لو أنه لم يكن من الإسلام...

[شنكوح]

أهلا،

كثيرة هي الموروثات التي فتح المسلم عينيه عليها فوجدها غير منطقية، تنغص عليه حياته ولا تتماشى مع الصورة الكاملة التي رسموها له (دون دليل) عن الإله الجميل الذي لا تتسلل الثغرات إلى كلامه ولا أفعاله ولا تشريعاته ولا قصصه. فأصبح يتمنى أنها ما كانت، في حين يأولها البعض تأويلا مستحيلا، والبعض الباقي ترك السنة بأكملها وأصبح يعزف على القرآن وحده (بفهمه الخاص) حتى يتنصل من كل ما قد يحرجه.

بعض هذه الإشكاليات أضعه هنا، ومن المحتمل أن أكلمها أو يضيف إليها الزملاء.


- لو كان العقل قادرا على إدراك الإله لكان ذلك عين الصواب، إذ كيف تطلب من من لا يطيق إدراكك أن يؤمن بك. لكنهم وجدوا العكس حاصلا، فأصبح النصب منهجا عقليا رصينا.

- لو كان الله ظاهرا لقالوا أن ظهوره عين العقل، لكنهم وجدوه مختبئا فأصبح الاختباء ضرورة

- لو كان القرآن كله محكما لقالوا أن ذلك عين العقل، لكنهم وجدوا بعضه متشابها فأصبح التشابه حكمة وابتلاء.

- لو كان الناسخ والمنسوخ غير موجود لقالوا أن ذلك عين المنطق، لكنهم ألفوه حاصلا فأصبح حكمة

- لو كان القرآن قال أن "الدار الآخرة هي الحياة" لقالوا أن ذلك عين العقل ولضحكوا من من يستعمل "حيوان" في تقليد القرآن باعتبارها خارج جنس القرآن، لكنهم وجدوها "حيوان" فأصبح القرآن ينسخ اللغة المتعارف عليها.

- لو نزل القرآن بلغة واضحة دون تناقضات لكان ذلك عين الصواب، لكنهم وجدوه على 7 أحرف ووجدوا آياته تتناقض، فأصبح ذلك حكمة.

- لو كان علم الله وقدرته لا يتدخلان في إرادة البشر لقالوا أن ذلك عين العقل، لكنهم وجدوا أن الإنسان لا يشاء إلا أن يشاء الله وأن علم الله المسبق يفرض المستقبل فأصبح الإثنان لا يتعارضان "هكذا" بالإنشاء. فالله على كل شيئ قدير.

- لو لم يكن لله عرش وملائكة يساعدونه لكان ذلك عين المنطق الذي يليق بإله قدير، لكنهم وجدوا أن القصر الإلهي حاشد بهم وبخدماتهم، فأصبح ذلك ضرورة ومشيئة، والله رغم ذلك ليس بحاجتهم (عابث يعني).

- لو كان الإسلام يساوي بين الرجل والمرأة ويحارب العبودية بشكل مباشر، لوجد المسلم أن هذا عين الصواب وبكل بساطة، فكيف لإله أن لا يفعل هذا وهو أولى الضروريات. لكنهم وجدوا غير هذا الأمر مشرعا، فاضطروا إلى الدفاع عن اللاعدل المفروض عليهم.

- لو كان اتصال الله مع البشر يقتضي التجلي بطريقة تتساوى فيها جميع أجيال البشرية لهلل المسلمون بهذا العدل الصافي النقي. لكنهم وجدوه مختبئا مناورا لا يظهر إلا في عصور الظلام والكذب ثم يختفي للأبد. فلما وجدوا هذا أصبح هذا النصب والاحتيال "اختبارا".

- لو كان الله قد خلق الكون بكن فيكون لقالوا أن المنطق يحتم هذا وأن هذا ما يليق بقدرته. لكنهم وجدوها مكتوبة عندهم "6 أيام" فانطلقوا يرقعون ويعيدون اختراع المعاني ويبررون حكمة الخلق على "مراحل" (وكأن الله كان يفكر بين كل مرحلتين).

- لو كان الله لا يختبر البشر لأنه ليس بحاجة لنا ولا لطقوسنا لوجدوا أن ذلك يتناسب مع كماله، لكنهم وجدوا العكس حاصلا فأصبح الاختبار ضرورة.

- لو كان الإسلام انتشر بالدعوة لكان ذلك هو عين الصواب المفترض في دين الله الحق. لكنه انتشر بالسيف (للأسف) والنكاح والسرقة، فأصبح ذلك مقبولا باعتباره دينا "عمليا" تسري عليه أعراف البشر.

- لو لم يكن هناك حد رده لكان الإسلام هو دين المنطق، إذ الله هو من يحاسب والإيمان لا يكون بالقهر والنفاق. لكنهم وجدوه مكتوبا بالخط العريض فأصبح الترقيع شرقا وغربا لمحاولة تجريم المرتد (ولو زورا) حتى تتقبل قلوبهم قتله بأريحية.

- لو كان محمد زاهدا في الحياة متواضعا لكانت تلك سمات النبي الحق العارف بما ينتظره. لكنهم وجدوه زير نساء مطالبا لهم بالحب الإجباري والتبجيل والتقديس. فلما وجدوا هذا الابتزاز وهذه العربدة في نبيهم أصبحوا يقولون أن التشريع التطبيقي كان ضروريا (يعني أن محمدا كان محتاجا للإمساك بإربه المقدس للإشارة إلى حلية وحرمة الأفعال) وأن تقديسه "فطرة".

- لو لم يغامر محمد ويتحدث عن سجود الشمس والأبوال والنخيل والتمرات والكلاب والوزغ و... لكان ذلك عين العقل والصواب. لكنه فعل ووضع المسلم اليوم في مأزق قمع عقله والتأرجح بين القرآنية والتأويل المفرط.

- لو أن الله أدخل إبليس الجنة لأنه أبى أن يسجد لغير الله، ولو أن الله لم يأمر أحدا بالسجود لغيره لوجد المسلمون اليوم أن هذا قمة المنطق ولسخروا من أي دين يعتمد هكذا قصص. لكنهم وجدوا إبليس مطرودا فقلبوا الموازين وأصبحوا يدافعون على عكس ما يتطلبه العقل السليم.

- لو أن الله لم يسلط على الإنسان وساوس الشيطان وجنوده لإغوائهم لكان ذلك عين المنطق (فكيف لإله يساهم في إضلال من يختبرهم) لكن الرياح جرت بما لا تتقبله العقول، فأصبحت الوساوس لحكمة

- لو أن القرآن وصف الجنة بما يليق بإله وأعد للنساء مثل ما للرجال بشكل راقي، لكان المسلمون يضحكون من أي ديانة تتحدث عن الجنس وأحلام المكبوتين الجائعين. لكنهم وجدوا ربهم يصف لهم ماخورا للمحرمات الدنيوية فاضطروا إلى إقصاء عقولهم والدفاع عن ضرورة كون الجنة بهذا الشكل.

- لو كان آخر كتاب تشريعي من الله إلى البشر مختصرا، مفيدا، منسقا لكان ذلك عين ما يليق بإله ولسخروا ممن يدعي أن كلام الإله قد يأتي على شكل غناء وسجع. لكنهم وجدوا السجع حاضرا، فأصبح إعجازا.

[Agno]

موضوعك موسوعة شاملة لحالات الانحياز التأكيدي التي يعاني منها العقل المتدين

[شنكوح]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة agno

موضوعك موسوعة شاملة لحالات الانحياز التأكيدي التي يعاني منها العقل المتدين

هي محاولة بسيطة كنت كتبتها يدويا منذ مدة، وقمت اليوم بنقرها على الحاسب.
يمكن الإضافة إليها، لأنه يوجد ما هو أفضل منها.

[binbahis]

الانحياز التأكيدي في أبهى حلله. لا حرمتنا الآلهة من هذا القلم الجميل.

[جالو]

يعني المُؤمن رابح في كلتا الحالتين، سواء أكان معتقده منطقي أو غير منطقي، فلكل مقام مقال؟!.
المؤمن بشكل عام والمسلم بالأخص تراه ذكي جداً وعقلانيّ وقمة في الموضوعية والعلميّة، فقط عندما ينتقد عقائد وأديان غيره فيحللها ويفندها علمياً ومنطقياً وأخلاقياً...؛ لكن حال ما يصل الأمر إلى دينه ومعتقده تسقط عنه كلّ هذه الأمور ويضرب بالموضوعية والمنطقية عرض الحائط.
على سبيل المثال ينتقد المسلم الأخطاء العلمية في الكتاب المقدس ويسخر منها مثل زوايا الأرض الأربعة، ويراها خطأ علمي فادح بينما يرى الأرض المسطحة، والشمس التي تغرب في عين حمئة أمراً عادياً ولا خطأ فيه!.
ويسخر من تكلم حمار وأفعى في الكتاب المقدس ويرى بأنه أمراً غير منطقي، بينما تكلم النمل والطير مع سليمان في القرآن، هو أمر منطقي ويصدق ولا داعي لسخرية منه!.
ونفس الأمر ينطبق على المسيحيين ينتقدون غزوات وجرائم محمد... ويصفونها بلاأخلاقية، بينما يرون بأن آيات القتل والإبادة الجماعية الواردة في الكتاب المقدس، هي عمل أخلاقي لها ما يبررها!.
ويسخرون ويتهكمون على مدة حمل والدة محمد به، ويرون بأن مدة أربع سنين حمل هي أمراً مستحيل علمياً، بينما ولادة امرأة عذراء عندهم هو أمراً مقبول ومصدق ولا داعي لتهكم والسخرية عليه!.
ويبلع الاثنان ألسنتهم عندما تكون المهزلة والخطأ حرفياً وذاته في كتابيهما.
شكراً زميل شنكوح على الموضوع الجميل

[تهارقا]

هذا عهدنا بمقالك سيدنا شنكوح طعنة نجلاء في قلب التبريرية .... التبريرية ديانة المسلمين الحقيقة صنيعة 1000 عام من الف والدوران

[NoProofNoGod]

كل نقطة تكلمت عنها اصابت هدفها . لوهلة اعتقدت انك نبي جديد

[شنكوح]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة binbahis

الانحياز التأكيدي في أبهى حلله. لا حرمتنا الآلهة من هذا القلم الجميل.

شكرا عزيزي بن باحث.
وماذا يأتي قلمي أمام قلمك الجميل وباقي كتابات الزملاء الباحثين.

فعلا هو انحياز تأكيدي، وإرث للدين على ما هو عليه وقبول هذا الواقع كضرورة منطقية.

[شنكوح]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جالو

يعني المُؤمن رابح في كلتا الحالتين، سواء أكان معتقده منطقي أو غير منطقي، فلكل مقام مقال؟!.
المؤمن بشكل عام والمسلم بالأخص تراه ذكي جداً وعقلانيّ وقمة في الموضوعية والعلميّة، فقط عندما ينتقد عقائد وأديان غيره فيحللها ويفندها علمياً ومنطقياً وأخلاقياً...؛ لكن حال ما يصل الأمر إلى دينه ومعتقده تسقط عنه كلّ هذه الأمور ويضرب بالموضوعية والمنطقية عرض الحائط.
...
ويبلع الاثنان ألسنتهم عندما تكون المهزلة والخطأ حرفياً وذاته في كتابيهما.
شكراً زميل شنكوح على الموضوع الجميل

العفو، الشكر لك على هذه المداخلة الجميلة.

كلامك سليم، فكلنا نرى مثلا كيف يتعجب الملحدون (والمسلمون؟) من انتقادات "الأخ رشيد" اللاذعة عندما يتعلق الأمر بالإسلام، وبقائه على المسيحية رغم كل هذا الحس العقلاني، لدرجة أنهم يعتقدون أنه ملحد متخفي (ولهم كل الحق في ذلك).

المشكلة الإضافية هي حمل المسلم لعبء وثقل معتقدات الإسلام الخرافية نظرا لالتزامه بتقديس كل ما صدر عن محمد والله وصحابة محمد أو آل بيته. إذ لا يسمح لنفسه بالتقليل من شأنهم أو باحتقار عاداتهم أو تسفيه ظنونهم حتى ولو كانت خرافية (طالما تتعلق بالدين).
تبقى إشكالية المؤمن العظمى هي عقلنة الإيمان، فكل مسلم قادر على أن يلبس قميص السلفي ويقول "الأمر لله ورسوله". لكن المسلم يحب أن يجعل إيمانه فوق هذا المستوى الانقيادي طالما يستطيع ذلك حتى لا يبدو بمظهر الجاهل المنصاع. وهذا ما يدخله في المتاهات التي نتحدث عنها.

[شنكوح]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تهارقا

هذا عهدنا بمقالك سيدنا شنكوح طعنة نجلاء في قلب التبريرية .... التبريرية ديانة المسلمين الحقيقة صنيعة 1000 عام من الف والدوران

تهارقا الذي بيده الملك.
بالطبع هو إرث عام.
فكما يرثون المصائب التي يتوجب عليهم قبولها وعقلنتها، يرثون كذلك محاولات سابقيهم في نفس المجال.
لكنهم ينقلون بتصرف وانتقائية. فإن كانت محاولاتهم فاشلة بمعايير عصرنا أو تفضح الدين ومقاصد محمد، يتنصلون منها.
وإن كانت قد نجحت في ذر بعض الرماد والضبابية على كلام محمد، فتصبح جزءا لا يتجزأ من الدين بحكم القرب الزمني وإتقان اللغة (في انتظار أن يأتي جيل لاحق يرى فيها عوارا ويقوم بالتنصل منها وتغييرها).