سؤال للمسلمين ، وسع كرسيه السماوات والأرض ؟

[شنكوح]

الكرسي والعرش والمُلك ووو... من الأمور التي تدل على التصور العقلي للدين والاله على مر العصور.

إذا أخذنا الإسلام كمثال، ففكرة المسلمين الأوائل بما فيهم محمد نفسه، هي الخضوع ل "شخص" متسلط بعيد متعالي... وليس في هذا الإيمان إلا القليل من الروحانيات (حتى لا أقول ليس فيه بتاتا). فقد كان الانسان يؤمن خاضعا وليس فاهما متأملا. فقط هناك من يتحكم أعلى، والانسان خاضع ضعيف لا رأي له.
البعض دخل هذا الدين مع قبيلته كهوية جماعية، والبعض الآخر تحت تهديد السيف، والبقية ممن يمكن تسميتهم بالذين ارتضوا الدين من عبدة الأوثان أو ما شابهها، فقد تم افحامهم بكلمة أو كلمتين (بالنظر لسخافة معبودهم ليس إلا) فغيروا اسم المعبود والطقوس لإله الإسلام.

الإسلام الروحي والفلسفي جاء بعد ذلك بكثير، عند دخول الثقافات الأخرى (غزو) وولادة أجيال جديدة في كنف آباء مسلمين. حينذاك بدأت التساؤلات من الداخل (بالمقارنة مع التساؤلات الخارجية التي يهملها المسلم دفاعا عن الهوية واعتقادا مسبقا منه أنها هجوم شخصي عليه قبل تحليلها) هذه التساؤلات "البريئة" التي لا سبيل لتجاهلها، فرضت ايجاد أجوبة لأسئلة لم تهمّ يوما الأسلاف، فتم ابتكار الصيغة الفلسفية-العقلية للإسلام التي يحاول أغلب المتمنطقين استعمال محتواها في النقاش مع الملحدين بدل النصوص الأصلية.

أنا شخصيا أعتبر هذا الإسلام الفلسفي دينا غير الذي جاء به محمد، مهلوسا كان أم كاذبا. لأنه محاولة فاشلة لتقويل الإسلام ما لم يقله مصدره الأساسي، ولأنه يتلون مع الأزمنة حسب متطلبات النقد الذي يستهدفه داخليا وخارجيا مما يؤكد أنه ليس فكرة صحيحة صامدة بمحتواها، بل فقط رغبة متوارثة في إبقاء الإسلام حيّا كجزء من هوية المسلم.
إيمان والدتي أفضل بكثير من إيمان أفضل المبشرين بالجنة بما فيهم محمد نفسه. فهي تستثمر طاقتها في إرضاء الله وفعل الخير وتعرف لماذا تفعل أي تفصيل في الدين وما فائدته ولماذا حُرِّم أوحُلِّل هذا الأمر أو ذاك (الفضل للتراكمات وليس لها شخصيا)، في حين أن السلف كان منقادا منصاعا للأوامر بشكل تنفيذي قهري من شخص ضخم لا يشبه الأشخاص، غير أنثى، ولديه حشم وخدم وله أملاك لا تفنى.

تفصيلة "ملك الله الذي لا ينقص منه شيئ إن أعطى" مقرونة بخاصية "كن فيكون" لهي دليل ساطع على التصور البشري للإله عند محمد-هيمسَلْف الذي يرى أن الملِك لا بد له من مخزن فيه الأموال والعطايا.
لو قلنا أن محمدا وليد بيئته وليس فيلسوفا حتى يقول هذا، فالله ليس وليد صحراء قريش (باعتبار أن محمد ينقل حرفيا عن الله).