شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-31-2025, 07:50 PM klay غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
klay
عضو نشيط
 

klay is on a distinguished road
افتراضي هل الديانات الإبراهيمية امتداد للوثنية؟ الأدلة التاريخية على تطور "إيل" من التعدد إلى التو

" بسم الله الاحد ذو الجلال والجبروت المطلق "

لطالما قُدمت الديانات الإبراهيمية (اليهودية، المسيحية، الإسلام) على أنها ديانات توحيدية محضة، لكن دراسة تطور مفهوم الإله فيها يكشف عن أصولها العميقة المتجذرة في التصورات الوثنية القديمة، وبالأخص تلك المرتبطة بإله كنعاني يُدعى "إيل". فهل هذه الديانات وُلدت توحيدية؟ أم أنها نمت من تربة وثنية قبل أن تتجرد تدريجيًا من تعددية الآلهة؟

### 1. "إيل" في الميثولوجيا الكنعانية

- في النصوص الأوغاريتية (1400 ق.م)، كان "إيل" الإله الأعلى في مجمع الآلهة الكنعاني.
- كان له زوجة تُدعى "عشيرة"، وكان يُعتبر والد الآلهة الأخرى مثل "بعل".
- لم يكن إلهًا واحدًا، بل كان جزءًا من منظومة متعددة الآلهة.

### 2. الفرق بين "إيل" و"إيلو"

- "إيلو" في الأكادية (2500 ق.م) لم يكن اسمًا لإله معين، بل كان مجرد لقب يعني "الإله".
- يمكن أن يُقال "إيلو مردوخ" أي "الإله مردوخ"، لكن لا يمكن أن يُقال "إيل مردوخ".
- الملائكة في الديانات الإبراهيمية تحمل ملحق "إيل" وليس "إيلو"، مما يشير إلى أن الإله الذي ارتبطت به ملحق الأسماء لم يكن مجرد صفة، بل إلهاً محدداً.

### 3. تحول "إيل" إلى إله واحد

- في النقوش الكنعانية، كان يهوه في الأصل إلهًا محليًا تطور تدريجيًا ليأخذ مكانة "إيل".
- النقوش المكتشفة في كونتيلة عجرود (900-700 ق.م) تُظهر أن "يهوه" كانت له قرينة تُدعى "عشيرة"، كما كان لإيل قرينة بالاسم ذاته.
- بعد السبي البابلي (600-500 ق.م)، حدث تحول جذري، حيث جُرّد يهوه من زوجته وأبنائه ليصبح الإله المتفرد، متبنيًا صفات "إيل" الإله الكنعاني القديم.

### 4. الدلائل في الديانات الإبراهيمية

#### *اليهودية:*
- نقوش كونتيلة عجرود تكشف أن يهوه لم يكن في البداية إلهاً متفردًا، بل ارتبط بعشيرة، كما ارتبط "إيل" بها.
- بعض أسماء الأنبياء تحمل ملحق "إيل" (مثل إسرائيل، إسماعيل، صموئيل)، مما يعكس الجذور الكنعانية لعبادة "إيل" قبل أن يُفرض اسم "يهوه".

#### *المسيحية:*
- رغم التوحيد، بقيت تأثيرات الوثنية ظاهرة، مثل الثالوث والتجسد الإلهي.
- المسيح نفسه دُعي في بعض النصوص "عمانوئيل"، أي "الله معنا"، مما يشير إلى استمرار الأثر اللغوي والديني لاسم "إيل".

#### *الإسلام:*
- أسماء الملائكة (جبرائيل، ميكائيل، إسرافيل) تحمل بصمة "إيل".
- اسم "إسرائيل" مذكور في القرآن، وهو يعني "عبد إيل".

### 5. "الأحد" الإله المطلق والفلسفي

إذا كانت الأديان الإبراهيمية قد ورثت التصورات الوثنية لإيل ويهوه، فإن السؤال الفلسفي الأهم هو: هل الإله الحقيقي يمكن أن يكون امتدادًا لتعددية قديمة؟ أم أن الحقيقة المطلقة لا يمكن أن تُقيّد بالمفاهيم البشرية عن الإله؟

- **الإله الأحد** ليس شخصًا، وليس كائناً متأثراً بالزمن والمكان، ولا يحمل صفات بشرية كالغضب والندم.
- "الأحد" لا يحتاج إلى وسيط، ولا يُدرك بالحواس، بل هو الجوهر الأول والنهائي للوجود.
- كل الديانات التي تنسب لله صفات بشرية (الغضب، المحبة، العرش، الكرسي) إنما تنطلق من بقايا التصورات الوثنية القديمة، مما يجعل مفهوم "الإله الأحد" هو الأكثر انسجامًا مع المنطق الفلسفي.
اراء الفلاسفه

الفلسفة الإغريقية والرومانية:
أفلاطون (427-347 ق.م):

تحدث عن المثال الأعلى أو "الخير المطلق" في كتاب الجمهورية، والذي يمكن تشبيهه بالإله الأحد، حيث أنه غير مادي، لا يتغير، ومصدر كل الكمالات.

أرسطو (384-322 ق.م):

طرح مفهوم "المحرّك الأول" (Unmoved Mover)، وهو كائن أزلي غير متغير، لا يحتاج إلى شيء، وهو مصدر الحركة والوجود في الكون، لكنه لا يتفاعل مع العالم كما تصفه الأديان التقليدية.

أفلوطين (204-270 م):

في الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، وصف الواحد (The One) بأنه الحقيقة المطلقة، غير مُدرَك بالحواس، وغير قابل للوصف أو التحديد، وهو الأصل الذي ينبثق منه كل شيء.

الفلسفة الإسلامية والفلسفة الوسيطة:
ابن سينا (980-1037 م):

قدم مفهوم واجب الوجود، وهو وجود مطلق غير محتاج لشيء آخر، لا يحدّه زمان أو مكان، وهو مصدر كل شيء دون أن يكون له شبيه أو مثيل.

ابن رشد (1126-1198 م):

ميّز بين الله الفلسفي والله الديني، معتبراً أن الحقيقة المطلقة لا يمكن أن تكون شخصية أو متأثرة بالزمان والمكان، وإنما هي مبدأ أسمى للوجود.

### خلاصة

تشير الأدلة إلى أن **الديانات الإبراهيمية لم تبدأ كتوحيد خالص، بل نشأت تدريجيًا من جذور وثنية كنعانية**. فتم تجريد "إيل" من طبيعته التعددية ليتحول إلى "يهوه"، ومن ثم إلى الإله الواحد في اليهودية، ثم إلى إله شامل في المسيحية والإسلام.



  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع