قابيل و هابيل
إنّ الأساطير السومرية هي الجذور الأساسية لمعظم الأساطير الدينية. فهناك حكايات سومرية مختلفة تعكس الصراع بين الراعي والمزارع. هذه الأساطير كانت بمثابة أساس لقصة قابيل و هابيل في الديانتين اليهودية و المسيحية، التي اقتبس الإسلام قصّته منهما.
أحد هذه الحكايات هي أسطورة إيميش، الراعي، وإنتن، المزارع، حيث قرّر هذان، تماماً كقابيل وهابيل في الديانات الإبراهيمية، تقديم قرابين للإله، و انتهت الحكاية بقبول قربان المزارع إنتن. و لعلّ قصة إنانا هي الأهمّ؛ حيث تبدأ برغبة الإلهة إنانا في إيجاد نفسها زوجاً؛ الأمر الذي يدفع دوموزي الراعي و إنكمدو المزارع للتقدم لها. تفضّل إنانا المزارع و لكنّها تختار الراعي على مضض بعد نصيحة أخيها، و تنتهي الأسطورة بفوز مؤقّت و زائف للراعي؛ لأنّها سُرعان ما تُضّحي به إلى العالم السفلي في أسطورة أخرى، و يكون بذلك النصر الحقيقي للمزارع الذي بقي على قيد الحياة.
إنّ النسخة القرآنية من الأسطورة غامضة للغاية، فهي تُجبرنا أن نعتمد على التفاسير المتأثرة مباشرةً بما ينعته الإسلام بـ"الإسرائيليات." تتفق التفاسير أنّها قصة قتل قابيل لهابيل و لكنّها تختلف في السبب. و يكون الفائز الحقيقي في روايات الديانات الإبراهيمية هو قابيل المزارع الذي حافظ على حياته.
| كما يقترض الله تعالى الآية ٣٢ من التلمود البابلي، و يرتكب المسلمون خطأً عند اقتباسهم هذه الآية لإظهار مدى سلام الإسلام، في حين أنّها تنطبق حصراً على بني إسرائيل كما ورد في أوّل الآية. |
|