شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪ > الأرشيف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 07-14-2014, 01:08 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [31]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

وفي العقود القريبة الماضية وصل الانسان الى القمر ومشى فوقه ولم ير اي سماء. فهل نفهم من ذلك ان القمر معلق بين السماء والارض؟ وماذا عن الكواكب، فقد وصلت المركبات الفضائية الى المريخ ولم تعثر على سماء. والتلسكوبات الفضائية الحديثة خاصة تلسكوب " هوبارد" الذي يحوم في الفضاء الخارجي للارض، مكننا من ان نرى نجوماً تبعد عن الارض بلايين الاميال، ويستغرق ضوء بعض هذه النجوم ملايين السنين ليصل الينا، ، ولكن حتى ألان لم نر سماءً. فما الذي حدث هنا؟ اما ان لا يكون هناك سماء، او ان السماء ليست صلبة، وبالتالي نجد مشكلة في تفسير الايات السابقة التي تقول أن السماء بنيناها بأيدٍ ويمكن ان تقع على الارض.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2014, 01:08 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [32]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

وسورة الطور، الآية الرايعة وما بعدها، تقول: " والطور، وكتابٍ مسطور، في رقٍ منشور، والبيت المعمور، والسقف المرفوع ". وفي قصة الاسراء والمعراج يحدثنا روح بن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة عن النبي (ص) انه قال: " في السماء السابعة بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج، فينتفض انتفاضةً يخر عنه سبعون الف قطرة يخلق الله في كل قطرة ملكاً يؤمرون الى البيت المعمور فيصلون فيه". وفي الصحيحين ان رسول الله (ص) قال في حديث الاسراء بعد مجاوزته الى السماء السابعة: " ثم رُفع بي الى البيت المعمور واذا هو يدخله كل يوم سبعون الفاً لا يعودون اليه".



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2014, 01:08 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [33]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

ولو صدقنا قصة الاسراء والمعراج كما يرويها المفسرون، والبيت المعمور هذا، فلا بد ان يكون النبي قد سافر كل هذه البلايين من الاميال في ليلة واحدة ورجع للارض، وفي هذه الحالة يكون قد سافر بسرعة تفوق سرعة الضوء، وهذا مستحيل اذا كنا نتكلم عن العلم ومعجزة القرآن العلمية، او تكون الرحلة كلها ميتافيزيقية، وبالتالي لم يصعد فعلياً الى السماء السابعة ولم ير آدم في السماء الدنيا وابراهيم في السماء السادسة وسدرة المنتهى في السابعة، او البيت المعمور
۞ ونفهم من العرض الذي سبق ان الارض مسطحة واراد الله ان يحفظ توازنها فالقى بها جبالاً ليمنعها ان تنقلب بنا. وهذه الفكرة قديمة قدم التاريخ، فالمصريون القدماء قبل حوالي الفين عام قبل الميلاد، زعموا ان الارض مسطحة ومستديرة كالقرص، وان مصر في وسطها وبلاد العالم الاخري، خاصة التي بها جبال، في اطراف القرص لتحفظ توازنه.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2014, 01:08 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [34]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي


والدكتور موريس يعترف أن الرسول واصحابه كانوا يعتقدون أن ألارض مسطحة عندما يقول: " من السهل على انسان اليوم ان يفهم توالي الليل والنهار لانه يعرف ان الارض تدور حول نفسها، والقرآن وصف هذه الحركة كأنما مفهوم ان الارض مكورة كان مفهوماً في تلك الايام، ولكن هذه لم تكن الحالة في تلك الايام". إذاً النبي محمد لم يكن يعرف أن ألارض كروية وإلا لأخبر أصحابه بذلك. فإذا كان الناس الذين نزل عليهم القرآن لا يعرفون أن الارض مكورة، ورسولهم لم يخبرهم بذلك، ربما لانه ما كان يعرف ذلك، فهل نفهم أن القرآن قصد مخاطبة الاجيال المستقبلية عندما قال بتتابع الليل والنهار؟



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2014, 01:09 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [35]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي


قد رأينا أن فكرة أن الارض مسطحة كانت سائدة في العصور البدائية وحتى بعد الميلاد عندما دافعت الكنيسة عن فكرة أن الارض مسطحة. ولكن في القرن السادس قبل الميلاد قال بعض اعضاء جمعية " Pythagoreans " في جنوب ايطاليا، وهذه الجماعة مسماة على عالم الرياضيات " Pythagorus "، قالوا ان الارض كروية وتدور حول نفسها، وقد ذكر هذا الدكتور موريس في كتابه. فإذا كانت فكرة أن الارض كروية كانت معروفة منذ ستة قرون قبل الميلاد، كيف نفسر أن القرآن ظل يكرر ان الله دحا وبسط الارض، وأن الرسول وأصحابه لم يكونوا يعرفون أن الارض مكورة؟
وقد تعرض أعضاء جمعية Pythagorus الى القتل والتعذيب من قبل الكنيسة، مما اضطر بعضاً منهم للهرب الى اليونان وانشاء مذهبهم او مدرستهم هناك. واي شخص تجرأ وعارض فكرة ان الارض مسطحة وان الشمس تدور حول الارض، قُتل او عُذب. وحتى في القرن الخامس عشر للميلاد، عندما قال كوبرنكس " Copernicus " العالم البولندي، ان الارض تدور حول نفسها وتدور كذلك حول الشمس، اتهموه بالذندقة، ولولا انه مات بعد نشر نظريته بوقت قصير، لحاكموه بالذندقة وقتلوه، كما حاكموا جاليليو " Galileo " في عام 1534 في ايطاليا عندما قال ان الشمس ليست مركز الكون. وقد حكموا على جليليو بالحبس المنزلي ولم يسمحوا له بمغادرة بيته، حتى مات بعد ثماني سنوات من نشر نظريته.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2014, 01:09 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [36]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي


وبما انهم كانوا يعتقدون ان الارض مسطحة، نجد القرآن يخبرنا ان الله ألقى في الارض رواسي كي لا تميل بنا. ونفهم من هذا ان الله ألقى الجبال من السماء على الارض، لان الالقاء يكون من اعلى الى اسفل. ولكننا ألان نعلم ان الجبال لم تُلقى بل ارتفعت من داخل الارض نتيجة البراكين العديدة عندما كانت الارض ساخنة بعد انفصالها من الشمس.
وبمناسبة الحديث عن السماء، دعنا ننظر للآية 43 من سورة النور: " ألم تر ان الله يزجي سحاباً ثم يُؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء".ٍ يقول ابن كثير: من جبال فيها من برد معناه ان في السماء جبال بَرَد ينزل الله منها البَرَدَ. ". ( أنظر تفسير أبن كثير للآية). ولكن الدكتور موريس يقول في شرح هذه ألآية: " أن الله يُنزل من السماء جبال برد". وهذا طبعاً تغيير كامل للآية التي تقول: " وينزل من السماء من جبال فيها من برد".



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2014, 01:09 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [37]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

ونحن نعرف الان ان ليس في السماء جبال من ثلج ينزل منها البَرَدُ او الجليد. والبَرَد هو عبارة عن قطرات مطر تجمدت اثناء نزولها من السحاب لشدة برودة الطقس، وكذلك الجليد يتكون عندماء يكون الطقس بارداً ولكن اقل برودة من الطقس الذي يسبب البَرَد. فالعلم هنا ابعد ما يكون عن منطق القرآن.
۞ والعرب كغيرهم من الناس منذ بدء الحياة على ألارض قد لاحظوا أن الشمس تشرق من الشرق وتبدو كأنها تسير نحو الغرب وتختفي في الافق لتظهر لهم مرة أخرى من الشرق. وكذلك يتغير شكل ومجرى القمر. وهذه ملاحظة بسيطة لا تحتاج لذكاء أو لعلم. وأخذ القرآن هذه الملاحظة البسيطة وكررها في عدة سور ليؤكد ان الشمس والقمر كلُ يجري لأجل مسمى:

" الله الذي رفع السموات بغير عمدٍ ترونها ثم أستوى على العرش وسخر الشمس والقمر كلُ يجري لأجلٍ مسمى"
" ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري الى أجلٍ مسمى"
" يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كلٍ يجري لأجل مسمى"
" يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كلٌ يجري لأجل مسمى"
" وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كلٌ في فلكٍ يسبحون"
ونلاحظ هنا أن القرآن لم يذكر ولو مرةً واحدةً أن الارض تجري لأجل مسمى. والسبب طبعاً أنهم كانوا يعتقدون ان الارض مسطحة وثابتة والشمس تجري حولها، وهذه كانت الفكرة السائدة في تلك الحقبة من الزمن، وكانت تعتمد على ملاحظة أن الشمس تشرق من الشرق وتغرب في الغرب، وتبدو كأنها تسير و تجتاز السماء من الشرق الى الغرب، وكذلك القمر. والدكتور موريس يقول: ( يثبت القرآن أن الشمس تجري في فلك، ولكنه لا يحدد صلة هذا الفلك للارض. ففي زمن نزول القرآن كانوا يعتقدون أن الشمس تتحرك وأن الارض ثابتة. وهذه كانت النظرية الشائعة منذ زمن بطليموس في القرن الثاني قبل الميلاد، واستمرت حتى أيام كوبرنكس في القرن السادس عشر بعد الميلاد. ومع أن الناس في أيام محمد كانوا يوقنون بهذه الفكرة، إلا أن القرآن لم يذكرها اطلاقاً).
ويحق لنا أن نسأل لماذا لم يذكر القرآن أن الارض كروية وتتحرك، ليثبت للعرب أن بطليموس كان خاطئاً وانه لا يعلم اسرار الكون كما يعلمها الله الذي خلق الكون؟ فالقرآن، كما يخبرنا الدكتور موريس وأمثاله، كتاب أحتوى كل تفاصيل العلم الحديث عندما نزل في القرن السابع الميلادي، وليس هناك ما يظهر من اكتشافات في العلم الحديث إلا وكان القرآن قد ذكرها.

ونحن الان نعرف أن القمر يدور حول نفسه وكذلك يدور حول الارض في تسعة وعشرين يوماً ونصف اليوم. والارض نفسها تدور حول نفسها في 24 ساعة وتدور حول الشمس في 365 يوماً. والشمس تدور حول نفسها في 25 يوماً ولا تدور حول شئ آخر. وكل المجرة بما فيها الشمس والقمر والارض، تدور حول مركز المجرة في حوالي 250 مليون سنة تقريباً.

ويتضح من هذا أن الشمس أقل دوراناً من الارض، والارض أقل دوراناً من القمر. فما دامت الشمس أقل دوراناً من ألارض، لماذا ذكر القرآن أن الشمس تجري لمستقر لها ولم يذكر الارض التي تجري أكثر من جريان الشمس؟ ولماذا لم يذكر بقية النجوم والكواكب، وكلها يجري لمستقر له؟



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2014, 01:09 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [38]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

۞ الجنين:
يأكد لنا العلماء المسلمون ان القرآن صالح لكل زمان ومكان وانه يواكب تطور العلم الحديث وعنده الجواب لكل شئ. فدعنا ننظر الى خلق الجنين لنرى اذا كان القرآن فعلاً قد سبق تطور العلم. فالقرآن يخبرنا في سورة الطارق، الآية الخامسة وما بعدها: " فلينظر الانسان مما خُلق، خُلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب ". وتفسير العلماء ان الماء الدافق هو المني يخرج دافقاً من الرجل ومن المرأة، فيتولد منه الولد.
وطبعاً ليس للمرأة ماءٌ دافق كالرجل. وليس لها ماء اطلاقاً غير السوائل المخاطية التي يفرزها المهبل عند تهيج المرأة قبل بدء الجماع، لتسهيل عملية الايلاج. وهذه السوائل لا تلعب اي دور في خلق الجنين. وعليه فإن الجنين يُخلق من الماء الدافق الذي يخرج من الرجل. وهذه طبعاً نصف القصة، فلا بد من بويضة المرأة لتكوين الجنين، والقرآن لا يذكر دور المرأة في تكوين الجنين. وقد يكون هذا مفهوماً في ذلك الوقت اذ ان كل ما رأوه كان المني يخرج من الرجل ولم يروا البويضة.
ومن اين يخرج هذا الماء الدافق من الرجل؟ يخرج من بين الصلب والترائب. والمفسرون لم يتفقوا على ماهي الترائب. وسئل ابن عباس: ماهي الترائب؟ قال هذه الترائب، ووضع يده على صدره. واما مجاهد فقد قال: الترائب ما بين المنكبين الى الصدر. وقال سعيد بن جُبير: الترائب اربعة اضلاع من الجانب الاسفل. واما الضحاك فقد قال: الترائب ما بين الثديين والرجلين والعينين. ومعمر بن ابي المدني قال انه بلغه في قول الله عز وجل " يخرج ما بين الصلب والترائب" هو عُصارة القلب، من هناك يكون الولد. واما قتادة فيقول ان الماء الدافق يخرج من بين صلب الرجل ونحره، حسب تفسير ابن كثير. وقول قتادة هو الذي كان سائداً في ذلك الوقت، وحتى الوقت الحالي. فمعظم الناس يعتقدون ان المني يخرج من الظهر، ولذلك يقولون فلان ابن ظهر فلان. والرجل يقول هذا ابني من ظهري.
والحقيقة ان المني لا يخرج من الظهر ولا من بين الصلب والترائب. فالمني يتكون في جهاز خاص به تحت مثانة البول، يسمى البروستاتة، وكذلك من اكياس صغيرة بجنبي البروستاتة وعلى اتصال بها، تسمى " Seminal Vesicles" أي الاكياس المنوية، والحيوانات المنوية تتكون في الخصيتين، ثم يجتمع الاثنان ويخرج المني وقت الجماع ليختلط ببويضة المرأة ومنهما يتكون الجنين.

۞ فعلم الاجنة كما درسناه لا يتحدث عن دخول ملائكة الى رحم المرأة الحامل لتنفخ الروح في جنينها. وقد تكون هذه وقفة مناسبة نسأل فيها الدكتور، من ينفخ الروح في أجنة الكلاب وهي في أرحام أمهاتها؟ فنحن نعلم من الاحاديث النبوية ان الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب. وبالتالي نستطيع ان نقول ان الملائكة لن تدخل رحم كلبة حبلى، فمن أين تأتي الروح لأجنة الكلاب؟ هل ينفخها الشيطان أم تدخل في الكلب دون ان تُنفخ. فإن كان الاخير، فلا داعي إذاً لملك ينفخ الروح في الجنين.
۞ وأما لماذا يشبه المولود أباه أو أمه؟ فنحن الآن نعرف أن ذلك ناتج عن جينات الوراثة التي يكتسبها الطفل من ابويه وقت تلقيح البويضة، فإذا كثرت جينات الاب صار الطفل أشبه بأبيه، وإن كثرت جينات الام ، صار أشبه بأمه. ولا بد للطفل ان يرث جينات من أمه وأخرى من ابيه وبذا يكتسب بعض الصفات من الام والبعض الاخر من الاب. ولكن أنظر ماذا يقول علماء الاسلام.
في صحيح مسلم عن عائشة: أن أمرأة قالت لرسول الله (ص) هل تغتسل المرأة اذا احتلمت فأبصرت الماء؟ فقال: نعم، فقالت عائشة: تربت يداك، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: دعيها وهل يكون الشبه الا من قٍبل ذلك إذا علا ماؤها ماء الرجل – أشبه الولد أخواله، وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه.
هذا الحديث لا شك ألفه رجال لا يعرفون أي شئ عن الفيسيولوجي. فالمرأة إذا احتلمت لا يخرج منها مني، وإذا جامعت الرجل لا يخرج منها ماء ليعلو ماء الرجل أو ليعلوه ماء الرجل. فقد ذكرنا سابقاً ان المهبل وبعض الغدد في شفائف المهبل تفرز مادة لزجة عند التهيج وقبل بدء الجماع لتسهيل عملية الايلاج، ولكن عندما تتهيج المرأة اثناء الجماع " Orgasm " فلا يخرج منها ماء حتى يعلو ماء الرجل أو يعلوه ماء الرجل.

۞ ولسبب ما يقول القرآن عن المني أنه ماء مهين بعد أن كان ماءً دافقاً. ففي سورة السجدة ألآية 8 يقول: " ثم جعلنا نسله من سلالةٍ من ماء مهين". وفي سورة المرسلات، ألآية 20 يقول: " ألم نخلقكم من ماءٍ مهين". ولا أجد أي سبب يجعل المني مهين، لأنه لو كان المني مهين فإن الانسان الذي يُخلق منه يصير مهيناً كذلك، لأن الفرع يتبع ألاصل. لكن الدكتور موريس قدّم تفسيراً من عنده فقال: ( وصف المني بانه مهين ناتج عن كونه يخرج من مجري البول). ماذا إذاً عن الجنين وهو يخرج من الفرج الذي يخرج منه الحيض، وهو انجس شئ في الاسلام وفي اليهودية كذلك، ويخرج منه البول كذلك، رغم ان البول له مخرج خاص لكنه يفتح داخل شفائف الفرج، وبالتالي يخرج البول من الفرج، فهل يكون الفرج قذراً؟ والمني القذر هذا يُسكب في المهبل وبالتالي يجب أن يكون المهبل قذراً لانه يحتوي على مني قذر. فهل يا تُرى يكون الجنين مهيناً وقذراً لانه يخرج من المهبل؟
۞ ونحن نعرف أن مدة الحمل عند النساء تسعة أشهر قد تزيد بأسبوعين او ثلاثة، وبعدها يموت الجنين إذا لم يولد لان المشيمة تتصلب أوعيتها الدموية بعد هذه المدة ولا تستطيع تغذية الجنين، فيموت. ولذا لا يسمح الاطباء للحمل ان يستمر اكثر من اسبوعين أو ثلاثة بعد اكتمال مدته، وفي هذا الاثناء تكون المرأة تحت مراقبة مستمرة لمعرفة حال الجنين. وعند ظهور أول علامات مضايقة الجنين من عدم وصول الاوكسجين اليه بكمية وافرة، يتدخل الاطباء لإنهاء الحمل. ولكن انظر ماذا يقول علماء الاسلام: " وأما أقصاها ( مدة الحمل) فقال ابن المنذر اختلف أهل العلم في ذلك فقالت طائفة: أقصى مدته سنتان، وروي هذا القول عن عائشة وروي عن الضحاك وهرم بن حيان: أن كل واحد منهما أقام في بطن أمه سنتين وهذا قول سفيان الثوري. وفيه قول ثاني: وهو أن مدة الحمل قد تكون ثلاث سنين. روينا عن الليث بن سعد أنه قال حملت مولاة لعمر بن عبد الله ثلاث سنين، وفيه قول ثالث: أن أقصى مدته أربع سنين هكذا قال الشافعي.
۞ ولننظر الان الى سورة النحل، الآية 66 : " وإن لكم في الانعام لعبرةٌ نُسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ". فلنرى اولاً ماذا يقول ابن كثير في تفسيره لهذه ألآية. يقول: لبناً خالصاً اي يتخلص الدم بياضه وطعمه وحلاوته من بين فرث ودم في باطن الحيوان، فيسري كلٌ الى موطنه اذا نضج الغذاء في معدته، فينصرف منه دم الى العروق ولبن الى الضرع وبول الى المثانة وروث الى المخرج وكل منها لا يشوب الاخر ولا يمازجه. والفرث هو مافي امعاء الحيوان من فضلات ، ومنه يتكون الروث او البعر.

واي انسان لديه قليل من العلم يعرف ان اللبن لا يتكون في بطن البقرة او النعجة وانما في الضرع، وليس هناك اي مجال لاختلاط اللبن بالروث او بالدم. ولذا قوله " نسقيكم مما في بطونه من بين رفث ودم "، لا يمت للعلم بشئ.


منطق القرآن:


۞بما ان الرسول لم تكن له معجزات مثل موسى او عيسى، فقد حاول اقناع عرب الجاهلية بالمنطق، ولكن منطق القرآن لا يستقيم والمنطق المعروف لدينا الآن. فاذا اخذنا مثلاً سورة الكهف، الآية 22، عندما سأل اهل مكة النبي عن عدد اهل الكهف: " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي اعلم بعدتهم". فأي منطق هذا لاقناع الناس بان القٌرآن من عند الله. هم كانوا يعلمون ان الله اعلم ولذلك سألوا النبي ان يخبرهم بعدد اهل الكهف، ولكن بدلاً من الاجابة المباشرة بعددهم، يخبرنا القرآن ما قال الناس عن عددهم، ويخبرنا أن كل هذا القول تخمين. فلماذا إذاً لا يخبرنا هو بالعدد الحقيقي حتى لا يكون هناك داعي للتخمين؟
۞واخرج ابن ابي حاتم عن ابن عباس قال: أتت أمرأة النبي فقالت: يا نبي الله، للذكر مثل حظ الانثيين، وشهادة امرأتين برجل، أفنحن في العمل كذا، ان عملت المرأة حسنةً، كُتبت لها نصف حسنة؟ فكان رد النبي بالآية 32 من سورة النساء: " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسالوا الله من فضله ان الله كان بكل شئ عليماً". فأين الجواب على سؤال المرأة ان كان سيكتب لها نصف حسنة ام حسنة كاملة. كل ما أخبرها به القرآن هو ألا تتمنى ما فضل الله به الرجال على النساء. وهذا هو شأن القرآن في كل الاسئلة التي وُجهت للرسول.
۞فمثلاً لما سألوه عن الروح، أجاب: " يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي". وفي الآية 189 من سورة البقرة: " يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج". وهذه هي نفس الفكرة التي عبرت عنها التوراة: " وقال الله: لتكن نيراتٌ في جَلد السماء بين النهار والليل وتكون علاماتٍ للمواسم وألايام والسنين" وعرب الجاهلية كانوا يعرفون ان الاهلة مواقيت للحج وكانوا يعرفون بها الاشهر الحرم وغيرها، وكذلك كان يهود مكة على علم أن الاهلة مواقيتٌ للناس، ولكنهم سألوا النبي ليشرح لهم كيف يكون القمر هلالاً ثم يكبر ويصير قمراً. ولكنه لم يكن يدري، فأخبرهم بانها مواقيت للناس.
۞وان نظرنا ماذا قال الله لزكريا لما طلب منه معجزة ليريها قومه عندما علم أن أمرأته ستلد له ولداً وهو رجلٌ كهل وأمرأته كانت عاقراً: " قال رب اجعل لي آيةً قال آيتك الا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سوياً". فهل اذا رفض زكريا ان يكلم الناس ثلاث ليالي تكون هذه معجزة؟
وفي نفس سورة مريم، الآية 26، قال لمريم: " فكلي واشربي وقري عيناً فإما ترين من البشر احداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن اكلم اليوم انسياً". فكون مريم نذرت الا تكلم انساناً في ذلك اليوم، لن يُقنع احداً انها حبلت بعيسى من دون ان يمسسها بشر، وكان الاولى بها ان تكلمهم وتحاول شرح الحمل لهم بدل ان تصوم عن الكلام. والشئ الغريب ان الله امرها اذا رأت من البشر احداً ان تقول له اني نذرت للرحمن الا أكلم اليوم انسياً. وبديهي اذا قالت كل هذه الجملة الطويلة لكل من قابلها من البشر، تكون قد كلمتهم طوال اليوم وبطل نذرها.

۞وفي سورة البقرة، الآية 258، عندما تجادل الملك النمرود بن كوش مع ابراهيم: " ألم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان آتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبُهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين". وهذا طبعاً ابسط انواع المنطق، واسهله في قلب الامور رأساً علي عقب. فبدل ان يُبهت النمرود كان ممكناً وبكل سهولة ان يقول لابراهيم: بل اجعل ربك يأتي بالشمس من المغرب وسأتي أنا بها من المشرق مرةً أخرى. وطبعاً في هذه الحالة كان ابراهيم سيكون الذي بُهت.
۞وفي سورة هود، الآية 46 عندما رفض ابن نوح الركوب معه في السفينة: " قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم". فقال له نوح في الاية اللاحقة: " قال رب اني اعوذ بك ان اسالك ما ليس لي به علم". وطبعاً الانسان دائماً يسأل عما ليس له به علم. فلو كان له به علم لصار السوال اضاعة للوقت والجهد.
۞ولما طلب اهل مكة من النبي ان ينزل لهم معجزةً، اجابهم الله في سورة الاسراء، الآية 59: " وما منعنا ان نرسل الآيات الا ان كذب بها الاولون". وألآيات هنا تعني المعجزات. فرفض الله ان ينزل على محمد معجزة لان الاولين كذبوا بها. فدعنا نستعرض بعض هذه المعجزات. فلنبتدئ بداود الذي سخر له الحديد وسخر له الريح وجعل الجبال تؤب اي تسبّح معه، فكذبه قومه. ثم، كما يٌخبرنا القرآن، ارسل الله من بعد داود ابنه سليمان وعلمه لغة الطير وسخر له الجن والريح والحيوانات كلها واعطاه مالاً وحكماً عظيماً. وكذبه قومه. ثم اخرج لثمود ناقةً من الصخر، فلم يصدقوا نبيهم وعقروا الناقة. وبعد فترة ارسل الله موسى واعطاه بدل معجزة واحدة تسع معجزات حسب الآية 101 في سورة الاسراء: " ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيناتٍ ". ولم يؤمن بنو اسرائيل، ولكن لم يمنع هذا الله من انزال المعجزات على عيسى، فجعله يكلم الناس في المهد، ويحيي الموتى، ويشفي المرضى، وانزل له المن والسلوى من السماء. فاذا كان كل هولاء الانبياء طلبوا المعجزات واعطاهم اياها الله رغم ان الذين قبلهم قد كذبوا بها، لماذا منع آخر نبي من المعجزات لان الذين سبقوا كذبوا بها؟ والجواب طبعاً أنه ما كان في مقدور محمد أن ينزل لهم مائدةً من السماء او يًحيي لهم موتاهم فقال لهم ان الله لم ينزل لهم معجزات لان الذين سبقوهم كذبوا بها.
۞وسورة الزخرف الآية 33 تقول: " ولولا ان يكون الناس امةً واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون، ولبيوتهم ابواباً وسرراً عليها يتكون، وزخرفاً وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والاخرة عند ربك للمتقين". ومعنى هذه الايات هو لولا ان يخاف الله ان يصير كل الناس كفاراً لجعل للكافرين ابواباً وسقوفاً ودرجاً لبيوتهم من الفضة ولزخرفها لهم بالذهب ليريهم ان كل هذا جزء يسير من خيرات الاخرة. ولو اخذنا في الاعتبار ان هذه السورة نزلت بمكة لما كان عدد المسلمين لا يتجاوز العشرات، وكل قريش كانت كافرة، ضاع علينا منطق القرآن لان اهل مكة اصلاً كانوا امة واحدة في الكفر باستثناء عدد بسيط من المسلمين. وحتى لو تجاوزنا عن هذا، فليس منطق القرآن بمقنع هنا لانه لو صارت كل منازل الكفار من الفضة، وهم الاغلبية في مكة في ذلك الحين، لاصبحت هذه البيوت شيئاً مألوفاً طبيعياً لا تؤثر في معتقدات الناس. فلو نظرنا الى دول الخليج الان، نجد ان بإمكانهم سقف منازلهم بالفضة لو شاءوا وكذلك جعل ابوابها ودرجها من الفضة، ولكن هذا لم يجعلهم يكفرون بالله ويتخلون عن الاسلام. ونرى ان المنطق الاكثر اقناعاً هو ان يجعل الله بيوت المسلمين الاوائل في مكة من الفضة حتى يُري الكفار ان الله قادر على مكافأة المسلمين في هذه الحياة وفي الحياة الاخرى.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2014, 01:10 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [39]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

۞واذا نظرنا للآية الخامسة عشر من سورة محمد نجدها تقول: " مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين ". فاذا كان الخمر يصلح ان يكون جائزة للمتقين الذين يخافون الله ويفعلون كل ما امر به الاسلام، لماذا حُرمت الخمر في هذه الحياة؟ او اذا وضعنا السؤال بطريقة مختلفة: اذا كان من الممكن في هذه الحياة ان يشرب الانسان ماءً غير آسن ولبناً لم يتغير طعمه وخمراً لذيذ الطعم لذة للشاربين، فماذا يغريه بالعمل الصالح لكي يدخل الجنة غير الحياة الازلية. فالاشياء الاخرى مثل بنات الحورالجميلات والفواكه العديدة والولدان الذين اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً، فكلها يمكن الحصول عليها هنا. اما الأسرة المصنوعة من ذهب او زبرجد فليست مغرية للغالبية العظمى من الناس. فالحياة الازلية هي الشئ الوحيد الذي لا يوجد في هذه الحياة.
۞ولما لم يكن هذا شيئاً محسوساً ولا يمكن تبيانه للناس لجأ القرآن للتهديد والوعيد بنار جهنم التي يفوق وصفها في القرآن وصف اي شئ آخر. فدعنا نقرأ ما كتب الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الازهر الشريف، عن حديث القرآن عن يوم الحساب: (من ألاساليب الحكيمة لتعميق الايمان، تذكير الناس بأهوال هذا اليوم، ومن ألآيات القرآنية التي صورت أهوال هذا اليوم تصويراً ترتجف له القلوب، قوله تعالى: "يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد". وقد أفتتح سبحانه هذه السورة الكريمة بهذا الافتتاح الذي تهتز له النفوس، لكي يزداد الناس إيماناً على إيمانهم، ويقيناً على يقينهم بأن يوم القيامة حق، وان الثواب والعقاب فيه صدق)

وصف مروّع ولا شك، ولكن هل يحتاج الذين آمنوا الى مثل هذا التخويف ليزيدوا ايمانهم، كما قال الشيخ طنطاوي؟



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2014, 01:10 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [40]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي


ويستمر الشيخ طنطاوي في تخويف الناس بيوم الحساب فيقول: ( وفي موطن ثالث يذكّر القرآن بأهوال يوم القيامة بأسلوب فيه ما فيه من التهديد والوعيد لمن كذب بهذا اليوم، فيقول سبحانه: "فإذا برق البصر. وخسف القمر. وجمع الشمس والقمر. يقول الانسان يومئذ أين المفر. كلا لا وزر. الى ربك يوميذ المستقر. ينيأ الانسان يومئذ بما قدم واخر. بل ألانسان على نفسه بصيرة. ولو ألقى معاذيرة". والحق ان حديث القرآن عن أهوال يوم الحساب حديث لا تكاد تخلوا منه سورة من سور القرآن الكريم، وأقرأ على سبيل المثال الجزء الاخير من اجزاء القرآن الكريم، تجده مع أن سوره من السور القصيرة نسبياً، زاخراً بالحديث عن أهوال يوم القيامة)
وسورة الحج تصف العذاب الذي يتعرض له الذين لم يؤمنوا بالله:
19- " هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قُطّعت لهم ثيابٌ من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم"
20- " يُصهر به مافي بطونهم والجلود"
21- " ولهم مقامع من حديد"
22- : كلما أرادوا ان يخرجوا منها من غمٍ أُعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق"

ويصف الله نفسه بالرحمة ويذكرنا في بداية كل سورة انه هو الرحمن الرحيم، فهل بعد هذا الوصف للعذاب يبقى هناك مكان للرحمة؟ والناس الذين درسوا التوراة دراسة علمية يقولون أن إله موسى إله غاضب وشرس، مولع بالحروب وقتل الناس، والتوراة لا تصف عذاب يوم القيامة بمثل هذا الوصف المخيف. ولا غرو أن القرآن ملئ بالتهديد والوعيد لانه حاول إقناع الناس بمنطقه الذي تحدثنا عنه سابقاً ولم يفلح في إقناعهم، فما بقي له غير التهديد والوعيد.

۞ولما كان الحديث عن الجنة والنار، دعنا ننظر للآية 23 من سورة الحج: " ان الله يدُخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار يُحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير". وعلماء الدين قد حرّموا لبس الذهب على الرجال، وفي الصحيح: " لا تلبسوا الحرير ولا الديباج في الدنيا فانه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة". فما الحكمة في تحريم الخمر والذهب والحرير علي الرجال ووعدهم انهم اذا عملوا صالحاً ستكون مكافأتهم نفس هذه الاشياء في الجنة.
۞ومرة اخرى يصعب علينا متابعة منطق القرآن، ففي سورة الحديد، الآية 21، نجده يقول: " سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للذين آمنوا بالله". وقد رأينا في الفصول السابقة ان عرض السماء لا حدود له والارض ليس لها عرض لانها كرة. ولكن نستنتج من هذه الاية ان الجنة من الكبر بمكان يصعب معه حتى تخيل حجمها. والسؤال الذي يطرأ على ذهني هو: لماذا يريد الله ان يخلق الجنة بهذ الحجم وهو يخبرنا في سورة الواقعة، الآية الثانية عشر وما بعدها: " في جنات النعيم، ثُلة من الاولين، وقليل من الآخرين". والله يخبرنا هنا ان ثُلة اي عدداً بسيطاً جداً من الاولين وقليل من الآخرين سيدخل الجنة، لان الغالبية من الناس كلما جاءهم رسول كفروا به ولذلك لن يدخلوا الجنة.

فاذا كان هذا هو الحال، لماذا كل هذه الجنة التي لا حدود لها، ولن يدخلها الا عدد بسيط من الناس. وحتى في هذا العدد القليل من الناس يكون المسلمون اقلية، ففي حديث عن النبي انه قال: " اني لأرجو ان تكونوا ربع اهل الجنة". واذا كان هذا العدد البسيط من الناس سيدخل الجنة والغالبية العظمى من الناس سيذهبون الى جهنم، وخاصة ان الله يقول: " وما منكم الا واردها"، والحديث هنا عن جهنم، وقال علماء الاسلام ان كل البشر سيردون جهنم ولكن اهل الجنه سيكون ورودهم مؤقتاً ولفترة وجيزة ثم يذهبون للجنة. فاذا كانت كل هذه البلايين من البشر سترد جهنم، فلا بد ان يكون حجم جهنم اضعافاً مضاعفةً من حجم الجنة التي سيدخلها قليل من الناس.
وهذه الجنة عرضها السموات والارض، وليس هذا فحسب، بل هناك جنتان لمن خاف مقام ربه: " ولمن خاف مقام ربه جنتان". وحتى الجنتان هذه سيكون من دونها جنتان: " ومن دونهما جنتان". وقال جريج هن اربع جنات، وقال القرطبى: ويحتمل ان يكون " ومن دونهما جنتان" لأتباعه أي اتباع محمد، لقصور منزلتهم عن منزلته، احدهما للحور العين والاخرى للولدان المخلدين ليتميز بهما الذكور عن الاناث. فإين إذاً ستكون جهنم؟

۞ويكرر القرآن اسئلة عديدة مالها اجابة مقنعة. فمثلاً في سورة الغاشية، الآية السابعة عشر، يسأل: " أفلا ينظرون الى الابل كيف خُلقت". وما كان احد في تلك الايام يدري كيف خُلقت الابل. وخلق الابل في حد ذاته لا يختلف عن خلق القطة او الفأر.. ولكن القرآن اختار الابل للتهويل لان حجمها كبير، رغم ان هذا لا يؤثر في عملية الخلق. ولا بد ان نفترض ان الله قد خلق الديناصورات وحجمها اضعاف حجم الابل، لكنه لم يضرب بها المثل. وقد يقول قائل ان الله لم يضرب بها المثل لانها انقرضت ولم يشاهدها اهل مكة. ولكن نفس أهل مكة هولاء لم يروا في تلك الايام، وحتى عهدٍ قريب، الرمان، لكون مكة صحراء لا ينبت فيها شجر الرمان " ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرّم". ولكن هذا لم يمنع القران من أن يذكرهم ان الله سيجازيهم بجنة يأكلون فيها الرمان " فيها فاكهةٌ ونخلٌ ورمان".
ونجد عدة اسئلة من هذا النوع، مثل: " الم ينظروا الئ السماء كيف خُلقت" او " ألم يروا كم اهلكنا قبلهم من قرن". وفي سورة الحج، الآية 70: " ألم تعلم ان الله يعلم مافي السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير". وكيف نعلم ان الله يعلم مافي السماء والارض؟ وفي الآية 63 من نفس السورة: " ألم تر ان الله انزل من السماء ماءً فتصبح الارض مخضرة ان الله لطيف خبير". فمنذ ان نشأ الانسان على وجه الارض وهو يرى الماء ينزل من السماء، فما الدليل ان الذي انزله هو الله؟ فنحن نعلم الان قوانين الطبيعة التي تتحكم في نزول الامطار ولكن ليس لدينا اي برهان ان الله هو الذي خلق هذه القوانين. والغريب في الامر ان القرآن يضرب اغلب امثلته بالمطر والزرع وأهل مكة ما كانوا يرون المطر الا مرة كل عدة سنوات، ولذا كان العرب رُحلاً للبحث عن الكلأ والمرعى. وحتى عندما اسلمت كل الجزيرة العربية لم ينزل الله مطراً عليها كما ينزله على بلاد أخرى، لتصبح مخضرة كما قال.

وفي سورة الانبياء، الآية 30: " أولم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقاً ففتقناهما". وطبعاً لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا ملتصقتين ثم فتقهما، لان ذلك ان كان قد حدث، فحدوثه كان قبل ان يُخلق الانسان، فكيف يكون الانسان قد راى ذلك؟

والقرآن يحاول اقناع الناس بانه من عند الله بان يؤكد عدة مرات ان الله يعلم ما في الارحام، فمثلاً في سورة الرعد، الآية الثامنة: " والله يعلم ما تحمل كل انثي وما تغيض الارحام". ويستطيع الاطباء الان بان يعرفوا اذا كان الجنين ذكراً او انثي، واحداً أم أكثر، وهو بعد في رحم امه. بل اكثر من ذلك انه بامكانهم الان اختيار نوع الجنين قبل ان يزرعوه في الرحم، بل ويمكنهم ان يجروا عليه عمليات جراحية وهو ما زال في الرحم. فهل كون الله يعلم مافي الارحام، منطق كافي لاقناع الناس بوجود الله وبان القرآن من عنده؟


القرآن والارادة:


۞عندما يقرأ الانسان القرآن، يسيطر عليه شيئان: الاول هو الخوف من نار جهنم والعذاب الذي يصفه القرآن وصفاً دقيقا ومرعباًً، والشئ الثاني هو عدم مقدرة الانسان علي تغيير مجرى الاحداث، اذ ان كل شئ مكتوب ومسطر للانسان من قبل ان يولد. فمثلاً لو اخذنا سورة الحديد، الآية 22: " ما اصاب من مصيبةٍ في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير". فيخبرنا الله هنا انه قد قدر كل شئ من قبل ان يبرأ او يخلق الارض ومن عليها. وكأن هذا لا يكفي، فيؤكد لنا الحديث نفس الشئ، يقول ابن كثير في تفسيره للآية: حدثنا حيوة وابن لهيعة قالا اخبرنا ابو هانئ الخولاني انه سمع ابا عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: " قدر الله المقادير قبل ان يخلق السموات والارض بخمسين الف سنة". ورواه مسلم في صحيحه

وهاهم الانبياء انفسهم يتحاجون ويتلاومون بما قٌدر لهم، ففي تفسير الآية 122 من سورة طه، نجد ابن كثير يقول: قال البخاري حدثنا قُتيبة حدثنا ايوب بن النجار عن يحيي بن ابي كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال: " حاج موسى آدم فقال له انت الذي اخرجت الناس من الجنة بذنبك واشقيتهم؟ قال آدم ياموسى انت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه أتلومني على أمر كتبه الله قبل ان يخلقني، او قدره الله عليّ قبل ان يخلقني؟". فحتى آدم ليس مقتنعاً أن الذنب الذي أرتكبه كان بمحض إختياره.

وحتى موضوع الايمان بالله وبرسوله ليس في ايدينا، فهذه هي الاية الثانية من سورة التغابن تخبرنا: " هو الذي خلقكم فمنكم كافرٌ ومنكم مؤمنٌ والله بما تعملون بصير". وشرح هذه الاية يقول: هوالخالق لكم على هذه الصفة واراد منكم ذلك فلا بد من وجود كافر ومؤمن وهو البصير بمن يستحق الهداية. اي بمعنى آخر حتى لو اردت ان تؤمن، لا يمكن لك ان تؤمن الا اذا كان الله قد قدر انك تستحق الهداية وكتب ذلك لك في اللوح المحفوظ

وهاهي الآية 13 من سورة السجدة تخبرنا لماذا لم يهدي الله الناس كلهم: " ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملان جهنم من الجٍنة والناس اجمعين". وبما ان جهنم لا تمتلئ " فنقول لها هل إمتلات فتقول هل من مزيد"، يجب ان يظل اكثر الناس كافرين حتى يملأ الله جهنم بهم لانه سبق منه القول بذلك، والله لا يخلف قوله.

ومرة اخرى يخبرنا القرآن في سورة النحل الآية 93 ان الايمان لا يكون الا بإرادة الله: " ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون". فهو يضل من يشاء ثم يسألهم عما كانوا يعملون. فهل يستوي هذا المنطق مع الارادة الحرة؟

ويظهر ان الله يختم على قلوب من اختارهم للكفر حتى لا يفهموا القرآن فيؤمنوا به، ففي الآية 46 من سورة الاسراء نجد: " وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهون وفي آذانهم وقراً واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفوراً". والآية 111 من سورة الانعام تقول: " ولو انا انزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قُبلاً ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون". فاذاً كل محاولات الانسان الغير مسلم ان يفهم القرآن ويؤمن به لا تجدي الا اذا كان الله قد قرر مسبقاً لهذا الفرد ان يؤمن، والا سيجعل الله في آذنه وقراً وسيطبع على قلبه فلا يؤمن.
وسورة يونس، الآية 100 تكرر لنا نفس الرسالة: " وما كان لنفسٍ ان تؤمن الا باذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون". وفي نفس سورة يونس الآية 99، نعلم: " ولوشاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعاً، أفانت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين". وفي سورة هود الآية 118: " ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين". ونحن نعلم من القرآن ان الانسان لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وانما هو مُسيّر حسب ما قدر الله له، فالآية 49 من سورة يونس تقول: " قل لا املك لنفسي ضراً ولا نفعاً الا ما شاء الله".
وقد يُرسل الله الرسل بلسان قومهم ليشرحوا لهم رسالة الله، ولكن هولاء الناس لا يملكون الخيار في ان يؤمنوا او يكفروا، فالآية الرابعة من سورة ابراهيم تقول: " وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء".

۞رأينا مما تقدم ان الانسان ليست له ارادة ليقرر لنفسه ما يفعل، واكثر من ذلك نجد ان الاسلام يأتي في قصصه بأمثلة تؤكد ان الحساب والعقاب لا يعتمد على ما فعل الانسان وانما يمكن معاقبته بما فعل غيره. فاذا اخذنا مثلاً قصة قوم لوط، لرأينا ان الغالبية العظمى منهم لم يرتكبوا اي ذنب، فنصفهم كان نساء وحوالى الخُمس او السدس كانوا اطفالاً لا يعلمون شيئاً عن الممارسات الجنسية التي كان يمارسها بعض الرجال في المدينة، ولابد أن أغلب الرجال كانوا طبيعيين من الناحية الجنسية بدليل انهم جامعوا نساءهم وانجبوا أطفال المدينة، ونستطيع أن نقول أن عدداً غير كبير من الرجال كان منحرفاً جنسياً وأرادوا مضاجعة ضيوف لوط، ولكن لما جاء عذاب الله، محا المدينة عن الوجود بكل من فيها، المذنب والبرئ، بما فيهم الاطفال.



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
مآخذ, لكامل, النجّار, القرآن, على


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تابع سلسلة الأدلة على صحة دين الإسلام : الأمواج العميقة تشهد على صدق القرآن Heart whisper الجدال حول الأعجاز العلمي فى القرآن 45 11-09-2022 05:09 AM
كذبة صريحة في القرأن, وأكبر دليل على ان القرأن نزل لشبه جزيرة العربية فقط عدو الاسلام العقيدة الاسلامية ☪ 58 08-02-2016 05:58 PM
واقتلعوا الحجر الأسود من مكانه +واحتملوه إلى بلادهم، المنهج التجريبي العلمي العقيدة الاسلامية ☪ 10 08-21-2015 11:14 PM
مقارنه مكانه المرآه في الحضارات المختلفه سيد الخواتم العقيدة الاسلامية ☪ 75 12-08-2014 12:53 AM
مآخذ على القرآن لكامل النجّار Skeptic العقيدة الاسلامية ☪ 3 02-12-2014 06:07 AM