![]() |
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [1] | |
|
زائر
|
اقتباس:
معك كل الحق في مسألة ضرورة البدأ بالجنس بشكل عمومي قبل تخصيصه في حالة هذا المجتمع أو ذاك فلا ننسى أن الغربيين (ابان فترة سيادة الديانة المسيحية) كانو يجدون حرجا في الجنس كما يحصل معنا الآن بل ومن الغربيين من لا يزال محافظا بخصوص هذه المسألة ويعتبر مجتمعه منحلا أخلاقيا (كما نقول نحن) حساسية الجنس كما ورد في قولك ليست حكرا على الشرقيين فقط وهذا أتفق معك فيه تماما ولعلي أستدرك هذا الأمر في ما يلي من الأجزاء , أو ربما يوصلنا التحليل الى الصعيد العالمي رغم أنفنا أما فيما يخص الدين , فليس هنالك شك في أن الدين يؤثر في الانسان الشرقي من مختلف المناحي لكن النفسية التي تتقبل تصورات الجنس الدينية و ترعاها و تذوذ عنها لا شك و تملك تركيبة داخلية معينة (يمكن أن يكون الدين نفسه سببا فيها ) وفهم تلك البنية الداخلية هو ما نبتغيه بغض النظر عن الأسباب الخارجية وهذا ما يدعى بالتفسير الجدلي , مقابل التفسير الميتافيزيقي الذي يفسر الأشياء من الخارج ويبقى الموضوع مفتوحا لك و للزملاء لتسدوا أي فراغ و تصوبوا كل عيب فنحن في الأخير نستفيذ من بعضنا البعض |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
زائر
|
الجزء الثاني :
ان الانسان الشرقي, بحكم قدره الطبيعي , يتواجد بمناطق تعرف ارتفاعا في درجة الحرارة وتنال كمية من الدفئ أكبر بكثير مقارنة مع العالم الغربي طيلة السنة , ولهذا فان النشاط الجنسي (الذي يرتبط بعدة عوامل منها حرارة الوسط) يكون عموما مرتفعا عند الانسان الشرقي مقارنة بالإنسان الغربي . وهذا ما يفسر العدد الكبير المفرط لزوجات ملوك الشرق عبر التاريخ (حريم السلطان الفارسي أو العربي أو العثماني). الطاقة الجنسية الشرقية اذن طاقة مهولة. كان لا بد لهذه الاستثارة شبه الدائمة التي يعرفها الانسان الشرقي من أن تشبع أو تكبت , وقد كانت في وقت سبق تشبع بتعدد الزوجات و المملوكات من الحروب و الأسواق . لكن مصادر الاشباع تلك انقطعت عن الانسان الشرقي المعاصر: لم تعد هنالك إمكانية (أو على الأقل صار من الصعب) للعبودية , كما و شكلت الصعوبات المادية المتضخمة باستمرار عائقا أمام تعدد الزوجات . وأذكر بأننا نتحدث هنا عن الانسان الشرقي المعاصر , لا ذاك الذي كان بالأمس , ولا زال اليوم, ينكح أربع زوجات في البادية ويخلف منهن 20 ولدا بلا أي حرج (هذا الأخير أيضا تأثر بمستجدات العصر ). الانسان الشرقي المعاصر , انسان المدينة لا القرية , انسان واع بضروريات العصر في مجتمعاتنا(التعليم , الصحة , الاجازة , الملبس والمأكل , المنتوجات التكنولوجية , الأنترنت ,...) و يضرب ألف حساب لدخله و حجم نفقاته , ويرغب في ضمان مستقبل آمن لأولاده . ثم ان هذا هو مربط فرسنا منذ البداية , أما قلنا أن الذي يهمنا هو مجتمعنا اليوم ؟ ذاك المجتمع الذي يضم أسرتي وأسرتك , ذاك المجتمع الذي , وان بلغ درجة من التعلم و الانفتاح على العالم , ظل يملك تلك الحساسية الجنسية المفرطة كخاصية مميزة . مع جفاف منابع الاشباع لتلك الطاقة المهولة , اضطر الانسان الشرقي المعاصر الى كبت حجم مهم منها , واكتفى بزوجة واحدة في المتوسط , هي بعيدة كل البعد عن إرضاء تلك الطاقة الشرقية المهولة . هكذا صارت مساحة كبيرة من نفسية الانسان الشرقي المعاصر مكبوتة . لكن هذا العالم المكبوت , وبطبيعته , يقاوم الكبت , ويسعى جاهدا للصعود نحو الأفق من جديد , ويتحين الفرصة لتحقيق ذلك , وفي فرص كثيرة يتأتى له ذلك , عبر ما يسمى بالخيانة الزوجية (أو الزنا) التي تعرف معدلات كبيرة في مجتمعاتنا . أما الذين ينجحون في الحفاظ على المنطقة مكبوتة , فذلك بفضل طوق الرقابة القوي الذي يحيطونه بها . ويتمثل هذا الطوق في عدم ترك أية فرصة لتلك المكبوتات بالصعود نحو الأفق , وبالتشدد في نظام الحماية الذاتي ذاك . وهذا النظام المفروض من طرف الأنا على الهو هو المسؤول عن تلك الحساسية الجنسية المفرطة. ان الحديث عن الجنس , بالنسبة للإنسان الشرقي المعاصر ,هو بمثابة ايقاض لمكبوتات , بل ان كلمة "الجنس" نفسها تستثير فيه نزوات مكبوتة , فما بالك بالخوض في حديث أعمق بخصوصه . ان الحديث عن الجنس هو لمس لجرحه كما يقال , ذلك الجرح الذي يسعى جاهدا الى نسيانه . ولهذا تجده يضع الجنس في ذيل قائمة مواضيعه , بل وينفيه منها أصلا . وكلما دخلت معه في نقاش حوله وجدته يحاول جاهدا تبديل الموضوع , يعلو التوتر محياه , وتضطرب أنفاسه : ان إشارة الخطر اشتعلت داخله . هكذا من الطبيعي أن لا نجد تلك الحساسية المفرطة عند الانسان الغربي لأن الجنس عنده , وبكل بساطة , ليس في نطاق المكبوتات. فبالإضافة الى طاقته الجنسية المتواضعة مقارنة مع الانسان الشرقي , لديه من المنابع ما يكفي للإشباع الكلي أو شبه الكلي لها (العلاقات الجنسية الحرة) . عند هذا الأخير , الجنس ليس جرحا منسيا أو متناسى . لماذا لم يلجأ اذن الانسان الشرقي المعاصر الى حد الآن الى تحرير العلاقات الجنسية لاشباع تلك الطاقة المهولة ؟ لماذا ما يزال يرفض المثلية و الزنا ؟ ما الداعي الى استمرار الكبت ؟هذا هو السؤال المحوري. السؤال الذي ينبغي أن نجيب عنه بإيجاد دوافع نفسية بعيدة كل البعد عن الدين. وينبغي لهذه الدوافع , اذا ما وجدت , ولا شك أنها موجودة , أن تكون ميزة الانسان الشرقي المعاصر , ولا تتواجد عند الانسان الغربي المعاصر. حقا ليس من السهل الإجابة إذا ما منعنا أنفسنا من الاستنجاد بالدين. يتبع ... |
|
|
|
رقم الموضوع : [3] | |
|
زائر
|
اقتباس:
بينما أنا أتأمل ردك وتعقيبك في هذه اللحظة ... خطر ع بالي أن الكثير من المسلمين الذين اتواصل معهم ليسوا بمسلمين حقيقةً حينما نحتك معهم ونكون علاقة وتواصل اجتماعي وهذا الموضوع مع المسلمين يدور في التعليقات والمشاركات عبر التواصل الاجتماعي معهم او مع مؤمنين آخر لديهم رغبة في الجنس أما عن الموضوع اعجبني لمساتك السحرية و طرحك الذي يفتح عقول المغيبين بسبب الدين الذي يمنع نشر الثقافات الجنسية ويغيبهم عن متعة وثقافة الحياة وجمال الطبيعة شكراً لك عزيزي ساحر متابعين لموضوعك دمت بخير |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
زائر
|
الجزء الثالث :
كان آخر سؤال في الجزء السابق لدراستنا هو: لماذا يستمر الانسان الشرقي في الكبت ؟ لماذا يرفض الاشباع المتحرر من القيود , المناسب لكمية طاقته الجنسية المهولة ؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا الجزء. لا يمكن أن ندرك , نحن الشرقيين , الجنس بمعزل عن الخطيئة والاثم . ولكي نبتعد عن لغة الدين , سنقول أن الجنس عندنا خطأ , خطأ لا ندرك أنه ما كان ينبغي الوقوع فيه الا بعد الممارسة . هذا التصور , الذي سنسميه من الآن فصاعدا , ب"تخطيء الجنس", يحضر أيضا في العلاقات الجنسية المشروعة , ودليلي على ذلك اغتسال الزوج والزوجة بعد الجماع , كأنها كانا يتمرغان في مستنقع عكر. لا مجال للاعتراض بأن ذلك اجراء ديني محض , فنحن اتفقنا مسبقا على النظر الى ما يقع من جهة أنه يقع , ولا ننسبه الى أية جهة , الا الانسان الشرقي المعاصر نفسه. الذي يمارس الجنس , تحت أي ظرف من الظروف , يدرك داخليا أنه يقوم بخطأ ما. عندما يقع المرء باستمرار في نفس الخطأ , عندما يصير الخطأ عادة تفرضها الضرورة البيولوجية وغريزة البقاء , يكون الخطأ قد صار مشرعنا , منصوصا عليه في قانون الحياة . لكن ذلك لا يغير من طبيعته كخطأ . وبهذا يصير الجنس عندنا شيئا ينبغي القيام به ولا ينبغي القيام به في نفس الوقت. يصبح الجنس محل سجال داخلي , مونولوجا (حوارا مع الذات) , تراجيديا فردية يصرخ فيها الانسان بدون انقطاع من شدة الألم . لكن , ما ذاك الخطأ ؟ ما الذي يجعل من الجنس مستنقعا بالنسبة لنا ؟ لماذا تشمئز نفسك من الجنس أيها الانسان الشرقي ؟ الإجابة عن السؤال السابق نجدها في طبيعة مجتمعاتنا الشرقية المعاصرة (وحتى في العصور الماضية): مجتمعاتنا مجتمعات ذكورية , السيطرة فيها للذكر...القوة والهيمنة والسلطة له . لكن هنالك فرصة واحدة و وحيدة تنقلب فيها الموازين في مجتمعاتنا, فرصة ترعب فيها قوة الأنثى ذلك الذكر المتعجرف بشكل مهول , وتبدو فيها بقوة لا مثيل لها , فرصة يصبح فيها الذكر كطفل صغير مغلوب على أمره, كمسكين تلعب به الأنثى كما تشاء, فرصة يحس فيها الذكر الشرقي بضعف مخجل أمام الأنثى . وهذه الفرصة هي لحظة الجنس. سميتها لحظة الجنس لأنني لا أقصد بها الممارسة الفعلية للجنس بالضرورة , بل كل فرصة يتواجه فيها الذكر والأنثى في سياق جنسي. الخطأ الذي يقترفه الذكر اذن هو الظهور بذلك المظهر المثير للشفقة , هو الذي ما فتئ يبسط سيطرته وهيمنته على الأنثى في المجتمع. خطؤه يتمثل في ظهوره كمرأة لا كرجل. ماذا عن خطأ الأنثى ؟ هل هو التفسير السابق نفسه بشكل معكوس؟ أنها تصير رجلا لا امرأة ؟ مسيطرة في موقف قوة يهين الرجل ؟ هل ترى أن أنوثتها الشرقية قد خدشت برؤية الرجل مهانا أمامها ؟ لا أستبعد ذلك , خصوصا وأن الأنوثة في العالم الشرقي لم تتصور نفسها يوما الا تحت الرجل وتحت هيمنته وسلطته, لبؤة تحت أسد. لا يمكنني كذكر, الحسم في مدى صحة هذا الإحساس ...لنمنحه صفة افتراض قوي. لنلخص التحليل السابق : الخطأ الكامن في الجنس الشرقي هو فقدان الذكورة بما فيها من هيمنة و سلطة بالنسبة للرجل الشرقي , وفقدان الأنوثة بما فيها من رضوخ و تسليم وضعف بالنسبة للمرأة الشرقية. والجدير بالذكر هنا , وهو ما يعزز التفسير الذي ذكرناه , أن العالم الغربي , الذي تخلص من الطابع الذكوري (الى حد ما ) و أصبح قائما على التكافؤ في موازين القوى بين المرأة والرجل , تقلص فيه حيز الخطأ داخل الجنس ,وصار الجنس فيه مسألة صحيحة وسليمة الى أبعد حد, مسألة لا تبعث على الاشمئزاز ولا تدعو الى "الاغتسال" , تجربة جميلة لا خطيئة. ما اكتشفناه من هذا الجزء هو اجابة عن سؤالنا : لماذا يستمر الانسان الشرقي في الكبت ؟ يستمر في الكبت ويرفض الاشباع غير المقيد لأنه يرفض الجنس ويراه تجربة غير مرغوب فيها , تجربة مهينة للذكورة أو للأنوثة. وبذلك فلو كان بامكانه الامتناع عن ممارسة الجنس كلية لفعل , لكن الضرورة البيولوجية تقف حائلا دون ذلك , فيكون الحل الوسطي هو تبني" الحد الأدنى" من الجنس, فيكون التقييد ويكون الكبت . حقا الجنس خيار محرج للإنسان الشرقي المعاصر يختاره على مضض ... ينهل من نبعه بمرارة. أهم شيء ينبغي ملاحظته أننا استطعنا , وفي خطوة مهمة , أن نقدم تفسيرا منطقيا بعيدا عن الدين , مستمدا من الملاحظة والتجربة فقط , من الواقع . ويبدو أن الخطأ يرتدي لباس الدين فيصبح خطيئة , وارتكاب الخطأ يوقع الانسان في الندم المرير الذي يصور له نفسه كمن تمرغ في مستنقع , ويلزمه بذلك بضرورة الاغتسال من النجاسة ثلاث مرات لكل شق من جسده . يتبع... |
|
|
|
رقم الموضوع : [5] |
|
زائر
|
تنبيه :
الأجزاء الثلاثة الأولى كانت تأملات في نظرة المجتمع العربي الى الجنس ...وقد أشار علي أحد الزملاء -في هذا الموضوع نفسه- أنه كان من الأجدر البدء بالحديث عن الجنس في حد ذاته كظاهرة . وقد وجدت اليوم أن الوقت قد حان لاقتحام هذا المدمار ... ولا أرى هذه خطوة تخرج بنا كلية عن الموضوع -أقصد موضوع الجنس في المجتمع العربي- فالذي يكتب في الأخير هو فرد داخل مجتمع وداخل ثقافة معينة . وفهم ظاهرة الجنس في حد ذاتها لن يكون الا مساعدا على فهم ظاهرة الجنس في العالم العربي . على أنه ينبغي لفت انتباه القراء الأعزاء الى مسألة : من الصعب الحفاظ على اللياقة في مثل هذه الموضوع , لكنني سأبذل جهذي لانتقاء الألفاظ جيدا أثناء الكلام تفاديا لخدش الحياء العام واحتراما للجنسين ...ويبقى للادارة طبعا خيار الاشارة علي بعدم الغوص أكثر في هذا الاتجاه اذا رأت داعيا لذلك . لكن , اذا سئلت عن رأيي فلن أكون الا مثمنا لكل مبادرة من هذا النوع تهدف الى كسر طابو قوي في مجتمعنا . |
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
زائر
|
الجزء الرابع :
ميدان الجنس ميدان برع فيه كثيرون ولا يزالون , خاصة رجال الدين والمحللون النفسيون. أما الطائفة الأولى فترى الجنس رؤية ضبابية : تارة هو نعمة سخرها الله لنا للتناسل والتكاثر على هذه الأرض ,وتارة هو عيب ونقص في الانسان يبين عن ضعفه وعدم اكتماله أمام خالقه الذي لا يعرف في المقابل شيئا اسمه الجنس , وتارة أخرى هو مصدر خطر قد يقود صاحبه الى جهنم! خلاصة القول بالنسبة لهؤلاء : الجنس نعمة ,عيب, خطر, طريق مغري من لزم فيه العفة فاز بالجنس الأكبر مع الحور العين. ان عيب هذه الطائفة يتمثل في كونها لم تنظر للجنس يوما إلا بموازاة مع رؤيتها لله .فتلك النعمة من الله, و ذلك العيب مقارنة مع الله, وذلك الخطر هو من الله , والحور العين عطية من الله . لم ينظروا يوما للجنس كظاهرة انسانية أو طبيعية . وكلما ذكرت لهم الجنس الا ويذهب تفكيرهم تلقائيا تجاه طرق كبحه وهزيمته ,الى العذاب الأليم الناتج عن الاستسلام لمغرياته, والى الثواب المعد لمن عرف مسك لجامه. كل تلك المسائل لا تتناول الظاهرة (ظاهرة الجنس في حد ذاته) . وان حاولوا التحدث عن الجنس في حد ذاته (وهذا أمر يشق عليهم ويثقل كحمل الجبال) فلن يزيد حديثهم عن كيفية اتيان المرأة,والأوقات المناسبة وغير المناسبة لذلك , وكيفية التعامل مع المرأة النشوز, وكلها مسائل تتطرق لهوامش موضوعنا ولا تمس جوهره. رغم ذلك ,يجد خطابهم تقبلا ورضى من طرف عامة الناس ,الذين لا يهمهم فهم ظاهرة الجنس وتأملها بقدر ما يهمهم اشباع غريزتهم بطريقة مطمئنة بعيدا عن الأضرار في هذه الدنيا وفي تلك الآخرة. وحتى أولئك الذين يتخبطون في "المحرمات" أشد التخبط ,يميل أكثرهم الى الانصات لذلك الخطاب,خاصة في الأوقات التي يكونون فيها في أشد لحظات المقت لأنفسهم وللحياة. ولأن الخطاب الديني يتفوق على باقي الخطابات في مهمة المواساة,ينقاد هؤلاء مهرولين نحو حبل النجاة الممدود بكل سماحة اليهم. الاكثار من الذكر وقراءة القرآن , الحفاظ على الصلوات في وقتها ,كلها وسائل لزيادة الورع والتقوى اللذين بهما ينتصر المرء على غريزته . ولست أبدا أنفي نجاعة هذه الوسائل في اخماد الهيجان الجنسي , فعندما تستحضر الله أمامك برحمته وعظمته وقدرته تحصل انتكاسة على مستوى الأجهزة التناسلية ويقع خمود. لماذا ؟ هل خوفا من الله معلق الأجهزة التناسلية في جهنم ؟ أم أن عظمة الله تجعل الانسان ينكسر أمامه بشهوته ؟ أم أن استحضار هذه الذات المحايدة من الناحية الجنسية يخفف رويدا رويدا من ذلك الهيجان ؟ الاجابة هي خليط من هذا وذاك. ما عاد بإمكاننا نحن المسلمين أن نمقت الجنس أكثر مما مقتناه طيلة الفترة الماضية. لقد كان ولا يزال بالنسبة لنا من أعظم الموبقات, وان العاهرة والشاذ ليتمثلون أمامنا كالشياطين المتسخة !الجنس ميدان لا نقوى في مجتمعاتنا العربية على الحديث عنه. ان له معجما وددنا لو لم يكن في لغتنا. أما الطائفة الثانية-طائفة المحللين النفسيين- فإنها تضع الجنس في محور الحياة النفسية للإنسان. بالنسبة لها هو الوجه الحقيقي الذي يعكس صورتنا بلا تشوه.ومن خلاله فقط نستطيع تفسير سلوكاتنا وطبائعنا.استطاعت هذه الطائفة أن تحقق قفزة نوعية ,فبعد أن كان الجنس حبيس الفراش ,صار في كل الميادين ,في كل تحركاتنا ! لكن لم يكن الجنس غاية التحليل النفسي هو أيضا , بل ان دراسته لهذه الظاهرة كان وسيلة وطريقا لتفسير سلوكات الناس وأمراضهم خاصة العصابية منها, وبالتالي ايجاد طرق ناجعة لعلاجها. في جميع الأحوال ,قطعوا مع تلك النظرة الدونية للجنس . ما أمقت المحللين النفسيين في عيون رجال الدين ! سنحاول في دراستنا هذه النأي بالنفس عن الفريقين السابقين وتناول الجنس كظاهرة انسانية حيوية ,لا رغبة في الظفر بالحور العين , ولا بحثا عن طرق لعلاج بعض الحالات المرضية . ماذا لو كان ذلك السكر الشهواني يخفي وراءه وعيا قويا بالذات ؟ تعرفا أكثر عليها ؟ رؤية واضحة أمام مرآة لا تعكس الصورة مقلوبة ؟ ماذا نريد من الطرف الآخر المشارك في الجنس ؟ هذا أول سؤال ينبغي التطرق اليه في دراستنا. ولعله يختزل كل الأسئلة التي قد تأتي بعده. ثم كيف تكون حال الذات وهي منغمسة في حديقة شهوتها ؟ ما سر تلك القوة المهولة التي تنفجر في ذروة الهيجان الجنسي ؟ وما الذي يميز ظاهرة الجنس عند الانسان مقارنة مع باقي الحيوانات ؟ ماذا نريد حقا من الطرف الآخر ؟ سؤال ثقيل يلمس كنه المسألة...ذلك أنه وعند كل مرة ,سواء تعلق الأمر بممارسة جنسية مشروعة أو غير مشروعة , شاذة أم سليمة , واقعية أم متخيلة , نخرج التجربة خاليي الوفاض ,ولا نعلم حتى لماذا أقبلنا على أمر غير مفهوم كهذا منذ البداية! يتبع ... |
|
|
|
رقم الموضوع : [7] |
|
زائر
|
الجزء الخامس :
هل نريد الانصهار في كيان الطرف الآخر ؟ أم هل ترانا نريد انتزاع شيء منه كما قال لوكريس ؟ والحال أن العديد من المؤشرات تؤكد قوله ذاك : فالمراقب لحركات الذكر أثناء الجنس سيلاحظ وكأنه يحاول استخراج شيء من الطرف الآخر , التنقيب عنه وانتزاعه. ثم ان ذلك الالتصاق والاشتباك التام الذي يحصل بين الطرفين و الذي يتم بكل الأطراف بدءا بالفم حتى أخمص القدمين لهو دليل قوي على رغبة في الاتحاد والاندماج والانصهار في قالب واحد. القوة الاندفاعية التي تقود الذكر قوة استكشافية بامتياز : يريد الملامسة ,الجس والفحص. فالطرف الآخر بالنسبة اليه عالم ينبغي استكشافه . لكن وان كانت تجربة الجنس استكشافية فانها لا تشبه تجاربنا اليومية العادية الأخرى التي نسعى فيها الى اكتشاف الآخر في ميدان العمل أو الدراسة أو الجيران ... ذلك أن الذكر لا يقف عند حد الاستكشاف : فحركات التمدد على الطرف الآخر وضمه ومسكه بقوة هي دليل قوي على رغبة في الاستحواذ والتملك : تملك الطرف الآخر,تملك العالم الآخر.الاستكشاف والتملك اذن ,هل هذا كاف لتمييز التجربة الجنسية عن باقي التجارب الانسانية ؟ فلنتأمل تلك النظرات التي يلجأ اليها الطرف الآخر لتهييج من يستهدفه : ان عنوانها الخطر والتهديد.تلك النظرات تتميز بالدقة ,وحدتها تلفح كمصل السكاكين, وعندما تقع عيناك على عين الطرف الآخر المغوي , يوحى اليك بأنه ينظر بالضبط الى نقطة ضعفك , وبأنه اكتشفها أخيرا ,وكأن تلك النظرات تقول لك :"انني أعلم ما ترغب فيه ".لكننا عوض أن نفر هاربين من نظرات الموت تلك , أجل نظرات الموت , نقبل عليها ونحن نهرول! يا للخطر المغوي ! أجل, تلك النظرات الثاقبة , الصادمة , الصارمة, تختزل رعبا عظيما. لكنه رعب من نوع خاص,عوض أن يدفع بالناظرين اليه للهروب , يحثهم على الاقتراب.انها نظرات تجعل المرء يحس بالضعف , بالهوان... فجأة ...يكتشف الذكر أن القوة الناعمة ليست ناعمة بكل ما في الكلمة من معنى , يكتشف أنها قوة مهولة ,قوة تتجاوز بكثير تلك القوة الذكورية التي يتبختر بها الرجل مند القدم ويهيمن بها. انها قوة توجد في حالة كمون , وعندما تصعد الى الأفق يذوب الرجال. انها قوة ملائكية بامتياز,قد تجعل الرجال يسجدون يوما للنساء. ترقد تلك القوة هناك, ولا تفصح عن نفسها الا متسترة وفي لحظات خاطفة. صدق من قال ان اهانة المرأة واحتقارها من طرف الرجل عبر التاريخ كان نابعا من هذا الخوف ومن هذا الشعور بالضعف الذي يولد شعورا بالانتقام وحقدا على الجنس الآخر,تلك"الأفعى التي تتميز بالغواية" , التي قد تنوم الرجل ليقوم بكل شيء.أجل أيها الرجل , انك أمام تلك النظرات الثاقبة و الحادة , تحس بوهن عظيم ,ولأول مرة ترى المرأة فوقك وترى نفسك تحتها. لقد شيطن الرجال المرأة ومنحوها رمز الأفعى لهذا السبب بالضبط ! الجسد ... بكل تأكيد لن يتوقف شخص في السبعين من عمره عند هذا المفهوم ...المسألة تحتاج شابا ...لكن أغلب شبابنا يرون في الجسد موضوع لذة فقط , ولا يدهشهم هذا الجسد الا ساعة تحصيل اللذة , وبعد ذلك يرمى في غياهب النسيان الى وقت آخر ... يدخل الجسد في نطاق المفاهيم المهمشة , المفاهيم التي لم نتحدث عنها الا لوضعها على الهامش مرة أخرى . واذا كانت الروح بطبيعتها الهلامية النورانية المظلمة , الروح الغائبة ,قد استهوت منذ القدم رجال الدين والفلاسفة والمفكرين , فدفعتهم الى تأليف نظريات في مجلدات بخصوصها (دون أن يؤدي ذلك الى التقدم في فهم المفهوم قيد أنملة), فان الجسد , المعطى , لم يؤلف بخصوصه الا القدر الزهيد . وحتى الفلاسفة الماديون , لا أعرف منهم ,على حد علمي ,من سبق له أن تناول الجسد بالدراسة المعمقة ,كهدف معرفي في حد ذاته . و أخاف أن يكون الطب , و هندسة الموضة , النشاطين الانسانيين الوحيدين اللذين يدرسان الجسد بعناية . لربما كان الطابع الحضوري للجسد هو الذي جعلنا نزيغ بأعيننا عنه نحو الروح , فالإنسان مشدود دائما الى الأمور المجهولة الغائبة. لنتوقف من جديد وبجدية أمام هذا الجسد ... لن نعيد الاعتبار للجسد بجعله قوام الانسان و ماهيته , بل سنعيد له الاعتبار حين نثبت أن "دراسة الجسد تصب في دراسة الانسان" , خلافا لما يروج له من أن "دراسة الجسد تعتبر دراسة لأداة في يد الانسان" . الجسد أكثر من أداة في يد الانسان , انه وجه أساسي من أوجه الانسان ,بل انه الوجه الوحيد له الذي يقدم نفسه كمعطى حاضر . لا يهمنا ان وجد شيء اسمه الأنا أو الروح , ولا يهمنا أيضا ان كان أحدهما يشكل قوام الانسان وماهيته, ويدعي كونه "الانسان حقا" .ان ما يهمنا أن الجسد هو "الانسان الملموس" ,وبالتالي فلا بد من لمسه , وتجميع أكبر عدد من المعطيات بخصوصه ...كل هذا سيتم فيما أطلقت عليه اسم : جغرافية الجسد و جيولوجييته . يتبع ... |
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
زائر
|
لم أكن أعرف بوجود هذه الأجزاء.. قرأت الجزء الاول والثاني فقط.. وهو موضوع لا تزاحمه فلسفة ولا سياسة ولا دين، فهو يجمع حفوتهم جميعا في قالب سكساوي شامل
على قولة اوشو: Sex Is Your Life Force هيء هيء هيء. |
|
|
|
رقم الموضوع : [9] |
|
زائر
|
الجزء السادس :
لننطلق بنقل كلام جميل قاله فوكو . يبدأ هذا الفيلسوف بالنظر الى الجسد ,كما ينظر اليه معظمنا , الم نقل كلنا ,على أنه من الأشياء التي هي "هنا" , في المكان , معطى مادي ,واقعي محسوس ,بل أكثر الأشياء واقعية لدينا . انه هنا , معنا حيثما ذهبنا ,لا يفارقنا في أية لحظة . هو معنا حين نستيقظ وحين ننام ,حين نفرح وحين نحزن ,حين نسرع أو نبطئ .هو دائما هنا , في المكان ,معنا . هو اذن تجربة ملازمة . وخلافا للأشياء التي توصف بأنها "هناك" , في اللامكان , أو فوق المكان , الأشياء اليوتوبية , كالأفكار , الروح و باقي المجردات ,فان الجسد هنا , تماما حيث أنا الآن . لكن فوكو يلتفت لحظة ليرى أن هذا الجسد الذي يلازمنا الى درجة تجعلنا نشك فيما اذا كنا شيء آخر غيره , هو في حد ذاته علاقة نعلق عليها رموزا وايحاءات , كالوشم والملابس مثلا .هذه الايحاءات تحملنا الى "هناك" ,و تنقلنا من هذا ال"هنا" , المكان , الى عوالم سحرية ملونة . والأهم من ذلك أن الرغبة الجنسية مثلا , ليست في نظره سوى رغبة في استكشاف هذا الجسد الذي "نملكه", هذا الجسد الذي لا ندرك ملامحه بحق الا عندما تتلاقى أطرافه وتحتك مع أطراف الجسد الآخر. بمعنى آخر , فإنني أثناء التجربة الجنسية, حسب فوكو, أبحث عن جسدي, أرغب في التعرف عليه , في ادراكه حق الادراك . لن أستوعب أن لي جلدا ولن أدرك معنى ذلك الا اذا لامس جلدا آخر واحتكت شعيراته بشعيرات أخرى , وكذلك الأصابع التي نملكها , فهي لا تعني لنا شيئا الا اذا اشتبكت بقبيلاتها . نفس الشيء يقال عن الأجهزة التناسلية . ان ما قاله فوكو عن جدلية الجسد اليوتوبي/ اللايوتوبي , الجسد هنا / هناك , الجسد المادي غير المحسوس , يفيدنا في مبحثنا هذا . ذلك أنه يوضح أكثر فكرة "الجسد المعقد" ,"الجسد اللغز" ,"الجسد الأحجية", الذي سيكون موضوع بحثنا. انني أبتغي من هذا المبحث فك شيفرة الجسد ان صح التعبير , وذلك عبر مسح طبوغرافي لصورته التي تقفز الى العين , وتجعل النفس تقفز من مكانها .ذلك أن الجسد هو أولا وقبل كل شيء مساحة تضاريسية . فهنالك السهول والجبال , وقمم الجبال , والمنحدرات والتموجات . لن تكون دراستنا جغرافية فقط , ولن نقتصر على دراسة سطحية للجسد, أي على دراسة الجسد كسطح فقط, بل سنتناول أيضا نوعا من جيولوجيا الجسد , نهتم فيها بدراسة باطنه . ولا نقصد بباطنه هنا ما يحتوي عليه من أمعاء و كبد وقلب وأعضاء داخلية . ان الجسد بالنسبة الينا سطح يحيل على عوالم خفية , على عوالم لا تظهر معه الا ايحاءا .تلك العوالم الباطنية هي التي تهتم بها هذه "الجيولوجيا" .وتجدر الاشارة الى أن عوالم الجسد هذه, التي يخفيها الجسد أو يحويها , ليست بالضرورة عوالم ما ورائية , عوالم رمزية . ويمكن القول أننا سنتفادى ما أمكن السقوط في هذا النوع من العوالم التي تبعدنا عن الجسد أكثر فأكثر لتلقي بنا على ضفاف جزيرة الروحانيات.لكننا في نفس الوقت لن ننغمس (كما يقول رجال الدين )في العالم المكاني المادي الى درجة تجعلنا كدارسي الهندسة الفضائية ,لا تهمهم سوى الحجوم والمساحات .سنسعى اذن الى الوقوف على حدود المكان, وسنحرص , مهما جرتنا انسانية الانسان الى العكس , على التشبت بالمكان و عدم نسيان أن الجسد , موضوع بحثنا , هو أولا وأخيرا هيكل موجود في الفضاء . اننا ونحن ننظر الى الجسد العاري , نجد أنفسنا أمام تركيبة تضاريسية غير عشوائية(هذا على الأقل ما نراه أثناء لحظات الاعجاب به). فتضاريس الجسد تتميز مثلا بنوع من التماثل المحوري (المحور الذي يقسم الجسد الى نصفين عموديين ويمر من وسط الحاجبين ) .واضافة لهذه الخاصية التي لا غبار عليها, يرسل الجسد ,عندما يزاول عمله الاغوائي (عبر حركات معينة أو ايماءات أو تمايلات),رسائل مشفرة , أي رسائل لا تدرك الا في شموليتها دون أن تدرك في تفاصيلها , تماما كتلك التي ترسلها السمفونية الموسيقية الى المستمع , أو تلك التي توحي بها لوحات فنية عظيمة. ما يهمنا هنا أساسا في هذا المبحث , هو كشف , أو محاولة الكشف , عن هذه الرسائل المشفرة . لأجل ذلك , سنجد أنفسنا ملزمين باكتشاف لغة الجسد ,اللغة التي عبرها يرسل رسائله تلك .وان وضعيتنا هذه تشبه وضعية شامبليون الفرنسي الذي كان ملزما بفك رموز الهيروغليفية ,لغة المصريين القدامى, لتتسنى له قراءة الرسائل الخالدة التي نقشها هؤلاء على جدران معابدهم جامعين فيها تجاربهم و معتقداتهم . فهل يا ترى , ستقدم لنا الصدف , حجرا مشابها لحجر رشيد الذي كان مفتاحا لفك الغموض عن رموز الهيروغليفية ؟ ![]() |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| مجتمعنا, والجنس |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| الزواج في مجتمعنا | محمد الديناصوري | ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ | 5 | 08-23-2018 10:18 PM |
| الدكتور علي جمعة, والجنس الفموى :d | Storm | ساحة النقد الساخر ☺ | 3 | 08-10-2017 04:44 PM |
| المسلمين والجنس | Killua | العقيدة الاسلامية ☪ | 1 | 03-27-2017 11:44 AM |
| الحب والجنس والزواج | Basim | ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ | 45 | 08-22-2016 06:28 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond