![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو جميل
![]() |
بين النظرية الحتمية و النظرية الحرة تختلف وجهات نظر الفيزيائيين في تصور قوانين المادة و تتباين تباينا ضخما فيري فريق مثل لابس أن القوانين التي تحكم المادة في الكون التي نحن جزء منها إنما هي قوانين حتمية تؤدي لنتائج ثابتة و يعبر عن هذا المذهب العالم الفزيائي الفرنسي " Laplace " لابلاس حيث ذكر بأنه لو استطعنا معرفة مواقع وسرعات كل الجزيئات في الكون فإننا سنستطيع معرفة سلوكهم وحسابها حتى في الماضي والمستقبل . إن أشهر الحركات العشوائية في ظواهر الكون حولنا هي الحركة المتحررة لذرات الغاز فإنه لو تم تكبيرها لرأينها و كأنها فوضى عشوائية عملاقة و لكن في الحقيقة هي مجرد مجموعة من كور البلياردو المتصادمة التي يمكن حساب سرعات و حركة تصادمها و اتجاهتها بطريقية حتمية بفرض أنها تحكمها قوانين ثابتة لتصادم و الحركة إن هذه الحتمية في تصور حركة الكون ترتفع لمستوى الإنسان نفسه فإن كل سلوكياته تنبع عن جيناته و رد فعل تفاعله مع بيئته اللذان هما ليسا باختياره فكما أن جيناته ليس باختياره لأنه مجرد نتاج و ترجمة عن وجدها فالجينات و البيئة كلاهما يحملان نتائج حتمية حيث صفاته و أقداره فلو تم حساب ذلك بدقة لتنبأنا بفعل الإنسان وردة فعله في كل ما يجابهه و لعرفنا ما قد يجابهه من حوادث البشر و المادة و توقع نتيجة سلوكه وردت فعله و المادة يمكن التنبؤ بها لأنها أشد خضوعا لطبيعة في قوانينها و سلوك الإنسان يمكن أن يتنبأ به كما تتنبأ الأم تمام بما سيفعله ابنها حين يوقف في حياته بين اختيار أمرين أيهما سيختار و أي الطريقين سيسلك لقد كان من أشهر من يؤيدون النظرية الحتمية من الفزيائيين ألبرت أينشتين في مقولته الشهيرة " إن الرب لا يلعب معنا النرد" و أينشتين لا يعني بالرب إله الإبراهميين و الأديان إنما يعني به المتحكم في قوانين الطبيعة أو الطبيعة نفسها و دعوني أوضح أن قضية الحتمية أو الحرية ليست حكرا على الفلاسفة و الفرق الدينية المختلفة من أول القدرية الذين يؤكدون حرية الإرادة و عدم حتم المقادير أو على ضدهم من الجبرية الذين يؤمنون بحتمية كل نتيجة لثبوت معللاتها و القوانين المؤدية إليها فالمسألة مسألة تفسير للوجود وفهم لقوانينه و حالته و هي غير مرتبطة بفكرة وجود إله كذلك من عدمه فسواء قلنا أن الإله خلق الكون على قوانين حتمية أو أنه تركه يعمل على عشوائية لا يعرف كيف ستنتهي لأن مجرد معرفته بكونها كيف ستنتهي فهو حتما لن يعرف ذلك إلا بناء على استنتاجات بنيت على قوانين ثابتة للمادة التي أوجدها مهما تعقدت أو أننا قلنا أن المادة و الكون موجود أزلي لا معلل له كما نقول أن الله موجود أزلي لا معلل له فهي نفس التعليل و في كلا الحالتين فنحن نتكلم عن المادة لا عن ما ورائها فالنظرية تتكلم عن تفسيرنا لسلوك ما نراه و نشاهده من مادة ظاهرة للكون هل هي تخضع لقوانين ثابتة حتمية أم أنها خاضعة دائما لنظرية عدم التأكد أظن أن هذه الفكرة نتباين فيها نحن كذلك و أرجوا أن أسمع أراءكم في هذا الأمر و سأحاول أن أدلي برأيي فأنا حتى الآن أميل إلى النظرية الحتمية عموما و لي على ذلك الكثير من الشواهد فقد حاولت من قبل برمجيا أن أولد رقما عشوائيا فوجدت أنه لا يوجد دالة في علم الرياضيات مطلقا مهما كانت معقدة يمكنها أن تولد رقما عشوائيا بمعنى أنها تولد رقما يتم اختياره بشكل معقد جدا حتى يخيل إليك أن الأمر عشوائي بينما لو حللت الدالة و مدخلاتها مهما تعقدت فيمكنك معرفة كيف ستختار تماما فلذلك يمكن كسر دوال التشفير و لا يمكن لدالة أن تكون معقدة لا يمكن التنبؤ بها رياضيا إلا لو احتوت على متغير واحد على الأقل غير ثابت من خارج النظام كمن يلحق متغير درجة حرارة وحدة التحكم أو أي ظاهرة فزيائيية متغيرة يمكن قياسها و هذا المتغير ذاته يمكن التنبؤ به و تحديده بدقة من خلال دوال أخرى ثابتة تحكمه فوجود العشوائية غير موجود نظريا في هذا الكون فكل ذرة في الكون إنما هي ترس مشدود على ترس آخر في سيور لا نهائية و كل حركة ترس مرتبطة بما حولها في التلقي و الاستقبال و لا يمكن لترس واحد أن يكون حرا بغير أن يتأثر أو يؤثر و لا يفترض وجود أي ترس يتحرك بحرية تامة أو جزئية خارج النظام إنما هو محكوم بقانون من تكونه إلى تفتته و تكونه مرة أخرى فلو افترضنا وجود مثل هذا الترس الحر الذي لا يخضع لقانون ثابت فهو غير موجود في عالمنا قطعا و إلا لخضع لنظامه ووجود ذرة واحدة تتحرك بعشوائية دون قانون ثابت فإنما يعني أن الكون كله مجرد عشوائية لأن وجود متغير عشوائي واحد في منظومة منتظمة تؤثر و تتأثر بكل حركة فيها سيجعل المنظومة كلها لا يمكن التنبؤ لها بمصير و سنصير متأكدين تماما من نظرية عدم التأكد هذا لو أثبتنا وجود ذرة واحدة في كوننا عشوائية فالنظرية الحتمية و العشوائية الحرة لا يمكن أن يلتقيان بحال ...فلو أثبتنا وجود جزء من واحدة فسينتفي الآخر بلا شك و تبقى نظرية عدم التأكد الهجينة أو نظرية التغيرات المتخفية هي حل ظاهري للموضوع فيما لا يمكننا التأكد من نظرية عدم التأكد أو غيرها و من أشهر من دعا إلى نظرية عدم التأكد فيزيائي ألماني يسمى " Werner Heisenberg " , حيث أنه أشار بأنه لا يمكنك قياس موقع وسرعة الجزيء . و يخالفه تماما نظرة العالم " Laplace " لحتمية العلم , وذلك بمعرفة مواقع وسرعات جميع الجزيئات في الكون في وقت واحد فإن هذه الفكرة تم تقويضها بمبدا عدم الاحتمال للفيزيائي" هينسبيرغ " . بينما العالم " ألبرت أينشتاين " لم يكن سعيد حول العشوائية في الكون , فوجهة نظره لخصها في مقوله له وهي " إن الرب لا يلعب النرد مع الكون " , حيث أن أينشتاين شعر أن مبدأ عدم التأكد كان للحظة مؤقتة : لكن كان هناك حقيقة أساسية حول أي الجزيئات سيكون لديها مواقع وسرعة واضحة المعالم , والتي سيتم تطويرها طبقا لقوانين الحتمية للعالم " لابلاس " . هذه الحقيقة من الممكن انها تعود نظرة أينشتاين كانت كما يمكن ان تسمى الآن بـ" نظرية التغيرات المتخفية : hidden variable theory " . فنظريات التغيرات المتخفية تبدو هي الطريق الأكثر وضوحا لدمج مبدأ عدم التأكد للفيزياء |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أرجو, المشاركة, النظرية, الحتمية, الدرب, بين |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| نظرة حول الحرية الجنسية ..أرجو المشاركة من الجميع | دفيءالحقيقة | حول الإيمان والفكر الحُر ☮ | 4 | 03-08-2021 08:16 PM |
| الفرق بين النظرية والقانون والحقيقة العلمية | القيصر | حول المادّة و الطبيعة ✾ | 6 | 11-20-2017 11:04 PM |
| النظرية والفرضية والحقيقة في العلم | ابن دجلة الخير | ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ | 4 | 12-14-2015 10:44 PM |
| النظرية النسبية عند أينشتاين | شاهين | حول المادّة و الطبيعة ✾ | 3 | 06-19-2015 10:27 PM |
| النظرية الذرية في الفلسفة الهندوسية | مُنْشقّ | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 1 | 06-04-2015 02:08 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond