شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > مقهى الإلحاد > ساحـة الاعضاء الـعامة ☄

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 10-11-2017, 01:39 AM   رقم الموضوع : [1]
مهند السعداوي
زائر
 
mes44 غير معنون عن الحياة...

(أستعارات وترميز)
كل شيء صار يحتاج جهد إضافي لا يقل عن الخمسة أضعاف.. رجعت متاخرا للبيت كالعادة، لم أأكل شيء سوى هراء العيش... رميت بجثتي على فراش الموت... لأنعم بجنازة بسيطة المراسم، في عدم إكثرات جماهيري حافل... مضت ساعتين، قضيت نصفها محاولا غصب نفسي على النوم، أما النصف الثاني فختم بمشهد مرعب أفسد نظم دقات قلبي المرهق... أود لو أضرب بمقلاة على رأسي؛ لأسترجع رشدي.. أو لأفقد ما تبقى منه.

أستطلعت المرايا لأرى أحدث التغيرات الجيوسياسية بوجهي.. شعر مبعثر... وهالات سوداء مرسومة بعمق.. أنها لوحة فنان لديه خيال كئيب وريشة حزينة.

سبحت في العدم وغرقت في العشوائيات لعدة ساعات .. أحيانا يكون وجهي ملتصقا بالأرضية، وأحيانا اقيس المكان طولا وعرضا بخطوات سريعة.. تركيزي كان شتاتا للكنس.. لا شيء قابل للإنجاز سوى البكاء.
"واحد.. اربعة.. ثمانية.. عشرة" (يضرب الجرس).. والجمهور المجنون قد فقد صوابه.. الفائز بالضربة القاضية هو: الملاكم ذو الشورت الأسود.. رفع الحكم يد الفائز معلنا بطلا جديدا للعالم.. لا أعرف أين كنت بالضبط اثناء مبارة القرن هذه، ولكنني أذكر أني قد راهنت على الملاكم الخاسر الذي يدعى "حياة"..
بعد مائة تنهيدة عدمية.. نظرت ليدي التي كأن كلبا عضها راغبا بفتح متنفسا جديدا.. السكاكين كالنساء، عليك مقاومة إغرائها..
لازلت غارقا في الظلام بلا بصيص أو شعاع.. أنها عدميات الفجر مجددا.. غرقا.. تسمما.. قفزا.. جرحا
لكن وحده مشهد المشنقة بدا كاملا.. تكرر عشرات المرات مصحوبا بضربات أحتفالية من السماء.. الإلهة لا تكثرت بالأمر، لسببان: الأول: لأنها وغدة، والثاني: لأنها غير موجودة لتفعل.

غيمة سوداء قادمة، وأنا وحدي متلهف لقدومها.. تجاهلها وأن يكن، ستحاصر عنقك وتحكم عليها خنقا، حينها سيكون تجاهلك متقوقعا بالزاوية مغمضا عينه ظنا منه ان الأشياء التي نتجاهلها تختفي...

فتحت التلفاز وركنت عند محطة لا أعرف لها أسما.. سأل المضيف ضيفه: ما رأيك بفوز الموت بالضربة القاضية في مبارة القرن؟
فرد عليه المحلل الذي يبدو مخضرما ومثيرا للجدل: لست متفاجأ.. الموت دائما يفوز على الحياة.. والعدم دائما يبتلع الوجود..
أغلقت التلفاز على إثر صوت وقع أقدام.. لم أكن خائفا بقدر ما كنت مستغربا، لا اتوقع قدوم ضيوفا.. لا الأن ولا بأي وقت أخر.
أوه أنه هو... دخل سيد موت بعد أن دعى نفسه بنفسه وجلس قبل أن أأذن له.. البشاشة هي طبيعة علاقتنا.
- ألن تعتذر عن دخولك بهذه الطريقة؟
- أعتذر عن دخولي؟ يا فتى، أنت تعرف أن المكان بلا أبواب أو نوافد، أنا دائما هنا معك
- ماذا تريد سيد موت؟
- أريد رؤيتك عزيزي.. أنت تعلم أن أسمك كأي أسما أخر يندثر بسرعة، ولكنني دائما أذكرك
- شكرا سيد موت على لطفك
- كفاك رسميات وتملق.. أسمي ليس سيد موت على أي حال
- بماذا أناديك؟
- لن تحتاج لذلك.. أنا من ذلك النوع الذي لا يعرف له أسما.. سوى الإشارة بأتجاهه
- قلبي متعب وعقلي مثقل يا رجل
- لديك خياران، أما تذهب للطبيب، أو تشنق نفسك
- بحقك
- ماذا؟ أنا مستمع جيد للإفضاءات، والأصدقاء الجيدين هم من يعطوا أصدقائهم أشياء عملية للتفكير فيها
- ..
- لماذا الحياة؟
- لماذا الموت؟
- عزيزي.. الموت لا يحتاج أسبابا، أنه أحتجاج على الوضع القائم في الحياة.. لماذا الحياة؟
- لا أعرف.. يمكنني تخيل نهاية طريق الطموح. جدار كبير متشقق قذر مكتوبا عليه بخط أحمر رديء: تهانينا
- ثم لا شيء
- لا شيء
- تعشق الأجواء الختامية؟
- لكن لن أعيشها يوما
- هكذا هم العشاق، لا يلتقوا أبدا، هل ألتقى روميو بجوليت؟
- لقد فصلت بينهم الظروف.. لذا الجواب عمليا: لا
- ولكنهما ظلا رمزا للعشق والحب
- كان الإنتحار يبدو سخيفا
- بعض الأشياء تبدو سخيفة حتى نفهمها..
- نعم
- عبارتك "يوما جميلا للإنتحار" سخيفة، لاسيما بعد فهمها
- لما؟
- لا يوجد أياما جميلة للإنتحار، الإنتحار يجعل أي يوم بائس جميلا
- تتكلم وكأنك إنتحرت.. هه
- أنا مثلك تماما، أمجد العدم، وأعشق الوجود، ولا أتخيل نفسي سوى موجودا حتى بعد الموت.. في مكانا ما.. انا موجود وسأظل كذلك
- دائما يقال لي أن الموت لن يذهب لأي مكان.. فلما لا أعيش وأتلذذ
- الحياة كأس سينتهي بعد بضعة رشفات.. فلما لا تستمتع بشربه.. يبدو منطقا متينا
- ربما
- ولكنني لا أرى ذلك..أنه كأس يحوي شرابا مرا فاسدا رديئا، وأفضل رميه على شربه
- لكنك لا تستطيع
- هيء هيء هيء، نعم... الموت دائما ينتظرنا في نهاية الكأس
- ماذا أن لم يكن الموت وحده، بل والله أيضا
- الله يا بني أخد كل وقته ليثبت وجوده.. ولم يعد لوجوده قيمة.. والموجود لا يحتاج إلى إيمان ليكون موجودا، كما لا نحتاج إلى الإيمان بالشمس لتكون موجودة
- لنترك مسألة الدين والله
- نعم.. لنتركها، مع أنها لن تتركنا أبدا
- ماذا تتوقع من الموت؟
- لا أتوقع شيئا من الحياة ولا أتوقع شيئا من الموت
- أنا عالق في مأزق وجودي
- ليس لديك الشجاعة لتموت.. لذا أود أن أساعدك على تحمل سخف الحياة.. خد بنصيحة طبيبك وأبلع تلك الأقراص كما يبتلع العدم الوجود
- لا أعرف.. سيأخد الأمر بضعة أسابيع ليؤثر في
- أنت فقط أبلعها، وحينها سيبدأ الإثر البلاسيبي في السريان.. ستشعر بتحسن ما أن يكون يكون بجانبك علبة دواء مخلصة لك مثلي
- ...
- أقولها لك لأنني احبك.. عكس فتاتك تلك هيء هيء هيء
- أخدك شيطان!
- ناشد جميع شياطين الأرض... هكذا أفضل
- ...
- تلذذ بالبهذلة واللذات الرخيصة، ولا تستعجل يا بسبس ماو، حتى ان عشت مائة عام، ستموت وتشبع موتا.. دعك من تراهات العم كو عن الخلود
- شكرا على صراحتك أولا، ونصائحك ثانيا..
- حسنا، لست وحدك من يملك حياة هنا.. سأذهب الأن.. تذكر، انت بخير وستكون دائما كذلك
...



  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2017, 02:02 AM   رقم الموضوع : [2]
مهند السعداوي
زائر
 
افتراضي

أكتب وأحذف
لساعات.. ثم اقضي ساعات اخرى في اللاشيء والغرق في العدمية.

خمول شديد وسئم من كل شيء.. الـ2 كيلو التي كنت اجريها دفعة واحدة بالكاد قدرت عليها اليوم
قلبي كان متعب وألمني

أين كان.. اعتقد اني وجدت الرغبة والشجاعة لجرح نفسي
لم أعد احتمل



  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2017, 02:21 AM   رقم الموضوع : [3]
مهند السعداوي
زائر
 
افتراضي


أين المشنقة,, أين السكاكين
أين الدم؟!



  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2017, 04:15 PM عربي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
عربي
عضو برونزي
الصورة الرمزية عربي
 

عربي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهند السعداوي مشاهدة المشاركة
:banghead:
أين المشنقة,, أين السكاكين
أين الدم؟!
مهلا، أظن أنه عليك الإهتمام ببناء مستقبلك والدراسة بجد واجتهاد وطرد الأفكار السلبية من ذهنك. يجب أن تتحلى بالشجاعة لمواجهة الحياة وفعل أي شيء تحبه وتسعى إليه، فأنت في مرحلة عمرية صعبة وحساسة وأنا على ثقة بأنك ستصحو من هلاوسك مع الزمن.



  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2017, 04:50 AM flower غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
flower
عضو برونزي
الصورة الرمزية flower
 

flower is on a distinguished road
افتراضي

اكتب يا مهند ما يدور بفكرك.ولا تتوقف.فان الكتابة نوع من العلاج النفسي.اتمنى ان تتخطى هذه المرحلة.الجميع مرّ بهذه المرحلة .وتخطيناها.يجب ان تتخطاها.وتجد السعادة في ابسط الامور.غيّر الجو.غيّر المكان



:: توقيعي ::: نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر.
  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2017, 04:59 AM   رقم الموضوع : [6]
مهند السعداوي
زائر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة flower مشاهدة المشاركة
اكتب يا مهند ما يدور بفكرك.ولا تتوقف.فان الكتابة نوع من العلاج النفسي.اتمنى ان تتخطى هذه المرحلة.الجميع مرّ بهذه المرحلة .وتخطيناها.يجب ان تتخطاها.وتجد السعادة في ابسط الامور.غيّر الجو.غيّر المكان
ساء حالي مجددا.. لازلت أفكر بالأنتحار
أعصابي لم تعد تتحمل..

ثم منذ متى جرحتِ نفسك لتقولي أنك مررتِ بشيء مشابه؟!
رأسي..


ت.خ.ف.

(لسببا ما.. أختصر التحية بالحرف الأول لكل كلمة).



  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2017, 09:42 AM ابو مينا غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
ابو مينا
الباحِثّين
الصورة الرمزية ابو مينا
 

ابو مينا is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة flower مشاهدة المشاركة
اكتب يا مهند ما يدور بفكرك.ولا تتوقف.فان الكتابة نوع من العلاج النفسي.اتمنى ان تتخطى هذه المرحلة.الجميع مرّ بهذه المرحلة .وتخطيناها.يجب ان تتخطاها.وتجد السعادة في ابسط الامور.غيّر الجو.غيّر المكان

ليتنا حظينا بمثل هذا التعاطف ايام ازماتنا الانتقالية يا سيدتي.
كان الواحد منا سجين زنزانة انفرادية لأجل غير مسمى.



  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2017, 11:59 AM flower غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
flower
عضو برونزي
الصورة الرمزية flower
 

flower is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو مينا مشاهدة المشاركة
ليتنا حظينا بمثل هذا التعاطف ايام ازماتنا الانتقالية يا سيدتي.
كان الواحد منا سجين زنزانة انفرادية لأجل غير مسمى.
ارايت ماقال السيد ابو مينا يا مهند؟انت محظوظ .كلنا معك ونتعاطف معك .كلنا عائلتك.ارجو ان تقلع عن هذه الفكرة المجنونة.



:: توقيعي ::: نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر.
  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2017, 07:12 PM bechara غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
bechara
عضو برونزي
الصورة الرمزية bechara
 

bechara is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى bechara
افتراضي

الى الزميل مهند

كلنا كبشر نواجه ضغوط أحيانا تفوق قدراتنا البشرية , و كشخص مؤمن اطمنك حتى اكثر الأشخاص المتعبدين لله يواجهون أحيانا ضغوط فكرية ومنوعة .
سأنسخ لك مقولة ارجو ان تساعدك . متمنيا لك كل خير و راحة بال وهدوء .

هذه المقالة مأخوذة من مجلة استيقظ .كما انه هنالك عشرات المقالات عن موضوع الاكتئاب / الانتحار و غيره على موقع jw.org المتوفر918 لغة و لهجة .اكبر موقع في العالم من حيث اللغات .

عذرا على الإطالة

لمَ لا انهي حياتي وأرتاح؟‏
كل عام،‏ يحاول ملايين الاحداث وضع حدّ لحياتهم.‏ والآلاف منهم ينجحون في محاولتهم هذه.‏ وبما ان انتحار المراهقين مشكلة متفشية،‏ يشعر ناشرو مجلة استيقظ!‏ بمدى اهمية مناقشة هذا الموضوع.‏
‏«ليتني اموت!‏ فخير لي ان اموت من ان احيا».‏ مَن قال هذه الكلمات؟‏ أهو شخص لا يؤمن بالله؟‏ ام شخص ترك الله؟‏ ام انه شخص تخلى عنه الله؟‏ ولا واحد من هذه الاحتمالات صحيح.‏ فالرجل الذي تفوه بهذه الكلمات هو يونان التقي،‏ الذي عانى اضطرابا شديدا في مرحلة من مراحل حياته.‏* (‏يونان ٤:‏٣‏،‏ الترجمة الانكليزية الحديثة‏)‏ صحيح ان الكتاب المقدس لا يذكر ان يونان كان على وشك وضع حدّ لحياته،‏ غير ان توسلاته اليائسة تكشف عن واقع مرير:‏ حتى خدام الله يمكن ان ينتابهم احيانا شعور الاسى العميق.‏ —‏*مزمور ٣٤:‏١٩‏.‏
واليأس الشديد يمكن ان يغمر بعض الاحداث بحيث لا يعودون يجدون اي معنى لحياتهم.‏ وقد يشعرون كما شعرت لورا* البالغة من العمر ١٦*سنة.‏ فهي تقول:‏ «طوال سنوات تعاودني نوبات الاكتئاب مرة بعد اخرى.‏ وغالبا ما افكر في الانتحار‏».‏ فإذا كنت تعرف احدا عبّر عن رغبته في انهاء حياته،‏ او اذا راودتك انت هذه الفكرة،‏ فماذا يمكنك ان تفعل؟‏ لنتفحص اولا الاسباب التي يمكن ان تؤدي الى هذا التفكير.‏
اسباب اليأس
لمَ قد يخطر على بال احد ان يضع حدّا لحياته؟‏ يساهم عدد من العوامل في ذلك.‏ اولا،‏ نحن نعيش في «ازمنة حرجة»،‏ وكثيرون من المراهقين يتأثرون بإفراط بضغوط الحياة.‏ (‏٢*تيموثاوس ٣:‏١‏)‏ ثانيا،‏ بسبب النقص البشري،‏ قد تستحوذ على البعض افكار سلبية جدا عن انفسهم وعن الظروف المحيطة بهم.‏ (‏روما ٧:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ ويعود ذلك احيانا الى وقوعهم ضحية المعاملة السيئة.‏ اما في احيان اخرى فقد يكون السبب مشكلة صحية او عقلية.‏ ويجدر بالذكر انه في احد البلدان قدِّر ان اكثر من ٩٠ في المئة من الذين وضعوا حدّا لحياتهم كانوا يعانون من مرض عقلي.‏*
طبعا،‏ لا احد محصن ضد المحن.‏ فالكتاب المقدس يقول «ان الخليقة كلها تئن وتتوجع معا».‏ (‏روما ٨:‏٢٢‏)‏ ويشمل ذلك الاحداث.‏ فاختبارات الحياة المؤلمة يمكن ان تؤثر فيهم تأثيرا قويا.‏ نذكر منها مثلا:‏
▪ موت قريب،‏ صديق،‏ او حيوان أليف
▪ النزاعات العائلية
▪ الرسوب في مجال الدراسة
▪ نهاية علاقة غرامية
▪ المعاملة السيئة (‏بما فيها الاساءة الجسدية والجنسية)‏
لا شك ان كل الاحداث تقريبا سيواجهون عاجلا ام آجلا حالة او اكثر من الحالات المذكورة اعلاه.‏ فلمَ يكون بعضهم قادرين اكثر من غيرهم على تخطي الصعوبات التي تعصف بهم؟‏ يقول الخبراء ان الاحداث الذين يقدمون على الانتحار هم الذين يشعرون بالعجز التام واليأس الشديد.‏ فهم يعتقدون انه ليس في يدهم حيلة لتحسين وضعهم،‏ كما انهم لا يرون في الافق بصيص امل.‏ قالت الدكتورة كاثلين مكُّوْي لـ‍*استيقظ!‏:‏ ‏«في اغلب الاحيان،‏ لا يرغب هؤلاء الاحداث حقا في الموت.‏ انهم يرغبون فقط في انهاء ألمهم».‏
أحقا لا يوجد منفذ؟‏
قد تعرف شخصا ‹يرغب في انهاء ألمه› الى حد انه عبّر عن رغبته في انهاء حياته.‏ فماذا يمكنك ان تفعل اذا صادفتك هذه الحالة؟‏
اذا شعر صديق لك بيأس شديد بحيث اراد الموت،‏ ألِحّ عليه بطلب المساعدة.‏ ثم مهما كان رأيه،‏ أخبر بحالته شخصا ناضجا قادرا على تحمل المسؤولية.‏ ولا تخف ان تخسر صداقته.‏ فمبادرتك هذه تظهر انك ‹رفيق حقيقي للشدة يولد›.‏ (‏امثال ١٧:‏١٧‏)‏ وهذا ما قد يساهم في انقاذ حياته.‏
ولكن ماذا لو راودتك انت فكرة الانتحار‏؟‏ تحثك الدكتورة مكُّوْي:‏ «اطلب المساعدة.‏ اخبر احدا بمشاعرك —‏*احد والديك،‏ قريبا لك،‏ صديقا،‏ استاذا،‏ او خادما دينيا.‏ فينبغي ان يكون مَن تلجأ اليه شخصا يهمه امرك،‏ يحملك محمل الجد،‏ يصغي اليك،‏ ويساعد اشخاصا مهمين في حياتك على الاصغاء اليك».‏
ولا شيء تخسره حين تتحدث عن مشاكلك،‏ بل العكس صحيح.‏ تأمل في مثال الرجل البار ايوب المدون في الكتاب المقدس.‏ ففي مرحلة من مراحل حياته،‏ قال ايوب:‏ «قد عافت نفسي حياتي».‏ لكنه اضاف:‏ «سأفرج عن همي،‏ وأتكلم في مرارة نفسي!‏».‏ (‏ايوب ١٠:‏١‏)‏ كان ايوب يائسا واحتاج ان يتحدث عن ألمه.‏ وأنت ايضا قد ترتاح بعض الشيء اذا افضيت بما يقلقك الى صديق ناضج.‏
والشيوخ في الجماعة المسيحية هم ايضا مصدر تعزية يمكن ان يلجأ اليه المسيحيون الحزانى.‏ (‏يعقوب ٥:‏١٤،‏*١٥‏)‏ طبعا،‏ ان التحدث عن مشاكلك لن يجعلها تختفي.‏ ولكنه قد يساعدك على التفكير فيها بموضوعية.‏ كما ان الدعم الذي تناله من شخص تثق به قد يكون ما تحتاج اليه لكي تجد بعض الحلول العملية.‏
الظروف تتغير
حين تمر بمحنة،‏ تذكر انه مهما بدا الوضع ميؤوسا منه فلا بد ان تتغير الظروف مع مرور الوقت.‏ فالمرنم الملهم داود،‏ الذي واجه الكثير من المحن والمشقات،‏ صلّى قائلا:‏*«قد أعييت من تنهدي.‏ كل الليل أعوِّم فراشي،‏ بدمعي أطفِّح سريري».‏ (‏مزمور ٦:‏٦‏)‏ لكنه كتب في مزمور آخر:‏ «حوّلتَ نوحي الى رقص لي».‏ —‏*مزمور*٣٠:‏١١‏.‏
لقد علِم داود من تجربته الخاصة ان مشاكل الحياة تظهر وتختفي.‏ صحيح ان بعضها يبدو ساحقا عند مواجهته،‏ ولكن تحلَّ بالصبر.‏ فالامور تتغير،‏ وغالبا الى الافضل.‏ ففي بعض الحالات،‏ تُحل المشكلة بطرائق لا تتوقعها.‏ وفي حالات اخرى،‏ قد تكتشف طريقة لمواجهتها لم تخطر على بالك سابقا.‏ وخلاصة الكلام ان المشاكل المثبطة لن تبقى كما هي الى الابد.‏ —‏*٢*كورنثوس*٤:‏١٧‏.‏
قيمة الصلاة
الصلاة هي اهم وسيلة للتواصل يمكنك اللجوء اليها.‏*وباستطاعتك ان تصلي كما فعل داود:‏ «اختبرني يا الله،‏ واعرف قلبي.‏ امتحني واعرف همومي،‏ وانظر ان كان فيّ طريق مكدر،‏ واهدني طريقا ابديا».‏ —‏*مزمور ١٣٩:‏٢٣،‏*٢٤‏.‏
وليست الصلاة مجرد مهدئ للاعصاب يريحك.‏ فهي تواصل فعلي مع ابيك السماوي،‏ الذي يريد ان ‹تسكب امامه قلبك›.‏ (‏مزمور ٦٢:‏٨‏)‏ تأمل في الحقائق الاساسية التالية عن الله:‏
▪ انه يعلم تماما الظروف التي تحزنك.‏ —‏*مزمور ١٠٣:‏١٤‏.‏
▪ انه يعرفك اكثر مما تعرف نفسك.‏ —‏*١*يوحنا ٣:‏٢٠‏.‏
▪ ‹انه يهتم بك›.‏ —‏*١*بطرس ٥:‏٧‏.‏
▪ في العالم الجديد،‏ «سيمسح [الله] كل دمعة» من عينيك.‏ —‏*رؤيا ٢١:‏٤‏.‏
حين تكون المشكلة ناجمة عن حالة صحية
كما ذُكر آنفا،‏ كثيرا ما يكون المرض سببا يؤدي الى التفكير في الانتحار‏.‏ اذا كانت هذه حالتك،‏ فلا تخجل من طلب المساعدة.‏ فقد أكّد يسوع ان السقماء يحتاجون الى طبيب.‏ (‏متى ٩:‏١٢‏)‏ ومن المفرح ان حالات كثيرة يمكن معالجتها.‏ ولا شك ان العلاج سيؤثر ايجابا في حالتك النفسية.‏
يعد الكتاب المقدس انه في عالم الله الجديد ما من ساكن سيقول:‏ «انا مريض».‏ (‏اشعيا ٣٣:‏٢٤‏)‏ فحتى يحين ذلك الوقت،‏ ابذل قصارى جهدك لتتأقلم مع تحديات الحياة.‏ وهذا ما فعلته هايدي التي تعيش في المانيا.‏ تقول:‏ «احيانا،‏ كانت كآبتي شديدة جدا بحيث اردت ان اموت.‏ ولكنني لملمت اشلائي من جديد،‏ بفضل المثابرة على الصلاة والخضوع للمعالجة».‏ ويمكنك انت ايضا ان تفعل الامر نفسه.‏*
ستناقش مقالة لاحقة في سلسلة «الاحداث يسألون» كيفية مواجهة موت شقيق اقدم*على*الانتحار
‏[الحواشي]‏
ان رفقة،‏ موسى،‏ ايليا،‏ وأيوب تفوهوا بعبارات مشابهة.‏ —‏*تكوين ٢٥:‏٢٢؛‏ ٢٧:‏٤٦؛‏ عدد ١١:‏١٥؛‏ ١*ملوك ١٩:‏٤؛‏ ايوب ٣:‏٢١؛‏ ١٤:‏١٣‏.‏
جرى تغيير الاسماء في هذه المقالة.‏
لكن من المهم لفت الانتباه الى ان معظم الاحداث الذين يعانون من مرض عقلي لا ينتحرون.‏
لمزيد من المعلومات حول مواجهة مشاعر الاسى والاكتئاب،‏ راجع السلسلة «‏عون للمراهقين المكتئبين‏» في عدد ٨*ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٠٠١ من استيقظ!‏ والسلسلة «‏فهم اضطرابات المزاج‏» في عدد ٨*كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠٤.‏
نقطتان للتأمل فيهما
▪ يُقال ان الانتحار لا ينهي مشاكلك،‏ بل يلقيها على عاتق شخص آخر.‏ فكيف يكون ذلك صحيحا؟‏
▪ الى مَن يمكنك التحدث اذا شعرت بقلق غامر؟‏
‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢٩]‏
ملاحظة للوالدين
في بعض انحاء العالم،‏ تتفشى مشكلة انتحار الاحداث بشكل مقلق.‏ ففي الولايات المتحدة مثلا،‏ يشكل الانتحار ثالث سبب للوفاة بين الاحداث الذين يترواح عمرهم بين الـ‍*١٥*سنة والـ‍*٢٥*سنة.‏ وخلال العقدين الماضيين،‏ تضاعفت نسبة الانتحار بين الذين تتراوح اعمارهم بين الـ‍*١٠*سنوات والـ‍*١٤*سنة.‏ وبين الاكثر عرضة لهذا الخطر هم الاحداث الذين يعانون اضطرابا عقليا،‏ او الذين يوجد في عائلاتهم حالات انتحار،‏ او الذين سبق ان حاولوا وضع حدّ لحياتهم.‏ والعلامات التحذيرية التي تدل ان الحدث تراوده افكار انتحارية تشمل ما يلي:‏
▪ الابتعاد عن عائلته وأصدقائه
▪ تغيير في نمط أكله وشربه
▪ فقدان الاهتمام بالنشاطات التي كانت تفرحه في السابق
▪ تغيير واضح في شخصيته
▪ تعاطي المخدِّرات وإساءة استعمال الكحول
▪ وهب ممتلكاته الثمينة لآخرين
▪ التحدث عن الموت او التركيز على مواضيع تتعلق به
وقد اخبرت الدكتورة كاثلين مكُّوْي مجلة استيقظ!‏ ان احد اكبر الاخطاء التي يمكن ان يرتكبها الوالدان هو تجاهل علامات التحذير هذه.‏ تقول:‏ «ما من والد يحب ان يفكر ان ولده يعاني مشكلة ما.‏ فيرفض بعض الوالدين الواقع،‏ ويقولون في انفسهم:‏ ‹انها مرحلة مؤقتة وستولي› او ‹ان ابنتي تضخم الامور دائما›.‏ وهذه مسألة خطرة،‏ اذ ينبغي اخذ كل التهديدات على محمل الجد».‏
لا تخجل من طلب المساعدة لولدك اذا كان يعاني من كآبة شديدة او غيرها من الاضطرابات العقلية.‏ وإذا كنت تشك في ان ولدك المراهق يفكر في الانتحار‏،‏ فاسأله عن الامر.‏ ومن الخطإ ان تظن ان مجرد التحدث عن الانتحار قد يدفعه الى الاقدام عليه.‏ فكثيرون من الاحداث يرتاحون حين يثير والدوهم الموضوع.‏ وإذا اعترف ولدك المراهق بأنه يفكر في الانتحار‏،‏ فتحقق مما اذا كان قد وضع خطة لفعل ذلك ومن تفاصيل هذه الخطة اذا وُجدت.‏ فكلما كانت الخطة مفصلة وجب عليك ان تسارع الى اتخاذ اجراءات حاسمة.‏*
لا تفترض ان الكآبة تزول من تلقاء نفسها.‏ وإذا بدا انها زالت،‏ فلا تظن ان المشكلة حُلَّت.‏ يقول بعض الخبراء ان هذه المرحلة هي الاخطر.‏ ولماذا؟‏ تقول الدكتورة مكُّوْي:‏ «ان المراهق الذي يعاني كآبة شديدة لا قوة لديه على الانتحار‏.‏ ولكن حين تولي الكآبة،‏ قد يصبح لديه قوة كافية لينتحر».‏
انه فعلا لأمر مأساوي ان يؤدي اليأس ببعض الاحداث الى التفكير في الانتحار‏.‏ فإذا انتبه الوالدون وغيرهم من الراشدين المحبين لعلامات التحذير واتخذوا الخطوات المناسبة،‏ فقد يتمكنون من ‹تعزية النفوس المكتئبة› ويكونون بالتالي اشبه بملاذ آمن لهؤلاء الاحداث.‏ —‏*١*تسالونيكي ٥:‏١٤‏.‏
‏[الحاشية]‏
يحذر الخبراء ايضا ان الخطر يكون اكبر اذا امتلكت الاسرة في البيت ادوية تقتل المرء اذا ما تناولها بكميات كبيرة،‏ او اسلحة محشوة وسهلة المنال.‏ وعن الاسلحة،‏ تذكر المنظمة الاميركية لمكافحة الانتحار‏:‏ «رغم ان معظم الذين يملكون سلاحا في بيتهم يقولون ان هدفهم هو ‹حماية انفسهم› او ‹الدفاع عن النفس›،‏ فإن ٨٣*في المئة من الوفيات الناجمة عن استخدام الاسلحة في هذه البيوت سببها الانتحار‏.‏ وغالبا ما لا يكون مَن اقدم على الانتحار هو صاحب السلاح».



:: توقيعي ::: كلمة الله حية وفعالة وتجاوب كل المخلصين لفهم الحق ،كما ان كلمة الله تجاوبنا عن كل أسئلتنا المنطقية والتي تهمنا كبشر وتنقلنا من الظلمة الدامسة التي تغطي الارض الى نوره العجيب
Jw.org
اكبر موقع من حيث تعدد اللغات في العالم 980لغة ولهجة وبتصاعد
  رد مع اقتباس
قديم 10-11-2017, 02:54 AM ابو مينا غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
ابو مينا
الباحِثّين
الصورة الرمزية ابو مينا
 

ابو مينا is on a distinguished road
افتراضي

روعة يا سعداوي !!
من اتيت بمفهوم الاثر البلاسيبي ؟؟؟
انتم شباب هذا الزمان تخيفونني الى حد الرعب منكم.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
أريد, مسيرة, نفسي, الإنتحار, الإنتحارالحياة, الحياة, الصدر, اخرى, تبعث, one, عام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسخرة إسلامية رمضانية Minas العقيدة الاسلامية ☪ 0 06-02-2019 10:39 AM
هل البروتينات مخيرة ام مسيرة ستيفا ساحة النقد الساخر ☺ 1 11-10-2017 01:52 PM
الإنتحار أليس إنتهاء الأجل ؟ yzeed1 العقيدة الاسلامية ☪ 15 08-09-2017 02:59 PM
مؤسس الإسلام كان مجنوناً وحاول الإنتحار مرارا الأسطورة0 العقيدة الاسلامية ☪ 2 03-22-2017 01:14 PM
هراء المتدينين ضد الإلحاد : الإنتحار هادي بن رمضان العقيدة الاسلامية ☪ 1 07-06-2014 08:35 PM