شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 12-05-2025, 08:19 PM meme غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [11]
meme
عضو برونزي
الصورة الرمزية meme
 

meme is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قارىء مشاهدة المشاركة
هذا الدراسة هي ترجمة عن أصل كتبته باللغة الإنجليزية

الملخص

تقدّم هذه الدراسة إعادة تقييم متعددة التخصصات لمسألة استقرار نصّ القرآن في العقود الأولى من التاريخ الإسلامي، وذلك ضمن إطار احتمالي-بايزي ملائم لطبيعة البحث التاريخي. وتعتمد الدراسة على معطيات من فقه المخطوطات، والنقوش، والبرديات، ونظرية المعلومات، وأبحاث التقليد الشفهي، وعلم الاجتماع اللغوي، والعلوم المعرفية، ودراسات الطقوس/الشعائر، لبناء نموذج طبقي يفسّر آليات نقل النص القرآني.

تشير الشواهد المادية المبكرة—بما فيها المخطوطات المنتشرة جغرافيًا، والنقوش، والبرديات الإدارية—إلى درجة عالية من التوافق حول الهيكل الحرفي (الرَّسْم)، ولا تُظهر أية دلائل على وجود مراجعات نصية كبرى متنافسة.

كما تُظهر أبحاث الذاكرة المعرفية والأنثروبولوجية أن أنماط التلاوة المنتظمة والمتزامنة والواسعة الانتشار تنتج حفظًا عالي الدقّة وتحدّ من إمكانية الاختلاف. وتبيّن الخصائص اللغوية والإيقاعية للخطاب القرآني أنها بنى منخفضة الاضطراب ومقاومة للخطأ تيسر عمل الذاكرة، بينما يفسّر علم الشبكات الاجتماعية كيف أدّى الاتصال المتعدّد الاتجاهات بين الجماعات المسلمة الأولى إلى إعاقة تشكّل تقاليد نصية متباينة.

وعند دمج هذه المعطيات، يتّضح أن مفهوم التواتر في التراث الإسلامي يتوافق بصورة قريبة مع السلوك المتوقع لنظام غني بالتكرار وذاتي التصحيح، بحيث يصبح التواتر توصيفًا تاريخيًا مفهومًا لبنية تجعل احتمال التغير النصي واسع النطاق منخفضًا للغاية، لا مجرد افتراض عقدي. ورغم أن اليقين المطلق بمفهوم المنطق الرياضي يظل خارج نطاق المنهج التاريخي، فإن تضافر الأدلة يرفع بدرجة ملحوظة الاحتمال الراجح لاستقرار النص القرآني مبكرا، خصوصًا مقارنةً بالنماذج الأخرى التي تفترض عناصر غائبة أو تفسيرات اعتباطية.

وتُبرز النتائج أهمية دراسة نقل القرآن بوصفه ظاهرة ناشئة عن تفاعل النظم الاجتماعية والمعرفية واللغوية والمادية، بدلًا من النظر إليه من خلال عدسة تخصص واحد محدود.

المقدمة

تُعدّ مسألةُ استقرار النصّ القرآني في الحقبة الأولى من التاريخ الإسلامي من القضايا المحورية في التراث الإسلامي وفي الدراسات القرآنية المعاصرة على السواء. فقد أسست العلوم الإسلامية التقليدية اليقينَ في حفظ القرآن على مفهوم التواتر؛ بوصفه نسقاً للنقل يقوم على تعدد الجهات الناقلة، وتباين مساراتها، وقدرتها على الضبط المتبادل، بما يجعل وقوع التزوير أو التحريف أمراً ممتنعاً في الواقع العملي (dutton 1999; brown 1999). وقد نظر علماء الإسلام إلى التواتر من خلال طبيعته الجماعية المركّبة التي تولد معرفة راجحة وموثوقة.
ومع تطوّر الدراسات الحديثة، برزت مقاربات متعددة التخصصات تقدّم أدوات جديدة للنظر في تاريخ النصّ القرآني المبكر. فقد أسهمت علوم المخطوطات، واللسانيات، ودراسات الذاكرة، ونظرية الأداء الشفهي، ونظريات المعلومات والشبكات، في صياغة أطر تحليلية مستقلة تساعد على فهم الكيفية التي يمكن أن يكون بها النص القرآني قد بلغ درجة عالية من الثبات خلال عقود قليلة بعد عصر النبوة (sadeghi & goudarzi 2012; sinai 2014; neuwirth 2019). ولا تهدف هذه المجالات إلى إحلال نفسها محلّ المفاهيم التراثية، وإنما تتيح طرق موضوعية لبحث مدى معقولية الاستقرار النصي من منظور تاريخي بعيد عن الالتزامات العقدية.
ويُعدّ المنهج الاحتمالي القائم على الاستدلال البايزي من أكثر الأساليب مناسبةً لمثل هذا النوع من البحث التاريخي؛ إذ لا يتطلّب يقيناً عقلياً مطلقاً، بل يقوم على ترجيح الفرضيات وفق قوة الأدلة وتناسقها. ويساعد هذا الإطار على التمييز بين ما هو ممكن نظرياً وما هو راجح تاريخياً، وعلى تقدير مدى ما تضيفه الشواهد المختلفة إلى احتمال حدوث الاستقرار المبكر للنص القرآني.
وقد أسهمت الاكتشافات المادية الحديثة في تعزيز معالم هذه الصورة. فالمخطوطات القرآنية المبكرة القادمة من اليمن ومصر وبلاد الشام والحجاز، إلى جانب الشواهد المؤرخة بالكربون مثل رقوق برمنغهام، تكشف عن قدرٍ واضح من الاتفاق في الرسم العثماني خلال فترة قريبة من وفاة النبي ﷺ (sadeghi & bergmann 2010; hilali 2017). ورغم ما يظهر من فروقٍ طفيفة في الهجاء أو الأسلوب الكتابي، فإنها لا تقدّم ما يدلّ على وجود بنى نصية متباينة أو مصاحف ذات ترتيب مختلف للسور. كما تشير النقوش والوثائق الإدارية المؤرخة في النصف الثاني من القرن الأول الهجري إلى استعمال صيغ قرآنية مستقرة في سياقات رسمية وعامة، بصورة مستقلة عن السرديات اللاحقة.
وتُظهر الأبحاث اللسانية والتحليل الأسلوبي أن الخطاب القرآني يتميز بسمات لغوية وإيقاعية متناسقة، يصعب ردّها إلى عمليات تحرير ممتدة زمنياً أو إلى تعدد المؤلفين (rahman 1980; bauer 2018). كما توضح دراسات الذاكرة الجماعية أن التلاوة المتكررة والمنظّمة—خاصة في الإطار التعبدي اليومي—تنتج آليات فعّالة لرصد الأخطاء وتصحيحها (rubin 1995; carruthers 2008)، الأمر الذي يفسّر قدرة الأداء الشفهي على حفظ النص بمعدلات منخفضة جداً من التغيّر قبل اكتمال توحيد الأساليب الإملائية.
وتوفّر نظريات المعلومات وتحليل الشبكات الاجتماعية إطاراً تفسيرياً إضافياً لفهم انتشار القرآن بوصفه نظام نقل متعدد القنوات وعالي التكرار. فالنص الذي يُتلى بتواترٍ عالٍ عبر جماعات مختلفة، وفي شبكة اتصال كثيفة، يصبح بطبيعته أقل عرضة للتحريف (shannon 1948; pierce 1980). وعند تطبيق هذه النماذج على البيئة الإسلامية الأولى—التي اتسمت بحلقات التعليم، والتلاوة الجماعية، والانتشار السريع للمجتمع المسلم—تظهر احتماليةٌ كبيرة جدا لحدوث الاستقرار النصي في وقت مبكر، دون الحاجة إلى افتراض مقدمات عقدية.
وتهدف هذه الدراسة إلى جمع هذه المقاربات المتعددة لتقييم ما إذا كانت الشواهد المعاصرة تدعم ما استقرّ عليه التراث الإسلامي من القول بثبات النصّ القرآني منذ الحقبة الأولى. وينصرف الغرض هنا إلى فحص الأدلة بأدوات بحثية حديثة، وإلى بناء تقدير علمي راجح لمدى استقرار النصّ، بعيداً عن التسليم المسبق بالنتائج أو الاعتماد على الطرح العقدي.
مجهود مشكور , جزاكم الله خيرا ونفع بكم...



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع