علمنى كيف اصبح ملحدا

[المسعودي]

اريد منك ان تعلمنى كيف اصبح ملحدا بمعنى اخر علمنى ما هو الالحاد وعندها سوف يكون هناك اختيارين 1- ان اقتنع 2- ان ابقى كما انا وسوف تكون انت اوصلت افكارك وقمت بدورك فى توعيه الناس لللاحاد

1.
الحق أن ثمة مشكلة لا يمكن تذليلها تتعلق بطريقة تفكيرك.
فإنت واحد من اثنين: إما لا تعرف اللغة التي تكتب فيها و"يُفترض" أنك تفكر من خلالها؛ وإما لا تعرف ماذا تريد - وبعد أن قرأتُ ما كتبته من سطور مربكة توصلت بأنك الاثنان!
2.
أولاً- الإلحاد ليس لغة حتى تتعلمها من آخر وهي ليست لغة "تتعلمها في أسبوع" على طريقة الإصدارات العربية المضحكة من نوع "تعلم السنسكريتية في أسبوع"!
إن ثقافتك التعليمية للأسف هي ثقافة الملخصات التي يكتبها كتاب درسوا عن طريق الملخصات. ولهذا فإن لا أحد سيعلمك "كيف تصبح ملحداً" من جهة وليس ثمة جدوى للملحد من جهة أخرى.
ثانياً -

اصبح ملحدا بمعنى اخر علمنى ما هو الالحاد

كيف تريد أن تتعلم شيئاً لا تعرف عنه أي شيء؟
هل أنت تمزح؟
وكيف تريد أن يعلمك الملحد كيف ترى وأنت تضع على عينيك عصابة سوداء سمكية؟
وكيف تعتقد بأنك ستتعلم الإلحاد كما تتعلم السباحة بالإنترنت؟
2.
إن بحثك ساذج وهو لا يكشف إلا عن منطق لاهوتي متخلف فيه تحدٍ ضد الإلحاد في أن تكون ملحداً "في أسبوع". وهذا من نوع الهراء الذي يتعلمه المسلمون من كتاب محمد حيث يتحدى قريش على طريقة "فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ".
إن قريش لم تأت بأية من مثله لا لسبب إلا لأنه لا يمكن أن يكتب أحد مثل آخر. فما كتبه محمد هو تعبير عن أسلوبه (80% منه مفكك وتقريري) ولا يمكن محاكاته. وهذا ما ينطبق على أسلوب كل كاتب معاصر.
إذاً هو تحدي متهافت ومخادع.
ولهذا أيضاً لا أحد يمكن أن يعلمك الإلحاد لا لسبب إلا لأنك غير مؤهل لذلك.
3.
ليس الإلحاد منظومة مسبقة من الأفكار والمبادئ التي يمكن اتقانها عن طريق كورس دراسي من نوع "تعلم الإلحاد في أسبوع".
الألحاد رؤية عقلانية واعية للعالم الذي نعيش فيه تستند إلى أساس لا يمكن بدونه وهو: التفكير النقدي. ولهذا فإن الملحد هو بالضبط هذا الشخص الذي يمتلك حساً نقدياً فيكتشف بأن الألهة (جميع الآلهة) هي مجرد وهم لا وجود لها. وحينما يسقط "الإله" من الحساب يسقط أتوماتيكياً كل ما يرتبط به: الأنبياء والكتب المقدسة والأئمة المعصومين وباقي الهراء في القائمة اللاهوتية.
4.
ولهذا فأنت عاجز عن إدراك المعنى الحقيقي الكامن في فكرة الإلحاد. ففي اللحظة التي يصل فيها المرء الصادق مع نفسه إلى اكتشاف هراء "الله" تتفتح عيناه على عالم آخر تماماً - عالم لا تحركه الملائكة والشياطين، بل القوانين الموضوعية والتي يمكن فهمها واستخدامها لمعرفة أوسع وأعمق.
ومن جديد أنت عاجز عن إدراك القيمة الأخلاقية للعلم: وهو الصدق في وصف العالم والقوانين المحركة للظواهر الطبيعية.
5.
لا يوجد كتاب "لتعلم الألحاد في خمس دقائق" كما تعتقد بوجوده. مكان تعلم الإلحاد في الحياة ولا يحدث من غير التفكير النقدي وأنت مئيوس منك في امتلاك فكر نقدي. لأنك منذ البداية تتحايل وتتذاكى من غير حيلة وذكاء.
لا يمكن الوصول إلى الألحاد بغير الصدق.
فواصل كتابة شخابطيك فلا أمل لي في أن تنظرَ إلى العالم بصدق!