السبب وضحه هو بقوله عند حديثه عن الست التي فضل بها بقوله: وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبوة.
فلأنه مرسل للناس كافة بخلاف غيره من الأنبياء ورسالته شاملة للثقلين وملبية لحاجات الناس جميعا على اختلاف أعراقهم كما أن الله تكفل بحفظها فلا حاجة لإرسال مزيد من الأنبياء
وفكرة ختم النبوة و الأنبياء معلومة لدى أهل الكتاب وهناك نصوص في الكتاب المقدس تدعو إلى ذلك الاعتقاد مثل نبوءة دنيال في الإصحاح التاسع الذي حدد سبعين أسبوعا من السنين (70×7 = 490 سنة) على بيت المقدس و بني إسرائيل كعلامة لابد أن تحدث و يراها بنو إسرائيل .. و ذلك حتى يأتي إفناء المعصية وإزالة الخطيئة والتكفير عن الإثم والإتيان بالبر الأبدي وختم الرؤيا والأنبياء ومسح قدوس القدوسين أو قدس الأقداس على اختلاف في الترجمة. فهذا يعني أن خاتم الأنبياء لا يكون حتى تمر 490 سنة وما يتخللها من أحداث.
اقتباس:
إن السبعين أسبوعا من السنين ( 490 عام ) هى الفترة ما بين وحى جبريل والخراب الثانى على يد الرومان. ومن وقت هذه النبوءة وحتى مجىء المسيح الملك anointed king سبعة أسابيع من السنين ( 49 عام ) وهذا المسيح الملك هو كورش ملك الفرس والذى يسمى مسيح الرب (أشعياء 45 : 1 ، 13 ) .. ثم تمرُّ بعد ذلك فترة 434 عاماً وهي 62 أسبوعاً .. يظل خلالها بناء المدينة ( أورشاليم ) والهيكل بعد خرابهما الاول قائماً (حيث أعيد بناءهما ) حتى يحدث أن ينقطع الملك أو الإمارة من بني إسرائيل the anointed will be cut off أى ينقطع وجوده وتعبير anointed one قد تعنى أمير أو شخص ذو مكانة مرموقة وقد يكون هذا الأخير هو المسيح بن مريم والمقصود بانقطاعه أى رفعه إلى السماء أو يكون المقصود ملك اليهود أى انقطاع الملك وهو ما حدث مع الخراب الثانى لبيت المقدس على يد الرومان حيث كان آخر ملوك اليهود هو هيرودس أغربياس الثاني.
حيث يأتي ملك ( الأمبراطور الرومانى ) وجيشه فيجتاح المدينة ويقوم هذا الملك بعمل عهود مع كثيرين من اليهود لمدة سبع سنوات ولكنه ينكث عهده في نصف مدة العهد و يأمر بوقف الأضاحي ويدنس البيت و بعدها يهجم على القدس و يقوم بهدم المدينة والهيكل ويتركها خربة .. وكان ذلك على يد تيطس titus عام 70 م. و يظل البيت مهجورا وتظل المدينة خراباً حتى تأتي النهاية المقضية سلفاً بهلاك هذا الّذي قام بتخريب المدينة "الرومان". وكل هذه الأحداث السابقة ستكون سابقة لمجيء الصلاح الأبدي وخاتم الأنبياء ويلاحظ وجود إشارة الى بناء سوق في زمن ضِيق قبيل انقطاع المسيح الثاني وهو بناء هيرودس الكبير للسوق الكبير بأورشليم ولبنائه لأسوارها الضخمة وشوارعها وحماماتها.
|
والمعلوم أن هذا الهلاك المقضى سلفا على المخرب (الرومان) كان على يد المسلمين في عهد عمر بن الخطاب عندما طردهم من بيت المقدس و الشام بوجه عام وخلص بيت المقدس من دنسهم بعد أن حولوه إلى موضع لإلقاء القمامة نكاية في اليهود سواءا قبل أو بعد اعتناق الرومان للنصرانية