شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪ > الأرشيف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 07-16-2014, 02:37 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي معركة بدر: دراسة حول اسباب النصر و بعيدآ عن الاعجاز

الزميل noble

مصدر الصورة: faculty.ksu



كثيرآ ما نرى المسلمين يعتبرون انتصار محمد على قريش في معركة بدر كشاهد على صحة دينه و ان فوز الفئة القليلة على الكثيرة دليل على صحة نبوة محمد. فالمسلم الذي تعرض لعميات نصب و احتيال من قبل الشيوخ لا يمكنه معرفة حقيقة الاسباب التي كانت وراء انتصار محمد على اعدائه و ان جائت الاسباب موثقة في كتب السيرة و تم شرحها بالتفصيل! لكن المسلم يفضل ان يستمع الى ائمة النصب بدل قراءة كتب السيرة و هنا المحنة!

تذكر كتب السيرة ان سبب غزوة بدر كانت بسبب استنجاد قافلة ابو سفيان التجارية بقريش. بعد فشل محاولة محمد الاولى بالسطو على القافلة عند ذهابها فكرر محاولة السطو ثانيتآ عند عودة القافلة من الشام, لكن ابوسفيان وصلت له الاخبار فاستنجد بمكة و قرر سلك طريق بعيد عن المدينة و نجى من سطو المسلمين على قافلته.
"وخفض أبو سفيان فلصق بساحل البحر، وخاف الرصد ، وكتب إلى قريش حين خالف مسير رسول الله ورأى أنه أحرز ما معه، وأمرهم أن يرجعوا" الطبري ج ٢، ص ٤٣٨.

لكن مع نجاة القافلة من عملية السطو الا ان ابا الحكم دعى قريش إلى استعراض هيبتهم أمام القبائل العربية باحتفال كبير في أحد أسواق العرب الكبرى في وادي بدر.
"والله لا نرجع حتى َنرِد بدرًا... فنقيم عليه ثلاثًا، وننحر الجزور و نطعم الطعام، ونسَقى الخمور، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب، فلا يزالوا يهابوننا بعدها أبدًا. الطبري ج ٢، ص ٤٣٨
"كانوا خمسين و تسعمائة، وقيل كانوا ألفًا، و قادوا مائة فرس... معهم القيان... يضربن بالدفوف ويغنين" الحلبي مج ٢، ص ٣٧٩

للدلالة ان العدة لم تعد لخوض الحرب كما يجب بل كان خروج قريش هو استعراضي في اغلبه يقول الطبري حول عدم خروج الكثيرين لبدر:"قرر بني زهرة الرجوع جميعًا إلى مكة، بعد أن تأكد لديهم سلامة القافلة ومرافقيها، فلم يخرج إلى بدر زهري واحد"

وهنا ايضآ تتثاقل بني هاشم عشيرة محمد من الخروج الى بدر وجرت بينهم وبين الأمويين مشادة كلامية ، أرادوا معها الرجوع إلى مكة. يقول البيهقي: "فاشتد عليهم أبو جهل بن هشام وقال: والله لا تفارقنا هذه العصابة حتى نرجع" ج ٣، ص ١٠٨

الطبري يؤكد ارتياب ابا الحكم من ولاء بني هاشم لمحمد: "يا بني هاشم, وإن خرجتم معنا، فإن هواكم مع محمد!! مج ٢، ص ٤٣٩
و كتب السيرة تذكر المزيد من التشرذم و ضعف الهيبة و القلق حتى للخروج للاحتفال لخوفهم من أن يغدر بهم بني كنانة، بسبب ثأر بينهم وبين بيت كناني. ولم يحسم ذلك التردد الا مجيء سراقة بن مالك أحد أشراف كنانة للقرشيين قائلا "أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه" لكن هذا الشخص هرب عندما تأكد من وقوع القريشيين في فخ المعركة!
فيعلق ابا الحكم على فرار زعيم كنانة: "يا معشر الناس؛ لا يهولنكم خذلان سراقة بن مالك، فإنه كان على ميعاد مع محمد" ابن كثير ج ٣، ص٢٨٣

في الطرف الاخر, بعد ان عرف محمد بنجاة القافلة و ان قريش تريد الاحتفال و استعراض قوتها, رجع الى حلفائه في المدينة يريد استشارتهم, فاجابه الانصار و هم اهل خبرة بالحرب حيث كان الاوس و الخزرج يتقاتلون لاكثر من 120 سنة فيما بينهم قبل تصالحهم. و لهم عداء تاريخي مع مكة انهم سيناصرونه .

بالاضافة الى استعمال الجواسيس التي كانت تنقل اخبار قريش و ولاء بعض بني هاشم لمحمد و اثارتهم القلق في قريش و اضعاف معنوياتهم عن طريق سرد الاحلام و الرؤى التي كانت تبشر قريش بالهزيمة و التثبيط من عزم القريشيين و الحرب النفسية. فان محمد اتخذ جميع الاحتياطات العسكرية و لم يترك شيء للصدفة.
فتذكر كتب السيرة: "كان يختصر طرقًا ويضرب في أخرى، عامدًا إلى التخفي وستر أمر مسيره وعدم إفشاء خطوه. فيأمر بقطع الأجراس من أعناق الإبل، والسير الصامت و يقسم الجيش الى الوية و لكل لواء راية و لكل منهم كلمة السر. وهم تحت الدروع والخوذ. فكان شعار الخزرج: يا بني عبد الله، وشعار الأوس: يا بني عبيد الله، وشعار المهاجرين: يا بني عبد الرحمن، أما شعار الجميع فهو: يا منصور أمِت، أما الخيل جميعًا فكانت خيل الله" البيهقي: دلائل النبوة، السفر الثالث، ص٧٠.

و قرر أن يحارب المسلمون بنظام الصفوف المتحركة، من حملة النبال و حملة السيوف...
يقول ابن كثير: "وقد صف رسول الله أصحابه، وعبأهم أحسن تعبئة... وعن أبي أيوب يقول: صفنا رسول الله يوم بدر، فبدرت منى بادرة أمام الصف، فنظر إليهم وقال: معي معي... وكان في يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية... وهو مستنتل (متقدم) من الصف، فطعن في بطنه بالقدح وقال: استو يا سواد"

و في الطريق يذهب جواسيس محمد لمعرفة اخبار قريش و يتم التحري عن العدد بارسال مجاميع تلو الاخرى, فتأتي هنا الايات لرفع معنويات الجيش:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّض الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ

عن عبد الله بن عباس قال: لما نزلت هذه الآية اشتد على المسلمين، وأعظموا أن يقاتل عشرون مائتين، ومائة ألفًا، فخفف الله عليهم، فنسخها بالآية الأخرى:

الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ.

فقرر محمد ان يسبق القريشيين الى وادي بدر و يستقر هناك قبل وصول قريش اليه.

يروى ابن كثير:
فخرج رسول الله يبادرهم إلى الماء، حتى جاء أدنى ماء من بدر فنزل به... فذكروا أن الحباب بن المنذر محارب أنصاري قال: يا رسول الله؛ أرأيت هذا المنزل؛ أمنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قا ل: بل هو الرأي والحرب والمكيدة، قال يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فامض حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضًا ونملؤه ماء ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله لقد أشرت بالرأي" ابن كثير، ج ٣، ص٢٦٦

فهنا يأتي جبرائيل كالعادة متأخر و بعد ان يتأكد محمد من الامر, ليؤكد رأي الحباب بعد ان استساغ محمد رأي الخبير بفنون الحرب : يا محمد؛ ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك إن الرأي ما أشار به الحباب" (نفس الصفحة)

للدلالة على ان الاحتياطات كلها قد اتخذت, فيشير زعيم الاوس على محمد بنصب خيمة فوق التل وراء الجيش ليستطيع محمد الفرار فيما لو خسروا المعركة و يفلت بجلده و يرجع للمدينة!!
"يا نبي الله؛ ألا نبني لك عريشًا تكون فيه، ونعد عنك ركائبك، حتى نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا، كان ذلك ما أحببنا. وإن كانت الأخرى، جلست على ركائبك، فلحقت بمن وراءنا من قومنا.. فأثنى عليه رسول الله خيرًا، ودعا بخير، ثم بنى للرسول عريشًا كان فيه" (نفس الصفحة)

وتتفق كل كتب السير على موقع ذلك العريش، بأنه كان فوق تل مشرف على المعركة. وبعد بناء العريش، "دخل إليه النبي ومعه أبو بكر، واتفق على أن تحيطه حراسة من الأنصار بقيادة سعد بن معاذ" الحلبي: مج ٢، ص ٣٩٤

"خوفًا عليه من أن يدهمه العدو من المشركين، والجنائب النجائب مهيأة لرسول الله إن احتاج ركبها ورجع إلى المدينة" ابن كثير: سبق ذكره، ج ٣، ص٢٧١

و في ذلك اليوم الشتوي البارد, زخت السماء بمطرها، وهو ما جاء في قول علي "أصابنا في الليل طس من مطر، فانطلقنا تحت الشجر والحجف، نستظل تحتها من المطر" (نفس الصفحة)

كان اصحاب محمد قد عسكروا فوق ادنى التل انتظاراً لمقدم قريش من مدخل الوادي في الأسافل فكان للمسلمين سيطرة تامة عليهم.

"وأرسل الله السماء، وكان الوادي دهسًا فأصاب رسول الله وأصحابه، ما لبد لهم الأرض ولم يمنعهم من السير، وأصاب قريشًا منها ما لم يقدروا أن يرتحلوا معه" البيهقي: سبق ذكره، ج ٣، ص٣٥

إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد. ٤٢/ الأنفال

و لك ان تتصور وضع القريشيين و هم بالكاد يحركون اقدامهم لوحولة الارض و هم اسفل الوادي بينما ينتظرهم المسلمين على اراضي صخرية بلا طين و لا عراقيل طينية!

دخل محمد لعريشه و هو يناجي ربه: "اللهم إن َتهِلك هذه العصابة اليوم، لا تعبد بعد في الأرض أبدًا!!! ابن كثير: سبق ذكره، ج ٣، ص ٢٦٦
محمد يعلم ربه! و يحذره من عواقب عدم نصره (رغم كل التحضيرات العسكرية)!!!

و هنا يأتي دور رفع المعنويات الذي يجيده محمد كثيرآ و هو خبير به فيوعدهم بالجنان و الغنائم. تأتي هنا احاديث كثيرة عن الجنان و النصر و لم يبخل عليهم صاحبنا بالوعود المؤجلة

الى هنا لم تعلم قريش ان محمد متخفي و هو ينتظرهم و لكن ليكتشفوا لاحقآ انهم وقعوا في ورطة لم يتوقعوها.

فلم تصدق قريش انها وقعت في المصيدة حيث انهم لم يستعدوا كما ينبغي و قد اصابهم التعب و هم بالكاد يمشون في الارض الموحلة و هم عطاشى و لم يجدوا بئر ماء حيث ملأها اتباع محمد بالحجر. ففي هذا الوضع الواهن لم تفكر قريش الا بالخلاص من الورطة و باقل خسائر ممكنه, و للخلاص, أراد عتبة أن يسلك سلوك العرب، فيدعوا إلى مبارزة تنهى الأمر عند حد، بهزيمة أحد الطرفين في مبارزة عادلة، تنتهي بانسحاب المهزوم واعترافه بالهزيمة الرمزية.

"خرج عتبة بن ربيعة، بين أخيه شيبة بن ربيعة، وابنه الوليد بن شيبة، حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة، فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة، وهم عوف ومعوذ ابنا الحار ث... وعبد الله بن رواحة، فقالو ا: من أنتم؟ فقالو ا: رهط من الأنصار، قالو ا: ما لنا بكم من حاجة، ثم نادى مناديهم؛ يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا"

فقا ل: "قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا علي، فلما قاموا دنوا منهم، قالو من أنتم؟ قال عبيدة: عبيدة، وقال حمزة:حمزة، وقال علي: علي، قالوا: نعم أكفاء كرام..." ابن كثير: ج ٣، ص ٢٧٢

وعقب ابن اسحق وابن كثير على التساؤل القرشي" من أنتم؟" دليل على أنهم كانوا ملبسين لا يعرفون من السلاح" يعني بالخوذ الحديدية، التي تخفي الرؤوس والدروع التي تغطى الأجساد.

قتل حمزة شيبة و علي الوليد بن عتبة, اما الشيخ المسن عتبة فصمد امام عبيدة و اصابوا بعضهما بجروح. فما كان لعلي و حمزة الا ان يكسرا قواعد القتال المتعارف عليها و يجهزا بسيوفهما على الشيخ المسن المجروح!!!
فلم تتوقف الحرب بالهزيمة الرمزية كما تمنت قريش بل اراد محمد الدخول بالمعركة بعد معرفته بضعفهم.
و هنا يأمر محمد النبالة بامطار القريشيين بالنبال و تتحرك صفوف المسلمين الذين لبسوا الخوذ و الدروع و اكثرهم من الانصار و هم اهل المدينة المعروفين بخبراتهم الحربية و بدأوا يقتلون القريشيين الذي كانوا لا خبرة لهم بالحروب بل بالتجارة و اكثرهم من الملأ الثقال الوزن و المسنين.

اما نتيجة الحرب بعد ان هجم محمد عليهم و هو يتسلح بالانصار الذين خبروا الحروب و فنونها و رؤوسهم مغطاة بالخوذ و ابدانهم مغطاة بالدروع فان النتائج كانت:
"قتل منهم سبعون رجلا وأسر منهم سبعون رجلا " الطبري ص ٢٢٩
و يقول البيهقي عن عدد قتلى اتباع محمد:"من المهاجرين ستة نفر ومن الأنصار ثمانية نفر" ج ٣، ص ١٢٢

فكما ترون لا داعي لنزول الملائكة فالعدة قد عدت و جميع الاحتياطات اخذت و المصطفى رغم ذلك الاستعداد الحربي فهو فوق التل يشاهد المعركة من بعيد و محاط بحراس و الخيول مجهزة له للهرب لو لحقت بهم الهزيمة!
هذه هي حقيقة معركة بدر الذي يعتبرها المسلمين انها دليل على دعم السماء لمحمد و انها احدى معاجزه!

لكن هل ادعى قيصر عندما كان جيش البربر 6 اضعاف جيشه و هزمهم, هل ادعى انه نبي و قد ساندته الملائكة؟! فما العجب من هزيمة قريش من قبل جيش المدينة المدرب مع ضعف قريش؟

فاين المفاخرة يا اولي الالباب!



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
معركة, النصر, الاعجاز, اسباب, بدر, بعيدآ, دراسة, حول


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أسئلة حول الاعجاز العلمي في القرآن bakbak العقيدة الاسلامية ☪ 4 10-07-2018 09:43 AM
معركة بدر .. بين فلم الرسالة والحقيقة الصادمة ! Abbas Adil العقيدة الاسلامية ☪ 3 08-10-2016 06:38 PM
آرائكم حول حديث فتح القسطنطينية و روما و معركة دابق freethinker العقيدة الاسلامية ☪ 3 12-14-2015 05:55 AM
دراسة حول الادب الايروسي امير الملحدين ساحة الشعر و الأدب المكتوب 0 05-16-2015 04:44 AM