الخير و الشر دليل قوي يثبت الدين و يفضح خرافة الالحاد

[مُهتدي]

وجود الشر هو دليل قوي يثبت الدين و في نفس الوقت دليل قوي ضد خرافة الإلحاد. فلو كنا نتيجة لهذا العالم المادي كما يدعي الإلحاد لما استطعنا فهم معنى الخير و الشر. بما أننا نفهم معنى الخير و الشر فهذا يدل على أننا لسنا نتيجة هذا العالم المادي الذي ليس فيه شيء يستطيع شرح معنى الأخلاق و الخير و الشر ، و هذا أيضا يعني أننا نستمد فهمنا لمعنى الخير و الشر من مصدر غير مادي، و هو الدين.
الشر ليس مطلقا لأن الخير هو القاعدة و الشر هو استثناء، و مثال ذلك هو الجرح في اليد و الصدأ في الحديد. فلو لم تكن اليد في شكلها الطبيعي سليمة و معافاة لما أدركنا أن الجرح يمثل تغيرا في الحالة السليمة لليد، و أيضا لو لم يكن الحديد نقيا من الأول لما فهمنا أن الصدأ ليس هو الحالة الطبيعية للحديد.
هناك أشياء يمكن أن تراها شرا و لكنها في الحقيقة خير و نلاحظ ذلك في حياتنا اليومية. أحيانا يحدث لك أمر تحسبه ليس خيرا لك و بعد مدة تتأكد أن ذلك كان خير و فيه فائدة كبيرة، لأنه لم تتوفر لدينا جميع المعطيات حول الأمر فيبدوا لك ظاهريا أنه ليس جيدا. أيضا لما نرى طفل صغير ملقى على الأرض و هو مجروح فيقول لك أن شخصا دفعه فتأذى من ذلك، هنا أنت ستحسب أن الذي دفعه هو مخطأ، لكن بعد مدة تدرك أن سيارة كادت أن تصطدم بالطفل. مثلا لما ترى طفلا يبكي لأن والداه لم يقدما له طعاما معينا، لكنك لاحقا تدرك أن ذلك الطعام ليس جيدا لصحة الطفل و أن ما فعله الوالدين صواب.
الكثير من الأشياء التي حدثت في العالم و كنا نحسبها شرا لكن أدركنا أنها خير و كان لها نفع كبير. الكثير من الأدوية التي نستعملها اليوم تم اكتشافها بسبب الحروب أين استعملت لفائدة الجرحى، و لازلنا نستعملها إلى غاية اليوم في المستشفيات و الصيدليات و يستفيد منها ملايين الناس و الحمد لله. الإنترنت مثلا تم اكتشافها لأسباب عسكرية بحتة و لكن اليوم نستعملها في شتى المجالات المفيدة، مثل الدعوة و الدراسة، بالرغم من أنها اكتشفت في الحرب. حتى الزلازل و البراكين فيها من الخير الكثير، و من ذلك أن الأرض تتنفس و إلا لكانت الأرض ممكن أن تنفجر لشدة الضغط الذي فيها.