لِمَ اللغة العربية لغة القرآن؟

[هَزّاع]

لِمَ اللغة العربية لغة القرآن؟
الم يكن خير للدعوة الاسلامية ان تكون لغة القرآن لغة غير بشرية، وتكن لغة يفهمها كل البشر؟ بما اننا نتكلم عن اخر شريعة من الله (بعد عدة محاولات بائت بالفشل) بالإضافة لاجتهاد العلماء، فلعلّى لغة من الله تكن افضل من لغة بشر ذات عدة اوجه وتآويل.
نعلم ان الله يفعل ما يريد، هذا كلام مفروغ منه، الا ان الله يقول خذ بالاسباب، فان أخذت بالاسباب يتضح حاليا ان لا منطق بجعل الدعوة أصعب على المسلمين واصعب على من يريدون "الاهتداء".
والامر ليس مستحيل منطقيا، فكل شيء ممكن الوجود مستطاع من الله وخلق لغة يفهمها البشر ليس معدوم ولو ان كان غير محتمل او محتوم.
بل حتى ان البشر قد حاولوا -على الاقل في بعض المجالات- وذلك عبر الرسوم والإشارات، طبعا شتان ما بين الخالق والمخلوق، فلذلك أسأل أتصعب على الله ام انها عناد منه؟!
وقد اُجيب على هذا السؤال من قبل، لن اذكر اقتباسا لكني ساذكر مضمون اجابة احد المسلمين، وهي التالي:
"اذا نزل القرآن عربيا يمكن بعدها مقارنته بالقصائد والمعلقات ورؤية الاعجاز اللغوي فيه، فَليُعجِز القرآن ينبغي ان لا يعلاه قيمة ومقام كتاب او كلام"
إذا كان سبب "خلق" القرآن باللغة العربية هو مقارنته بالقصائد والاشعار، فيوجب منه ان يتوجب على الله بسُمُوُّهُ إيجاد مخلوقات ليقارن بهم مقامه.
لان ان كانت علة "خلق" القرآن بالعربية هي لاثبات ان ما من تأليف ادبي يعجزه، فكذلك يكن الله قد اضطر لخلق الخلق لاثبات تعاليه عليهم والا فلا يكون عظيما.
فأما بطلان كلي المقارنتان او كفر صريح بـ"وَرَبُّكَ ٱلۡغَنِیُّ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۚ إِن یَشَأۡ یُذۡهِبۡكُمۡ وَیَسۡتَخۡلِفۡ مِنۢ بَعۡدِكُم مَّا یَشَاۤءُ" فان كان يفعل ما يشاء وبنفس الوقت "عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ…ٱلۡكَبِیرُ ٱلۡمُتَعَالِ" قد ثبتت صفتان تأتيان في حال كانت المقارنة ميزان العظمة، لا تجتمعان عند الحديث عن الله.
فلا يمكن ان يكون غني فعال لما يشاء وكبير متعال اذ ان التعالي والتكبر يلزم ان تتواجد مخلوقات أساسا.
بالتالي من يؤمن بأن المقارنة هي جواب لسؤالنا قد اقر بواحد من اثنان، الله مسيَر او الله مستكبر لا كبير
ومن الناحيتين قد كفر بالله وكتابه.
الاستنتاج ان لا يوجد سبب لوجود القرآن عربي الا لأن الله اراد ان يكن، فكان هذا المحتوم.
وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا تَعۡمَلُونَ.