شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 06-03-2021, 12:29 AM الشيخ وسام اسبر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
الشيخ وسام اسبر
موقوف
 

الشيخ وسام اسبر is on a distinguished road
افتراضي معنى التحدي القرآني بالإتيان بمثله

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم علينا يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------

قال الله عز وجل: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}.

والآية صريحة في عدم قدرة الناس على معارضة القرآن الكريم والإتيان بمثله، وهذا هو الذي يؤيده الواقع فعلا.

ومعنى المعارضة أنّ الرجل إذا أنشأ خطبة مثلا، يأتي الآخر فيجاريه في لفظه ويباريه في معناه ليوازن بين الكلامين، فيحكم بالفلج على أحد الطرفين. أما سرقة اسلوبه ونغمة عباراته ثم الاكتفاء باستبدال كلمة مكان الآخرى ووصلهم ببعضهم البعض وصل تلفيق، فهذا يستطيع أن يقوم به الجميع، وهو ليس من المعارضة في شيء.

فهل من الصعوبة أن أخترع الان بثوان قليلة: ( إذا جاءك حديث الجزيرة، وأعقبته أخبار العربية، تطرق آذانهم الصغيرة، فاعلم أنها أخبار مضللة، لتشويه الحقائق المؤكدة ) إلى غيره من الهراء الذي لا قيمة له.

وللتوضيح إليك مثال عن بعض المعارضات كالتي وقعت في العصر الجاهلي بين شاعرين كبيرين، فهذا النابغة الذبياني يصف لَيْلَهُ في أشعاره المعروفة الّتي يعتذر فيها للنعمان، ويقول:

كليني لهــمّ يــا أميمة ناصــبِ * ولـيـل أقاسـيه بطـــي الكـــواكــــبِ

تَطاوَلَ حتى قُلت ليس بِمُنْقَض *وليــس الّذي يرعــى النجـوم بآيبِ

بصدر اراح الليْل عازِب همِّــه * تضاعف فيه الحزن من كل جانــبِ

ونرى أنّ امرئ القيس يقول في نفس الموضوع:

وليل كموج البحر أرخى سدولـه * علـــيّ بأنــواع الهُموم ليبتلــي

فقلــت لـــه لمّا تمطّــى بصُلْبـــه * وأردف أعجــاز ونــاء بكــلكــلِ

ألا أيها الليل الطويـل ألا انجلـي * بصبح وما الإصباح منك بأمثـلِ

فيا لكَ مـن لـيـل كــأن نجومــــه * بكل مغـار الفتل شــدّت بِيَذْبُــــلِ


هذه هي حقيقة المعارضة، فقول النابغة متناه في الحسن، بليغ في وصف ما شكاه من همّه وطول ليله، ويقال إنّه لم يتبديء شاعر قصيدة بأحسن من هذا الكلام، خصوصاً قوله: "بصدر أراح الليلُ عازب همّه". وهو كلام مطبوع سهل يجمع البلاغة والعذوبة.

إلاّ أنّ في أبيات امرئ القيس من ثقافة الصنعة، وحسن التشبيه، وإبداع المعاني، ما ليس في أبيات النابغة، إذ جعل لليل صلباً وأعجازاً وكلكلاً، وشبّه تراكم ظلمة الليل بموج البحر في تلاطمه عند ركوب بعضه بعضاً، وجعل النجوم كأنّها مشدودة بحبال وثيقة، فهي راكدة لا تزول ولا تبرح، وجعل يتمنى تَصَرُّم الليل بعود الصبح لما يرجو فيه من الرَّوْح، ثم ارتجع ما أعطى واستدرك ما كان قدّمه وأمضاه، فزعم أنّ البلوى أعظم من أن يكون لها في شيء من الأوقات كشف وانجلاء ... إلى آخر ما في شعره من النكات.

فبمثل هذه الأمور تعتبر المعارضة، فيقع بها الفضل بين الكلامين من تقديم لأحدهما أو تأخيره أو تسوية بينهما، لا بمثل ما يأتي به البعض من الإكتفاء بالوزن والفواصل من دون نظر إلى المعاني.

مثال آخر:
نرى أنّ جريراً يمدح بني تميم ويعرفهم بأنّهم كل الناس، في قوله:

إذا غَضِبَتْ عليك بنو تميم * حسبت الناسَ كلُّهم غِضاباً

ويقول أبو نواس في هذا الصدد:

ليس على الله بمستنكَر * أن يجمعَ العاَلَم في واحد

وقد زاد عليه أبو نواس زيادة رشيقة، وذلك أنّ جريراً جعل الناس كلّهم بني تميم، ولكنّ أبا نواس جعل العالم كلّهم في واحد. فكان ما قاله أبلغ وأدخل في المدح والإعظام.

إذا ظهرت لك حقيقة المعارضة، فانظر إلى قوله سبحانه: ﴿الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَة﴾ ثم ما أتبَعَ قوله هذا بذكر يوم القيامة وبيان أوصافها وعظيم أهوالها بقوله: ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾.

في مقابل قول القائل: "الفيل، ما الفيل وما أدراك ما الفيل، له ذنب وبيل، وخرطوم طويل". فإنّ مثل هذه الفاتحة تجعل مُقَدِّمَةً لأمر عظيم الشأن متناه الغاية، فإذا بالمعارض يجعله مقدمة لذكر الذَّنَب والمشفر، ويتصور أنّه تحققت المعارضة، ويا ليته أتبع تلك المقدمة، بما أعطيت هذه البهيمة العجماء من الذهن والفطنة الّتي به تُفْهِمُ سائسها ما تريده، فلعلّه كان أقرب إلى مقصوده.

وقد أدركت قريش من أَوّل يومها ما لكلام القرآن من روعة وسحر وتأثير، ولم يكد يملك أيّ عربيّ صميم ـ إذ يجد ذوقه الأصيل سليقةً وطبعاً ـ إلاّ أن يرضخ لأُبّهة بيانه الخارق ، معترفاً بأنّه كلام الله وليس من كلام البشر.

ولذلك رغم التحدي لهم بأن يأتوا بمثله ورغم حاجتهم للانتصار على دين التوحيد إلا أنهم لم يشككوا بإعجاز القرآن واكتفوا بادعاء أنه سحر ساحر، وذلك لعجزهم عن معارضته والإتيان بمثله.

فانظر مثلا إلى قوله تعالى وهو يصور نهاية الطوفان العظيم بعبارة بليغة، فقال عز وجل:

{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}


والآية الكريمة رغم أنها لا تتجاوز ال ١٧ كلمة فإنها تحتوي على عشرات الأنواع من المحسنات البديعية، وإليك شيئا منها:

١. المناسبة التامة بين "إبْلَعي وأَقْلِعي".
٢. الإستعارة فيهما.
٣. الطِّباق بين الأرض والسماء.
٤. المجاز في قوله: "يا سماء". فإنَّ الحقيقة يا مطرَ السَّماء.
٥. الإشارة في: (وغِيضَ الماء)، فإنّه عَبَّرَ به عن معان كثيرة، لأنّ الماءَ لا يغيض حتى يُقْلِع مَطَرُ السماء وتبلع الأرض ما يخرج منها من عيون الماء.
٦. الإرداف في قوله: (واسْتَوَتْ على الجُودِيِّ) فإِنَّه عَبّر عن استقرارها في المكان بلفظ قريب من لفظه الحقيقي.
٧. التمثيل في قوله: (وقُضيَ الأمر). فإنّه عبّر عن هلاك الهالكين ونجاة الناجين بلفظ بعيد عن المعنى الموضوع.
٨. التعليل، فإنّ: (غيضَ الماء)، علّة الإستواء.
٩. صحّة التقسيم، فإنّه استوعب أقسام الماء حالة نقصه، إذ ليس إلاّ احتباس ماء السماء، والماء النابع من الأرض، وغَيْض الماء الّذي على ظهرها.
١٠. الإحتراس في قوله: (وقيل بُعْداً للقوم الظّالمين)، إذ الدعاء يشعر بأنّهم مستحقوا الهلاك احتراساً من ضعيف يتوهم أنّ الهلاك لعمومه، ربما يشمل غير مستحقه.
١١. المساواة، لأنّ لفظ الآية لا يزيد على معناها.
١٢. حسن النسق، فإنّه تعالى قصّ القِصّة وعطف بعضها على بعض بحسن الترتيب.
١٣. ائتلاف اللفظ مع المعنى، لأنّ كل لفظة لا يصلح معها غيرها.
١٤. الإيجاز، فإنّه تعالى أمر فيها ونهى، وأخبر ونادى، ونعت وسمى وأهلك وأبقى، وأسعد وأشقى، وقصّ من الأنباء ما لو شرح لاستغرق كتاباً مفرداً.
١٥. التفهيم، لأنّ أوّل الآية يدلّ على آخرها.
١٦. التهذيب، لأنّ مفرداتها موصوفة بصفات الحُسن، إذ كل لفظة عليها رونق الفصاحة، سليمة عن التنافر، بعيدة عن البشاعة وتعقيد التركيب.
١٧. حُسْن البيان، لأنّ السامع لا يتوقف في فهم معنى الكلام ولا يشكل عليه شيء منه.
١٨. الإعتراض، وهو قوله: (وَغيضَ الماءُ واسْتَوَتْ على الجُوديّ).
١٩. الكناية، فإنّه لم يُصَرِّح بمن أَغاض الماء، ولا بمن قُضيَ الاَمر، ولا بمن سوى السفينة وأقرّها في مكانها، ولا بمن قال: (وقيل بُعْداً). كما لم يصرّح بقائل: (يا أَرض ابلَعي)، و (يا سماءُ أَقلعي) في صدر الآية، سالكاً في كل واحد من ذلك سبيل الكناية لأنّ تلك الأمور العظام لا تتأتى إلاّ من ذي قدرة قهّارة لا يغالب. فلا مجال لذهاب الوهم إلى أن يكون غيره سبحانه قائل: (يا أرض ابلعي)، (ويا سماء أقلعي)، ولا أن يكون غائض ما غاض، ولا قاضي مثل ذلك أمر الهائل، غيره.
٢٠. التعرّض، فإنّه تعالى عرّض بكل من سلك مسلكهم في تكذيب الرُّسل ظلماً، وأنّ الطوفان وتلك الأُمور الهائلة ما كانت إلاّ لأجل ظلمهم.
٢١. التمكين، لأنّ الفاصلة مستقرة في محلّها، مطمئنة في مكانها غير قلقة ولا مستدعاة.
٢٢. الإنسجام، لأنّ الآية بجملتها منسجمة، كالماء الجاري في السلاسة.
٢٣. اشتمالها على بعض البحور الشعرية، إذ قوله: (وَقيلَ يا أَرضُ ابْلعي ماءَك)، على وزن "مستفعلن مستفعلن فاعل". و (يا سماء أقلعي) على وزن "مفاعلن مفاعل".
٢٤. تنزيل من لا يعقل منزلة من يقعل في النداء والمخاطبة.
٢٥. الإبهام في قوله: (واسْتَوَتْ على الجُوديّ) وهو إسم الجبل الصغير، والزق المنفوخ الّذي تستقر عليه السُفُن المائية.
٢٦. المحافظة على فواصل الآيات فإنّ الرويّ في قوله: (بُعْداً للقوم الظالمين) مطابق للآيات المتقدمة والمتأخرة.
٢٧. التكرار، كما في "الماء"، معرَّفاً باللام تارة والإضافة أُخرى.
٢٨. تخيّل مالكية الأرض، بحيث لها سلطة في إرجاع الماء.

إلى غير ذلك من المحاسن البديعية الّتي يدركها الممعن في الآية.

فهذه بعض الميزات الواردة في الآية الكريمة، وليس كل واحد منها ولا جميعها أمراً معجزاً، ولكن المجموع أعطى للآية نظماً خاصاً، وأُسلوباً بديعاً، يعرف الذوق العربي أنّه يغاير سائر الأساليب والنظم الكلامية. وهذا الجمال الطبيعي، يخلق في النفس جذبة روحية خاصة، كأنّها كهرباء القلوب ومغناطيس الأرواح.

* مقتبس بتصرف.



  رد مع اقتباس
قديم 06-03-2021, 01:01 AM فجر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
فجر
موقوف
 

فجر will become famous soon enoughفجر will become famous soon enough
افتراضي

تحياتي في هذا الرابط الرد الشافي على كلامك اقرأ المحور الثاني
https://www.il7ad.org/vb/showthread.php?t=19398



  رد مع اقتباس
قديم 06-03-2021, 10:17 AM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي

اقتباس:
* مقتبس بتصرف.
1.
هل هذا معقول ياشيخ؟!
أول موضوع لك وهو قص ولصق بالكامل؟!
فما جدوى ذلك؟
وما جدوى كل هذه السطور؟ لماذا لا تكتب الروابط وانتهى الموضوع؟
2.
الموضوع منقول من عدة مصادر والمصادر نفسها منقولة عن مصادر أخرى بدون إشارة! وأنت لم تشر بأنه مقتبس إلا بالعلاقة مع المقطع الآخير. كما أنه ليس اقتباس بل نقل حرفي.
وها هي أصول الموضوع:
[1]
اقتباس:
هذا الجزء منقول حرفياً من موضوع: "عجز البشر عن الإتيان بمثل القرآن":
قال الله عز وجل: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}.

ومعنى المعارضة أنّ الرجل إذا أنشأ خطبة مثلا، يأتي الآخر فيجاريه في لفظه ويباريه في معناه ليوازن بين الكلامين، فيحكم بالفلج على أحد الطرفين. أما سرقة اسلوبه ونغمة عباراته ثم الاكتفاء باستبدال كلمة مكان الآخرى ووصلهم ببعضهم البعض وصل تلفيق، فهذا يستطيع أن يقوم به الجميع، وهو ليس من المعارضة في شيء.

فهل من الصعوبة أن أخترع الان بثوان قليلة: ( إذا جاءك حديث الجزيرة، وأعقبته أخبار العربية، تطرق آذانهم الصغيرة، فاعلم أنها أخبار مضللة، لتشويه الحقائق المؤكدة ) إلى غيره من الهراء الذي لا قيمة له.

وللتوضيح إليك مثال عن بعض المعارضات كالتي وقعت في العصر الجاهلي بين شاعرين كبيرين، فهذا النابغة الذبياني يصف لَيْلَهُ في أشعاره المعروفة الّتي يعتذر فيها للنعمان، ويقول:


كليني لهــمّ يــا أميمة ناصــبِ * ولـيـل أقاسـيه بطـــي الكـــواكــــبِ

تَطاوَلَ حتى قُلت ليس بِمُنْقَض *وليــس الّذي يرعــى النجـوم بآيبِ

بصدر اراح الليْل عازِب همِّــه * تضاعف فيه الحزن من كل جانــبِ

ونرى أنّ امرئ القيس يقول في نفس الموضوع:

وليل كموج البحر أرخى سدولـه * علـــيّ بأنــواع الهُموم ليبتلــي

فقلــت لـــه لمّا تمطّــى بصُلْبـــه * وأردف أعجــاز ونــاء بكــلكــلِ


ألا أيها الليل الطويـل ألا انجلـي * بصبح وما الإصباح منك بأمثـلِ

فيا لكَ مـن لـيـل كــأن نجومــــه * بكل مغـار الفتل شــدّت بِيَذْبُــــلِ



هذه هي حقيقة المعارضة، فقول النابغة متناه في الحسن، بليغ في وصف ما شكاه من همّه وطول ليله، ويقال إنّه لم يتبديء شاعر قصيدة بأحسن من هذا الكلام، خصوصاً قوله: "بصدر أراح الليلُ عازب همّه". وهو كلام مطبوع سهل يجمع البلاغة والعذوبة.
إلاّ أنّ في أبيات امرئ القيس من ثقافة الصنعة، وحسن التشبيه، وإبداع المعاني، ما ليس في أبيات النابغة، إذ جعل لليل صلباً وأعجازاً وكلكلاً، وشبّه تراكم ظلمة الليل بموج البحر في تلاطمه عند ركوب بعضه بعضاً، وجعل النجوم كأنّها مشدودة بحبال وثيقة، فهي راكدة لا تزول ولا تبرح، وجعل يتمنى تَصَرُّم الليل بعود الصبح لما يرجو فيه من الرَّوْح، ثم ارتجع ما أعطى واستدرك ما كان قدّمه وأمضاه، فزعم أنّ البلوى أعظم من أن يكون لها في شيء من الأوقات كشف وانجلاء ... إلى آخر ما في شعره من النكات.
هذا الجزء موجود في أكثر من مقال منشور من بينها مقال من منتدى التوحيد:
https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?49609-%c7%e1%c7%da%cc%c7%d2-%c7%e1%e1%db%e6%ec-%dd%ec-%c7%e1%de%d1%c2%e4&
فبمثل هذه الأمور تعتبر المعارضة، فيقع بها الفضل بين الكلامين من تقديم لأحدهما أو تأخيره أو تسوية بينهما، لا بمثل ما يأتي به البعض من الإكتفاء بالوزن والفواصل من دون نظر إلى المعاني.

مثال آخر:
نرى أنّ جريراً يمدح بني تميم ويعرفهم بأنّهم كل الناس، في قوله:

إذا غَضِبَتْ عليك بنو تميم * حسبت الناسَ كلُّهم غِضاباً

ويقول أبو نواس في هذا الصدد:

ليس على الله بمستنكَر * أن يجمعَ العاَلَم في واحد

وقد زاد عليه أبو نواس زيادة رشيقة، وذلك أنّ جريراً جعل الناس كلّهم بني تميم، ولكنّ أبا نواس جعل العالم كلّهم في واحد. فكان ما قاله أبلغ وأدخل في المدح والإعظام.

إذا ظهرت لك حقيقة المعارضة، فانظر إلى قوله سبحانه: ﴿الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَة﴾ ثم ما أتبَعَ قوله هذا بذكر يوم القيامة وبيان أوصافها وعظيم أهوالها بقوله: ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾.

في مقابل قول القائل: "الفيل، ما الفيل وما أدراك ما الفيل، له ذنب وبيل، وخرطوم طويل". فإنّ مثل هذه الفاتحة تجعل مُقَدِّمَةً لأمر عظيم الشأن متناه الغاية، فإذا بالمعارض يجعله مقدمة لذكر الذَّنَب والمشفر، ويتصور أنّه تحققت المعارضة، ويا ليته أتبع تلك المقدمة، بما أعطيت هذه البهيمة العجماء من الذهن والفطنة الّتي به تُفْهِمُ سائسها ما تريده، فلعلّه كان أقرب إلى مقصوده.
http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2291

وقد أدركت قريش من أَوّل يومها ما لكلام القرآن من روعة وسحر وتأثير، ولم يكد يملك أيّ عربيّ صميم ـ إذ يجد ذوقه الأصيل سليقةً وطبعاً ـ إلاّ أن يرضخ لأُبّهة بيانه الخارق ، معترفاً بأنّه كلام الله وليس من كلام البشر.
https://almerja.com/reading.php?idm=6347
ولذلك رغم التحدي لهم بأن يأتوا بمثله ورغم حاجتهم للانتصار على دين التوحيد إلا أنهم لم يشككوا بإعجاز القرآن واكتفوا بادعاء أنه سحر ساحر، وذلك لعجزهم عن معارضته والإتيان بمثله.

فانظر مثلا إلى قوله تعالى وهو يصور نهاية الطوفان العظيم بعبارة بليغة، فقال عز وجل:
[2]

وهذا الجزء منقول حرفيا من المقال: "العقيدة الإسلامية :: القرآن معجزة النبي (ص)"

{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}



والآية الكريمة رغم أنها لا تتجاوز ال ١٧ كلمة فإنها تحتوي على عشرات الأنواع من المحسنات البديعية، وإليك شيئا منها:

١. المناسبة التامة بين "إبْلَعي وأَقْلِعي".
٢. الإستعارة فيهما.
٣. الطِّباق بين الأرض والسماء.
٤. المجاز في قوله: "يا سماء". فإنَّ الحقيقة يا مطرَ السَّماء.
٥. الإشارة في: (وغِيضَ الماء)، فإنّه عَبَّرَ به عن معان كثيرة، لأنّ الماءَ لا يغيض حتى يُقْلِع مَطَرُ السماء وتبلع الأرض ما يخرج منها من عيون الماء.
٦. الإرداف في قوله: (واسْتَوَتْ على الجُودِيِّ) فإِنَّه عَبّر عن استقرارها في المكان بلفظ قريب من لفظه الحقيقي.
٧. التمثيل في قوله: (وقُضيَ الأمر). فإنّه عبّر عن هلاك الهالكين ونجاة الناجين بلفظ بعيد عن المعنى الموضوع.
٨. التعليل، فإنّ: (غيضَ الماء)، علّة الإستواء.
٩. صحّة التقسيم، فإنّه استوعب أقسام الماء حالة نقصه، إذ ليس إلاّ احتباس ماء السماء، والماء النابع من الأرض، وغَيْض الماء الّذي على ظهرها.
١٠. الإحتراس في قوله: (وقيل بُعْداً للقوم الظّالمين)، إذ الدعاء يشعر بأنّهم مستحقوا الهلاك احتراساً من ضعيف يتوهم أنّ الهلاك لعمومه، ربما يشمل غير مستحقه.
١١. المساواة، لأنّ لفظ الآية لا يزيد على معناها.
١٢. حسن النسق، فإنّه تعالى قصّ القِصّة وعطف بعضها على بعض بحسن الترتيب.
١٣. ائتلاف اللفظ مع المعنى، لأنّ كل لفظة لا يصلح معها غيرها.
١٤. الإيجاز، فإنّه تعالى أمر فيها ونهى، وأخبر ونادى، ونعت وسمى وأهلك وأبقى، وأسعد وأشقى، وقصّ من الأنباء ما لو شرح لاستغرق كتاباً مفرداً.
١٥. التفهيم، لأنّ أوّل الآية يدلّ على آخرها.
١٦. التهذيب، لأنّ مفرداتها موصوفة بصفات الحُسن، إذ كل لفظة عليها رونق الفصاحة، سليمة عن التنافر، بعيدة عن البشاعة وتعقيد التركيب.
١٧. حُسْن البيان، لأنّ السامع لا يتوقف في فهم معنى الكلام ولا يشكل عليه شيء منه.

١٨. الإعتراض، وهو قوله: (وَغيضَ الماءُ واسْتَوَتْ على الجُوديّ).
١٩. الكناية، فإنّه لم يُصَرِّح بمن أَغاض الماء، ولا بمن قُضيَ الاَمر، ولا بمن سوى السفينة وأقرّها في مكانها، ولا بمن قال: (وقيل بُعْداً). كما لم يصرّح بقائل: (يا أَرض ابلَعي)، و (يا سماءُ أَقلعي) في صدر الآية، سالكاً في كل واحد من ذلك سبيل الكناية لأنّ تلك الأمور العظام لا تتأتى إلاّ من ذي قدرة قهّارة لا يغالب. فلا مجال لذهاب الوهم إلى أن يكون غيره سبحانه قائل: (يا أرض ابلعي)، (ويا سماء أقلعي)، ولا أن يكون غائض ما غاض، ولا قاضي مثل ذلك أمر الهائل، غيره.
٢٠. التعرّض، فإنّه تعالى عرّض بكل من سلك مسلكهم في تكذيب الرُّسل ظلماً، وأنّ الطوفان وتلك الأُمور الهائلة ما كانت إلاّ لأجل ظلمهم.
٢١. التمكين، لأنّ الفاصلة مستقرة في محلّها، مطمئنة في مكانها غير قلقة ولا مستدعاة.
٢٢. الإنسجام، لأنّ الآية بجملتها منسجمة، كالماء الجاري في السلاسة.
٢٣. اشتمالها على بعض البحور الشعرية، إذ قوله: (وَقيلَ يا أَرضُ ابْلعي ماءَك)، على وزن "مستفعلن مستفعلن فاعل". و (يا سماء أقلعي) على وزن "مفاعلن مفاعل".
٢٤. تنزيل من لا يعقل منزلة من يقعل في النداء والمخاطبة.
٢٥. الإبهام في قوله: (واسْتَوَتْ على الجُوديّ) وهو إسم الجبل الصغير، والزق المنفوخ الّذي تستقر عليه السُفُن المائية.
٢٦. المحافظة على فواصل الآيات فإنّ الرويّ في قوله: (بُعْداً للقوم الظالمين) مطابق للآيات المتقدمة والمتأخرة.

٢٧. التكرار، كما في "الماء"، معرَّفاً باللام تارة والإضافة أُخرى.
٢٨. تخيّل مالكية الأرض، بحيث لها سلطة في إرجاع الماء.

إلى غير ذلك من المحاسن البديعية الّتي يدركها الممعن في الآية.

فهذه بعض الميزات الواردة في الآية الكريمة، وليس كل واحد منها ولا جميعها أمراً معجزاً، ولكن المجموع أعطى للآية نظماً خاصاً، وأُسلوباً بديعاً، يعرف الذوق العربي أنّه يغاير سائر الأساليب والنظم الكلامية. وهذا الجمال الطبيعي، يخلق في النفس جذبة روحية خاصة، كأنّها كهرباء القلوب ومغناطيس الأرواح.
https://www.almaaref.org/maarefdetai...bb=0&number=29
وإلى آخره.
فما هو جهدك في أول موضوع تخرج به إلى الناس مبشراً باعجاز كتابك؟



:: توقيعي ::: <a href=https://www.il7ad.org/vb/image.php?type=sigpic&userid=7185&dateline=1647430620 target=_blank>https://www.il7ad.org/vb/image.php?t...ine=1647430620</a>

مدونتي الشخصية في Blogger:
الوجه الآخر: أفكار وتأملات إلحادية
صفحتي في: Sites Google
الوجه الآخر: أفكار وتأملات إلحادية
  رد مع اقتباس
قديم 06-03-2021, 10:56 AM   رقم الموضوع : [4]
سهيل اليماني
زائر
 
افتراضي

مرحبا بالشيخ المحترم
ابتليت باستاذهم هنا بمن لا يناقش ابدا الجوهر بل همه الشخصنة و الشكليات
انظر الي ما قيل لا من قال!



  رد مع اقتباس
قديم 06-03-2021, 11:24 AM   رقم الموضوع : [5]
سهيل اليماني
زائر
 
افتراضي

نحن في منتدي و ليس
مطلوبا ان يقدم الكاتب مصادره لانها ليست مجلة محكمة!
و هو قال انه مقتبس بتصرف
انها مهزلة لا تتوقف ممن جعلوه مديرا لشبكة الجنون الارادي المسمي بالالحاد
و الصحيح شبكة اللاادرية



  رد مع اقتباس
قديم 06-03-2021, 11:31 AM   رقم الموضوع : [6]
سهيل اليماني
زائر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ وسام اسبر مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم علينا يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------

قال الله عز وجل: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}.

والآية صريحة في عدم قدرة الناس على معارضة القرآن الكريم والإتيان بمثله، وهذا هو الذي يؤيده الواقع فعلا.

ومعنى المعارضة أنّ الرجل إذا أنشأ خطبة مثلا، يأتي الآخر فيجاريه في لفظه ويباريه في معناه ليوازن بين الكلامين، فيحكم بالفلج على أحد الطرفين. أما سرقة اسلوبه ونغمة عباراته ثم الاكتفاء باستبدال كلمة مكان الآخرى ووصلهم ببعضهم البعض وصل تلفيق، فهذا يستطيع أن يقوم به الجميع، وهو ليس من المعارضة في شيء.

فهل من الصعوبة أن أخترع الان بثوان قليلة: ( إذا جاءك حديث الجزيرة، وأعقبته أخبار العربية، تطرق آذانهم الصغيرة، فاعلم أنها أخبار مضللة، لتشويه الحقائق المؤكدة ) إلى غيره من الهراء الذي لا قيمة له.

وللتوضيح إليك مثال عن بعض المعارضات كالتي وقعت في العصر الجاهلي بين شاعرين كبيرين، فهذا النابغة الذبياني يصف لَيْلَهُ في أشعاره المعروفة الّتي يعتذر فيها للنعمان، ويقول:

كليني لهــمّ يــا أميمة ناصــبِ * ولـيـل أقاسـيه بطـــي الكـــواكــــبِ

تَطاوَلَ حتى قُلت ليس بِمُنْقَض *وليــس الّذي يرعــى النجـوم بآيبِ

بصدر اراح الليْل عازِب همِّــه * تضاعف فيه الحزن من كل جانــبِ

ونرى أنّ امرئ القيس يقول في نفس الموضوع:

وليل كموج البحر أرخى سدولـه * علـــيّ بأنــواع الهُموم ليبتلــي

فقلــت لـــه لمّا تمطّــى بصُلْبـــه * وأردف أعجــاز ونــاء بكــلكــلِ

ألا أيها الليل الطويـل ألا انجلـي * بصبح وما الإصباح منك بأمثـلِ

فيا لكَ مـن لـيـل كــأن نجومــــه * بكل مغـار الفتل شــدّت بِيَذْبُــــلِ


هذه هي حقيقة المعارضة، فقول النابغة متناه في الحسن، بليغ في وصف ما شكاه من همّه وطول ليله، ويقال إنّه لم يتبديء شاعر قصيدة بأحسن من هذا الكلام، خصوصاً قوله: "بصدر أراح الليلُ عازب همّه". وهو كلام مطبوع سهل يجمع البلاغة والعذوبة.

إلاّ أنّ في أبيات امرئ القيس من ثقافة الصنعة، وحسن التشبيه، وإبداع المعاني، ما ليس في أبيات النابغة، إذ جعل لليل صلباً وأعجازاً وكلكلاً، وشبّه تراكم ظلمة الليل بموج البحر في تلاطمه عند ركوب بعضه بعضاً، وجعل النجوم كأنّها مشدودة بحبال وثيقة، فهي راكدة لا تزول ولا تبرح، وجعل يتمنى تَصَرُّم الليل بعود الصبح لما يرجو فيه من الرَّوْح، ثم ارتجع ما أعطى واستدرك ما كان قدّمه وأمضاه، فزعم أنّ البلوى أعظم من أن يكون لها في شيء من الأوقات كشف وانجلاء ... إلى آخر ما في شعره من النكات.

فبمثل هذه الأمور تعتبر المعارضة، فيقع بها الفضل بين الكلامين من تقديم لأحدهما أو تأخيره أو تسوية بينهما، لا بمثل ما يأتي به البعض من الإكتفاء بالوزن والفواصل من دون نظر إلى المعاني.

مثال آخر:
نرى أنّ جريراً يمدح بني تميم ويعرفهم بأنّهم كل الناس، في قوله:

إذا غَضِبَتْ عليك بنو تميم * حسبت الناسَ كلُّهم غِضاباً

ويقول أبو نواس في هذا الصدد:

ليس على الله بمستنكَر * أن يجمعَ العاَلَم في واحد

وقد زاد عليه أبو نواس زيادة رشيقة، وذلك أنّ جريراً جعل الناس كلّهم بني تميم، ولكنّ أبا نواس جعل العالم كلّهم في واحد. فكان ما قاله أبلغ وأدخل في المدح والإعظام.

إذا ظهرت لك حقيقة المعارضة، فانظر إلى قوله سبحانه: ﴿الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَة﴾ ثم ما أتبَعَ قوله هذا بذكر يوم القيامة وبيان أوصافها وعظيم أهوالها بقوله: ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾.

في مقابل قول القائل: "الفيل، ما الفيل وما أدراك ما الفيل، له ذنب وبيل، وخرطوم طويل". فإنّ مثل هذه الفاتحة تجعل مُقَدِّمَةً لأمر عظيم الشأن متناه الغاية، فإذا بالمعارض يجعله مقدمة لذكر الذَّنَب والمشفر، ويتصور أنّه تحققت المعارضة، ويا ليته أتبع تلك المقدمة، بما أعطيت هذه البهيمة العجماء من الذهن والفطنة الّتي به تُفْهِمُ سائسها ما تريده، فلعلّه كان أقرب إلى مقصوده.

وقد أدركت قريش من أَوّل يومها ما لكلام القرآن من روعة وسحر وتأثير، ولم يكد يملك أيّ عربيّ صميم ـ إذ يجد ذوقه الأصيل سليقةً وطبعاً ـ إلاّ أن يرضخ لأُبّهة بيانه الخارق ، معترفاً بأنّه كلام الله وليس من كلام البشر.

ولذلك رغم التحدي لهم بأن يأتوا بمثله ورغم حاجتهم للانتصار على دين التوحيد إلا أنهم لم يشككوا بإعجاز القرآن واكتفوا بادعاء أنه سحر ساحر، وذلك لعجزهم عن معارضته والإتيان بمثله.

فانظر مثلا إلى قوله تعالى وهو يصور نهاية الطوفان العظيم بعبارة بليغة، فقال عز وجل:

{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}


والآية الكريمة رغم أنها لا تتجاوز ال 17 كلمة فإنها تحتوي على عشرات الأنواع من المحسنات البديعية، وإليك شيئا منها:

1. المناسبة التامة بين "إبْلَعي وأَقْلِعي".
2. الإستعارة فيهما.
3. الطِّباق بين الأرض والسماء.
4. المجاز في قوله: "يا سماء". فإنَّ الحقيقة يا مطرَ السَّماء.
5. الإشارة في: (وغِيضَ الماء)، فإنّه عَبَّرَ به عن معان كثيرة، لأنّ الماءَ لا يغيض حتى يُقْلِع مَطَرُ السماء وتبلع الأرض ما يخرج منها من عيون الماء.
6. الإرداف في قوله: (واسْتَوَتْ على الجُودِيِّ) فإِنَّه عَبّر عن استقرارها في المكان بلفظ قريب من لفظه الحقيقي.
7. التمثيل في قوله: (وقُضيَ الأمر). فإنّه عبّر عن هلاك الهالكين ونجاة الناجين بلفظ بعيد عن المعنى الموضوع.
8. التعليل، فإنّ: (غيضَ الماء)، علّة الإستواء.
9. صحّة التقسيم، فإنّه استوعب أقسام الماء حالة نقصه، إذ ليس إلاّ احتباس ماء السماء، والماء النابع من الأرض، وغَيْض الماء الّذي على ظهرها.
10. الإحتراس في قوله: (وقيل بُعْداً للقوم الظّالمين)، إذ الدعاء يشعر بأنّهم مستحقوا الهلاك احتراساً من ضعيف يتوهم أنّ الهلاك لعمومه، ربما يشمل غير مستحقه.
11. المساواة، لأنّ لفظ الآية لا يزيد على معناها.
12. حسن النسق، فإنّه تعالى قصّ القِصّة وعطف بعضها على بعض بحسن الترتيب.
13. ائتلاف اللفظ مع المعنى، لأنّ كل لفظة لا يصلح معها غيرها.
14. الإيجاز، فإنّه تعالى أمر فيها ونهى، وأخبر ونادى، ونعت وسمى وأهلك وأبقى، وأسعد وأشقى، وقصّ من الأنباء ما لو شرح لاستغرق كتاباً مفرداً.
15. التفهيم، لأنّ أوّل الآية يدلّ على آخرها.
16. التهذيب، لأنّ مفرداتها موصوفة بصفات الحُسن، إذ كل لفظة عليها رونق الفصاحة، سليمة عن التنافر، بعيدة عن البشاعة وتعقيد التركيب.
17. حُسْن البيان، لأنّ السامع لا يتوقف في فهم معنى الكلام ولا يشكل عليه شيء منه.
18. الإعتراض، وهو قوله: (وَغيضَ الماءُ واسْتَوَتْ على الجُوديّ).
19. الكناية، فإنّه لم يُصَرِّح بمن أَغاض الماء، ولا بمن قُضيَ الاَمر، ولا بمن سوى السفينة وأقرّها في مكانها، ولا بمن قال: (وقيل بُعْداً). كما لم يصرّح بقائل: (يا أَرض ابلَعي)، و (يا سماءُ أَقلعي) في صدر الآية، سالكاً في كل واحد من ذلك سبيل الكناية لأنّ تلك الأمور العظام لا تتأتى إلاّ من ذي قدرة قهّارة لا يغالب. فلا مجال لذهاب الوهم إلى أن يكون غيره سبحانه قائل: (يا أرض ابلعي)، (ويا سماء أقلعي)، ولا أن يكون غائض ما غاض، ولا قاضي مثل ذلك أمر الهائل، غيره.
20. التعرّض، فإنّه تعالى عرّض بكل من سلك مسلكهم في تكذيب الرُّسل ظلماً، وأنّ الطوفان وتلك الأُمور الهائلة ما كانت إلاّ لأجل ظلمهم.
21. التمكين، لأنّ الفاصلة مستقرة في محلّها، مطمئنة في مكانها غير قلقة ولا مستدعاة.
22. الإنسجام، لأنّ الآية بجملتها منسجمة، كالماء الجاري في السلاسة.
23. اشتمالها على بعض البحور الشعرية، إذ قوله: (وَقيلَ يا أَرضُ ابْلعي ماءَك)، على وزن "مستفعلن مستفعلن فاعل". و (يا سماء أقلعي) على وزن "مفاعلن مفاعل".
24. تنزيل من لا يعقل منزلة من يقعل في النداء والمخاطبة.
25. الإبهام في قوله: (واسْتَوَتْ على الجُوديّ) وهو إسم الجبل الصغير، والزق المنفوخ الّذي تستقر عليه السُفُن المائية.
26. المحافظة على فواصل الآيات فإنّ الرويّ في قوله: (بُعْداً للقوم الظالمين) مطابق للآيات المتقدمة والمتأخرة.
27. التكرار، كما في "الماء"، معرَّفاً باللام تارة والإضافة أُخرى.
28. تخيّل مالكية الأرض، بحيث لها سلطة في إرجاع الماء.

إلى غير ذلك من المحاسن البديعية الّتي يدركها الممعن في الآية.

فهذه بعض الميزات الواردة في الآية الكريمة، وليس كل واحد منها ولا جميعها أمراً معجزاً، ولكن المجموع أعطى للآية نظماً خاصاً، وأُسلوباً بديعاً، يعرف الذوق العربي أنّه يغاير سائر الأساليب والنظم الكلامية. وهذا الجمال الطبيعي، يخلق في النفس جذبة روحية خاصة، كأنّها كهرباء القلوب ومغناطيس الأرواح.

* مقتبس بتصرف.
الله تعالي اجل من ان ينزل كتابا ينازل به اجلاف العرب في المعارضة
و سبق ان تناولنا هذا المبحث في موضوع للزميل المحترم حنفا

https://www.il7ad.org/vb/showthread.php?t=19410

و قد ذهب الشريف المرتضي من اعلامكم الي القول بالصرفة و رايه امتن



  رد مع اقتباس
قديم 06-03-2021, 09:42 PM يهوذا الأسخريوطي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
الصورة الرمزية يهوذا الأسخريوطي
 

يهوذا الأسخريوطي will become famous soon enoughيهوذا الأسخريوطي will become famous soon enough
افتراضي

https://www.mandaeannetwork.com/mand...rba_right.html



:: توقيعي :::
إذا قابلت إيلاً يوم حشرٍ.. فقل للثور ألحدني العميدُ..
رابط لكل الروابط
يهوذا الأسخريوطي
عميد اللادينيين العرب
رابط لأهم مواضيعي في المنتدى:
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...5&postcount=11

للحصول على كتبي المطبوعة أو الألكترونية:
https://www.neelwafurat.com/locate.a...88%D8%B7%D9%8A
  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ يهوذا الأسخريوطي على المشاركة المفيدة:
متصفح (06-03-2021)
قديم 06-03-2021, 11:43 PM مسلم موحد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
مسلم موحد
عضو ذهبي
 

مسلم موحد will become famous soon enoughمسلم موحد will become famous soon enough
افتراضي

من وين جبت أن "الاتيان بمثله" تعني معارضته ؟



  رد مع اقتباس
قديم 06-04-2021, 12:45 AM القط الملحد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
القط الملحد
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القط الملحد
 

القط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the rough
افتراضي

الشيء الذي اعتدنا عليه في نقاش هذه القضية هو التخبط الهائل لدى المسلمين فيما يخص معنى التحدي ومعياره، فهذا تصبح المسألة زئبقية تماما كلما أجبتها من وجه لجأ أصحابها إلى غيره.

على العموم، حضرتك انتقيت نماذج قرآنية متميزة لا تعبر عن مستوى الكتاب من أوله إلى آخره، فتحدي القرآن بسورة من مثله وليست كل السور بتلك البلاغة. إليك مثلا هذه المعارضة لسورة قريش:

لقريش إيلافا - أسفارَهم شتيا وأصيافا - ألا يعبدون الذي جعل لهم بيتا حراما - وأمنا وطعاما

فهذه معارضة بمعنى المعارضة الذي طلبته وحددته، فأخبرني الآن لو سمحت لماذا النص السابق أقل من هذه:

لإيلاف قريش - إيلافهم رحلة الشتاء والصيف - فليعبدوا رب هذا البيت - الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف

فمعارضتي متفوقة من حيث القافية على الأقل.



:: توقيعي ::: ما أكتبه هنا يعبر عني فقط في لحظة كتابتي له،،

قناتي على تلغرام لكشف أوهام الإزعاج العلمي: https://t.me/NoI3jaz

اسألني ما تشاء من هنا: https://ask.fm/Aram903
  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ القط الملحد على المشاركة المفيدة:
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
اعجاز القرآن،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع