اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سلامة
- الثقوب السوداء ليست ثقوبا أصلا.. وانجذاب المادة للنجم لا يعني أبدا أنها وقعت في "خرم" :)
- لا شقوق في السماء أصلا، فهي منفية في الآية.
يظن بعض الناس أن كل ورود لكلمة سماء في القرآن له نفس المعنى! بينما استخدمها العربي عدة استخدامات، يبينها السياق. بل حتى سقف البيت أسماه سماء أحيانا، والسحاب أسماه سماء (مثال: ابن ماء السماء). بشكل عام: اتجاه العلو يقال له سماء.
أما اصطلاحا، من حيث الكوزمولوجيا الإسلامية، فالسماء بناء. والبناء صلب. وهي سقف. ومحيطة بالأرض من كل اتجاه. وبها أبواب. وبين كل سماء وسماء مسافة كبيرة. وستتشقق السماء يوم القيامة، وستذوب (وردة كالدهان). وللسماء "سَمك". وهي مرفوعة.
والكون هو: السماوات + الأرض + ما بينهما.
من كل هذا نعرف أن كل الأجرام الفلكية واقعة في الفراغ الما-بيني هذا، أما سمك السماء المادي الصلب المبني المرفوع فهو "فوق" الأجرام. فوق الفضاء. سقف بالمعنى الحرفي.
وهي مسألة قتلها العلماء المسلمون القدماء بحثا بالمناسبة، لتعلقها بمسألة علو الله وعلاقة العرش والكرسي بالكون، إلخ. الذهبي له كتاب عن العلو (اقرأ تحقيق الألباني له). ابن تيمية كتب باستفاضة عن شكل الكون، وغيرهما كثير.
ما نراه بالعين ليلا كخلفية سوداء تظهر وراء النجوم هو باطن السماء الدنيا. هو الوجه السفلي للبناء الصلب. قد يعتبره الفلكيون اليوم مجرد بقايا إشعاعية خلفية متخلفة عن الانفجار الكبير، وقد يعتبرون الكون مسطحا أو كرويا، نظاما مفتوحا أو مغلقا، أو غيرهما، وقد يرفضون تفسير هذا الظلام المشاهد بأنه مادة حقيقية. هذا شأنهم، ومجرد نظريات يستحيل عليهم تأكيدها. الجميل في الأمر هو أن الرصد لا يتناقض مع وصف السماء في القرآن بأنها بناء، لأن الفراغ والبناء كليهما سيظهر بنفس الشكل :)
tl;dr
السماء المقصودة في هذا السياق هي جسم صلب، لا الفضاء والأجرام التي بين السماء والأرض.
"الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ"
|
لم تجب عن جوهر الإشكال بعد.
"انظروا إلى السماء، لن تجدوا فيها شقوقا"!
بما أن ما نراه بالعين المجردة هو محدود، فهذا يعني أنه لا يعكس الكون بأسره، بل هو مجرد الغلاف الجوي. كيف يمكننا إذن أن نبحث عن شقوق فيه؟