ازلية العالم

[فكر حرفكر حر]

بسم الله

تحية طيبة للجميع

حديثنا اليوم ايماني بشهادة من القرآن طبعا كما هو الحال دائما .

اقول :
ازلية العالم هي القشة التي ما يزال يتمسك بها الملحد رغم استبعادها الى حد كبير من الاوساط العلمية .
وربما ليس كل ملحد , ولكن في غالبية الاحيان وعندما تغلق امامه الابواب يلجأ الى ازلية الوجود كطوق نجاه , ولكن

وهنا سوف اسلط الضوء بشكل خاص على هذا الموضوع وبشكل دقيق , وابرهن على عدم امكانية تحقق هكذا فرض بحال من الاحوال .
بداية ..

يقول الله تعالى :
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ
في هذه الاية الكريمة يبين الله تعالى أن هذا الوجود الذي نراه اليوم هو مخلوق من قبل الله تعالى .
فاما ان يوجد هذا الوجود من لاشيء وهو محال واما ان يوجد نفسه وهو محال ايضا وسوف ابين هذا .
وبالتالي ليس للملحد الا التمسك بالازلية الوهمية كما سبق .

و بطلان ازلية هذا الوجود بينة في بداهة العقول السليمة والمنصفة , لماذا ؟

لأنا لو فرضنا كون ازلي متسلسل يكون كل موجود فيه معلول لموجود آخر ( كما عالمنا ) لزم ان تكون كل الاسباب والمسببات موجودة دفعة واحدة وبالتالي وجب ان يكون السبب موجودا حال وجود المسبب .
وبما ان مجموع الاسباب والمسببات وبمعنى اقرب ( الوجود ككل ) مفتقر في وجوده الى وجود كل جزء منه , وكل جزء منه ممكن الوجود لأنه معلول لموجود آخر كما تقدم , كان الوجود ككل ممكن الوجود .
وبما أن الوجود ممكن الوجود كان لابد من وجود مؤثر فيه .
وهذا المؤثر إما ان يكون هو نفس ذلك الوجود , أو داخلا فيه , أو خارجا عنه .

فأما أن يكون المؤثر هو نفس الوجود فهذا يعني أنه كان موجودا قبل ان يوجد ثم قام بايجاد نفسه وهذا باطل لأنه جمع بين النقيضين .

وأما أن يكون المؤثر هو احد الوجود فهذا يعني أنه يجب ان يكون علة لكل احاد هذا الوجود
وهذا يعني أن يكون علة لنفسه وقد تبين بطلان ذلك سابقا .

فاذا يتبين مما سبق انه لم يبقى سوى ان يكون المؤثر في الوجود الممكن هو امر خارج عنه والخارج عن الوجود الممكن لايكون ممكنا , والموجود الذي لايكون ممكنا لذاته يكون واجبا لذاته ولابد وان تنتهي اليه جميع الممكنات .

ولقد اشار القرآن الكريم الى هذا جيدا قي الآية الكريمة : قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ

ففي هذه الاية دلالة واضحة الى ان الأزلية لو صحت فيلزم منها البقاء على ماهية واحدة وبالتالي عدم تغيرها الى وجه اخر من الوجوه الا بمؤثر خارج عنها كما بينا فيما سبق والحمد لله .