غزوة مؤتة

[باسم]

الفصل الاول : تحديد التكافوء في المعركة

( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا ما ئَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) (لأنفال:65) ، هنا يعد الله المؤمنين بأن الواحد منهم يغلب عشرة والعشرون مائتين ، والمائة يغلبون ألفاً ، ولكن حين حلت الهزيمة ، نزلت آيةٌ أخرى مغايرة تقول ( الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (لأنفال:66) وهنا صحح الله الوضع .. !!
لا … والغريب أن يرد النص التالي ( الآن علم أن فيكم ضعفاً ) ، عجيب … كيف لا يعلم الله الضعف وهو العالم بكل شيء ، وكيف يخطأ في التقدير فيغير وعده السابق بوعدٍ جديدٍ على ضوء العلم الجديد الذي عرفه …!!
أو ليس هو العليم بما في الأرحام وما في الغيب ، فكيف يغيب عنه العلم بضعف رجال محمد ، فينكر سابق قوله ويقول بلهجة أعتذارية " الآن علم أن فيكم ضعفاً " …!!

الفصل الثاني :

سرية مؤتة لمحاربة الروم جمادى الأولى سنة 8 هـ

سبب الغزوة : رد ماء الوجه بعد قتل الرسول

كان محمد قد أرسل الحارث بن عمير الأزدي بكتاب إلى أمير بصرى من جهة هرقل وهو الحارث بن أبي شمر الغساني، فلما نزل مؤتة تعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني، وهو من أمراء قيصر على الشام فقال: أين تريد لعلك من رسل محمد؟ قال: نعم، فأوثقه وضرب عنقه

لم يكن محمد ينوي الدخول في معركة مع الروم ، وكان إرسال الرسل الي الروم نوع من الدعاية ليظهر بمظهر القوة ، ولكن قتل الرسول المرسل من قبل محمد الي الروم كان صفعة لم يكن ليسكت عليها محمد فكان لابد من الرد وان كان الدخول في معركة انتحارية يضحي فيها ببعض اتباعه، والضرب بعرض الحائط بمبدأ التكافوء في المعركة وارسال ثلاثة الف لمقاتلة عشرات الألوف لجيش نظامي مدرب.

كانت المعركة ستكون انتحارية لذا تم اختيار القادة لضرب عصفورين بحجر واحد وهو التخلص من من يضايق وجوده محمد وهم زيد بن حارثة وجعفر الطيار ، اما مهمة عبد الله بن رواحة فقد كان مريضا ويعاني وحددت مهمته بإقناع الجيش المرسل عن الرجوع ، كما ان الانسحاب لم يكن خيارا لولا تدخل خالد بن الوليد .



صدور حكم الإعدام علي زيد وجعفر

3 أخبرنا أحمد بن أبي بكر حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سعيد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة قال عبد الله كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية

4014 حدثنا أحمد بن واقد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم

4015 حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد قال أخبرتني عمرة قالت سمعت عائشة رضي الله عنها تقول لما جاء قتل ابن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف فيه الحزن قالت عائشة وأنا أطلع من صائر الباب تعني من شق الباب فأتاه رجل فقال أي رسول الله إن نساء جعفر قال وذكر بكاءهن فأمره أن ينهاهن قال فذهب الرجل ثم أتى فقال قد نهيتهن وذكر أنه لم يطعنه قال فأمر أيضا فذهب ثم أتى فقال والله لقد غلبننا فزعمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاحث في أفواههن من التراب قالت عائشة فقلت أرغم الله أنفك فوالله ما أنت تفعل وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء



حدثني عمران بن ميسرة حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن عامر عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته عمرة تبكي وا جبلاه وا كذا وا كذا تعدد عليه فقال حين أفاق ما قلت شيئا إلا قيل لي آنت كذلك حدثنا قتيبة حدثنا عبثر عن حصين عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال أغمي على عبد الله بن رواحة بهذا فلما مات لم تبك عليه.

[ولما فصل الجيش من المدينة سمع العدو بمسيرهم، وقام شرحبيل بن عمرو الغساني فجمع أكثر من مئة ألف من الروم وضم إليهم القبائل القريبة الموالية فلما نزل المسلمون معان من أرض الشام بلغهم أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء فأقاموا على معان ليلتين يفكرون في أمرهم، وقالوا: نكتب إلى رسول الله فنخبره بعدد عدونا؛ فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له فشجع الناسَ عبدُ الله بن رواحة على المضي فقال: «إن التي تكرهون للتى خرجتم لها، إياها تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ولا كثرة ولا قوة، وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فربما فعل، وإن تكن الأخرى فهي الشهادة وليست بشر المنزلتين» فقال الناس: لقد صدق ابن رواحة.]

دور بن رواحة :

كان الدور المنوط بابن رواحة هو تشيجع الجيش علي المضي قدما ، وكان الجيش يعلم انهم هالكون لا محالة ،،،

والغريب انهم لم يتطرقوا لآية الانفال في التكافؤ وربما لخوفهم من غضب محمد عليهم اذا رجعوا.

عن عنِ ابن عباس قال : لما نزَلَتْ : { إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} . شَقَّ ذلك على المُسلِمينَ ، حين فرَض عليهم أن لا يَفِرَّ واحدٌ من عشَرَةٍ ، فجاء التَّخفيفُ ، فقال : { الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} . قال : فلما خفَّف اللهُ عنهم منِ العِدَّةِ ، نقَص منَ الصبرِ بقَدرِ ما خفَّف عنهم .



لماذا تم اختيار زيد وجعفر ؛

جعفر الطيار

ولد سنة 34 قبل الهجرة وزوجته أسماء بنت عميس الخثعمية,هاجرت مع جعفر الطيار الهجرتين وفي الهجرة الأولى كانت ما تزال عروسا جديدة وكما يقال"ما زال نقش الحنى على يديها" فأنجبت لجعفر وهي في الحبشة: عبد الله+محمد+عون وتزوجت من أبي بكرٍ الصديق بعد وفاة زوجته وأنجبت له (محمد بن أبي بكر),مكث جعفر وزوجته في الحبشة 14 عاما ويقال 17 عاما,فشرب جعفر هنالك ثقافة تختلف كل الاختلاف عن ثقافة قريش وحتى محمدا نفسه وهذا نستطيع أن نستنتجه من المدة الطويلة التي قضاها جعفر وزوجته في الغربة في بلاد لا يعرفون عنها شيئا ولكن بمرور الأيام تأثروا بها أكثر مما أثروا بها وهذا يتضح لنا من خلال عدم الدخول في الإسلام من أهل الحبشة فلو كان لبعثة جعفر أو عمليته الدبلوماسية تأثيرا لدخل في الإسلام كثيرا من أهل الحبشة, إن جعفر قدم إلى الحبشة مهاجرا أو قل أنه قدِم الحبشة لاجئا سياسيا والمسلمون اليوم يطلقون عليه لقب أول سفير في الدولة الإسلامية غير أن واقع الحال يشير إلى أن جعفر لجأ لجوءً سياسيا ولم يكن داعيا لأنه أصلا لم يسلم على يديه أحدٌ من أهل الحبشة وهذا يدل دلالة واضحة على أن جعفر الطيار تأثر بأهل الحبشة ولم يؤثر بهم.

ولم يكن أبا المساكين كما لقبه محمد أول من هاجر إلى الحبشة فقد كان قائدا للدفعة الثانية من المهاجرين وذلك بعد مضي خمس سنين على بدء الدعوة الإسلامية ولكنه كان آخر من عاد من الحبشة, هذا يدلنا على شيء لم ينتبه إليه أحد وهو لماذا كان جعفر آخر من عاد من المهاجرين؟ كان يجب عليه أن يكون أول العائدين من الحبشة إلى المدينة ولكن مدة مكوثه هنالك ورفضه للعودة إلا متأخرا جدا يدل على أن جعفر كان مستأنسا جدا في الحبشة وكان المقام يطيب له فيها ومن الممكن أن طريقة الحياة التي شاهدها هنالك كانت قد أعجبته جدا فطابت له الأرض بمائها وهوائها وأُكلها,ولو كان جعفر يريد العودة من الحبشة أو لو كانت حياته هنالك سيئة لكان أول من عاد من الحبشة إلى المدينة المنورة(يثرب).


لقد عاد من الحبشة بعد فتح خيبر في السنة السابعة للهجرة فقال محمد: بمن أفرح؟ أبفتح خيبر أم بعودة جعفر؟ وحين عودته من الحبشة وقعت معركة بدر فقسم له محمد نصيبا مما غنموه في الحرب رغم أنه لم يشارك فيها لا بسيفٍ ولا برمح,ولم يمض على عودته من الحبشة إلا سبعة أشهر(7) حتى أرسله محمد مع زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة لقيادة جيش المسلمين في معركة مؤتة جنوب الأردن اليوم, وهنالك احتمال أكيد بل وحقيقة يجب أن نؤمن بها وهي أن جعفر لم يكن من حملة السلاح ولم يكن من أهل الحروب وخوضها بدليل أن محمدا أعطاه سهما من (بدر) دون أن يشارك في القتال ولو كان من أهل القتال لحمل سيفه مع أخيه علي بن أبي طالب الذي يصغره بعشر سنوات, وإن هنا علينا أن نكون متأكدين بأن جعفر لم يكن من المقاتلين المهرة, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو:لماذا أرسله محمدٌ على رأس جيش مؤتة وهو يعلم بأنه ليس من أهل القتال والحروب؟ خصوصا حين نعلم بأن الجيش الذي ذهب لمقاتلته هو جيش نظامي محترف أو إمبراطورية كبيرة مثل إمبراطورية الروم,و الحياة الطيبة والزكية في الحبشة قد أدت إلى نعومة رجليه ويديه فحتى لو كان من أهل القتال فإن التعود الجديد على الحياة الجديدة واعتياده على حياة ( والهيف والريف) قد صقلت شخصيته وجعلت منه شابا وسيما في منتصف الأربعينيات من عمره, هذا السؤال تجيب عنه مدة مكوثه في الحبشة مدة 14 عاما تبدل خلالها فكره وعقله وجاء من هناك لمحمد وللمسلمين بثقافة جديدة مما أدى بمحمد أن ينزعج من هذه الثقافة الوافدة والدخيلة عليه وأراد التخلص من جعفر ومن زيد بن حارثة فضرب ضربته وكانت عبارة عن اصطياد عصفورين بحجرٍ واحد فقد تخلص من زيد ومن كثرة تحسر زيد على زوجته, وتخيلوا أنتم الموقف معي:زوجة زيد الجميلة التي يحبها يطلقها رغما عنه ومن ثم يتزوجها أبوه بالتبني, فمثل هذا الموقف لا يمكن له أن يجعل الأعصاب باردة وكان لا بد لزيد أن يعبر عن استياءه من هذا الموقف من خلال عيونه ونظراته وتقلبات وجهه وهذا كان بالنسبة لمحمد مزعج جدا لأنه تزوج من زوجة ابنه بالتبني ومن ثم تخلص من جعفر الطيار ومن فكره الجديد الوافد عليه من بلاد الكفار.

زيد بن حارثة:

طلب محمد من ابنه زيد بن حارثة الذي تبناه وهو طفلاً أن يُطلِق زوجته الجميلة والفاتنة زينب بنت جحش حتى تكون خامس زوجاته؟. على الرغم من تاسيس قانون زواج من أربعة كحد أدنى للمسلم الذكر.
طلب الرسول من زيد أن يطلق زينب حتى تكون خامس زوجاته، ولقد لبى زيد ابن حارثة ما طلبه منه من أبيه محمد. ،والقصة تبدأ يوم محمد زوج زيد من القريشية زينب بنت جحش وهي ابنة عمه، فبقي زيد بنظرها عبدا(لأن حياة زيد مع محمد بدأ عبداً وتبناه وصار بنظر الناس ابناً له) أما زينت التا كانت تعرف تاريخ زيد ابن حارثة والتي كانت ترى نفسها على أنها سيدة من سيدات مكة، وقد رأت أنها جُني عليها بزواج هذا العبد.
تقول المصادر الدينية والتاريخية أن محمد ذهب لزيارة زيد في منزله ونقر على الباب وفتحته زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة وقد خرجت بشعرها الطويل وطلعتها الجميلة ، وعندما رآها محمد أثارت حواسه الجنسية عليها وارتفعت حرارته الجنسية، وقال يا الاهي على قالب القلوب، فابتسمت زينب وقالت له أن زيداً ليس موجوداً. وجاء زيد لمحمد وتحدث الرسول عنها وعن جمالها ووعد زيد محمد على أن يطلقها لتكون زوجة له، ويقول القرطبي: (فَأَبْصَرَ محمد زَيْنَب قَائِمَة، كَانَتْ بَيْضَاء جَمِيلَة جَسِيمَة مِنْ أَتَمِّ نِسَاء قُرَيْش، فَهَوِيَهَا وَقَالَ : سُبْحَان اللَّه مُقَلِّب الْقُلُوب! فَسَمِعَتْ زَيْنَب بِالتَّسْبِيحَةِ فَذَكَرَتْهَا لِزَيْدٍ فَفَطِنَ زَيْد فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه، اِئْذَنْ لِي فِي طَلَاقهَا، فَإِنَّ فِيهَا كِبْرًا، تَعْظُم عَلَيَّ وَتُؤْذِينِي بِلِسَانِهَا)
فَلَمَّا قَضَىٰ-;- زَيْــدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ-;- وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا....(الاحزاب)
محمد طلب من زيد ان يطلقها فطلقها، الرسول فيما بعد تزوجها بعد طلاقها من زيد هذه أيضاً حقيقة على الرغم من أن بعض فقهاء الاسلام كذبوا القصة والبعض الاخر أكدها . القران ذكرها في أكثر من موقع في سورة الأحزاب. وهذا كفاية لنا أن القصة حدثت وهناك أكثر من دليل على حدوثها.37
ولم تسمح عادات العرب بزواج الاب من زوجة ابنه.ويبدو من الحادثة أن محمد ص قرر أن يمتلكها مهما صار وبأي طريقة فنزلت سورة الاحزاب ( مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ-;- وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ۚ-;- وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ-;- ذَٰ-;-لِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ-;- وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) (4)
"وجاءت هذه الآية لتلغي قانون التبني (أدعيائكم) في الاسلام، وهو عمل انساني ضروري جداً في عصر محمد وفي عصرنا هذا وفي كل العصور، لأن التبني يحل معضلة أساسية في المجتمع خصوصاً بعد خسارة الآباء في الحروب وفي الخضات الاجتماعية. يجب أن نعيد قانون التبني للاسلام والعالم العربي لأنه عمل انساني يحل مشكلة اليتامى والاطفال القابعين في دور الايتام. واعادة التبني يتمشى مع القوانين الحضارية والانسانية".

هذه الحادثة أحدثت فضيحة كبيرة في المدينة وصارت مكاناً للقال والقيل. ولهذا جاءت سورة (الاحزاب) لتببررعمله من زواجه من زوجة ابنه على الرغم من الزوبعة التي احدثتها في المدينة.
ما يزعجني في هذه الحادثة هو التأثير النفسي والمعنوي الذي عانى منه زيد بن حارثة عندما وجد نفسه فيما بين ليلة وضحاها له أبُ يحبه ويقدره ويعطف عليه، وفجأة هذا الأب يقول له انت لست ابني بل انت عبدا لا اكثر ولا اقل، والأنكى من ذالك ان الله أكد وبصم ذالك في قرآنه أو كتابه الكريم.
سيرة الرسول تقول أن زيد بن حارثة كان عبداً اشترته خديجة من سوق النخاسة في مكة . وبعد زواجها من محمد قدمت له زيد كهدية ليعتني ويخدم محمد. لكن بعد سنة أو سنتين، حضرت عائلة زيد التي كانت تبحث عن الطفل المفقود زيد، فعلم أبوه وعمه أن زيد كان يعيش في بيت خديجة فطلبوا شراء الطفل من خديجة والعودة لوالديه. فقال محمد لهم يحق لكم أن تأخذوه بدون دفع ثمنه ولكن هذا يعتمد على زيد نفسه وعندما سألوا زيد قال أنه يفضل العيش مع محمد وخديجة، وقبلت عائلة زيد بالحل المطروح وبقرار زيد، وبعد هذا وبنفس اليوم خرج محمد ماسكاً يد زيد وذهبا الاثنين الى الكعبة حيث يتجمع عدد كبير من الناس ووقف محمد على منصة وقال يا قوم من اليوم فصاعداً فان زيد هو ابني ووريثي. وبقي زيد جزئاً من عائلة محمد وخديجة وعاملاه، حسب المصادر الدينية الاسلامية كأبن لهما، ومن جهة زيد نفسه بقي مطيعاً طيلة حياته للنبي محمد وحتى مقتله في معركة مؤته.
ما حصل لقبيلة بني حارثة هو أن القبيلة تم غزوها من قبيلة اخرى وأسروا من أسروه وهرب من هرب، وزيد كان من السبايا وهو لا يزال في سن الثامنة من عمره وبيع في سوق النخاسة واشرته خديجة من حسابها الخاص.

قُتِلَ زيدٌ بعد ان قضى منها وطرا
بما ان المركز الأجتماعي لزينب كونها كانت سيدة من سيدات مكة لم تكن لترضى بالزواج من محمد ابن آمنه ومحمد كان يعرف ذلك وربما رفضته في السابق ولكن عندما قوي محمد واصبح هو الحاكم العسكري اراد ان يهين كرامة زينب فزوجها من عبده زيد ولكن قلبة ظلّ يشتهيها ، محمد بسلطانه كان بأمكانه ارسال احد الخدم لمناداة زيد لكن ذهاب محمد لبيت زيد ربما كان ذلك امر مقصود وربما كان يعرف محمد ان زيد ليس في البيت ، فقالت زينب لمحمد كما تذكر احدى الروايات (أهكذا بدون ولى ولا شاهد ؟ فقال لها : الله زوجك لي) هذه العبارة تدل ان محمد قد اغتصب زينب عند دخوله الى بيت زيد وإلا ما معنى قول زينب اهكذا بدون شاهد ؟ أكيد ان زيد تألم كثيرا لفقدان زوجته التي كان يتباهى بنسبها وأحسّ محمد هذا الحزن في عين زيد فدبر محمد لزيد مكيدة لم ينجو منها وكانت تكليف زيد بخوض معركة خاسرة غير متكافئة عدةً وعددا وفي نفس الوقت تخلص ايضا في نفس المعركة من جعفر الطيار الذي كان يجادل محمد بأفكار حبشية مسيحية .
الفصل الأخير ؛
في اخر الامر رأي المسلمون ان يسلموا القيادة لخالد فهو لا يخشي تزمت محمد وكان حديث عهد بالإسلام ، وبالفعل قام خالد بالانسحاب غير مبالي بما سوف يفعله محمد.