![]() |
|
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | اسلوب عرض الموضوع |
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو برونزي
![]() |
النفاق المقدس
الفصل الأول: ظلال المدينة في قلب القاهرة، حيث يمتزج هدير السيارات بأصوات الباعة الجائلين وزقزقة العصافير التي تختبئ في أشجار النخيل المتهالكة، كانت المدينة تنبض بحياةٍ متضاربة. أصوات الآذان تتعالى من مآذن المساجد القديمة، تخترق ضجيج الأسواق وصخب المقاهي التي تفوح منها رائحة الشيشة والقهوة المرة. الشوارع المزدحمة بالناس، حيث يبيع التجار بضائعهم تحت أشعة الشمس الحارقة، ويتبادل الشباب النظرات السريعة في زحمة اليوم، كانت تشكل خلفية لحياة ليلى، ممثلة شابة في الثلاثين من عمرها. كانت ليلى نجمة صاعدة في سماء السينما المصرية، بموهبتها الفريدة في تجسيد الشخصيات التي تتحدى التقاليد. كانت رمزاً للحرية، بفساتينها القصيرة التي تكشف عن ساقيها الناعمتين، وابتساماتها الجريئة التي تحمل في طياتها تحدياً صامتاً للقيود الاجتماعية. عيناها اللامعتان، بلونهما العسلي، تحكيان قصص حبٍ تثير القلوب، لكنها في الوقت ذاته تُشعل النار في نفوس من يرون في حريتها تهديداً لـ"القيم" التي يدعون التمسك بها. كانت ليلى تعيش في شقة صغيرة في حي الزمالك، مزينة بملصقات أفلام قديمة لفاتن حمامة وسعاد حسني، اللواتي كنّ بالنسبة لها رمزاً للجرأة والجمال في زمن كان الفن يُحتفى به. كانت تحلم بأن تكون مثلهن، تتحدى التابوهات وتجسد قصصاً تلامس قلوب الناس. لكن الزمن تغير، والمجتمع الذي كان يوماً يحتفي بالفن، صار ينظر إلى الممثلات والمطربات والراقصات كمصادر للفساد. "المرأة الحرة هي عاهرة"، كان هذا الحكم الشائع الذي يُلقى في وجه كل امرأة تجرؤ على اختيار ملابسها بنفسها، أو التعبير عن مشاعرها بحرية، أو حتى الظهور على الشاشة في مشهد رومانسي يعبر عن العواطف الإنسانية. حرية ليلى في اختيار فساتينها الملونة، في الضحك بصوت عالٍ في المقاهي، في تجسيد قصص الحب التي تثير الجدل، كانت تُعتبر تحدياً صارخاً لما يُسمى بالقيم "الإسلامية" التي يدّعي المجتمع التمسك بها، رغم أن هذه القيم غالباً ما تُستخدم كغطاء للقمع. في إحدى الليالي، بينما كانت ليلى تتأمل المدينة من شرفة شقتها، تذكرت اليوم الذي غير حياتها. كان ذلك بعد عرض فيلمها الأخير، "نبضات القلب"، الذي تضمن مشهداً رومانسياً بسيطاً: قبلة خفيفة بينها وبين بطل الفيلم. لم تكن القبلة إلا لحظة فنية، تعبيراً عن حبٍ بريء بين شخصيتين تخترقان حواجز الخوف والتقاليد. لكن هذا المشهد أشعل عاصفة من الغضب. في خطبة الجمعة التالية، وقف الشيخ عادل، وهو رجل ذو لحية كثة وصوت جهوري يهز الجدران، على منبر المسجد القريب من ميدان التحرير، وصاح: "القبلة أكبر الكبائر! الحب بين الرجل والمرأة خارج إطار الزواج هو زنى! والجنس هو الشيطان نفسه!" كلماته ترددت في الشوارع، وحملتها مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم. الجماهير التي تجمعت في المسجد، وأخرى تابعته عبر بث مباشر على الإنترنت، رددت بحماس: "الله أكبر!" كأن القبلة التي جسدتها ليلى كانت جريمة ضد الإنسانية. بعدها، تلقت ليلى مكالمة من مدير إنتاج الفيلم: "ليلى، الشيخ عادل يهاجمك في خطبته. الناس غاضبون، يقولون إنك تفسدين الشباب. يجب أن تعتذري علناً، وإلا سيتم منع عرض الفيلم." ردت ليلى بحزن: "لكنها مجرد قصة حب! هل الحب جريمة؟" قال المدير: "في مجتمعنا، نعم، إذا لم يكن ضمن إطار الزواج. الشيوخ يقولون إنه يشجع على الفساد." ليلى اضطرت للاعتذار علناً. وقفت أمام كاميرات القنوات الفضائية، وهي ترتدي حجاباً مؤقتاً لم تختره، وقالت بصوت مكسور: "أنا آسفة إذا أسأت لمشاعر أحد. لم أقصد الإساءة إلى ديننا أو قيمنا." لكن في داخلها، كانت تعرف الحقيقة. هذا المجتمع لا يكره القبلة لأنها "حرام"، بل لأنها تعبر عن حرية لا يستطيع تحملها. يكره النساء مثلها، اللواتي يرفضن الانصياع لقواعد صارمة تحدد كيف يجب أن يبدون، كيف يتحدثن، كيف يحببن. لكن التناقض كان صارخاً: نفس المجتمع الذي يحاكمها على قبلة، يصمت أمام العنف الحقيقي، مثل جرائم الإرهابيين في سوريا أو ليبيا، حيث يُقتل المدنيون وتُدمر الآثار دون احتجاج يذكر. في الشارع، كانت ليلى ترى البلطجية يسرقون ويروعون الناس دون عقاب. سمعت عن الإرهابيين الذين يفجرون الأسواق في بلدان أخرى، يُطلق عليهم أحياناً "مجاهدون" من قبل البعض. كانت تقرأ عن الإخوان المسلمين والسلفيين، عن الدواعش الذين يدمرون الحضارات في سوريا والعراق، وعن الخمينيين الذين قتلوا الحرية في إيران. لكن هؤلاء، بطريقة ما، كانوا يحظون بتأييد ضمني، أو على الأقل بصمت مريح من المجتمع. لم تكن هناك خطب جمعة تندد بالقتل والتدمير بنفس الحماس الذي يُستخدم ضد ممثلة ترتدي فستاناً قصيراً أو تجسد قصة حب. في إحدى المرات، تحدثت مع صديقتها سارة، وهي صحفية: "سارة، كيف يمكن أن يغضبوا من قبلة ويصمتوا عن تفجيرات داعش في سوريا؟" ردت سارة: "لأنهم يرون في الحب تهديداً لسيطرتهم، أما العنف فيخدم أجندتهم." في إحدى الليالي، بينما كانت ليلى تجلس في مقهى صغير في وسط البلد، اقترب منها رجل عجوز، بائع جرائد، وقال لها بهمس: "يا بنتي، إنتِ زي بنتي. خلّي بالك من نفسك. الناس هنا بيحبوا الكراهية أكتر ما بيحبوا الحياة." نظرت إليه ليلى بعيون دامعة، وأدركت أن هذا الرجل، بكلماته البسيطة، لخص المأساة. المجتمع يخشى الحب لأنه يحرر، ويحتضن الكراهية لأنها تمنحه السيطرة. كانت ليلى، بفنها وحياتها، تحارب ظلال المدينة التي تحاول إخماد نورها، لكنها كانت تعلم أن المعركة ستكون طويلة، مليئة بالحوارات الداخلية والخارجية التي تكشف النفاق. الفصل الثاني: التناقض الأبدي في غرفتها الصغيرة المطلة على نيل القاهرة، جلست ليلى على أريكة بالية، محاطة بكتب التاريخ والروايات التي كانت ملاذها الوحيد من قسوة الواقع. الضوء الخافت لمصباح المكتب ينعكس على صفحات كتاب مفتوح عن تاريخ الشرق الأوسط الحديث، بينما صوت فيروز يتسلل من مذياع قديم، يغني عن الحب والحنين. لكن حتى هذه الأغنية، التي كانت تُعتبر يوماً رمزاً للجمال العربي، صارت تُثير استياء البعض. "الغناء حرام!"، كما قال أحدهم في تعليق على منشور فيسبوك عن إحدى حفلات فيروز القديمة. ليلى أغلقت الكتاب للحظة، وتنهدت بعمق، وهي تتساءل: "كيف وصلنا إلى هذا؟ لماذا يُحرم الجمال بينما يُمجد العنف؟" تحدثت مع نفسها، كأنها في حوار داخلي: "إذا كانت أغاني فيروز حراماً، فماذا عن تفجيرات داعش؟ هل هي حلال؟" كانت ليلى تقرأ عن إيران، تلك البلاد التي كانت يوماً مركزاً للثقافة والحرية. في سبعينيات القرن العشرين، كانت طهران مدينة الأضواء، حيث ترتدي النساء الفساتين القصيرة، وتتجولن في شوارع مليئة بالمقاهي والمسارح. كان الرجال والنساء يغنون أغاني الحب، يرقصون تحت أضواء النوادي الليلية، ويحتفلون بالحياة. لكن في عام 1979، جاءت الثورة الإسلامية بقيادة الخميني، مدعومة من تيارات إسلامية متشددة، بما فيها الإخوان المسلمين. تحولت طهران من مدينة الحرية إلى سجن كبير. الحجاب فُرض بالقوة، والموسيقى حُظرت، والحب بين الرجل والمرأة صار جريمة. بعد أكثر من أربعين عاماً، لا تزال النساء في إيران يُعاقبن، بل ويُقتلن، لمجرد كشف شعرهن أو رفضهن الانصياع لقوانين القمع. ليلى تذكرت قصة مهسا أميني، التي قُتلت عام 2022 على يد شرطة الأخلاق لأن خصلة من شعرها كانت ظاهرة. لكن المجتمع العربي، الذي يدّعي الدفاع عن "الشرف"، لم يحتج. بل إن البعض يمجد الخميني وأتباعه كأبطال "المقاومة". الحب خطيئة، لكن الإرهاب؟ ذلك "جهاد" في نظرهم. في حوار مع صديقتها سارة عبر الهاتف: "سارة، كيف يمجدون الخميني ويقتلون النساء بسبب شعرهن؟" ردت سارة: "لأن القمع يخدم سلطتهم، والحرية تهددها." ثم انتقلت أفكار ليلى إلى أفغانستان. في السبعينيات، كانت كابول مدينة تنبض بالحياة. النساء كن يدرسن في الجامعات، يعملن كطبيبات ومهندسات، ويحببن بحرية. لكن الغزو السوفييتي عام 1979 فتح الباب لصعود الإسلاميين. الطالبان، الدواعش، وجماعات أخرى مدعومة من قوى خارجية، حولوا البلاد إلى أرض خراب. اليوم، بعد عقود من الحروب والدمار، تُمنع النساء من التعليم، من الغناء، من الرقص، بل من مغادرة بيوتهن دون محرم. ليلى تذكرت صورة فتاة أفغانية صغيرة، رأتها في تقرير إخباري، ممنوعة من دخول المدرسة لأن "التعليم يفسد الأنثى". لكن هل احتجت المجتمعات العربية؟ لا. بل إن البعض يدافع عن الطالبان، معتبرينهم "مقاومين" ضد الغرب. الكراهية لمطربة مثل أم كلثوم، التي غنت للحب والجمال، أو فيروز، التي كانت صوت الروح العربية، كانت أقوى بكثير من أي استنكار للإرهاب الذي يقتل الأبرياء. "لماذا يدافعون عن الطالبان ويهاجمون الموسيقى؟" تساءلت ليلى في مذكراتها. في السودان، قرأت ليلى عن المأساة التي بدأت مع قوانين الشريعة التي فرضها جعفر نميري عام 1983. كانت الخرطوم يوماً مدينة مزدهرة، حيث تتعايش القبائل والثقافات. لكن قوانين الشريعة، التي جاءت تحت ضغط الإسلاميين، حولت البلاد إلى جحيم. الحرب الأهلية بين البرهان وحميدتي، التي اندلعت لاحقاً، مزقت البلاد. التسليم والتمسلف والتأخون – مصطلحات صارت جزءاً من الحياة اليومية – دمرت كل شيء. النساء يُغتصبن في الشوارع، الأطفال يُقتلون في المخيمات، والمدن تحولت إلى أنقاض. لكن المجتمع، أو بالأحرى النخب الدينية، تقول: "هذا تطبيق للشريعة!" ليلى شعرت بالغثيان وهي تقرأ عن امرأة سُجنت لأنها تحدثت مع رجل غريب، بينما المسلحون الذين يقتلون وينهبون يُعاملون كأبطال. الحب بين رجل وامرأة بحرية؟ "حرام مطلق!"، كما يقول الشيوخ. لكن العنف؟ ذلك مقبول، بل ومُبرر. "كيف يُبررون الاغتصاب باسم الدين؟" صاحت ليلى في حوار مع نفسها. ليلى أغلقت الكتاب ورمت نفسها على السرير. كانت تشعر بثقل التاريخ يضغط على صدرها. كيف يمكن لمجتمع أن يكون بهذا التناقض؟ لماذا يُحاكم الحب بينما يُمجد العنف؟ لماذا تُدان المرأة التي ترقص أو تغني أو تحب، بينما يُترك الإرهابي ليدمر الأرواح والحضارات دون محاسبة؟ كانت تعلم أن الإجابة تكمن في الخوف. الحب يحرر، يمنح الناس القدرة على التفكير والاختيار. أما العنف، فهو أداة السيطرة، يُبقي الناس في حالة من الرعب والخضوع. ليلى أمسكت بقلمها وكتبت في دفترها: "في عالم يكره الحب ويحتضن الكراهية، الحرية هي الخطيئة الوحيدة التي تستحق العقاب." ثم أضافت: "لكني سأستمر في الكتابة، لأن الصمت هو الجريمة الحقيقية." الفصل الثالث: سقوط الدول ليلى سافرت إلى دمشق في خيالها، حيث سقطت سوريا عام 2011 في يد الإسلاميين. وبكمالها في 8 ديسمبر 2024، عندما سيطر السلفيون والإخوان والدواعش، بدعم من أردوغان وتميم قطر وابن سلمان السعودي. تحت قيادتهم، ارتكبت جرائم بشعة: تفجير مدارس الأطفال مثل تفجير مدرسة في إدلب قتل عشرات الأطفال، قتل المدنيين من الطوائف المختلفة مثل الشيعة والمسيحيين والعلويين والدروز، حيث قتل داعش آلافاً في مذابح طائفية، تحطيم الآثار والتماثيل والمعابد الأثرية مثل تدمر حيث دمرت داعش معابد رومانية قديمة في 2015، وقطع رؤوس أفراد الجيش العربي السوري وكل من لا يروق لهم من السوريين، كما حدث في إعدامات علنية لجنود ومدنيين. كانت هذه الجماعات، مثل داعش وجبهة النصرة، تقتل عشرات في قرى مثل مابوجا في حماة، وتدمر التراث الإنساني باسم "الجهاد". أما أردوغان، فقد دعم هؤلاء الإرهابيين، وفي 2016، بعد محاولة انقلاب فاشلة ضده، شن حملة قمع واسعة: اعتقال أكثر من 50 ألف شخص، إغلاق مئات المنظمات، طرد 150 ألف موظف، وانتهاكات حقوقية شملت تعذيباً وملاحقات خارجية، مستخدماً الانقلاب لتعزيز سلطته الديكتاتورية. ال سعود، الذين سيطروا على الحجاز ونجد منذ 1925 مع آل الشيخ، يدعمون الإرهاب عالمياً بينما يفرضون القمع داخلياً. جذورهم الوهابية من القرن الثامن عشر، حيث هاجموا العراق في 1801-1802 وقتلوا آلافاً في كربلاء والنجف، ثم هدموا قباب ومقامات آل البيت والصحابة في الحجاز، وجعلوا البقيع مساحة رملية مع بضع صخور في 1925-1926. قطر والكويت والإمارات والبحرين، كلها تأخونت وتمسلفت، تدعم الإرهابيين في ليبيا منذ 2011، حيث سقطت في يد الإخوان والسلفيين بدعم من إسرائيل وأمريكا. في الصومال، منذ 1991، الخراب مستمر بسبب التأسلم والتأخون. الدول تدمر، الآثار تُفجر، البشر يُقتلون. لكن النخب العربية، في مصر السيسي مثلاً، سلبية مقززة. كانت مصر تحت السيسي تتحدث عن دعم ليبيا ضد الميليشيات، لكن في الواقع، كانت سلبية في التصدي لما جرى في ليبيا وسوريا منذ 2011، وتخلت تماماً عن هذه البلدان والسودان، رغم تهديدات الإرهاب على حدودها. النخب السورية، سواء علمانية أو مسيحية أو اشتراكية أو تنويرية، انبطحت للجولاني وجبهة النصرة ومجدتهما منذ ديسمبر 2024، بل قبل ذلك. يدعمون الإسلاميين القتلة، المخربين، المفجرين للبشر والحجر والآثار والدول. كما دمرت عصابة الجولاني (هيئة تحرير الشام) بانوراما حرب تشرين في سوريا، وألغت عطلة 6 تشرين الأول وعيد الشهداء في مايو، إرضاءً لسيدها أردوغان وسيده نتنياهو، كما أعلن الرئيس أحمد الشرعاء في مرسوم أكتوبر 2025. سلبية الشعوب العربية في سوريا وليبيا وغيرها كانت أكثر إثارة للغضب. كان المفروض أن يثوروا بالملايين لخلع عبد الحميد الدبيبة في ليبيا وبقية الإخوان، وخلع الجولاني في سوريا وعصابته، والغاء كل قراراته. لكن رغم بعض الاحتجاجات المحدودة في طرابلس عام 2025 ضد الدبيبة بسبب الفشل في الاستقرار والعنف بين الميليشيات، لم تكن هناك ثورة جماهيرية واسعة النطاق. في سوريا، لم يحدث أي احتجاج كبير ضد سيطرة الجولاني في 2025، بل أظهر استطلاع رأي أن 56% من السوريين يرون البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، رغم الوعود الجديدة والنقد المحدود من بعض الجماعات المتطرفة الأخرى. استسلموا تماماً، مفضلين الصمت أمام الإرهابيين على الدفاع عن حريتهم. في حوار خيالي مع أحمد: "أحمد، لماذا لا يثورون ضد الجولاني؟" رد: "لأن الخوف أصبح جزءاً منهم، والنفاق يجعلهم يرون فيه 'منقذاً'." ليلى تساءلت: لماذا يكرهون القبلة أكثر من القنبلة؟ لماذا يحتقرون الراقصة أكثر من البلطجي؟ الإجابة كانت واضحة: لأن الحب يحرر، والعنف يسيطر. في ليالي القاهرة الباردة، كانت ليلى تجلس في شقتها الصغيرة، تحيط بها كتب التاريخ وصور الأفلام القديمة التي تذكرها بزمن كان فيه الفن ملاذاً للروح. لكن أفكارها كانت بعيدة، تائهة في شوارع دمشق التي زارتها في خيالها فقط. دمشق، المدينة التي كانت يوماً قلب الحضارة، حيث امتزجت أصوات الأسواق برائحة الياسمين، تحولت إلى خراب. في عام 2011، بدأت سوريا تنزلق إلى هاوية الفوضى، حين استغل الإسلاميون – من إخوان وسلفيين ودواعش – الاحتجاجات الشعبية لفرض أجندتهم. وبحلول 8 ديسمبر 2024، اكتمل سقوطها. سيطر السلفيون والإخوان، بدعم صريح من أردوغان وتميم بن حمد أمير قطر، وابن سلمان الذي يقود آل سعود. هؤلاء، الذين يدّعون الحداثة في بلدانهم، كانوا يمولون الإرهاب في الخفاء، بينما يفرضون القمع داخلياً على شعوبهم. ليلى قرأت عن آل سعود، الذين سيطروا على الحجاز ونجد منذ عام 1925 بالتحالف مع آل الشيخ، أحفاد محمد بن عبد الوهاب. هذا التحالف، الذي بني على الوهابية المتشددة، لم يكتفِ بقمع النساء والفنون في الداخل، بل امتد ليدعم الإرهاب عالمياً. من أفغانستان إلى اليمن، كانت أموال النفط تتدفق لتمويل جماعات متطرفة، بينما كانت النساء في الرياض يُحاكمن لقيادة سيارة أو كشف وجههن. ليلى تساءلت: كيف يمكن لنظام يدعي الحفاظ على "الأخلاق" أن يدعم تدمير الدول والحضارات؟ ثم هناك قطر، الكويت، الإمارات، والبحرين. دول صغيرة، غنية، لامعة من الخارج بأبراجها الزجاجية، لكنها تأخونت وتمسلفت من الداخل. دعمت هذه الدول الإرهابيين في ليبيا منذ سقوطها عام 2011، حين تحولت البلاد إلى ساحة للإخوان والسلفيين، بدعم غريب من إسرائيل وأمريكا. ليلى قرأت تقارير عن كيف أن أموال قطر ودعم أردوغان حولا طرابلس إلى مدينة أشباح، حيث تُفجر الآثار وتُقتل الأرواح. لكن لا أحد يحاسب. المجتمعات العربية، التي تبكي على قبلة في فيلم، تصمت أمام تفجير معبد بعلبك أو تدمير تدمر. في الصومال، كانت القصة أكثر قتامة. منذ عام 1991، تحولت البلاد إلى مستنقع للخراب بسبب التأسلم والتأخون. جماعات مثل الشباب، المدعومة من تيارات إسلامية متطرفة، دمرت كل أمل في استقرار. الآثار تُفجر، الأسواق تُحرق، والنساء يُستعبدون. ليلى تذكرت صورة لامرأة صومالية، رأتها في تقرير تلفزيوني، تُجلد علناً لأنها تحدثت مع رجل غريب. لكن لا احتجاجات، لا غضب. المجتمعات العربية، التي تنفجر غضباً من فستان راقصة، تقبل هذا العنف كجزء من "الشريعة". ما أثار غضب ليلى أكثر هو سلبية النخب العربية. في مصر السيسي، مثلاً، رأت كيف تتغاضى النخب الثقافية والسياسية عن دعم الإرهابيين، بينما تهاجم الممثلات والمطربات. النخب السورية، سواء كانت علمانية أو مسيحية أو اشتراكية أو تنويرية، انبطحت لأبي محمد الجولاني وجبهة النصرة. منذ ديسمبر 2024، بل وقبل ذلك، كانت هذه النخب تمجد الإسلاميين، الذين دمروا سوريا وشردوا شعبها. ليلى قرأت مقالات كتبها مثقفون سوريون يدافعون عن النصرة، واصفين إياها بـ"الثورة المباركة". كيف يمكن لمثقف يدعي التنوير أن يدعم قتلة يفجرون البشر والحجر؟ ليلى أغلقت الكتاب ونظرت من النافذة. النيل كان هادئاً، لكن قلبها كان مضطرباً. تساءلت: لماذا يكرهون القبلة أكثر من القنبلة؟ لماذا يحتقرون الراقصة، التي تجسد الحياة والجمال، أكثر من البلطجي الذي يروع الناس؟ الإجابة كانت واضحة، لكنها مؤلمة: الحب يحرر. الحب يمنح الناس الشجاعة ليكونوا أنفسهم، ليختاروا حياتهم، ليرفضوا القيود. أما العنف، فهو أداة السيطرة. القنبلة تبقي الناس في حالة خوف، بينما القبلة تمنحهم الأمل. ولهذا، كان المجتمع يفضل إدانة الحب على إدانة الإرهاب. في تلك اللحظة، قررت ليلى أن تكتب. أمسكت بقلمها وكتبت في دفترها: "في عالم يمجد العنف ويحتقر الحب، الحرية هي الجريمة الوحيدة التي لا تُغتفر." كانت تعلم أن كلماتها قد لا تغير العالم، لكنها كانت مصممة على أن تكون صوتاً ضد النفاق، صوتاً يدافع عن الحب في مواجهة الظلام. الفصل الرابع: مواجهة النفاق في زاوية مظلمة من القاهرة، بعيداً عن أعين الرقباء، كانت هناك شقة قديمة في حي عابدين تحولت إلى ملاذ سري للأرواح الحرة. في تلك الليلة، أضاءت الأنوار الخافتة جدران الشقة المزينة بلوحات فنية تجريدية، بينما تملأ أصوات الموسيقى الغربية والعربية القديمة الأجواء. كانت هذه الحفلة السرية، التي دُعيت إليها ليلى، مكاناً نادراً حيث يمكن للشباب أن يتخلصوا من قيود المجتمع، ولو لساعات قليلة. النساء والرجال، الفنانون والكتاب، الشعراء والمتمردون، تجمعوا هنا ليحتفلوا بالحياة بعيداً عن أحكام الشيوخ ونظرات المتطفلين. كانت الموسيقى عالية، والضحكات تتعالى، والناس يتبادلون الحديث عن أحلامهم المكبوتة. ليلى، مرتدية فستاناً أحمر يعكس جرأتها، التقت بصديقها أحمد، كاتب شاب اشتهر بمقالاته الناقدة للنفاق الاجتماعي. كان أحمد رجلاً في منتصف الثلاثينيات، ذو لحية خفيفة وعينين تحملان حزن المثقف الذي يرى الحقيقة لكنه عاجز عن تغييرها. جلسا في زاوية هادئة، يحتسيان النبيذ الممنوع، وبدآ يتحدثان عن التناقض الذي يخنق المجتمع. "المجتمعات العربية والإسلامية ترى الحب والجنس أشد الخطايا، لكن لا اعتراض على بلطجة البلطجي أو إرهاب الإسلاميين"، قال أحمد بصوت يمزج بين السخرية والأسى. "يكرهون قبلة على الشاشة، لكنهم يصفقون لمن يفجر الأسواق أو يقطع الرؤوس باسم الدين." نظرت ليلى إليه، وشعرت بكلماته تخترق قلبها كالسكين. ردت: "نعم، يا أحمد، أنا أعيش ذلك يومياً. يهاجمونني لمشهد حب، لكن يصمتون عن جرائم داعش في سوريا." أجاب أحمد: "لأن الحب يحرر النساء، والعنف يسيطر عليهن." تحت تأثير الموسيقى ودفء المحادثة، دعاها أحمد للرقص. ترددت للحظة، لكن عينيه المليئتين بالتحدي شجعتاها. وقفا معاً في وسط الغرفة، يرقصان على أنغام أغنية قديمة لعبد الحليم حافظ، متحديين الظلام الذي يحيط بالمدينة. كانت لحظة تحرر، كأن الرقصة كانت إعلاناً صامتاً ضد القمع، ضد الأحكام، ضد النفاق. ليلى شعرت لأول مرة منذ أشهر أنها حية، أنها ليست مجرد ممثلة مُدانة، بل امرأة تملك الحق في الحياة والحب. لكن تلك اللحظة الساحرة لم تدم طويلاً. فجأة، اقتحمت الشرطة الدينية الشقة، بزيهم الأسود المخيف ووجوههم التي لا تعرف الرحمة. أضواء الشقة انطفأت، والموسيقى توقفت، وتحولت الأصوات إلى صراخ وفوضى. "إنتوا بتعملوا إيه؟ فساد! عار!" صرخ أحد الضباط، وهو يشير إلى ليلى وفستانها الأحمر كأنه دليل جريمة. تم القبض عليها، وسُحبت إلى سيارة الشرطة وسط نظرات الرعب من الحاضرين. صاحت ليلى: "ما ذنبنا؟ نحن فقط نحتفل بالحياة!" رد الضابط: "الحياة بدون قيود حرام!" أحمد، بسرعة بديهته، تمكن من الهرب عبر درج خلفي، لكنه لم ينسَ ليلى. في تلك الليلة، بدأ يكتب قصتها، مقالاً سيصبح فيما بعد صرخة ضد النفاق. في السجن، وجدت ليلى نفسها في زنزانة ضيقة، رطبة، تفوح منها رائحة العفن. كانت محاطة بنساء أخريات، بعضهن سُجن بتهمة "الزنا" لمجرد التحدث مع رجل، وبعضهن لارتداء ملابس "غير لائقة". لكن ما أثار دهشتها وغضبها كان المعاملة التفضيلية التي حظي بها السجناء الإسلاميون في الجناح المجاور. كانوا يُعاملون كأبطال، يتلقون زيارات من شيوخ ودعاة، ويُسمح لهم بالخروج للصلاة في جماعة بينما تُحرم النساء حتى من ساعة هواء. أحدهم، رجل ذو لحية طويلة، كان يُحاكم بتهمة تفجير سيارة مفخخة قتلت العشرات. لكنه كان يُعامل كبطل "جهاد"، بينما ليلى، التي رقصت في حفلة، كانت "فاسدة" تستحق العقاب. في لحظة غضب، وقفت ليلى أمام القضبان وصاحت: "أنتم تكرهون حريتي، لكن تحبون قتلكم! تكرهونني لأنني أحببت، لكن تصفقون لمن يقتل الأبرياء!" صوتها تردد في الرواق البارد، لكن لا أحد رد. السجانون نظروا إليها باحتقار، والسجناء الإسلاميون تجاهلوها، كأن كلماتها لا تستحق الرد. لأن النفاق، كما أدركت ليلى، كان مقدساً. كان جزءاً من نسيج المجتمع، نظاماً يحمي العنف ويحاكم الحب. في تلك الزنزانة، بدأت ليلى تكتب على جدران عقلها. كتبت عن التناقض، عن المجتمع الذي يحتفل بالموت ويحتقر الحياة، عن الشيوخ الذين يدافعون عن القتلة ويحاكمون العشاق. كانت تعلم أنها قد لا تخرج من السجن بنفس الروح التي دخلت بها، لكنها قررت أن صوتها لن يصمت. إذا كان الحب جريمة، فستكون مجرمة بكل فخر. الخاتمة: أمل في الظلام بعد أشهر من الظلام في زنزانة ضيقة، خرجت ليلى إلى شوارع القاهرة مرة أخرى. كان الهواء البارد في ليلة شتوية يلسع وجهها، لكنها شعرت، لأول مرة منذ وقت طويل، أنها تتنفس بحرية. السجن لم يكن مجرد جدران وقضبان؛ كان رمزاً لمجتمع يحبس أحلام النساء، يقيد أرواحهن، ويحاكم حريتهن. لكن روح ليلى، على الرغم من الإهانات والتهديدات، لم تنكسر. كانت تحمل في داخلها شرارة لم تستطع لا الشرطة الدينية ولا خطب الشيوخ إخمادها. تلك الشرارة كانت إيمانها بأن الحب، وليس العنف، هو جوهر الحياة. في الأيام التالية لإطلاق سراحها، جلست ليلى في شقتها الصغيرة في الزمالك، تحيط بها أوراق مبعثرة ودفاتر مليئة بالخواطر. بدأت تكتب روايتها الخاصة، ليست مجرد قصة عن حياتها، بل عن مجتمع بأكمله يكره الحب ويحتضن العنف. كتبت عن التناقض الذي رأته في كل مكان: عن الشيوخ الذين يدينون قبلة على الشاشة بينما يصمتون عن تفجيرات تقتل العشرات؛ عن النخب التي تمجد الإرهابيين كـ"مجاهدين" بينما تحتقر المطربات والراقصات كـ"فاسدات"؛ عن دول بأكملها سقطت في يد المتطرفين بسبب دعم خارجي وصمت داخلي. كانت كلماتها سلاحاً، ليس للهجوم، بل لإضاءة الحقيقة في ظلام النفاق. روايتها، التي أطلقت عليها اسم "ظلال الحب"، لم تكن مجرد سرد للأحداث. كانت صرخة ضد الظلم، دعوة لإعادة التفكير في القيم التي يتبناها المجتمع. كتبت عن إيران، التي تحولت من مدينة الأضواء في 1979 إلى سجن كبير تحت حكم الخميني وعصابته الإخوانية، حيث تُقتل النساء لكشف شعرهن بينما يُمجد الإرهابيون كأبطال. كتبت عن أفغانستان، التي كانت في السبعينيات مركزاً للتعليم والحرية، لكنها سقطت منذ 1979 في يد الطالبان والدواعش، فصارت النساء ممنوعات من الغناء والرقص والتعليم. كتبت عن السودان، حيث دمرت قوانين الشريعة لنميري في 1983 البلاد، وأدت الحروب الأهلية بين البرهان وحميدتي إلى اغتصاب النساء وقتل الأطفال باسم "الشريعة". كتبت عن الصومال، التي تحولت منذ 1991 إلى أرض خراب بسبب التأسلم والتأخون، وعن ليبيا وسوريا، اللتين سقطتا في 2011 و2024 في يد الإخوان والسلفيين بدعم من أردوغان وتميم وابن سلمان وغيرهم. كتبت أيضاً عن تخريب صدام حسين للعراق بحربه المدعومة من دول الخليج ضد إيران الخميني (1980-1988)، حيث أدت الحرب إلى مقتل ملايين وتدمير الاقتصاد العراقي، مدعومة مالياً من السعودية والكويت والإمارات، ثم غزو أمريكا للعراق سنة 2003 بصمت مصري وعربي إجرامي، حيث عارضت بعض الدول مثل مصر والسعودية لكن لم تتدخل، مما أدى إلى تسليم العراق للصوص والدواعش من جهة وللخمينيين وعصابة مقتدى الصدر من جهة أخرى، وتحويله إلى دولة دينية طائفية. كتبت أيضاً عن سبي داعش للإيزيديات في العراق عام 2014، حيث استعبدت آلاف النساء كعبيد جنسيين في حملة إبادة جماعية، وسبي عصابة الجولاني (هيئة تحرير الشام) للعلويات في سوريا، حيث اختطفت عشرات النساء في 2025 مع مخاوف من زواج قسري أو استعباد، مشابهاً لداعش. كتبت أيضاً عن سيطرة السعودية وإيران على اليمن وتخريبهما له، حيث تحول اليمن إلى ساحة للصراع بالوكالة بينهما منذ 2015، مما أدى إلى كارثة إنسانية. السعودية قادت تحالفاً عسكرياً ضد الحوثيين المدعومين من إيران، لكن هذا الدعم أدى إلى تفاقم الفوضى، حيث استغل الإرهابيون مثل داعش والقاعدة في شبه الجزيرة العربية (aqap) الفراغ الأمني للانتشار، مرتكبين هجمات إرهابية في صنعاء وغيرها. علي عبد الله صالح، الرئيس السابق الذي حكم اليمن لعقود، تحالف مع الحوثيين ضد التحالف السعودي في 2014، لكنه انقلب عليهم في 2017 وقتل على يد الحوثيين. هذا الصراع أدى إلى مقتل عشرات الآلاف، وتشريد ملايين، وانتشار الجوع والأمراض، مع دعم إيران للحوثيين بالسلاح والتدريب، ودعم السعودية للحكومة الشرعية، مما جعل اليمن أرضاً خصبة للإرهابيين مثل داعش الذين شنوا هجمات في 2015-2016، والقاعدة التي سيطرت على مناطق في الجنوب. كتبت أيضاً عن التكفير المستمر ضد الشيعة والمسيحيين والعلويين والدروز على يوتيوب وفيسبوك، من قبل الإخوان والسلفيين، حتى أولئك الذين يلبسون ثوب المدنية لكن تعليقاتهم تفضحهم بالعداء. كتبت عن جرائم آل سعود وآل الشيخ محمد بن عبد الوهاب منذ القرن الثامن عشر: هجومهم على العراق عام 1801-1802 حيث قتلوا في كربلاء ونجف، ثم على الحجاز لهدم قباب ومقامات آل البيت والصحابة، وجعل البقيع مساحة رملية مع بضع صخور ترمز للموتى، كما حدث في تدمير 1925-1926. كتبت عن تحريم الإخوان والسلفيين للموسيقى والأغاني والنحت والرسم، حتى أصبح عوام الشعوب العربية يؤيدون ذلك في تعليقاتهم على فيسبوك ويوتيوب، معتبرينها "حراماً" رغم أنها تعبر عن الجمال الإنساني. ربما يتغير العالم يوماً، عندما يدركون أن الحب ليس خطيئة، بل الإرهاب هو الكبيرة الحقيقية. لكن ليلى لم تكتب فقط عن الألم. كتبت عن الأمل. كتبت عن النساء اللواتي يقاومن في الخفاء، عن الفنانات اللواتي يرفضن الصمت، عن الشباب الذين يحلمون بحرية حقيقية. كتبت عن صديقها أحمد، الذي نشر قصتها في مقال هز الشارع العربي، وعن كل من تجرأ على تحدي النفاق. كانت تعتقد أن العالم قد يتغير يوماً، عندما يدرك الناس أن الحب ليس خطيئة، بل الإرهاب هو الكبيرة الحقيقية. كانت كلماتها رسالة إلى الأجيال القادمة: "لا تخافوا من الحب، فهو الذي يحيي القلوب. خافوا من العنف، فهو الذي يقتل الأرواح." نُشرت رواية ليلى سراً في البداية، تُوزع يداً بيد بين الأصدقاء والمتمردين. لكنها سرعان ما انتشرت عبر الإنترنت، تُرجمت إلى لغات عديدة، وصارت صوتاً لكل من يؤمن بالحرية. تلقت ليلى تهديدات بالقتل، لكنها تلقت أيضاً رسائل شكر من نساء في إيران، أفغانستان، السودان، الصومال، ليبيا، وسوريا. نساء قلن لها إن كلماتها أعطتهن الأمل في مواجهة الظلام. في إحدى الليالي، وقفت ليلى على شرفة شقتها، تنظر إلى النيل الذي يعكس أضواء المدينة. أغمضت عينيها وتخيلت عالماً لا يُحاكم فيه الحب، عالماً لا يُمجد فيه العنف. ربما كان ذلك حلماً بعيداً، لكنها آمنت أن الأحلام هي البذور التي تزرع التغيير. (هذه الرواية مستوحاة من أحداث تاريخية حقيقية، مثل سقوط إيران 1979، أفغانستان 1979، السودان 1983، الصومال 1991، ليبيا 2011، وسوريا 2011-2024، كما وثقتها مصادر متعددة مثل تقارير منظمة الأمم المتحدة ودراسات تاريخية. النفاق في المواقف تجاه المرأة والعنف مدعوم بشهادات من نساء وناشطين في المجتمعات العربية والإسلامية.) |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond