![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو برونزي
![]() |
بالتعاون مع الصديق سمسم المسمسم أبو خوفو أحمد بن تحتمس الكمتى رسول روح العلمانية آمون رع وأولاده الله ويسوع ويهوه وبهاء وبوذا واهورامزدا واودين وزيوس وبراهما الخ.. كتبنا هذه القصة
ميكروباص الغرام الفصل الاول. كان محمود سائق ميكروباص ماهر. له عشر سنوات فى هذا العمل منذ تخرجه من كلية الاداب جامعة القاهرة. وهو قد قرر الاتجاه الى العمل الحر مع انتشار البطالة وتوقف الدولة عن تعيين المعلمين وكافة خريجى كليات الجامعات المصرية. فقرر بمساعدة والدته ووالده شراء ميكروباص بالقسط. توفى والده منذ سبع سنوات. ولم يعد له احد سوى والدته. واقارب بمدينة اخرى عمة وخالة. بعد وفاة الباقين. بما فيهم جده وجدته. جيزة جامعة. جيزة جامعة. كان هذا نداؤه اليومى وهو ينطلق حاملا معه فى ميكروباصه طلبة الجامعة الطامحين شبابا وشابات. من السيدة زينب موطن منزله ومنزل والدته. وانطلق ككل صباح فى المبتديان متجها الى الروضة والمنيل وكلية الطب ومتحف قصر المنيل وكوبرى الجامعة وصولا الى الاورمان وجامعة القاهرة ثم الانعطاف يسارا الى كلية الهندسة وكلية الزراعة وكلية الطب البيطرى والنهاية ميدان الجيزة. كان هذا خط سيره اليومى الذى يجعله يسير فى منطقة محراب العلم والفن والفكر والادب. ومعبد الحرية والتنوير والعلمانية. والثقافة والقيم الغربية والتسامح مع كل الاديان. وبدا يتقاضى الاجرة من راكب تلو اخر. ويتامل البيوت والشوارع والطريق كأنه يراه للمرة الاولى. دوما يشعر كل يوم وكل مرة بهذا الشعور رغم التكرار. ويستمع الى احاديث الطلبة معه وطموحاتهم وخططهم للمستقبل. ورايهم فى الدكتور الفلانى والدكتورة العلانية وذهابهم الى بين السرايات لتصوير المحاضرات او شراء الملخصات. ويشعر معهم انه عاد طالبا جامعيا من جديد. يتلذذ بالعلم والتعليم مرة اخرى. ويعشق الفتيات فى سره مرة اخرى. كان يوقف ميكروباصه قرب ميدان الجيزة جوار بقية الميكروباصات الاخرى لزملائه السائقين فى وقت العصر. لينزل الى شارع الجامعة ويتمشى قليلا وسط المكتبات وعند حديقة الحيوان ومدرسة السعيدية. وعند الجامعة ذاتها وكلية الفنون الجميلة. وسط الاشجار والحدائق الغناء. وربما يشترى كتابا او كتابين من باعة الارصفة قرب ميدان الجيزة. يتامل الفتيات المراهقات الجامعيات ويتمنى ان يكون جوار هذه او تلك بصفته حبيبا او بويفريند. كان نهما للنساء ولا يتمنى اقل من 12 فتاة او امراة فى حياته. عاد خجلا مع شجن وكآبة خفيفة توجع اطراف انامله وعظامه. متشوقا لدونجوانية ينالها فى حياته بدل بؤسه. وفى المساء عاد الى منزله. حيا والدته وردت عليه التحية بحرارة. كان الغد الجمعة يوم اجازة عنده وعند الطلبة. ولم يكن يعمل به. جلس الى مقعده على المائدة لتاتيه امه بطبقه المفضل الشهى الكشرى بالعدس الاصفر والطماطم المخللة بالخل والثوم. وجواره قطعتان من البسطافلورا او فطيرة العجوة. وصعدت قطته السيامية الجميلة على ساقه تموء وتتمسح به مرحبة به. ثم تعود الى والدته وتجلس على حجرها كعادتها وتنام قليلا متكورة. قالت له امه. صفاء فى انتظارك سالت عنك عدة مرات. قال لها محمود. ساكلمها غدا ونلتقى. دخل محمود الى فراشه فى غرفة نومه وراح فى نوم عميق. استيقظ مبكرا فى الصباح فى تمام السادسة. واتصل بحبيبته صفاء. كانت صفاء فتاة يتيمة الابوين ولا يعرف لها اهل التقاها بالصدفة ذات يوم وهو يشترى بعض البذور واشجار الفيكس نتدا والسيسبان من اجل الخرابة الواسعة خلف منزله ومنزل والدته. كانت صفاء عاملة فى مشتل ومحل بيع زهور وبذور فى الصباح وتعمل مساء فى سرجة للطحينة والزيت الحار والحلاوة الطحينية والعسل الاسود. ووقع فى غرامها كما وقعت فى غرامه. كانت فتاة هادئة ولطيفة كثيرا تؤمن بالحرية والقيم الغربية مثله وتكره دكتاتورية السيسى والشيوخ والتعصب الاسلامى وتركيا اردوغان وال سعود والخلايجة. وتعشق التنوير والعلمانية والحريات الكاملة. وكانت صفاء قد عاشت منذ ولادتها حتى تخرجها من الجامعة فى دار ايتام راهبات ذات نشاة ايطالية او فرنسية. وتركتها وهى تحيا فى منزل بمفردها تجاورها جارتها الفلاحة التى تفرش فى الطريق وتبيع الجبنة القريش والفطير المشلتت ودقيق الذرة والكوارع والعجوة والجرجير والفجل والكرات والليمون. كان يحب البكور. وقد استغربت صفاء فى بادئ الامر من كثير من طباع محمود. لكنها ولحبها له سرعان ما تاقلمت واطاعته وتشكلت كما اراد طواعية منها. والان وبعدما لبت ولبى نداء الطبيعة. اسرعت للنزول يوم الجمعة السادسة والنصف صباحا. ليتمشيا قليلا معا فى شارع الشيخ ريحان. وسط هدوء الشوارع ونوم الشعب. كان محمود يهوى كثيرا النزول فى اوقات نوم الكسالى فى صباح كل جمعة الباكر. ويذهب فى ايام ونهارات رمضان مع صفاء الى كورنيش النيل ويمارسان نشاطهما الاقصى فى نهار رمضان. وسط كسل الكسالى. ويجلسان فى الخيمة الامريكية الغربية التى يقيمها محمود امام منزله ومنزل والدته فى الخرابة الواسعة. وياكللن ويشربان الحليب ويستمعان الى الاغانى والموسيقى ويشاهدان البورنو فى نهار رمضان. فى ذلك الصباح سار محمود مع صفاء فى شارع جانبى يراه لاول مرة متفرعا من الشيخ ريحان. كان ضيقا ومتربا. والجو مغيم شاحب كما يحبه محمود. ووجد على جانب احد البيوت بابا غريب الشكل. عبارة عن تمثال امراة مغطاة بملاءة ضيقة عليها كالشرنقة تكشف تضاريس وجهها وجسدها كالسلوفان. وقد غطى التراب التمثال بكثافة. اخرج محمود منديله القماشى وقرر مسح الغبار عن التمثال وتحسسه. كانت صفاء تقف جواره تتعجب من افعاله وتقول له. هيا بنا. انا خائفة من هذا المكان ولماذا تنظف هذا التمثال. قال. انه جميل وتحفة فنية واستخسرت ان يعلوه الغبار. واستمر فى مسح التمثال وفجاة لمع التمثال بضوء ابيض وهَّاج فابتعد محمود وصفاء الى الخلف فى ذعر. ونطق الباب ذو التمثال: ياااااااااه بعد كل هذه السنوات من الذى بعثنى من بعد مرقدى الطويل. أهلا بك ومرحبا يا محمود أنت وحبيبتك صفاء. اندهش محمود وشعر بالذهول وفقد النطق لفترة ثم نطق اخيرا. من .. كيف .. كيف عرفت اسمى واسم حبيبتى ؟ قال الباب ذو التمثال: إننى أعرفك منذ سنوات وسنوات. كنت وقتها تحمل اسما آخر أنت وحبيبتك أنت.. وأعتقد أنك قرأت عن التناسخ .. قال محمود: نعم قرأت عنه .. ولكننى لم أعتقد أنه حقيقة.. رغم أنى تمنيته كذلك. قال الباب ذو التمثال: أنا من حضارة مصر القديمة وروما المتقدمتين جدا. وظيفتى أن أوصلك. أنا بوابة للعصور والأزمان والأماكن. إن أردت الذهاب لمكان أوصلتك إليه على الفور وكذلك إن أردت الذهاب إلى زمان. قال محمود: غير معقول. إننى أتوهم أو أحلم. قال الباب: كلا أنت لا تتوهم ولا تحلم على الاطلاق. وإن أردت الآن الذهاب فجرب واطلب منى. قال محمود: وهل ستذهب معى حبيبتى صفاء. قال الباب: لو أردت اصطحابها لابد أن تمسك يدها جيدا حين تطلب منى ايصالك للمكان او الزمان الذى تختاره. قال محمود: وماذا عن الميكروباص ؟ لو أننى أريد أخذه معى. قال الباب: ربما تذهب لزمان ليس فيه ميكروباصات فما جدواه بالنسبة لك عندها ؟ قال محمود: اعلم ولعله لا يوجد بنزين له فى هذه الازمنة. ولكنى اعتز به. خيل لصفاء ان الباب ذا التمثال قد ابتسم او ضحك. وقال: حسنا لك ما تشاء. اطلب ان اوصلك وصفاء الى تحت منزلك ومنزل والدتك حيث تجد ميكروباصك. وان اعيدك معه ومع صفاء الى هنا. قال محمود. ايها الباب العجيب اوصلنى وصفاء الى تحت منزلى ومنزل والدتى حيث ميكروباصى. واعدنا معك انا وصفاء والميكروباص الى هنا. فوجئ محمود بنفسه واقفا جوار الميكروباص. وشهقت صفاء وقالت. اللعنة. انه اوصلنا بالفعل بلمح البصر. ما هذا. ان هذا لامر عجيب لا يصدق. وما ان دلف محمود الى مقعد السائق وجلست جواره صفاء. حتى وجدا نفسيهما مرة اخرى امام الباب العجيب. قال محمود. انك لباب عجيب. خيل لصفاء ان الباب يرتج من القهقهة. وكانت صفاء تصفف شعرها الكستنائى مموجا وسائبا. وترتدى فستانا اخضر اللون وله حزام اسود جلدى عريض. وكعب عالى ابيض اللون مقفل كلاسيكى. وساله محمود. ولكن ماذا عن ملابسنا. قال الباب. ساوصلكم الى مكان منعزل خال من الناس فى اى زمن تختارون. وساغير ملابسكما لما يناسب الزمن. هذا امر ضمن وظائفى وصلاحياتى وقدراتى. كذلك ساجهز ميكروباصك خلال الرحلة ليصبح مزودا باداة اتصال بى ويعتبر الة زمن. كما يمكنه الاختفاء والتوارى عن الانظار فى لحظات الخطر وحسب طلبك. كما سازوده بخلايا شمسية كبديل عن البنزين. كان محمود بدينا الى حد ما. طوله 176 سم ووزنه 100 كجم. ابيض البشرة. وسيم. هادئ. وثعلبه كبير وضخم. كانت صفاء تدللـه كثيرا وتسميه دُبِى. يا دبى او دبدوبى. وكانت صفاء نحيلة وطويلة اى عكسه. وكان يخشى دوما ان تضيق بجسده. لكنها على العكس كانت تحبه كثيرا كما هو ولا تجرح مشاعره. بل لو نحل جسده لرفضته لانها تحبه على راحته كما هو. خرج محمود وصفاء من الميكروباص. وانار الباب الميكروباص بضوء وهاج لامع. ما لبث ان خبا بعد فترة. دلف محمود وصفاء حسب تعليمات الباب الى الميكروباص مرة اخرى. قال الباب: الان يمكنك ان تامر الميكروباص او تامرنى لا فرق بوجهتك الزمنية والمكانية. قال محمود وقد شعر بالوحدة والشوق لامه فجاة: ارجوك ايها الباب العجيب قبل ان نفعل ذلك اريد اصطحاب امى معنا. هل لديك مانع ؟. قال الباب: لقد احترت معك ومع ترددك لماذا لم تطلب ذلك منذ اول مرة حين ذهبت لاخذ الميكروباص. قال محمود: انبهرت بك وبما تقول فنسيت كل شئ سوى الميكروباص وسواى انا وصفاء. قال الباب: حسنا لك ذلك. اؤمرنى فاعيدك. فاعاده الباب دون الميكروباص ودون صفاء. وقال لامه: اريدك فى نزهة ومشوار يا امى. فى البداية رفضت وقالت له: دعنى يا بنى اننى متعبة. الى اين تاخذنى اصلا ؟ قال: مكان سيعجبك. هيا بنا ولا تتعبينى معك. استسلمت الام وقالت: حسنا دعنى ارتدى ملابس الخروج. قال: لا وقت. سنغير ملابسنا هناك. قالت: لا لا كيف انزل هكذا بقميص النوم المنزلى المصرى رغم انه طويل ومعتم ولكن كيف. قال لها: لا تخافى يا امى. هيا بنا وساشرح لك فى الطريق. وبمجرد ان امسك يدها. نقلهما الباب سريعا ليستقر محمود على مقعد السائق جوار صفاء. وتستقر ام محمود وردة فى الخلف. كانت وردة والدة محمود فى الخامسة والاربعين من عمرها. جميلة المحيا تقاطيعها تشبه كثيرا حتشبسوت التى على اعمدة معبد حتشبسوت بالدير البحرى. ملفوفة البدن مثل المصريات عموما. وجهها قمحى اللون مائل للصفرة المحببة بين السمرة والبياض الشاهق. ثم قال محمود للباب وللميكروباص: اذهب بنا إلى مصر التسعينات. القاهرة أيضا. فى مثل هذا اليوم. إلى أسرة أنا أعرفها لها اولاد بنون اربعة ثلاثة منهم فى اختياراتهم لزوجاتهم فاشلون. رابعهم كان معلمى بالثانوية العامة وتعلمت من ثقافته الكثير. وقد حكى لى مأساتهم. وما تعلمه من دروس فى اختيار الزوجة المناسبة من فشلهم الذريع. قال الباب: أعرفهم وأعرف أسماءهم ومكانهم. قال محمود: اذن اذهب بنا إلى القاهرة وقتذاك لعلنا نلحقهم قبل أن يخطئوا الخطأ الجسيم. وبالفعل تكونت دائرة زرقاء من النور الازرق السماوى المتعرج والمتموج العريض البراق حول الميكروباص. وقالت وردة فى قلق: ماذا يحدث يا محمود ؟ أنا خائفة. قال محمود: لا تخافى يا ماما. قالت: وما هذا الباب العجيب الذى تكلمه ويكلمك. أين نحن وإلى أين نحن ذاهبون ؟ قال محمود: اصبرى يا ماما وسنرى. اختفى الشارع والباب ورأى محمود وصفاء ووردة دوامات ملونة تملأ المشهد أمام نافذة الميكروباص الأمامية. صرخوا جميعا وهم يرون أنفسهم وميكروباصهم معلقين فى الفراغ المتعدد الألوان ذى الدوامات الغريبة... بعد حوالى ربع الساعة من ذلك الرعب. شعروا بالميكروباص يستقر على ارض ما. وبدأت الدوامات الملونة تنقشع وتتلاشى تدريجيا ويحل محلها مشهد شارع مصرى منعزل بالقاهرة هادئ. قال الباب الذى ظهر فى حائط البيت المجاور للميكروباص: الميكروباص الآن متوار عن الانظار. وعموما الشارع هادئ ولا احد يسير به الان. اخرجوا من الميكروباص ان شئتم. ولقد البستكم ما يناسب العصر. الفصل الثانى توقف الميكروباص بمحمود وامه وردة وحبيبته خطيبته صفاء. وخرج منه الثلاثة يرتدون ملابس الثمانينات. ساروا فى الشارع الهادئ وكان الوقت الخامسة والنصف صباحا والجو شتاء والفجر قد شقشق. فى احد ايام ديسمبر من عام 1985. وكان معهم ايضا بفضل الباب مبلغ كبير من العملات المصرية الصادرة فى الثمانينات جلبها لهم الباب العجيب. من اجل تامين مسكن لهم وتامين احتياجاتهم الغذائية والحياتية عموما الى حين عودتهم من مهمتهم. نظرت وردة بانبهار للشارع وقالت ان هذا الشارع اعرفه لكنه فى الثمانينات ولا شك كيف هذا. لقد انهدم هذا البيت وتغير لون ذاك. كيف عادوا كما كانوا فى الثمانينات. هل انا وحدى من ارى ذلك يا محمود ويا صفاء. ام تريانه معى. ماذا فعلت بنا يا محمود. قال محمود. اهدئى يا امى. وتعال نعود الى داخل الميكروباص لاتحدث معك واحكى لك ما جرى لى انا وصفاء من امور عجيبة. وبالفعل عاد الثلاثة للميكروباص ودخلوه واغلقوا عليهم ابوابه. وحكى لها هو وصفاء ما حصل. قالت وردة. هذا غير معقول. انت تسخر منى ام ماذا. قال لها. لا يا امى لقد حصل ذلك بحذافيره واننى لمن الصادقين. قالت وردة. على كل حال هذا هو التفسير الوحيد لما اراه بهذا الشارع ما لم اكن مجنونة تماما. قالت لها صفاء. لا يا طنط انت لست مجنونة ونحن نرى ذلك ايضا. قال محمود. هيا بنا لنذهب الى اقرب بنسيون او لوكاندة لننام فيها الى حين عثورنا على مسكن لائق. وكما تعلمون فى الماضى لا يجوز ان نلتقى بذواتنا والا هلكوا او هلكنا وحدث صدمة وشرخ فى الزمن. وذهب الثلاثة مسرعين يبحثون عن بنسيون او لوكاندة قريبة. وبالفعل بعدما ساروا لشارعين او ثلاثة شوارع. عثروا على لوكاندة بالطابق الثانى. صعدوا درجات سلم العمارة. ودخلوا الى اللوكاندة ووجدوا موظف الاستقبال البسيط يعابثه النعاس ويتثاءب وسط كشك خشبى قديم وحيطان اللوكاندة قديمة ومصفرة لم يتم تجديدها فهى عتيقة وعريقة. ولها رائحة القدم. القوا عليه التحية صباح الخير. قال صباح النوم. قال محمود نريد ان نحجز غرفة لنا نحن الثلاثة. طلب منه البطاقة بعدما تفرس فى وجهه بامعان وريبة خصوصا ان معه امراتين جميلتين وظن به وبهما الظنون وخاف محمود حين طلب منهم بطاقاتهم الشخصية قائلا فى نفسه الان سابرز الرقم القومى وهو غير معروف اطلاقا فى هذا العصر. فماذا افعل. وادخل يده فى تردد ليخرج بطاقته وبطاقة امه وفوجئ بوجود بطاقات ورقية فى جيبه. بالتاكيد زورها الباب ولكنه تزوير متقن وجعل تاريخ ميلادهم مختلفا قديما ليتناسب مع عمرهم فى هذا العصر. فرح محمود. وسلمهما للرجل وقال له انها امى. وهذه خطيبتى واعطى بطاقتها للرجل ايضا. كان اسم ام محمود مكتوب فى بطاقته الشخصية واسم محمود مكتوب فى الاولاد فى بطاقة الاب العائلية. وفيه اسم وردة. قال له الموظف ولكن لا استطيع ان اجعل معكما الفتاة صفاء فهى غريبة. قال له محمود. ان امى معنا فما المشكلة. تعنت قليلا الموظف فمنحه مبلغا فابتسم له وقال. تفضل الغرفة رقم 205. والليلة بجنيهين للفرد. نقده محمود النقود. صعد الثلاثة الى الطابق العلوى وفتح محمود باب الغرفة 205 بالمفتاح الذى اعطاه له الموظف. واستلقى فورا على الفراش يرتاح قليلا من اثارة اليوم العجيب. واتجهت امه وردة ومعها صفاء الى الشرفة يتفرجان على الصباح الباكر وبدء حركة الناس موظفين الى عملهم وطلبة الى مدارسهم .. وسمعوا من مكان قريب موسيقى اغنية مصريتنا وطنيتنا لمحمد ثروت. قالتا معا. والله زمان. وضحكتا. استلقت وردة جوار ابنها بعدما قالت صفاء. استريحا وانا سارتب ملابسنا فى الدولاب. كان الباب العجيب قد وضع معهم حقائب مليئة بالملابس المناسبة لهذا الزمن داخلية وخارجية للثلاثة. لما انتهت صفاء من ترتيب ملابسهم فى الدولاب. جلست على اريكة قريبة من السرير. وكان هناك سرير اخر بالغرفة الواسعة. قالت. سانام هنا اذن. قال محمود. هل تخافين ان اكلك انا وماما. ضحكت وقالت. انت تعرف عادات بلادنا وانا لا ازال خطيبتك. قال محمود. يا لهذه العادات البالية المتخلفة. يا صفاء دعك من هذا التخلف. قالت امه وردة. صفاء عندها حق ايها الذئب البشرى. وضحك الثلاثة. نام الجميع عدة ساعات. ثم قال محمود. لابد ان نذهب للاخوة الثلاثة. استحمت وردة وتلتها صفاء. لم يكن بالامكان لقاء الاخوة الثلاثة وسط والديهم بل كان الافضل مقابلتهما بالخارج وهم خارجون من المدرسة الثانوية. هل عليهم تحذير والدى الاخوة الثلاثة من مقبل للايام وزيجاتهم المستقبلية ولكنهما لن يصدقاهم. خلع الثلاثة ملابسهم المنزلية وعادوا لارتداء ملابس الخروج. وقرر محمود ان تذهب صفاء. قال. لو ذهبت انا للثلاثة لن يهتموا بى. اما انت يا صفاء بجمالك الفتان وامتلاء جسدك. اعلم انك اغراء كاف لهم لياتوا معك الى هنا. وهنا نكلمهم. قالت صفاء. يا لك من وقح. تجعلنى طعما يا ديوث. وقالت وردة. وهل انا قبيحة يا محمود حتى لا تجعلنى اذهب بدلا منها. ضحك محمود وقال. يا للنساء. لا لست قبيحة يا ماما بل انت اجمل من صفاء. ولكن لعلهم يخافون منك لان فارق السن بينك وبينهم كبير. وصفاء اقرب لعمرهم وملامحها كأنها طالبة بالثانوية مثلهم. ذهبت صفاء تختبئ فى ركن الشارع فى حارة هادئة عند طرف عمارة قديمة. تنتظر خروج التلاميذ. خرج تلاميذ كثيرون واخيرا ظهر الاخوة الثلاثة مبتسمين يثرثرون معا. اسرعت اليهم بعدما ابتعدوا قليلا عن المدرسة. وبدات التعليقات من زملائهم السائرين بالقرب منهم. يقولون. ثلاثة كتير عليكى يا حلوة. كفاية واحد ويكون انا هاهاهاها. وما شابه من الغزل والتحرش المتوقع من مراهقين. انتحت صفاء بالاخوة الثلاثة جانبا وهم طاهر وخيرى وهانى. قالت لهم. تعالوا معى الى غرفتى. وساجعلكم تشعرون شعورا افضل. قال طاهر لخيرى. هيا بنا يبدو انه مقلب او انها تسخر منا. قالت صفاء. لا لا لست اسخر منكم. اننى اتابعكم منذ شهور منذ رايتكم اول مرة وانبهرت بوسامتكم وهدوئكم. ونضجكم رغم صعر سنكم. اعتبرونى اختكم الكبرى. اليس لديكم اخوة بنات ؟ قالوا فى حزن. لا ليس لدينا. قالت. حسنا اعتبرونى اختكم وحبيبتكم وامكم وكل شئ. اشعر ان لكم مستقبل باهر بالجامعة. ما الكليات التى تنوون الالتحاق بها بعد تخرجكم من الثانوية العامة ؟ قالوا لم نفكر بعد ولكننا نتمنى الطب. قالت. اشعر انكم ستنجحون فى مسعاكم ويا خيرى ربما تدخل كلية اخرى غير الطب ربما اداب او تجارة مثلا فلا تحزن لانك ستحصل على وظيفة مرموقة ومجزية جدا وستغرق فى المال والنعمة مثل اخوتك. قال خيرى. من انت اانت عرافة ام ماذا. قال هانى. هيا بنا لقد بدات اخاف منها. قالت صفاء بسرعة. كلا كلا لا تخافوا منى. هيا بنا. واعدكم لن تندموا ولن نتاخر عن ابويكم. كم ان والدكم عظيم حقا ثقفكم وسيوصلكم لاعلى الكليات. فهيا بنا. قالوا. ولكن الى اين تاخذيننا وكم عمرك على اى حال. قالت صفاء. كم تعطوننى من العمر ؟. قال طاهر. لعلك فى الجامعة اكبر منا بعامين. قال هانى. لا لا تبدو فى عمرنا. وقال خيرى. اراهن انها اصغر منا بعام او عامين. انها نضرة وشابة جدا. ضحكت صفاء وقالت. انا قريبة من كل تخميناتكم وسادعكم تفترضون صحة كل تخميناتكم مع العلم ان تخمينا واحدا هو الصحيح. قالوا فى لهفة معا. ومن صاحب التخمين الصحيح. ضحكت وقالت. كلكم. وعلى كل حال انا اظهر لكل انسان على الصورة والعمر الذى يريده. هيا بنا. لان هناك امور لابد لى من تحذيركم منها. قالوا. ولكن نشعر انك لست من هنا. كأنك جئت من مكان او زمان بعيد اخر. ضحكت وقالت صفاء. فراستكم فى محلها نوعا. ذهب الاخوة الثلاثة معها سيرا على الاقدام. فلما بلغوا اللوكاندة. قالت لهم. ساشاغل الموظف. حتى لا يراكم صاعدين. فاذا شاغلته واشرت لكم بيدى من خلف ظهرى. فاصعدوا بهدوء السلم واحدا تلو واحد وانتظرونى فى الطابق العلوى او قفوا امام غرفتنا انها رقم 205. كانت صفاء تعلم عنهم الكثير من حكايات خطيبها محمود عنهم. كانوا مثله الاعلى هم ووالدهم فى المؤهل الجامعى العالى والثقافة وحبهم وممارستهم للرسم والنحت والموسيقى والادب. وعلمانيتهم ولائكيتهم وقيمهم الغربية. ثم اختياراتهم الفاشلة السيئة جدا فى الزيجات. كانوا دروسا تعلمها محمود وتجنب اخطاءهم فى اختياره لصفاء. فهى يتيمة اى نعم وربيت بملجا راهبات ولكنها تخرجت مثقفة تتقن الفرنسية وتقرا الكتب وتحب العلوم والثقافة والفنون والاداب واللغات والشطرنج وذات مؤهل جامعى عالى. ليست من بيئة وضيعة او ريفية بعيدة او ذات مؤهل متوسط او من اب بخيل او سلفى او جاهل او مهمل. بالفعل شاغلت صفاء الموظف بعذر ما. وانسل الشباب الثلاثة صاعدين السلم الى الطابق العلوى. ثم انتظروها. صعدت صفاء لتجدهم واقفين حائرين امام باب الغرفة. دست المفتاح فى الباب وفتحت. دخل الاربعة الى الغرفة. وفوجئ الاخوة بوجود شخصين اخرين بالداخل هما طبعا محمود وامه وردة. قال الاخوة الثلاثة. من هؤلاء ؟ قالت صفاء. لا تخافوا انهما يساعداننى فى العرافة. قال محمود للاخوة الثلاثة. تفضلوا استريحوا. وبدا يقص عليهم زيجاتهم واختياراتهم السيئة وهم مندهشون مبهورون. وبدت عليهم علامات عدم التصديق. قال لهم. كل ما اخبركم به حقيقى. نحن لنا عقود فى هذا العمل. ولولا اننا راينا لكم مستقبلا باهرا واستخسرنا ان تضيعوه هكذا على نسوة من عائلات منحطة. ويكون اولادكم منهن سلفيون ومن احياء وعائلات امهاتهم المنحطة الفاشلة. لما تدخلنا واستدعيناكم. ثم استطرد. والان انتم احرار قد حذرناكم ونصحناكم واتمنى من كل قلبى ان تستمتعوا للنصح. حين يحين الوقت بعد سنوات. خذوا هذا الكتيب كتبت لكم فيه كل ما قلته لكم. والان يمكنكم الانصراف الى منزلكم. تفضلوا. رحل الاخوة الثلاثة فى دهشة وتعجب. وقرر محمود وامه وخطيبته العودة الى زمنهم. نزلوا كما كانت تعليمات الباب وذهبوا الى حيث الشارع الهادئ. واستقلوا الميكروباص. وتلفظوا بالمكان والزمان. وعادوا. |
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو برونزي
![]() |
الفصل الثالث. ميكروباص الغرام
خرج محمود وامه وردة وخطيبته صفاء من الميكروباص العجيب بتلك الحارة بشارع الشيخ ريحان. والتى تحوى الباب العجيب. وقال لهم الباب العجيب. هل اعجبتكم الرحلة ؟ قال محمود. نعم وما رايك يا ماما. قالت وردة. مدهشة. لا تصدق. اننى لا زلت اؤمن ان هذا حلم ساصحو منه او وهم ضبابى سيزول واتفاجا بانه سراب. وقالت صفاء. لا ليس حلما يا ماما. انه حقيقة. قال الباب. انه حقيقة. الان الى اين تودون الذهاب فى المكان او الزمان او الاثنين معا .. الى اين. قالت وردة. الان سنعود الى المنزل لنرتاح من تلك المغامرة العجيبة اليس كذلك يا محمود. قال محمود. اوامرك مطاعة يا ماما. لنذهب الى المنزل لنرتاح من تلك المغامرة العجيبة اليس كذلك يا محمود. قال محمود. اوامرك مطاعة يا ماما. لنذهب الى المنزل لنرتاح ثم نأتيك غدا أو بعد غد أيها الباب فنكون قد فكرنا واستقرينا على قرار واختيار. هل تأتى معنا يا صفاء. إنك تشعرين بالبرد ألا أدفئك. قالت صفاء. توقف يا وقح. وضحكت تمازحه. وبحث محمود ونقب عن اخبار الاخوة الثلاثة. فوجدهم قد استمعوا والحمد لآمون رع وأولاده القدامى والحاليين الابراميك والهنود. للنصيحة. ولم يعصوا أبويهم ولا تزوجوا من وراء ظهورهم ولا تزوجوا مؤهلات متوسطة أو سلفية أو أسر مفككة وأحياء منحطة. بل تزوجوا مؤهلات عليا وعائلات راقية مثقفة وشبعانة ماليا لا طمعانة. وكانوا وأولادهم منارة للعلمانية والتنوير والحريات والقيم الغربية، ولم يتسعودوا ولا تأخونوا ولا تمسلفوا ولا تأتركوا. بل ظلوا مصريين ناصريين وغربيين فى ملابسهم وأفكارهم بفضل زوجات متنورات وراقيات وجامعيات وشبعانات. فسعد كثيرا وبشر أمه وردة وخطيبته صفاء اليتيمة بالأمر. نزل الثلاثة بعد يومين متجهين الى موقع الباب العجيب مستقلين ميكروباص الغرام ميكروباص محمود. قالت صفاء وهى تداعب كعكة شعرها وتضع يدها فى جيب بنطلونها الجينز ثم تعدل حمالة التانك توب الابيض ذا الحمالات الذى ترتديه. اليوم نتحمس كما نشاء للسفر لامكنة جديدة وازمنة مفضلة نحن اليها ونتمنى ان نعيش فيها منذ زمن طويل. قال محمود. صدقت وآمونرع يا صفاء. قالت وردة وهى تعدل فستانها الجميل وشعرها المسترسل. ان صفاء ذكية ومتنورة مثلنا يا محمود. حظنا بها سعيد. قالت صفاء. أطال اللـه بقاءك يا أمى. تحرك الميكروباص بقيادة محمود فى شوارع القاهرة وزحامها حتى بلغ الحارة المنعزلة بشارع الشيخ ريحان. ودخل الميكروباص فيها. حتى بلغ التمثال الانثوى البارز. فاستحال الباب الجامد على الفور حيا ودبت فيه الحركة ونطق بالكلمات واللغات. قال مرحبا بكم من جديد آنساتى سيداتى سادتى. هل حسمتم رأيكم وحزمتم أمركم ورجحتم عقلكم على اختيار ما وزمان ما ومكان ما ؟ قال محمود. نعم. ثم تشاور مع والدته وردة وخطيبته صفاء اليتيمة. ثم قال. احترنا بين ثلاثة أمكنة وأزمنة. أزمنة الاسكندر المقدونى وأغسطس قيصر وزمن الخمسينات مع نجوم هوليوود بأمريكا. وأخيرا قررنا أن تكون رحلتنا الثانية الترفيهية بعد مهمتنا الثقيلة الماضية هى إلى هوليوود بأمريكا فى زمن الخمسينات من القرن العشرين زمن مارلين مونرو وريتشارد بيرتون، جيمس ستيوارت واليزابيث تايلور، تشارلتون هستون وكارى جرانت، فيكتور ماتيور وجينا لولو بريدجيدا وصوفيا لورين وكيرك دوجلاس. قال الباب متهكما. جواب نهائى. هل أنتم متأكدون ؟ قال محمود ومعه وردة وصفاء فى صوت واحد. نعم متأكدون. ضحك الباب وقال لهم. اذن تفضلوا بالدخول إلى ميكروباصكم ميكروباص الغرام. أنا قلت لكم من قبل إنكم لستم بحاجة لاستئذانى أو الاعتماد على. فميكروباصكم أصبح بابا مثلى هاهاها روحا من روحى وعظم من عظمى ولحم من لحمى. فهيا اركبوا. جلس محمود بمقعد القيادة فى ميكروباصه الابيض الجميل. والى جواره جلست امه وردة وخطيبته اليتيمة البكر صفاء. وتلفظ بالكلمات. فسقط الميكروباص فى دوامة قوس قزح متعددة الالوان دوامة الخوف والضياع بلا نهاية. محيط الزمان اللانهائى المترامى الاطراف هل يخرجون منه ام يضيعون فى غياهب الزمن للابد بلا بداية ولا نهاية. خارج الزمان والمكان. وظلت الدوامة تبهر ابصارهم واستبد بهم الرعب رغم تطمينات الباب ورغم انها ليست المرة الاولى لهم التى يرون الدوامة فيها ويبحرون فى امواج الزمن المتلاطمة كالجبال. الا ان الخطر سيبقى قائما فى كل مرة ان يفسد الميكروباص او يحدث اى عطل او خطأ. وارتفعت دقات قلوبهم الى ارقام قياسية وانقطعت انفاسهم واستبد بهم اليأس ككل مرة تلد فيها المرأة وتعد بالا تلد من جديد ثم تعود رغم كل المخاطر. حتى اذا يئسوا تماما. توقف الميكروباص وبدات سحابة الدخان الدوامى الملون تتبدد ببطء شيئا فشيئا وتنقشع ويظهر المكان والسماء والارض. انها شمس مشرقة ساطعة جدا وارض مسفلتة وشارع واسع واناس على البعد يتكلمون بانجليزية بلهجة امريكية ستيناتية او خمسيناتية. توارى الميكروباص عن الانظار فكأنه والاسفلت والاشجار سواء. واصبح شفاف اللون ينفذ الضوء بالكامل. واخفى ركابه بمهارة. قال الميكروباص الذى توحد مع الباب كما علمنا. الان انزلوا بلغتم وجهتكم ولا تخافوا فانى فى وضع الخفاء الان. ولن اظهر لاحد حتى تعودوا بعد اكمال مغامرتكم ما شاءت الهات الحسن الثلاث لكم ان تبقوا اياما او اسابيع او شهور. لن استعجلكم ولن اتذمر. فانطلقوا تصحبكم رعاية امونرع وكل اولاده. انطلقوا بضياء التنوير والعلمانية والحريات الكاملة فى ارض الاحلام والقيم الغربية. فى هوليوولد لوس انجلوس عام 1953. حيث تصنع الحقيقة الحلوة والحياة الحلوة وحتى الاحلام الحلوة. هنا بماضيها وحاضرها ومستقبلها مليون الة زمن افضل منى بمراحل. الات زمن فى نفس العصر تاخذكم الى التاريخ والمستقبل والحاضر. تعيشون مع الفيلم والمسلسل. مع البيوجرافيا والرعب. مع الخيال العلمى والفانتازيا. تعيشون ببريطانيا العصور الوسطى وكاميلوت وتعيشون بفرنسا قبيل الثورة الفرنسية او بالحقبة النابوليونية. تعيشون بالحرب العالمية الثانية او بالامبراطورية الالمانية قبل الحرب العالمية الاولى بعقود. تعيشون بروما القديمة وبعهد الاسكندر. وفى اثينا. وترون داود وبتشبع وسليمان وملكة سبأ ونوح وآدم ويسوع وكل ذلك على الشاشة الصغيرة او الفضية. دون الحاجة لاى الة زمن. ونظروا لانفسهم فوجدوا ملابسهم قد تبدلت كالمرة السابقة لتصبح ملابسهم وتصفيفات شعورهم على موضة الخمسينات. لكن قاطع الميكروباص شرودهم قائلا. ومن اجل عائق اللغة. فليضع كل منكم عينه امام المرآة الامامية الوسطى. فلما وضع محمود عينه امام المرآة خرج شعاع ليزر شمسى اللون قوى آلمه بعينه كالابرة. ثم تكلم ليشكو مما احس به. فوجد نفسه ينطق بالانجليزية الامريكية بطلاقة كاحد ابنائها. وفعلت امه الشئ نفسه امام المرآة بخوف وتردد. وصرخت من الالم الخاطف الحاد جدا. وترددت صفاء وهى قد اتى عليها الدور وقدمت راسها وهى ترتعش وضحك منها محمود فغضبت. ثم صرخت. واخذت تدعك عينها وتنظر فى المرآة التى فى حقيبة يدها. تخشى على عينها. اقترب منها محمود من فوق امه ونفخ فى عينها وقال برقة. شفيت ؟ ضحكت صفاء وقالت فى خجل. نعم. شكرا حبيب قلبى. قال لهم الميكروباص. الان انزلوا واتجهوا الى هذا البيت الامريكى ذى الطابقين. واطرقوا بابه. قال محمود. ولكن .... قاطعه الميكروباص. جربوا حظكم ولا تفكروا كثيرا. قالت وردة. فماذا نقول وماذا نطلب. قال الميكروباص. اعملوا عقولكم قليلا والا فلن تصبح مغامرة حقيقية مثيرة لو عرفتم او خططت لكم كل خطوة تخطونها. لاصبحت حياة مملة ومغامرة محروقة كالكارت المحروق. ذهب الثلاثة مترددين الى البيت الامريكى لا يدرون ماذا سيكون رد فعل سكان البيت. طرقوا الباب. وتاملوا باعجاب وانبهار تماثيل عذارى كارواى التى تشكل اعمدة خارج البيت. فتحت لهم فتاة شقراء متوسطة الطول رشيقة تصفف شعرها كتصفيفات الخمسينات وترتدى ملابس منازل الخمسينات بامريكا. قالت. هل استطيع مساعدتكم. من انتم. قالوا. نحن مصريون انبهرنا طويلا بهوليوود. واردنا العمل فى امريكا وزيارة هوليوود. ولكن نصب علينا نصاب فمنحنا عقود عمل مزيفة. لما وصلنا هنا اكتشفنا ذلك. فاصبحنا مشردين بلا عمل ولا مكان نبيت فيه. فارجوك ان تساعدينا وتسمحى لنا بالمبيت عندكم. نادت الفتاة واسمها امبر على امها واسمها اماندا. امى امى. ما بك يا امبر. تعال ها هنا لترى بشأن هؤلاء الناس. قالت الفتاة. ستاتى امى وابى ليروا بشأنكم. وسمعوا همسات بين الام وابنتها لفترة. ثم جاءت الام. ومعها الاب.. كانت الام شقراء طبيعية وزرقاء العيون. رشيقة لكن ممتلئة فى نفس الوقت. وكان الاب اشيب شعره ملح وفلفل وكان واضحا ان شعره اسود او رمادى اصلا. وكان باسما ووجهه سمح.. اما الام فوجهها حلو ولكنه جاد ومتجهم. قالت. انا اماندا والدة امبر التى قابلتكم. وهذا زوجى ووالدها جيسون. اهلا بكم. ثم سالتهم. اانتم مصريون ؟ وما اسماؤكم ؟. فاضطروا لقص حكايتهم مرة اخرى. وبدا على وجوههم التعب والقلق والصدق. تفرست الام فى وجوههم بتشكك وامعان. ثم قالت. حسنا تفضلوا بالدخول. دخلوا وجلسوا على الاريكة الكبيرة قبل الحجرة الداخلية التى بها السلم الامريكى للبيت الامريكى. |
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
عضو برونزي
![]() |
موقع مدونتى لمن يريد مطالعة قصتى الممنوعة "رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر"
مدونتى كل شئ له يوم زى السحاب يمشى http://dianadoll80.blogspot.com.eg/ لان الجميع يبغضوننى سواء اللادينى او المسلم او الاباحى |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [4] | |
|
زائر
|
اقتباس:
يمكن طلب كلمة المرور من الادارة. وقومي بنشرها هناك. تحياتي. |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [5] | |
|
V.I.P
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
تحياتي |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
عضو نشيط
![]() |
نحتاج الى مثل هذا الابداع الرائع ونحتاج الى انتشاره في كل المواقع التي تهتم بالانسان وحياته..
وعالمه الداخلي والمحيط به... اشد على يدك واحيي قلمك المبدع ويسعدني من كل قلبي انك معنا هنا في هذا المنتدى تقبلي فائق المحبة والاحترام واعمق المشاعر واصدقها |
|
|
|
رقم الموضوع : [7] |
|
باحث ومشرف عام
![]() |
ينبغي أن أقر أنها أعمال فانتازية شديدة الجموح والبذاءة في الأدب الجنسي. يبدو أن لدى العرب الماركيز دي ساد الخاص بهم، لكنها ماركيزة هنا. أعمال رائعة لكن قد يساء فهم وتفسير حرية الإبداع والنشر هنا وموقف الملحدين العرب حساس. نريد التعبير عن أخلاق علمانية غربية ولكن ليس حرية فوضوية وحشية. أكن احتراما للفوضى الوحشية لكني أنفر منها ولا أؤيدها. ومع كل الاحترام لحرية الكتابة ربما الأفضل نشرها في ساحة جنسية خاصة بعد مطالعتي للقليل من المحتويات في قصص الكاتبة ديانا أحمد. أعتقد خيال السيدة ديانا أحمد مهم للكثير من الناس رغم ذلك.
|
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [8] | |
|
عضو برونزي
![]() |
اقتباس:
اين هى هذه الساحة الجنسية الخاصة ولماذا تريدها خاصة. انا اكتب فى النور واعلن عن رايى فى النور ولا اقبل ان اعلن عنه فى الظلام او السر كما اعتاد العرب ان يفعلوه لماذا اشعر ان لك يد فى حذف 10 مقالات لى حتى الان فى الحوار المتمدن. |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [9] |
|
عضو نشيط
![]() |
المتكلم يجب ان يكون دوما تحت النور
والكاتب نور يقهر كل ظلام دمتي مبدعة اكتبي ولا تهابي احدا والى المزيد من الابداع اعطر التحيايا وعميق الاحترام |
|
|
|
رقم الموضوع : [10] | |
|
عضو ذهبي
![]() |
اقتباس:
أين الإبداع؟ عندما نصف قصة بصفة الإبداع، فعلينا أن نشير إلى مواطن الإبداع فيها؟ |
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| ميكروباص, الاول, الغرام, الفصل, والثانى |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| هل أنا محض جسد ؟ (الجزء الاول) | ساحر القرن الأخير | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 52 | 01-06-2017 07:10 PM |
| كيف تنشأ الأديان -الجزأ الاول-؟؟؟؟ | ابن دجلة الخير | علم الأساطير و الأديان ♨ | 1 | 05-07-2016 07:59 AM |
| تصحيح المفاهيم الوراثية الجزء الاول | شهاب | في التطور و الحياة ☼ | 1 | 06-25-2014 01:17 PM |
| الاديان الاصل الاول | السيد مطرقة11 | الأرشيف | 0 | 09-01-2013 01:12 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond