شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪ > مواضيع مُثبتةْ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 01-15-2021, 06:09 PM   رقم الموضوع : [591]
سهيل اليماني
زائر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جالو مشاهدة المشاركة
وكل عام وانتم بخير يا صديقي، وأنا بدوري أتمنى لك سنة سعيداً مليئة بالفرح والسرور، وكلي أمل بأن يشهد هذا العام عودت العديد من قدامى الزملاء وعلى رأسهم أستاذنا ابا مينا،
أسمح لي يا صديقي بأن أشارك بتعليق بسيط على مشاركتك الأخيرة:-

أعتقد بأن لدينا نموذج قريب زمنياً منا، لأحد مدعي النبوة وهو الميرزا غلام أحمد مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، عاش ظروف سياسية ودينية قريبة نوعاً ما من حياة يسوع الناصري، فالهند كانت تحت الإستعمار البريطاني وقد ظهر فيها العديد من الجماعات الإسلامية التي تدعو إلى قتال الإنجليز وطردهم من الهند، وأقامة دولة إسلامية، فكان موقف الميرزا وهو رفض قتال الإنجليز...وركز على تجديد الخطاب الديني وتأويل آيات القرآن والأحاديث والنبؤات على هواه الخاص أو مع ما يتناسب ومستجدات عصره العلمية والسياسية...

عموماً، هذا ما نلاحظه في معظم قصص وسير الأنبياء، فهم عادة، دراويش وعرافين ومفسري أحلام ونبؤات وآيات ومساكين مسالمين...، وهذا فقط في حال كانت القوة والغلبة ليست بأيديهم، على سبيل المثال لا الحصر ، قصة النبي يوسف ودانيال ويسوع ومحمد "العهد المكي"...
لكن الوضع يختلف ١٨٠ درجة، إن تمكنوا وأصبحت لهم الغلبة والسلطة، فهم قادة سياسيين ودينيين ومجرمين وإرهابيين، موسى وداود ويشوع بن نون ومحمد أمثلة على ذلك.
فالحقيقة كلاهما شر مستطير، فالنوع الأول مجرم مع وقف التنفيذ لم تسمح له ظروف عصره السياسيه بأن يمارس عربدته وفوق كل ذلك لا تخلو بعض تعاليمهم من العنصرية والهمجية، والنوع الثاني كان أوفر حظاً للأسف، وفعل الأفاعيل باسم الرب والدين.
تحامل عجيب و تجاهل لكون صراع محمد ص في العهد المكي مع سلطة الملا القبلية الغاشمة.
و من حقه في منطق اي منصف _هو و من فروا معه مهاجرين ليثرب ان يحارب هؤلاء الاحزاب.
الامر اشبه بوصم من يقاوم عدو مجرم بأنه هو الارهابي و المجرم!
و هكذا سنة قلب الحقائق التي تجيدها الدول و اجهزة الاعلام و ادوات غسل الادمغة!



  رد مع اقتباس
قديم 01-16-2021, 01:48 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [592]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جالو مشاهدة المشاركة

أعتقد بأن لدينا نموذج قريب زمنياً منا، لأحد مدعي النبوة وهو الميرزا غلام أحمد مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية،
.
فعلاً ، وهناك جماعة تسبق المسيحية بفترة ليست بالطويلة "قمران" ،كان التاويل الباطنى المُحرك الدافع لها...

لكن السؤال الكبير اذا تكلمنا عن المسيحية تحديداً ،هو:
هل يعود السبب لبداية المسيحية كفرقة يهودية ذات بناء تاويلى باطنى ، الى يسوع ذاته؟
والى اى مدى ساهم تاويله فى صياغة الحركة؟

هناك جزءا من الاجابة سهلا ،وعليه اجماعا من العلماء النقاد ..
وهو ان هناك نسيجا مدراشيا عقائديا لا ينتمى ليسوع التاريخى ، بل نَسجَهُ بعض المسيحيون الاوائل ، ومنه على سبيل المثال :
ان يسوع أَوًل نصوص من العهد القديم ، تتكلم عن موته وبَعثُه فى ٣ ايام ، و انه مولودا من عذراء وابنا خالصا لله من دون الناس ،و نصوصا تربطه بالسماء (تجعله كائنا ذو اصل سماوى او الها،و انه مرفوعا هناك الخ ) ..
الجزء الثانى من الاجابة اصعب
هل أوًل يسوع بنفسه نص اشعياء الذى خرج من رحمه كلمة البشارة "الانجيل" :

روح السيد الرب علي، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق. ..

وبالتالى نص اشعياء :

«أنا هو الرب قد دعوتك بالبر. أمسكت بيدك وحافظت عليك وجعلتك عهدا للشعب ونورا للأمم
. لتفتح عيون العمي، وتطلق سراح المأسورين في السجن"

الخ الخ الخ

لو ثبت ذلك يقينا ، اذن لا مجال للشك ،فى ان حركة يسوع والتى بداها بنفسه ، كانت حركة دينية ، اعتبر فيها نفسه انه المسيح المنتظر، و الذى اعتقد بانه يجب ان يستهل مهمته المسيانية ،بتحقيق نبؤات المسيا المنتظر ، والتى اعتقد بان من ضمنها "محاربة الشياطين المُمرضة" التى هى سبب معاناة البشر ، واخراجها من البشر ،و حينئذ ينال البشر تلقائيا غُفران الذنوب...

لو لم يَثبُت ذلك ، لتغيرت الصورة تماما ..

اقتباس:
هذا ما نلاحظه في معظم قصص وسير الأنبياء، فهم عادة، دراويش وعرافين ومفسري أحلام ونبؤات وآيات ومساكين مسالمين...، وهذا فقط في حال كانت القوة والغلبة ليست بأيديهم، على سبيل المثال لا الحصر ، قصة النبي يوسف ودانيال ويسوع ومحمد "العهد المكي"...
لكن الوضع يختلف ١٨٠ درجة، إن تمكنوا وأصبحت لهم الغلبة والسلطة، فهم قادة سياسيين ودينيين ومجرمين وإرهابيين، موسى وداود ويشوع بن نون ومحمد أمثلة على ذلك.
هو كذلك بالضبط ..

ما فعله محمد كان بديهيا من انسان اعتبر نفسه ،تحقيقا لنبؤة النبى مثل موسي ..



  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ النجار على المشاركة المفيدة:
جالو (01-16-2021)
قديم 01-18-2021, 01:39 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [593]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

صلب المسيح بين التاريخ والاديان الابراهيمية :

الرواية العقائدية المضادة

الرواية العقائدية المضادة ،لا تٌنكر الصلب ، لكنها تنفيه" لأسباب عقائدية" عن يسوع بالتحديد.
نجد تلك الرواية فى ثنايا الاناجيل الغنوسية .

اقتباس مُختَصر من ترجمات للزميل العزيز لؤى عشرى :

اقتباس:
نبذة عن العقائد العامة لطوائف الغنوسيين مقتبسة من أحد الأبحاث المسيحية:

كان هناك جماعة هي جماعة الغنوسية وهي حركة وثنية مسيحية ترجع جذورها إلى ما قبل المسيحية بعدة قرون. وكان أتباعها يخلطون بين الفكر الإغريقي - الهيلينتسي – والفكر المصري القديم مع التقاليد الكلدانية والبابلية والفارسية (خاصة الزردشتية التي أسسها الحكيم الفارسي ذردشت (630-553 ق م)، والتي تعتمد على ثنائية الخير والشر، النور والظلمة، وكذلك اليهودية، خاصة فكر جماعة الأثينيين (الأتقياء) وما جاء في كتابهم " الحرب بين أبناء النور وأبناء الظلام "، والفلسفات والأسرار والديانات الثيوصوفية. وفوق ذلك الفلسفة الأفلاطونية، فلسفة وفكر أفلاطون (427 – 347 ق م)، الذي تأثرت به كثيراً وأخذت عنه أفكارها الجوهرية عن الإله غير المدرك والكون، والتي كانت منتشرة في دول حوض البحر المتوسط في القرن الأول. وكان الفيلسوف اليهودي فيلو من أكثر مناصريها، فقد أعتقد، أفلاطون، أن الله غير مدرك ولا يتصل بالمادة، وأن هناك قوة سامية " اللوغوس - λόγος - logos " التي خلقت العالم المادي، وهو كلمة الله أو عقل الله ". وأن البشر يصارعون من أجل التحرر من سجن الجسد، وانه يمكن إعادة التجسد (التناسخ - أي تعود الروح في أجساد أخرى أكثر من مرة - reincarnation) لأولئك الذين لم يتحرروا بالموت. بل ويرى بعض العلماء أن كل أصول الغنوسية موجودة عند أفلاطون لذا يقول العلامة ترتليان " أنا أسف من كل قلبي لأن أفلاطون صار منطلق كل الهراطقة."

ومعنى الغنوسية " حب المعرفة " ومنها " gnostic - غنوسي - محب المعرفة " من كلمة " ςισωνγ - gnosis " التي تعني " معرفة ". وهي عبارة عن مدارس وشيع عديدة تؤمن بمجموعات عديدة من الآلهة. وكانت أفكارهم ثيوصوفية سرية. ولما ظهرت المسيحية خلط قادة هذه الجماعات بين أفكارهم، وبين بعض الأفكار المسيحية التي تتفق معهم.وتتلخص أفكارهم في الآتي:

(1) الإيمان بإله واحد مطلق غير مدرك ولا معروف وأسمى من أن يعرفه مخلوق ما، فهو روح محض ومطلق، هذا الكائن عرفوه بأسماء كثيرة أهمها "البليروما" – πληρωμα والذي يعني الملء ويشير إلى قدرات هذا الإله الكلية. وقد ترجمت كلمة بليروما في الرسالة إلى كلوسي بـ " ملء اللاهوت "؛ " الذي فيه (المسيح) يحل كل ملء اللاهوت جسديا " (2 :9)، كما أسموه أيضاً " بيثوس - Βυθος- bythos "، العمق.

(2) هذا الإله، يقولون، أنه انبثق منه، بثق من ذاته، أخرج من ذاته، خرج منه بالانبثاق عدد لا يحصى من الكائنات الإلهية، أو القوات الروحية ذات الأنظمة المختلفة التي أسموها بالأيونات (αιωνος- aeons) والتي توالت في الانبثاق من ذاتها إلى ما لا نهاية. أو كما قالت الكثير من فرقهم أن هذا الإله بثق من ذاته 365 ايون وكل أيون بثق من ذاته 365 وهكذا كل واحد بثق من ذاته 365 على ما لا نهاية!.هذه القوات المنبثقة من الإله السامي، والتي انبثقت من الأيونات نفسها، كان لها أنظمة مختلفة وأسماء مختلفة وتصنيفات وأوصاف مختلفة. ومن ثم فقد آمنوا بمجموعة كبيرة من الآلهة.

(3) وقالوا بالوجود السابق للمادة، وأن هذا الإله السامي والصالح لم يخلق المادة التي كانت موجودة، بحسب الفكر الأفلاطوني سابقا، بل أخرج، انبثق من ذاته، العالم الروحي المكون من هذه الأيونات، وتكون هذه الأيونات مع الإله السامي البليروما (pleroma)، أو الملء الكامل، دائرة الملء الإلهي. وأن هذا الإله السامي الذي أخرج العالم الروحي من ذاته لم يخلق شيئاً. فهم يؤمنون بأزلية المادة.

(4) ومن هذه الأيونات قامت الحكمة، صوفيا (Σoφíα - sophia)، التي بثقت، أخرجت، من ذاتها كائناً واعياً، هو الذي خلق المادة والعوالم الفيزيقية، وخلق كل شيء على صورته، هذا الكائن لم يعرف شيئاً عن أصوله فتصور أنه الإله الوحيد والمطلق، ثم أتخذ الجوهر الإلهي الموجود وشكله في أشكال عديدة، لذا يدعى أيضا بالديميورج (demiurge)، أي نصف الخالق. فالخليقة مكونة من نصف روحي لا يعرفه هذا الديميورج، نصف الخالق ولا حكامه.

ومن هنا فقد آمنوا أن الإنسان مكون من عنصرين عنصر إلهي المنبثق من الجوهر الإلهي للإله السامي ويشيرون إليه رمزيا بالشرارة الإلهية، وعنصر مادي طبيعي فاني. ويقولون أن البشرية بصفة عامة تجهل الشرارة الإلهية التي بداخلها بسبب الإله الخالق الشرير وارخوناته (حكامه). وعند الموت تتحرر الشرارة الإلهية بالمعرفة، ولكن أن لم يكن هناك عمل جوهري من المعرفة تندفع الروح، أو هذه الشرارة الإلهية، عائدة في أجساد أخرى داخل الآلام وعبودية العالم.

واعتقد بعضهم بالثنائية (dualism) الإلهية أي بوجود إلهين متساويين في القوة في الكون؟ إله الخير، الذي خلق كل الكائنات الروحية السمائية، وإله الشر الذي خلق العالم وكل الأشياء المادية.وربطوا بين إله الشر وإله العهد القديم.وقالوا أن المعركة بين الخير والشر هي معركة بين مملكة النور ضد مملكة الظلمة
وأعتقد بعضهم أن إله الخير خلق الروح وقد وضعها إله الشر في مستوى أدني في سجن الجسد المادي الشرير. وهكذا فأن هدف البشرية هو الهروب من سجن الجسد المادي الشرير والعودة إلى اللاهوت أو التوحد مع إله الخير.وقد فهموا خطأ قول القديس بولس بالروح " إذا أن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض لا تمسّ ولا تذق ولا تجس. التي هي جميعها للفناء في الاستعمال حسب وصايا وتعاليم الناس. التي لها حكاية حكمة بعبادة نافلة وتواضع وقهر الجسد ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية " (كو20:2-23).

وآمن بعضهم بوجود مستويات روحية مختلفة للكائنات البشرية، وقالوا بالاختيار السابق وزعموا أن أصحاب المستوى الروحي الأعلى ضامنون الخلاص مستخدمين قول القديس بولس بالروح " لان الذين سبق فعرفهم سبق فعيّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين. والذين سبق فعيّنهم فهؤلاء دعاهم أيضا. والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضا. والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضا " (رو29:8-30). وأن أصحاب المستوى الروحي المنخفض ليس لهم خلاص، أما الذين في المنتصف فعليهم أن يجاهدوا للخلاص

وآمنوا أنه يوجد حق مُعلن في جميع الأديان. والخلاص بالنسبة لهم ليس من الخطية بل من جهل الحقائق الروحية التي يمكن الوصول إليها بالمعرفة التي جاءت عن طريق رسل، خاصة المسيح كلمة (اللوجوس - λογος - logos) الإله الحق. وليس بآلامه وتقديم ذاته للموت بل بتعليمه وكشفه للأسرار ومفهوم الخلاص. فالخلاص، من وجهة نظرهم، يتم فقط من خلال المعرفة (gnosis)، ومن ثم خلطوا بين أفكارهم القديمة وفهمهم الخاطئ لقول القديس يوحنا بالروح " وتعرفون الحق والحق يحرركم " (يو32:flowers وأيضا " كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم. كان في العالم وكوّن العالم به ولم يعرفه العالم. إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله " (يو6:1-13).

وقالوا أن المسيح قد كشف المعرفة الضرورية للخلاص. ولذا فقد نادوا بوجود مجموعة من التعاليم السرية الخاصة جداً والتي زعموا أن المسيح قد كشفها وعلمها لتلاميذه ربما لسوء فهمهم لآيات مثل " وبأمثال كثيرة مثل هذه كان يكلمهم حسبما كانوا يستطيعون أن يسمعوا. وبدون مثل لم يكن يكلمهم. وأما على انفراد فكان يفسر لتلاميذه كل شيء " (مر33:4-34) و" لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون. بل نتكلم بحكمة الله في سرّ. الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا " (1كو6:6-cool.

ومن ثم زعموا وجود مجموعة من التعاليم السرية التي كتبوها في كتب ونسبوها لرسل المسيح وتلاميذه ...

هرطقة باسيليدس الغنوسية عن صلب سمعان الكيرنوي بدل المسيح

لم يأتِ الدين الإسلامي بجديد حين رفض أهمّ العقائد المسيحيّة و هي صلب المسيح وفقاً لعقيدة الصلب للإله المتجسد فداءً للبشرية من خطاياهم. سنعرض هنا لمسألة إنكار حقيقة الصلب في الإسلام وما قبله لدى بعض البدع المسيحيّة. والتي تبناها الإسلام لرفض محمد فكرة التثليث التي رآها مثلما رآها اليهود عقيدة شركية ولذلك فضل نفي قصة الصلب نفسها على طريقة الغنوسيين، وإن كان نفيهم لأسباب لاهوتية مختلفة عن أسباب محمد فهم لأنهم رأوا استحالة تجسد الإله في المادة التي هي عندهم الشر، أما محمد فلهدم عقيدة تأليه المسيح وفكرة الصلب والفداء من أساسها وفي نفس الوقت مدخلاً المسيح الناصري مؤسس المسيحية كنبي من أنبياء القرآن بشكل توفيقي.

فمنذ القرن الأوّل للمسيحيّة حارب القدّيس اغناتيوس الأنطاكي في كتاباته البدعة المسمّاة بـ"المشبّهة أو الظاهرية" الذين كانوا يعتقدون أنّ يسوع قد صلب وتألّم ظاهريّاً فقط. فيؤكّد القدّيس حقيقة التجسّد والصلب والقيامة.

كذلك حارب القدّيس إريناوس أسقف ليون (202م) في كتاباته بدعة باسيليدس الذي كان يعتقد أنّ المسيح لم يُصلب، بل سمعان الكيرنويّ (نسبة إلى كيرنية وهي مدينة بليبيا،أو القيروانيّ كما في الترجمة العربية لإنجيل مرقس15: 21) هو مَن صُلب مكانه. فيقول باسيليدس: "وسمعان هو الذي صُلب جهلاً وخطأ، بعد أن تغيّرت هيأته فصار شبيهاً بيسوع، بينما تحوّل يسوع إلى هيئة سمعان"

أهم جزء مما يرويه إريناوس (120-202م) عن حركة باسيليدس الغنوسية:
Irenaeus [a.d. 120–202.] against heresies: Book i / chapter xxiv.—doctrines of saturninus and basilides

من كتاب: ضد الهرطقات/ السفر الأول/ الفصل 24/ تعاليم ساتورنينُس وباسيليدس:

4- هؤلاء الملائكة الذين يشغلون أدنى سماء، أي المرئية لنا، شكلوا كلَّ الأشياء التي في العالم، ووزعوا حصصاً بين أنفسهم من الأرض وأولئك الأمم اللاتي عليها. رئيسهم هو الذي يُعتَقَد بأنه إله اليهود، وبما أنه رغب في جعل كل الأمم الأُخَر خاضعة لشعبه_أي اليهود_ عارضه وقاومه كلُّ الأمراء الآخرين. لذلك كانت كل الأمم الأخر في عداوة مع أمته. لكن الأبَّ الذي بلا ميلاد ولا اسم، مدركاً أنهم سيهلكون، أرسل ابنَه البِكرَ الـ ناووس [العقل naus] الذي يُدعَى المسيح ليعطيَ الخلاصَ لمن يؤمنون به، من سلطانِ الذين عمَلُوا العالمَ. لقد ظهر_حينئذٍ_على الأرض كإنسان، لأمم هؤلاء القوى، وعمل المعجزات. ولذا لم يعانِ هو نفسه الموتَ، بل سمعان، رجل معين من قيرنية_مُجبَرَاً_حملَ الصليبَ بدلاً عنه، لذا مُغَيِّراً شكلَ هذا الأخيرِ من قِبَلِه_لكي يُظَنَّ أنه يسوع_صُلِب_من خلال الجهل والخطأ_بينما تلقى يسوعُ نفسُه شكلَ سمعان، و_واقفاً جانباً_ضحك عليهم لأنه كان قوة روحية، وناووس[عقل] الأب الغير مولود، لقد غيَّرَ شكلَه كما يودُّ، وهكذا صعد إلى الذي أرسلَه، ساخراً منهم، بما أنه لا يمكن أن يوضَعَ في الأسر، وكان غيرَ مرئيٍّ للجميع. لذا فالذين يعلمون أولئك الأشياءَ قد حُرِّرُوا من إماراتِ الذين شكَّلُوا العالمَ، لذا فليس فرضاً علينا أن نعترفَ بالذي صُلِبَ، بل بالذي جاء في شكل إنسان، واعْتُقِدَ بأنه صُلِبَ، والذي دُعِيَ يسوع، وأُرْسِلَ من الأبِّ، إذ بهذا التدبير الإلهيّ دمَّرَ أعمالَ صانعي العالم، لذا صرَّحَ بأنه إذا اعترف أي واحد بالمصلوب، فهذا الأنسان ما زال عبداً، وتحت سلطان الذين شكّلُوا الأجسادَ، لكن من ينكره قد حُرِّرَ من أولئك الكائنات، وأُطْلِعَ على التدبير الإلهيّ للأب الغير مولود.


الرسالة الثانية لشيث العظيم:

قطعة من الترجمة الإنجليزية للسفر الغنوسي المسمى الرسالة الثانية لشيث العظيم من مخطوطات نجع حمادي المكتشفة التي تعود إلى 350-400م:

والخطة التي دبروها بصددي لتحرير خطئهم وحماقتهم، أنا لم أخضع لهم كما قد خططوا. بل لم أُبْتَلَ على الإطلاق. الذين كانوا هناك بطشوا بي. ولم أمت في الحقيقة بل في الظاهر، خشية أن أوُضَعَ في الخزي بسببهم لأنهم أسرتي. لقد أزلتُ الخزيَ عني ولم أصِرْ ضعيفَ القلب في وجه ما حدث لي على أياديهم. لقد كنتُ على وشك الاستسلام للخوف، ولقد تعذبت وفقاً لرؤيتهم وظنهم لكي لا يجدوا أبداً أيَّ كلمةٍ للحديث عنهم. لأن موتي_الذي ظنوه قد حدث_[قد حدث] لهم في إثمهم وعماهم، إذ سَمَّروا رَجُلَهم إلى موتِهم. لأن إنُّوياتهم [أفكارهم their ennoias] لم ترَني، لأنهم كانوا صماً وعمياناً. لكن في فعل هؤلاء الأشياءِ، قد أدانوا نفوسهم. أجل، لقد رأوني، بطشوا بي. لقد كان آخَرَ، أباهم، الذي شربَ المرَّ والخل، لم يكن أنا. لقد ضربوني بالقصبة، كان آخَرَ: سمعان، الذي حمل الصليبَ على كاهله. لقد كان آخَرَ الذي وضعوا عليه تاجَ الأشواك. لكني كنتُ أبتهج في العُلا فوق كل ثروة الحكام [الأراكنةarchons ] وذريةِ إثمِهم، [ذرية] مجدِهم الفارغ. وكنتُ أضحك على جهلهم.

ولقد أخضعتُ كلَّ قواهم، إذ حين نزلت، لم يرني أحدٌ. إذ كنتُ أبدل أشكالي، متغيراً من هيئة إلى هيئة. ولذا، حين كنتُ عند بواباتهم، انتحلت شكلهم. إذْ تجاوزتُ بهدوء، وكنت أرى الأماكن، ولم أَخَفْ ولا خَزِيِتُ، لأني كنتُ غير مدنس [غير جسديّ]. وكنت أتحدث معهم، وكنت أختلط بهم بواسطة الذين لي، ودائساً على الذين كانوا أفظاظاً معهم بحميَّةٍ، وأخمدتُ اللهبَ، وكنت أفعل كلَّ هؤلاء الأشياءِ لأجل رغبتي لأنجزَ ما رغبتُ بمشيئةِ الأب السماويّ.

ملاحظات:

قوله أسرتي يقصد النص بها بني إسرائيل قومه، والجملة تأتي بعد حديثه عن الدهور أو الأيونات الشريرة مما قد يثير اللبس.
قوله أباهم يعني الجسد الذي هو المادة حيث الجسد والمادة هي أساس الشر عند معظم طوائف الغنوسيين.
- واعتقد آخرون من طوائف الغنوسيين، أن روح المسيح الحي حلت على جسد يسوع، وفارقته عند الصلب، فلم يصلبوا سوى المادة الجسد التي هي شر عند الغنوسيين وأصل الشرور.

كيرنث، وكربوكراتيس (نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني الميلادي):

قال إرنايوس عنهما: أنهما نفيا خلق الله للعالم وإنما من قوى إلهية لا علاقة لها بالرب الأول الغير معلن عنه وأنكرا ولادة يسوع من الروح القدس(وفقاً لرواية الإنجيل) وإنما هو ابن طبيعي ليوسف النجار ومريم مثل باقي البشر ولكن بعد أن تعمد في نهر الأردن أمام يوحنا المعمدان ونزلت الروح العليا " المسيح " في صورة حمامة على كتفه، أي إن يسوع أصبح في نفس الوقت المسيح، وفي النهاية انفصل المسيح عن يسوع وصلب يسوع أما المسيح فرجع لحالته الأولى.

أوفيتين:

يمكن تلخيص أفكاره في النقاط التالية (وفقاً لرواية الأب " إرنايوس")
في البدء كان هناك 7 عناصر، منها ثلاث كائنات إلهية:
(1) النور الأول الأزلي وهو بمثابة الإنسان الأزلي العتيق وهو غير محدود وهو الأب الأول
(2) الإنسان الابن وهو الإنسان الثاني ويدعى " الفكر" (إنويا) خرج من الأول رغم أن كلمة إنويا في اليونانية مؤنث
(3) الروح القدس ذات طبيعة أنثوية وتحتل مكانها بين الآخرين.
وأربعة عناصر مادية :
الماء والظلام والفوضى الأولى والهاوية(حرفياً تعني " لا أرض" في النص اليوناني)
تتحد الكائنات الالهية الثلاث وتنجب الإنسان الثالث " المسيح"
بعدها دخلت الأم والابن (المسيح) عالم أبدي مكنون( إيون) ومقدس وهو يكافئ الكنيسة الحقيقية السماوية، وهنا تأسس اليمين واليسار فأخذ المسيح على الفور الميمنة، أما الأم والتي لم تكن تستطيع حمل النور العظيم اتجهت لليسار ففاض النور الذي تحمله لليسار ونزل للأسفل فكان كيان مزدوج الجنس (ذكر وأنثى) تدعى صوفيا (الحكمة) وكيان آخر أنثوي يدعى (برونيكوس) أي الشهوة، نزلا في الماء (الماء هنا تعبير عن المادة الشريرة) حتى القاع فأصبح لهم جسدان وحاولا الخروج من الماء فلم يستطيعا بسبب ثقل الجسد لكن بفعل قوة مرسلة من النور الأول استطاعا الخروج من الماء وبفعل المزيد من الطاقة تخلصا من ثقل الجسد.
وتلد الأم ولدا بأنفاسها ويدعى " يلداباوت" أي ابن الهيولي في العبرية لكنه عند فالنتينوس بمعنى " نفس العالم"
ويلد " يلداباوت" ولداً ، وهذا الولد يلد ولداً.. وهكذا حتى وصل العدد إلى ستة من الأولاد فأصبح مجموع الجيل الأخير 7 بأضافة يلداباوت (اسماء الأولاد (القوى) السبعةعلى التوالى: يلداباوت، ياو، سبعوت، ادونيوس، الويوس، أوريوس، أستافايوس)، هؤلاء السبعة أصحاب السبع درجات (أو منازل) قاموا بخلق السماء والأرواح والملائكة وبقيت الأم في المنزلة الثامنة العليا.
بسبب الصراع على السلطة يحزن يلداباوت ونظر لقاع المادة وتجسدت رغبته فيها ولداً يدعى " نوس" أو " نون" كان يحمل عناصر الروح والعناصر الأرضية و يتلوى مثل الثعبان به روح الشر والغيرة والحسد والموت. وحدث أن صرخ يلداباوت بأنه كل شيء ولا شيء فوقه ومن الأعالي صرخت الأم" لا تكذب يا يلداباوت فوقك الأب الإنسان الأول والإنسان ابن الإنسان الأول.
وبحث يلداباوت عن مصدر الصوت فلم يعرف فقرر هو وباقي أحفاده الستة أن يخلقوا إنسان على شاكلتهم بنفس الطول والعرض ولكي يجعلوه خاويا من " التعقل" خلقوا له حواء
وبعد حكاية الغواية والأكل من الشجرة المحرمة يطرد الإنسان وحواء من الجنة.
كان ذلك إختصاراً لأهم عناصر الأسطورة الاوفيتينية وفقا لرواية الأب " إرنايوس" فالحكاية مليئة بالتفاصيل الكثيرة، لكن يهمنا هنا هو التأسيس لفصل خلق العالم عن القوى الإلهية الأولى وترك خلق العالم في يد يلداباوت والقوى التي خرجت منه وهي قوى ماكرة وأقل مرتبة من الأب الأول.التأكيد على إن المسيح كان موجود منذ الأبد وهو نتاج تزاوج العناصر الإلهية الثلاثة الأولى: الأب الأول والابن (إنويا) الفكر والأم الروح القدس. وعن طبيعة يسوع فهي أرضية لكنه مقدس لكونه خرج من مريم المقدسة نزل المسيح عليه وتجسد فيه وقبل صلب يسوع انفصل المسيح عنه ورجع للسماء ولكنه لم ينسه ومده بقوة منه.
وسوف نلاحظ أن هذه التصورات صيغت بشكل يختلف قليلاً في أفكار الشتية وجماعة باربلوا الغنوسية.

رؤيا بطرس (الغنوسية)

"سفر رؤيا بطرس الغنوصى" هو نص موجود في مكتبة نجع حمادي ، وجزء من أبوكريفا العهد الجديد. ومثله مثل الغالبية العظمى من النصوص في مكتبة نجع حمادي ، فهو غنوصى الافكار بشكل كبير. ويُقَدِر العلماء بانه تمت كتابته من حوالي عام 100-200 م.:
ويكشف النص الغنوصي ، كيف انه عن طريق رؤى عديدة ،فهم بطرس بشكل كامل ،وعن طريق الوحى ،طبيعة رسالة المسيح . و دحض المسيح في سياق تعاليمه لبطرس، `` أخطاء '' الجماعات المسيحية غير الغنوصية ، ولا سيما المسيحيون الأرثوذكس الأوائل
ويتألف النص من ثلاث رؤى، يفسرها يسوع الُمخَلِص لبطرس.

رؤيا بطرس (الغنوسية)
(agnostic) apocalypse of peter
translated to english by james brashler and roger a.bullard

حين كان المخلص جالساً في الهيكل في السنة الثلاثمئة من العهد وموافقة العمود العاشر, وكان راضياً عن عدد الأحياء, النزيهين العظماء, قال لي : "بطرس, مباركون الذين هم فوق منتمين للآب, الذي كشف الحياة لمن هم من الحياة, من خلالي, حيث أني ذكّرت الذين يبنون على ما هو قوي, لكي يسمعوا كلامي، ويفرقوا بين كلمات الفساد وانتهاك الشريعة وبين الصلاح, لكونها من فوق من كل كلمة للبليروما (المِلأ أو الكلية) الحق هذا، مستنيرة برضا الذي تنشده المبادئ. لكنهم لم يجدوه, ولم يذكر في أي من أجيال الأنبياء. وقد ظهر الآن بين هؤلاء, الذي فيه ظهر, ابن الإنسان، الذي مُجدَ فوق السماوات في خوف الإنسان من شبه الجوهر. لكنك أنت, يا بطرس, أصبحت كاملاً منسجماً مع اسمك ونفسي, الذي اختارك, لأنه منك أسست قاعدة بقايا من استدعيت للمعرفة. لهذا كن قوياً إلى حين تزييف الصلاح- من الذي يستدعيك، مستدعياً إياك لمعرفته بطريقة تستحق الفعل بسبب الرفض الذي حدث له, ورُبَط يديه ورجليه, والتاج من الذين في منطقة الوسط, وجسد شعاعه الذي أحضروه على أمل الخدمة بسبب جائزة الشرف، لأنه كان على وشك أن ينكرك ثلاث مرات في هذه الليلة".
وبينما كان يقول هذه الأشياء، رأيت الكهنة والشعب يركضون نحونا حاملين حجارة, كما لو كانوا سيقتلوننا, وكنت خائفاً من أن نموت.
وقال لي ," بطرس, لقد اخبرتك مرات عديدة أنهم عميان بلا هادٍ. إذا أردت أن تعرف عماهم, ضع يديك على عينينك وقل ما الذي تراه."
لكن عندما فعلت ذلك, لم أر شيئا. قلت: " لا أحد يرى ( بهذه الطريقة)."
ومرة اخرى قال لي " افعل هذا ثانية."
وحل بي خوف وبهجة , لأني رأيت نوراً جديداً أعظم من نور النهار. ثم نزل على المخلص . وأخبرته عن أولئك الأشياء اللواتي رأيتهن.
وقال لي مرة اخرى: " ارفع يديك واسمع لما يقوله الكهنة والشعب."
وسمعت الكهنة وهم جالسون مع الكتبة . والعامة يصرخون.
وحين سمع أولئك الأشياء مني قال لي," أصغ أذنيك واستمع للأشياء التي يقولونها."
وسمعت مرة اخرى: " فيما أنت جالس, فإنهم يمجدونك".
وحين قلت أولئك الأشياء, قال المخلص: " لقد أخبرتك أن هؤلاء الشعب عميان وصم. والآن, استمع للأشياء التي يقولونها لك بالغموض, واحرسهم, ولا تخبرها لأبناء هذا الجيل. لأنهم سوف يجدفونك في هذه الأجيال حيث أنهم جهلة بك, لكنهم سيمتدحونك في المعرفة."
" لأن الكثيرين سيقبلون تعاليمنا في البداية. وسيبتعدون عنها مرة اخرى بمشيئة الآب بسبب خطيئتهم, لأنهم فعلوا ما أراده. وسيكشفهم في يوم دينونته . أعني، خدام الكلمة . لكن من اختلطوا بهؤلاء سيصبحون سجانيهم, لأنهم من غير إدراك. والأمين, الخير, الطاهر الذي يدفعونه إلى صانع الموت, وإلى مملكة الذين يمجدون المسيح في بعث. ويمجدون رجال نشر الباطل , فهؤلاء سيأتون بعدك. وسوف يلتصقون باسم رجل ميت, ظانين أنهم سيصبحون طاهرين. ولكنهم سيصيرون مدنسين جداً وسيسقطون في اسم خطيئة, وفي رجل شرير وماكر وعقائد متعددة, وسيُحكمون بلا شريعة."
"لأن بعضهم سيجدف على الحقيقة وينادي بتعاليم شريرة. وسيقولون أشياء شريرة ضد بعضهم البعض. والبعض سيدعون ) أولئك ) الذين يقفون في ( الـ) قوة الملائكة , لرجل وامرأة عارية متعددة وخاضعة لكثير من الآلام. وهؤلاء الذين يقولون أشياء سيسألون عن الأحلام. وإذا قالوا أن الحلم جاء من جان يستحقون خطيئتهم، وسيعطون بعد ذلك هلاكاً بدلاً من النزاهة.
"لأن الشر لا يقدر أن ينتج ثماراً جيدة. لذا فإن المكان الذي يُنتَجون منه هو مثله، لأن ليس كل روح من الحق, ولا من الأبدية . لأن كل روح من هذه الأجيال قد عين لها الموت حسب رأينا, لأنها دائماً عبدة, حيث أنها خلقت من أجل رغباتها ودمارها الأبدي، الذي هم فيه ومنه. إنهم يحبون مخلوقات المادة التي جاءت معهم."
"لكن الأرواح الأبدية ليست كتلك, يا بطرس. لكنها بالحقيقة, طالما أن الساعة لم تأتِ بعد, فإنهن سيشبهن الفانيات, بل لن يكشف لهن طبيعتهن، وتفكرن حول الخلود، لديهن ايمان, ورغبة في التبرؤ من أولئك الأشياء."
"لأن الناس لا تجمع التين من الشوك أو الحسك, لو كانوا حكماء, ولا العنب من الشوك. لأنه, من جهة, فإن الذي يصير دائماً فيما هو منه, كونه من الفاسد, الذي يصير دماراً له وموتاً. لكن الذي يشرع أن يكون في الأبدي هو امرؤ الحياة وأبدية الحياة التي تشبههم.
" لهذا فإن كل ما يوجد لن يتحلل إلى ما لا يوجد. لأن الصم والعمي ينضمون فقط مع من هم مثلهم."
" لكن الآخرين سيتغيرون من كلمات شريرة وغوامض مضلة. البعض ممن لا يفهم الغموض يتحدثون بأمور لا يفهمونها, لكنهم سيتفاخرون بأن غموض الحقيقة هو ملك لهم فقط. وبغطرسة سيؤسرون للغرور ليحسدوا الروح الخالدة التي قد صارت ثمرة. لأن كل سلطان, وحكم, وقوة للدهور يتمنى أن يكون مع هؤلاء في خلق العالم, لأن من ليسوا كذلك, قد نسوا من قبل الذين هم كذلك, ليمجدوهم , على الرغم من أنهم لم يخلصوا, ولا أحضروا إلى السبيل من قبلهم, متمنين دائماً أن يصيروا خالدين. إذ لو استقبلت الروح الخالدة قوة في روح مفكرة، بل في الحال انضم كل منهم مع واحد من الذين أضلوهم.
"لكن كثيرون آخرين, ممن يعارضون الحقيقة وهم رسل الإثم, سينصبون آثامهم وشريعتهم ضد عقائدي النقية هذه, كمن ينظر من منظور معتقداً أن الخير والشر من (مصدر) واحد. إنهم يتاجرون بكلمتي. وسوف ينتج عن ذلك قدر مؤلم. جنس الأرواح الخالدة سيذهب فيه إلى الهباء, حتى يوم مجيئي, إذ سيخرجون منهم، ومسامحتي لآثامهم، التي بها سقطوا من خلال خصومهم، الذين حصلت على فديتهم من العبودية التي كانوا فيها, لأعطيهم الحرية ليعملوا تقليداً باق باسم الرجل الميت, من هو هرمس, المولود الأول للفساد, لكي لا يصدق ذلك النور الموجود من قبل الصغار. لكن الذين من هذا النوع هم العمال الذي سيطرحون الى الظلام الخارجي، بعيداً عن أبناء النور. إذ لا هم سيدخلون, ولا سمحوا للذين يصعدون علواً لينالوا الموافقة على تحريرهم."
"ولا يزال آخرون منهم ممن يعانون يعتقدون أنهم سيكملون حكمة الأخوة الموجودة فعلياً, التي هي رفقة روحية لمن اتحدوا في تشارك, الذي من خلاله زفاف النزاهة سيكشف. الجنس المماثل سيظهر كزيف. هؤلاء هم من يحزنون إخوتهم, قائلين لهم: " من خلال هذه فإن إلهنا له رحمة, إذ الخلاص جاء إلينا من خلال هذه" غير عارفين عقاب الذين جُعِلوا سعداء من قبل من فعل هذا الشيء للصغار الذين رأوهم, [و] من أخذوهم رهائن."
"وسيكون هناك آخرون من الذين هم خارج عدادنا الذين يسمون أنفسهم أساقفة وكذلك شمامسة, كما لو أنهم استلموا سلطتهم من الله. إنهم يحنون أنفسهم تحت حكم القادة. هؤلاء الناس هم قنوات جافة".
لكنني قلت: " إنني خائف لأجل ما قلته لي، إن الصغار حقاً في نظرنا هم المزيفون, حقاً, إن هناك جموعاً سيضلون جموعاً أخر من الأحياء، ويدمرونهم بينهم. وحين ينطقون اسمك سيُصَدقون."
قال المخلص: "لوقت محدد لهم بالنسبة إلى إثمهم فسيحكمون الصغار. وبعد اكتمال الخطأ, سيصبح الكبير أبداً شاباً، وسيحكمون (الصغار) الذين هم حكامهم. فانه سوف ينتزع جذور خطئهم, وسيضعها في عار بحيث ستظهر في كل الوقاحة التي زعمتها لنفسها. ومثل هؤلاء سيصيرون غير متغيرين, يا بطرس."
"لهذا فتعال, دعنا نذهب مع كمال إرادة الأب غير القابل للفساد. إذ انظر, هؤلاء الذين سيحضرون لهم الدينونة قادمون، وسيضعونهم في العار. ولكن أنا لا يستطيعون أن يلمسوني. وأنت, يا بطرس, ستقف في وسطهم. لا تخف بسبب جبنك. فإن عقولهم ستغلق, لأن الخفي قد ضادَّهم."
حين قال هذه الأشياء , رأيته في ما يبدو محاصراً من قبلهم. وقلت: " ماذا أرى, يا رب؟ إنه أنت نفسك الذي أخذوه, وذلك أنت تمسك بي؟ أو من هذا، المبتهج الذي يضحك على الشجرة؟ وهل هو آخر من دقوا يديه ورجليه؟"
قال المخلص لي: " الذي رأيته على الشجرة, مبتهجاً وضاحكاً , هو يسوع الحي. لكن الذي اخترقت المسامير يديه ورجليه هو جزؤه الجسدي, الذي هو كائن بديل وُضِع في العار, الذي جاء للوجود شبيهاً له. ولكن انظر إليه ولي."
لكني, حين نظرت, قلت: " سيدي, لا أحد ينظر اليك. لنهرب من هذا المكان."
لكنه قال لي: "لقد قلت لك " اترك العميان وحدهم!". وانظر كيف لا يعلمون ماذا يقولون. إذ قد وضعوا ابن مجدهم بدلاً من عبدي في العار."
ورأيت شخصاً على وشك أن يقترب منا شبيهاً به, حتى بالذي يضحك على الشجرة. وهو [امتلأ ] بروح القدس, وهو المخلص. وكان نورٌ عظيم, فائق الوصف حولهم. وجمع الملائكة الخفية الفائقة الوصف يسبحونهم. وحين نظرت إليه, فإن الذي يعطى التسبيح قد كُشِفَ.

وقال لي ," كن قوياً , لأنك الذي أُعْطٍيَت إليه أولئك الأسرار, لتعرفهن من خلال الرؤيا, أن الذي صلبوه هو أول بني الشياطين وبيتهم، والإناء الحجري الذي يسكنون فيه, الخاص بإلوهيم, وبالصليب, الذي هو تحت الناموس. لكن الذي يقف بقربه هو المخلص الحي، الأول فيه, الذي اعتقلوه وأطلقوه, الذي يقف بفرح ناظراً إلى الذين آذوه، بينما هم منقسمون على أنفسهم. لهذا يضحك على افتقارهم للإدراك, عالماً أنهم مولودون عمياناً. لذا فإن العرضة للمعاناة سيأتي, حيث أن الجسد هو البديل. لكن ما أطلقوه هو جسدي الروحيّ. لكنني أنا الروح المفكرة مملوءة بنور متألق. إن من رأيته قادما نحوي هو بليروما تنا pleroma (مِلؤنا أو كياننا الكلي) المفكر, الذي يوحد النور الكامل مع روحي القدس."

"هؤلا الأشياء_إذن_اللواتي رأيتهن ستقدمهن لجيل آخر ليسوا من هذا الجيل. لأنه لن يكون هناك مجد في أي رجل ليس خالداً، ولكن فقط سيكون ( المجد ) في المختارين من جوهر خالد, الذي ظهر أنه قادر على احتضان من يعطي بوفرة. لهذا قلت," كل من له, سيعطى, ويزداد." ولكن من ليس له_ ذلك هو, إنسان هذا المكان, الذي هو ميت بالكامل, المنتزع من مزرعة الخلق مما هو مولود، الذين اذا ظهر أحد من جوهر الخلود, يحسبون أنهم يمتلكونه – سيُؤخذ منه ويضاف إلى الذي له.1 فانت، إذن , كن شجاعاً ولا تخف إطلاقاً. لأني سأكون معك حتى لا يكون لأحد من أعدائك الغلبة عليك. سلام لك, كن قويا!"

حين قال تلك الأشياء أفاق بطرس.



عقيدة باسيليدس (basilides) في خلق الكون:

هو أحد الشخصيات الغنوسية الهامة التي ظهرت في منتصف القرن الثاني الميلادي عاش في عهد الأمبراطور الروماني " هدريان " والإمبراطور أنطونيوس بيوس.

يقول القديس إريناوس أن باسيليدس طور عقيدة خلق الكون كالآتي: فقال " أن العقل (ناوس - nous) كان هو بكر الآب غير المولود (الذي لم يولد). والذي منه ولد اللوجوس (logos)، ومن اللوجوس (logos) فرونيسيس (phronesis)، ومن فرونيسيس (phronesis) صوفيا (الحكمة sophia) وديناميس (القوة - dynamis)، ومن صوفيا (الحكمة – sophia) وديناميس (القوة - dynamis) خُلقت القوات والسلاطين والملائكة. الذين يدعونهم الأول، وبواسطتهم خُلقت السماء الأولى. ثم تشكلت قوات أخرى منبثقة من هذه وخلقت سماء أخرى شبيهة بالأولى؛ وبنفس الطريقة، عندما تشكلت قوات أخرى بالانبثاق عنهم ومتماثلين مع الذين فوقهم تماماً، شكلوا هم أيضاً سماء ثالثة، ثم من هذه المجموعة الثالثة، في ترتيب أدنى، كان هناك تتابع رابع لهذه القوات وهكذا، على نفس المثال أعلنوا أن هناك الكثير والكثير من القوات والملائكة، وثلاثمائة وخمس وستين سماءً، تشكلت .أي أن عدد السموات على عدد أيام السنة !!

وقد شكل (خلق) هؤلاء الملائكة الذين يحتلون السماء السفلى، أي المرئية لنا كل شيء في هذا العالم. وجعلوا لكل منهم حصة على الأرض وعلى الأمم التي عليها. وكان رئيس هؤلاء (الملائكة)، كما زعموا، هو إله اليهود، ولأنه أراد أن يخضع كل الأمم لشعبه، أي اليهود، فقد قاومه كل الرؤساء الآخرين وواجهوه. وكانت كل الأمم الأخرى في عداوة مع أمته. ولكن الآب غير المولود (الذي لم بولد) ولا اسم له أدرك أنهم يجب أن يدمروا، أرسل مولوده الأول العقل (ناوس - nous)، الذي يسمى المسيح، ليخلص الذين يؤمنون به من قوة أولئك الذين خلقوا العالم ".
قارن الفقرة الأخيرة مع قول إنجيل يهوذا الفقرات 6و7 عن خلق الملائكة لآدم والكون المادي.
ويقول عن المسيح: " وظهر على الأرض كإنسان، لأمم هذه القوات وصنع معجزات ... كان قوة غير مادية، وعقل nous الآب غير المولود (الذي لم يولد). وكان يغير مظهره كما يشاء ".

باسيليدس من مقال آخر

من كتابات أباء الكنيسة نعلم أن باسيليدس كان غزير الإنتاج فقد بلغت كتبه 24 كتابا عن الأناجيل وأنه ألف كتاب يضم " مزامير" وكتب إنجيلاً ووفقاً لرواية " إريناوس" كان باسيليدس وثني وممارس للسحر والشعوذة وأنه كان يقول بأن العقل الكلي " نوس" فاض من الأب الأول الغير معروف ومن " نوس " خرجت الكلمة " لوجوس" ومنها خرج الذكاء " فرونسيس" ومنه خرجت الحكمة " صوفيا " والطاقة " دوناميس" ، ومن الزوج الأخير(الحكمة والطاقة) خرجت الملائكة الأولى التي بدورها قامت بخلق السماء الأولى وملائكتها والتي بدورها خلقت السماء الثانية وملائكتها ، ..... وهكذا دواليك كل سماء تخلق السماء التي تليها وما تحويه من أرواح وملائكة حتى وصل عدد السماوات 365 ويتزعم هذه السماوات أحد الكائنات الإلهية العظيمة ويدعى: أبركساس .

أخر جيل من الملائكة في أخر سماء خلقت العالم وقسمت الشعوب على الأرض وكان يتزعم هذا الجيل الأخير " رب اليهود " الذي وزع اليهود على الأرض لتبدأ النزاعات في العالم.

ويرسل الأب الأول وليده الاول المسيح ( أي العقل الكلي (نوس) للإله) ليهدي البشر ويخلصهم من مكر وسلطان الرب الذي خلق العالم. يؤكد إريناوس أن باسيليدس لم يؤمن بصلب المسيح وإنما قال: شبه لهم وصلبوا بدلاً منه سمعان الكيرنويّ الذي حمل الصليب بدلاً عن يسوع، أما يسوع نفسه فقد صعدت روحه واتحدت مع الأب، لأنه كان روحاً لا يمكن الإمساك بها ساخراً من اليهود.

تعقيب ، وكلام عن صلب المسيح فى التراث الاسلامى والختام

الى مشاركة قادمة



  رد مع اقتباس
قديم 01-19-2021, 03:03 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [594]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

اخر رواية مضادة لصلب يسوع :

يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُّبِينًا . وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا . فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً . وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا . وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا . بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا . وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا.


يقول تفسير الرازى :

اقتباس:
{ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبّهَ لَهُمْ } وفي الآية سؤالان: السؤال الأول: قوله { شُبّهَ } مسند إلى ماذا؟ إن جعلته مسنداً إلى المسيح فهو مشبّه به وليس بمشبه، وإن أسندته إلى المقتول فالمقتول لم يجر له ذكر. والجواب من وجهين: الأول: أنه مسند إلى الجار والمجرور، وهو كقولك: خيل إليه كأنه قيل: ولكن وقع لهم الشبه. الثاني: أن يسند إلى ضمير المقتول لأن قوله { وَمَا قَتَلُوهُ } يدل على أنه وقع القتل على غيره فصار ذلك الغير مذكوراً بهذا الطريق، فحسن إسناد { شُبّهَ } إليه.
كلام معقول ، اى انه حتى لو لم يذكر النص الشخص المقتول،او المُشبه ، فيمكن فهم الكلام ،على انهم خٌيل اليهم انهم قتلوه ،مع انهم قتلوا غيره.. النص اذن لا يمنع تفسير "الشخص البديل".

الاهم من ذلك ، هو القاء الضوء على فهم مُعاصرى محمد من صحابه وتابعين،ومن هم فى بيئته للنص ،و ايضا مصادر محمد المسيحية .. حينئذ نُفَصِل معنى الاية ،كما فعلنا قبل ذلك ..فى ايات الا ما حرم اسرائيل على نفسه و فخانتاهما

يقول الصحابى ابن عباس:

عن ابنِ عباسٍ قال لما أراد اللهُ أن يرفع عيسى إلى السماءِ خرج على أصحابِه وفي البيت اثنا عشرَ رجلًا من الحواريِّينَ يعني فخرج عليهم من عَينٍ في البيتِ ورأسُه يقطُرُ ماءً فقال إنَّ منكم من يكفُر بي اثنَتي عشرةَ مرةً بعد أن آمنَ بي ثم قال أيُّكم يُلْقَى عليه شَبَهي فيُقتَلُ مكاني ويكون معي في درَجتي فقام شابٌّ من أَحدَثِهم سِنًّا فقال له اجلِسْ ثم أعاد عليهم فقام ذلك الشابُّ فقال اجلِسْ ثم أعاد عليهم فقام الشابُّ فقال أنا فقال أنت هو ذاك فأُلقِيَ عليه شَبَهُ عيسى ورُفِعَ عيسى من رَوْزَنَةٍ في البيتِ إلى السماءِ قال وجاء الطلبُ من اليهودِ فأخذوا الشَّبَهَ فقتَلوه ثم صلَبوه وكفَر به بعضُهم اثنتَي عشرةَ مرةً بعد أن آمن به وافترقوا ثلاثَ فِرَقٍ فقالت طائفةٌ كان اللهُ فينا ما شاء ثم صعِدَ إلى السماءِ وهؤلاء اليَعْقُوبِيَّةُ وقالت فرقةٌ كان فينا ابنُ اللهِ ما شاء ثم رفعه اللهُ إليه وهؤلاءِ النُّسطورِيَّةُ وقالت فرقةٌ كان فينا عبدُ اللهِ ورسولُه ما شاء اللهُ ثم رفعه اللهُ إليه وهؤلاءِ المسلمون فتظاهرَتْ الكافرتانِ على المسلمةِ فقتلوها فلم يزَلِ الإسلامُ طامسًا حتى بعث اللهُ محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن
الصفحة أو الرقم: 2/401 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح


نفس الكلام روى عن مجاهد:

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله { شُبِّه لهم } قال: صلبوا رجلاً غير عيسى شبه بعيسى يحسبونه إياه، ورفع الله إليه عيسى حياً.

وعن قتاده:
حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { إنَّا قَتَلْنا الـمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَـمَ رَسُولَ اللَّهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ }... إلـى قوله: { وكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيـماً } أولئك أعداء الله الـيهود اشتهروا بقتل عيسى بن مريـم رسول الله، وزعموا أنهم قتلوه وصلبوه. وذُكر لنا أن نبـيّ الله عيسى ابن مريـم قال لأصحابه: أيكم يُقذف علـيه شبهي فإنه مقتول؟ فقال رجل من أصحابه: أنا يا نبـيّ الله. فقُتل ذلك الرجل، ومنع الله نبـيه ورفعه إلـيه.

وعن السديّ:
حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن الـمفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ: أن بنـي إسرائيـل حَصَروا عيسى وتسعة عشر رجلاً من الـحواريـين فـي بـيت، فقال عيسى لأصحابه: من يأخذ صورتـي فـيُقتل وله الـجنة؟ فأخذها رجل منهم. وصُعِد بعيسى إلـى السماء، فلـما خرج الـحواريون أبصروهم تسعة عشر، فأخبروهم أن عيسى علـيه السلام قد صُعد به إلـى السماء، فجعلوا يعدّون القوم فـيجدونهم ينقصون رجلاً من العِدّة، ويرون صورة عيسى فـيهم، فشكُّوا فـيه. وعلـى ذلك قتلوا الرجل وهم يرون أنه عيسى وصلبوه، فذلك قول الله تبـارك وتعالـى: { وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ }.


وعن وهب بن منبه:

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن وهب بن منبه قال: إن عيسى لما أعلمه الله أنه خارج من الدنيا جزع من الموت وشق عليه، فدعا الحواريين فصنع لهم طعاماً، فقال: احضروني الليلة فإن لي إليكم حاجة، فلما اجتمعوا إليه من الليلة عَشَّاهُم وقام يحدثهم، فلما فرغوا من الطعام أخذ يغسل أيديهم ويوضيهم بيده ويمسح أيديهم بثيابه، فتعاظموا ذلك وتكارموه فقال: ألا من رد عليَّ شيئاً الليلة مما أصنع فليس مني ولا أنا منه، فأقروه حتى فرغ من ذلك قال: أما ما صنعت بكم الليلة مما خدمتكم فلا يتعظم بعضكم على بعض، وليبذل بعضكم نفسه لبعض كما بذلت نفسي لكم، وأما حاجتي التي استعنتكم عليها، فتدعون لي الله وتجتهدون في الدعاء أن يؤخِّر أجلي، فلما نصبوا أنفسهم للدعاء وأرادوا أن يجتهدوا أخذهم النوم حتى لم يستطيعوا دعاء، فجعل يوقظهم ويقول: سبحان الله..! ما تصبرون لي ليلة واحدة تعينونني فيها؟ قالوا: والله ما ندري ما كنا لقد كنا نسمر فنكثر السمر وما نطيق الليلة سمراً، وما نريد دعاء إلا حيل بيننا وبينه، فقال: يذهب بالراعي وتتفرق الغنم، وجعل يأتي بكلام نحو هذا ينعي به نفسه، ثم قال: الحق ليكفرن بي أحدكم قبل أن يصيح الديك ثلاث مرات، وليبيعنني أحدكم بدراهم يسيرة، وليأكلن ثمني، فخرجوا وتفرقوا وكانت اليهود تطلبه، فأخذوا شمعون أحد الحواريين فقالوا: هذا من أصحابه. فجحد وقال: ما أنا بصاحبه فتركوه، ثم أخذه آخرون كذلك، ثم سمع صوت ديك فبكى وأحزنه فلما أصبح أتى أحد الحواريين إلى اليهود فقال: ما تجعلون لي إن دللتكم على المسيح؟ فجعلوا له ثلاثين درهماً، فأخذها ودلهم عليه وكان شبِّه عليهم قبل ذلك، فأخذوه واستوثقوا منه وربطوه بالحبل، فجعلوا يقودونه ويقولون: أنت كنت تحيي الميت، وتبرئ المجنون، أفلا تخلِّص نفسك من هذا الحبل؟ ويبصقون عليه، ويلقون عليه الشوك، حتى أتوا به الخشبة التي أرادوا أن يصلبوه عليها فرفعه الله إليه وصلبوا ما شُبِّه لهم.


نلاحظ فى الرواية السابقة ،دمج الرواية الرسمية فى الاناجيل الاربعة ،مع الفكرة الغنوسية القرانية ..
.....

ما سبق من روايات ،يُثبت بما لايدع ادنى مجالا للشك،وصول الرواية الغنوسية عن صلب المسيح لمسامع او اعين بعض من هم فى بيئة محمد ومعاصروه ... لكن:


- لماذا أستهوى محمد الرواية الغنوسية بدلا من الرواية الانجيلية فى تلك المسالة؟

- الم يخشي محمد تكذيب المسيحيون له ،لانه ناقض الرواية الرسمية ؟


اجابة :

هل خشي محمد تكذيب المسيحيون له ،لانه ناقض الرواية الرسمية؟

أولاً : القراءة الغنوسية لا تناقض الرواية الرسمية ،على النحو الذى يتوهمه صاحب السؤال ، بل تُصَدِق على كل كلمة فى الرواية الرسمية ،ولا تُكذب البته الرُواة اصحاب الرواية الرسمية ،بل كل ما تقوله انه مع انه صَدَقَ الرواة ،لكنهم خُدِعوا فى شخص المصلوب .

ثانيا: ومن قال ان مُحَمًد كان مُطلعاً على الجدل حول الاناجيل المنحولة الرسمية اساسا؟

٤- هناك افتراضات عن سبب ادراج محمد الرواية الغنوسية فى تلك المسالة :

الاول : هو ان محمد اراد نفى الوهية المسيح بنفيه الصلب وتوابعه القيامه . وارى ان ذلك الافتراض ليس جيدا ، فالصلب و القيامة ليسا دليلا على الوهية اصلا.

الثانى: أن محمد اراد نفى عقيدة الفداء بنفيه الصلب ..
يقول كاتب مسيحى فارس القيرواني
اقتباس:
إن المسلمين يستهدفون من إنكارهم صلب المسيح إنكار مبدأ الفداء بل حاجة الإنسان إلى مخلص. بينما يرى المسيحيّون أنه لا خلاص من غير سفك دم، أي من غير عمل الكفارة الذي اتخذ شكله النهائي والأبدي على الصليب في شخص المسيح.
وهو راى مُحتمل ويؤخَذ فى الاعتبار ..

الثالث : ان محمد اعتبر الصلب اهانة بشعه كاذبه ... فلو تابعنا سياق الاية ،سنجدها جاءت فى سياق وصلة ردح مُحَمديه لليهود حَفزَهُا المسالة التى سببت وجعا مُزمنا لمحمد، ورفعت ضغط دَمُه ،وتَعَرًقَ منها، وهى مسالة طلب مُعجزات حسية منه ،وفى حالة اليهود تحديداً ، الردح كان دائما هو الجواب ...وتحديدا مسالة مريم ،و مسالة اتهامها بالزنى .. وبعدها يقول
"وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ"
وسبق و قلنا ، لو كان ينقل قولهم مُباشرة فسيصير اشكالاً
١- اليهود لن يلقبوا عيسي بالمسيح ولا رسول الله.
٢- لو كان يدعى بان اليهود قالوا ذلك تعريضا ،فلا يوجد يهودا عَرًضوا بيسوع بتلك الطريقة. ٣- حتى لو انتفى صلب يسوع ،فلن يثبت ذلك انه هو المسيح من منظور توراتى.

الحاصل : هو ان السياق كان نفيا لاشياء مُشينه ،وبما ان اتهام مريم مُشينا ونفاه محمد ،بالتالى يُقاس عليه الصلب المُشين والذى نفاه ايضا ،واستحضر النص الغنوسي الذى يسخر من هؤلاء اليهود الاشرار الذين خُدِعوا و شٌبِه لهم صلب المسيح.
الفكرة حفزها اشمئزازه من فكرة الصلب للمسيح محمد وصل لمسامعه ذلك الوصف الانجيلى التراجيدى المخزى المهين جدا، لاحد اهم الانبياء والذى محمد يعتبر خليفته ،من سخرية وضرب وصفع وبصق فى وجهه،وفضح وصلب مع الصعاليك ،وهاله الوصف واستفزه ،وقال لنفسه حتى لو رضيت بفكرة قتل الانبياء،لن ارضى بفكرة ان نهاية عيسي الذى ايده الله بالروح القدس ،وكان وجيها فى الدنيا، كانت بذلك الشكل المخزى،المهين والمقزز...
انه تعديل ذو دافع عقائدى..


هناك قراءة اخرى للنص ،شائعة فى بعض الدوائر المسيحية ،وايضا قراتها لبعض المستشرقين ك مونتجمرى وات ،تقول بان الاية لا تنفى صلب يسوع ، لانه بالفعل لم يصلب يسوع اليهود بل صلبه الرومان.
اقتباس:
وهذه الاية جائت فى سياق الرد على بنى اسرائيل وافتخارهم بانهم قتلوا المسيح ،فالاية تنفى معنى القتل والصلب الذى يتصوره ويعتقده اليهود ان المسيح كذاب وهو ملعون لانه عُلِق على خشبه كالمجرمين ،وهذا المعنى واضح من خلال تعليل القران لمقولتهم هذه وهو شبه لهم.
لكنى اعتبرها قراءة ليست جيدة ....
خاصة اذا قرانا “إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ ....... وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ .
هل كف بنى اسرائيل عنه ،وترك الرومان يصلبوه تُسمى نعمة !!


يُتبع



التعديل الأخير تم بواسطة النجار ; 10-05-2021 الساعة 06:32 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2021, 01:45 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [595]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

صلب يسوع وفرضية الاغماء :


من ويكيبيديا

اقتباس:
فرضية الإغماء هي احد الفرضيات التي تهدف إلى تفسير(الرواية عن ) قيامة يسوع ،وتفترض أن يسوع لم يمت على الصليب ، ولكنه فقد وعيه فقط ("مغمى عليه") ، وافَاقَ لاحقًا في القبر . لا تزال هذه الفرضية التي يبلغ عمرها 200 عام موضع نقاش في أوساط العوام، لكن الأدبيات العلمية ترى أنه لا جدال أن يسوع مات أثناء عملية الصلب.

كان من بين المؤيدين الأوائل لتلك النظرية "كارل فريدريش بردت" ، الذي اقترح في حوالي عام 1780 أن يسوع تعمد التظاهر بموته ، باستخدام الأدوية التي قدمها له الطبيب لوقا،لكى يبدوا كمسيح روحي ولكى يحث اليهود على التخلي عن فكرة المسيح السياسي.وطبقا لذلك التفسير للأحداث الموصوفة في الأناجيل ، فقد أعاد يوسف الرامي إحياء يسوع ، والذى تواصل معه عن طريق أمر سري من الإسينيين..

و حوالي عام 1800 ، اقترح "كارل فنتوريني" أن مجموعة من المؤيدين الذين أرتدوا ملابس بيضاء،و الذين كانوا ، مع يسوع ، أعضاء في "جمعية سرية" - لم يتوقعوا النجاة من الصلب ، لكنهم سمعوا أنينًا من داخل القبر ، حيث استعاد يسوع الوعي في الهواء البارد الرطب. ثم أخافوا الحراس وأنقذوه.

عالم لاهوت عقلاني ثالث ، "هاينريش بولس" ، في أعماله منذ عام 1802 فصاعدًا ، يعتقد بأن يسوع قد وقع في غيبوبة مؤقتة وتم إحياؤه بطريقة ما دون مساعدة في القبر. لقد انتقد فرضية الرؤية وجادل بأن التلاميذ يجب أن يكونوا قد آمنوا بأن الله قد أقام يسوع.

اقترح ميرزا ​​غلام أحمد ، مؤسس الحركة الإسلامية الأحمدية ، نظرية في كتابه "يسوع في الهند" عام 1899 , مفادها أن المسيح سافر إلى الهند بعد أن نجا من الصلب.


حٌجج المؤيدون للنظرية :

إقامة قصيرة ليسوع على الصليب:

كان من غير المألوف أن يموت شخص بالغ سليم مصلوب في تلك المدة القصيرة الموصوفة في الأناجيل ؛ يخبرنا إنجيل مرقس أن يسوع صلب في التاسعة صباحًا ومات في الثالثة بعد الظهر ، أو بعد ست ساعات من الصلب.و تفاجأ بيلاطس عندما سمع أن يسوع مات بسرعة (مر 15:44).و يزعم البعض أن متوسط ​​وقت المعاناة قبل الموت بالصلب قد يكون من يومين إلى أربعة أيام ؛ علاوة على ذلك ، يدعي فيلسوف القرن السابع عشر يوستس ليبسيوس أن ضحايا الصلب ظلوا على قيد الحياة لمدة 9 أيام.
مع ذلك ، فإن المدة المُحددة للصلب حتى حدوث الموت ستعتمد اساساً على ظروف الصلب ، ومقدار الدم المفقود من الجسد، والجَلد الذي تم إجراؤه مسبقًا ، والصحة البدنية العامة للشخص الذي يتم إعدامه. أيضًا ، إذا تم دفع رمح في جانب يسوع، كما هو مكتوب صراحةً في رواية إنجيل يوحنا ، فقد يكون مثل هذا الحدث قد ساهم حتماً في موت سريع للغاية في ظل غياب عناية طبية فورية ومتطورة.
عدم وجود روايات شهود عيان عن جثة يسوع
جسد يسوع ، حسب روايات الإنجيل ، لم يره شهود العيان ولم يُذكر على هذا النحو بعد موته. لم يتم تسجيل أي ترتيبات متقنة لجنازة ، ولم يتم عرض الجثة للجمهور. نُقل جسد يسوع عن الصليب على عهدة جلاده بيلاطس البنطي. بعد ذلك بوقت قصير ، سلم بيلاطس جسد يسوع إلى عضو المجلس اليهودي ، يوسف الرامي ، وهو رجل ثري وأحد أتباع يسوع السريون. يوسف الرامي ، مع الفريسي نيقوديموس ،ولف جسد يسوع بالكتان ونٌقِلَ الجسد إلى حجرة دفن مجاورة مغطاة بالحجارة.
يحظر القانون الديني اليهودي (halacha) التحنيط ، وبالتالي فإن اليهود عمومًا يدفنون موتاهم في أسرع وقت ممكن: "يتم دفن اليهود بأسرع ما يمكن ، وفقًا لمبدأ تكريم الموتى ..

سبق الرد على ذلك الكلام ، فى معرض الكلام عن مسالة دفن يسوع.

الحجج المضادة :

حالة يسوع الصحية :

تم انتقاد فرضية الإغماء من قبل الكثيرين ، بما في ذلك الخبراء الطبيون الذين استنتجوا ، بناءً على الرواية الواردة في العهد الجديد ، أن يسوع مات يقينا عند إبعاده عن الصليب.و يرى آخرين أنه من غير المحتمل أن يكون يسوع قادرًا على إلهام الإيمان بمن رآه بعد أن نجا بصعوبة من الصلب ، "بما في ذلك عالم اللاهوت العقلاني ديفيد شتراوس في القرن التاسع عشر" ، الذي كتب: "من المستحيل أن يكون كائنًا قد سُرِقَ نصف ميتا من القبر ،وكان فى حالة من الضعف والمرض والحاجة للعلاج الطبي، ان قد كان بإمكانه أن يعطي التلاميذ انطباعًا عنه ،بأنه انتصر على الموت وعلى القبر ، وانه هو الحياة نفسها :وهو الانطباع الذى شَكًل عقائدهم ،كما نرى فى ادبياتهم وانشطتهم ..
افضل وصف لتلك النظرية هو ما قاله بارت ايرمان عنها :

"it’s completely bogus."

..................................................


وها هنا قد انتهينا من موضوع "صلب المسيح" ...


وأرحب باى تعليقات أو اضافات ، قبل الانتقال لموضوع جديد...

والذى ربما سيكون نقد و مراجعة احد كتب سامى العامرى بعنوان
براهين النبوة "النبؤات"

أو ربما كتابه :

هل القرآن الكريم مقتبس من كتب اليهود والنصارى؟


او اى موضوع يقترحه الاخوة المتابعون للموضوع؟


تحياتى



  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2021, 07:01 PM   رقم الموضوع : [596]
سهيل اليماني
زائر
 
افتراضي

متابع.


✍️ اسجل فقط اننا الشيعة الاسماعيلية الفرقة الاسلامية الوحيدة التي اثبتت حقيقة صلب المسيح عليه السلام
بناءا علي منهجها في التاويل.اي الايات من باب المثل المضروب و الغرض من نفي القتل و الصلب الرد علي سخرية اليهود من قتلهم له بانهم انما نالوا من جسده لا من نفسه فالشهداء احياء بنفوسهم لا ابدانهم.

كما في المثل الذي ضربه السيد المسيح
وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.¤

و ليس هو النبي و القديس الأوحد الذي قتله اعداء الانبياء..
و قد طرح الفخر الرازي اشكالات قوية عويضة في تفسيره لآيات الصلب
منها :أنه إن جاز أن يقال: أن الله تعالى يلقي شبه إنسان على إنسان آخر فهذا يفتح باب السفسطة، فإنا إذا رأينا زيدا فلعله ليس بزيد، ولكنه ألقى شبه زيد عليه، ..!

و نقول انما شبه لهم انهم بذلك نالوا منه و القطوه كنبي صادق فان حجة اليهود علي بطلان دعوة يسوع هي انه قتل!و زعم ابن ميمون انه كان شؤما عليهم بل هدم هيكلهم عقابا لكفرهم به عليه السلام
و قد نص القران ايضا ان الله قد توفاه{اني متوفيك}
اي توفي نفسه و طهره فلا ينالون الا من الجسد
و مع ذلك قال المفسرون من الجمهور ان المعني هنا انه نام!و كفروا من قال بموت بدنه!و هم لا يفهمون ان الانسان حقيقته نفسه
و زعموا انه رفع ببدنه و سينزل ليكون حكما قسطا
و هذا معتقد مسيحي !
و كلها روايات الدوسي الكذاب
حديثهم عن سجاح عن مسيلمة*عن ابن ريان و الدوسي يمليه!
عَن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَماً مُقْسِطاً، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ".
و هو معتقد الكنيسة التدبيرية حاليا!

مع نفي ان يكون هذا القتل ذو علاقة بما صاغه فكر بولس عن قربان الكفارة عن خطايا البشر .
و كما يقول بعض دعاة الاسماعيلية ..كيف يعتبرون قتله انتصارا عظيما علي الشيطان و قتله هو مراد الشيطان!ان يقتل كل الانبياء و اصحاب الرسالات الحقانية
و لا يضرنا مخالفة راي الجمهور فليست الكثرة معيار للحق و ليس ذم القلة _الممدوحة في القران _الا منطق فرعون!
إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54)
كنت اود فقط توضيح ذلك و ان اىي تعليق منك علي قضية شخص باراباس.الذي ذكر بعض الآباء..ان اسمه كان يسوع ايضا
و ذهب المؤرخ الراحل سهيل زكار الي انه هو المسيح بن مريم و ليس يسوع بن النجار!و لا اتفق معه في ذلك لكن ما رأيك عزيزي في هذه الشخصية التي نقل انها نجت من الصلب و اتهمت بالسحر
انتظر بشغف تتمة ابحاثك



  رد مع اقتباس
قديم 01-21-2021, 09:05 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [597]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

تحياتى الشهاب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشهاب مشاهدة المشاركة
✍️ اسجل فقط اننا الشيعة الاسماعيلية الفرقة الاسلامية الوحيدة التي اثبتت حقيقة صلب المسيح عليه السلام
بناءا علي منهجها في التاويل.اي الايات من باب المثل المضروب و الغرض من نفي القتل و الصلب الرد علي سخرية اليهود من قتلهم له بانهم انما نالوا من جسده لا من نفسه فالشهداء احياء بنفوسهم لا ابدانهم.
لو كان هذا هو المعنى المراد ،لم يكن ليقول بعد كلمة :ولكن شُبه لهم :وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ.
ذلك التفسير ،يجعل ما هو بالاحمر لغواً.

اقتباس:
حجة اليهود علي بطلان دعوة يسوع هي انه قتل!
مشكلة عدم قبول اليهود شرعية يسوع، اعمق بكثير من مجرد كونه مات مصلوبا.

كذلك الحال مع محمد فمشكلة عدم قبول اليهود شرعية محمد، اعمق بكثير من مجرد كونه ليس يهوديا.

انا سبق وذكرت ذلك فى مشاركة سابقة وقلت
اقتباس:
حتى لو انتفى صلب يسوع ،فلن يثبت ذلك انه هو المسيح من منظور توراتى.
لو راجعت كامل المشاركات فى موضوع صلب المسيح،ستجد كامل التفاصيل.


اقتباس:
ابغي تعليق منك علي قضية شخص باراباس.الذي ذكر بعض الآباء..ان اسمه كان يسوع ايضا
و ذهب المؤرخ الراحل سهيل زكار الي انه هو المسيح بن مريم و ليس يسوع بن النجار!و لا اتفق معه في ذلك لكن ما رأيك عزيزي في هذه الشخصية التي نقل انها نجت من الصلب
جزئية بارباس ،هى احد عناصر رواية الصلب الانجيلية،التى يُشكك النقاد فى صحتها تاريخيا .. يقول بارت ايرمان فى
Pilate Released Barabbas. Really?

اقتباس:
يدعى إنجيل مرقس أن بيلاطس كان من عادته إطلاق سراح سجين مذنب بارتكاب جريمة عقوبتها الإعدام ، تكريما لخاطر اليهود فى عيد الفصح. وسألهم عما إذا كانوا يريدون منه إطلاق سراح يسوع ، فأثار عظماء الكهنة الجمع لكي يطلق لهم بالأحرى برأبا ، وهو رجل كان مسجونا لارتكابه جريمة قتل أثناء التمرد. ويبدو أن بيلاطس شعر أن يده مجبرة ، ولذلك أطلق سراح برأبا ،و أمر بصلب يسوع (مرقس 15: 6-15)


تم وضع حادثة باراباس هذه في الذاكرة المسيحية المبكرة لمحاكمة يسوع - فهي موجودة ، مع الاختلافات ، في جميع الأناجيل الأربعة (متى 27: 15-23 ؛ لوقا 23: 17-23 ؛ يوحنا 18: 39-40 ). لكنى أرى انها لا يمكن أن تكون صحيحًة تاريخيًا ؛ وتبدو أنها ذاكرة مشوهة.

فى البداية ، ما الدليل على أن بيلاطس أطلق سراح سجين للجمهور اليهودي لأنهم أرادوا منه أن يفعل ذلك ، أو لأنه أراد أن يتصرف بلطف تجاههم خلال عيدهم؟ باستثناء الأناجيل ، لا يوجد أي دليل على الإطلاق. ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم وجود عدد كبير من المصادر لحكم بيلاطس على يهوذا ، ونجد فقط بعض الملاحظات السلبية للغاية في كتابات المثقف اليهودي في عصره ، فيلون السكندري ، ورواياتان في كتابات المؤرخ اليهودي يوسيفوس. ومع ذلك ، فذلك كافياً ليُظهِر لنا الملامح الأساسية لشخصية بيلاطس ، وموقفه من اليهود الذين حكمهم ، ونهجه الأساسي تجاه الحساسيات اليهودية.
القصة القصيرة هي أنه كان حاكمًا وحشيًا لا يرحم ولا يهتم على الإطلاق برأى الناس الذين يحكمهم فيه، أورأيهم فى سياساته. و كان عنيفًا ، قاسيًا جدا.و استخدم جنوده كبلطجية لضرب الناس لإخضاعهم ، وحكم يهوذا بقبضة من حديد.
هل بيلاطس من ذلك النوع الذي يُرضِي طلبات رعاياه اليهود في ضوء حساسيتهم الدينية؟ في الواقع ، كان عكس ذلك تمامًا. و ليس لدينا سجل يفيد بإطلاقه سراح سجناء لهم مرة في السنة ، أو فى اى وقت.بل فى ضوء ما نعرفه عنه ، يبدو لنا أنه أمر غير معقول تمامًا. ويجب أن أؤكد إلى أنه ليس لدينا أي دليل على وجود أي حاكم روماني ، في أي مكان ، في أي من المقاطعات ،كانت لديه مثل تلك العادة.
واذا تاملنا في تلك الحقائق الانجيلية المزعومة لِلَحظة،فسنتعجب كيف يمكن أن تكون هناك مثل تلك السياسة؟ فباراباس في تلك الرواية ليس مجرد قاتل ،بل كان مُتمرداً.و كان متورطًا في تمرد ، فهذا يعني أنه شارك في محاولة مسلحة للإطاحة بالحكم الروماني.و إذا قتل أحدا أثناء التمرد، فمن شبه المؤكد أنه قتل جنديًا رومانيًا أو شخصًا يتعاون مع الرومان. هل يفترض بنا أن نصدق أن بيلاطس الذي لا يرحم ذو القبضة الحديدية سيطلق سراح عدو خطير للدولة لأن الجمهور اليهودي كان يود أن يفعل ذلك؟ ماذا فعل الرومان بالمتمردين؟ هل أطلقوا سراحهم حتى يتمكنوا من الانخراط في المزيد من حرب العصابات المسلحة؟ هل أي سلطة حاكمة تفعل هذا؟ بالطبع لا. هل الرومان؟ في الواقع نحن نعلم ما فعلوه مع المتمردون. صلبوهم.
أنا لا أعتقد أن رواية باراباس الانجيلية ،يمكن أن تكون بمثابة تذكرة تاريخية لما حدث بالفعل. إنها ذاكرة مشوهة. لكن من أين أتت مثل تلك القصة العجيبة؟
الاجابة
نحتاج أن نتذكر ما أكدته سابقًا ؛ أن تلك الروايات عن محاكمة يسوع تؤكد مرارًا وتكرارًا أن بيلاطس كان الطرف البريء. وأن هؤلاء اليهود الفظعاء هم المسؤولون عن موت يسوع. وكان بالنسبة لرواة القصص المسيحيين ، بقتل يسوع ،قد قتل اليهود مسيحهم، و هكذا كانوا أشرار وحمقى. لقد فضلوا القتل على تبجيل ما أرسله الله إليهم. هذا هو أحد المفاتيح لفهم حادثة باراباس. فَضًل اليهود على ابن الله ،رَجُلا عنيفا قاتلا متمرداً.

وهناك ما هو أكثر من ذلك. فليس لدينا دليل خارج تلك الروايات الإنجيلية على وجود أي شخص مثل باراباس.
و من المثير للاهتمام التفكير في معنى اسم هذا الشخص. في الآرامية ، لغة فلسطين ، اسم "بار أبا" يعني حرفيا "ابن الأب". وهكذا ، وبطريقة مؤثرة للغاية ، فإن قصة إطلاق سراح باراباس هي قصة حول أي نوع من "ابن الأب" يفضله الشعب اليهودي. هل يفضلون من هو متمرد سياسي يعتقد أن حل مشاكل إسرائيل هو الإطاحة بالسلطات الحاكمة؟ أم أنهم يفضلون "ابن الآب" المحب الذي كان على استعداد للتضحية بحياته من أجل الآخرين؟ طبقا لتلك الروايات المسيحية ،فَضًلَ اليهود القاتل المتمرد ،على المُخَلٍص الذي يضحى بنفسه.
ومن المثير للاهتمام ،اننا نلاحظ أنه في بعض المخطوطات لرواية متى عن بارابا، هناك إضافة مهمة في تلك المخطوطات والتي قد تُمَثل ما كتبه كاتب الإنجيل في الأصل -وهو ان باراباس كان يُدعى في الواقع "يسوع باراباس". ومن ثم الآن أصبح التناقض أكثر وضوحًا: أي نوع من يسوع يريده اليهود؟ من هو يسوع ابن الآب المفضل؟ في تلك الرواية الانجيلية، بالطبع ، يتم تذكر اليهود على أنهم يفضلون ابن الأب الخطأ. وهذا متوقع من كتبة الإنجيل ، ذلك لأن اليهود عندهم دائمًا ما يفعلون الشيء الخطأ ويعارضون دائمًا طرق الله الحقيقية.
يدعم ذلك ماكس ديمونت
تقول ويكيبيديا
اقتباس:
وفقا للمؤرخ اليهودي ماكس ديمونت ، فإن قصة باراباس كما وردت في الأناجيل تفتقر إلى المصداقية من وجهة النظر الرومانية واليهودية. فتَُدعى القصة ، في ظاهرها ، أن السلطة الرومانية ، لبيلاطس البنطي ، والمدعومة بقوة عسكرية ساحقة ، يتم إخضاعها من قبل حشد صغير من المدنيين العزل لإطلاق سراح سجين محكوم عليه بالإعدام بسبب تمرده ضد الإمبراطورية الرومانية!!. فى حين ان الحاكم الروماني الذي يفعل ذلك كان يمكنه أن يُعاقَب بالاعدام اذا فعل ذلك. كما قال ديمونت: "أي حاكم روماني يُطلِق خائنًا لروما مقابل صديق لروما ، "كما يتم تصوير يسوع" ، كان سُيفحَص رأسه ، بعد أن يتم فصله عن جسده.ويُشكك ديمونت فى مصداقية قصة باراباس بالإشارة إلى أن العرف المزعوم ، "امتياز الفصح" ، حيث يتم إطلاق سراح مُجرِم ، موجود فقط في الأناجيل. ولا توجد عادة مماثلة مذكورة في أي الروايت خارج الكتاب المقدس ، ولا توجد سابقة لمثل تلك الممارسة ،سواء في مصادر الكتاب المقدس أو خارج الكتاب المقدس ؛ ويعتقد ديمونت بأن هذا الغياب الملحوظ يجعل أساس السرد لا يُصَدًق .
هناك بحث يُفَصل المسالة بشكل اوسع تجده هنا

https://vridar.org/wp-content/upload...7/bar_engl.pdf



  رد مع اقتباس
قديم 01-21-2021, 12:50 PM   رقم الموضوع : [598]
سهيل اليماني
زائر
 
افتراضي

اقتباس:

لو كان هذا هو المعنى المراد ،لم يكن ليقول بعد كلمة :ولكن شُبه لهم :وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ.
ذلك التفسير ،يجعل ما هو بالاحمر لغواً.

اي اختلفوا في المسيح
و في نبوته و الوهيته ...
كما في قوله تعالي
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)

و الا فاليهود و النصاري زمن نزول القران كانوا متفقين انه قتل و صلب .و الاختلاف و الجدل زمن البعثة المحمدية و قبلها لم يكن في انه صلب ام لا..بل الاختلاف بين فرق المسيحية مع اريوس و مع كنيسة الاسكندرية و مع نسطور..خلافات حول طبيعته و هل والدته بلا خطية ؛و ايضا انكار اليهود لنبوته .

و قد ذكر الفخر الرازي هذا المعني ..
قال:
وان في قوله (وان الذين اختلفوا فيه) قولين: الأول: أنهم هم النصارى وذلك لأنهم بأسرهم متفقون على أن اليهود قتلوه، إلا أن كبار فرق النصارى ثلاثة: النسطورية، والملكانية، واليعقوبية.
أما النسطورية فقد زعموا أن المسيح صلب من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته، وأكثر الحكماء يرون ما يقرب من هذا القول، قالوا: لأنه ثبت أن الإنسان ليس عبارة عن هذا الهيكل بل هو إما جسم شريف منساب في هذا البدن، وإما جوهر روحاني مجرد في ذاته وهو مدبر في هذا البدن، فالقتل إنما ورد على هذا الهيكل، وأما النفس التي هي في الحقيقة عيسى عليه السلام فالقتل ما ورد عليه، لا يقال: فكل إنسان كذلك فما الوجه لهذا التخصيص؟ لأنا نقول: إن نفسه كانت قدسية علوية سماوية شديدة الاشراق بالأنوار الإلهية عظيمة القرب من أرواح الملائكة، والنفس متى كانت كذلك لم يعظم تألمها بسبب القتل وتخريب البدن، ثم إنها بعد الانفصال عن ظلمة البدن تتخلص إلى فسحة السماوات وأنوار عالم الجلال فيعظم بهجتها وسعادتها هناك، ومعلوم أن هذه الأحوال غير حاصلة لكل الناس بل هي غير حاصلة من مبدأ خلقة آدم عليه السلام إلى قيام القيامة إلا لأشخاص قليلين، فهذا هو الفائدة في تخصيص عيسى عليه السلام بهذه الحالة.
وأما الملكانية فقالوا: القتل والصلب وصلا إلى اللاهوت بالإحساس والشعور لا بالمباشرة.
وقالت اليعقوبية: القتل والصلب وقعا بالمسيح الذي هو جوهر متولد من جوهرين، فهذا هو شرح مذاهب النصارى في هذا الباب، وهو المراد من قوله * (وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه) *.

__
شكرا علي ردك علي مسالة "باراباس".



  رد مع اقتباس
قديم 01-22-2021, 04:22 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [599]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشهاب مشاهدة المشاركة
اي اختلفوا في المسيح
و في نبوته و الوهيته ...
كما في قوله تعالي
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)
.
على فرض صحة كلام الرازى(وهو ليس صحيحا) ,فلن يغير ذلك من المعنى شيئا !

لنعرِض النصوص القرانية المتعلقة للتَذكِره


نفى القران لصلب المسيح ،مسالة محسومه ... حتى بدون اية النساء ( التى سنتعرض لها حالا) ، فيقول القران :
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ

احد نِعَم الاله الاسلامى على عيسي "فى نسخته الاسلامية" ، كف بنى اسرائيل عنه عندما هموا بقتله بتهمة السحر..

أتَذكر ، فى احد المرات كنت اتحاور مع مسيحى ، يبدوا انه راق له فكرة مونتجمرى وات ، و قال لى الاية تنفى فكرة اعدام يسوع باقامة الحد عليه بتهمة السحر "كما يدعى التلمود" ، لكنها لا تنفى فكرة صلب الرومان له.
قلت له : هل كف بنى اسرائيل عنه ،وترك الرومان يصلبوه تُسمى نعمة فى مخيلة محمد؟!
محمد ،نعم كان ضعيف الحجة،لكنى لا اظن قدراته العقلية،انحطت لذلك المستوى .
.....

الأية الثانية تمشي فى نفس الاتجاه "نفى ان يكون قد مس اليهود يسوع باى سوء جسدى"

" وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا . بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا . وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا."

مع أنه لا داعى لصرف الأية عن معناها الظاهرى ،و تاويلاها باطنيا " كما يقترح البعض"، لكن لنرى اين سنصل مع ذلك التأويل:

أول سؤال: الى من تعود الضمائر :

لنفترض جدلا انها تعود جميعا الى عيسى :

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوا عيسي وَمَا صَلَبُوا عيسي وَلَٰكِن عيسي شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي عيسي لَفِي شَكٍّ مِّنْ عيسي ۚ مَا لَهُم بِعيسي مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُو عيسا يَقِينًا . بَل رَّفَعَ اللَّهُ عيسي إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا . وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِعيسي قَبْلَ مَوْتِ عيسي وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عيسي عَلَيْهِمْ شَهِيدًا.

هل هذا معقول،او له معنى مستقيم؟ الاجابة بالنفى ...
و هل يستقيم المعنى مع التاويل الباطنى؟ الاجابة بالنفى "كما سنرى لاحقا"

لكن لنرى أولا الصيغة الاخرى مع التعامل مع الضمائر فى الاية ،والتى تؤكد أنه لا تعود كل الضمائر فى النص إلى يسوع فقط.

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوا عيسي وَمَا صَلَبُوا عيسي وَلَٰكِن شُبه لَهُمْ ( عيسي/ أمر الصلب؟) وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي( عيسي/ أمر الصلب؟) لَفِي شَكٍّ مِّنْ ( عيسي/ أمر الصلب؟) ۚ مَا لَهُم بِ( عيسي/ أمر الصلب؟) مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوا( عيسي/الظن فى أمر الصلب؟) يَقِينًا . بَل رَّفَعَ اللَّهُ عيسي إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا . وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِ( عيسي/ أمر الصلب؟) قَبْلَ مَوْتِ عيسي وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عيسي عَلَيْهِمْ شَهِيدًا.


ويكون التفسير هكذا طبقا لفهم الصحابة والتابعين(وأقول محمد نفسه) ،وجميع المفسرون القدماء والمعاصرون "باستثناء الشيعة الاسماعيلية"
ومَا قَتَلُوا عيسي وَمَا صَلَبُوا عيسي وَلَٰكِن خُيل اليهم لسبب من الاسباب(و ذكرنا ماهو سابقا) انهم قتلوه ..
{ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ }
و هناك وجهان لتفسير تلك الجزئية :


اختلاف فى أمر الصلب ،ويُفهم من الروايات عن صلب الشبيه:
يقول الرازى
" أن المراد بالذين اختلفوا هم اليهود، وفيه وجهان: الأول: أنهم لما قتلوا الشخص المشبه به كان الشبه قد ألقى على وجهه ولم يلق عليه شبه جسد عيسى عليه السلام، فلما قتلوه ونظروا إلى بدنه قالوا: الوجه وجه عيسى والجسد جسد غيره. الثاني: قال السدي: إن اليهود حبسوا عيسى مع عشرة من الحواريين في بيت، فدخل عليه رجل من اليهود ليخرجه ويقتله، فألقى الله شبه عيسى عليه ورفع إلى السماء، فأخذوا ذلك الرجل وقتلوه على أنه عيسى عليه السلام، ثم قالوا: إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا، وإن كان صاحبنا فأين عيسى؟"


أو اختلاف له وجه أخر يزعمه الرازى :

اقتباس:
وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } قولين: الأول: أنهم هم النصارى وذلك لأنهم بأسرهم متفقون على أن اليهود قتلوه، إلا أن كبار فرق النصارى ثلاثة: النسطورية، والملكانية، واليعقوبية. أما النسطورية فقد زعموا أن المسيح صلب من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته، وأكثر الحكماء يرون ما يقرب من هذا القول، قالوا: لأنه ثبت أن الإنسان ليس عبارة عن هذا الهيكل بل هو إما جسم شريف منساب في هذا البدن، وإما جوهر روحاني مجرد في ذاته وهو مدبر في هذا البدن، فالقتل إنما ورد على هذا الهيكل، وأما النفس التي هي في الحقيقة عيسى عليه السلام فالقتل ما ورد عليه، لا يقال: فكل إنسان كذلك فما الوجه لهذا التخصيص؟ لأنا نقول: إن نفسه كانت قدسية علوية سماوية شديدة الاشراق بالأنوار الإلهية عظيمة القرب من أرواح الملائكة، والنفس متى كانت كذلك لم يعظم تألمها بسبب القتل وتخريب البدن، ثم إنها بعد الانفصال عن ظلمة البدن تتخلص إلى فسحة السموات وأنوار عالم الجلال فيعظم بهجتها وسعادتها هناك، ومعلوم أن هذه الأحوال غير حاصلة لكل الناس بل هي غير حاصلة من مبدأ خلقة آدم عليه السلام إلى قيام القيامة إلا لأشخاص قليلين، فهذا هو الفائدة في تخصيص عيسى عليه السلام بهذه الحالة.وأما الملكانية فقالوا: القتل والصلب وصلا إلى الاهوت بالإحساس والشعور لا بالمباشرة. وقالت اليعقوبية: القتل واللصلب وقعا بالمسيح الذي هو جوهر متولد من جوهرين، فهذا هو شرح مذاهب النصارى في هذا الباب، وهو المراد من قوله { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِى شَكّ مّنْهُ }.
١- توصيف عجيب من الرازى ، لا اساس له و غير صحيح .
٢- حتى لو صح كلام الرازى (وهو قطعا ليس كذلك) ، فهو خلطا فاحشا للكلام عن التصورات المسيحية عن لاهوت وناسوت المسيح ، بمسألة الصلب .

لكننا لن نطرح الوجه الثانى فى سلة المهملات ،وسناخذه جديا من باب الجدل، ولكن بشرط

أن نعيد صياغته بشكل معقول واقعى ، ونقول ان عبارة{ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } اراد بها محمد ،الذين اختلفوا فى نبوة او الوهية او شرعية عيسي ...
وبهذا المعنى ، تكون عبارة{ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } مجرد تعريفا لعقيدة هؤلاء(الذين يتحدث عنهم محمد) فى شرعية المسيح ومداها (لا فى امر صلبه) ، ويصير المعنى لا اشكال فيه بتلك الصياغة ..
و الأن نأتى لكلمة "لفى شك منه"

لا يمكن باى حال من الاحوال ان نقول ان الشك هنا مرتبطا بموضوعا اخرا غير مسالة الصلب
لنقرا ما بعد كلمة "شَكٍّ مِّنْهُ "

وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً . وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا .

ومن ثم سنعود مرة اخرى للتفسير التقليدى لا محالة.

التفسير الباطنى لا معنى له فى سياق النصوص ، ويجعل نص النساء ، وايضا نص المائدة (السالف الذكر) مجرد لغواً .

تحياتى



  رد مع اقتباس
قديم 01-22-2021, 05:17 AM   رقم الموضوع : [600]
سهيل اليماني
زائر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النجار مشاهدة المشاركة
على فرض صحة كلام الرازى(وهو ليس صحيحا) ,فلن يغير ذلك من المعنى شيئا !

لنعرِض النصوص القرانية المتعلقة للتَذكِره


نفى القران لصلب المسيح ،مسالة محسومه ... حتى بدون اية النساء ( التى سنتعرض لها حالا) ، فيقول القران :
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ

احد نِعَم الاله الاسلامى على عيسي "فى نسخته الاسلامية" ، كف بنى اسرائيل عنه عندما هموا بقتله بتهمة السحر..

أتَذكر ، فى احد المرات كنت اتحاور مع مسيحى ، يبدوا انه راق له فكرة مونتجمرى وات ، و قال لى الاية تنفى فكرة اعدام يسوع باقامة الحد عليه بتهمة السحر "كما يدعى التلمود" ، لكنها لا تنفى فكرة صلب الرومان له.
قلت له : هل كف بنى اسرائيل عنه ،وترك الرومان يصلبوه تُسمى نعمة فى مخيلة محمد؟!
محمد ،نعم كان ضعيف الحجة،لكنى لا اظن قدراته العقلية،انحطت لذلك المستوى .
.....

الأية الثانية تمشي فى نفس الاتجاه "نفى ان يكون قد مس اليهود يسوع باى سوء جسدى"

" وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا . بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا . وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا."

مع أنه لا داعى لصرف الأية عن معناها الظاهرى ،و تاويلاها باطنيا " كما يقترح البعض"، لكن لنرى اين سنصل مع ذلك التأويل:

أول سؤال: الى من تعود الضمائر :

لنفترض جدلا انها تعود جميعا الى عيسى :

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوا عيسي وَمَا صَلَبُوا عيسي وَلَٰكِن عيسي شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي عيسي لَفِي شَكٍّ مِّنْ عيسي ۚ مَا لَهُم بِعيسي مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُو عيسا يَقِينًا . بَل رَّفَعَ اللَّهُ عيسي إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا . وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِعيسي قَبْلَ مَوْتِ عيسي وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عيسي عَلَيْهِمْ شَهِيدًا.

هل هذا معقول،او له معنى مستقيم؟ الاجابة بالنفى ...
و هل يستقيم المعنى مع التاويل الباطنى؟ الاجابة بالنفى "كما سنرى لاحقا"

لكن لنرى أولا الصيغة الاخرى مع التعامل مع الضمائر فى الاية ،والتى تؤكد أنه لا تعود كل الضمائر فى النص إلى يسوع فقط.

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوا عيسي وَمَا صَلَبُوا عيسي وَلَٰكِن شُبه لَهُمْ ( عيسي/ أمر الصلب؟) وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي( عيسي/ أمر الصلب؟) لَفِي شَكٍّ مِّنْ ( عيسي/ أمر الصلب؟) ۚ مَا لَهُم بِ( عيسي/ أمر الصلب؟) مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوا( عيسي/الظن فى أمر الصلب؟) يَقِينًا . بَل رَّفَعَ اللَّهُ عيسي إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا . وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِ( عيسي/ أمر الصلب؟) قَبْلَ مَوْتِ عيسي وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عيسي عَلَيْهِمْ شَهِيدًا.


ويكون التفسير هكذا طبقا لفهم الصحابة والتابعين(وأقول محمد نفسه) ،وجميع المفسرون القدماء والمعاصرون "باستثناء الشيعة الاسماعيلية"
ومَا قَتَلُوا عيسي وَمَا صَلَبُوا عيسي وَلَٰكِن خُيل اليهم لسبب من الاسباب(و ذكرنا ماهو سابقا) انهم قتلوه ..
{ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ }
و هناك وجهان لتفسير تلك الجزئية :


اختلاف فى أمر الصلب ،ويُفهم من الروايات عن صلب الشبيه:
يقول الرازى
" أن المراد بالذين اختلفوا هم اليهود، وفيه وجهان: الأول: أنهم لما قتلوا الشخص المشبه به كان الشبه قد ألقى على وجهه ولم يلق عليه شبه جسد عيسى عليه السلام، فلما قتلوه ونظروا إلى بدنه قالوا: الوجه وجه عيسى والجسد جسد غيره. الثاني: قال السدي: إن اليهود حبسوا عيسى مع عشرة من الحواريين في بيت، فدخل عليه رجل من اليهود ليخرجه ويقتله، فألقى الله شبه عيسى عليه ورفع إلى السماء، فأخذوا ذلك الرجل وقتلوه على أنه عيسى عليه السلام، ثم قالوا: إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا، وإن كان صاحبنا فأين عيسى؟"


أو اختلاف له وجه أخر يزعمه الرازى :



١- توصيف عجيب من الرازى ، لا اساس له و غير صحيح .
٢- حتى لو صح كلام الرازى (وهو قطعا ليس كذلك) ، فهو خلطا فاحشا للكلام عن التصورات المسيحية عن لاهوت وناسوت المسيح ، بمسألة الصلب .

لكننا لن نطرح الوجه الثانى فى سلة المهملات ،وسناخذه جديا من باب الجدل، ولكن بشرط

أن نعيد صياغته بشكل معقول واقعى ، ونقول ان عبارة{ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } اراد بها محمد ،الذين اختلفوا فى نبوة او الوهية او شرعية عيسي ...
وبهذا المعنى ، تكون عبارة{ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } مجرد تعريفا لعقيدة هؤلاء(الذين يتحدث عنهم محمد) فى شرعية المسيح ومداها (لا فى امر صلبه) ، ويصير المعنى لا اشكال فيه بتلك الصياغة ..
و الأن نأتى لكلمة "لفى شك منه"

لا يمكن باى حال من الاحوال ان نقول ان الشك هنا مرتبطا بموضوعا اخرا غير مسالة الصلب
لنقرا ما بعد كلمة "شَكٍّ مِّنْهُ "

وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً . وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا .

ومن ثم سنعود مرة اخرى للتفسير التقليدى لا محالة.

التفسير الباطنى لا معنى له فى سياق النصوص ، ويجعل نص النساء ، وايضا نص المائدة (السالف الذكر) مجرد لغواً .

تحياتى
من حقك طبعا ان تقرر رايك و لا تسلم بما قلناه
لكن يبدو انه لم يصلك معني التاويل مع اني ذكرته
نفي الصلب و القتل و ايضا :"و ما قتلوه يقينا" اي لم يسقطوا نبوته .بالقتل فنالوا فقط من جسده و هذا لا ينفي نبوة نبي فهناك أنبياء قتلوا.
فان معتقد اليهود ان يسوع لو كان رسولا من الله و مخلص صادق ما قتل.فالرد هو علي قولهم هذا و لم تلاحظ كا قلته ان قولهم :"قتلنا المسيح بن مريم رسول الله "هو علي سبيل الاستهزاء و الا فهم لا يؤمنون انه مسيح و لا انه رسول الله و هذا واضح.
و قد رفضت ما ذكره الرازي بلا اي تعليل لرفضه.
فلا معني لنقاش اذن و المهم ان ما نسبه للنساطرة يتفق مع تفسيرنا و اليه اشارة الانجيل في المثل الذي ضربه المسيح لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ..
و ايضا إقرار الرازي ان كل فرق المسيحية كانت متفقة مع اليهود ان المسيح قتل و صلب .
فليس في ذلك اختلافهم و قد سلمت به تنزلا او قناعة ..
و قد تجاهلت ما ذكرته من نص القران علي ان الله توفي نفس المسيح
{اني متوفيك}.
اما ما سميته تفسيرات الصحابة و التابعين فلا حجية لرأي احد ممن اعتمد قولهم و كما ذكر الرازي فحكاية القاء الشبه علي شخص اخر تقود الي السفسطة و لم يثبت عن النبي ص هذا الهراء اصلا
و في القران الكريم {وكنت عليهم رقيباً ما دمت فيهم، فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم" (المائدة 117). فهى تعلن موت المسيح فى آخر حياته على الأرض، كما اعلنه قوله تعالي : "والسلام على يوم ولدت، ويوم أموت، ويوم أُبعث حياً" (مريم 33).
و هو هنا مثله مثل يحيي
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)

و يقول الاب يوسف درة الحداد:
فالقرآن صريح بأن المسيح مات وبعث حياً... لكن هل مات بقتل وصلب؟ ظاهر آية النساء ينفيه، لكن باطنها واسلوب التعبير فيها يؤكده.¤
و يقول ايضا:
واسلوب القرآن فى آيتى النساء هو الإثبات فى معرض النفى، وهو أبلغ. يرد على "قولهم: إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم"، لا ينفى الحقيقة التاريخيّة المتواترة التى تؤكدها اليهودية والمسيحية والآيات القرآنية كلها، بل بتوكيد وجوده حيا فى السماء، فكأنهم "ما قتلوه وما صلبوه". إنه الاسلوب البيانى للإثبات فى معرض النفى. وهذا الاسلوب القرآنى البيانى هو ما فات جميع الذين ينقضون قتل المسيح وصلبه، ويخلقون تناقضاً فى القرآن نفسه، وتناقضاً ما بين الانجيل والقرآن لا وجود له.¤
__
و اختم بقول السيد المسيح عليه السلام
لا تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.¤

________



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
أما, مصادرها, السابقة, القران, ايات, اسباب, تناقضات, بعضها, ومع, والبيت, ذلك


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السيسي رئيس إسلامي فاشل ويعترف بفشله ومع ذلك يغتصب الحكم Skeptic ســاحـــة السـيـاســة ▩ 15 04-30-2019 02:28 AM
هل من العدل ان لا يسمحوا لي بالرد بينما هم يستطيعون ذلك -ردودي هنا- امنت بالله الواحد العقيدة الاسلامية ☪ 20 04-28-2018 11:46 AM
ليس في الوجود إلا الله !! كيف ذلك ؟ شاهين حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 14 01-08-2018 03:35 AM
بحث مبسط في اسباب تناقضات القران والعشوائية في السرد عدو الاسلام العقيدة الاسلامية ☪ 2 02-07-2017 12:20 AM