![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو برونزي
![]() |
السؤال
حديث: "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" وفي رواية: "من يشأ يضلله، ومن يشأ يهديه". وأسأل عن : - هل نؤوّل صفة الأصابع، أم إنها كناية عن قدرة الله، أم ماذا؟ الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فالأصابع صفة ثابتة لله -تبارك وتعالى-، دلت عليها النصوص، وأثبتها أئمة السلف، ولم يتأولوها بما يخالف ظاهرها؛ قال الشيخ علوي السقاف في كتابه: صفات الله -عز وجل- الواردة في الكتاب والسنة في ذكر أدلة الأَصَابِع: 1- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن ... ). رواه مسلم (2654). 2- حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم! إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع ... إلى أن قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ}. رواه البخاري (7415)، ومسلم (2786). قال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة في كتاب (التوحيد) (1/187): (باب إثبات الأصابع لله -عَزَّ وجَلَّ-)، وذكر بأسانيده ما يثبت ذلك. وقال أبو بكر الآجري في (الشريعة) (ص 316):((باب الإيمان بأن قلوب الخلائق بين إصبعين من أصابع الرب -عَزَّ وجَلَّ-، بلا كيف). انتهى. ونقل أيضًا كلامًا للبغوي ولابن قتيبة؛ فراجعه إن شئت. وممن أثبت هذه الصفة من المتقدمين: الدارمي في الرد على المريسي، والبربهاري في شرح السنة، وابن منده في الرد على الجهمية، وغيرهم. المصدر هنا السؤال أرجو توضيح إثبات القدمين لله مع الدليل والتفصيل؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمذهب أهل السنة والجماعة أن ما أثبته الله تعالى لنفسه وأثبته له نبيه عليه الصلاة والسلام،فهو ثابت له على حقيقته بلا تمثيل ولا تعطيل،والصفات كلها من باب واحد. أما بخصوص الأدلة على صفة القدم أو الرجل فهي كثيرة،نقتصر منها على ما يلي: 1-ما ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال جهنم يُلقى فيها وتقول هل من مزيد،حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول:قط قط وكرمك،ولا يزال في الجنة فضل حتى يُنشئ الله لها خلقاً فيسكنهم فضل الجنة. هذا لفظ مسلم . وقد ورد لفظ الرجل في رواية البخاري وهي: فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله تقول:قط قط . 2-قال ابن عباس رضي الله عنهما: الكرسي موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره . أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم . . 3-قال الإمام ابن خزيمة في كتاب التوحيد 2/202: باب ذكر إثبات الرجل لله عز وجل وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية،الذين يكفرون بصفات خالقنا عز وجل التي أثبتها لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. 4-قال الشيخ ابن عثيمين في شرح العقيدة الواسطية: والحاصل أنه يجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى قدماً، وإن شئنا قلنا رجلاً على سبيل الحقيقة مع عدم المماثلة، ولا تكيف الرجل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن لله تعالى رجلا أو قدما، ولم يخبرنا كيف هذه الرجل أو القدم. انتهى. والله أعلم. المصدر هنا السؤال هل لله قدمان ورجل، أم قدمان فقط؟ ففي حديث تخاصم الجنة والنار لفظة: الرجل. وفي حديث: حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فهل المقصود من الحديثين أنهما شيءٌ واحد؟ الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فالمقصود بالرجل والقدم في صفات الله تعالى شيء واحد، قال الشيخ عبد الله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري: ففي مجموع هذه الروايات البيان الواضح بأن القدم والرجل -وكلاهما عبارة عن شيء واحد- صفة لله تعالى حقيقة على ما يليق بعظمته. اهـ. وسئل الأستاذ الدكتور ناصر العقل في دروس شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية: ورد إثبات صفة القدم والرجل من صفات الله عز وجل، هل هناك فرق بين هاتين الصفتين؟ الجواب:لا ، ليس هناك فرق، الظاهر - والله أعلم - أنها من الألفاظ المترادفة؛ لذلك وردت على معنى واحد، فمثلًا: في وضع قدم الباري عز وجل على جهنم، ورد: (رجله)، وورد (قدمه)، مما يدل على أن اللفظين مترادفان. اهـ. ولذلك جمعهما الشيخ علوي السَّقَّاف في كتابه: (صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة)، فقال: الرجل والقدمان صفة ذاتية خبرية ثابتة لله عز وجل بصحيح السنة. الدليل: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في تحاجج الجنة والنار، وفيه: "فأما النار؛ فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله (وعند مسلم: قدمه) ، فتقول: قط قط ... ". رواه البخاري ومسلم ... . اهـ. ثم نقل كلام الشيخ الغنيمان السابق. وعلّق البغوي في (شرح السنة) على حديث أبي هريرة السابق، فقال: والقدم والرجلان المذكوران في هذا الحديث من صفات الله سبحانه وتعالى، المنزه عن التكييف، والتشبيه، وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب، أو السنة، كاليد، والإصبع، والعين، والمجيء، والإتيان، فالإيمان بها فرض، والامتناع عن الخوض فيها واجب، فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم، والخائض فيها زائغ، والمنكر معطل، والمكيف مشبه، تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا، {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. المصدر هنا |
|
|
|
|
| الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ shaki على المشاركة المفيدة: | mystic (05-29-2021) |
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو ذهبي
![]() |
تحية طيبة :
هناك أيضاً مثالان خطرا ببالي مع اني نسيت نصي الحديثين لكن مواقع السنة على النت موجودة لمن أراد التأكد. في النص الأول حينما يدعو المسلم بعد الأذان : و ابعثه اللهم مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد, ورد أن المقام المحمود هو أن يُجلس الله محمداً على العرش إلى جانبه يوم القيامة. و الثاني في آية تجلي الله للجبل عندما سأله موسى أن ينظر إليه , ورد فيه أنه تجلى من الله قدر الإصبع للجبل فاندك الجبل و خر موسى صعقاً. و هناك كتاب قيم في هذا المجال : ((عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن)) المؤلف: حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري |
|
| الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ mystic على المشاركة المفيدة: | shaki (05-30-2021) |
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
عضو برونزي
![]() |
هذه مسألة خلافية
والصحيح أنها توؤل فلله عين: ولتصنع على عيني ولله أعين: إنك بأعيننا ونحن نقول: إنتي حبيبتي في عينيا من جوه فهذا دليل على الرعاية والاهتمام ولله يد: يد الله فوق أيديهم ولله أيدي: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ أما "قدم" فلم يرد بها قرآن وإنما حديث آحاد .. والعقيدة لا تؤخذ من حديث الآحاد عند علماء الأصول |
|
|
|
|
| الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ zaidgalal على المشاركة المفيدة: |
|
|
رقم الموضوع : [5] |
|
موقوف
![]() |
يعني يا زميل shaki انت ضربت على الوتر الحساس في هذا الموضوع ..
فتجسيم الله في الاسلام اصبح يشعر المسلمين بالخزي والخجل واصبحوا يتنكرون له ويخترعون تأويلات للهروب منه رافضين تصريحات علمائهم بان ربهم يتنجس ويتلوث بالماده ويتأثر بها حتى جعلوه منفصل عن العالم المادي ومعزول عنه جالس بمؤخرته على عرش مخلوق يحوية وبان له اعضاء ايدي وارجل وعيون .. الخ ... ولكن ليس كمثله شئ ! فالمساله ليست مسأله ان الايدي والعيون .. الخ المنسوبه للاله الاسلامي كونه كتاب موجه للبشر باللغه التي يفهمونها بتعبيرات مجازية .. لانهم اصلا لا يعرفون ماهيه من يعبدون .. فهم ينظرون للاله بنظره بشرية محضه بانه يتنجس ويتلوث ومحدود مثل البشر وان له اعضاء بشرية مثل البشر وبعد كل هذا يغلفونها بعباره ليس كمثله شئ .. حتى الاله يعتبروه شئ من الاشياء !!!!!!! يقول ابن قدامه في لمعة الاعتقاد حول التسليم بتجسيم ربهم وعدم تأويل الايات حوله : “وكل ما جاء في القرآن ، أو صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن ، وجب الإيمان به ، وتلقيه بالتسليم والقبول ، وترك التعرض له بالرد والتأويل ، والتشبيه والتمثيل . وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظاً ، وترك التعرض لمعناه ، ونرد علمه إلى قائله ، ونجعل عهدته على ناقله ، اتباعاً لطريق الراسخين في العلم ، الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى: ( والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ) ” . فتجسيم الاله الاسلامي ثابث عندهم بشهاده العلماء : لله تعالى يدان وعينان تليق بجلاله ولا تشبه صفات المخلوقين اتفق أهل السنَّة والجماعة على إثبات اليد والقدم والرِّجل لله سبحانه وتعالى ، صفات تليق بجلاله وجماله وكماله ، سبحانه ؛ كما هي قاعدتهم في سائر ما أثبته لنفسه من أسماء وصفات وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومع إثباتهم لربهم تعالى تلك الصفات فإنهم ينزهون ربهم عز وجل عن مماثلة المخلوقين لقوله سبحانه وتعالى ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) الشورى/ 11 ، فليست يده كأيدي مخلوقاته ، ولا قدَمه كقدم مخلوقاته ، وإذا كانت مخلوقاته نفسها تختلف في كيفية هذه الأشياء فيما بينها ، فأولى أن تختلف فيما بينها وبين ربها وخالقها سبحانه وتعالى ، فليس بينهما إلا التشابه في الاسم ، وأما حقيقة الصفة وكيفيتها ، فهي تابعة للموصوف بها ، ولائقة به .. ولما ظهرت البدع ، ووجد من يقول : إن هذه الصفات ليست على الحقيقة ، بل على المجاز ، كما هو قول الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم . https://www.islamweb.net/ar/fatwa/17...82%D9%8A%D9%86 مشكلة المسلمين انهم لا يعرفون ماهيه ما يعبدون .. لان القران ليس كتاب موحى به بالتالي لا يوجد مسلم على وجه الارض يعرف من هو الله وما هي طبيعته لانه ليس كتابه ولا هو المتكلم فيه .. فهذا كتاب بالاصل يعود لمسيحين هراطقه من اصل يهودي في شمال سوريا واللغة المستخدمة هي لغة من صنع رهبان الشام استخدموها لتوصيل تبشيرهم لعرب الشمال فلم يقولوا انه وحي ولا منزل حتى قام الخلفاء بتزوير هذا الكتاب والاضافه والتعديل عليه وحرق اصوله لاخفاء حقيقته .. وادعوا الخلفاء كذبا انه منزل في مكة والمدينه على شخص محمد وقاموا بتلفيق الاحاديث واختراع تفاسير له في اسيا بنهاية القرن الثامن وما بعده .. وهم اصلا لا يفهمونه ولا يفهمون لغته حتى تضاربوا في تفسير كل كلمه من كلماته فتجد التفسير يبدأ بــ واختلف المفسرون .. وينتهي بالله واعلم !!!!! |
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
زائر
|
و هل الله ماهية تعرف يا نصراني
بل العجز عن الااادراك ادراك |
|
|
|
رقم الموضوع : [7] | |
|
عضو بلاتيني
![]() |
استاذ سمير النصراني، انا افهم وجودك في القسم الاسلامي تغازل الملاحدة لان الاسلام هو العدو الاول للالحاد والنصرانية معا، لكن بحق الله هل انت مصاب بمتلازمة الخرف!؟
تقول : "ربهم يتنجس ويتلوث بالماده ويتأثر بها حتى جعلوه منفصل عن العالم المادي ومعزول عنه جالس بمؤخرته على عرش مخلوق يحوية وبان له اعضاء ايدي وارجل وعيون" أليس ربك نجس وملعون فعليا؟ "من المؤكد أن موسى كتب هذا بروح النبوة عن المسيح الذي بدفنه حمل اللعنة والنجاسة" -أنطونيوس فكري. أليس ربك يسوع يتلوث بالمادة عندما كان يرضعونه في المهد، بل يتبول ويخرج من مؤخرته الغائط أكرمني الله؟ ألم يضرب الكفار ربك على مؤخرته أثناء سياقه الى الخشبة؟ أليس يسوع ربك لديه عيون واعضاء وارجل؟ فسؤال المليون فلس: ثم ماذا لو كان اله المسلمين متجسدا في انسان جسم مثل يسوع؟! اقتباس:
هل أنت غبي وفقك الله؟ هل تريد من الرجل ان يقوم من قبره ويشرحها لك؟ "ولم يختلف أهل السنَّة في تكفير الممثلة ، أو المشبهة ، أو المجسمة" https://islamqa.info/ar/122675 |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [8] | |
|
عضو برونزي
![]() |
اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة في الله، أما آن الأوان لكي نحكم العقل فيما ورد في السنة النبوية، والتي غالبا ما ترد فيها أشياء تنسب إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم. بغض النظر عن سند الحديث يجب التفكر في متنه، ولست أدعي العلم لكن الفطرة السليمة تأبى أن يصور الخالق بهذا الشكل على لسان يهودي، ليثبت أن الله تعالى لديه يد وخمسة أصابع، ونكتفي بالقول بدون تمثيل أو تجسيم أو تشبيه!! فهل بعد هذا التجسيم شيء آخر أو ليس هذا تجسيما وتشبيها؟ وهل انقطعت الدلائل والبراهين لإثبات قدرة الله تعالى إلا من خلال ذلك المشهد الذي لا يليق بالخالق؟ تعالى الله عما تصفون علوا كبيرا وإنا لله وإنا إليه راجعون. عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- قال: جاء حَبرٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله يضع السماء على إصبع، والأرض على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر والأنهار على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، ثم يقول بيده: أنا الملك. فضحك رسول الله، وقال: وما قدروا الله حق قدره. متفق عليه. المفردات: حبر: العالم من علماء اليهود . المعنى الإجمالي: يتعاظم الإنسان في نفسه عند رؤية قوة كثير من مظاهر الطبيعة كالرياح، الزلازل، البراكين. ويقيس قوتها بما تحدثه من دمار هائل في الأرض والإنسان والحياة بشكل عام، ولكنه ينسى في خضم انشغاله بما يراه من قوة مظاهر الطبيعة القوة الحقيقة التي تحرك كل تلك القوى، وهي قوة الله سبحانه الذي يملك مقاليد الأمر في الأرض والسماء . والتذكير بهذه القوة ليس لتخويف العباد من ربهم بل من أجل زرع تعظيمه في نفوسهم تعظيما يولد حباً، ويعين على طاعته وشكر نعمه، فالنبي صلى الله عليه وسلم أقرَّ الحبر في كلامه حول عظمة الله وقوته، وكيف أنه بقوته يضع الرحمن السموات بعظمها على إصبعه، والأرض باتساعها وثقلها على إصبع، وهذه الجبال التي تتصاغر أنفسنا أمام علوها وارتفاعها يضعها الرب جميعا على إصبع، والأشجار بكثرتها، والأنهار بطولها، وسائر الخلق بتعدده وتنوعه يضعه الرب على إصبع، فأي عظمة هي عظمة الله، وأي قوة هي قوته سبحانه، فكيف يعصيه بشر، وكيف يكفر به إنسان، ألا ما أعظَمَ حلم الله على عباده . الفوائد العقدية: 1- إثبات عظمة الله وقوته. 2- وجوب تعظيم الله وإجلاله. 3- إثبات الأصابع لله من غير تمثيل ولا تكييف . 4- إثبات اليد لله من غير تمثيل ولا تكييف. 5- إثبات صفة الكلام لله من غير تمثيل ولا تكييف . 6- موافقة أهل الكتاب فيما أخبروا به من الحق. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإننا لنتعجب أشد العجب من جرأة السائل وتهجمه على السنة النبوية الصحيحة الثابتة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: أما آن الأوان لكي نحكم العقل فيما ورد من السنة النبوية والتي غالبا ما يرد فيها أشياء تنسب إلى النبي الأكرم بغض النظر عن سند الحديث يجب التفكير في متنه!...إلخ. فقولك آن الأوان لكي نحكم العقل بغض النظر عن سند الحديث خطأ كبير فمن أنت حتى تحكم عقلك في النصوص الصحيحة الثابتة! وكان الواجب عليك الرجوع إلى العلماء الثقات ليزيلوا عنك الشبهات ويردوك إلى جادة الصواب، ولذلك نجد أنفسنا مضطرين إلى بيان جملة من الأصول والقواعد التي ينبغي مراعاتها في التعامل مع مثل هذه الأحاديث التي أشار إليها السائل، ثم بيان التفسير الصحيح الذي اتبعه سلف الأمة لأحاديث الصفات: الأصل الأول في الصفات وهو: أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل كما جمع الله تعالى بينهما في قوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. {الشورى:11}. فقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ نفي متضمن لكمال صفاته مبطل لمنهج أهل التمثيل، وقوله: وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. إثبات لأسمائه وصفاته وإبطال لمنهج أهل التحريف والتعطيل، فنثبت ما أثبته الله لنفسه وننفي ما نفى الله عن نفسه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، وهذا هو المنهج السليم الواجب المبني على العلم والحكمة والسداد في القول والاعتقاد، وله دليلان أثري ونظري، وإن شئت فقل سمعي وعقلي. أما الأثري السمعي فمنه قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. {الأعراف:180}. وقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. {الشورى:11}. وقوله: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. {النحل:74}. وأما النظري العقلي فلأن القول في أسماء الله وصفاته من باب الخبر المحض الذي لا يمكن للعقل إدراك تفاصيله، فوجب الوقوف فيه على ما جاء به السمع. واعلم أن الاشتراك في الأسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات، كما دل على ذلك السمع، والعقل، والحس. ومن قال بتحكيم العقل في هذا الباب يرد عليه من وجوه: الأول: أن الرجوع إلى العقل في هذا الباب مخالف لما كان عليه سلف الأمة من الصحابة، والتابعين، وأئمة الأمة من بعدهم، فما منهم أحد رجع إلى العقل في ذلك وإنما يرجعون إلى الكتاب والسنة، فيثبتون لله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسله إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل. قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل: نصف الله بما وصف به نفسه، ولا نتعدى القرآن والحديث. الثاني: أن الرجوع إلى العقل في هذا الباب مخالف للعقل؛ لأن هذا الباب من الأمور الغيبية التي ليس للعقل فيها مجال، وإنما تتلقى من السمع، فإن العقل لا يمكنه أن يدرك بالتفصيل ما يجب ويجوز ويمتنع في حق الله تعالى؛ فيكون تحكيم العقل في ذلك مخالفاً للعقل. الثالث: أن الرجوع في ذلك إلى العقل مستلزم للاختلاف والتناقض، فإن لكل واحد منهم عقلاً يرى وجوب الرجوع إليه كما هو الواقع في هؤلاء، فتجد أحدهم يثبت ما ينفيه الآخر، وربما يتناقض الواحد منهم فيثبت في مكان ما ينفيه أو ينفي نظيره في مكان آخر، فليس لهم قانون مستقيم يرجعون إليه. قال ابن تيمية رحمه الله في الفتوى الحموية: فيا ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة، فرضي الله عن الإمام مالك بن أنس حيث قال: أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء. ومن المعلوم أن تناقض الأقوال دليل على فسادها. الرابع: أنهم إذا صرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معنى زعموا أن العقل يوجبه، فإنه يلزمهم في هذا المعنى نظير ما يلزمهم في المعنى الذي نفوه مع ارتكابهم تحريف الكتاب والسنة. مثال ذلك: إذا قالوا المراد بيد الله عز وجل: القوة دون حقيقة اليد؛ لأن إثبات حقيقة اليد يستلزم التشبيه بالمخلوق الذي له يد. فنقول لهم: يلزمكم في إثبات القوة نظير ما يلزمكم في إثبات اليد الحقيقية؛ لأن للمخلوقات قوة، فإثبات القوة لله تعالى يستلزم التشبيه على قاعدتكم. والقول الفصل المطرد السالم من التناقض ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها من إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات، إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل، وإجراء النصوص على ظاهرها على الوجه اللائق بالله عز وجل، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. ويتبين هذا بأصلين: أحدهما: أن يقال لمن يثبت بعض الصفات دون بعض: القول في بعض الصفات كالقول في بعض. أي أن من أثبت شيئاً مما أثبته الله لنفسه من الصفات ألزم بإثبات الباقي، ومن نفى شيئاً منه ألزم بنفي ما أثبته وإلا كان متناقضاً. الأصل الثاني: أن يقال لمن يقر بذات الله تعالى ويمثل في صفاته أو ينفيها:القول في الصفات كالقول في الذات. يعني أن من أثبت لله تعالى ذاتاً لا تماثل ذوات المخلوقين لزمه أن يثبت له صفات لا تماثل صفات المخلوقين، لأن القول في الصفات كالقول في الذات، وهذا الأصل يخاطب به أهل التمثيل، وأهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم. فيقال لأهل التمثيل: ألستم لا تمثلون ذات الله بذوات المخلوقين؟! فلماذا تمثلون صفاته بصفات خلقه؟ أليس الكلام في الصفات فرعاً عن الكلام في الذات؟! ويقال لأهل التعطيل من المعتزلة ونحوهم: ألستم تقولون بوجود ذات لا تشبه الذوات؟ فكذلك قولوا بصفات لا تشبه الصفات!! مثال ذلك: إذا قال: إن الله استوى على العرش فكيف استواؤه؟ فيقال له: القول في الصفات كالقول في الذات فأخبرنا كيف ذاته؟ فإن قال: لا أعلم كيفية ذاته. قيل له: ونحن لا نعلم كيفية استوائه. وحينئذ يلزمه أن يقر باستواء حقيقي غير مماثل لاستواء المخلوقين، ولا معلوم الكيفية، كما أقر بذات حقيقية غير مماثلة لذوات المخلوقين، ولا معلومة الكيفية، كما قال مالك وشيخه ربيعة وغيرهما في الاستواء: الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. والرد على من يقول في نصوص الصفات: لا يجوز إجراؤها على ظاهرها لأن ظاهرها غير مراد. فجوابه أن يقال: ماذا تريد بالظاهر؟ أتريد ما يظهر من النصوص من المعاني اللائقة بالله من غير تمثيل، فهذا الظاهر مراد لله ورسوله قطعاً، وواجب على العباد قبوله، والإيمان به شرعاً؛ لأنه حق ولا يمكن أن يخاطب الله عباده بما يريد منهم خلاف ظاهره بدون بيان كيف، وقد قال: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُم. {النساء: 26} وقال: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا. {النساء: 176}. ويقول عن رسوله صلى الله عليه وسلم: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ. {النحل: 44}. ويقول: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. {الشورى: 52}. ومن خاطب غيره بما يريد منه خلاف ظاهره بدون بيان فإنه لم يبين له ولم يهده. أم تريد بالظاهر ما فهمته من التمثيل؟ فهذا غير مراد لكنه ليس ظاهر نصوص الكتاب والسنة؛ لأن هذا الظاهر الذي فهمته كفر وباطل بالنص والإجماع، ولا يمكن أن يكون ظاهر كلام الله ورسوله كفراً وباطلاً، ولا يرتضي ذلك أحد من المسلمين. وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن نصوص الصفات تجرى على ظاهرها اللائق بالله عز وجل من غير تحريف، وأن ظاهرها لا يقتضي تمثيل الخالق بالمخلوق، فاتفقوا على أن لله تعالى حياة، وعلماً، وقدرة، وسمعاً، وبصراً، حقيقة، وأنه مستوٍ على عرشه حقيقة، وأنه يحب ويرضى، ويكره ويغضب حقيقة، وأن له وجهاً ويدين حقيقة؛ لقوله تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ. {الفرقان: 58}. وقوله: وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. {البقرة: 29}. وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. {المائدة: 120}. وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. {الشورى: 11}. وقوله: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. {طه: 5}. وقوله: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ. {المائدة: 54}. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه. {المائدة: 119}. وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ. {التوبة: 46}. وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ. {النساء: 93} وقوله: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ. {الرحمن: 27}. بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان. {المائدة: 64}. فأجروا هذه النصوص وغيرها من نصوص الصفات على ظاهرها وقالوا: إنه مراد على الوجه اللائق بالله تعالى فلا تحريف ولا تمثيل. وأما القول بأن صفة اليدين في قوله تعالى: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاء. {المائدة: 64} يستلزم إثبات جارحة. فنقول فيه: إن ثبوت اليدين الحقيقيتين لله عز وجل لا يستلزم معنى فاسداً، فإن لله تعالى يدين حقيقيتين تليقان بجلاله وعظمته، وبهما يأخذ ويقبض، ولا تماثلان أيدي المخلوقين، وهذا من كماله وكمال صفاته، قال الله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ. {الزمر: 67} وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل. فأي معنى فاسد يلزم من ظاهر النص حتى يقال إنه غير مراد؟! ولابد من تقرير أمر مهم وهو: الكيف غير معلوم: وأما كون ما أخبرنا الله به عن نفسه مجهولاً لنا من جهة الكيفية فثابت بدلالة السمع والعقل. فأما دلالة السمع: فكما في قوله تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً .[طه:110]. فإن نفي الإحاطة علماً شامل للإحاطة بذاته وصفاته، فلا يعلم حقيقة ذاته وكنهها إلا هو سبحانه وتعالى، وكذلك صفاته. وأما دلالة العقل على ذلك: فلأن الشيء لا تدرك كيفيته إلا بمشاهدته، أو بمشاهدة نظيره المساوي له، أو الخبر الصادق عنه، وكل هذه الطرق منتفية في كيفية ذات الله تعالى وصفاته، فتكون كيفية ذات الله وصفاته مجهولة لنا. وأيضاً فإننا نقول: ما هي الكيفية التي تقدرها لذات الله تعالى وصفاته؟! إن أي كيفية تقدرها في ذهنك، أو تنطق بها بلسانك فالله أعظم وأجل من ذلك، وإن أي كيفية تقدرها في ذهنك، أو تنطق بها بلسانك فستكون كاذباً فيها؛ لأنه ليس لك دليل عليها. ورجوعا إلى حديث عبد الله بن مسعود وقول الحبر: إن الله يضع السماء على إصبع...إلخ فنقول: هذا الضحك من النبي صلى الله عليه وسلم تقرير لقول الحبر، ولهذا قال ابن مسعود: تصديقا لقول الحبر، ولو كان منكرا ما ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم ولا استشهد بالآية، ولقال له: كذبت كما كذب الذين ادعوا أن الذي يزني لا يرجم، ولكنه ضحك تصديقا لقول الحبر وسرورا بأن ما ذكره موافق لما جاء به القرآن الذي أوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم. قوله: ثم قرأ: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ. الآية: وهذا معنى الآية الذي لا تحتمل غيره، وأن السماوات مطويات كطي السجل للكتب بيمينه، أي: تبارك وتعالى، لأن ذلك تفسيره صلى الله عليه وسلم، وتفسيره في الدرجة الثانية من حيث الترتيب، لكنه كالقرآن في الدرجة الأولى من حيث القبول والحجة. وأما تفسير أهل التحريف، فيقول بعضهم: (قبضته)، أي: في قبضته وملكه وتصرفه، وهو خطأ، لأن الملك والتصرف كائن يوم القيامة وقبله. قول بعضهم: (السماوات مطويات)، أي: تالفة وهالكة، كما تقول انطوى ذكر فلان، أي: زال ذكره. و(بيمينه)، أي: بقسمه، لأن الله تعالى قال: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ. { الرحمن: 26-27}. فجعلوا المراد باليمين القسم... إلى غير ذلك من التحريفات التي يلجأ إليها أهل التحريف، وهذا لظنهم الفاسد بالله، حيث زعموا أن إثبات مثل هذه الصفات يستلزم التمثيل، فصاروا ينكرون ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته رسوله وسلف الأمة بشبهات يدعونها حججا. فيقال لهم: هل أنتم أعلم بالله من الله؟ إن قالوا: نعم، كفروا، وإن قالوا لا، خُصموا، وقلنا لهم: إن الله بين ذلك أبلغ بيان بأن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة، والرسول صلى الله عليه وسلم أقر الحبر على ما ذكر فيما يطابق الآية، وهل أنتم أنصح من الرسول صلى الله عليه وسلم لعباد الله؟ فسيقولون: لا. فهذا الحديث فيه إثبات الأصابع لله -عز وجل- وأنها من الصفات الذاتية التي تليق بالله وعظمته، وفيه إثبات خمسة أصابع لله عز وجل وأن الله تعالى يضع السماوات على أصبع، والأرضين على أصبع، والجبال على أصبع، والشجر على أصبع، وسائر الخلق على إصبع، فهذه خمسة أصابع. قال ابن خزيمة في باب إثبات الأصابع لله عز وجل بعد ذكر أحاديث الأصابع: والصواب والعدل في هذا الجنس مذهباً، مذهب أهل الآثار ومتبعي السنن، واتفقوا على جهل من يسميهم مشبهة، إذ الجهمية المعطلة جاهلون بالتشبيه... كيف يكون مشبهاً من يثبت لله أصابع على ما بيّنه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم للخالق البارئ. ونذكر السائل بما آل إليه حال من سلك مسلك أهل الكلام في الصفات فقد قال بعض العلماء: أكثر الناس شكّاً عند الموت أهل الكلام. وقد رجع بعضهم قبل موته إلى مذهب السلف، ومنهم الرازي حيث قال: رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن: أقرأُ في الإثبات: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. {طه: 5} يعني: فأثبت، وأقرأ في النفي: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. {الشورى: 11}، وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا. {طه: 110}. ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي. لأنه أقر قبل هذا الكلام، فقال: لقد تأملت الطرق الكلامية ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن. قال الشيخ ابن عثيمين: والحاصل أن هؤلاء المنكرين لما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله عز وجل اعتماداً على هذا الظن الفاسد أنها تقتضي التمثيل قد ضلوا ضلالاً مبيناً، فالصحابة رضي الله عنهم هل ناقشوا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا ؟ والذي نكاد نشهد به أنه حين يمر عليهم مثل هذا الحديث يقبلونه على حقيقته لكن يعلمون أن الله لا مثل له، فيجمعون بين الإثبات وبين النفي. إذاً موقفنا من هذا الحديث الذي فيه إثبات الأصابع لله عز وجل أن نقر به ونقبله، ولا نقتصر على مجرد إمراره بدون معنى فنكون بمنزلة الأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، بل نقرؤه ونقول: المراد به إصبع حقيقي يجعل الله عليه هذه الأشياء الكبيرة، ولكن لا يجوز أبداً أن نتخيل بأفهامنا أو أن نقول بألسنتنا: إنه مثل أصابعنا، بل نقول: الله أعلم بكيفية صفاته، بل نكل علمها إلى الله سبحانه وتعالى إلخ كلامه رحمه، وللمزيد يمكنك أيها السائل مراجعة: ودرء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية، وتقريب التدمرية للشيخ ابن عثيمين، والقول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين ، وقد اعتمدنا في جوابنا على ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في موقعه وبعض كتبه وهو رحمه الله كان له باع طويل في الرد على المخالفين وتقرير مذهب السلف أجزل الله له المثوبة ورحمه رحمة واسعة. والله أعلم. المصدر هنا |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [9] | |
|
عضو برونزي
![]() |
اقتباس:
الرسالات (السماوية) والعقل ومعضلة سؤال الأزل!(1) الرسالات (السماوية) والعقل ومعضلة سؤال الأزل !(2) الرسالات (السماوية) والعقل ومعضلة سؤال الأزل! (3) ومنه نقتبس " لأنك تؤمن بالطائفية، فإنك لن تستوعب ولن تُحسن الحديث عن الإيمان العام للبشر وعلاقة المخلوقات بالخالق، لأنك مُبرمج فقهياً ولست حراً فكرياً! فأنت لا تعرف الدين إلا كما يصفه لك آخرون – كما حددوا لك طائفتك التي لا يمكنك تغييرها! فإيمانك هو صناعة بشرية وصدفة ثقافية تربوية جغرافية تاريخية..، فهو إيمان بالفقه الذي هو فكر بشري لا عصمة ولا قداسة له! فأنت تعبد إلهًا لا تعرفه، ولا تعرف حقه عليك إلا بواسطة آخرين، وهذا نوع من الشرك؛ كما أن إيمانك يحوي تطاولاً على الخالق، واتهام له بأنه سيُحاسب الناس على أمورٍ لا يفقهونها، وأنه هو الذي قدّر ألا يفقهها سوى البعض منهم! وبحسب إيمانك، فإن الله ينبغي أن يُكافئ الفقهاء والأهل والحكومات، فهم الذين لقنوك الإيمان وألزموك به، ولا فضل لك إذا صح إيمانك! وأما إذا ما كُنت مخطئاً في إيمانك وما ترتب عليه من سلوك وممارسات..، فلا أدري كيف تتصور أنت الأمر! هل سيُحاسبك الله لأنك لم تستعمل عقلك الذي يُميّزك عن غيرك من المخلوقات؟ أم أنه سيُحاسب أولياء أمرك ! " |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [10] | |
|
عضو برونزي
![]() |
اقتباس:
|
|
|
|
||
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond