قصص مختارة من العهد القديم

[السيد مطرقة11]

إسحق ذبيحة للرب
--------------------
التكوين 21 : 1-13 , 15-18

بعدها إمتحنَ الله إبراهيمَ , فقال له : " يا إبراهيم , خُذ إسحاق إبنك وحيدَكَ الذي تحبه و اذهب إلى أرض موريّة , و هناكَ أصعِدهُ محرقةً على جبلِ أدُلّكَ عليه ".
فبكّرَ إبراهيم في الغَد و أسرجَ حمارَهُ و شقَّقَ حطباً لمُحرَقَةِ , ثم أخذ إثنين من خدمِه و سارَ في طريقه إلى الموضع الذي دلّه عليه الله . و في اليوم الثالث رفع إبراهيمَ عينيه فأبصرَ المكانَ مِنْ بعيد , فقال لخادميه : "إنتظِرا أنتُما هُنا مع الحمارِ , و أنا و الصبي نذهب إلى هناك فنسجد و نرجعُ إليكما ".
و أخذ إبراهيم حطب المحرقة , و وضعه على ظهرِ إسحاق إبنَهُ , و أمسكَ بيده النار و السكين , و سارا كلاهما معاً , فقال إسحق لأبيه : " يا أبي! ". قال : " نعم يا ابني " . قال إسحق " هنا النار و الحطب , فأين الخروف للمحرقة ؟ ". فأجاب إبراهيم : " الله يدبر الخروف للمحرقة يا ابني ". و سارا كلاهُما معاً .
فلما وصلا إلى الموضع الذي دله الله عليه , بنى إبراهيم هناك المذبح , و رتّبَ الحطب , و ربط إسحاق إبنه و وضعه على المذبحة فوق الحطب , و مدّ إبراهيم يده فأخذ السكين ليذبح إبنه . فناداه ملاك الرب : " إبراهيم , إبراهيم ! ". قال : " نعم , ها أنا هنا ". قال : " لا تمد يدك على الصبي و لا تفعل به شيئا . عرفتُ الآن أنك تخاف الله , فما بخلتَ عليَّ بإبنكَ وحيدِك ".




فرفع إبراهيم عينيه و نظر فرأى وراءه كبشاً عالقاً بقرنيه بين الشجيراتِ , فأقبلَ على ذلك الكبش فأخذه و قدَّمه مُحرقةً بدالَ إبنه .
و نادى ملاك الرب إبراهيمَ ثانيةً من السماءِ و قال : " بنفسي أقسمتُ , بما أنك فعلت هذا و ما بخلتَ بإبنكَ وحيدِكَ , فأبارككَ و أكثرُ من نسلكَ كنجومِ السماء و رملِ الشاطئ . و يرث نسلك مدن أعدائه , و يتبارك في نسلكً جميعُ أُمم الأرضِ لأنك سمعتَ لي ".

[السيد مطرقة11]

زواج إسحاق
-----------------
التكوين 1-4 , 10-21 , 26-33 , 50-51 , 61-67

شاخ إبراهيم و تقدم في السِن . و بارك الرب إبراهيم في كل شيء . و قال إبراهم لكبيرِ خدم بيته : " أسحلفك بالرَّب ألا تزوج إبني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكنٌ بينهم , بل إلى أراضي عشيرتي تذهب و تأخذ زوجةً لإسحق إبني ".
فأخذ الخادم عشرة جمال من جمال سيده و شيئا من خير ما عندهو سار متوجها إلى آرام النهرين , إلى مدينةِ ناحور . فأناخ الجمال في خارج المدينة على بئر ماءٍ عند الغروب , وقتَ خروجِ النساءِ ليستقينَ ماءً . و قال : " يا رب , يا إله سيدي إبراهيم , وفقني اليوم و أحسن إلى سيدي إبراهيم . ها أنا واقف على عين الماء و بنات أهل المدينة خارجاتٍ ليستقين ماءً , فليكن أن الفتاة التي أقول لها : أميلي جرتك لأشرب فتقول إشرب و أنا أسقي جمالك أيضاً , تكون التي عينتها لإسحاق .و هكذا أعلم أني أحسنت إلى سيدي ".
ما كاد أن يتم كلامه حتى خرجت *رِفقة* حفيدة *ملكة* زوجة *ناحور* أخو إبراهيم ,و كانت جرتها على كتفها , و كانت جميلةً جداً , فنزلت إلى العين و ملأت جرتها و صعدت .
فأسرع الخادم إلى لقائها و قال : " أسقني شربة ماء من جرتك ". فقالت إشرب يا سيدي بينما أستقي لجمالك أيضا حتى تشربَ كفايتها ". و كان يتأملها صامتا ليعرف أوفقه الرب أم لا . و عندما عرف ابنة من هي ركع الرجل ساجدا للرب و قال : " تبارك الرب إله سيدي إبراهيم فهو لم يمنع رأفته و إحسانه عن سيدي إبراهيم , فهداني في طريقي إلى بيتِ أخيه ". فتقدم الخادم و أعطى رفقة ذهبا و سوارين على يديها و سألها إن كان في بيت أبيها مكان يبيت فيه .

[السيد مطرقة11]

فسرعت الفتاة إلى بيت أمها و أخبرتها بما جرى . و كان لرفقة أخ إسمه لابان , فخرج لابان مسرعا إلى الرجل . فوجده واقفا مع الجمال عند العين . فقال له : " إدخُل يا من باركه الرب , لماذا تقف في الخارج و أنا هيأت البيت و موضعا لجمالك؟"
و أدخل الرجل الى البيت و لمَّا جيءَ بالطعامِ قال الرجل : " لا آكل حتى أقول ما عندي" فقال لابان : "تكلم" (و روى الخادم كل ما جرى معه) فأجاب لابان و أبوه : " هذه رفقة أمامك .خذها فتكون زوجة ابن سيدك كما قال الرب ".
فقامت رفقة و جواريها, فركبن الجمال و تبعن الرجل و أخذ الرجل رفقة و مضى .
و كان إسحق مقيما بأرض النقب جنوبا حيث يتمشى في البرية عند المساء ,رفع عينيه و نظر فرأى جمالا مقبلة نحوه . و رفعت رفقة عينيها فلما رأت إسحق نزلت عن الجمل . و سألت الخادم : "من هذا الرجل الماشي في البرية للقائنا؟ ". فأجابها : " هو سيدي ".فأخذت البرقع و سترت وجهها . و بعدما روى الخادم لإسحاق كل ما جرى له . أدخل رفقة و أدخلها إلى خباء سارة أمه و أخذ رفقة فصارت له زوجة و أحبها , فتعزى اسحق بعد موت أمه .

[السيد مطرقة11]

إبراهيم يتزوج مجددا
---------------------------
التكوين 25 : 1-2 , 7 , 9-10

فعاد إبراهيم فأخذ زوجة إسمها قَطُورَةُ، فولدَت لَھُ: زِمْرَانَ وَیَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْیَان و َیِشْبَاقَ وَشُوحًا.
هذه الأيام التي عاشها إبراهيم مئة و خمسة و سبعون عاما , و دفنه إبناه اسحق و اسماعيل حيث دُفنت سارة