![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [15] | |||
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
أنا مضطر للأسف لكتابة رد طويل لا رغبة لي فيه مطلقاً للأسباب التالية:
أولاً: وكما أشرت في الرد السابق أعتبر النقاشات المتعلق "الأدلة" التاريخية الآثارية والحفريات لا قيمة لها مطلقاً عندما يتعلق الأمر بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة. فهذا النوع من "الأدلة" حق يراد به باطل ولا ينفع غير أن يستمر نزيف الدم. ثانياً: أنا أدعم فكرة إقامة دولة علمانية ديموقراطية فلسطينية. فهي الحل الوحيد لتصحيح التاريخ السياسي للقرن العشرين والحادي عشرين حيث أصبح الفلسطينيين ضحية للسياسات الدولية والعربية على حد سواء. 1. اقتباس:
لأن هذا النوع من "منطق البرهنة" استناداً إلى "وريقات" وكلام يبدأ ولا ينتهي هو أسلوب مألوف لدى جميع الأعضاء السابقين/ المسلمين سابقاً والمسيحيين حالياً. فما تقوله يعاني من مشاكل وتناقضات كثيرة جداً: أولاً: أنت تعتقد بـأن "وريقات" من التاريخ تصنع تاريخاً. وهذا منطق إسلامي محض - هذا ما يفعله المسلمون. كما أنك لا تسعى إلى شيء غير "الانتصار" على طريقة المسيحيين الجدد من أمثال "رشيد" المغربي لا إلى قول الحقيقة الإنسانية. كما إنك بهذه "الوريقات" التي تستلها من هنا وهناك تتجاهل الفرق "ما بين السماء والأرض" ما بين حق الفلسطينيين في دولة مستقلة والتطرف الإسلامي الإرهابي [طبعاً أنت إما لا تعرف أو تدلس على سلوك الجماعات اليهودية المتطرفة ليس ضد الفلسطينيين فقط وإنما ضد المسيحيين أيضاً]. ثانياً: لديك معيار "بالكيلوات" عن آلام الشعوب. فأنت تزن بميزان بائع الخردة عن حجم آلام هذا الشعب أو ذاك ومن هو الذي يستحق أن تكون له دولة مستقلة ومن لا يستحق. وهذه ثقافة إسلامية قحة. أنت غادرت الإسلام ولكن الإسلام لم يغادرك. ثالثاً: أنت تخلط ما بين وجود "فلسطين" وطبيعة سكان فلسطين الآن وتاريخياً. رابعاً: منطلقاتك دينية. والمنطلقات الدينية فاسدة جملة وتفصيلاً. خامساً: أنت تقدم "وريقات" مناسبة لآرائك ولا تهتم بالتاريخ الفعلي. سادساً: أنت ترفض الحق الفلسطيني على أرضه ولكن تمجد وجود دولة يهودية بصورة لاهوتية من جهة وتاريخية مزيفة من جهة أخرى .عليك أن تعرف ما هو خارج "الوريقات" وله دلالة كبيرة حين يصرح واحد من أهم علماء الآثار - اليهودي إسرائيل فينكلستاين بأنه لا شواهد أثرية يمكن أن تدعم روايات التوراة وخصوصاً تلك المتعلقة بالخروج مثلاً. مثلما لا توجد أدلة تاريخية أثرية على وجود "هيكل سليمان" بالفعل وغيرها الكثير [انظر:كتاب THE BIBLE UNEARTHED المترجم للغلة العربية تحت عنوان "التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها"– إسرائيل فنكلشتاين وفيل أشر سيلبرمان] . أما عالم الآثار الإسرائيلي رافاييل غرينبرغ فإنه يذهب إلى أبعد من هذا عندما يقول بأن هناك من علماء الآثار من تخلى عن الأساليب العلمية في البحث من أجل تلبية مطالب سياسية. 2. ولأنني أتحدث عن التأريخ الحقيقي وليس "وريقات" من التنقيبات الأثرية قبل آلاف السنين لا تثبت غير وجودها لا حقائق الحاضر، فإن عليك قراءة نص "وعد بلفور" حنى تفهم معنى التاريخ والسياسة والتنقيبات. ونص "وعد بلفور" [بغض النظر عن قضية رفضه أو قبوله] وهو قرار ونص وافق عليه اليهود جميعاً ولا يزالون موافقين، يقول: اقتباس:
فالنص لم يقل: - إعادة إقامة وطن قومي للشعب اليهودي؛ - ولم يقل: عودة الشعب اليهودي إلى أرضه؛ - ولم يقل أن "فلسطين" هي الوطن القومي لليهود؛ بل يقول: "إقامة وطن قومي" أي: "تأسيس" بَدْأيٌّ لهذا "الوطن". وهذا قرار سياسي وليس علمي [وقد اشرت لك في ردي السابق بأن "إقامة" وطن لليهود في فلسطين كان واحداً من الاحتمالات – فهناك اقتراح لإقامة دولة يهودية في إفريقيا]. أما الوثائق السياسية والحقوقية الدولية – لجميع الدول المسيحية/العلمانية منذ عام 1948 فتتضمن بصورة تكاد تكون ملازمة "عودة" الفلسطينيين إلى أراضيهم. أمام قرار التقسيم لعام 1948 الأممي: فيقول بإقامة دولتين وطنيتين لليهود والفلسطينيين. وهذا ما تنص عليه جميع قرارات الأمم المتحدة حتى الآن. لكنك تقول أسوء ما يمكن أن يقوله اللاهوتي: اقتباس:
3. إن "القضية الإسلامية"، والتي أرفضها أنا أيضاً، هي قضية المنظمات الإسلامية الإرهابية والغوغاء العربي الإسلامي. أما قضية إقامة دولة فلسطينية، وجميع العالم المسيحي معها، فهي قضية الفلسطينيين فقط. وعندما أدعم هذا الموقف وأتفق معه فإن في ذهني دائماً: دولة فلسطينية ديموقراطية علمانية. ففي إطار مدن هذه الدولة يعيش مسيحيون ومسلمون ويهود "ناصريون". وهذا هدف جميع المواضيع المتعلقة بهجوم "حماس" الإرهابي في يوم 10/7 ومن أجل بفضح عقيدة "حماس" الإرهابية وبأنها لا يمكن أن تمثل الفلسطينيين وإنها فتحت أبواب الجحيم عليهم ودمرت حياتهم. لكنني لم أرفض ولا أرفض – بل على العكس – أنطلق من موقف مبدأ ثابت بحق الفلسطينيين بدولتهم المستقلة. وهذا يقتضي محاربة المنظمات الإسلامية الإرهابية [كل منظمة إسلامية إرهابية كما هو الحال مع أي منظمة مسيحية أو يهودي أو سيخية أو حتى بوذية] لأنها عرضت الفلسطينيين للهلاك. 4. خلافاً لما تقول فإنه لا يوجد فرق ما بين "السماء والأرض". ما بين قضية الهنود الحمر وقضية اليهود. أما من وجهة النظر الذاتية [المسيحية المتطرفة على طريقة رشيد المغربي] ومنطقك مسيحي حالياً/وإسلامي سابقاً – فلا فرق. لأنك ترى أن الاضطهاد المسيحي التدميري وهو اضطهاد شامل جسدياً وثقافياً ودينياً للسكان الأصليين في الأمريكيتين الجنوبية والشمالية "اضطهاداً صغيراً" [بالمقارنة بالاضطهاد اليهودي!] أو إنه كان "خبراً ساراً" من يشوع أو من السماء – لا فرق. وهذا ضيق أفق عقائدي وانسداد ديني شامل من جهة، وبرود إنساني مشبوه. هذه ثقافة إسلامية – وسوف أكررها عشرات المرات. 5. فتدمير السكان الأصليين في أمريكا الشمالية والجنوبية لا قيمة له عندك رغم أن نسبة ضئيلة للغاية بقيت منهم على قيد الحياة [وبشكل خاص في أمريكا الشمالية]. وإن هذا التدمير كان هولوكوست بالمعنى الحقيقي للكلمة. والسبب هو أن الذي قام بتدمير الهنود الحمر في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية لا يصح وصفهم بـ"الأوربيين" فقط ، بل يجب تسميتهم بدقة: إنها الجيوش الأوربية المسيحية الإسبانية والبرتغالية – أكرر: المسيحيون والمسيحيون فقط هم الذين قاموا بتدمير أمريكا الجنوبية بوحشية لم يسبق لها مثيل منذ القرن 15. وقد كان بمباركة البابا آنذاك. وتوجد آلاف الوثائق على هذه الوحشية. أما تدمير الهنود الحمر [السكان الأصليين] في أمريكا الشمالية فقد كان أيضاً من جانب ليس الأوربيين [والإنجليز بشكل خاص] فقط بل ومن قبل الإنجليز الأوربيين المسيحيين بالذات! أريدك أن تدرك بأن خراب أوربا كان بأيدي مسيحية وبمباركة البابا والفاتيكان بصورة عامة – جميع الحروب التي شنتها الدول والمدن الأوربية على بعضها وليست الحربين الأولى والثانية إلا أمثلة كبيرة فاجعة بسبب الضحايا. وحروب التصفية العرقية والمجازر ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوربا كانت مسيحية أيضاً سواء ما قام به الصرب الأرثودوكس في أثناء انحلال يوغسلافيا أو ما يقوم به بوتين بتأييد ومباركة من قبل البطريرك الروسي الأورذودوكسي كيريل [العميل السابق في الاستخبارات الروسية KGB] أما الحرب الدامية في إيرلندا التي دامت عقود وراح ضحيتها الآلاف فهي ما بين الكاثوليك والبروتستانت. 6. ومع ذلك فإن ما تعرض له اليهود في التاريخ هو الآخر مأساة بشرية ولا أقوم أنا بوزنها بميزان بائع الخردة كما تفعل أنت. كما أنا أعرف جيداً العداء والكراهية المرضية التي يكنها المسلمون لليهود. كما أعرف ما تعرض له اليهود عبر التاريخ الإسلامي. لكن من الثابت تاريخياً وبدون "وريقات" هو أن مأساة اليهود والتشريد والقتل والتمييز وعمليات التنصير والتذويب والتهميش التي تعرضوا لها منذ ظهور المسيحية في ومن ثم العصور الوسطى في أوربا هي صناعة مسيحية – ومسيحية فقط. وإن "الهولوكوست" الذي تتباكى أنت عليه هو الآخر صناعة مسيحية محضة وقد حدث بصمت وتواطئ البابا بيوس الثاني عشر. كما أن سياسة المطاردة لليهود في أوربا منذ العصور الوسطى هي سياسة حكومية ولاهوتية مسيحية حتى الحرب العالمية الثانية. أما ما قامت به روسيا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين فمعروفة للجميع [من الواضح أنت لا تعرف تاريخ اليهود في روسيا]. فقام قيصر روسيا الأورذودوكسية باضطهاد وملاحقة ونفي الآلاف من اليهود. فهل ستقدم لي "وريقات" لكي تقول لي بأن "سكان الفضاء" هم الذين قاموا باضطهاد اليهود في أوربا؟! لمزيد من المعلومات: بابا هتلر: التاريخ السري لبيوس الثاني عشر بابا الكنيسة الكاثوليكية الهولوكوست والكنيسة الكاثوليكية 7. وخلافاً "للوريقات" التي تستخدمها أنت، فإن التاريخ يقول لنا هو أن الاضطهاد وعمليات التنصير القسرية التي تعرض لها اليهود في الأندلس بعد طرد المسلمين منذ أن تسلم فرديناند الثاني [ومن ثم أصبح الخامس] وزوجته إيزابيلا الحكم كان صناعة مسيحية كاثوليكية أي أن عمليات الإرهاب المنظم في الأندلس والبرتغال كانت مسيحية ومسيحية فقط. ولهذا فقط اضطر اليهود إما لاعتناق المسيحية وإما النزوح والهروب من الأندلس. وقد أدى طريق خلاص اليهود إلى مدن الإمبراطورية العثمانية. وهذه هي المفارقة: فقد تم استقبالهم آنذاك من قبل الإمبراطورية العثمانية [في فترة حكم بايزيد الثاني] – أي تم إنقاذهم من قبل الإمبراطورية العثمانية من سياسة الاضطهاد المسيحية سواء في الأندلس أو بقية أنحاء إسبانيا وخصوصاً في فترة محاكم التفتيش. وقد كانت مدن الإمبراطورية العثمانية من المدن الآمنة لليهود [السرفديم] أنظر مثلاً كتاب: "إستانبول وحضارة الخلافة الإسلامية" لبرنارد لويس [المسيحي!]. 8. وها أنا أكررها للمرة الثانية لكنك ترفض القراءة: لا يوجد أية علاقة ما بين "الفلسطينيين" وتشريد اليهود. أنت لا تفهم التاريخ - أنت تقدم "وريقات". وحتى العرب الغازون عام 637 لم يضطهدوا اليهود والسبب بسيط جداً: لأنهم كانوا طائفة نصرانية/يهودية. وخلافاً لما تستخدمه من "وريقات" فإنا استخدم التاريخ: خلافاً للمسيحيين فإن اليهود قد رحبوا بالغزو العربي. وقد يبدو هذا "الترحيب" اليهودي بالغزو العربي مفارقة. ولكن الوقائع تثبت هذا. لأن اليهود كانوا مضطهدين من قبل المسيحيين والإمبراطورية البيزنطية المسيحية. هل يوجد خلاف على ذلك؟ أنظر مثلاً السفر الرؤيوي اليهودي المسمى: " أسرار الحبر شمعون بن يوحاي" في كتاب "الهاجريون" لباتريشيا كرونه ومايكل كوك. حيث يرى النص اليهودي أن الغزو الإسلامي هو خلاص لليهود من المسيحيين! 9. وعندما أتحدث عن "الفلسطينيين" فأنا أتحدث عن السكان في هذه المنطقة حتى وقبل الغزو العربي/الإسلامي. فهناك شعوب قائمة قبل الغزو العربي. ففي "فلسطين" التي نتحدث عنها وقبل الغزو العربي بمئات السنين كان يسكن الآراميون أيضاً وليس اليهود فقط. و"يشوع" الذي تقدسه، كما يبدو، كان يتكلم الآرامية وليس اليهودية. وقد اعتنق الآراميون فيما بعد المسيحية. ولهذا وفي لحظة الغزو العربي كانت تعيش قبائل تعود إلى أجناس مختلفة. وليس من الصدفة أن توجد قبائل عربية أيضاً. 10. إن سبب كل هذا التطويل في الرد حتى يعرف القارئ الحدود الفاصلة بين منطلقاتي ومنطلقاتك. فإنا أنطلق من موقف علماني ديموقراطي ولهذا أرفض جملة وتفصيلاً التفسير الإسلامي للقضية الفلسطينية مثلما أرفض أية قوة إسلامية [وخصوصاً عندما تكون إرهابية مثل حماس] أن تكون ممثلة لنضال الفلسطينيين من أجل دولة مستقلة [لا يجب أن يعميك التطرف اللاهوتي عن رؤية الحقيقة التالية التي أشرت إليها: الفلسطينيون مسلمون ومسيحيون ويهود "ناصريون" وبهائيون وغيرهم]. ولهذا فإن خلاص الفلسطينيين جميعاً هو الدولة العلمانية الديموقراطية لا الدول الإسلامية أو أي شكل إسلامي آخر. أما أنت فترفض حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وفي المقابل تعتمد على "وريقات" لتتحدث عن الأساطير والخرفات. أما الوقائع فتقول أن اليهود قد عانوا من الاضطهاد المسيحي منذ أن أصبحوا جزءا من الدولة البيزنطية حتى الحرب العالمية الثانية. ولهذا فإن حديثك عن آلام اليهود هو مجرد نفاق ولعب رخيص ويجب أن تربطه بالمسيحية والشعوب المسيحية أيضاً وليس بالموقف المتعلق بتأسيس دولة فلسطينية. 11. وها أنا أكررها، أمل أن تكون المرة الأخيرة: ليس التاريخ، وخصوصا المزيف، هو الحكم على حل الأزمات السياسية. بل أنَّ حل الأزمات السياسية يستند إلى رفض الادعاءات التاريخية والأخذ بنظر الاعتبار حياة الناس الواقعية: الآن وهنا! |
|||
|
|
||||
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond