يؤمن المسلمون أن الله وهب البشر حرية الإرادة وحق الإختيار بين الإيمان والكفر كما يقول القرآن في سورة الإنسان
[إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً] وبذلك فإن من كفر يستحق العذاب لأنّه رفض الإيمان بكامل إرادته؛ يؤمن المسلمون أيضاً بأن الله يعلم الغيب ويعلم إختيار هذا الذي سيكفر به ورغم ذلك سيعذبه لأن علم الله المسبق لا يتعارض مع إختيار هذا الكافر لكفره بالتالي هو يستحق العذاب.
وعلى الرغم من اللامنطقية في هذه القصة الطفولية؛ إلّا أنها مجرد فلسفة في عقل المؤمن بالأساس، فالقرآن المتناقض مع ذاته والذي يعتبره المسلمون كلام الإله نفسه لديه رأي أكثر لامنطقية؛ يقول القرآن في سورة فاطر
[ان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء] ويؤكد على ذلك في أكثر من موضع؛ إذاً الله يختار من يكفر ومن يؤمن به بنفسه.. ثم يعود ويقول في سورة السجدة
[ومن أظلم ممن ذكر بايات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون]
إذاً في فلسفة المسلم الله خلق الإنسان واختار من يؤمن به ومن يكفر، ليعود في النهاية ينتقم ممن كفر به بإعتباره مجرم رغم أن هذا المجرم ليس له دخل في إختياره فالله ضلّه بمشيئته؛ نحن أمام قصة طفولية أشبه بمسرحية عرائس مُخرجها الله وأبطالها البشر كدُمى متحركة لا دور للإرادة الحرة في هذه المسرحية؛ لا وجود للمسرحية ذاتها إلا في عقل المسلم.
ولعلّ من أكثر مشاهد هذه المسرحية الدرامية عبثية قول القرآن في سورة الإسراء
[وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا]
هنا تقف كل الأسئلة عاجزة على أن تُطرح في تحليل أسطورة الله منطقياً؛ ولا غرابة هنا فالقرآن سُطِّر بأيدِ مجتمع بدائي ومن المنطقي أن يكون لآمنطقي؛ الغريب في الأمر أن المسلمين يؤمنون بحرية الإرادة وفي نفس الوقت يؤمنون بأن الله كتب الأحداث وتصرفات البشر قبل خلقهم فيما يعرف باللوح المحفوظ؛ بالإضافة لإيمانهم بالمسرحية أعلاه؛ هذا التناقض الغريب في عقول المسلمين لا يمكن تفسيره إلا بسبب واحد
[الدين غسل عقول المؤمنين]