العفيف الأخضر وأمراض محمد النفسية

[Hamdan]

هذا الموضوع كتجديد لسلسلة المواضيع التي أراها تكرر نفسها بنفس مضامينها واطروحاتها حتى صارت مملة وهو موضوع من مواضيعي القليلة (في الآونة الأخيرة) بهذا القسم لفوضويته ...

،ليس هذا الموضوع لتأييد هذه الأطروحة ،فلست أنا من أولئك الناس الذين يقرأون كتاب ما ثم يعتقدون بما جاء به فوراً ودون نقد أو تمحيص،الكتاب إشكالي بالنسبة للثقافة العربية الإسلامية وما اعتادت عليه من تقديس للأنبياء والصحابة والتابعين (بل تابعي التابعين !،وهذا دعاء يتم ترديده في المساجد !) وكذلك الشخصيات التاريخية الحديثة حتى،كما يفعل المتأسلمون مع شخصيات كسيد قطب وحسن البنا والشعراوي ،الخ القائمة...

الأطروحة الرئيسية في الكتاب هي ، أن محمد تعرض لتربية قاسية في صغره وهذا ما راكم لديه مشكلات وعقد نفسية ،ويجمع العفيف الأخضر الأدلة على هذه الأطروحة من كتب السيرة والحديث والقرآن نفسه ،وهو ما آراه دون أرضية قوية أو تأصيل منهجي،والكثير من الروايات التي جمعها في كتابه يثار عليها اشكالات (ليس من ناحية السند فعلم الرجال من أتفه وأسخف العلوم) ،مثلا في روايته عن لقاء محمد وصحابته بشيماء (أخت محمد بالرضاعة) بالأسر في غزوة حنين ،ومعاملة صحابته السيئة لها وردها بأنها أخت صاحبهم بالرضاعة كمحاولة لاستعطافهم (وبدلالة عضة تركها محمد على جسدها وهي كانت تحمله )وعفو محمد عنها لذلك ،استنتج العفيف من هذا أن طفولة محمد كانت قاسية! فالعضة دلالة على العلاقة المتوترة بينه وبين مربياته ومربيه،طبعا هذا دليل هش ،بغض النظر عن صدق الحادثة تاريخيا ،لكن هذه الحادثة يمكن أن يُستنتج منها مثلا أن محمد يملك ذكريات طيبة مع شيماء ،وشخصيا لا أحبذ أسلوب التأويل التاريخي لحوادث صغيرة ففرص التفنيد فيها كبيرة،ويمكن ان تفسر بأكثر من طريقة ،من الممكن الاستدلال على حوداث صغيرة،لكن أن تبني فرضيتك على واقعة ما مذكورة في كتب التاريخ لإقامة فرضية كبيرة فهذا ما لايمكن اثباته بدقة وبصرامة علمية،فضلا عن أن التأويل قد يتعدد ويحمل أكثر من معنى كالمثال المذكور..

العفيف الأحضر يشخص مرض محمد بالذهان ،وأعراضه الهلاوس والهذيان وتأنيب الضمير والنسيان الخ.. ،ويستنتج هذا من تناقض القرآن ،وفعلا من يقرأ القرآن لايجد له أي معنى! فهو كتاب مفكك لارابط بين آياته ومعانيه وليس فيه أي رؤية أو فلسفة شاملة أو خلاصة ما،فالعفيف يرى أن ذلك دليل على هلاوس محمد وهذياناته ، وتفصيل هذا في الايآت الغريبة كهيص أو آلم الخ..هذه الآيات دلالة على هلاوس محمد وليست آيات نقلها محمد من الكتب السريانية أو الآرامية أو ذم محمد لنفسه في لقرآن (المكي) كما حدث في لقاءه مع الأعمى (عبس وتولى) ،أو العبادات القسرية والوساوس الناتجة عنها وتأنيب الضمير وعقدة الذنب (ماودعك ربك ولاقلى ،ورفعنا عنك وزرك الذي أنقذ ظهرت ) فهذه دلائل على عقد محمد النفسية والتأنيب المستمر لذاته لما لايستأهل ذلك أو للاشيء،
وهذا نتاج لتربية محمد القاسية (وفاة والده وهو جنين وما يتركه ذلك من أسى على الأم وانعكاس ذلك على الطفل،وموت أمه وهو في السادسة من عمره ورؤيته ذلك في الرحلة التي قاما بها الى الشام في طريق العودة) من كل يستدل العفيف الأخضر على عقدة الذنب الأوديبية القاهرة لدى محمد ،وبهذا ظهرت شخصية محمد العصابية ،طبعا مع ذلك لادليل قوي مع هذا على تربية محمد القاسية ،نعم ممكن أن يكون كذلك ،لكن هذا لا دليل مباشر عليه ،فهناك حوادث أخرى تدلل على العكس من قبيل العلاقة الطيبة بين محمد وجده أو بين محمد وأعمامه حتى أبو لهب قبل أن يعلن محمد نبوته،وعلاقته الطيبة مع خديجة ...فضلا عن كونه من الأشراف

العفيف يرى أن محمد كان يسجل آياته مباشرة ،ودون نقل أو إملاء من طرف آخر (ورقة بن نوفل ،سلمان الفارسي)..

وهو لكي يعطي لفرضيته طابعا كونيا ،يحاول أن يستدل على وجود أنبياء في افريقيا (ساحل العاج) وأمريكا الجنوبية وأنبياء في الحضارات القديمة (أنبياء بابل وآكاد الخ..) فضلا عن ملوك وشخصيات العهد القديم وسقراط الخ..،وكل هذا لا دليل تاريخي عليه ،لايجد أدلة تاريخية على وجود شخصيات كموسى وسليمان وداوود وابراهيم وحتى المسيح! وبالأحرى لايوجد أدلة تاريخية على وجود أنبياء في افريقيا أو أمريكا الجنوبية...هناك رهبان أو قديسين أو شخصيات دينية ..

التناقض بين القرآن المكي والمدني ،دليل آخر على الفصام ،فمحمد في مكة كان مسالما ومهادنا ويرجو مساومة قومه ،لكن في المدينة تحول الى رجل سلطة ونفوذ،وكذلك من علامات الهذيان الاهتياجي والفصام هو النطق بكلمات بلا معنى مثل كهيعص أو لا أقسم بالخنس ،الجواري الكنس،والنطق بكلمات غريبة هي تعبير عن هذيان أكثر من أي شيء آخر مثل (اذا الجبال سيرت ،واذا البحر فجرت) ..طبعا هذا لايمكن الاستنتاج منه للفرضية التي أراد أن يصل اليها العفيف الأخضر،لأن فرص وجود تفسيرات أخرى حاضرة وبقوة ،من قبيل أن محمد أخذ أهوال يوم القيامة من الأديان السابقة ...

العفيف الأخضر ،يرى أن المؤمنين بمحمد كشخصية كميتا تاريخية والمشككين به والذين يوسمونه بالدجل أو الكذب ،ينطلقان من فرضيات ضعيفة دون أدلة قوية خصوصا الطرف الأول...

بالنسبة لي،أرى أن هذه النظرة ضعيفة ويمكن الاستعاضة عنها برؤية أخرى وهي،أن القرآن ذاته نزل على مدار ٢٣ سنة ولكل آية ظرف معين ،بل لكي أخطوا خطوة اضافية ،لا اعتقد أن محمد تصور أن يجمع كلامه ويدون بكتاب واحد (القرآن) ،الاسلام تم اختراع الكثير من عباداته وأفكاره في عصر التدوين العباسي فعلا،ليس الاسلام كله ،لكن المنظومة التشريعية في غالبها ،فضلا عن أن السيرة المحمدية لا دليل مادي عليها فعلا سوى المرويات الإسلامية..ومحمد قد يكون حلقة من حلقات (الأنبياء) الأحناف من قبيل زيد بن عمرو بن نفيل وأمية بن أبي الصلت وغيرهم،وقد يكون آمن بذاته فعلا وهو الأرجح طبعا كنبي مرسل من الله لكن ليس بالصورة المطروحة عليه الآن ،أي قد يكون شخصية تاريخية جمعت فعلا بين الدين والسياسة ،مع تجنب تقديسه بالشكل الذي عليه الآن ،محمد ليس استثناء عن شخصيات كماني والشخصيات التي تقمصت المسيح في محاولة للفوز باكتساب شرف البشارة اليهودية أو الشخصيات المهدوية التي جاءت بعد محمد ..

ما كان لمحمد أن ينتصر ويؤسس امبراطوريته دون توافر الظروف الموضوعية لذلك من قبيل ضعف دولتا الفرس والروم ،وحاجة العرب للتوحد لمواجهة الأخطار المحدقة بهم (الفرس الذين كانوا يحتلون اليمن ) والروم ..فضلا عن الحاجة للخروج من حياة البداوة وقساوتها ..
وبالمحصلة يرى العفيف الأحضر أن الاسلام مشكلة ،وهو سبب تخلف المسلمين والذي يمنعهم عن هضم منجزات الحداثة والتنوير ،ويقصد بالإسلام نصوصه التأسيسية (القرآن والمرويات وسيرة محمد) وهذا ما لا دليل عليه أيضا،ليس الإسلام مشكلة بحد ذاته ،ما أكثر الأزمان التي مر بها المسلمون بثقافة منفتحة كما حدث مع حضارة الآندلس وبغداد في العصور الأولى من الدولة العباسية والحضارة الفاطمية الخ...وفي العصر الحديث مع بداية القرن الماضي وحتى الثمانينيات مع انتشار الاسلام السياسي المتخلف والمتحجر بالتزامن مع النيوليبرالية الرأسمالية! ليس الدين هو المشكلة بحد ذاتها وليست المشكلة بالقرآن ذاته وليست الثقافة هي الدين ،ما أعجز هذا المنهج الثقافوي عن فهم العلوم الاجتماعية التي تنطلق من فرضية أساسية وهي المادية التاريخية،بمعنى أن المجتمع محكوم بظروفه الاقتصادية (قوى الانتاج) وظروفه السياسية (علاقات الانتاج في تركزها) وتفاعل هذين العاملين،الكثير من المسلمين ان لم يكن غالبيتهم لايلتزمون بالطقوس الإسلامية ،وعمليا المواطن العادي يهمه معيشته اليومية أكثر من الصراع بين الدين والإلحاد ،ويهمه أن يتم تمثيله سياسيا أكثر من صراع العقائد الدينية والالحادية،في الخمسينيات والستينيات كان هناك مشروع سياسي تتفق أو تختلف معه (أنا أختلف مع اكثر من ٩٠ بالمئة من المشروع القومي العربي) لكن هذا المشروع ربط الناس بالأرض ومتطلباتها ،اصبح دنيويين ويهتمون بحاضرهم وحياتهم أكثر من اهتمام بالسماء وشؤونها فشل هذا المشروع هو نتاج لقصور المشروع ذاته ...والفشل يرجع لاسباب مختلفة منها السياسي أو الاقتصادي والى حد ما الثقافي ،بعدم نقد الدين أو تحديثه مما سهل لطغيان الأصوليين ،لكن وجود مشروع سياسي شعبي هو الذي حال دون سيطرة الأصوليين في تلك الفترة..

[Hamdan]

ملاحظة،الكتاب المذكور هو من محمد الإيمان الى محمد التاريخ.

[Zyad]

الملاحدة العرب من أجهل وأضل الناس وأشدهم غلا وحقدا وإفلاسا وهذا الأخضر والمقبور الهالك سيء القمني ونحوهما من الخبث والخبائث خير مثال على ذلك
حتى الملاحدة والعلمانيون الغربيون لم يعودوا يطيقون هذا الكم من الجهل والغل والحقد الذي تلقاه ملاحدة العرب عن طلائع الاستعمار أو من يسمون بالمستشرقين

[هوقاس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zyad

الملاحدة العرب من أجهل وأضل الناس وأشدهم غلا وحقدا وإفلاسا وهذا الأخضر والمقبور الهالك سيء القمني ونحوهما من الخبث والخبائث خير مثال على ذلك
حتى الملاحدة والعلمانيون الغربيون لم يعودوا يطيقون هذا الكم من الجهل والغل والحقد الذي تلقاه ملاحدة العرب عن طلائع الاستعمار أو من يسمون بالمستشرقين

ملحد عربي !!!!!!!!
يا لهوي 😱

[هوقاس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zyad

الملاحدة العرب من أجهل وأضل الناس وأشدهم غلا وحقدا وإفلاسا وهذا الأخضر والمقبور الهالك سيء القمني ونحوهما من الخبث والخبائث خير مثال على ذلك
حتى الملاحدة والعلمانيون الغربيون لم يعودوا يطيقون هذا الكم من الجهل والغل والحقد الذي تلقاه ملاحدة العرب عن طلائع الاستعمار أو من يسمون بالمستشرقين

امثالك خير مثال على الدعشنة و الانغلاق،اصبح كل من يحارب دينك القذر يا اما معاند،او جاهل،او يتبع شهواته،او يعمل مع الموساد في المؤامرة الصهيوامروقطبو شمالية

[القط الملحد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Zyad

الملاحدة العرب من أجهل وأضل الناس وأشدهم غلا وحقدا وإفلاسا وهذا الأخضر والمقبور الهالك سيء القمني ونحوهما من الخبث والخبائث خير مثال على ذلك
حتى الملاحدة والعلمانيون الغربيون لم يعودوا يطيقون هذا الكم من الجهل والغل والحقد الذي تلقاه ملاحدة العرب عن طلائع الاستعمار أو من يسمون بالمستشرقين

Sounding traumatized حتى هنا؟

[Hamdan]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zyad

الملاحدة العرب من أجهل وأضل الناس وأشدهم غلا وحقدا وإفلاسا وهذا الأخضر والمقبور الهالك سيء القمني ونحوهما من الخبث والخبائث خير مثال على ذلك
حتى الملاحدة والعلمانيون الغربيون لم يعودوا يطيقون هذا الكم من الجهل والغل والحقد الذي تلقاه ملاحدة العرب عن طلائع الاستعمار أو من يسمون بالمستشرقين

لو قرأت الموضوع ،لعرفت أني انتقدت منهجه (من منطلق علمي لاديني)،لكنك كإسلامي معتاد على المرور دون قراءة النص الذي تريد أن تنتقده ،

هناك ٣ احتمالات لحالة محمد أنه دجال وهذا ماينادي به أكثر المبشرين المسيحيين أو أنه مريض نفسي أو أن شخصية محمد مانعرفه عنها يدخل في باب الأسطورة أكثر من التاريخ وأن محمد كان شخصية سياسية بالدرجة الأولى حولته الذاكرة الشعبية في المنطقة الى شخصية أسطورية لاهوتية طبعا مع تأسيس سلطوي أموي وعباسي وهذا ما أؤيده دون يقين ...

اترك عنك تصورات الاسلامويين والشعراويين فهؤلاء لايريدون خيرا بكم..

[Zyad]

بصرف النظر عن ما تتوهمه فكلامي يخص هؤلاء وليس انت

[Hamdan]

بالنسبة لسيد القمني وكتابه الحزب الهاشمي،أعتقد أن كتابه مهم
وهو يوضح العوامل المادية التي ساهمت في ظهور الاسلام ، ،فهو يحلل الاسلام بلغة السياسة والاقتصاد (المادية التاريخية)عكس الكتاب المذكور هنا للعفيف الأخضر الذي يقصد منه صدم المسلمين بمعتقداتهم بناءا على فرضية من الصعب التحقق منها ،فالتحليل النفسي لايكون دقيقا في المعايانات (وجها لوجه) فما بالك بما قبل ١٥٠٠ سنة! ...طبعا أنا أتحدث عن كتاب الحزب الهاشمي ولا شأن لي بأراءه وكتبه الأخرى...