رسالة إلى الله

[عصبون]

شكراً لك يا الله.. فلولا أن كنتَ هاجسي، لما استمتّ في البحث عنك.. ولولا أن بحثت عنك، لما علمتُ بأنك غير موجود.

حينما كنت مؤمناً بك كرهتك كرهاً يفوق الوصف، أنا نفسي لم أكن أعرف أني أكرهك لهذه الدرجة، كنتُ مهووساً بك.. مريضاً بحب تتبعك حتى في ظلي.. معاقاً بعشق رؤيتك في كل شيء.. وكان كل شيء خلاك عدو لدود لراحتي.. لا طمأنينة تزمل جسدي إلا حين ينهدّ عقلي تعباً وأنام حالماً بغدِ بحثٍ جديد.. أصحو على لدغة الحزن كأنني سأموت الساعة وأنا الذي لم أعش بعد.. مضطرباً أجوب الدروب.. متضوّراً جوعاً لومضةِ لمحةٍ عنك.

أنا الآن أحبك.. وأقسم بليالي الضنى ونهارات السفر، أن كل من اشتعل قلبه ببغضك هو في الحقيقة يؤمن بك ويعبدك لحظةً بلحظة وهو لا يدري.. لهفي عليك، انظر ما فعلوا بك وأنت الذي ما ضرهم قط.. عيونٌ من الشفقة تتفجر من قلبي تجاهك.

أما من استحق كراهيتي، احتقاري: أنبياؤك الخناثيّ.. حثالة الموجودات.. طفرات التشوّه.. زَبَد الشهوة المريضة.. الفاسقون عبّاد اللذة الكذبة الفجرة.. وكل من لفّ لفّهم.. أولئك هم شرّ البرية.

صديقك الجديد.. عصبون

[شريف المصرى]

تابع معى يا عصبون لو كنت تلتمس الطريق

مودتى لكم

[القايدي]

وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء

أنصحك عصبون بأن تقرأ كتاب رحلتي من الشك إلى اليقين للدكتور مصطفى محمود