شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪ > الأرشيف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 08-30-2013, 03:33 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي


مع إن الإنسانيين في العالم أقلية عددية إلا أن المدافعين و المؤيدين للديموقراطية العلمانية كثيرين و من كل الأديان و التوجهات الفكرية. بالنسبة لمذهب الإنسانية فالنظام الديموقراطي العلماني هو أفضل نظام إخترعه الإنسان حتى الآن و بالتالي فهو النظام السياسي المفضل عند الإنسانيين.
الدولة الديموقراطية العلمانية هي الحل للكثير من المشاكل التي تنشأ بسبب الإختلاف في الدين و العرق و التوجه السياسي و خصوصا في الدول ذات التاريخ الطويل في الصراع على السلطة و الحروب مثل إسرائيل/فلسطين و السودان و ايرلندا و غيرها ..
بالطبع فإن تطبيق الديموقراطية العلمانية ليس سهلا و ليس حلا سحريا بل هو حل يحتاج إلي كفاح و صبر الشعوب من اجل الوصول إلي التوازن السياسي بين الجماعات و الطوائف في البلد. بل إن تسلط الحكومات و تسلط رأس المال و تسلط جماعات الضغط يحتاج إلي ذكاء كبير و وعي من الناس لكي تستطيع أن تسيطر عليه, و في كل الحالات فاليوتوبيا الإنسانية التي لا يترك فيها احد لوحده لكي يصارع مشاكل الحياة و التي لا يظلم فيها أحد أو يعاني فيها إنسان تعتبر هدف صعب و مستفز لقدرات البشر عموما و الإنسانيين على وجه الخصوص.
الديموقراطية العلمانية التي يدافع عنها الإنسانيين و غيرهم تعني مشاركة كل فئات و أفراد الشعب في تحقيق فصل كامل بين مؤسسات الدولة و المؤسسات الدينية, و من بين أفضل الدول و أكثرها حرصا على العلمانية الديموقراطية تعتبر فرنسا هي أم الحريات و أم العلمانية و أم التجارب الديموقراطية في كل جمهورياتها منذ الثورة الفرنسية و حتى الآن. فرنسا لديها تاريخ طويل في الكفاح من أجل الديموقراطية العلمانية و على الرغم من أن الدولة الفرنسية و شعبها قد عانوا من فترات دموية و صراعات إنتهكت فيها حقوق الإنسان بعنف إلا أن فرنسا بتاريخها و كفاحها تعتبر مثلا يحتذى لكل دول العالم في نموذجها الديموقراطي العلماني.
النماذج الرائعة للديموقراطية العلمانية كثيره و فرنسا ليست الوحيدة و لكن النماذج التي تعاني من الصراعات و الحروب الدموية التي يكفي تطبيق الديموقراطية العلمانية لكي يساعد في حلها كثيرة و هي مما يؤسف له.
الإنسانيين يهدفون من تطبيق الديموقراطية العلمانية إلي الوصول إلي الحكومة العالمية الواحدة التي تقضي على الحروب و الصراعات البشرية و تولي وجهها تجاه المشاكل التي يعاني البشر أجمعين مثل الفقر و الجهل و المرض. بإختصار فالحكومة العالمية الديموقراطية و العلمانية هي هدف كل إنساني من أجل خير البشرية و تقدمها و سعادة كل إنسان.

- الفرح بالحياة : الإنسانية مذهب يؤكد على اهمية الفرح بالحياة و لكنها ليست فقط الإستمتاع بالحياة
Humanism is enjoying life but not all about enjoying

الإستمتاع بالحياة مهم من أجل تحقيق السعادة و الرضا لكل إنسان, فالإنسانيون لا يعتذرون عن تفاؤلهم و إقبالهم على ملذات الحياة التي لا تضر أحدا بإعتدال. ملذات الحياة المقصودة هنا هي الصداقة و الحب و الجنس و التنزه و السفر و كل ما يمكن ان يشعر المرء بأن الحياة حلوة و تستحق ان تعاش. كل سلوك يسعد الإنسان بغير ان يضر به نفسه أو يضر غيره و يمارس بإعتدال و حكمة هو سلوك جيد و مبارك. الأخلاق القويمة ليست معنية بإضفاء النكد و قتل البهجة بل على العكس من ذلك, فالفرح بالحياة و التفاؤل هي وسائل إنسانية لتحقيق السعادة و التي هي صعبة المنال أصلا. أما الأخلاق الفاضلة فلقد إخترعناها أساسا لدعم و تنظيم السعادة في الحياة لكل الناس.
الفرح بالحياة ليس ضد الأخلاق الفاضلة و ليس ضد الإخلاص في العمل أيضا. فالعمل يحقق للمرء ذاته و يكفيه ماديا أما الإستمتاع بالحياة فيكون في الأجازات و اوقات الفراغ. و يا حبذا لو يستطيع المرء ان يجد عملا محبوبا إلي قلبه و يشعره بالاهمية و البهجة, فمقولة " حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب " هي مقولة إنسانية بإمتياز.
إن رمز مذهب الإنسانية هو الإنسان الفرحان أو إنسان يحقق كل قواه الكامنة, و هذا الإنسان الفرحان ليس فقط من يخصص جزء مهم من وقته للهو و الإستمتاع بالحياة بل الذي يراعي معايير أخلاقية معينة في تصرفاته و يخلص لعمله في الوقت ذاته.
الإنسان الفرحان هو غاية ممكنة يستطيع كل إنسان أن يصل إليها بإجتهاده و ذكاؤه و إنفتاحه على أشقاؤه البشر, و البشر الإنسانيون هم الذين يفرحون لفرح غيرهم و يواسون الآخر في حزنه. لإن الإنساني الحق هو من يساعد الآخرين على تحقيق سعادتهم الخاصة لكي يكونوا فرحانين و سعداء و يحققوا كل قواهم الكامنة أيضا.


الخاتمة :
هذا شرح مبسط لمذهب الإنسانية و أركانه السبعة : الإلحاد و الفلسفة المادية و الفلسفة الطبيعانية و العلم و الأخلاق و الديموقراطية العلمانية و الفرح بالحياة. و هكذا يكون هذا المذهب إلحادي مادي طبيعي علمي أخلاقي ديموقراطي علماني يدعو للفرح و التفاؤل, و هو بهذا المعنى مذهب غني و يحمل موقف من كل قضية إنسانية.
و هذا يدل على أن الأديان التقليدية ليست وحدها من تقدم وجهة نظر شاملة و متكاملة عن الحياة و كيف نجعل لها معنى بل على العكس فإن مذهب الإنسانية يدعو كل إنسان لأن يجعل لحياته معنى و قيمة بطريقته الخاصة و بالإرتكاز على قيم العقل و العلم و الفضيلة. على العكس فإن الإنسانيون يوجهون أصابع الإتهام للأديان الألوهية بأنها خرافية حيث تدعو لتغييب العقل و طائفية حيث تدعو لتأجيج الصراع و الإختلاف بين بني البشر و لا أخلاقية حيث تدعو لنماذج من السلوك أقل ما يقال عنها أنها رجعية و عبثية و متزمتة.
مذهب الإنسانية يمتاز عن الأديان الألوهية التقليدية ليس بأنه مذهب مادي علمي أو انه مذهب أخلاقي فقط بل بانه مذهب ديموقراطي أيضا, حيث أن الإنسانيون يعملون من أجل سعادة كل البشر بلا إستثناء فلا يوجد كفرة او مهرطقين بالإنسانية و لا يوجد جهنم في إنتظار من ينكر الإنسانية أو يجحدها. بل إن اللاإنسانيين هم أيضا بشر و أخوة و لا مفر من محبتهم و أخوتهم في نهاية الأمر. الإنسانية ليست دين ديكتاتوري شمولي مثل الإسلام أو المسيحية بل هي مذهب ديموقراطي متطور يقبل التعديل و التطوير بسهولة وفقا للقيم العظمى الإنسانية بل إن الإنسانيون لا يعادون أحدا بسبب أفكاره أو معتقداته و لا يدعون اللاإنساني كافر كما يفعل تابعي الأديان الأخرى.
و بعد ..
فإن من ضمن الفلسفات التي تأثر بها مذهب الإنسانية تأتي الفلسفة العظمى في القلب تماما ألا و هي الفلسفة الإنسانية حيث يكون الإنسان هو محور الإهتمام و مقياس كل شيء و حيث يكون كل البشر سواسية كأسنان المشط بغض النظر عن عقائدهم أو عرقهم او وطنهم أو نوعهم أو غيره ..
الفلسفة الإنسانية هي الفلسفة الجامعة الشاملة التي إستطاعت ان تستمد شرعيتها من العقل و العلم و الأخلاق و الفلسفتين المادية و الطبيعية. الفلسفة الإنسانية هي المعنى الذي يستطيع تحويل كائن حي بشري عادي إلي إنسان عاقل و محترم, فهي التي تدعو لتأسيس مجتمع جديد يتم فيه إحترام معايير حقوق الإنسان و علم الإنسان و عقل الإنسان فوق أي إعتبارات أخرى. الفلسفة الإنسانية هي جوهر المذهب الإنساني و هي سبب رفض الآلهة و الأديان و الإرتماء في أحضان المادية و الطبيعية و العلموية ..
الفلسفة الإنسانية هي عدوة العنصرية للعرق و الوطن و الدين و هي عدوة الخرافات الدينية و غير الدينية و هي عدوة الفقر و الجهل و المرض. إن الفلسفة الإنسانية هي صديقة الإنسان في كل زمان و مكان لأنها التي تنتصر له و ترفع من قدره.
إنها الفلسفة التي تدعو لإفشاء السلام و الحب و السعادة لكل البشر.
المجد و العظمة للإنسانية, آمين.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
أركان, الإنسانية, السبعة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احد القراء السبعة للقران .. سكير ولواطي سمير أميس العقيدة الاسلامية ☪ 26 04-18-2019 10:39 AM
شاهد أركان عقيدة التطور تنهار أمام عينيك ramadan في التطور و الحياة ☼ 14 10-21-2018 04:42 AM
مفهوم الإنسانية Google حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 1 02-20-2014 05:39 PM
الاسئلة السبعة التي وجهها ابليس لله السيد مطرقة11 الأرشيف 0 09-01-2013 06:22 AM
الأحرف السبعة في القرآن ....أو كيف تركت الإسلام السيد مطرقة11 الأرشيف 6 08-30-2013 06:45 AM