اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شنكوح
الأدعية الوحيدة التي يؤمن بها المسلمون فعلا هي في عالم الغيب كقبول الأعمال وزيادة الأجر ومضاعفة الحسنات...
أما في الواقع، فالمسلم حصّن إلهه بمجموعة من الشروط المتجددة لجعل التحقق من الإجابة مستحيلا. وهذا نظرا للنفاق الذي يعيشه المسلم الذي لا تقوى شخصيته الضعيفة على مساءلة الله بطريقة موضوعية، فهو يكاد يعلم أنه إن بحث فلن يجد إلا الفراغ وسيضطر -إن كان نزيها فكريا- إلى الإقرار بضعف إلهه وعدم اكثراته به. وهذا هو ما يحاول أن يتفاداه لأنه لا يقدر على تحمل تبعاته التي قد تقوده خارج القطيع وتفقده راحته المجتمعية. أو تفقده حقه في الاستفادة من الدعاء في الأزمات المقبلة إن هو قطع بعدم قدرة/رغبة الإله تحقيق مطلبه الحالي.
فالحل يكمن إذا في التوقف عند المرحلة ما قبل الدخول في محاسبة الله، ومحاولة الهروب هذه هي التي تجعل الإنسان (عامة، شيوخ...) يبتكر شروطا لإخلاء مسؤولية الله عند الدعاء وإقحامه فقط عندما تكون النفس منشرحة بعد تحقيق نجاح ما (مصادفة استجابة الدعاء).
ومن علامات الاضطراب في مسألة الدعاء أيضا، أن المؤمن في بعض الحالات التي لا يدعو فيها إلهه، قد تتيسر له بعض الأمور (دون عناء أو استحقاق مثلا) فتراه يحمد الله وهو مطمئن أن إخلاصه وإيمانه هما السبب وراء حظه. فها هو هنا يقر ضمنيا أن الدعاء غير ضروري، فالله يجازي الأتقياء أو يضع خيرا في طريق من يريده أن يحمده ويعود إلى طريقه.
هذا الإبهام يسير في الاتجاه الذي يريده المسلم، لذلك لن تجده يسعى إلى إزالة اللبس وتوضيح والتفرقة بين الحالات والشروط.
أما من يظن أنه أبعد نفسه عن التساؤلات باستحضار الحكمة في قبول الدعاء أو رده فهو أول من يناقض مبدأ الدعاء نفسه برغبته في تغيير الخطة الحكيمة التي وضعها الله منذ البداية.
|
هذا التعليق من افضل ما قرأت فى امر الدعاء
شكرا يا سيدى على تلك المداخلة السهلة والعميقة