مهزلة . . .

[المسعودي]

1.
يعرف الداني والقاصي بأنني لا أؤمن بالمعجزات.
ولكن بعد القصف الصاروخي على المنطقة الخضراء [هي المنطقة المحمية في بغداد والتي تقع فيها أهم إدارات الدولة والسفارات الأجنبية والمؤسسات الرسمية] الذي قامت به الفصائل الشيعية الموالية لإيران أصدر رئيس الوزرا ء العراقي محمد شياع السوداني بياناً أدان فيه الهجوم وأشار إلى ما نصه إلى أن "التلاعب باستقرار العراق، والإساءة للأمن الداخلي، ومحاولة التعريض بسمعة العراق السياسية، واستهداف أماكن آمنة محمية بقوة القانون والأعراف والاتفاقيات الدولية، هي أعمال إرهابية، وأنّ قواتنا الأمنية والأجهزة الحكومية والتنفيذية، ستواصل حماية البعثات الدبلوماسية، وصيانة المعاهدات الدولية والالتزام بتأمينها"!
2.
إذن تقوم فصائل مسلحة شيعية ذات صفة "رسمية" بأعمال إرهابية ضد الدولة العراقية؟!
هل سمعتهم بمثل هذا الكلام السوريالي؟
3.
حسناً:
ثمة مؤشرات لـ"لمعجزة" وكما يقول المثل: وقع الفاس في الراس!
والآن ماذا ستفعل الحكومة العراقية عملياً؟
البيانات جميلة؛
والإدانة أكثر جمالاُ.
ولكن عملياً - وها أنا أكررها للمرة الثانية:
ما هي الخطوات العملية الواقعية لتحجيم نشاط هذه الفصائل التي تسرح وتمرح رسمياً؟
4.
حسناً - مرة ثانية.
هذا ما قاله السوداني في البيان:
"العناصر المسيئة لن تجد إلا الملاحقة والتصدي دفاعا عن سيادة العراق واستقراره".
ونحن في انتظار "الملاحقة والتصدي"!
فلعلنا نكون شهوداً على معجزة شيعية!

[المسعودي]

1.
من بين الفصائل المسلحة الشيعية الموالية لإيران هي "قوات الحشد الشعبي" والمسلحة بصورة جيدة عراقياً وإيرانياً وذاتياً. وقد تحولت هذه القوات عن طريقها مكوناتها المختلفة إلى إمبراطورية إقتصادية أيضاً بسبب الفساد ونوم القوانين ومؤسسات الرقابة الحكومية نوماً هادئاً وتغلغلها في مؤسسات الدولة.
2.
غير أن المهم وموضوع الملاحظة هو:
أن "الحشد الشعبي" ومنذ عام 2016 [إذا لم تخني الذاكرة] قد أصبح رسمياً جزءاً من قوات الأمن العراقية!
3.
وهذا جانب واحد من المهزلة!
فهي واحدة من الفصائل التي قامت بقصف المنطقة الخضراء في بغداد.
وهذا ما قصدته بالذات في الملاحظة الأخيرة من تعقيبي السابق:
ونحن في انتظار "الملاحقة والتصدي"!