![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو برونزي
![]() |
رابعة لأوباما أو ثانية لترامب
طارق الهوا الحوار المتمدن-العدد: 8016 - 2024 / 6 / 22 - 04:48 المحور: مواضيع وابحاث سياسية الذين يترقبون المناظرة بين الرئيس الأميركي الموجود أمام الناس والرئيس السابق دونالد ترامب في السابع والعشرين من هذا الشهر، يجب عليهم فهم ما يدور في المجتمع الأميركي اليوم أولا، قبل التحيّز لأي منهما. معرفة التحالفات التي يمثلها الرجلان قد تعطي فكرة مسبقة عن الفترة الرئاسية الأميركية القادمة، وهل ستكون لحسين أوباما أو لدونالد ترامب، لأن كل الوقائع الظاهرة توضح أن بايدن لا يحكم بنفسه الآن، ولا يستطيع أن يحكم مستقبلا. هناك مقابلة تلفزيونية على "يو تيوب" قال فيها أوباما حرفياً انه يتمنى أن يكون الهامس الخفي من الخلف في أذن رئيس بدون أن يتحمل المسؤولية. لم يحدث في تاريخ الرئاسة في الولايات المتحدة أن قال رئيس سابق عن مرشح رئاسي "من يصوت لبايدن فقد صوّت لي". عبارة رددها حسين أوباما أمام الناخبين في عدة تجمعات سنة 2020. لم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة أن رافق رئيس سابق رئيساً حالياً في جولة جمع تبرعات لإعادة انتخابه فترة ثانية. فعل هذا الأمر حسين أوباما مع بايدن عدة مرات آخرها في حفل جمع تبرعات من نجوم هوليوود الليبراليين لصالح بايدن. دونالد ترامب مرشح رئاسي يواجه الدولة العميقة في أميركا، والنخب المرتزقة المؤثرة فنيا وإعلاميا وسياسيا واقتصاديا التي تدّعي الليبرالية ولا تفهم معناها الحقيقي، كما يواجه أخطر عقيدة في القرن الواحد والعشرين يؤمن بها نخب وأقليات تعيش في الغرب. عقيدة "الووكيزم" التي تضم اليسار بكل أطيافه والتيار العالمي للإخوان المسلمين والليبراليين وأنصار المثليين وعناصر من الأقليات في الغرب بشكل عام، وهي عقيدة تهدف صراحة إلى إلغاء ثقافات الغرب، واستئصال هوياته الوطنية أو قيمه التي تتعارض مع عقيدة "الووكيزم"، لإعادة كتابة التاريخ بواسطة أصحاب المظلومية ضد الغرب الاستعماري، وتعميق أزمة قيم الغرب، وتشجيع وحماية الهجرة غير الشرعية إلى الغرب وحده، وإلغاء معتقدات الغرب كافة ومرجعياتها بشكل نهائي، وتعميق "وسواس جلد الذات" من خلال تأنيب الغرب على ماضيه كله، بما فيه عصر النهضة، لأن كل شيء بناه الغرب، حسب "الووكيزم"، كان على استعباد الشعوب الضعيفة وغزوها ونهب ثرواتها. هكذا يكون الغرب وحده محاصراً ومطالباً باعتذارات علنية عن ممارساته أو حتى تنويره، وليس من مارس الاستعمار الاستيطاني الديني وبيع العبيد ومحو الثقافات واللغات، على سبيل المثال. دونالد ترامب هو القاطرة التي تقود هوية الغرب التقليدية وتدافع عن معتقداته وثقافاته في الولايات المتحدة، والقائمون على عقيدة "الووكيزم" يصطفون ضده من أجل هدم البلد نفسه، ويتحركون مـن مشروعية الدفـاع عـن حقـوق الأقليات الإثنية التي عانت التمييز بســبب العــرق أو اللـون، رغم أن الغرب قد أنصفها بالتصحيح السياسي، إلــى التركيز على ضرورة تسيّد هذه الأقليات بعد معاناة تاريخية، ويستعملون قنبلة مسيلة للدموع كتعمية خبيثة هي فرض فوضى الشك في مسلَّمة الأســرة التقليدية (أب وأم وأولاد) كنموذج للزواج القانوني، وتسويق معاملة أي مـيل جنسي مثلي على أنه طبيعي، بل أخلاقي يجب أن يُحترم ويُقبل من الأكثرية السوية جنسياً. عقيدة "الووكيزم" تختبىء وراء شعارات اجتماعية يتبناها ويمولها أيضاً مؤمنون بنظرية إعادة الهيكلة العظيم للعالم Great Rest ونافذون في أنشطة العدالة الاجتماعية ومؤسسات حقوق الانسان والمؤسسات الدولية والمجتمعات المدنية والنخب السياسية والاقتصادية والفنية، والجميع يهدفون إلى مكافحة الشر المتمثل فــي قيم الغرب والهويات والدول الوطنية والمرجعيات الثقافية والدينية في المجتمع الغربي، بدون الاشارة إلى ماهية بديل "التغيير" بوضوح. أدوات "الووكيزم" هي تحفيز أفراد المجتمع على جمع الثروة والمتعة والاستهلاك، ونشر ثقافات غريبة عن المجتمع خصوصاً في دور العلم، والتشكيك في إنسانية الثقافات الغربية الحالية، وتضخيم رهاب الاسلام والمثليين والتحول الجنسي والجنس genderphobia عبر شبكات اجتماعية وسياسية واقتصادية، وعلى مواقعهم على شبكات التواصل، بالتزامن مع نشر فوضى في هيكليات المجتمعات، لهدم نتائج عصر التنوير ومفهوم الدولة ودور الشرطة في حماية المجتمع، من خلال فرض عقيدة جديدة غير متسامحة مع الآخر الظالم، متسلحين بحقوق الإنسان وهي من ثمار عصر التنوير. العقيدة الهلامية الجديدة ينشرها رجال تسويق وعلاقات عامة، يتمثلون في رؤساء دول ورؤساء وزراء وناشطين في مجالات كثيرة ورجال دين مسيحيين نافذين جدا وأصحاب نظرية "أستاذية العالم"، ويحاربون في دول الغرب كافة لإسقاطه، وقد بدأ أقصى اليمين القومي في عدة دول أوروبية يفيق من وطأة وساوس جلد الذات والخجل من ماضيه الاستعماري، وينتبه إلى حقيقة ما يُحاك لهدم ثقافاته، من خلال عقيدة "الووكيزم". دونالد ترامب يمثل أقصى اليمين القومي الأميركي، وهو جزء من أقصى اليمين القومي الدولي، ويحتاج إلى جرأة وقوة التصويت نفسها التي أوقفت إلى حد ما مسيرة "الووكيزم" في الاتحاد الأوروبي في الانتخابات الأخيرة، وما يحدث لترامب في المحاكم من مسلسل قضايا سياسية لا ولن تنتهي، عبارة عن جرس إنذار لمن يفكر أن يحذوه حذوه. هل يستطيع ترامب ومناصروه والمؤمنون بالوطن الأميركي كما هو ربح ولاية ثانية في الانتخابات الأميركية القادمة، أم يفوز بولاية رابعة حسين أوباما، أحد أخطر رجال الووكيزم في العالم، الذي يبشر بها بشكل مستتر بعيداً عن الإعلام في منتديات دول أوروبا الغنية المؤثرة في القرار والتشريعات، بعدما عمل على تنفيذها خلال وجوده في البيت الأبيض، إلى أن حل كما أراد رئيساً غير مرئي يهمس من خلف رئيس مرئي بدون أدنى مسؤولية تقع عليه مباشرة. هل يستطيع رجل ثانوي هامشي بدون كاريزما أو شعبية أو ماض سياسي مهم لا يعرف أين هو أحياناً وينصح نتنياهو بعدم التوغل في روسيا (بدلا من رفح) ربح انتخابات من رجل بكامل لياقته الذهنية وصاحب كاريزما كدونالد ترامب؟ أو أن التحالفات الكبرى وراءه هي التي ستربح؟ أي خطاب لرئيس أميركي أو مناظرة أو حتى مقابلة إعلامية يقف وراءها مهندسو سياسة وعلاقات عامة ومخرجين ينصحونه بما يقول. لا شيء ارتجالياً في أميركا. الصورة أهم من المضمون أحياناً. إذا تحمس دونالد ترامب وحاول المقاطعة أو استفزاز أو تحقير بايدن ولم يتركه يفضح خرفه وجهله وضعفه بنفسه ليحكم عليه الناخبون ويشكك فيه المناصرون، فمعنى ذلك أن ترامب وفريقه سيخسرون الانتخابات القادمة مرة ثانية كما حدث منذ أربع سنوات. تركة ثقيلة جدا سيتعامل معها ترامب إذا فاز، أخطرها انتشار أجندة "الووكيزم" بكافة انتمائاتهم وسيرهم في مسار واحد، وعدم سير باقي الاميركيين كافة في مسار واحد رغم خلافاتهم السياسية، كما عهدناهم حتى صححت أميركا سياساتها تجاه الأقليات، وجعلت حسين أوباما رئيساً. https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=833651 رابعة لأوباما أو ثانية لترامب (2) طارق الهوا الحوار المتمدن-العدد: 8028 - 2024 / 7 / 4 - 07:34 المحور: مواضيع وابحاث سياسية كان أداء جو بايدن الباهت المرتبك ليس مفاجئاً خلال المناظرة الأولى. المفاجأة، كذبة إعلامية تتردد وتنتقل بدون تفكير، فقد وصفه الرئيس السابق ترامب "جو النعسان ---sleep---y Joe" أثناء سباق حملتهما الانتخابية سنتي 2019/2020، لكن آلة الدعايات الجبارة ضد اليمين القومي بشكل عام وصفت ترامب بأنه ديماغوجي مراوغ غير صادق وفوضوي، ثم أثبتت الأيام مصداقية ترامب على الأقل في حكمه على منافسه بايدن. عدم أهلية بايدن للحكم أو اعادة انتخابه لا تصب في مصلحة بلد بحجم أميركا، وما أعترف به حتى أشد أعداء ترامب بعد المناظرة، كان قمة جبل جليد فقط عن فترة أداء رئيس يُدار بواسطة من يهمس له من الخلف، وكانت معظم قراراته عكس مصالح الدولة الأميركية وفي مصلحة "الووكيزم" و " إعادة تشكيل العالم" great rest وغيرهم. لا شيء عفوياً في المناظرات الأميركية، وهذه المناظرة صُممت بدهاء سيكولوجي شديد بحيث كانت المذيعة تسأل في معظم الاحيان ترامب (نظرية الإسقاط. وهنا تعني حث لاشعوري للمشاهد على هوس ترامب بمطاردة النساء) كما صُممت بحيث لا يعطي بايدن أي أرقام سواء عن عدد المهاجرين غير الشرعيين (ترامب ذكر 18 مليون وبايدن لم ينكر ذلك على الهواء) أو تصور حاسم عن الإجهاض حتى لا يفقد أصوات الديمقراطيين الكاثوليك، أو عن مشكلة التضخم التي ترهق المواطن صاحب الدخل الوحيد من معاشه أو تقاعده، كما تجاهل مصممو المناظرة تماماً ديون أميركا، وركزوا فقط على معرفة التزام ترامب بالاعتراف بنتيجة الانتخابات المقبلة في حال خسارته، ولم يُسأل بايدن السؤال نفسه، وكانت بعض أسئلة المناظرة فِخاخاً تجنبها ترامب بتحكم غير معهود منه في عفويته أثناء الاجابة، لأن ترامب كما يقولون في أميركا he talks his mind، وهي من سلوكياته المعروفة. تمر أميركا بأزمات كل عدة عقود، نتيجة مساحتها وتنوع أعراقها وتزايد عدد سكانها، فخلال ستينات القرن الماضي تحدثت النخب عن سقوط وشيك بيد الشيوعيين، بعد اختفاء لجنة مكارثي بسبب اتهامها بالعنصرية والغوغائية والتزمت الديني، ثم أظهر النموذج الديمقراطي الليبرالي الأميركي قدرته على إصلاح نفسه، بل سقطت الشيوعية في عهد ريغان، ومالت دول كثيرة منها إلى النهج الرأسمالي. أميركا اليوم لا تمر بأزمة اختلاف رؤى سكانها هذه المرة، بل تمر بضعف وأجندة داخلية/خارجية ممنهجة بتحالف أطياف "الووكيزم" كافة من يسار ويسار وسط وليبراليين ونافذين أصحاب نظرية إعادة تشكيل العالم من خلال الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى الراديكاليين الإسلاميين. أجندة ممنهجة تهدف في نهاية المطاف إلى "التغيير"، وهو شعار أوباما الذي لم يسأله أحد عن معناه أو شكله السياسي، ولا يعرف أحد شكله حتى اليوم، وما يُقال عنه إنه نوع من الاشتراكية. هل صحيح أن الحزب الديمقراطي لم يكن يعلم بأداء بايدن المتردي خلال سنوات حكمه التي توشك على الانتهاء وفوجىء بأدائه أثناء المناظرة؟ من الصعب جداً أن يكون الجواب نعم، لأن هذا الرد معناه سذاجة سياسية غير مسبوقة وغير معهودة عند دهاة الديمقراطيين. هم لم يقدروا تماماً أن تسعين دقيقة ستؤدي إلى الورطة الحالية وتداعيتها التي ستشكل كرة ثلج، ستجمع بايدن وأعضاء الكونغرس الديمقراطيين، لأن التراجع في جمع التبرعات الانتخابية سيطالهم جميعاً، وسيؤدي ذلك ربما إلى تقلص الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس. من المرّجح ألاّ ينسحب بايدن من السباق الرئاسي، رغم كل ما يُقال، لأن حلول نائبته أو زوجة أوباما أو حاكم كاليفورنيا محله قبل أقل من شهرين من المؤتمر الوطني الديمقراطي يحمل أخطارا كبيرة، منها عدم أهليتهم لهذا المنصب، وانقسام الحزب الديمقراطي نفسه، وعدم استطاعة أحد هؤلاء البدلاء الصمود أمام كاريزما ترامب، و"صدق" الأكاذيب والتلفيقات التي كان ولم يزل يقولها كما يزعمون. مرارة المناظرة سيتجاوزها الحزب الديمقراطي كأن شيئاً لم يكن، وربما يعتبروها نكسة سينساها الناس مع حماسة المناظرة الثانية، التي يمكن لبايدن تخطيها بسلام بعد تدريبات مكثفة على ما يجب قوله، أو لأن أجندة النافذين في الحزب يمكنها قبول ربح ترامب لفترة ثانية، لأنه لن يستطيع علاج ما فعلوا، أو جعل اميركا عظيمة كما يقول. هم أصحاب نفس طويل مثل الإخوان المسلمين تماماً. إذا فاز بايدن رغم كل ما يقال عنه حتى من الديمقراطيين، فمعنى ذلك أن تيار "التغيير" الذي يتبناه أوباما هو الذي فاز وليس هو، وهم على استعداد للتصويت حتى لخيال مآته ينفذ آلية "التغيير"، بغض النظر عن مصالح أميركا بوجود رئيس قوي. كما أن فوز بايدن في انتخابات 2024 قد يسبب مشكلة أعمق بكثير من مشكلة 1960 عندما فاز جون كيندي بنسبة ضئيلة 113 ) ألف صوت من أصل 69 مليون صوت) على منافسه الجمهوري ريتشارد نيكسون، ففي تلك السنة عارض المحافظون من جنوبي أميركا السياسات الليبرالية لسيناتور ماساتشوستس الوسيم، خصوصاً فتح مسألة الهجرة لمواطني شرق أوروبا، والأميركيين الأفارقة وحقوقهم وما يسعى إليه مارتن لوثر كينغ، واشتبه الجمهوريون آنذاك في تزوير الانتخابات في إحدى عشرة ولاية ورفعوا دعويين في تكساس وإلينوي، حيث فاز كينيدي في كل منهما بأقل من 9 آلاف صوت، وقال الجمهوريون في الدعويين أن الديموقراطيين في إلينوي اقترعوا بأسماء الموتى في شيكاغو، ولم يشارك نيكسون في طعون الانتخابات، لأن "بلدنا لا تستطيع تحمل معاناة أزمة دستورية"، حسب ما قال. فوز بايدن هذه السنة يمثل مشكلة أعمق هي الاختلاف العظيم بين رؤية أجندة حلفاء التغيير لأميركا، ورؤية المحافظين وعلى رأسهم دونالد ترامب الذين يرفضون تغيير أميركا ديموغرافيا أو سياسيا أو اجتماعيا. ولا أحد يستطيع التكهن بما سيحدث لو تنحى بايدن لسبب ما أو مات قبل الانتخابات (حالة تجمده أثناء الكلام ذات دلالة خطيرة)، أو لو حقق فوزه شبه المستحيل إذا واصل سباق الرئاسة، لأن ترامب لن يتخذ موقف نيكسون، كما لن يصمت أتباعه والمحافظون على استمرار "التغيير" لمدة أربع سنوات أخرى بحيث يصبح واقعا يستحيل تعديله أو تغييره أو إيقافه. https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=834883 رابعة لأوباما أو ثانية لترمب (3) طارق الهوا الحوار المتمدن-العدد: 8087 - 2024 / 9 / 1 - 03:30 المحور: مواضيع وابحاث سياسية يبدو من سياق أحداث العالم أن المزاج العام هو عدم معالجة مشاكل العولمة، ونشر التعددية والووكيزم والليبرالية أكثر، ووأد أي محاولة لليمين للوصول إلى الحكم بأي ثمن، واجهاض جهوده إذا وصل كما يحدث في هولندا وقد يحدث في الولايات المتحدة لو انتُخب ترامب. اضافة إلى عدم وجود رغبة حقيقة في حرب شاملة مع الإرهاب، بعد تجارب فاشلة أدت إلى استفحاله عالميا وليس حتى إلى تحجيمه. هذه الفوضى واللا قرار باشراف زعماء سياسيين وملوك دمى، لا كاريزما لهم أو قرار أو حتى رؤية، ستؤدي في نهاية المطاف إلى ترنح الحضارة الغربية أكثر فأكثر، وظهور قوى جديدة سترسم خارطة الكوكب ومنها خريطة الولايات المتحدة. تختلف انتخابات 2024 الاميركية عن أي انتخابات منذ استقلال هذا البلد، لأن انتخابات الماضي تمت بين مرشحيّن لهما أجندتين أميركيتين تعملان في مصلحة الدولة، لكن هذه المرة هناك مُرشحة أتوا بها للإشراف على أجندة تغيير أميركا بغطائين داخلي ودولي، ومرشح يريد الحفاظ على أميركا ويرجعها إلى ماضيها العظيم. لم تعد انتخابات أميركا شأن داخلي كما كانت سابقاً. معرفة تحالفات دونالد ترامب وكاملا هاريس تعطي فكرة مسبقة عن الفترة الرئاسية الأميركية القادمة، وهل ستكون لحسين أوباما أو لدونالد ترامب، لأن كل الوقائع الظاهرة توضح أن بايدن لم يحكم بنفسه، وأن من جاءا به رئيساً (أوباما وبيلوسي وتحالفاتهما) أسقطاه في منتصف انتخابات الرئاسة الرابعة لحسين أوباما، ليس خوفاً على البلد أو من خرفه، بل خوفاً من تأثير خرفه على تصويت الناخب، وفي زلة لسان عبّرت عن الإهانة التي حدثت وصف جو بايدن أوباما بأنه "سيد الدمى خلف الكواليس". أما بالنسبة لإهانة المنصب نفسه فقد قامت بها نانسي بيلوسي سنة 2016 عندما مزقت "خطاب الاتحاد" علانية في الكونغرس في حركة سوقية لا تناسب منصبها أو المكان الذي تقف فيه. لم يحدث في تاريخ انتخابات الولايات المتحدة أن رافق رئيس سابق مرشحاً رئاسياً في جولة جمع تبرعات لإعادة انتخابه، أو ظهر في اعلانات تحث الناس على التبرع. فعل هذا الأمر حسين أوباما عدة مرات مع بايدن قبل اسقاطه، ومع هاريس بعدما فشلت جهوده لحث الديمقراطيين على ترشيح زوجته لرئاسة أميركا. يفعل حسين اوباما هذا الأمر لأنه المؤتمن على "تغيير" أميركا ويُمَول من جهات عدة لهذا الأمر، وكاملا هاريس ما هي سوى دمية سيحركها سيد الدمى لتساهم في تمرير أجندة التغيير لأربع سنوات أخرى، وقد وجد الاعلام الصورة التسويقية المناسبة لمرشحة لا كاريزما أو عمق سياسي لها أو حتى أفكار اجتماعية، فسوقوها على انها إمرأة أنيقة مرحة، لإضفاء معنى على طلتها الفارغة من أي معنى، وضحكتها الصاخبة التي تخفي بها جهلها الاقتصادي والسياسي والدولي والأمني وحتى القومي، وأنطقوها شعارات لجذب الناخب، لكنها مستحيلة التطبيق، منها اعطاء عشرين ألف دولار لمن يشتري بيتاً لأول مرة، أو تسعيير أسعار المواد الغذائية في بلد رأسمالي! أداء هذه الشخصية السطحية يجذب تعاطف شعب أفرغوه من كل إيمان (بأي شيء) وقيمة (لأي شيء) ومعنى (لأي سلوك) وانتماء (لأي وطن) ورسالة حياتية (حتى للحبل عند المرأة)، ولم يبق له سوى تسديد ديون البطاقات الائتمانية، في حياة أميركية كل ما فيها يركض ويلهث ويُرهق، وفاتورة موت تكلف أهل الميت من الطبقة المتوسطة أكثر من خمسة عشر ألف دولار. دونالد ترامب يمثل اليمين القومي الأميركي، ولم يستطيعوا تروضيه لقبول التغيير، وقد تنفجر في مسيرته للبيت الأبيض قبل الانتخابات مباشرة قنبلة حكم المحكمة في "أموال الصمت" وهي الأموال التي دفعها لممثلة بورنوغرافيك نقداً ولم تُسجل في ضرائبه، وقد تكون آخر قنبلة سياسية قبل الانتخابات، فقد فشلت كل القنابل السياسية قبلها في ايقافه أو اصابته بمرض، وساعده حظه على تفادي رصاصات قاتلة في رأسه. ترامب جزء من اليمين القومي الدولي والاميركي، ويحتاج إلى جرأة التصويت نفسها من المجمعات الانتخابية التي أوصلته للبيض الأبيض سنة 2016، ولعل التهديد الوجودي للإمبراطورية الأميركية الواضح للعيان يفيق روح النخوة في أعضائها، لأن ما يحدث لترامب في المحاكم والاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ومسيرته الانتخابية، عبارة عن جرس إنذار لأي قومي أميركي يفكر أن يحذوه حذوه ويضع بلده أولا ويقنن أمواج الهجرة ويحارب الارهاب بتصفية رؤوسه الكبيرة الفاعلة. هل يستطيع ترامب ومناصروه والمؤمنون بالوطن الأميركي كما هو ربح ولاية ثانية في الانتخابات الأميركية القادمة، أم يفوز بولاية رابعة حسين أوباما، القيّم على تنفيذ أجندة التغيير منذ وجوده في البيت الأبيض، إلى أن حل كما أراد رئيساً غير مرئي يهمس من خلف رئيس مرئي بدون أدنى مسؤولية تقع عليه مباشرة في ولاية ثالثة، وسيفعل نفس الشيء في ولاية رابعة مع رئيسة لا تجيد سوى الضحك وترديد حكمة واحدة لا تتغير لحل أي مشكلة. هل تستطيع أجندة "التغيير" التي تمثلها امرأة ثانوية هامشية بدون كاريزما أو شعبية أو ماض سياسي هي كمالا هاريس ربح انتخابات من رجل يمثل المحافظة على أميركا هو دونالد ترامب؟ هذا هو السؤال الأهم لأن التحالفات بين المرشحيّن للرئاسة هي اللاعب الرئيسي في الانتخابات الشعبية، أما انتخاب المجمعات الانتخابية الحاسمة فأمر تحكمه النخوة وارادة بقاء الوطن الأميركي كما هو. https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=840836 |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو برونزي
![]() |
اوباما انتخبه الشعب الأمريكى مرتين
يعنى ليس احمق فى بلاط صاحب الجلالة وبايدن كان نائبه طوال ثمان سنوات يعنى لما يستمع لنصائح أوباما. عذرا .لهمسات أوباما فهو لايكون بايدن حينها رجل احمق غير أن الحاكم فى أمريكا ليس له سلطة إلهية ليكون هناك فزع من أن الرئيس السابق يعطى نصائح للرئيس الحالى وبايدن ليس الرجل الاحمق الذى يسمح لنفسه بأن يكون رجل قش لشخص آخر فلديه تاريخ طويل حافل بالإنجازات لكنها ألاعيب ترامب مثل حادثة المنشية بتاع امريكا فليبقى كل فى مكانه دمى فداء لكم لكن طبعا بترول الخليج سيدعم ترامب كلنا رأينا كيف ان العالم فى ليلة واحدة نسى من هو خاشفجى لكن عمل فريق ترامب جيد من استبدال كلمة نصائح بهمسات تحس فيلم عربى قديم فيه السلطان طفل صغير بيلعب بحصان لعبة وواحد تانى اللى بيحكم المملكة |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond