الرد اللا-إسلامي على رسوم Charlie Hebdo؟

[المسعودي]

1.
سأجيب على سؤال أساس افترضه أنا على نفسي حتى لا تختلط الأوراق ويتوفر ما يكفي من الماء العكر للتصيد أو أي مسعى آخر.
الكل يعرف موقفي من الدين، والله، والأئمة المعصومين، والصالحين والطالحين من الصحابة إلى آخر يوم الدين (العبارة الأخيرة للسجع فقط!).
2.
غير أن مبادئي مع نفسي وقيمي الأخلاقية ومرة أخرى أمام نفسي وليس الآخرين هو إنني أكافح أن نفع الكفاح، وأفكر إن نفع التفكير، وأكتب إن نفعت الكتابة، إلى شيء واحد لا غير:
فصل الدين عن الدولة بقانون واضح صريح لا يقبل الشك ولا النقاش. ومثالي في هذا الجانب الاتحاد الأوربي.
وهذا يعني ليمارس المسلمون طقوسهم في الجوامع بحرية؛
وليمارس المسيحيون طقوسهم في الكنائس بحرية؛
وليمارس اليهود طقوسهم في بيت الكنيست بحرية؛
وليمارس الصابئة المندائيون والبهائيون والبوذيون وجميع أبناء الطوائف طقوسهم بحرية في معابدهم.
3.
وهذا يعني لا حق لأحد على الآخرين: المؤمن مؤمن لنفسه ولا شيء آخر!
قواعد العقيدة الدينية تطبق على المؤمن بالعقيدة المعينة وعلى شرط ألا يتعارض تطبيق القواعد الدينية على المؤمنين مع القوانين المدنية الحضارية المرعية في البلد المعين.
ليس للدولة دين!
وليس لأي دين صلاحيات وامتيازات ربانية!
4.
الدفاع عن حرية العقيدة الدينية هي جزء من الدفاع عن الحقوق المدنية ولا يحق لأي شخص أو قانون أن يخرق هذه الحقوق. وإن الدفاع عن حق المسلمين بالإيمان بما يؤمنون هو حقهم الشرعي. غير أن هذا الحق الشرعي لا يعطيهم بأي حال من الأحوال فرض هذه العقيدة على الآخرين.
5.
ولأن للجميع الحق بالتعبير عن تصوراتهم الدينية واللادينية فإن الملحدين ولا يحتاج الأمر لأي تأكيد لهم الحق بالتعبير عن تصوراتهم عن الأديان.
الأديان لا تمتلك أي ملكية خاصة على الآلهة!
وطالما يرفض المسلم آلهة الآخرين (وله الحق في ذلك) فإن للآخرين الحق في رفض إله المسلمين.
6.
فهل فُرزت الأوراق؟!