شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 02-17-2022, 01:46 AM اياد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
اياد
عضو برونزي
 

اياد is on a distinguished road
افتراضي هل يمنع التاريخ من كتابة اللاهوت والمعجزات ؟

من اسخف ما قرأت عند النقاد المتطرفين ان الكتاب المقدس لا يصلح ليكون وثيقة تاريخيه لانه مكتوب لغرض دعاية دينية ويحوي معجزات خارقة للطبيعه

وهنا نسأل :
هل توثيق كتاب لمعجزه خارقة للطبيعة ومكتوب لغاية دينية يعني انه لا يصنف كوثيقة تاريخية ..؟!

هذا التعريف خاطئ تماما لان هاذين التعريفين لا يصلحوا للتفريق بين كتب الاساطير وكتب التاريخ لانه يوجد معجزات كثيره تصنف انها خارقة للطبيعة وتصنف كتب تاريخية بل كتابات تاريخية يونانية ورومانية تصف احداث خارقة للطبيعة حصلت ذكروها في المحتوي التاريخي .. فهل التاريخ ممنوع ان يذكر اي حادثة شاهدت عيانا وشهد عليها كثيرين لانها خارق النطاق الطبيعي فممنوع على الكتابات التاريخية انها تسجلها ..؟!

ما هي مشكلة النقاد المتطرفين ..؟! وما هو الذي يرفع الضغط والسكر عندهم ..؟!
هو ان الكتاب المقدس من اقوى واوثق الكتب التاريخيه على مستوى الكره الارضيه الذي كتبه شهود عيان داخل مجتمعات لها تاريخها وحضارتها المعروفة .. داخل مجتمعات مسكونة ومراقبه فيها مؤيدين ومعارضين .. وهو الكتاب الوحيد المنفرد التي وصلنا من العالم القديم كما كتب بنصوصه الاصليه من الوف السنين بدون تزوير ولا تنقيح ولا تحريف باجماع مطلق عند مدارس النقد النصي بشقيها التقليدية القديمة او النقدية الحديثه .. لهذا فهم يريدون نفي هذه الحقيقة عنه باسلوب الكيل بمكيالين .. فيقبلوا كتابات العالم الوثني المكتوبة لاجندات دينيه وسياسيه .. وبنفس الوقت ينفوا الكتاب المقدس كوثيقة تاريخيه بحجة فارغه وساقطه بانه يحوي معجزات خارقة للطبيعة وكتاب ديني !

اي من كتابات مؤرخي العالم القديم الوثنين او غير الوثنين خلت كتاباتهم من اللاهوتيات والمعجزات ..؟! جميعهم تطرقوا في كتاباتهم عن عباداتهم الوثنيه والهتهم الوثنيه ومعجزاتهم الاسطورية واعيادهم وعاداتهم وتقاليدهم وهز الذنب ومسح الجوخ للملوك والاباطره .. سواء كان المؤرخ بلوتارخ الذي قال "تصميمي لم يكن لكتابة التواريخ ، ولكن الأرواح" ..

“my design was not to write histories, but lives.”
Plutarch, Lives, 540–41.

او المؤرخ تاسيتوس الذي وصفه موسى هاداس الباحث الكلاسيكي والمترجم للعديد من الاعمال اليونانية العبرية واللاتينيه والالمانيه بانه اعظم مؤرخي روما “greatest historian” ..

او المؤرخ سويتونيوس الذي وصفه روبرت جريفز في كتابه Graves’s foreword to Twelve Caesars, 7. بانه جدير بالثقة "trustworthy" ..

او حتى يوسيفوس الذي تعج كتاباته حول الديانه اليهودية والانبياء ومعجزاتهم والاعياد والعادات والتقاليد اليهودية . .

كلهم وصوفوا بانهم مؤرخين رغما هذا ولم ينفوا عن كتبهم صفة التاريخ لهذا السبب ..!

ومن ناحية اخرى لا يوجد في العالم كله كتاب حيادي على وجه الاطلاق .. فلا يوجد كاتب يكتب وهو لا يملك ناحيه ايمانية سواء كانت الالحاد او اللادينيه او الاسلام او المسيحيه او اليهودية او الوثنيه .. فلا يوجد انسان حيادي 100% وهذه تكلموا عنها علماء النفس بالتفصيل .. يعني واحد من روما من مؤيدي الدولة الرومانية ويكتب التاريخ الروماني هل سيكون حيادي ..!!!!!!

التواريخ القديمة مليئة بالمبالغة والإشاعات والتحيز والتلفيق المتعمد .. الكتاب القدماء على سبيل المثال تم تدريبهم على أخذ الاقتباسات الشهيرة وابتكار المشاهد بأسلوب الدراما الوثائقية حيث يقوم الشخص المقتبس بتسليم الاقتباس وكان هذا مقبولًا تمامًا ولم يكن يعتبر غير أمين ..!

لم يكن المؤرخون القدماء موضوعيين أو دقيقين دائمًا .. لقد كتبوا لإرضاء الملك أو الإمبراطور ، أو لإرضاء جمهورهم ، ولم يكن لديهم أي ندم حول تضمين تحيزاتهم في حساباتهم .. وبدلاً من التركيز على البحث ، ركزوا عادةً على طرق إقناع جمهورهم بأن ما يتم الإبلاغ عنه صحيح.

فلا مبدا ذكر معجزات حصلت في التاريخ ولا مبدأ الخلفيه الدينية يلغوا من المؤرخ ان يذكر احداث والا لما كان هناك كتاب تاريخي على وجه الارض لانه لا يوجد شخص حيادي يكتب بدون ميول على وجه الارض حتى هذه اللحظة !

بل وصلت الوقاحه عند النقاد المتطرفين بالقول ان الكتاب المقدس متهم حتى تثبت برأئه .. وهي نظرية مرفوضة اذ يقول المؤرخ مايكل غرانت:

"هذه وجهة نظر متطرفة للغاية ولا يتم تطبيقها في مجالات أخرى."
“that also is too extreme a viewpoint and would not be applied in other fields.”
Grant, Jesus, 199–200; cf. also 176.

فيجب ان يعامل الكتاب المقدس مثله مثل اي وثائق تاريخيه قديمة وتطبق علي الاثنين ذات المعايير ولكن كراهيه الكتاب المقدس تحديدا عند النقاد المتطرفين هو الذي يدفعهم لازدواجية المعايير والمغالطات المنطقية !



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع