق له مثيل بأنه كان مساويا لله أو كان الابن الوحيد الفعلى الحرفى لله، و افتراض أن السلطات اليهودية أخذته على محمل الجد،،وفهمت ان كلامه تجديفا ,هو افتراض مبنى على خلط فاحش بين الاحداث وترتيبها تاريخيا،فينسب لفم يسوع التاريخى ،ما نسبه اليه المسيحيين في القرن الأول ، اعواما بعد رحيله !.فكان غرض مرقس ،هو الادعاء بان تدمير الرومان للمعبد اليهودى كان دليلا على العقاب الإلهي لليهود الذين رفضوا يسوع المسيح وهكذا، فإن قصته التخيليه عن المحاكمة اليهودية ليسوع "الغير التاريخية"،و محتواها المعادي للهيكل ، "كان وسيلة دعائية لشماتة المسيحيين اليهود فى باقى اليهود، والترويج لفكرة انهم هم البدلاء الشرعيون ،والطائفة المختارة... ،من ناحية اخرى افلحت القصة بتلك الصياغة،التى تلقى اللوم على اليهود فى المحاكمة والماساه، فى عدم اثارة غضب العالم الرومانى ،وحماية المسيحيون الاوائل من غضب الرومان، بل ثبت ان لها دور عظيم فى استمالة قلوب الرومان الوثنيون لاعتناق المسيحية ...

سنعود مرة اخرى لنلقى المزيد من الضوء على روايات المحاكمة لاحقا

ونستمر فى تمحيص الجزء المتبقى من الاعتراضات اليهودية ،الخاص بموقف يسوع من الناموس،واعتراض اليهود على ذلك، كما تدعى الاناجيل .


الى مشاركة قادمة

[مسلم موحد]

تحياتي أ/ النجار .. أتمنى أن تكون بصحة و عافية

هل لديك نية في أن تكتب عن بيئة فلسطين في القرن الأول

خصوصا من الناحية اللغوية و الأدلة التي يعرف من خلالها الباحثين أن اليهود كانوا يتكلمون الآرامية

هل تكلم يوسيفوس عن هذا ؟

إن كان هذا ضمن مواضيع فأتمنى أن تعجل به

ولك جزيل الشكر و التقدير