هل كان في المقدور معرفة الخالق دون مفاهيم بشرية ؟

[شاهين]

شاهينيات 1459

علق " مهند البقاعي " على مقولتي 1458 في صفحة مجلة كش ملك التي يشرف عليها الكاتب السوري الكبير : خطيب بدله ، والتي جاء فيها " هل كان الخالق مكتفيا بذاته قبل عملية الخلق" ؟

والتي أجبت فيها بالقول :

لو كان الخالق مكتفيا بذاته قبل عملية الخلق ، لما احتاج إلى مجرد التفكير في إيجاد خلق يعرف به ، بحيث أصبح وجوده بل ومعرفته ، مشروطين بوجود خلقه ، وإذا ما انتفى خلقه انتفت معرفته وبالتالي انتفى وجوده !

علق بالقول : سبحان الله بشري يجهل الكثير عن ذاته يحاول قياس الاله الى معاييره . تعالى الله عما تصفون.

وعلق أخر" أبو بدر" قائلا : ولسا يجي واحد جحش يقول هذا مسلم وانت متشدد لأنك عم تكفرو.... اذا ينكر وجود الله عز وجل نقول عنو ( مؤمن ) مو ؟!!!

علقت على الأول بالقول: وهل كان في المقدور معرفة الإله دون المعاييرالبشرية يا مهند ؟ إذا كان هناك معيار لديك دلني عليه ! علما أن هناك مئات المعتقدات في العالم قد تمت من قبل حكماء وفلاسفة ودون وحي إلهي كما في المعتقدات السماوية .. وحتى هذه التي استندت إلى وحي كانت في حاجة إلى بشر في شخوص أنبياء ليعلنوا عن وجود آلهة ويعرفوا بها .

وعلقت على الثاني بالقول : أنا أتساءل يا أبو بدرعما إذا كان الخالق مكتفيا بذاته قبل عملية الخلق ، ولم أنكر وجوده ، ولم أكفر، وأعتقد أنني مؤمن أكثر منك بما لا يقاس ، رغم أن تسأؤلي كان مرتبطا بمعتقدات اعتبرت سماوية ، وليس بمعتقدات أخرى ، عرف الآلهة فيها من قبل حكماء وفلاسفة دون غيرهم .

شوفوا بما أجاب ( الذكي ) الأول عن تساؤلي إن كان ثمة (معيار) لديه خارج العقل البشري . قال : "معرفة الاله تكون بالعقل والفطرة البشرية "!

" وكأن العقل والفطرة البشرية ، لا علاقة لهما بالبشر والعقل والوعي البشريين

جاي على بالي أغني يهويدلك بناء على فهم المؤمنين وردودهم علي.

*****

[mystic]

حقيقة أستاذ شاهين إن ما ذكرته ذهب إليه الكثير من أهل التصوف و العرفان محتجين بحديث قدسي هو :
((كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف ))

و من تهجموا عليك بالرد و كفروك من الواضح أنهم من التيار الوهابي الذي ينكر هذا الحديث , و يظن الواحد منهم أنه بغسل بضعة أعضاء من جسده بالماء و أداء حركات باتجاه معين يسميها صلاة , يظن أنه يعرف الله أكثر منك و مني ...

[Jurist]

لو كان الخالق مكتفيا بذاته قبل عملية الخلق ، لما احتاج إلى مجرد التفكير في إيجاد خلق يعرف به ، بحيث أصبح وجوده بل ومعرفته ، مشروطين بوجود خلقه ، وإذا ما انتفى خلقه انتفت معرفته وبالتالي انتفى وجوده !

لا شىء في صريح العقل يقول أن وجود الشىء متوقف على معرفته
ولو كان هذا الزعم صحيحا ليكفي أن يقال أن الله يعرف نفسه
ثم إنه لا معنى لقولك "قبل عملية الخلق" لأن جنس الخلق لا أول له فالله لم يزل خالقا. فجنس المخلوقات لا أول له لكن آحاد المخلوقات حادثة

[المسعودي]

وهل كان في المقدور معرفة الإله دون المعاييرالبشرية

1.
هذه حقيقة أولية (أقصد: أساسية) ومن هنا تتفرع آلاف التصورات (ولم أقل: آلاف الحقائق).
2.
فإذا كانت الألهة عاجزة أن "تكون" من غير المعايير البشرية فألا يعني هذا بأنها صناعة بشرية وعن جدارة من الطراز الأول؟!
3.
وإذا اتفقت جدلاً بأن معرفة "هذا الإله" لم تأت إلا بسبب البشر فإي أدلة نملكها غير الأدلة البشرية عن هذا "الوجود"؟
بل كيف يثق المؤمن بمعرفة "رب خالق عالم مفارق" على أساس معرفة البشر وهي معرفة إيمانية لا دليل عليها غير الإيمان (آمل ألا ينخرط البعض بالأدلة العقلية فهي ليس أدلة إلا للمؤمنين)؟!
4.
إنني بحق أثمن هذه الفكرة:

وهل كان في المقدور معرفة الإله دون المعاييرالبشرية

لأنها تقول لي الحقيقة: "الله" صناعة بشرية وهي صناعة من الطراز الأول كما ذكرت.