الله الشاعر

[أنا لُغَـتِي]

في إطار سلسلة دراساتنا المعمقة لأسماء الله الحسنى ، وبعد تقديم الحلقة الماضية عن (الله القانوني) نحن اليوم أمام صفة أخرى من صفاته عز وجل والا وهي (الله الشاعر)

في مرة كان الله عازم رفقاته وسهران معهم على لتر عرق
و لسوء الحظ عندما بعث جبريل كي يشتري له العرقات لم يجد الا عرق من النوعية المغشوشة (عرق "الفاخر" اللبناني)
وبعد ان شرب الله بضع كؤوس أحس بصداع في رأسه
فقال لشلة الأنس : يا شباب أنا حاسس انو في صداع برأسي
فأجابه اسرافيل مترنحا : انا بعتقد انو براسك في حكي بدو يطلع و ما عم تعرف تطالعو ، وهذا هو سبب الصداع
فقال الله : اذا كان الأمر هيك بسيطة ، يا جبريل "آتوني بكتف ودواة اكتب لكم كتابا لن تضلوا به بعدي أبداً"
فاختلف القوم
فمنهم من قال : القول ما قال الله
ومنهم من قال : إن الرجل ليسكر (1)

و هنا غضب الله كثيرا وخاف ان تنتهي الحادثة على غير ما يريد
فكشف ساقه (2) و قال : يلي مو عاجبه في عندي هيك ( وأشار إلى أعلى ساقه)
فخاف القوم وقالوا لجبريل اعطه ما يريد احسن ما يكمل
فقام جبريل و احضر له فخذا ودواة (لم يجد جبريل كتفا فاستعاض عنه بفخذ)
و امسك الله بالفخذ و الريشة ولم يكتب شيئا
فقال له زبرائيل : شو القصة و ما باك لا تكتب
فقال الله : أحس أني سأكتب شيئا له وزن موسيقي
فقال جبريل : الله أكبر الله أكبر --- إنه الشعر و رب الكعبة
فتشجع الله قليلا وقال : هل حقا أنا شاعر ؟
فقال عزرائيل : نعم بالتأكيد و لديك موهبة ولكن لم تكتشف حتى الآن
فقال : ميكائيل : هاتي اسمعنا يا صاح
فقال الله : بسم الله
يا أيها الناس اتقوا ربكم (3)
فصاح الجمهور: الله الله --- عظمة على عظمة يا الله
و قال ميكائيل : هذا أجمل شعر سمعته من البحر السريع
فانبهر الله وشعر بالزهو وقال : لا أزال أحس بالصداع في رأسي
فقال جبريل : معناه لا يزال في شعر (و ليس شَعر ) في رأسك
عزرائيل : لا زم تخرجهم من رأسك حتى ما يوجعوك
الله : أي ضروري و حاسس أنو عندي شيء من البحر الخفيف
اسرافيل : آه يا خفيف انتا
الله : اسمعوا هاي: ربنا اصرف عنا عذاب جهنم (4)
الجمهور يصفر : ايه العظمة دي كلها آه يا الله يا أبهة
الله يتابع: و ان يستغيثوا يغاثوا بماء (5)
زبرائيل : هي من البحر المتقارب ، اهنيك يا الله على هذا التقارب معنا
الله : الم يأتكم نذير (6)
جبريل : شو بلش الله يخبص؟ ما اجانا احد
ميكائيل : لك يا جاهل هذا شعر من البحر المضارع
فخجل جبريل و سكت
وقال الله : إذا مروا بهم يتغامزون (7)
فقال زبرائيل : لازم يكونوا بنات حلوين
فقال عزرائيل : أنا وقت أمر بتغامزوا عليي
فقال : اسرافيل : أي لأنك شب حلو ، بس هذا شعر من البحر الوافر
وقال الله : انا أعطيناك الكوثر ( 8 )
زبرائيل : شو هذا الكوثر ؟ لا يكون واقي ذكري؟؟؟
اسرافيل : لا لا اظن هذا شعر من البحر المتدارك
الله متابعا في حالة استغراق شعري كامل : و لقد راودته عن نفسه (9)
جبريل : الله يعفو عنك ، ليش عملت هيك؟؟؟؟؟
الله : لك يا حمار يا جبريل حل عن ... هذا شعر من البحر الرمل
جبريل : آسف ، و الله فكرتها قصة واقعية من ساحل البحر المتوسط
و ظل الله هكذا حتى الفجر يلقى أشعاره من كافة بحور الشعر (10) حتى دخل في غيبوبة كاملة من الافراط بالشرب و نام وهو يقول : فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر – فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن – البحر الطويل – خخخخخ (شخير)

وعندما استيقظ في اليوم التالي جمع كل هذه الأشعار وبعثها الى الأستاذ محمد بن عبد الله (الشهير بالأستاذ محمد ابو كبشة) رئيس تحرير صحيفة القرآن اليومية الناطقة بلسان حزب المؤمنين لينشرها له فيها
و بالفعل نشرها محمد على عدة حلقات و لكن المشكلة أن الله كان قد أصدر في السابق بيانا رسميا يؤكد أن القرآن ليس بالشعر (11)
مما أوقع قراء الصحيفة في ارتباك شديد لا يزال يتردد بينهم حتى اليوم
============================
(1) المصدر هو (صحيح مسلم ٣ / ١٢٥٩) والقصة حصلت في الأصل مع محمد و نصها هو (قال رسول الله (ص): ايتوني بالكَتِف والدواة أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعده أبداً. فقالوا: إنّ رسول الله (ص) يهجُر) وحسب مصادر أخرى (وأختصموا، فمن قائل يقول القول ما قال رسول الله ومن قائل يقول: القول ما قال عمر، فلمّا كثر اللغَط َواللغو والاختلاف، غضب رسول الله فقال: قوموا) وتم استعارة في هذه المسرحية ليتقمصها الله تعالى
(2) القرآن يشير إلى أهمية ساق الله في الآية 42 - نون
(3) الآية 77- النساء ووزنها : مستفعلن مستفعلن فاعل
(4) الآية 65 – الفرقان ووزنها : فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
(5) الآية 29- الكهف ووزنها : فعولن فعولن فعولن فعول
(6) الآية 8- الملك ووزنها : مفاعيل فاعلاتن
(7) الآية 30- المطففين ووزنها : مفاعلتن مفاعلتن فعول
( 8 ) الآية 1- الكوثر ووزنها : فعلن فعلن فعلن فعل
(9) الآية 32 – يوسف ووزنها : مستفعلن مستفعلن مستفعلن
(10) توجد نماذج آيات قرآنية على أوزان كافة بحور الشعر العربية في كتاب ميزان ص 106
(11) وما علمناه الشعر (69- يس)- ما هو بقول شاعر (41- الحاقة)

نقلاً عن متدى الملحدين العرب

[ابو مينا]

ان من البيان لسحرا
اسعدتني هذه المسرحية الرائعة التي لمزت القرآن و غمزت ابن الخطاب و نزلت كالصاعقة الماحقة على رأس رئيس تحرير الصحيفة