اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة leben
يصف القرآن في سورة التكوير أحداث يوم القيامة وأهوالها، ويخبرنا كيف ستصبح الشمس والنجوم والجبال.. في هذا اليوم العظيم.
{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) - سورة التكوير}
قبل الحديث عن معنى "انكدرت"، أود أن ألفت انتباه القرّاء الأعزّاء بأن الشمس هي نوع من أنواع النجوم، فما الداعي من الفصل بين الشمس والنجوم في هذه السورة؟ وللعلم بأن هناك نجوم أكبر بكثير من الشمس. فهل تعلم عزيزي القارئ بأن الشمس هي بحجم رأس إبرة بالنسبة لأكبر نجم مُكتشف وهو النجم (vy canis majoris)؟ لماذا يعتبر القرآن بأن الشمس هي مركز الكون وتليها الأرض علما بأن مجرَّتَنا تقع على حافة هذا الكون الضخم ونحن لسنا مركز الكون حسب اكتشافات العلم الحديث
وهذا الفيديو يبين حجم كوكب الأرض والشمس بالنسبة للنجوم الأخرى ويعرض لنا أين تقع مجرتنا بالنسبة لهذا الكون العظيم.
https://www.youtube.com/watch?v=2fwcmnywzdg
"كوّرت" تعني انطفأت[1]، و"إنكدرت" كلمة عربية واضحة تعني تساقطت وتهاوت حسب أهم المعاجم العربية - صخر[2]. وفي تفاسير القرآن نرى أن أغلب المفسرين يأكدون أن النجوم ستتساقت على الأرض في يوم القيامة. مثلاً تفسير الجلالين يفسر الآية على الشكل الآتي: انقضت وتساقطت على الأرض. [3]
فهل يعني هذا بأن النجوم ستتساقط على الأرض بعد أن تنطفئ الشمس؟ وهل وجود الشمس هو الذي يمنع النجوم من الإنكدار على الأرض؟ والسؤال الأهم هو: كيف ستتساقط النجوم على الأرض علماً بأن حجم وجاذبيّة النجوم أكبر بمليارات المرّات من حجم وجاذبيّة الأرض؟ ألا يكفي أن يتحدّث الله عن النجوم في سورة التكوير؟ أم أن مؤلف القرآن (محمد) يعتبر بأن الأرض هي شيء عظيم ومركز جاذبيّة الكون وأن النجوم ليست إلّا أضواء صغيرة تزيّن سمائنا الجميلة في الليل؟ أستغرب حجم الوعي عند البشر أيام العصر الجاهلي الذي عاش فيه محمد..
لنكمل قراءة السورة الكريمة...
{وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) - سورة التكوير}
بحسب تفسير الجلالين[4]، "العشار" هي النوق (أي جمع ناقة). والناقة هي انثى الجَمَل. "عُطَلَت" تعني تركت بلا راع أو بلا حلب. فهل تعتقدون أن أحداً سيبالي بالناقة إذا حُلِبَت أو لم تُحْلَب عندما تتساقت النجوم على الأرض في يوم القيامة؟ وهل ستبقى الناقة حيّة إذا سقطت نجمة واحدة على الأرض؟ (طبعاً يستحيل أن تسقط النجوم على الأرض كما شرحنا في السابق).. ألا يدل وصف الناقة بعد الحديث عن النجوم على سذاجة وبساطة عقل مؤلف القرآن (محمد)؟ لماذا لم يتحدث الله عن المجرّات الكونية بدل أن يخبرنا بأن الناقة ستبقى وحيدة ولن تجد الراعي الذي سيحلبها؟ أستغرب كيف تصدّق عقول البشر كلام شخص من العصر الجاهلي الذي كان راعي جِمال وأغنام وقد ادّعى بأن الله أنزل عليه الوحي وكتب كتاب فيه علوم البشرية وهو معجزة الكون.. (أتحدث هنا عن محمد)
{وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) - سورة التكوير}
الوحوش مجرد أوهام وخرافات نُرعِبُ بها الأطفال.. ولكن، ماذا يقصد القرآن بالوحوش؟ وأين ستُحشر هذه الوحوش؟ في علبة سردين مثلاُ (سمك معلّب)؟ أم في قنينة زجاج وترمى في البحر؟ أعتقد ان محمد كان يتكلم هنا عن وحش الصحراء الذي كان يؤمن بوجوده بعض الناس أيام عصر الجاهلية.. لكننا اليوم لم نعد نؤمن بوجود هذه الوحوش.. :)
لنكمل..
{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) - سورة التكوير}
لقد فسّر الجلالين[5] "الخنس" بأنها "الخنس".. كأنه فسّر الماء بالماء.. :)
وفسّر الجلالين أيضاً[6] "ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ" بأنها هي النجوم الخمسة: زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد.. غريب.. هل هذه الأسماء الخمسة هي أسماء نجوم أم كواكب؟
ولكن تفسير (المنتخب في تفسير القرآن الكريم / لجنة القرآن و السنة) [7] كان أكثر عقلانية بتفسير هذه الآيات، ففسّر "الخنس" بأنها النجوم، و"ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ" بأنها الجارية التى تستتر وقت غروبها (غروبها هنا تعني ذهابها - مثل القول: أغرب عن وجهي!).. أستغرب هنا ما علاقة الجارية (أي الخدّامة أو الصانعة أو السيرلنكيّة التي تنظف المنازل) بالنجوم علماً بأن الله قال الْجَوَارِ الْكُنَّسِ و("ال" التعريف) هي لتفسير معنى الخنس في الآية السابقة.. عجيب أمر مفسرين القرآن، إنهم يختلفون بتفسير معاني كلمات عربية واضحة.. أليست الكلمات واضحة المعاني؟ ألم يقل الله في الآية {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)} سورة الزخرف...؟ لماذا نختلف في تفسير القرآن الكريم؟
لنكمل..
{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) - سورة التكوير}
في هذه الآيات الكريمة، يخبرنا الله بكتابه الحكيم بأن كل الآيات السابقة من سورة التكوير (من الآية 1 إلى 18 عن الشمس والنجوم والجبال وحلب الناقة والوحوش والجواري) لم تكن منزلة من عند الله، بل هي مجرد كلام وقول رسولٍ كريم (محمد) حسب ما جاء في الآية (19). ويخبرنا القرآن أيضاً في الآيات (21 و 22) بان الرسول مطاع، أمين، وليس مجنون.. حسناً.. ولكن، هل إتّهم أحدنا الرسول بأنه مجنون؟! Hey أنت! نعم أتكلم معك أنت يا قارئ هذه المقالة، هل إتّهمت رسولنا الكريم بأنه مجنون :( ؟! فإذاً لماذا يبرّر الله لنا بأن رسوله ليس بمجنون؟ هل يمكن أن القرآن تحدّث هنا عن المستمعين للرسول وقت نزول الوحي وقراءة الآيات الكريمة عليهم؟ عندما يقول في الآية (26) "فأين تذهبون؟"، هل كان يتحدث عن مستمعي الوحي بعد أن قالوا له بأنك يا رسول الله مجرّد مجنون ثم تركوه وحيداً وذهبوا بعيداً عنه؟ ألم يملككم نفس الشعور مثلي الآن بأن الرسول كان يترجّاهم بألّا يذهبوا بعيداً عنه وأنه ترجّاهم بأن يصدقوا كلامه لأنه ليس بمجنون؟ عندما يقول القرآن "صاحبكم" في الآية (22)، هل يعني أن الرسول محمد صاحبي أنا؟ لا أذكر أنني إلتقيت برسول الله سابقاً وصرنا أصحاب.. على الأغلب أن القرآن كان يتكلّم هنا عن أصحاب الرسول أمثال أبي بكر وعمر وأبا هريرة؟ ولكن كيف يمكنكم الإيمان وتصديق شخص مثل الرسول (محمد) ذو الشخصية الضعيفة والذي يترجّى أصحابه بأن لا يذهبوا عنه؟ غريب أمر المؤمنين بالله ورسوله.. إذا أصحابه لم يصدقونه، فلماذا نصدقه نحن؟
منقول بواسطة:العلم نور
|
عزيزي لبان
في كلامك أمور ينبغي الوقوف عندها لأن اعتراضاتك عليها لا تستقيم
كما أن فيه من الاعتراضات الجميلة التي تستحق الوقوف عندها وتأملها
سأبدأ بما أعترض عليه :
الفصل بين الشمس والنجوم جائز ولو أن الشمس نجم , وقد يفصل الشيء عن صنفه اذا كان أكثر أهمية من بقية أفراد الصنف بغية تسليط الضوء عليه والتركيز عليه أكثر . صحيح أن هنالك نجوما عظيمة أخرى , لكن الشمس هي النجم الأول المؤثر في مجرتنا وهو الذي يخص الوضع البشري منذ فجر التاريخ الى اليوم
ثم انه لم يقل في السورة بأن وجود الشمس هو الذي يمنع تساقط النجوم , و واو العطف دليل على الترافق في الحدوث لا على السببية
أما عن كلمة وحش فقد وجدت في معجم المعاني الجامع أنها تحيل على مالا يَسْتأْنِس من دوابِّ البَرُّ , وبهذا فانها تجوز على الأسود و الضباع وغيرها من الحيوانات التي لم تهجن , وأما المعنى الذي أقمت عليه ملاحظتك فهو معنى شائع صار مستخدما في وقت متأخر
أما عن التساؤل : "فأيت تذهبون ؟ " فالمقصود به : "أين تذهبون بتماديكم في الاتهامات الباطلة ؟"
وأما عن "صاحبكم " فالصاحب لا يعني بالضرورة "الصديق" وانما يجوز استعمالها بمعناها الحرفي المباشر أي من صاحب يصاحب , فكل من يصاحبك (في العمل , أو في الحي أو في المدينة ) فهو صاحبك. ولما كان الرسول يصاحب أهله في الاقامة والأماكن العامة فقد جاز أن يقال عنه صاحبهم . وأحيانا نقول ونحن نتحدث عن أحدهم "صاحبنا هذا فعل كذا وكذا ...." دون أن يكون صديقا حقا لنا .
أما ما أتفق معك فيه تماما فهو مسألة تساقط النجوم الغريبة هذه , لأن النجوم ليست اولا أجساما صلبة حتى تسقط وانما هي أجسام غازية , وأظن أن العرب كانوا يعتقدون أن الشهب التي كانوا يرونها كأنها تسقط في السماء هي نجوم تهوي (والنجم اذا هوى) وليست كويكبات (نيازك تحترق بفعل اختراقها للغلاف الجوي) لذلك اعتقدوا بتساقط النجوم , وهم معذورون في وقت لم يكونوا يدركون فيه ماهية النجم .
مسألة العشار المعطلة أيضا تبين جليا أن القرآن أرسل لقوم معينين , وان كان هذا الحدث غير مهم بالنسبة لي ولك كانسانين معاصرين متحضرين لا يعيشان في بيئة صحراوية او بالنسبة لشخص يعيش في القطب الشمالي , فانه كان ذا أهمية بلاغية عظيمة بالنسبة للانسان العربي الصحراوي لما يربطه بنوقه من علاقة وطيدة وحميمية .
أتفق معك أيضا في اختلاف المفسرين الذين لم يتفقوا الا على القليل من القرآن , والاختلاف بينهم راجع الى غموض النص في العديد من الآيات . لكن القاعدة التي احترموها جميعا هي التفسير بما لا يخدش النص ويحط من قيمته .
أعتذر على الاطالة
تقبل مروري