رد على مقطع متداول حول أدلة إنشقاق القمر

[ناكامورا]

يذكر المؤرخ الهندي M.G.S Narayane أن تحول ملك شيرا للإسلام (تشيرامان بيرومال) لم يحصل وقت محمد بل في سنة 1122 ميلادي وهو الوقت الذي وجد فيه أخر ملك لإمبراطورية تشيرا الثانية (لم أستطع إيجاد كتابه مجانا على الأنترنت فقمت بأخد الإقتباس من بحث لكلية الدراسات الإسلامية في جامعة كيرالا)



يذكر نفس البحث أنه لا أحد يمكنه الجزم حتى تم بناء مسجد شيرامان بيرومال والذي يزعم مسلمو كيرالا أنه قد بني سنة 629 ميلادي

هكذا لا يبقى سوى دعوى ذكر حدث إنشقاق القمر في معبد Mahabodhi (والذي هو معبد بوذي شهير للغاية في العالم البوذي بسبب ارتباطه بتلقي بوذا للتنوير فيه) والذي لم أجد من خلال بحثي ما يدعمها، فيمكن إعتبارها دعوى ملفقة حتى يظهر ما يدعمها

[ناكامورا]

يدعي المقطع تاليا وجود مخطوطة فارسية من القرن السابع تظهر أرضا مشقوقة مع قمر مشقوق، ما يدعم رؤية الناس في فارس لإنشقاق القمر

عندما رأيت الرسمة التي وضعها المقطع تذكرت المقال الأجنبي الذي أشرت له في بداية الرد والذي أشار لها أيضا مع مصدرها في أخره، وهو مخطوطة فالنامه المخصصة لإستطلاع قراءة الطالع (والتي كانت تستعمل في كل من تركيا وفارس والهند)



بالبحث عن إسمها في النت وجدت بسرعة هذه الرسمة في ويكيبيديا مع مصدرها، وهو ملف pdf للرسومات المحفوظة من المخطوطة في مكتبة جامعة ديرسدن الألمانية، حيث يذكر الملف أن الرسمة تعود لنهاية القرن السادس عشر، أي بعد التاريخ المزعوم من المقطع بألف سنة تقريبا

[ناكامورا]

وأخيرا سأرد على أخر إدعاء في المقطع

يدعي المقطع أخيرا وجود ورقة بحثية من دكتور يدعى توم واترز من متحف سميثسونيان للطيران والفضاء الوطنيين بعنوان "a large scale contraction origin for lunar mascons" تثبت إستنادا لوجود الماسكونات mascons في القمر (مناطق في قشرة القمر او الكواكب حيث يوجد شذوذ في الجاذبية، وهي توجد حتى في كوكب الأرض في هاواي)، وجود صدوع أو كسور في سطح القمر، و"نتائج المحاكاة الحاسوبية"، ان القمر قد انشق ثم عاد لطبيعته في نقطة ما من الزمن

لم أجد الورقة عندما حاولت البحث عنها في محرك البحث العادي و Google Scholar، هكذا يمكنني أن أنهي الرد ولكن سأرد على نقطة الكسور والشقوق والماسكونات على سطح القمر وزعم وجود افتراض علمي حول انشقاق القمر في مرحلة ما بشكل منفصل بما أنها دعوى شائعة عند المسلمين في محاولة دعم قصة انشقاق القمر

أولا: هل هناك أدلة او افتراض علمي على إنشقاق القمر في مرحلة ما؟

لا أعرف عالما يدعي أن القمر إنشق في مرحلة ما في محاولة تفسير ما ذكره المقطع قبل قليل، أما عن وجود دليل على ذلك فيجيبنا في ذلك العالم براد بايلي من معهد ناسا لعلم القمر:
أ

قترح أن لا تصدق كل شيء تقرأه في الأنترنت. الأوراق المراجعة من قبل الأقران هي المصدر العلمي الوحيد الصحيح للمعلومات في الأنحاء. لا يوجد دليل علمي حاليا يبلغ أن القمر قد إنشق لنصفين (أو أكثر) وثم عاد كما كان في أي نقطة.

ثانيا: ما سبب الصدوع أو الكسور والماسكونات على سطح القمر؟



هذه الصورة هنا لصدع ريما أرديانو هي أكثر ما يتم تداوله بين الصفحات الإسلامية زعما أنه أثر لإنشقاق قديم حصل في القمر، لكن هذه الدعوى كما يجيب عليها الاقتباس من قبل قليل يجيب عليها موقع ناسا مجددا (الكلام حول الاقواس هو اضافة مني للشرح):

يُعتقد أن صدوعًا أخرى، مثل ريما أرياديو (في الصورة)، قد تشكلت نتيجة نشاط تكتوني. يعتقد بعض العلماء أن هذه الصدوع الخطية ربما تكون قد تشكلت بعد أحداث تصادم كبيرة، بينما يعتقد آخرون أنها تشكلت كظاهرة سطحية لأنظمة السدود العميقة عندما كان القمر لا يزال نشطًا بركانيًا.

يتفق الخبراء على أن ريما أرياديو، الذي يبلغ طوله حوالي 300 كيلومتر (186.4 ميل) (لا يغطي كامل سطح القمر كنا يزعم البعض)، هو نظام صدوع مشابه لتلك الموجودة على الأرض.

بالنسبة للماسكونات فوجدت بحثا من 2013 يفسر أصلها، حيث يذكر موقع phys عن البحث:

وأكد الفريق النظرية السائدة التي تقول إن تركيزات الكتلة (الماسكونات) كانت ناجمة عن اصطدامات كويكبات ضخمة منذ مليارات السنين، وحددوا كيف أدت هذه الاصطدامات إلى تغيير كثافة المواد على سطح القمر، وبالتالي مجال جاذبيته.

[ناكامورا]

تقييمي للإدعاء: 1/10

بإضافة أنه قد عذبني في البحث ورائه هو ومقطع شاهين التاعب بسبب شح المصادر (خاصة في جزئية المايا والملك الهندي، حتى أنني تركت إكمال الرد من شهرين بسبب ذلك قبل أن أعود له من ثلاث أيام)، إلا أنه لا يوجد أي مجهود ورائه، المقطع كما رأينا مليء بالتلفيقات التي على الأغلب أنها نتيجة لهلوسات الذكاء الإصطناعي، لكن أعطيه 1 فقط لمجهود وضع كل هذا الهراء في مقطع ونشره، يستحق صاحبه عقوبة جلد الزاني في الإسلام لأن مقطعه حرفيا زنا (كما يقول جماعة العقليات في أي دعوى شديدة التهافت)

الأمر الأكثر طرافة في الموضوع أنه في تعليقات المقطع رأيت مسلما يزعم صحة ما ورد فيه "ببحثه الخاص"، إما أن هذا كذب عظيم منه أو أم أنه إكتفى بإيجاد المعلومة في مواقع إسلامية أخرى والتسليم بصحتها بناءا على ذلك 😅

[klay]

إِنْ هِيَ إِلَّا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ،
نَقَلَهَا الوَاعُونَ عَنْ قَصَصِ الهَالِكِينَ،
وَزَيَّنَتْهَا أَلْسِنَةُ المُبَالِغِينَ،
فَهَلْ لَهُمْ عَلَيْهِ دَلِيلٌ؟ أَمْ أَتَاهُمْ بِهِ عِلْمٌ يَقِينٌ؟

لَا اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَلَا انْشَقَّ القَمَرُ،
بَلْ هِيَ أَقَاوِيلُ قَوْمٍ أَسْكَرَهُمُ السَّمَرُ،
يَحْكُونَ فِي اللَّيْلِ مَا لَا يَشْهَدُهُ البَصَرُ،
فَإِنْ سُئِلُوا عَنْ دَلِيلٍ قَالُوا: "كَانَ أَثَرُ"،
وَكَيْفَ يَنشَقُّ نُورٌ وَمَا اضْطَرَبَ القَمَرُ؟
أَمْ كَانَتْ رُؤْيَا نَوْمٍ أَحْيَاهَا الخَبَرُ؟
أَمْ هُوَ سِحْرٌ تَفَشَّى وَفَاقَ مَا قَدْ سُطِّرَ؟
سُبْحَانَ مَنْ أَنْزَلَ الفَلَكِ وَقَدَّرَ القَدَرَ،
لَا يَشُقُّ نِظَامَهُ بَشَرٌ وَلَا أَثَّرَ،
وَلَوْ شَقَّ القَمَرَ لَرَآهُ كُلُّ مَنْ نَظَرَ،
مِنْ شَرْقِ أَرْضٍ إِلَى غَرْبٍ حَيْثُمَا اسْتَقَرَّ النَّظَرُ،