![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو جميل
![]() |
الحجة الكبرى للمسلمين و معهم المسيحيين و بعض اليهود و التي يعتقدون انها تعصمهم من فداحة كوارث الاحكام الفاشية للشريعة الابراهيمية، و ملخص الحجة :
انه بدون دين فلا مرجعية للاخلاق و ليس هناك ما يمنع الملحدين و لا مبرر لديهم اصلا لمنع قتل البشر جميعا و لا يوجد في المنطق المادي الحتمي فرق بين قتل الديدان حين تتبرز و بين قتل البشر ، و يستشهدون بمقولات لداروين و سام هاريس او دواكنز او راندي ثورنهيل يصرحون فيها ان الاغتصاب و القتل هي ظواهر جينية تطورية طبيعية وجزء من العملية التطورية و يظن انه بهذا جاب الذيب من ذيله. و الجواب أولا: ان المسلم يغفل ان هذا تسليم بانعدام الحجة عنده.اذ محصله لا شيء لدي لتبرير تشريع قتل الناس على الهوية و الرأي في ديني الا ان غيري ليس لديه تبرير لمنعه !!! يعني اعتراف فعلا ان شريعة الاسلام تبيح الاغتصاب و الضرب و و القتل، يعني انها تشرعنه و تقننه و ليس فقط لا تجد له تبريرا كما يدعى .فالالحاد على اقصى الاحتمالات لا يشرع و لا يقنن و لا حتى يبرر القتل الاغتصاب بل فقط تنازلا هو يقول انه لا يجد تبريرا لكنه لا يتبنى و لا يبرر فضلا ان يشرع و يقنن فتكون حجة المسلمين : نحن نشرع و نقنن لان غيرنا لا يجد تبريرا لمنعه و ليس لأننا لا نفعله و لدينا حجة بمنعه و ليس حتى لان غيرنا يفعله او يبرره !! فتأمل ثانيا : و يحتجون احيانا بكلام التنويريين المؤمنين بجدوى الشرائع كافلاطون بالمحاورات و كابن سينا بالشفاء او ابن طفيل بحي بن يقظان او كفولتير في الله و البشر و الحكيم و الملحد و جون جاك روسو بعقيدة القس و جون لوك برسالته في التسامح ممن يرونها حجة لاقصاء الملحد بل و قتله احيانا لانعدام المرجعية الاخلاقية لديه ، و الجواب ان هؤلاء لهم كلام قوي في انكار الشرائع الابراهيمية و صلاحيتها و انها كذب في الحقيقة و لا برهان عليها و انما هي كذب على العوام و الناس اضطر اليه الانبياء الذين ما كانوا الا عباقرة استغلوا سذاجة العوام لتهذيب اخلاقهم ، و غالبا ما كانوا يقدمون هذا الكلام بعد الضغوط عليهم من قبل الكنيسة او الفقهاء حين يصرحون بكلامهم في التنوير و التعدد فيتكلمون بمثل هذه الحجج ليزيلوا شبهة الالحاد عن انفسهم وهو ما كان الناس انذاك في زمنهم لا يتسامحون فيه . مع ان هذا الكلام يقابله كلام امثال زينون و ابقراط و الرازي و المعري و ابن الراوندي و السهروردي و ديدرو و دالمبير و غيرهم من نفس الصف التنويري ممن كانوا يرون ايضا اقصاء و قمع الدينيين و مع ذلك فالحداثيون و التنويريون لم ياخذوا لا بقول هؤلاء و لا قول اولئك بل عندهم كل يؤخذ من كلامه و يرد الا صاحب هذا المختبر ، فردوا عليهما تعصبهما بنفس ما في رسائلهم و كتبهم من تأسيس التعددية في الغيبيات و الآراء و ردوا ما خالفها كما فعل ايمانويل كانت و من جاء بعده ..فكان ماذا؟ بعكس الدينيين الذين لا يجرؤون على رد اقوال فقهاءهم الفاشية التي اجمعوا عليها . ثالثا : احتجاج المسلمين بكلمات للحداثيين المعاصرين و خاصة من مناصري التطور لأمثال سام هاريس او داكنز او راندي ثورنهيل على ان الالحاد لا تبرير له ، مع ان هذا حتى مع التسليم لا يرد على بقية الطوائف من اللادينيين و الغنوصيين و اللاأدريين و المسيحيين و اليهود و عامة طوائف البشر الذين لا يشكل الملحدون الا شرذمة بينهم وعامتهم ايضا يستشنعون ما في شريعة الاسلام و بقية الأديان بما فيها أديانهم او مذاهبهم التي تركوها و ما عادوا يعملون بها ، وهذا ما يدلك على انها تشغيب و شخصنة و ليست حجة اذ لو كانت حجة موضوعية لصلحت للجميع، فسيكون مضحكا ان تقول للبوذي او الزرادشتي او المورموني : انا اشرعن الضرب والقتل و الاغتصاب لأن الملحد ليس لديه تبرير يمنعه!! رابعا : حتى الملحدين مع التنازل لا يمكن تعميم اقوال طائفة منهم كهاريس و داوكنز على مجموعهم حتى يعلم اتفاقهم جميعا على هذا القول و دونه خرط القتاد اذ الملحدين تيارات و مذاهب شتى وفيهم كثيرون يردون عل هاريس و داوكنز و امثالهم اقوالهم خامسا : حتى مع التسليم ان هؤلاء من نظار الالحاد يقولون بعدم وجود تبريرالقتل و الاغتصاب او حتى يبروونه بل و ان قالوا حتى بتشريعه و تقنينه و مدحه فهم تماما كهتلر و ستالين و ماو و بول بوت و مفكريهم غيرهم الملحدون لا يقدسونهم مع كونهم ملاحدة و يردون عليهم اقوالهم و يسفهونها اكثر من تسفيههم لاقوال المتدينين بل و يسفهون أقوالا لاهل العلم و التنوير حتى ولو لم يكونوا ملحدين و من دعاة السلم و التنوير و العلم التجريبي و العلمانية و الديموقراطية و الحريات و النقد الحر كارسطو حين برر العبودية و جون لوك حين برر قتل الملحدين و هيغل حين برر قتل التعدديين الأمميين و فرويد حين برر الذكورية و داروين و ماركس و امثالهم فلا عصمة لديهم لاحد امام العلم فكان ماذا؟ بخلاف المتدينين مسلمين و مسيحيين و يهودا فلا يمكنهم الخروج على اجماع فقهائهم و رهبانهم و احبارهم و من خرج يكفر او يقتل و اجماعهم ملزم في شرائعهم اكثر من النصوص نفسها عند المحققين و ان خالف حقائق الواقع و العلم و لا يستطيع احد منهم الخروج عن اجماع مالك و الشافعي و ابن حنبل و بقية الفقهاء او اجماع اباء الكنيسة كجيروم و اوسطاثاوس و ايزيدور و ثيودوريطس بله تسفيهه و رده على الملأ . سادسا: و مع ذلك فعامة النقول التي يحتج بها الدينيون بعضهم عن بعض رغم العداوات التي بينهم من اقوال امثال سام هاريس او داوكنز او راندي ثورنهيل في الكلام عن الاغتصاب و القتل و الاخلاق و انها جزء من التطور كلها مقتطعة عن سياقاتها و عامتها هو كلام مبثوث في كتب أصحاب التيار السوسيوبيولوجي في علم النفس التطوري و هي أبحاث أكاديمية ما زالت في طور النظرية و لا يجزم اصحابها اصلا بهذه التفسيرات و فيها جدال طويل بين مختلف تيارات العلوم الانسانية و لا احد جزم بها، فضلا عن انهم -و هذا هو الأهم-هم انفسهم في نفس كتبهم يردون على مغالطة الاحتجاج بالطبيعة التي يقوم بها الدينيون في نفس الكتب التي يقتطعون منها تصريحاتهم، و انهم حين يفسرون سلوكات بشرية كالاغتصاب و القتل بأنها ذات اصول تطورية طبيعية لا يعني ابدا انها مقبولة و لا مبررة فضلا عن ان ينفوا موانعها الاخلاقية و المصلحية فضلا عن ان يتبنوها، بل هو بالضبط كالقول اني ان قلت ان العواصف و الكوارث و الاوبئة ذات اصل طبيعي فهذا يعني اني ادعو لقبولها و عدم الوقاية منها !! و هذا كله مردود بنفس الكتب لكن اغلبية المتدينين قوم بهت. سابعا: ثم الكلام عن اصل كل هذا ان الملحدين لا يوجد لديهم دليل على تحريم الاغتصاب و القتل وغيره فهذا نفسه مصادرة على المطلوب فالملحدين عامتهم يقولون ان دليلهم هو نفس الواقع و مصالحه و هي اكثر مادية و اسهل تجريبا و افضل من التشبت بغيبيات بعيدة لا دليل مادي ملموس عليها كتبرير المنع من القتل بالاله ، فان رد المتدينون بحجتهم المعروفة: ان العقول مختلفة و متبانية و لا يمكن ان تتفق على مرجعية اخلاقية واحدة، و هذا رغم انه غير صحيح فما زال الناس متفقين في كل زمان على كثير من القيم الاخلاقية و ان تطورت،و مع هذا فهذه الحجة ضدهم اذا اختلاف العقول في الغيبيات البعيدة اكثر تناحرا و اقل اتفاقا و اقل ادلة تحسم النزاع من اختلافها في الماديات الملموسة المعاشة ، واختلاف المتدينين بين اديانهم و نحلهم و مذاهبهم بل في نفس القول الواحد في الطائفة الواحدة في الدين الواحد تجد المئات من الاختلافات و الشقاق و الفرق، و كل فرقة تكفر و تحرض على قتل اختها و ليس فقط تخطئها و تختلف معها، فعلى هذا حجج المتدينين اخلاقيا هي اكثر عدمية و اكثر اعتباطا من حجج الملحدين التي يمكن لاكثر الخلق التحقق منها. و حاصل هذه الحجة هو ما تنبه اليه العظيم سقراط في معضلة يوثيفرو و التي كلفته حياته حين تنبهت الغالبية الوثنية بالديموقراطية بأن أساس تعاليمه الشك في الالهة رغم انه كما قلنا قدم بعدها تنازلات بالاعتراف بها لكي لا تنقرض فائدة تعاليمه ، و المعضلة هي حين سأل هل الاخلاق هي جيدة لان الله أمرنا بها ، ام ان الله جيد لانه أمر بالاخلاق؟ وهي ما أشرنا اليه سابقا بمعضلة التقبيح و التحسين ، و هل المصالح و الحقائق و الاخلاق هل تعرف بالعقل ام لا تعرف الا بالوحي ، و التي سيكثر فيها الجدل بلا نتيجة سواء بين الفرق الاغريقية الرومانية الوثنية و الفرق اليهودية و المسيحية الهييلينية و فرق الكلام الاسلامية . فان قلت انها لا تعرف الا بالوحي فلا يبقى لدينا دليل عقلي عندنا على ان الاله عادل خير كريم يأمر بالاخلاق بل ممكن تماما انه أمر بالظلم بل و الكذب و لا يمكننا برهنة العكس عقليا ، و ان قلنا ان الاخلاق و القيم و المصالح و الحقائق يستطيع العقل معرفتها وحده فلا تبقى حاجة عقلية للاله و لا للنبوات و لا دور لها و يبقى وجود الاله بلا فائدة عقلية أصلا . أما من خلطوا بينهما كأغلبية اباء الكنيسة و متكلمي الربانيين و بعض متكلمي الاشاعرة و اهل الحديث و قالوا ان بعض المصالح تدرك بالعقل و اخرى تردك بالوحي فلا يخرجون من المأزق اذ يرد عليهم نفس السؤال عن فائدة الاله و الوحي في الجزء الذي اثبنوه فقط بالعقل و يرد عليهم نفس سؤال كيف نتبين ان الله كان خيرا و عادلا و لم يكذب علينا في هذا الجزء الذي لا يعرف الا بالوحي ؟ فضلا عن تناقضهم اذ لا يمكن ان يأتوا بفرق عقلاني واحد منضبط بين ما يعرف فقط بالشرع و ما يعرف فقط بالعقل. فيأتي المسلم و المسيحي و اليهودي التي هذه الحجة أصلا تهدم اساس اعتقاده فيحاول قلبها على الملحد و يقول له بل أنت الذي مرجعيتك غير ثابتة لان العقل لا يدرك المصالح و الاخلاق و القيم و الحقائق ، فلا يدري انه بهذا يهدم أساس دينه اذ يجعل بهذا التحقق عقليا من صدق الهه و خيره و صحة رسالاته و اوامره و شرائعه و انها موافقه لمصالح الواقع مستحيلا عقلا ..فان سألته كيف علمت ان الاله خير و صادق عادلة و شرائعه موافقة لمصالح الواقع أجابك بالعقل ..فيكون السؤال الم تقل آنفا ان العقل لا يستطيع ان يدرك المصالح و الاخلاق و القيم بل ليس هناك من طريق الا الوحي؟ بل واكثر من ذلك فحجة ان الملحد لا مرجعية له لان العقل لا يستطيع ادراك المصالح و الاخلاق و القيم و الحقائق لاختلاف العقول فلا يمكن ادراكها الا بالوحي تهدم مذهبه ايضا في الاستشهاد بهذا الوحي و ليس فقط في مطابقته للواقع و مصالحه ، فتسأله كيف تفهم معاني الوحي ؟ فيقول لك بفهمي و عقلي ، فتقول له و كيف جعلت فهم عقلك للوحي حجة على فهم غيرك فيه و انه الأصلح و العقول كما قلت آنفا تختلف و لا تتفق ؟ وامام هذا الفهم اضطر حذاق المتكلمين المدافعين عن الملل كابن ميمون و الغزالي والقديس اوغسطين للاحتجاج بالاجماع و ان ما اجمعت عليه الأمة هو الحجة ، فيقال لهم هنا وهو ما رد عليهم امثال النظام الذي كان متسقا مع نفسه : احتجاجكم بالاجماع هو احتجاج باتفاق العقول الذي قد أبطلتموه أنفا و قلتم انه غير ممكن و غير واقعي فكيف ترجعون الان لتجويزه و القول انه ممكن؟ و هذا ايضا هو ما يشاهد بالواقع اذ لا يوجد اي حكم شرعي لا في اليهودية و لا المسيحية و لا الاسلام يعرف انه اجمع عليه اهله بل دائما هناك مخالف من الامة ، فاختلاف الدينيين بينهم و بين كل فرقة من فرق دينهم بل من كل فرقة هناك العشرات من الفرق و كل هذه الالاف تقطع يقينا بكذب اختها و تخطؤها ان لم تصل للدعوة لقتلها ، فالواقع ايضا يشهد ان المرجعية الدينية لم تعصم اصحابها من الاختلاف في تحديد الاخلاق و المصالح و الحقائق بل جعلتهم كثيرا اكثر اختلافا و تناحرا من الملحدين . فعلى جميع الاحتمالات يبقى ظاهرا ان حجج الدينيين في رد شناعة شرائعهم التي تنص بالاجماع على قتل الناس عالهوية و الرأي و قمع الاقليات و تحقير المرأة و تجويز الاستعمار و استرقاق الناس و اغتصاب النساء بملك اليمين و غيرها من الكوارث لا حجة عقلانية لها و انما هي من جنس المشاغبة و من جنس المثل : لا تعايرني و لا اعايرك الهم طايلني و طايلك |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أخلاقية, مرجعية, الالحاد, الرد, جيت, على |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond