شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 06-06-2017, 07:44 AM المنهج التجريبي العلمي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [11]
المنهج التجريبي العلمي
عضو بلاتيني
الصورة الرمزية المنهج التجريبي العلمي
 

المنهج التجريبي العلمي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلوووود مشاهدة المشاركة
لا تحزني فالقادم احسن
فقط اعملي بنصيحتي


ما يقوم به المسلمون بديار الغربة
اثبات صارخ ان
الإسلام بُني على الإقصائية..
فوجود غيره دائمًا يهدد وجوده..
فنراه لا يسمح لأحد بالخروج منه..
ويتعامل بدونية مع الديانات الأخرى ويخضعها له..
الإسلام دين هش.. كهشاشة أتباعه..
وجود المخالفين لهم يهز عقيدتهم ويزعزعها..
يرعبهم ويثير الشك في عقولهم..
ومع فشلهم بمناقشة دينهم.. يظل سبيلهم الوحيد للتعامل معهم هو الإقصاء..



:: توقيعي ::: -هدفنا مجتمع مدني و دولة علمانية مدنية و ترسيخ مبدأ المواطنة.
- هدفنا كشف الدعششة المخفية المتمثلة في الارهاب الاداري و العزل الاجتماعي ضد كل عربي ليس مسلم.
- هدفنا ان يكون بناء الفرد العربي بمنهج تجريبي علمي

------------------------------------------------------------
اذا اردت ان تعرف كيف افكر تابع هذا الشخص و هو يشرح منهجي و منهج كل ملحد عربي
اهديك يا مسلم هذا الفديو
قصة الأديان - The Story Of Religions
https://www.youtube.com/watch?v=h7q6QWF9EDo
  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2017, 07:56 AM المنهج التجريبي العلمي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [12]
المنهج التجريبي العلمي
عضو بلاتيني
الصورة الرمزية المنهج التجريبي العلمي
 

المنهج التجريبي العلمي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة traveler مشاهدة المشاركة
مرحبا زميلى العزيز
يمكننا ان نتعامل مع البعض ممن ذكرت كتعامل الدول المتقدمة مع المجرمين بمحاولة اصلاحهم
فما بالك وانت تتحدث عن بعض المرضى او الجهولين وليسوا بمجرمين ؟
اخشى فقط ان يخرج الملحد او الادينى من بئر عنصرية وشوفينية الدين لشوفينية الحادية اشد تدميرا
خالص التحية والتقدير لمجهودك عموما
فانا من المتابعين
و لماذا لا تعتبر التصرفات الفردية الارهابية هذه ...
بداية من استخدام السكين للسرقة عنوة لغاية النصب على اليابانيين هي
تلبية لنداء داعش عبر المواقع الاجتماعية و سورة التوبة
بعد انهيار حلمها
بالقيام بعمليات فردية ارهابية باراضي كل دولة تساند سياسة امريكا في محاربة الارهاب
او ما تسمى بالذئاب المنفردة
و هي تحدي صارخ من القاعدة و داعش بان تستمر بضرب الدول المساندة لسياسة امريكا
داخل اراضيها مثل فرنسا و بريطانيا
لانه يستحيل مراقبة 300 الف عربي مسلم على الاراضي اليابانية حاليا.


ملاحظة
هذا ليس قولي
بل قول مسلم لي كان يظن انني مسلم بديار الغربة
ردي
غلق الهجرة او الفلترة الى اعلى مستوى لقبول دخول المسلمين لامريكا و الدول المساندة لها
من بينها اليابان
و ليس كما يحدث اليوم دخول التونسيين المسلمين و الاتراك بدون فيزا الى اليابان ثم طلب اللجوء ليحصل على حرية اكبر و حماية اكبر من الامم المتحدة
خطاء كارثي له عواقب خطيرة مستقبلا
على الجانب الامني و الاجتماعي



:: توقيعي ::: -هدفنا مجتمع مدني و دولة علمانية مدنية و ترسيخ مبدأ المواطنة.
- هدفنا كشف الدعششة المخفية المتمثلة في الارهاب الاداري و العزل الاجتماعي ضد كل عربي ليس مسلم.
- هدفنا ان يكون بناء الفرد العربي بمنهج تجريبي علمي

------------------------------------------------------------
اذا اردت ان تعرف كيف افكر تابع هذا الشخص و هو يشرح منهجي و منهج كل ملحد عربي
اهديك يا مسلم هذا الفديو
قصة الأديان - The Story Of Religions
https://www.youtube.com/watch?v=h7q6QWF9EDo
  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2017, 12:00 PM traveler غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [13]
traveler
عضو برونزي
 

traveler is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المنهج التجريبي العلمي مشاهدة المشاركة
اصلاح ماذا
اذا كان دينه و قرانه و الذي يفتي له بهذا
على البيل المثال
اكبر مسجد باليابان في 2015 قام باعلان توظيف استاذة لتعليم اللغة العربية و اشترط شروط في المتقدم للترشح للمسابقة
هل تعلم تم رفض كل ملفات العرب الغير مسلمين
رغم توفر على كل الشروط و الزيادة
اقصد رفض قبول الملف لدراسته . يظنون اذكياء و يمكنهم مراوغة المخابرات اليابانية و الاجنبية .مجانين.بدعائهم السلم و التعايش فوق المنابر فقط

هذا شيخهم اكبر امام مسلم -التركي فوق المنبر بطوكيو
الذي يدعي التعايش و السلم
كلهم منافقون كلهم عشاق القران المدني و الشوق لتطبيقه على الاراضي اليابانية



1-عندما يكون شخص يحمل شهادة دكتوراه و لا يظهر من شكله انه متطرف و يرى ان من لا يعترف بابن تمية و كتابه السيف المسلول في سب الرسول و غيره من عصابة صلعم و من تبعه باحسان و هذا مكتوب في حسابه بالفاسوك الرسمي لعلمكم
القيام بتظاهرات و تجمعات داخل سفارات عربية للمطالبة بممارسة الدعششة المخفية المتمثلة في العزل الاجتماعي و الارهاب الاداري - يعني مباركة السفارة لهذا التخطيط بالوان الرماد المنبثقة من سورة التوبة و لهذا الاحتجاج--و نشر الخبر بين صعاليك طالبي اللجوء باليابان - شمال افريقيا-لتحفيزهم لمهاجمة كل عربي غير مسلم بالاراضي اليابانية تحت شعار و اكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا
-بالمناسبة تلقينا عدة تهديدات بارسال هذا النص -و اكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا
بعد ان وصلهم
و يكتب صاحب الدكتوراه ان اليابانيين هم الارهاب و اصل الارهاب منذ و قبل العصر الميجي
و هو يملك علاقة قوية داخل السفارة

2-فهل تريد اصلاح مفتي و امام اكبر مسجد بطوكيو
او اصلاح صاحب شهادة دكتوراه يظهر كل مرة بالقناة االوطنية لبلده الام

3-هل تريد من الحكومة اليابانية اصلاح سفارات عربية ببلدها لاحترام قانون و اعطاء طالبي جوازات السفر حقوقهم المتمثلة في الحصول على جواز سفر في فترة لا تتعدى 3 اشهر منها ما فاق ثلاث اشهر في حالة اشتباه في ان المتقدم للطلب غير مسلم

4- ان لم تكن ليست ايديولوجية لماذا لم يتحرك العرب المسلمين لابلاغ الشرطة عن ما يدون العرب المسلمين بالمواقع الاجتماعية باليابان من اشادة بعمل دعش و فديوهات داعش و ايديولوجية داعش و تخطيط للنصب على نساء اليابان بفتوى ماملكة اليمين و........
لماذا فقط العرب الغير مسلمين من يبلغ الشرطة ؟؟ او هذا هو التعايش بمفهومك و ما تقصد


اشك انك مسلم و تلعب دور العضو الغير مسلم بالمنتدى
لان امرا مثل هذا لا يخفى على احد
فكيف خفي عليك ؟

اذا انت غير مسلم فكيف لم تتاذى من العرب المسلمين مثلنا ؟ غريب فعلا امرك



انها ايديولوجية يجب مواجهتها باديولوجية
و ليس تعقب كل واحد منهم و خلق له ملف خاص
حتى لا يقولو اننا مضظهدين بسبب الدين - لن ندخل في فخهم و لعبتهم القذرة
بل نحن من نعلمهم العيش في اطر قانون العلمانية و المجتمع المدني.... بحد القانون او بحد القانون نرجهم الى بلدانهم
الملحدين ليسو اغبياء سواء يابانيين او ملحدين عرب
لقد تم سن القانون هذا الشهر و مبروك علينا و انتهى
اللعنة
اتوقع انه اذا اتيحت لك الفرصة ان تكون اشد فتكا ودمارا ودموية من دواعش المسلمين
انت اخطر عندى على الانسانية والبشرية من مسلمين كثيرين
تحياتى



  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2017, 12:38 PM traveler غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [14]
traveler
عضو برونزي
 

traveler is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المنهج التجريبي العلمي مشاهدة المشاركة
يظل سبيلهم الوحيد للتعامل معهم هو الإقصاء..
عجبا
اقصائى يعيب على الاقصائيين مثله
اذا انت عيبت الفعل ثم اتيته ؟؟؟



  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2017, 06:50 PM المنهج التجريبي العلمي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [15]
المنهج التجريبي العلمي
عضو بلاتيني
الصورة الرمزية المنهج التجريبي العلمي
 

المنهج التجريبي العلمي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة traveler مشاهدة المشاركة
اللعنة
اتوقع انه اذا اتيحت لك الفرصة ان تكون اشد فتكا ودمارا ودموية من دواعش المسلمين
انت اخطر عندى على الانسانية والبشرية من مسلمين كثيرين
تحياتى
اولا
انت مسلم تعيش في اليابان
ثانيا
الالحاد يؤمن بدولة قانون واحترام القانون
و ان القانون المدني و الدستوري فوق الجميع
اما دينك الاسلام فهو دين عصابة و ليس دين دولة
هذا الفرق بيننا و بينكم
انصحك بقراءة تاريخ صلعم جيدا

https://www.youtube.com/watch?v=GiWiqqscBbE
Hamid abdessamad علاقة الصعاليك بمحمد نبي الاسلام

+

تحالف محمد مع صعاليك جبل تهامة ضد أبناء قومه!


من هم الصعاليك؟ddd

الصعاليك هم المجرمون والطائشون الذين خلعتهم قبائلهم وسموا بالـ (الخلعاء). والخليع سمي كذلك لأنه مخلوع من عشيرته، ومتبرأ منه، أو لأنه خلع رسنه. ويقال: خلع من الدين والحياء (تاج العروس الجزء ١٨ صفحة ٩٢.

وقد عُرف الصعاليك بالذؤبان وبـ “ذؤبان العرب” ونقرأ في تاج العروس: “ذؤبان العرب لصوصهم وصعاليكهم الذين يتلصصون ويتصعلكون، لأنهم كالذئاب” (تاج العروس الجزء الاول، صفحة ٢٤٨ تحت ذأب). لعل أشهرهم كان أبو ذر الغفاري الصحابي المعروف، وهو من أعتى صعاليك عصره وينتسب إلى قبيلة غفار المشهورة باحتراف الصعلكة


وبين الصعاليك قوم من “الغربان”، “غربان العرب”، وأغربة العرب سودانهم. شبهوا بالأغربة في لونهم، وسرى اليهم السواد من أمهاتهم. تصعلكوا لازدارء قومهم لهم، ولانتقاص أهلهم شأنهم، وعدم اعتراف آبائهم ببنوتهم لهم، لأنهم أبناء إماء. من أغربة الصعاليك: السُّلَيْك بن السُّلَكَة، وتأبط شراً الشاعر المعروف.

رسالة محمد صلعم إلى صعاليك تهامة:

يقول ابن سعد في طبقاته: “كتب رسول الله صلعم لجُمّاع(1) كانوا في جبل تهامة قد غصبوا المارة من

كنانة ومُزينة والحكم والقارة (أي الأفارقة) ومن اتبعهم من العبيد فلما ظهر صلعم، وفدَ منهم وفدٌ على النبي صلعم فكتب لهم: “بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لعباد الله العتقاء أنهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإن عبدهم حرّ ومولاهم محمد، ومن كان منهم من قبيلة لم يردّ إليها. وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم، وما كان لهم من دين في الناس رُدّ إليهم. ولا ظلم عليهم ولا عدوان وإن لهم على ذلك ذمة الله وذمة محمد والسلام عليكم”.

المرجع: الطبقات الكبرى، ابن سعد، الجزء الأول، ص155.

تحليل رسالة محمد إلى صعالكة جبل تهامة:

1. قوله صلعم: “ومولاهم محمد، ومن كان منهم من قبيلة لم يُردّ إليها”. لم يردهم إلى قبائلهم لأنهم كانوا خارجين عن القانون ومطلويون للعدالة، لابل أنه قد نصّب صلعم نفسه وليَاً عليهم.

2. قوله صلعم: “وما كا فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم”. جعل محمد جرائم الصعاليك وسرقاتهم حلالاً لهم إن تبعوه وآمنوا بدعوته. وهذا بعكس تعاليم الإنجيل، فعندما دخل المسيح إلى بيت زكّا العشاّر (جامع الضرائب): “8فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ:«هَا أَنَا يَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ»”. لوقا الأصحاح 19 آية 8. أي أن محمد لم يغيّر في أفعالهم الشائنة شيئاً بل قام بتغيير أسمهم فقط فأصبح يدعوهم بـ “مسلمين” بدل من صعاليك.

3. قوله صلعم: “وما كان لهم من دين في الناس رُدّ إليهم” وهنا يدّعي محمد أن للصعاليك دين في الناس مع أنهم في الحقيقة كانوا مجرد لصوص وسارقين لتلك الأموال، والغريب أنه وعدهم بردَ دينهم المزعوم إليهم. أي أنه وقف مع الصعاليك ضد القبائل لاستمالتهم إليه.

4. قوله صلعم: “ولا ظلم عليهم ولا عدوان وإن لهم على ذلك ذمة الله وذمة محمد”. أي أن كل واحد يحارب أولئك المجرمين فإنه يحارب محمد، فوضعهم تحت حمايته وابرأ ذمتهم أيضاً. انظروا كيف يحمي نبي الإسلام القتلة والمجرمين ويستمليهم إليه حتى يكونوا نواة لقوته العسكرية من أجل غزو القبائل وسبي نسائها.

صفات الصعاليك وتأثيرهم على غزوات محمد:

– فلسفتهم في الإدعاء بحقهم في انتزاع أي شيء من مالكه:

يقول المؤرخ الكبير د. جواد علي في كتابه (المفصّل في التاريخ، الجزء التاسع، ص 602): “والصعاليك حاقدون على مجتمعهم، متمردون عليه…لا يبالون من شيء ولو كان سلباً ونهباً وقتل أبناء عشيرتهم، لنهم خلعوا منها…وكل ما تقع أعينهم عليه، وهو مفيد لهم نافع، ومن حقهم انتزاعه من مالكه، وإن كان مالكه فقيراً معدماً مثلهم…ويرون الخلاص من هذا الذل بالحصول على المال يالقتل والسيف، فمن استعمل سيفه نال ما يريد، لا يبالي فيمن سيقع السيف عليه، وإلا عدّ من العيال(2)“.

– حقهم في سلب الآخرين بسبب بخلهم وأن السبي مدفوع لهم من الله:

جاء في كتاب الجمان في تشبيهات القرآن لـ عبد الله بن الحسين البغدادي ص 262 وما بعدها “ولذلك كان صعاليك العرب ولصوصهم وارباب الغارة منهم يرون أن ما يحونه من النعم بالغارة، إنما ذلك مال منعت منه الحقوق، فأرسله الله لهم، كما قال عروةُ الصعاليك(3):

لعل انطلاقي في البلاد وبغيتي *** وشدّ حيازيم المطيّة بالرّحل

سيدفعني يوماً على رُبّ هجمةٍ *** يُدافع عنها بالعقوق والبخل“

ونقل محمد تلك الفلسفة إلى الإسلام فأصبحت على الشكل التالي: يستطيع المسلم انتزاع كل شيء من مالكه بحجة انه كافر أو مشرك دمه وماله حلال… وهذا ما مارسه صلعم بالفعل أثناء قيامه بغزواته مع صحابته من الصعاليك وقطاع الطرق من قتل ونهب وسلب وسبي للنساء والأطفال. لمزيد من الاستزادة راجع مغامرات محمد مع صفية والكنز.

فلسفة القتل والفتك بالآخرين

القتل عند الصعلوك كشربة ماء: فالحاجة عندهم تبرر الواسطة، وإذا امتنع إنسان على صعلوك وأبى تسليم ما عنده إليه، فهو لا يبالي من قتله، فالقتل ليس بشيء في نظره، منظره مألوف…والصعلوك نفسه لا يدري متى يقتل، فلا عحب إذا ما رأى القتل وكأنه شربة ماء. د. حواد علي (المفصّل، الجزء التاسع، ص 611 و 612.

جاء في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني، الجزء التاسع، ص 64: “أغار قيس بن الحدادية – صعلوك مشهور – على جموع هوازن، فأصاب سبياً ومالاً، وقت ل يومئذٍ من بني قشير: ابا زيد وعرة وعامراً ومروحا، واصاب ابياتاً من كلاب…”. وهذه الصفة بدورها نقلها محمد إلى الإسلام… قل “لا إله إلا الله محمد رسول…” وإلا يُضرب عنقك! وهذه العادة الصعلوكية الأصيلة لا يزال يمارسها قدوات المسلمين أمثال الصعلوك الهارب اسامة بن لادن والهالك أبو مصعب الزرقاوي.

(1) يقول ابن منظور في لسان العرب عن كلمة (جُمّاع): “كان في جبل تهامة جُمّاع غصبوا المارة أي جماعات من قبائل شتى“.

(2) قال في ذلك واحد من اشهرهم وهو السُليك

(3) المقصود هنا الشاعر المشهور عروة بن الورد وقد كان صعلوكاً




الرابط
https://lierprophet.wordpress.com/20...6%D8%A7%D8%A1/



المجد للالحاد




:: توقيعي ::: -هدفنا مجتمع مدني و دولة علمانية مدنية و ترسيخ مبدأ المواطنة.
- هدفنا كشف الدعششة المخفية المتمثلة في الارهاب الاداري و العزل الاجتماعي ضد كل عربي ليس مسلم.
- هدفنا ان يكون بناء الفرد العربي بمنهج تجريبي علمي

------------------------------------------------------------
اذا اردت ان تعرف كيف افكر تابع هذا الشخص و هو يشرح منهجي و منهج كل ملحد عربي
اهديك يا مسلم هذا الفديو
قصة الأديان - The Story Of Religions
https://www.youtube.com/watch?v=h7q6QWF9EDo
  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2017, 06:55 PM المنهج التجريبي العلمي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [16]
المنهج التجريبي العلمي
عضو بلاتيني
الصورة الرمزية المنهج التجريبي العلمي
 

المنهج التجريبي العلمي is on a distinguished road
افتراضي

الجزء الاول

محمد والصعاليك
0
من هم الصعاليك؟

من هم الصعاليك؟

الصعاليك هم المجرمون والطائشون الذين خلعتهم قبائلهم (الخلعاء). الخليع سمي به لأنه خلعته عشيرته، وتبرؤوا منه، أو لأنه خلع رسنه. ويقال: خلع من الدين والحياء (تاج العروس الجزء ١٨ صفحة ٩٢)

الخلع بالمناداة عادة في الحج او سوق عكاظ إنما خلعنا فلاناً، فلا نأخذ أحداً بجناية تجنى عليه، ولا نؤخذ بجناياته التي يجنيها.

وقد عُرف الصعاليك بالذؤبان وب “ذؤبان العرب” ونقرأ في تاج العروس “ذؤبان العرب لصوصهم وصعاليكهم الذين يتلصصون ويتصعلكون، لانهم كالذئاب” (تاج العروس الجزء الاول، صفحة ٢٤٨ تحت ذأب)

وبين الصعاليك قوم من “الغربان” “غربان العرب”، وأغربة العرب سودانهم. شبهوا بالأغربة في لونهم، وسرى اليهم السواد من أمهاتهم. تصعلكوا لازدارء قومهم لهم، ولانتقاص أهلهم شأنهم، وعدم اعتراف آبائهم ببنوتهم لهم، لأنهم أبناء إماء. من أغربة الصعاليك: السُّلَيْك بن السُّلَكَة، وتأبط شراً.

انتشار الصعاليك وخطرهم

§ وقد انتشر الصعاليك في كل موضع من جزيرة العرب، حتى صاروا قوة مرعبة مخوفة، لشدة بأسهم في القتال. المرجع: جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام، الجزء التاسع صفحة ٦١٦.

§ ”وقد كوّن الصعاليك عصابات تنقلت من مكان إلى مكان تسلب المارة و تَغِيرُ على أحياء العرب، لترزق نفسها و من يأوي إليها. أنضم اليها الصعاليك من مختلف القبائل. و لكون أكثر الصعاليك من الشبان الطائشين الخارجين على أعراف قومهم، و من الذين لا يبالون و لا يخشون أحداً، صاروا قوة خشي منها، و حسب لها حسابٌ“. نفس المرجع السابق.

مكة كملجأ للصعاليك بسبب تعاون بعض قريش معهم

§ “وكانت مكة على ما يظهر من أخبار أهل الأخبار، مكاناً آوى اليه ذؤبان العرب وخلعاؤهم وصعاليكهم، حتى كثر عددهم بها، لما وجدوه فيها من حماية ومعونة“. المرجع: د. جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة ٦١٨

§ الذين كانوا يريدون أن يستخدموا الصعاليك الخلعاء كانوا يأتون لمكة بسبب تواجد كثيرين هناك. فلما أراد “أبو جندَب” الهُذلي، الأخذ بثأر جارين له قتلهما “بنو لِحيان”، قدم مكة، فأخذ جماعة من خلعاء بَكْر وخُزاعَة، وخرج بهم على بني لِحيان، وكان قد “قدم مكة، فواعد كل خليع وفاتك في الحرم أن يأتوه يوم كذا وكذا، فيصيب بهم قومه. المرجع: ( الاغاني ٢١: ٦٢).

الزبير بن عبد المطلب كان ينزل عنده الفاسقين الصعالكة مثل ابو الطمحان و كان عبد المطلب يجير الصعاليك المخلوعين

§ وأما “أبو الطَّمَحان” القَيْني، فهو “حنظلة بن الشرقي ” من بني كنانة، وكان خليعا فاسقاً، متهتكا، لا يعرف خلقا او أدبا، نازلاً بمكة على الزبير بن عبد المطلب. المرجع: (جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة ٦٢١)

§ وكان نديما للزبير بن عبد المطلب. المرجع: (ابن حجر، الاصابة في تمييز الصحابة، رقم ٢٠١٣).

§ وكان ينزل عليه (اي على الزبير بن عبد المطلب) الخلعاء. المرجع: الاغاني للاصفهاني، الجزء ١١، صفحة ١٢٥؛ الشعر والشعراء، الجزء الاول، صفحة ٣٠٤ مُستشهد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة ٦٢١.

§ ونزل “مطرود ابن كعب” الخزاعي، في جوار “عبد المطلب”. المرجع: المرزباني، معجم الشعراء، صفحة ٢٨٢.

استخدام الصعاليك من البعض


§ وهكذا وضع “الصعاليك” أنفسهم في خدمة من يريد استخدامهم لتحقيق أهدافه التي يريدها، مقابل ترضيتهم وإعاشتهم، كما يفعل الجنود المرتزقة هذا اليوم من خدمة الدول الأجنبية، بانضمامهم إلى الفرق الأجنبية. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة ٦١٧.

§ ولما خُلع “امرؤ القيس”، جمع جموعاً من ذؤبان العرب وصعاليكها، وأخذ يَغِير بهم على أحياء العرب. المرجع: (معاهد التنصيص؛ مُستشهد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة ٦١٧).

§ ولما غزا “زهير بن جَنَاب” الكلبي، بَكراً وتَغْلِب أخذ “من تجمع له من شِذاذ العرب والقبائل” وغيرهم فغزا بهم. المرجع: (الاغاني، الجزء ٢١: ٩٦).

انضمام الصعاليك لمحمد في مكة مثل ابو بصير واللحاق به من كل من اسلم من الصعاليك

§ وينفلت منهم أبو جَنْدَل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة. فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش الى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم واخذوا أموالهم. المرجع: صحيح البخاري ٣ : ١٨٣.

§ لقد تبعوا محمد لأن الاسلام يعطي لهم تكتلا اكبر وحرية في استمرار مماراستهم في سرقة القوافل ونوال السبايا تحت حجة الدين.

§ عروة بن مسعود في صلح الحديبة يتعرف على بعض الصعاليك المسلمين “فرفع عروة رأسه فقال من هذا. قالوا المغيرة ابن شُعبة. فقال اي غُدَرُ. ألستُ أَسعى في غَدْرَتِكَ. وكان المغيرة صَحِب قوما في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم”. المرجع: صحيح البخاري ٣ : ١٧٩ و ١٨٠ و ١٨٣.

صعاليك صاروا قادة مسلمين

§ لقد أدرجهم محمد في المجتمع الاسلامي ادراجا كليا بلا محاذير أو تحفظات.واستمرعدد كبير منهم في الاسلام الى قطاع طرق يتربصون بالقوافل. وصاروا لاحقا على قدر كبير في الاسلام مثل:

§ سارية بن زَنِيم الدائلي الكناني، الذي أمَّره عمر على جيش وسيره إلى فارس سنة ثلاث وعشرين هجرية.”وذكر الواقدي وسيف بن عمر أنه كان خليعا في الجاهلية أي لصا كثير الغارة وأنه كان يسبق الفرس عدوا على رجليه“ابن حجر، الاصابة في تمييز الصحابة، رقم ٣٠٣٦

§ وأبو ذر الغفاري فقد كان من صعاليك الجاهلية, يقطع الطريق ويغير على النوق عند الفجر. المرجع: (الطبقات الكبرى لابن سعد، ج٤ ص ١٦٢)

§ نلاحظ بان القريشيين قد طعنوا في القران بسبب أن الصعاليك قد دخلوا الاسلام

§ أن القوم طعنوا في صحة القرآن/ وقالوا لو كان خيرا ما سبقنا إليه هؤلاء الصعاليك. المرجع:تفسير الرازي، تعليق على سورة الاحقاف

§ حديث لابي طالب يذكر عن اتباع صعاليك العرب لمحمد: ”كأني أنظر إلى صعاليك العرب… قد أجابوا دعوته وصدقوا كلمته وعظموا أمره فخاض بهم غمرات الموت“. المرجع: السهيلي، الروض الانف، الجزء الثاني، صفحة ١٧٥.

§ نفور قريش من الصعاليك المسلمين: قالت قريش اطردهم عنك…. فقال رسول الله أبشروا معاشر صعاليك المهاجرين بالنور يوم القيامة تدخلون قبل الأغنياء بنصف يوم وذلك خمسمائة عام. المرجع: البداية والنهاية – ابن كثير، الجزء السابع، صفحة ١٢٥.

§ تبشير صعاليك المهاجرين انهم سوف يدخلون الجنة قبل غيرهم.

§ ”فقال رسول اللّه صلعم: “أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التَّامِّ يوم القيامة، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يومٍ وذاك خمسمائة سنةٍ“. المرجع: سنن أبي داود، رقم الحديث ٣٦٦٦؛ الهندي، كنز الاعمال، رقم ١٦٥٧٦ و ١٦٦١٤ ؛ مِشْكَاةُ الْمَصَابِيحِ، للتبريزي، الجزءالاول صفحة ٣٠٧.

§ تفضيل الصعاليك المجاهدين في سبيل الله على الصدقات الكبيرة.

§ أعَجَبَكُم صدقَةُ ابنِ عَوف، لرَوعَةُ صعلوك من صعاليك المهاجرين يجر سَوطه في سبيل الله أفضل من صدقة ابْنِ عَوف. المرجع: الهندي، كنز الاعمال، رقم ١٠٦٨٣.

§ كان يستفتح بصعاليك المهاجرين (اسد الغابة، لابن اثير، الجزء الاول، صفحة ١٦٤).

صعاليك جبل تِهامة وضمهم من محمد

§ جبل تِهامة كمركز مهم للصعاليك المجرمين من سائر القبائل.

§ ”كان في جبل تِهامةَ جُمّاع غَصَبُوا المارّةَ أَي جَماعاتٌ من قَبائلَ شَتَّى متفرّقة“. المرجع: ابن منظور، لسان العرب، تحت جُمّاع.

§ كتابة محمد لصعاليك تهامة: وكتب رسول الله صلعم لجماع كانوا في جبل تهامة قد غصبوا المارة من كنانة ومُزَينة والحَكَم والقارَة ومن اتبعهم من العبيد فلما ظهر صلعم وَفَدَ منهم وفد على النبي صلعم فكتب لهم: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لعباد الله العتقاء انهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فعبدهم حر ومولاهم محمد. ومن كان منهم من قبيلة لم يُرَد إليها. وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم، وما كان لهم من دين في الناس رُدَّ إليهم. ولا ظلم عليهم ولا عدوان وان لهم على ذلك ذمة الله وذمة محمد والسلام عليكم”. المرجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الاول، صفحة ١٥٥.

تحليل لرسالة محمد لصعالكة جبل تهامة

§ ”ومولاهم محمد ومن كان منهم من قبيلة لم يرد إليها“ لم يردهم الى قبائلهم مع انهم مجرمون مطالبون من القانون. ونصب نفسه وليا لهؤلاء الصعاليك.

§ ”وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم“ جعل جرائمهم وسرقاتهم حلالا لهم

§ ”وما كان لهم من دين في الناس رد إليهم“ وهي ادعاء ان لهم دين في الناس مع انهم سالبو الناس. وهي وقوفه مع الصعاليك ضد القبائل من اجل سلب الناس.

§ ”ولا ظلم عليهم ولا عدوان“ حماهم وأبرأ ذمتهم مع انهم اكبر جماعة خطرة على المجمتع.

§ الرسالة تكشف ترأس محمد على الصعالكة في صيغة تحترم اسلوب حياتهم الصعلوكية ومبادئهم في قتل وسلب الناس.

صفات الصعاليك وتأثيرهم على غزوات محمد


§ فلسفتهم في الادعاء بحقهم في انتزاع أي شيء من مالكه.

§ “والصعاليك حاقدون على مجتمعهم، متمردون عليه… لا يبالون من شيء ولو كان ذلك سلباً ونهباً وقتل أبناء قبيلتهم وعشيرتهم، لأنهم خلعوا منها…وكل ما تقع أعينهم عليه، هو مفيد لهم نافع، ومن حقهم بحكم فقرهم انتزاعه من مالكه، وإن كان مالكه فقيراً معدماً مثلهم، ويرون الخلاص من هذا الذل بالحصول على المال بالقنا وبالسيف، فمن استعمل سيفه نال ما يريد، لا يبالي فيمن سيقع السيف عليه، وإلا عدّ من “العيال“. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة ٦٠٢.

§ قال “السُّليك”: فلا تصلي بصعلـوك نَـؤوم إذا أمسى يُعد من الـعـيال. المرجع: الشعراء الصعاليك، صفحة ٢٣٥ مستشهد من جواد علي، الجزء التاسع.

§ حقهم في سلب الاخرين بسبب بخلهم وأن السبي مدفوع لهم من الله.

§ ولذلك كان صعاليك العرب ولصوصهم وأرباب الغارة منهم يرون أن ما يحوونه من النعم بالغارة، إنما ذلك مال منعت منه الحقوق، فأرسله الله لهم، كما قال عروة الصعاليك: لعلّ انطلاقي في البلاد وبغيتي وشديّ حيازيم المطيّة بالرَّحْـل.

§ سيدفعني يوماً إلى رب هجـمة يدافع عنها بالعقوق وبالبخـل. المرجع: الجمان في تشبيهات القرآن، عبد الله بن الحسين بن ناقيا. المرجع: البغدادي، صفحة ٢٦٢وما بعدها؛ جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة ٦٠٣.

§ وهي صارت فلسفة اسلامية في الغزوات وهي حقهم في انتزاع أي شيء من مالكيه بحجة انهم مشركون.

فلسفة القتل والفتك بالاخرين

§ القتل عند الصعلوك كشربة ماء: فالحاجة عندهم تبرر الواسطة، وإذا امتنع إنسان على صعلوك وأبى تسليم ما عنده اليه، فهو لا يبالي من قتله، فالقتل ليس بشيء في نظره، منظره مألوف…والصعلوك نفسه لا يدريّ متى يقتل، فلا عجب إذا ما رأى القتل وكأنه شربة ماء. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة ٦٠٤.

§ فمن وجد شخصاً ومعه مال، لا يجد الصعلوك سبباً أخلاقياً يمنعه من قتله للحصول على ماله. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة ٦١١و ٦١٢.

§ أغار قيس بن الحدادية-صعلوك مشهور- على جموع هوازن، فأصاب سبيا ومالا، وقتل يومئذ من بني قشير: أبا زيد وعروة وعامرا ومروحا، وأصاب أبياتا من كلاب خلوفا، واستاق أموالهم وسبيا. المرجع: الاغاني لالصفهاني الجزء السادس، صفحة ٦٤.

§ تركت تأثيرا على غزوات محمد حيث نرى أن القتل كشربة ماء

قساوة الصعاليك وفرحهم عندما يقتلون الأباء ويسلبون ويتركون الآلام في نفوس النساء والأطفال. أليس هذا سر قساوة الإسلام في بدء نشأته.

§ ”نجد الشَّنْفَرَى، يصف غارة ملأت الرعب في قلب من وقعت عليهم، قام بها في ليلة باردة، عاد منها سالماً معافى بغنائم، وهو فرح بما تركه من قتل وسلب وألم في نفوس النساء والأطفال، إذ يقول: فأَيَّمْتُ نِسْواناً وأَيْتمْتُ إِلْدَةً وعُدْتُ كما أَبْدَأْتُ واللَّيْلُ أَلْيَلُ. المرجع: الشعراء الصعاليك، صفحة ٤٩؛ مُستشهَد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة ٦١٢.

§ ”ونجد “السُّلَيك” يخرج مع صعلوكين يريدون الغارة، فساروا حتى أتوا بيتاً متطرفاً، ووجد شيخاً غطى وجهه من البرد، وقد أخذته إغفاءة، ومعه إبله ترعى، فأسرع اليه وضربه بسيفه فقتله، ونهبوا إبله، وعادوا بها مسرعين فرحين، قتله دون أن يشعر بوخزة ضمير، لقتله انساناً نائماً طاعناً في السن يرعى إبله… والضرورات تبيح المحظورات.“. المرجع: الشعراء الصعاليك، صفحة ١٨٢؛ مُستشهَد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة ٦١٣.

§ الصعالكة صاروا لا يبالون بعرف ولا سنة، يقتلون لأتفه الأسباب،…. هذا “عروة بن الورد” و “أبو خراش” الهذلي وغيرهما، نجد فيهم القسوة بل الوحشية. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة ٦١٣.

تمثيل الصعاليك بأجساد الناس

§ كان الشَّنْفَرَى عندما يرمي رجلا يقطع رجله ويرمي عينه. المرجع: الأغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن صفحة ٢٨٧.

§ ذاك يذكرنا بتشريع محمد بقطع رجل ويد الإنسان من خلاف و فقع عيون من يعترض عليه. المرجع: المائدة ٣٣.

§ ”سليك يدخل بخبث ليسرق بيت عازل ويقطع رأس شيخ“. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن صفحة ٢١٩.

§ نرى إذا بأن قطع رؤوس الناس هي عادة قد اختص بها الصعاليك. ونرى محمد يتبع نفس الأسلوب في قطع رؤوس الناس كما فعل في قطع رؤوس بني قريظة بعد أن خندق لهم. وايضا أَمْرُه لأتباعه بقطع رأس من يخالفه.

تقسيم الصعاليك نتاج الغزوة

§ عروة بن ورد كان يجمع الصعاليك ويكرمهم ويغير بهم ويجعل لاصحابه الباقين نصيبه من الغنيمة. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الاول، صفحة ٢٧٠.

§ تشبه تصرفات محمد في تقسيم الغنائم على المحاربين وعلى الغائبين.

§ فكرة اخذ زعيم الصعاليك في الغزو الربع او الخمس.

§ حاجز بن عوف أحد زعماء الصعاليك كان عمه يأخذ الربع من الغنيمة. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الخامس صفحة ٢٧٨ وما بعدها.

§ مشابهة مع محمد الذي كان يأخذ الخمس الأنفال ٤١.


عادة الصعالكة في تأليف عصابات من صعالكة آخرين من العرب والإغارة على قبيلتهم، بسبب مقاومة قبيلتهم لهم

§ قيس بن الحُدادِية خُلع من قومه وهم خُزاعة وجمع صعاليك من العرب يغير عليهم الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء السادس، صفحة ٦٤.

§ تصرُّف محمد بتجميع صعاليك وقبائل أخرى لمهاجمة قبيلته قريش والسماح بالمتعة الجنسية للمحاربين الذين افتتحوا مكة معه، أمر لم يسبق أن حدث في تاريخ العرب. حيث أن كل فرد عربي كان له انتماء شديد لقبيلته. ولكن تصرف محمد هذا لا يوجد نظيره إلا في تصرف الصعاليك في زمانه.

تكتلهم وانتمائهم لبعض وأن أخوة الصنف والحرفة تحل محل أخوة العشيرة والقبيلة، وهذا ما مهد لاتحادهم في الإسلام

§ ”وهم من عشائر مختلفة، فلا ينتسبون إلى نسب واحد، ونسبهم الوحيد الذي يربط بينهم، هو الصعلكة، والتمرد على المجتمع والتشرد في البوادي والهضاب والجبال“. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع، صفحة ٦٢٠

§ ونجد في شعر شعرائهم إشادة بأخوة “الصنف” و “الحرفة” تحل محل أخوة العشيرة والقبيلة. المرجع: الشعراء الصعاليك، صفحة ٢٠٣ وما بعدها؛ مسشتهد من جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة ٦٢١.

§ ذلك سر وراء انتماء المسلمين لبعضهم رغم أنهم ينتمون لقبائل مختلفة، واستعدادهم محاربة قبائلهم وأهلهم، إذ هم معتادون على هذا في حياتهم قبل الاسلام. فأوامر القرآن بمعاداة الناس والأهل وأن يظهروا غلظة نحو أهل بيتهم غير المؤمنين، الأمور التي لا يقبلها العاقلون في أي جيل أو أي شعب، قد وجدت عند هؤلاء الصعاليك قبولا، لأنهم قد مارسوها من قبل.

يفضلون الموت على البقاء في حالة الفقر

فلَلمَوتُ خيرٌ للفَتى منْ حَياتِهِ فقيراً، ومن موْلًى تدِبُّ عقارِبُهْ

وسائلةٍ: أينَ الرّحيلُ؟ وسائِلٍ ومَن يسألُ الصّعلوك: أينَ مذاهبُهْ

مَذاهِبُهُ أنّ الفِجاجَ عريضةٌ إذا ضَنّ عنه، بالفَعالِ، أقاربُه

المرجع: ديوان عروة بن الورد، صفحة ٢٩

الموت ملازم للانسان، ولا مفر منه:

وأنّ المنايا ثَغْرُ كلّ ثنيّةٍ فهل ذاكَ عما يبتغي القومُ مُحصِر؟

وغَبراءَ مَخشيٍّ رَداها، مَخوفةٍ أخوها، بأسبابِ المنايا، مُغَرَّر

المرجع: ديوان عروة بن الورد، صفحة ٧٧؛ جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة ٦٣٢

§ وهذا وراء مبايعات الموت وتحبيذ الموت، التي استمثرها محمد في تعميمها على أتباعه. والحروب الانتحارية. إنها ظاهرة خطرة ومضادة للنزعة الانسانية في الرغبة في الحياة التي وضعها الله في كل انسان، ولم يكن لجيل ان يقبلها لو لم توجد جماعات الصعالكة الذين كانت غزواتهم انتحارية.

رغبة الصعاليك إلقاء الرعب في قلوب الناس

§ الحديث عن تأبط شرا – أحد قادة الصعاليك”معنى يفيد أنه يغيرعلى القادم والآيب، يسلبه ويأخذ ما عنده، لا يبالي بشيء إلا بحصوله على غنيمة السلب، وهو إن قابل قافلة، فلم يتمكن منها، يكون قد رضي من فعله بما ألقاه من رعب وذعر في قلوب أصحابها، ويكون قد اشتفى بذلك منها. فهو رجلٍ منتقم، يريد أن يفرج عما ولد في قلبه من غلَ، بأية طريقة كانت”. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة ٦٤٤.

§ وفلسفة إلقاء الرعب من محمد في القبائل والمدن هي في توافق مع فلسفة الصعاليك هذه.

§ ”نُصِرْتُ بالرُّعْب مَسِيرَةَ شَهرٍ، وَأُحِلَّتْ ليَ المَغانِمُ ولم تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلي“. المرجع: (صحيح البخاري، كتاب الصلاة، حديث ٤٣٣).

§ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ (الأنفال ٦٠)

من أهداف غزوات الصعاليك هو الحصول على النساء

§ ومرّ “سُلَيْك” في بعض غزواته ببيت من “خَثْعَم”، أهله خلوف، فرأى فيهم امرأة بضة شابة، فتسّنمها ومضى. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء التاسع صفحة ٦٤٨.

§ نجد عروة يأخذ بعض الصعاليك فنزل بهم ما بينهما بموضع يقال له: ماوان. ثم قتل رجلا وسبى جماله وزوجته. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الاول، صفحة ٢٧٠.

§ قيس بن الحُدَادِية أغارعلى جموع هَوَازِن، فأصاب سبيا ومالا، وقتل يومئذ من بني قشير: أبا زيد وعروة وعامرا ومروحا، وأصاب أبياتا من كلاب خلوفا، واستاق أموالهم وسبيا. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء السادس، صفحة ٦٤.

§ ذاك يفسر الغزوات المحمدية التي كانت تعطي للغازين نساء وبنات الابرياء. فواحد من أتباع محمد قد أحصن في الغزوات ألف امراة (المغيرة بن شعبة الذي كان من دهاة العرب وأحصن في الاسلام ألف امرأة). المرجع: الحلبية ٢: ٦٩٩.

§ ذلك بعكس الجيوش النظامية

بقية صفات الصعاليك

§ سلب الناس من أجل ان يفتدي أهلهم السبي بمال كثير

§ عروة يسلب امرأة وأهلها يفدوها بفداء كبير. المرجع: الأغاني،الجزء الاول، صفحة ٢٦٩

§ وهي في أيامنا تصرف لأشر العصابات، قد مارسها الصعاليك قبل محمد ومارسها محمد.

§ الغدر والخداع بالدخول بمكر إلى البيوت حيث يقتلوا وينهبوا.

§ “تأبط شرا” يذهب مع صعاليك الى بلاد هذيل ويسأل راعيا لهم ويقول له عن بيت من قبيلة عتير كثير المال. ويبيتهم صاحب البيت، ولكن الصعاليك يقتلوا كل سكان البيت ويستقوا الاموال. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن، صفحة٢٨١.

§ يذكِّرنا بإرسال محمد مسلمين لكي يقتلوا بمكر بعض المنتقدين له مثل خداع كعب بن الأشرف بإرسال صديقه محمد بن مسلمة وأبو نائله أخوه في الرضاعة لكي يقتلاه.

الفلسفة الصعلوكية في مواجهة العدد الاكبر وعدم الهرب

§ “تأبط شرا” يغير مع ستة صعاليك على قبيلة من خَثْعَم، فخرج ٤٠ رجل من خثعم ومعهم كبير القوم. ومبدأ الصعاليك عدم الهرب وهم لا يبالون إن ماتوا. فقتل الصعاليك منهم عددا وهرب الباقون. المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن صفحة ٢٧٦ و ٢٧٧

§ وقال الشَّنْفَرَى:

نحن الصعاليك الحماة البزل (اي المتفطرين بالدماء)

إذا لقينا لا نرى نـهـلل (يقصد لا يرتوا من الدماء)

§ وقال كعب حدار: يا قوم أما إذ لقيتم فاصبروا ولا تخيموا جزعا فتدبروا

المرجع: الاغاني لابي فرج الاصفهاني الجزء الثامن صفحة ٢٨٢.

§ إن تلك الفلسفة الصعلوكية في مواجهة العدد الاكبر وعدم الهرب ولكن قبول الموت، قد انتقلت للاسلام حيث استخدم محمد الصعاليك واستثمر هذه الميزات الصعلوكية.

قبيلة غفار والصعلكة

§ غِفَارُ قبيلة من كنانة العيني، عمدة القاري ج:٤ ص:٢٣٨

§ قبيلة غِفارُ كقطاع طرق ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع، صفحة ٨٧

§ ”أن الأقرع بن حابس قال للنبي صلعم : إنما بايعك سراق الحجيج، من أَسْلَمُ وغِفَارُ ومزينة و جهينة “صحيح البخاري، باب: ذكر أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وأشجع.، حديث رقم ٣٣٢٥

§ أبو ذر يعترف بأن قبيلته أي بني غفار يسرقون الحاج

§ ”وذاك أني كنت من قبيلة يسرقون الحاج بمحاجن لهم.“ كنز العمال، الهندي، رقم ٣٦٩٠١

§ قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق، فأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع، انهم حلفاء الليل، والويل لمن يقع في أيدي أحد من غفار موسوعة ويكيبديا.

أبو ذر الغِفاري

§ أبو ذر صعلوك خطر: ”كان أبو ذر رجلا يصيب الطريق وكان شجاعا يتفرد وحده يقطع الطريق ويغير على الصرم (صَرْم اي الابل المشقوقة المحرمة ) في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ“. المرجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع، صفحة ٨٦.

§ تخطيط محمد هو القتال منذ بدء دعوته: فقال لي: )يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر، وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل. المرجع: صحيح البخاري ٣٣٢٨.

§ “ثم قال أبو ذر يا رسول الله إني منصرف الى أهلي وناظر متى يؤمر بالقتال فألحق بك… فانصرف فكان يكون بأسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول لا أرد إليكم منها شيئا حتى تشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن فعلوا رد عليهم ما أخذ منهم وإن أبوا لم يرد عليهم شيئا فكان على ذلك حتى هاجر رسول الله ومضى بدر وأحد ثم قدم فأقام بالمدينة مع النبي صلعم“. المرجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع، صفحة ٨٧.

تحليل للقاء محمد بأبي ذر وموضوع إسلام أبي ذر

§ أبو ذر يقول أنه رابع مسلم: عن جبير بن نفير قال كان أبو ذر يقول لقد رأيتني ربع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي صلعم وأبو بكر وبلال هذا حديث صحيح الإسناد. المرجع: (الحاكم، المستدرك على الصحيحين، رقم ٥٤٥٨).

§ من بداية نشاطه كان محمد يؤكد لتابعيه بانه يوما ما سوف يحارب ويبدأ بالقتال. حيث ان ابا ذر هو المسلم رقم ٤ أو خمسة. ومن البداية كانت غايته هجر مكة نحو مدينة اخرى لكي يبدأ منها الحرب ضد مكة. لذلك كانت رسالته من البداية هي التحضير لحرب ضد قريش وباقي القبائل العربية. وكان من المتوقع ان الذي كان سوف يسمع له هم الجماعات الثائرة على المجتمع وعلى القبائل، الطامعة في غنى ونساء تلك القبائل وهذه الجماعات هي الصعاليك.

§ أبو ذر لم يتب ولكنه استمر في حياة الصعلكة في الاسلام.

ما سبب ضرب أبي ذر من بعض المكيين – إذا صح أنه ضُرب

§ قريش لا تضرب من يترك دينهم وضرْب أبي ذر هو لتحرشه بالمرأة“رأى امرأة تطوف بالبيت وتدعو تقول أعطني كذا وكذا وافعل بي كذا وكذا ثم قالت في آخر ذلك يا إساف ويا نائلة. قال أبو ذر أنكحي أحدهما صاحبه… فجاء فتية من قريش فضربوه وجاء ناس من بني بكر فنصروه وقالوا ما لصاحبنا يضرب وتتركون صباتكم فتحاجزوا فيما بينهم… فخرج حتى أقام بعُسفان وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر بهم على ثنية غزال فتلقى أحمالها. المرجع: ابن سعد، الطبقات الكبرى، الجزء الرابع، صفحة ٨٧.

§ صيغة أخرى بسبب استفزاز المصلين في مسجدهم :فخرج حتى أتى المسجد فنادى باعلى صوته اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم قام فضربوه. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء الثالث، صفحة ١٤.

§ أقام أبو ذر في عسفان يعترض قوافل قريش.

إسلام قبيلة غفار

§ فاسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله المدينة وكان يؤمهم خفاف بن إيما بن رخصة الغفاري وكان سيدهم يومئذ وقال بقيتهم إذا قدم رسول الله صلعم أسلمنا. قال فقدم رسول الله فاسلم بقيتهم. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء الثالث، صفحة ١٥.

§ ما سر نجاح أبي ذر في أسلمة جزء من قبيلة غفار قبل هجرة محمد للمدينة. لا بد انه نقل لافراد قبيلته فحوى رسالة محمد اي عزمه في بدء القتال ضد مكة وباقي المدن. الامر الذي هو جذاب لقبيلة معروفة بممارسة الصعلكة وقطع طرق القوافل. ولّد كلام ابو ذر فيهم رجاء تحقيق حلم في ان يكون لهم عمليات سطو أكثر على قوافل مكة وغيرها، ونوال غنى مكة والمدن الغنية من خلال الإسلام.

§ وتربُّص أبي ذر للقوافل التي كانت محروسة، لم يكن ليحدث بدون مساندة هؤلاء الذين أسلمهم.

§ اذا الإسلام ليس دعوة للتقوى ولكن لاستمرار أعضاء القبيلة فيما كانوا يفعلون من قبل من قطع الطرق وسلب القوافل.

إسلام باقي قبيلة غفار ودوافع إسلامها

§ أما الباقين من أعضاء القبيلة، فانهم قد أجّلوا دخولهم الاسلام الى أن يروا هل وعد محمد في الهجرة واعلان حرب سوف يتحقق. فلو كان الامريتعلق بالعقيدة، لأعلنوا قرارهم بقبولها او رفضها. ولكن الامر يتعلق بخطة وبرنامج صفقة كبيرة يترأسها محمد، وهي مهاجمة القبائل والمدن وسلب ثرواتها ونسائها وبناتها واستعباد اطفالها. فكانوا كقراصنة فرحين بمثل ذلك البرنامج والمشاركة فيه، وغير مستعدين لرفضه. ولكن كانوا يودون أن يروا نجاح محمد في تطبيق بنودها الاولى: وهي حصوله على قبائل اخرى قوية تسانده في الخطة ثم هجرته.

§ قبيلة غفار تأتي لمحمد مع قبيلة أسلم وتخدع أسلم وتسبيها.

§ ”وفدت غفار وأسلم إلى النبي صلعم فلما صاروا في الطريق قالت غفار لأسلم: انزلوا بنا، فلما حطت أسلم رحلها مضت غفار فلم تنزل، فسبوهم“. المرجع: تاج العروس، ١٧: ١٤١.

§ فهي في إسلامها تستمر تسبي القبائل بقدر ما تحين لها الفرصة، وليس لها اي دين او تقوى. وما اسلامها الا لزيادة فرص السبي.

القبائل التي تبعت محمد معروفة بالصعلكة واللصوصية

§ أن الأقرع بن حابس قال للنبي صلعم: ”إنما بايعك سراق الحجيج، من أسلم وغفار ومزينة – وأحسبه – وجهينة. المرجع: صحيح البخاري، باب: ذكر أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وأشجع.، حديث رقم ٣٣٢٥.

§ حدثني سيد بني تميم، محمد بن عبدالله بن أبي يعقوب الضبي، بهذا الإسناد، مثله. وقال “جهينة” ولم يقل: أحسب. المرجع: صحيح مسلم، ٤٧ – باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء، حديث رقم ٢٥٢٢.

§ الأقرع بن حابس: من تميم من فرع من أشهر بني مجاشع أعلن إسلامه وانضم إلى المسلمين قبل فتح مكة، ولما كان يوم حنين أعطى محمد الأقرع بن حابس مائة من الإبل يتألفه. استعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان، فأصيب هو، والجيش. المرجع: الإصابة في تمييز الصحابة.

§ ان الصعاليك والقبائل ذات الصفات الصعلوكية في سرقة الحجاج والتربص بالقوافل هي التي آزرت محمد وصارت تحاصر قوافل قريش.

القبائل التي تبعت محمد معروفة بالصعلكة واللصوصية

§ أن الأقرع بن حابس قال للنبي صلعم: إنما بايعك سراق الحجيج، من أسلم وغفار ومزينة – وأحسبه – وجهينة. المرجع: صحيح البخاري، باب: ذكر أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وأشجع.، حديث رقم ٣٣٢٥.

§ حدثني سيد بني تميم، محمد بن عبدالله بن أبي يعقوب الضبي، بهذا الإسناد، مثله. وقال “جهينة” ولم يقل: أحسب. المرجع: صحيح مسلم، ٤٧ – باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء، حديث رقم ٢٥٢٢.

§ الأقرع بن حابس: من تميم من فرع من أشهر بني مجاشع أعلن إسلامه وانضم إلى المسلمين قبل فتح مكة، ولما كان يوم حنين أعطى محمد الأقرع بن حابس مائة من الإبل يتألفه. استعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان، فأصيب هو، والجيش. المرجع: الإصابة في تمييز الصحابة.

§ ان الصعاليك والقبائل ذات الصفات الصعلوكية في سرقة الحجاج والتربص بالقوافل هي التي آزرت محمد وصارت تحاصر قوافل قريش.

مُزَيْنة والصعلكة

§ كان العرب يصفون مزينة انهم بلا دين. وذلك بسبب حياة القرصنة: وهل مزينة إلامن قَبَـيِّلة لايُرْتَجَى كرم فيها ولا دين. المرجع: مروج الذهب، للمسعودي، الجزء الثاني، صفحة ٣٩.

§ مزينة كانوا يغيرون حتى على الافراد بقصد اسرهم من اجل ان ينالوا بدل فدائهم. المرجع: الاغاني،الاصفهاني، الجزء السادس، صفحة ٦٨.

جهينة: عرفوا بصفاتهم الصعلوكية حتى في العصر الإسلامي

§ انتشرت أحياء العرب من جهينة في بلادهم واستوطنوها وملأوها عيثاً وفساداً. المرجع: تاريخ ابن خلدون الجلد الخامس، ص ٤٨٧.

§ “والقبائل الضاربة على أطراف الحضارة، تطمع في الحضر لما عندهم من رزق حرمت منه، من رزق وافر ومن ماء ومن وسائل عيش رغيدة، فتغزوهم. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء الخامس، ص ٣٣٣ و ٣٣٤.

أسلوب محمد في جذب القبائل غرب المدينة

§ كَشَد الجهني من قبيلة جهينة كان يساعد المسلمين في التجسس على قوافل قريش ويخفيهم. وقال له محمد: ألا أقطع لك ينبع، فقال إني كبير وقد نفذ عمري، ولكن اقطعهما لابن أخي، فقطعها له. المرجع: الواقدي الجزء الاول، ١٩ و٢٠؛ معجم ما استعجم الجزء الثاني: ٦٥٦ و٦٥٧.

§ أن النبي صلعم خرج إلى تبوك، وإن جهينة لحقوه بالرحبة فقال لهم: “من أهل ذي المروة؟” فقالوا: بنو رفاعة من جُهينة فقال: “قد أقطعتها لبني رفاعة” فاقتسموها. المرجع: سنن ابي داود، رقم ٣٠٦٨.

§ بلال بن الحارث وأقطعه محمد العقيق وكان يحمل لواء مزينة يوم فتح مكة. المرجع: ابن اثير، اسد الغابة، صفحة ٢٩٨.

دوافع قبائل غرب المدينة للإسلام

§ ثم – اي بعد ان اسلمت غفار – تقدمت أسلم(قبيلة خزاعية ) وخزاعة فقالتا يا رسول الله إنا قد أسلمنا ودخلنا فيما دخل فيه إخواننا وحلفاؤنا. المرجع: الحاكم، المستدرك على الصحيحين، رقم ٥٤٥٧.

§ يقوم بتهديدات بإرسال جماعات لأرض القبيلة لكي يُشعِر القبيلة بعدم الامان، ثم يكتب لها يعرض الامان في حالة التسليم اليه.

§ ”عن جابر قال: غزونا مع رسول الله قوما من جهينة، فقاتلوا قتالا شديدا“. المرجع: السيرة النبوية،ابن كثير،الجزء الاول، صفحة ١٥٦.

§ لما قدم رسول الله المدينة جاءته جهينة فقالوا إنك قد نزلت بين أظهرنا فاوثق حتى نأتيك وقومنا فاوثق لهم فاسلموا. المرجع: البداية والنهاية ج ٣ ص ١٠٢

§ القبائل غرب المدينة خافت من تحالف محمد مع الأوس والخزرج وغفار وطلبت الأمان.

تحالفات محمد مع قبائل عُرفت في حروب مبنية على عصبية قبلية

§ كان مزينة حلفاء للاوس وجهينة حلفاء للخزرج في حروبهم التافهة. فمثلا في “يوم بعاث” استدعت الاوس قبيلة مزينة لمحاربة الخزرج، بينما استدعت قبيلة الخزرج قبيلة جهينة. وانتصرت الخزرج. المرجع: تاريخ ابن خلدون، المجلد الثاني، صفحة ٣٣٤.

تغيير رسالة محمد بعد فشل رسالته الدينية

· أبو بكر في رفقة محمد يبحث عن قبيلة قوية: في دخولهما إلى أحد مجالس العرب: “فتقدَّم أبو بكر فسلَّم. وقال:ممن القوم، قالوا: من ربيعة..”. المرجع: الحلبية ٢ : ١٥٥.

· قال لهم أبو بكر: “فلستم بذُهْلٍ الأكبر، بل أنتم ذُهْلٌ الأصغر”. المرجع: الحافظ بن كثير، السيرة النبوية ٢: ١٦٣؛ البداية والنهاية ٣ : ٦٠.

· ذهل كان فرعا من ربيعة. وعرف أبو بكر بأنهم فرع صغير. وهناك فقد أبو بكر اهتمامه بهم.

وتحرك أبو بكر مصطحبا محمد إلى قبيلة من قبائل بني شيبان بن ثعلبة
)بني شيبان انتصروا على الفرس في معركة ذي قار(

· “فقال له أبو بكر كيف العدد فيكم.. فكيف الحرب بينكم وبين عدوكم”

· وبعد أن اطمئن أبو بكر على قدرة القبيلة على القتال. قدّم لهم محمد طعمه الاعتيادي في هذه الكلمات: “ثم قال رسول الله: أرأيتم ان لم تلبثوا إلا يسيرا حتى يمنحكم الله بلادهم وأموالهم ويفرشكم بناتهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال له النعمان ابن شريك اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش” . المرجع: بن كثير، البداية والنهاية، ٣ :٦٠؛ ابن كثير، السيرة النبوية، ٢: ١٦٦.

· فهو يضع طُعم الاغراء الحقيقي للقبيلة، إذ يعرف أن القبائل غير مهتمة في تدينه. ولكن شيخ القبيلة يجاوبه ان ذلك لمحمد (أي ليس له أن يأخذ مساكن الناس وبناتهم).

عرض محمد طعمه على باقي القبائل

· وعرض محمد ذاته على كِنْدة. فقالوا له “أجئتنا… لكي ننابذ العرب. إلحق بقومك فلا حاجة لنا بك فانصرف من عندهم”. أي غير مستعدين معاداة العرب وشن حروب عليهم. ومن جملة القبائل العربية التي عرض محمد ذاته عليها: “بنى عامر وغسان وبنى فزارة وبنى مُرة وبنى حنيفة وبنى سليم وبنى عبس وبنى نضر بن هوازن، وبنى ثعلبة بن عكابة، وكندة وكلب. وبنى الحارث بن كعب وبنى عذرة وقيس بن الحطيم وغيرهم. المرجع: الحافظ بن كثير، السيرة النبوية،٢ : ١٧١؛ البداية والنهاية، ٣: ٥٩.

تعليق على عرض محمد

· لا نجد أي من تلك القبائل قد قبلت طعم محمد هذا. لم يحدث في تاريخهم أن أحدا قد عرض عليهم عرضا اباحيا مثل الذي عرضه محمد، الذي لو قبلوه كان سوف يجعلهم يتصرفون بطريقة منحطة، نحو افراد من جنسهم. وهكذا قد رفضوا طعم محمد الإباحي معتبرين اياه ضد الانسانية وشرائع الانسان الأدبية، التي راعتها كل قبائل العالم حتى المتوحشة منها في أدغال إفريقيا.

ولقد ذاعت سمعة محمد وسط القبائل العربية كمُفسِّد للمجتمع بسبب علاقته بالصعاليك

· “فلم يقبله أحدٌ من تلك القبائل، ويقولون قوم الرجل أعلم به. ترون أن رجلا يصلحنا وقد أفسد قومه؟!”. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية، ٣ :٥٩ ؛ابن حجر، فتح الباري، ٣٦٧٥؛ ابن كثير، السيرة النبوية، ٢ : ١٥٨؛ الحلبية ٢ : ١٥٨.

تعليق

· أي رفْض محمد من القبائل العربية مبنيٌّ على فكرة أن محمداً يدّعي في أنه مصلح، ولكنه قد أفسد في تصرفاته وسط قومه، مُعمِّما مبادئ فاسدة عن سلب نساء الآخرين وأموالهم واستعباد أطفالهم. كذلك مُسخِّراً الصعاليك المعروفين بالإجرام وحياة اللهو والسطو على البيوت، في خدمته. وكثيرون من أتباع محمد الصعاليك كما رأينا بدأوا بعد إسلامهم في السطو على القوافل المكية الراجعة من الشام.

تاريخ الأوس والخزرج يدل على حقيقة غرضهم من دعوة محمد

· رحيل عمرو بن عامر ونسله بعد العطب في سد مأرب، بسبب سيل العرم. وذهب الاوس والخزرج الى يثرب ووجدوا اليهود هناك. البداية والنهاية : ٢ : ١٦٠ ؛تاج العروس ٢ : ٤٩ ونزلت الأوس والخزرج يثرب. نزلوا في ضرار. بعضهم بالضاحية وبعضهم بالقرى مع أهلها، ولم يكونوا أهل نعم وشاء، ولا نخل لهم ولا زرع والأموال لليهود، فلبثوا حينا. المرجع: الاغاني ٩: ٨٤؛ تاريخ ابن خلدون،٢: ٣٣٥.

· خطة الخزرج في التخلص من اليهود هي قديمة وان موضوع قتل بني قريظة هو من تطلعات الخزرج في تاريخهم.

· استعانة الأوس والخزرج بحسان ابن اسعد ابي كرب وقتل عدد كبير من اليهود. المرجع: (الاغاني، ١: ٢٥٧).

· حسان هو أبهحسن يهأمن، حكم من عام ٤٣٥ – ٤٤٠ م

· مالك بن عجلان من الخزرج استدعى ملك غسان وهو أبي جبيلة وبنى لليهود حائرا ودعا اليه اليهود قائلا لهم بان الملك أبا جبيلة أحب أن يتقابل معكم. فحضر وجوهاؤهم وكل شخص مهم فيهم. فأمر الملك بقتلهم. المرجع: معجم البلدان، ياقوت الحموي ٧: ٢٢١؛ الاغاني : ٩: ٨٤.

· الملك الغساني قتل من رؤساء اليهود واعلامهم ثلثمائة وخمسين. المرجع: المقدسي، البدء والتاريخ ٦٠:٣.

أهداف الخزرج في التخلص من اليهود

· ثم أجمع مالك بن العجلان وصنع لهم طعاما ودعاهم، فاعتذر لهم مالك عنها- اي عن قتلهم من أبي جبيلة- وأنه لا يقصد نحو ذلك، فأجابوه وجاؤا إليه وقتل منهم سبعة وثمانين من رؤسائهم. المرجع: تاريخ ابن خلدون، ٢: ٣٣٥.

· يقول د. جواد علي: “إن أخذ الأوس والخزرج أمر المدينة بيدهم، وزحزحة اليهود عنها، يجب إن يكون قد وقع في النصف الثاني من القرن السادس للميلاد، لأننا نجد إن أحد أولاد مالك وهو “عثمان بن مالك بن العجلان” في جملة من دخل في الإسلام وشهد بدراً، وهذا مما يجعل زمن “مالك” لا يمكن إن يكون بعيداً عن الإسلام”. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزءالرابع، صفحة ١٣٤.

· إذا كان الخزرج بعد مجيئهم الى يثرب قد استعانوا بابي جبيلة الغساني لكي يستولوا على جزء كبير من منازل اليهود، في زمن قريب من الاسلام. فكيف لا نفسِّر تحالفهم مع محمد هو من اجل إجلاء اليهود نهائيا عن يثرب وليس هو دافع ديني. اذ قد أثبت التاريخ ان هذه هي طريقتهم في الحصول على سبل العيش والاستقرار.

صفات الغدر وعدم العهد وتخطيطهم القديم للتخلص من اليهود

· في يوم بُعاث. استعانت الأوس ببني قريظة وبني النضير ضد الخزرج. الخزرج اعترضت على ذلك. وكان جواب اليهود أنهم لن يعينوا الأوس ضد الخزرج. فأجابت الخزرج، ارسلوا لنا برهائن. فأرسلوا لهم بأربعين غلام من أولادهم. ولكن أحد زعماء الخزرج وهو عمرو بن النعمان البياضي قال للخزرج بأنهم يجب استغلال الفرصة وسلب اليهود مائهم ونخيلهم “وإنه والله لا يمس رأسي غسل حتى أنزلكم منازل بني قريظة والنضير على عذب الماء وكريم النخل. ثم راسلهم: إما أن تخلوا بيننا وبين دياركم نسكنها او نقتل الرهائن” ورفض اليهود ترك ديارهم. فقتل الخزرج الغلمان وقامت الحرب وانتصرت الأوس. المرجع: الاغاني، للاصفهاني،٧: ١١٦.

· إذا فكرة قطع رؤوس بني قريظة واجلاء بني النضير هي حلم قديم للخزرج.

· يهود يثرب كانوا في ولاية الأوس والخزرج، أو الواحد موالي للآخر وكان هناك عقد، وكان هناك حقوق مادية للأوس والخزرج، جواد علي، المفصل، الجزء ٤، فصل ٤٥ وهذا ما يكشف انهم كانوا يتقاضون أموال من اليهود بسبب ذلك.

طبيعة القبيلتان الحربية البربرية

· عشرات الحروب بينهما في فترة قصيرة. وهي أكثر قبائل عربية عاشت حياة حرب وقتال، مما يدل على طبيعتهما البربرية. من الحروب بينهما حرب سُمَيْر ويوم السَّرارة ويوم فارع ويوم الفجار الأول والثاني وحرب حصين وحرب حَاطِب بن قيس ويوم بُعاث. العيني، عمدة القاري ٦ :٢٦٨

· طبيعتهم النزاع على أتفه الأسباب حتى في الإسلام: “إن الأوس والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف”. المرجع: تاج العروس ١٢: ١٣٩

· “ويظهر من روايات أهل الأخبار أن الأوس والخزرج، لم يكونوا كأهل مكة من حيث الميل إلى الهدوء والاستقرار، بل كانوا أميل إلى حياة البداوة القائمة على الخصومة والتقاتل. كانوا قد تحضروا واستقروا، غير انهم بقوا محافظين على النزعة إلى التخاصم والتقاتل، فألْهتهم هذه النزعة عن الانصراف إلى غرس الأرض والاشتغال بالزراعة كما فعل اليهود”. المرجع: جواد علي، المفصل، الجزء الرابع، صفحة ١٤١.

القبيلتان بدون مقومات اقتصادية وفي حالة كسل

· وكان “يهود” يثرب يتاجرون أيضاً، ويأتون إلى أهل “يثرب” بما يحتاجون إليه من تجارات. كما “كانت الساقطة تنزل المدينة في الجاهلية والإسلام يقدُمون بالبر والشعير والزيت والتين والقماش، وما يكون في الشام”. المرجع: الواقدي، تحت فتوح، صفحة ١٦.

· تجارة يثرب كانت بيد اليهود والغرباء الذين سمّاهم الواقدي بالساقطة. فكونهم لم يكونوا يمارسون الزراعة ولا التجارة، معناه انهم كانوا يعيشون كفقراء اما على القرصنة أو على المساعدات التي تأتيهم من اليهود. وكان يهود “بنو قَيْنُقاع”، قد تحالفوا مع الأوس والخزرج وكانوا صاغة، ولهم سوق عرف ب “سوق بني قينقاع” . المرجع: هاية الارب ٦٧: ٦٧.

· حياة الكسل والاعتماد على اليهود “فالماء متوفر بعض الشيء في المدينة، وهو غير بعيد عن سطح الأرض، ومن الممكن الحصول عليه بسهولة بحفر آبار في البيوت. وهذا صار في إمكان أهلها زرع النخيل، وإنشاء البساتين” جواد علي، المفصل ٤: ١٣٢“وقد احتفر اليهود آباراً، كانوا يبيعون الماء منها بالدلاء، مثل بئر أرومة وبئر ذَروان”. المرجع: المعارف لابن قتيبة، صفحة ٨٣؛ تفسير النيسابوري ٣٠ : ٢١٥ ؛ جواد علي، المفصل ٤:١٣١.

صفات الكذب والأمية والسذاجة واللهو

· صفات اللهو: محمد قال لعائشة “إن الأنصار يعجبهم اللهو” البخاري ٦: ١٤٤ فأوس “يقال للذئب ويُقال لرجل اللهو واللعب”. المرجع: الحلبية ٢ : ١٥٩.

· كانوا كأميين لايحسنون القراءة والكتابة وقد علّم اليهود أسماء أقلاء منهم الخط العربي. المرجع: البلاذري، صفحة ٤٥٩؛ كتاب صبح الأعشى للقلقشندي ٣ : ١٥.

· صفات سكان يثرب العرب كانت معروفة بالكذب، كأكذب قبيلتين عربيتين “وقد ضربوا المثل برجل من العرب في مخالفته المواعيد، فقالوا: “مواعيد عُرقوب“. وعُرقوب صاحب المواعيد”. المرجع: تاج العروس ٢: ٥٣٦.

· )وأكذب من عرقوب “يثربَ” لهجة وأبين شؤما في الحوائج من زَحَل وورد. المرجع: جواد علي، المفصل ٦: ٨٢١ ذاك يفسر كذبهم في تبني محمد كنبي بدون أساس.

· صفات اللهو :محمد قال لعائشة “إن الأنصار يعجبهم اللهو” البخاري ٦: ١٤٤ فأوس “يقال للذئب ويُقال لرجل اللهو واللعب”. المرجع: الحلبية ٢ : ١٥٩

· كانوا كأميين لايحسنون القراءة والكتابة وقد علّم اليهود أسماء أقلاء منهم الخط العربي. المرجع: البلاذري، صفحة ٤٥٩؛ كتاب صبح الأعشى للقلقشندي ٣ : ١٥

سذاجة القبيلتين

· “خرج رسول الله صلعم في جنازة رجل من الأنصار بالبقيع فاذا الذئب مفترشا ذراعيه على الطريق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جاء يستفرض فافرضوا له. قالوا ترى رأيك يا رسول الله. قال من كل سائمة شاة في كل عام قالوا كثير”. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية ٦ :٦٠

· ناهيك عن تصديقهم خرافات القرآن التي اعتبرها اهل مكة خرافات الاولين.

مقابلة محمد للرهط من المدينة

· بدأ محمد حديثه معهم بقوله: “من أنتم؛ قالوا نفر من الخزرج، فقال: أمن موالي يهود: أي من حلفاء يهود المدينة قريظة والنضير، لأنهم تحالفوا معهم على التناصر والتعاضد على من سواهم، ويأمن بعضهم من بعض. قالوا نعم، قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: بلى” . المرجع: بن هشام ٢ : ٥٣؛ الحلبية ٢ : ١٥٩.

· نستطيع أن نستنتج عما جرى في تلك المباحثة بين محمد وأولئك الرهط. فلن تكون مختلفة عما عرضه محمد على باقي القبائل.

الصيغة الإسلامية لتبرير الحماس الفوري للرهط من ثمانية أشخاص لعرض محمد

· وأن هذا الرهط “قال بعضهم لبعض: تعلمون والله أنه النبي الذي يوعدكم به يهود، فلا تسبقنكم اليه، لأن يهودا كانوا إذا وقع بينهم وبينهم شيء من الشر قالوا لهم: سيبعث نبي قد أظل أي قرب زمانه نتبعه، نقتلكم معه قتلة عاد وإرم“. المرجع: حلبية الجزء الثاني، صفحة ١٥٩؛ ابن هشام الجزء الثاني صفحة ٥٣.

· وحثوا انفسهم على الايمان بمحمد قبل أن يؤمن به اليهود ولكن يهود المدينة لم يؤمنوا قط بمحمد، بل فضلوا الموت على ذلك. الحقيقة لم يسبق ان تكلم اليهود عن ان نبيا عربيا سوف يأتي، فكيف يكون يهود المدينة ذوو معرفة اكثر من باقي اليهود في العالم عن ظهور نبي عربي على وشك الظهور، في الوقت الذي فيه كانوا اكثر جهلا عن باقي اليهود، ولم يكن اليهود يعتبروهم كيهود اصليين انما هما اصلا قبيلتين عربيتين كانا قد تهودتا. راجع اراء المستشرقين مثل ونكلر Winkler . المرجع: المفصل، الدكتور جواد علي ٦: ٥٣١.

تعليق

· ومن حيث أن محمداً كان دائما يدعو ولسنين للإسلام بما فيه للحجاج الآتين من يثرب المدينة، فلماذا لم يفكر أحد من الخزرج أو الأوس خلال تلك السنين أن يؤمن بمحمد ويصادق على أنه النبي الذي تكلم اليهود عن ظهوره.

فمحمد لم يعرض ديانةً شخصيةً ولكن عرض خطة

· قد ذهب الرهط إلى المدينة بخطة مُحدَّدة. وقد عرض محمد نفسه لزعامة القبيلتين في تطبيق الخطة. وقد وعد الثمانيةُ أشخاص بنقل رسالة محمد هذه إلى القبيلتين؛ وهي رسالة استعداد محمد التزعُّم لتطبيق ما وعد به. ونرى تعبير الرهط عن تفضيل محمد على غيره في تلك الزعامة: “فعسى ان يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم الى أمرك، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك“. المرجع: بن هشام ٢: ٥٤ ؛ الحلبية ٢: ١٥٩.

· إذاً ليس الأمر برسالة دينية يقبلها فرد. ولكن قبول زعامة إنسان يحقق لهم خطة معروف موضوعها إذ قد سبق وطرحها على باقي القبائل.

· وقد تفشت فكرة محمد بسرعة بين رؤساء القبيلتين. إذ وصلت الى لعابهم فكرة تزعُّم إنسان من قريش بخطة مُحدَّدة، يتخلصون بها من حلفائهم، ويسلبون قبائل عربية ومدن أخرى

· فلم تكن جلسة محمد لدقائق مع ثمانية أشخاص لتقيم رسلاً، ولكن كافية لتوصيل خطة محدَّدة. فالإدعاء بأن القبيلتين قد آمنتا بالاسلام من خلال جلسة محمد لدقائق مع ثمانية أشخاص هو أمر غير واقعي. ولكن قبلتا خطة محمد القديمة.

· الذي جعل محمد كمرشح لتطبيق خطة مثل هذه هو أنه كان متبوعا من طابور من الصعاليك في مكة وعدد من قبيلة غِفار وآخرين ايضا.

بيعة العقبة الأولى

· وبرنامج محمد سرى وسط القبيلتين. فلم يكن الرهط من ثمانية أشخاص قد تتلمذ على يد محمد لكي ينجح في خلق تأثير ديني إسلامي في المدينة. ولم يجري أحد منهم معجزات لكي ننسب سبب مجيء ممثلين عن القبيلتين لمحمد إلى حقيقة حدوث نهضة دينية حقيقية في المدينة بواسطة ذلك الرهط.

· كما ان القبيلتين لم تؤمنا بموسى وناموسه رغم انهم سكنوا لقرون مع اليهود في المدينة، فقد بقوا وثنيين بصورة دائمة، فكيف الآن يؤمنون كلهم بسرعة عظيمة؟

· ولكن هناك سر في اهتمام اعضاء القبيلتين بمحمد. فكانت هنالك مصالح مادية قد جعلت اهتماما خاصا لهاتين القبيلتين بما أتى الرهط من الثمانية من أول مقابلة بمحمد. فبعد فترة من الزمن أوفدوا له وفداً من اثني عشر شخصا. فلقوه في مكان يُدعى العقبة.

بنود معاهدة العقبة الأولى

· الاثنا عشر تعهّدوا بدفاع القبيلتين عن محمد كما يدافعون عن أبنائهم وأن يهاجر إليهم محمد. مما يدل على موافقة القبيلتين على برنامج محمد. ورغم ان المسلمين قد سمّوا هذه البيعة ببيعة النساء، أي لم يكن مبايعة مباشرة عن حرب. ولكن كانت رائحة الحرب مُشتمة فيها، اذ نجد بين نصوصها الدفاع عن محمد: “محمد قال لمن حضر من الانصار: ابايعكم على ان تمنعوني ما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم، فبايعوه على ذلك وعلى أن يرحل إليهم هو وأصحابه”. ووضع عليهم محمد بعض الشروط: “السمع والطاعة في اليسر والعسر والمَنْشَط والمَكْرَه، وأن لا ننازع الأمر اهله”. المرجع: البخاري ٣٦٨٠/٣٦٧٩، ومسلم ٤١/١٧٠٩؛ ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، الجزء الثاني، صفحة ٣٤٦؛ النسائي، السنن الكبرى، رقم ٨٦٨٨- ٨٦٩٤؛الحلبية ٢: ١٦٢؛ ابن هشام ٢: ٧٣; فتح الباري: ٧١٩٩، ومسلم ٤١/١٧٠.

· أي الطاعة لمحمد في كل الأحوال سواء أحبوا أو كرهوا. وهكذا ربطهم بعبودية قاسية بناء على رغبتهم في طُعمه. ووضع عليهم نوع طاعة عمياء لا يحق لهم ان يعترضوا عليها ولو كرهوها. وهذا يدل على معرفة محمد مقدار التحام القوم في طعمه، حتى انه لم يهمهم أي شيئ آخر. شدَّ عليهم الوثاق فأفقدهم حريتهم الخاصة، وجعلهم في أسوأ عبودية وُضِعت على الانسانية. وحتى إلى اليوم لازال المسلمون يعانون من نفس العبودية.

لقد أصبح تابعو محمد أدوات بشرية قد أخضعها وأذلّها من أجل أن يزيد في سلطته ومُلكه

· ولم يكن عنده أي اعتبار لهم بل دفعهم إلى حروب انتحارية. فشتان بين تصرف محمد والمسيح الذي بدل أن يفرط بتابعيه قد بذل نفسه فدية عنهم. والحقيقة أن محمداً قد مارس هذه العبودية عليهم، حتى انه قد وضع مَنْ يرفع صوته أمامه تحت حرمان، أو من تأخر عن الغزو بحيث يحوِّل وجهه عنه ولا يتكلم معه ولا يرد عليه التحية. ثم يفرض نفس التصرُّف معه من باقي تابعيه، ويعزله في بيته. ويصل الى نقطة عزل زوجته عنه حتى يذلّه. ثم يدّعي ان توبته قد جاءت من (الله) بعد ان يكون قد أذلَّه وحوَّله الى عبدٍ ذليل.

· وهنا نرى أن هاتين القبيلتين قد خضعتا لشرط مقابل شرط. فالمعاهدة في بنودها معروفة؛ إذ لا يُدعى رجل دين من جماعة في التاريخ من قبائل لكي يكون له اعتراف وسطهم، دون أن يعيش وسطهم لسنين طويلة، ويربح كل واحد منهم من خلال الإقناع. ولكن نرى الآن قبيلتين ومن خلال جلسة عابرة لثمانية أشخاص منهم في الماضي، يستعدون لتمليك محمد على نفوسهم الى أقصى حد: وهذه طبيعة تعاقدات الشيطان: فهي تقدِّم الحرام مربوطاً بسلب الإرادة، وفقدان الحرية للشيطان أو ممثِّله.

تلوين أفراد القبيلتين بالإسلام تحت أمر الرؤساء

· ولكن محمدا كان دائما ينشر الإسلام ولمدة عشر سنين في مكة اثناء الحج وأسواقها، بما فيه للأوس والخزرج، فلم يؤمن أحد به من القبيلتين من خلال مناداة محمد السلمية عبر سنين، فكيف الآن يعلن رؤساء القبيلتين واعضائها وكانوا عددهم عدة آلاف من البالغين، ايمانهم جميعا من خلال فرد مسلم اسمه مصعب بن عُمير؟ الا يدلنا ذلك على أن الايمان المرفوض سابقا من خلال السلم أصبح مقبولا الآن بسبب غاية أخرى غير التعليم الإسلامي الذي كانوا قد سمعوه من محمد؟!

· دخول القبيلتين في الإسلام لم يكن عن اقتناع ديني شخصي. ولكن نسبةً لقرار زعماء القبيلتين. فمحمد يرسل مصعب بن عمير الى المدينة كشرط الاتفاق. وهكذا مصعب بن عمير يلتقي بزعماء القبيلتين من أجل تلوين القبيلتين بالإسلام، وذلك قبل وصول محمد المدينة. وقد أقام مصعب في بيت أسعد ابن زرارة، وذلك من أجل أن يساعده في سرعة أسلمة القبيلتين.

· ويود المسلمون أن يقنعونا ان قبيلتين كبيرتين قد أسلمتا من خلال نشاط مصعب بن عُمير في فترة وجيزة سبقت المبايعة الثانية -العقبة الثانية.

سرعة تلوين الزعماء لأعضائهم بالإسلام قد حدث بدون أي تمهيد او تعليم او اعتبار لرأي الفرد

· والتلوُّن بالإسلام هو الأمر الذي لا بدّ من زعماء القبيلتين ان يفعلوه، من أجل ان يكونوا طرفاً مقبولاً في البرنامج الذي عرضه محمد لممثليهم في مكة. فجاء لبس الاسلام من زعماء القبيلتين كأمر تلقائي وسريع. وفرضوه على أعضاء القبيلتين في لحظة واحدة، دون أن يفهم أحد منهم شيئاً عن عقائد محمد الدينية، كما نرى في حادثة )سعد بن معاذ واسيد بن حضير يؤمئذ سيدا قومهما: اي بني عبد الاشهل. فبعد أن أعلن سعد إسلامه في مقابلته لممثل محمد مصعب بن عمير. المرجع: ابن هشام ٢ : ٥٩؛ الحلبية ٢: ١٧٠.

· نجده يذهب لكي يفرض الإسلام على أعضاء القبيلة كما هي بنود الاتفاقية مع محمد: “فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الاشهل كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا سيدنا، وأفضلنا رأياً وأيمننا وأبركنا نقيبة اي نفسا وأمرا؛ قال فإن كلام رجالكم ونسائكم عليكم حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله، قال: فوالله ما أمسى في قبيلة بنى عبد الاشهل رجل وامرأة إلا مسلما ومسلمة فأسلموا في يوم واحد كلهم” الحلبية ٢: ١٧١ ابن هشام ٢: ٦٠.

· نجد إذاً أن الأمر لم يكن قناعة الناس بالإسلام. إنما هو حركة سياسية بيد رؤساء القبائل.

بيعة العقبة الثانية مؤامرة مبرومة في السر

· وتسمى هذه البيعة الأخيرة ببيعة الحرب. “عن عبادة بن الصامت، وكان أحد النقباء، قال: بايعنا رسول الله بيعة الحرب”. المرجع: ابن هشام ٢: ٧٣؛ ابن هشام ٢: ٧٣

· أي مبايعة أو معاهدة العقبة الأولى تركزت على السمع والطاعة لمحمد ولكن مبايعة العقبة الثانية هي معاهدة حرب. وقد اختير موعد المقابلة أثناء فترة الحج، فلا تشعر مكة بوزن الزيارة. المرجع: (ابن هشام ٦١:٢).

· حضر لمكة ثلاثة وسبعون رجلا. من بينهم أهم زعماء القبيلتين، منهم البراء بن معرور وكعب بن مالك وآخرون. المرجع: ابن هشام ٦١:٢و٦٢.

· فلم يكن طبيعة الحديث ديني لا حرج من الحديث به في الشارع وعلى مسمع من الكل– كما هي رسالة كل نبي او مصلح- كان لقاءً عبارة مؤامرة على مكة. ويجب اختيار التوقيت الذي تكون مكة فيه نائمة. لذا يُفهم كيف يتنكر الرجال “ويتسللون كالقطا” بعد منتصف الليل. وكان اللقاء في”الشِّعب”؛ أي شعب الأودية. في مكان سري ومخفي عن القرشيين.

· وهو عكس إعلان النور الذي نطق به الأنبياء قديما. حيث أُمِروا أن يذيعوا حقهم على المنارة، كما قال الرب يسوع المسيح “لَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجًا وَيَضَعُهُ فِي خِفْيَةٍ، وَلاَ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ، لِكَيْ يَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ. (لوقا ١١: ٣٣ ) فالحق الذي يخلِّص الشعوب من الخطية يتميّز بكونه حقاً ظاهراً، وليس فيه كتمان أو سرية.

كان للعباس عم محمد – الذي لم يكن مُسلماً وعُرف بعلاقته التجارية مع القبيلتين – دوراً خفياً في إدارته

· “وقد كنّا نعرف العبّاس، كان لا يزال يقدم علينا تاجرا”. المرجع: ابن هشام ٦٢:٢.

· “فاجتمعنا في الشِّعب ننتظر رسول الله، حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب، اي ليس معه غيره. وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له”. المرجع: ابن هشام٦٣:٢ الحلبية ١٧٤:٢.

تعليق

· اذاً هي ليست معاهدة يُرافِق محمد بها أهم مساعديه مثل ابو بكر وعمر ابن الخطاب. ولكن هي برنامجٌ سريٌ لا يجب أن يسمعه حتى أقرب المقرَّبين اليه من مساعديه. ولكن يختار الشخص غير المسلم الذي له مصالح في نجاح البرنامج. اذ سوف يُكرم بكثير من أموال القبائل المتآمر عليها. كما حدث فعلاً ان العباس صار يأتي الى محمد بعد كل قرصنة وغزوة ويأخذ المال. كما حدث بعد مجيء مال البحرين أن العباس أتى واخذ كمية كبيرة عجز أن يحملها لوحده. المرجع: صحيح البخاري ٦٥:٤.

العباس غير المسلم آنذاك ودوافعه ودوره في إبرام الاتفاقية

· وهنا نرى خلفيات لاتفاقيات جرت أصلا بين أشخاص غير مسلمين، ولم يفهموا من الإسلام شيئاً. وليس همّهم نشر ديانة لم يكونوا يؤمنون بها مثل العباس. وإنما همهم دوافع أخرى. ونرى أن الأيام دلّت على صحة ذلك: إذ جعل محمد خمس الغنيمة له ولاقربائه.

· “فلما جلسوا كان العباس أول من تكلم فقال.. إن كنتم ترون أنكم وافون له- اي لمحمد-، بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك“. المرجع: ابن هشام ٦٣:٢؛ الحلبية ١٧٤:٢.

· العباس يتحدث على أن محمدا كان مدعوا من القبيلتين أن يعمل شيئاً محددا بقوله “بما دعوتموه اليه”. أي أن هناك برنامج كان محمد متوقع أن يعمله لصالح القبيلتين وهو لا شك القرصنة. ثم وضع العباس شروط الاتفاق؛ وهو أن الاتفاق الذي دُعي بموجبه محمد من القبيلتين لتطبيق برنامج محمد، يتطلب دفاع القبيلتين عن محمد والوقوف معه ضد كل من يخالفه. إذ أن بدء محمد في حملات قرصنة كما وعد، سوف يؤدّي الى غضب القبائل، بما فيه قريش، وإلى نشوب حروب ضد محمد.

مبايعة محمد لهم ومعرفته بثمن ومخاطر تطبيق برنامج إباحي، ومطالبته بالحماية. فهل محمد رجل إصلاح ديني؟

· محمد يضع شروط مبايعته لهم، لتطبيق ما وعد للمرة الأولى “أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وابناءكم وتبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العُسر واليُسر وعلى ان تنصروني فتمنعوني اذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم”. المرجع: الحلبية ١٧٥:٢; إبن هشام ٦٣:٢.

· وهنا نرى طبيعة شروط محمد في تطبيق برنامج كان قد وعدهم به. إن رجل الإصلاح الديني لن يضع شروطا على الشعب الذي يود أن يبثّ أفكاره بينهم. إنه يدخل وسطهم متسلِّحاً فقط بقِيَم يريد أن تؤثِّر في المجتمع من خلالها. محمد جلس ليس كمصلحٍ دينيٍ ينشر رسالةً دينيةً. ولكن كرجل معاهدة ذات بنود ووعود مادية جنسية. فالأمر يتعلّق بصفقة وليس بعقيدة. فالعقيدة يُعطَى لها الفكر والإيمان. ولكن الصفقة لها شروطها كصفقة. صفقة قرصنة كبيرة تخوّل من يعد بتطبيقها أن يضع شروطاً قاسيةً، وان تجعل الطامعين بها ان يجلسوا مستمعين خاضعين. فمحمد يطلب أن يُدافع عنه من القبيلتين مثلما يدافعون عن نسائهم وأبنائهم، وهي فهم الجانبين لتفاصيل الصفقة: وهي غزوات على الجار وعلى القريب والبعيد. فهي ليست مبايعة لعقيدة دينية بل لصفقة.

المصلح الديني عادة يخضع لأصحاب السلطة في المجتمع، ولكن محمد استثمر صفقته المغرية في عيون الرؤساء لكي يخلي القبيلتين من السلطة لصالحه ويستعبدهم

· ان العقيدة لا تجعل من يقبلها ان يتخلّى عن سلطته لصالح من يبثّ بها. فلم يتخلّى ذو سلطة في التاريخ عن سلطته لصالح مُصلح أو رجل يبثّ عقيدةً دينيةً. بل احتمى المصلح تحت سلطة صاحب السلطة وخضع له. ولكن محمد عرف انه دخل من باب الصفقة. ولذلك عرف سريان بنود صفقته في رؤساء طالبين سلب أعراض الآخرين ومالهم الوفير. فوجد فرصته في التخلُّص من سلطتهم، وأن يدفعوا بدل قبول صفقته حريتَهم وسلطتهم.

· “وتبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل”. المرجع: الحلبية ١٧٥:٢. المعنى عندما تكونون قادرين على الطاعة وعندما ايضا لا تكونون قادرين على الطاعة. أي عندما لا تخولهم أجسادهم وظروفهم أن يطيعوه يجب أن يطيعوه. مثلا أنه عندما يأمرهم بالدخول في الحروب التي بها يواجهون الموت عليهم ان يطيعوا. وهي الطاعة العمياء ضد حياة الإنسان ومتطلبات جسده التي لم يطلبها الله من أي انسان في الماضي. وعرف أن رؤساءَ ساروا شوطاً كبيراً من أجل التعاقد معه ملوِّنيين قبيلتيهم بلون تدينه من لحظة سماعهم عن برنامجه من الثمانية أشخاص، عرف انه من الصعب أن يتخلّوا عن صفقةٍ تقدِّم لهم الأمور التي يشتهونها. ولذلك طالب بأن يكون بلا منازع في السلطة في وسطهم.

فرض محمد على القبيلتين سعراً ثابتاً لصالح جماعته -صعالكة مرتزقة- بغض النظر عمّا تمر به القبيلتان من ظروف

· وضع عليهم شروطاً مادية في أن يتبنوا إقامة المهاجرين الآخرين ماديا حتى في حالة مرور القبيلتين بأقسى الظروف المادية، بقوله:”والنفقة في العُسر واليُسر”. وهنا كشف لهم أن البرنامج قد لا يعطي ثمره سريعاً. إذ الأمر يتطلب وقتاً فيه عليهم أن ينفقوا على مًنْ هم مُستخدَمين معه من تابعين معظمهم من صعاليك مكة وغفار. فالأمر عبارة عن شراء القبيلتين لمرتزقة لها ثمن وسعر خاص لا يتغير مع حالة القبيلتين.

· قد سنَّ تشريعاً يتمشّى مع هذا البند: وهو أنه آخى بين كل واحد من المهاجرين من مكة وبين أعضاء القبيلتين، بحيث يحقّ لكل مهاجر ان يقاسم أعضاء القبيلتين في مالهم وإرثهم. وهذا ما أراد محمد ان يضمنه لكي يقنع من خلفه بالهجرة إلى مكان مثل المدينة. فيكون ثمن تجنّدهم خلفه مدفوعا.

محاولة تأخير وصول الخبر لقريش : وهو أن البرنامج الانتهازي الذي نادى به محمد للقبائل أصبح الآن رهن معاهدة مع الأوس والخزرج

· ونلاحظ أن بنود الصفقة هي قبلية تخريبية كما نرى في البنود اللاحقة. فبعد موافقة القبيلتين على هذه البنود، يقول البراء بن معرور لمحمد: “فنحن والله أبناء الحرب وأهل الحَلَقَة أي السلاح ورثناها كابرا عن كابر”. المرجع: ابن هشام ٦٤:٢؛ الحلبية ١٧٥:٢.

· ونرى أن العباس يحاول أن يضمن بأن تكون جلسات تلك الاتفاقية في حالة سرية تامة. إذ يقول للزعماء: “اخفوا جرسكم أي صوتكم، فان علينا عيونا”. المرجع: الحلبية ١٧٦:٢.

تعليق

· وهنا نرى أن الموضوع ليس هو انتشار دين. بل معاهدة صفقة وهي صفقة قذرة وخطرة.

· فلو كان اتفاقاً دينياً ينتقل محمد من خلاله لكي يعلّم وسط القبيلتين، فلا حاجة الى السرّية. فلم يرد ان تُفضح خطورة الاتفاقية. أي ما كانت تشكِّل من خطورة على سلامة الناس وأموالهم ونسائهم وبناتهم.

برهان دوافع القبيليتين المادية وخلوهما من أي اهتمام بدين محمد

· وكان في الهجوم أولا على يهود المدينة -التي كانت في عهود مع القبيلتين- كما ذكر ابو الهيثم احد الاطراف التي حضرت الاتفاق، وتوقف العهود معهم، هناك مخاطر يجب بحثها. فالقبيلتان تستفيدان من هذه العهود ماديا. فهل يتخلّى محمد عن برنامجه يوما، ويعود إلى مكة: “فهل عسيت ان نحن فعلنا ذلك ان ترجع الى قومك وتدعنا”.ابن هشام ٦٤:٢؛ الحلبية ١٧٦:٢.

· أي أن لا يكون تطبيقاً جزئياً للمعاهدة تفقد القبيلتان مصالح مادية مع اليهود، ويعود محمد إلى مكة.

· فالزعماء كانوا يتكلمون بعقليِّة صفقة مادية وليس بعقلية ديانة وعقيدة. وكانوا غير مستعدين لفقدان مصالحهم المادية في سبيل تطبيق برنامج جزئي من القرصنة.

محرّك الاتفاقية ليس الإسلام بل هي اتفاقية ذات طبيعة قبلية فيها محمد مشتري لدوافع القبيلتين بهدر الدم مقابل تزعمه

· “فتبسم صلعم ثم قال: بل الدم الدم والهدم الهدم”. أي الموضوع هو قتل مستمر وهدم مستمر. وأيضا قوله: “اذا أهدرتم الدم أهدرته، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم”. وأيضا: “أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم“. المرجع: ابن هشام ٦٤:٢؛ الحلبية ١٧٦:٢.

· وهي تعاقد قبلي الطبيعة والصيغة. يصبح محمد مربوطاً قبلياً في ما عُرفت به القبيلتين من قرصنة وحرب على الآخرين.

· وهنا نرى أن المعاهدة هي اجتماع طرفين على القتل وهدر الدم والهدم الذي ليس له علاقة بتديُّن أو عدالة أو دفاع عن مظلوم.

· وخُتِمت المعاهدة بتأكيدات طبيعتها: وهي الحرب، كما نرى أحد زعماء القبيلتين، وهو عباس بن عبادة، يشرح طبيعة المعاهدة: “يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ انكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس”. أي الحرب على الجميع مهما كانت طبيعتهم جيدة أو رديئة. المرجع: ابن هشام ٧٦:٢؛ الحلبية ١٧٧:٢.

اتحاد جبهتين بماضي معروف وإعلان عدم الرحمة المتوافق مع خطة الإبادة والقتل

· هنا تكمن أسرار هذه المعاهدة: إنها تنظيم واتحاد لأماني قديمة سبقت ميلاد محمد، وهي في رفع سلطة وأمن مدينتين عن مجموعتين عُرفا برغبتهما في التحرُّر منها. وهما جماعة صعاليك مكة وقبيلتي يثرب. مجموعتين عُرفتا بالشغب واللهو، وترفضان العمل والجد في الحياة أو أن يدفع الآخرون لهم جزاء عدم حربهم. وهنا نرى أن هاتين العصابتين قد وجدتا مكاناً سرّياً للإلتقاء، وقائداً ملائِماً عُرِف ببثّه بجرأة لذات الأهداف والشعارات.

لا تبرير لقرارات حربية لقبيلتين لم يُضطَهدا بعد من أجل إسلامهما الذي قبلا التلوُّن به، وإنما هي قرارات تحقيق أماني قديمة معروفة.

· فقد شدّ كل واحد يدَ محمد بعبارات، مثل هذه التي بايع بها النعمان بن حارثة: )أبايعك على الإقدام… لا أرأف فيه القريب ولا البعيد أي لا أعامل فيه بالرأفة والرحمة(. الحلبية ١٧٧:٢ شعارات عدم الرحمة والإبادة بدأت من لحظة الاجتماع السري الذي اتُفق عليه على الحرب والإبادة. انه ليس كما بدأت المسيحية بكلمات المسيح أحبوا أعدائكم باركوا لاعينكم. وهو قانون المحبة الذي يربح البعيد ويبارك الجار.

عرفت قريش تفاصيل الاتفاق: وهو إخراج الطابور الخامس الصعلوكي من مكة لكي تحارب به القبيلتان مكة وتهدد سلامة الامن وتبدد سلامة الحياة العائلية والانسانية لباقي المدن والقبائل

· “فَتَنَطَّسَ-أي تدقيق النظر في الاتفاق- القوم الخبر، فوجده قد كان“.

· أي حقيقة مؤامرة إبادة وقرصنة منظَّمة وعامة وليس مبايعة دينية. “وخرجوا في طلب القوم، فأدركوا سعد بن عبادة بأَذَاخِر-مكان بأعلى مكة- والمنذر بن عمرو، اخا بني ساعدة بن كعب بن الخزرج، وكلاهما كان نقيبا.. وأما سعد فأخذوه”. المرجع: ابن هشام ٦٩:٢.



:: توقيعي ::: -هدفنا مجتمع مدني و دولة علمانية مدنية و ترسيخ مبدأ المواطنة.
- هدفنا كشف الدعششة المخفية المتمثلة في الارهاب الاداري و العزل الاجتماعي ضد كل عربي ليس مسلم.
- هدفنا ان يكون بناء الفرد العربي بمنهج تجريبي علمي

------------------------------------------------------------
اذا اردت ان تعرف كيف افكر تابع هذا الشخص و هو يشرح منهجي و منهج كل ملحد عربي
اهديك يا مسلم هذا الفديو
قصة الأديان - The Story Of Religions
https://www.youtube.com/watch?v=h7q6QWF9EDo
  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2017, 06:58 PM المنهج التجريبي العلمي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [17]
المنهج التجريبي العلمي
عضو بلاتيني
الصورة الرمزية المنهج التجريبي العلمي
 

المنهج التجريبي العلمي is on a distinguished road
افتراضي

الجزء الثاني

اعتراض قريش


· ولقد اعترض سكان مكة على تآمُر القبيلتين على سكان مكة وباقي القبائل “غدت علينا جلة قريش، حتى جاءونا في منازلنا، فقالوا يا معشر الخزرج، انه قد بلغنا انكم قد جئتم صاحبنا هذا تستخرجونه من بين اظهرنا وتبايعونه على حربنا”. المرجع: ابن هشام ٦٨:٢ أي عرفوا تفاصيل الاتفاق انه حربٌ ومصالح حرب. وليس عبارة عن تديُّن أو درس ديانة أو فهم ديانة ونشرها. لو كان كذلك لخططوا كيف يحبون القرشيين.

لو بثت بها الأمم المتحدة لأنصفت مكة على محمد

· إنه تسخير القبيلتين لفرد له طابور خامس صعلوكي داخل مكة، وصعالكة حولها مثل قبيلة غفار، وإخراجهم لمحاربة مكة. وهي تُعتَبر خيانة صريحة من محمد لقومه، واستغلال القبيلتين لخيانة فرد ورغبته في التسلُّط من أجل قتل القبائل وسرقتها، كما التآمر على سلامة مكة وأموالها وأعراض الناس فيها.

· وهذه هي أصول الحرب التي ابتدأت بين مكة وقبيلة الخزرج والأوس: إنها ليست حرباً دينيةً. ولكن حرب قد وُضعت أصولها في اتفاقيات العقبة في شعاب مكة. وهي أيضا حرب دفاع مكة عن حقوقها في الحياة وأموالها ونسائها.

· وحاول القرشيون ان يضعوا حظراً على جماعة محمد في مكة. إلا أنهم، أي الصعالكة، بدأوا يخرجون منها “أرسالا” أي متتابعيين “يخفون ذلك”. المرجع: الحلبية ١٨٠:٢؛ ابن هشام ٨٧:٢.

· فلماذا الآن تمنع قريش جماعةً خارجةً عن القانون في مدينتها، أفلا تتخلَّص مدينةٌ من أرذالها لو لم يفهم سكان مكة بنود اتفاقية حاصلة، فيها أصبحت مدينة مكة هدف اتفاق محمد مع القبيلتين. وأن من بنود الإتفاقية تهجير الطابور الصعلوكي لكي يكون مجتمعاً مع القبيلتين في جيش واحد لغزو مكة.

هجرة قائمة على هدم العائلة بعكس تعليم العهد الجديد بحفظ العائلة ومبادئ العمل في المجتمع

· هجرة كل مُسلم بغض النظر عن ارتباطاته العائلية؛ فالزوجة المسلمة تهاجر سرّاً بدون علم زوجها. وتترك زوجها وأولادها في مكة بحجة أنهم لم يؤمنوا بمحمد. والشاب يهاجر تاركاً والديه ليخضع لبرنامج يحوِّله إلى وسيلة يُدفع بها للموت. وهي إذاً هجرةٌ تحارب العائلة، وليس لها أي احترام لأهم ما شرَّعه الله للإنسان.

· العهد الجديد يعلِّم المرأة المؤمنة أن تخضع لزوجها وتربحه للايمان من خلال السيرة الجيده: “كَذلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ” بطرس الاولى ٣ : ١ و ٢.

· والاولاد ان يخضعوا لوالديهم. المرجع: كولوسي ٢٠:٣.

· فالانجيل لا يزعج تركيبة العائلة التي هي من تشريع الله ونعمته. ولا يُزعِج المجتمع في ما هو عليه من أعمال. ولا يمس حقوق الآخرين في مُلكهم وعملهم. ولكن نرى المحمدية قائمة على نقض ما شرَّعه الله في العائلة والمجتمع.

هجرة قائمة على البغضة ومعاداة حتى الاهل

· وفي معركة أحد (وقيل بدر) قتل أبو عبيده بن الجراح والده وكنتيجة لذلك جعله محمد واحدا من قادة الجيش. ومنع الابناء القتلة أن يظهروا أي حزن. كان أبو حذيفة بين الذين قد قتلوا آباءهم في معركة بدر. فبينما كان محمد يطرح جثة والد أبي حذيفة في القليب. لاحظ تغيّر تعابير وجه أبي حذيفة. وقال له “لعلك دخلك من شأن أبيك شيء”. فسارع أبو حذيفة في القول: “لا والله، ولكني كنت أعرف من أبي رأيا وحلما وفضلا. فكنت أرجو أن يهديه الله للاسلام.” . المرجع: ابن هشام، الجزء الاول، صفحة ٥٩٤.

· فابنه القاتل قد شهد بمزايا حسنة كانت موجودة في والده مثل سداد الرأي والحلم والفضل. ألم تكن تلك الصفات تجعل والده في مقام سامي كأب أرفع بكثير فوق قاتليه، بما فيه الابن القاتل والعقل المدبر لتلك الاعمال الشنيعة التي ليس لها نظير في تاريخ البشرية.

موقف محمد المقنّع متآمراً على سلامة وأمن شعبه، وايضا في دخوله المدينة يعزف على اللحن الذي من اجله قد قُبل في المدينة

· وتقنّع محمد بقناع غطّى به وجهه ورأسه. وخرج مع أبي بكر قاصداً المدينة. الحلبية ١٩٧:٢

· وهو ما لم يفعله أي نبي في أن يخفي وجهه. ويهرب متآمِراً على قتل شعبه مع شعب آخر شرس. بل كانت رسالة الأنبياء هي في عيش النبي وسط شعبه يحبهم. محمد كان يحمل رسالةً سريةً خطرة. لذلك كان يتقنع: “كان يكثر التقنع” وكان يقول عن التقنع “هذا ثوب لا يؤدى شكره” أي لأن فيه غض البصر. المرجع: الحلبية ١٩٨:٢.

· وكان الصعالكة يتقنعون، مثل تميم بن طريف العنبري شاعر الصعاليك. كتاب الديباج / تاليف ابي عبيده معمر بن المثنى.

· أثناء دخول محمد المدينة، يقول: “إني أُمرت بقرية تأكل القرى” أي ان أهلها تفتح القرى فيأكلون أموال أهل تلك القرى، ويسبون ذراريهم. المرجع: ابن كثير، البداية والنهاية ٨٥:٣ ؛ الحلبية ٢٤٠:٢.

· فلم يستطع محمد أن يُواجه المدينة بغير تكرار شعارات ذات البرنامج، الذي من أجله قُبِل.

لقد أكّد رسول الاسلام والناكح الأعظم محمد صلعم في أحاديثه الكثيرة أنّ أركان الإيمان السّتة في الإسلام هي: “أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخِرِ وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه”. أي أنَّ الإيمان باليوم الآخِرِ هو الركن الخامس من أركان الإيمان الإسلامي. واليوم الآخِر هو اليوم الذي تنتهي فيه حياة الدنيا وتبدأ الحياة في الدار الآخِرة، في الجنة أو في النار. فهو بالتالي يوم البعث والجزاء، يوم تبيَضُّ فيه وجوهُ وتسوَدُّ وجوه. ويتوقع كل مسلم مجيء هذا اليوم، فهو يوم تقرير المصير: فهل سيدخل الجنة ليتمتع بنعيمها، أم سيدخل جهنم ويتعذب بنارها؟‍‍‍‍‍‍!. لذلك فإنَّ صلوات الكثيرين من المسلمين تتركَّزُ حول هذا الموضوع، فهم يطلبون من الله دائماً أن ينجّيهم من نار جهنّم، لأنّ الخوف من جهنّم ونارها يعتبر مصدراً رئيسيّاً من مصادر توجيه السّلوك والتّربية والحياة اليوميّة لدى المسلمين. فمثلاً نجد عند المسلمين أنّ حجاب المرأة هو أحد وسائل النّجاة من النّار، حيث يصرخ دعاة الإسلام وشيوخهم في وجوه النساء مهدّدين لهنّ بقولهم: “النّار أو الحجاب“. أي أنّ التّرهيب من النّار والتّرغيب في الجنّة يشكّل عموداً فقريّاً أساسيّاً، إن لم يكن الأساس الوحيد، في الدّعوة الإسلاميّة، مع أنّه لا يوجد لدى المسلم أيّة ضمانة بدخول الجنّة، فكلّ شيء بعلم الله، وعلى المسلم أن يجتهد ويطيع الله ويطبّق شريعته آملاً بالجنّة مع عدم التأكّد نهائيّاً من دخولها. وقد أشار حُجّة الإسلام الغزالي إلى هذه الحقيقة في معرض تعليقه على ما ورد في سورة مريم 71:19-72 “وإِن مِنْكُم إٍلا وارِدَها، كانَ على ربُّكَ حَتْماً مَقضيَّاً. ثُمَّ نُنَجِّي الّذينَ اتَّقوا ونَذَر الظَّالِمينَ فيها جِثِيَّا” حين كتب قائلاً: “فأنت من الورود على يقين ومن النجاة في شك. فاستشعر في قلبِكَ هولَ ذلك المورد فَعَساكَ تستعدّ للنجاةِ منهُ”. أي أن كل مسلم سيدخل جهنّم بالتأكيد، ثم سينجي الله الأتقياء ويخرجهم منها ليضعهم في الجنة، والمشكلة هي أنّهُ لا يوجد أي مسلم في العالم يستطيع أن يؤكد أنَّهُ من الأَتقياء النّاجين من هول الجحيم. ومع ذلك يعتقد المسلمون أنَّ من يقاتل ويستشهد في سبيل الله سيدخل الجنّة بالتأكيد، وذلك بحسب ما جاء في سورة آل عمران 169:3-170 “ولا تحسبنَّ الذين قُتلوا في سبيلِ اللهِ أمواتاً بَلْ أحياءٌ عند ربهم يرزقون. فرحينَ بما آتاهُمُ اللهُ من فضلِهِ ويستبشرونَ بالّذينَ لم يلحقوا بهم من خلفِهِم ألا حذف عليهم ولا هم يحزنون“. فإن كان الشهيد سيدخل الجنة حقاً، فلماذا قال في سورة مريم 71:19 إن الجميع سيدخلون النّار وبدون استثناء؟ فإمّا أن القرآن يناقض نفسه، أو أن الشهداء لا يدخلون الجنّة بل سَيَرِدون إلى جهنم مثل بقية المسلمين!.
وتمتلئ معظم سور القرآن بالحديث عن اليوم الآخِرِ والجنّة وملذّاتها والنار وأهوالها. ومع أن ترتيب اليوم الآخر هو الخامس في أركان الإيمان، إلا أنَّ القرآن يضع الإيمان باليوم الآخر في المرتبة الثانية بعد الإيمان بالله، حيث نقرأ في سورة البقرة 62:2 “منْ آمَن باللهِ واليوم الآخرِ وعملَ صالحاً فلهم أَجرهم عندَ رَبِّهِم ولا خَوفٌ عليهِمْ ولا هُمْ يحزَنون”. وهذا الترتيب منطقيٌّ جداً بحسب العقيدة الإسلامية، وذلك لأن غاية الإيمان بالله في الإسلام هي دخول الجنّةِ والتمتع بملذّتها ومشتهياتها الكثيرة. جاء في فاتحة القرآن “الحمد لله رب العالمينَ. الرّحمان الرحيم. مالِكِ يَوْمِ الدّين “(الفاتحة 2:1-4) أي أن القرآن انتقل بنا مباشرة إلى الدين بعد أن ذكر الله، دون الحديث عن بقية أركان الإيمان في الإسلام، مما يؤكد على أن اليقين باليوم الآخر يأتي ثانية عند المسلم بعد إيمانه بالله. وبذلك تكون الجنّة الهدف النهائي والوحيد للإيمان في الدين الإسلامي، فيعيش المسلم حياته خائفاً من الله ومجاهداً من أجل تطبيق شريعته على رجاء دخول جنة النّعيم.

تعريف الجنّة وأسماؤها:

الجنة في اللغة هي الروضة أو البستان الذي فيه نخيلٌ وعنب. وفي العقيدة الإسلامية: الجنة هي دار الثوب الأكبر ،أي دار النعيم الدائم في الدّار الآخرة. الجنة هي دار السعادة المطلقة التي وعد بها الله المؤمنين برسالة محمد. الجنة هي دار الخلود.

جاءت كلمة الجنة في القرآن ست وستين (66) مَرَّة بصيغة المفرد. فنقرأ مثلاً في سورة البقرة 82:2 قوله “والذّين آمنوا وعملوا الصّالحات أُلئك أصحابُ الجّنّة هم فيها خالدون” وفي سورة مريم 63:19 ” تلك الجنّةُ اّلَتي نُورِث من عبادنا من كان تقيّاً” وفي النّازعات 40:79-41 “وأمّا من خافَ مقام ربَّه ونَهى النَّفس عن الهوى فإنَّ الجنّةَ هي المأوى” ومن جملة هذه الآيات وغيرها الكثير يستنتج القارئ أن الله وعد المؤمنين بجنَّةٍ سيقضون بها الأبديَّةِ معاً، ولكننا نفاجئ عندما نجد القرآن يتحدث عن جَنّاتٍ بصيغة الجمع، وليس مجرد جنةٍ واحدة، حيث وردت كلمة جَنّاتٍ تسع وستين (69) مَرَّةً في القرآن، أي أكثر من عدد مرّات ذكر الجنّة، ومن الأمثلة على ذلك قوله في البقرة 25:2 “وبشَّر الّذين آمنوا وعمِلوا الصّالحاتِ أَنَّ لهُم جنّاتٍ تجري مِن تحتِها الأَنهار” وفي سورة لقمان 8:31 “إِنَّ الَّذين آمنوا وعمِلوا الصَّالحاتِ لهُم جَنَّاتِ النَّعيم” وفي الطور17:52 إن المتّقينَ في جناتٍ ونعيم”. وهكذا سيقضي المؤمنون أبديتهم موزّعين في جَنّات النّعيم.

وهذه الجّنة أو الجنّات الموعودة للمسلمين، يُطلق عليها القرآن أسماءً مختلفة توحي بالنَعيم المقيم، ونذكر من هذه الأسماء:

الحُسنى (أنظر النساء 95؛ الرعد 18؛ النحل 62؛ الكهف88؛ الأنبياء101؛ فصلت50؛ الحديد10؛ الليل 6،9).

دار السلام (الأنعام 127:6، يونس25:10).

جَنَّة عدن أو جنّاتُ عدنٍ (التوبة72؛ الرعد23؛ النحل31؛ الكهف31؛ مريم61؛ طه76؛ فاطر33؛ ص 50؛ غافر8؛ الصف12؛ البينة8؛).

جنّة نَعيم أو جَنّاتُ النَّعيم (يونس9؛ الحج56؛ الشعراء85؛ لقمان8؛ الصّافات 43؛ الواقعة12،89؛ القلم34؛ المعارج38؛).

طوبى (الرّعد 29:13).

دار الآخرة (النّمل 30:16).

دار المتَّقين (النَّمل 30:16).

الفردوس (الكهف 107:18؛ المؤمنون 11:23).

جَنَّة الخُلد (الفرقان 15:25).

الغُرفَة (الفرقان 75:25).

دار المقامة (فاطر 35:35).

دار القرار (غافر 39:40).

جَنَّة عالية (الحاقة 22:69؛ الغاشية 10:88).

نجد في هذه الأسماء أن جنةَ عَدْن هو أكثر الأسماء شيوعاً للجنّة في القرآن، وهو في واقع الحياة يجسد الحلم والشوق في وجدان المسلم. ومعروفٌ أنّ “جَنَّةِ عَدْنٍ” قد ذكرت أولاٍ في الكتاب المقدس، حيث كانت مسكن آدم وحواء عندما خلقهما الله (انظر تكوين 8:2،15؛ 23:3-24). بعد ذلك يأتي اسم جنة نعيم أو جنات النعيم بالتساوي مع تكرار اسم الحُسنى، وهكذا تكون جنة عدن هي الحسنى وجنة النعيم، وقد اسْتَرْسَلَ القرآن في وصف هذا النعيم في آيات كثيرة جداً، وخصوصاً في سورَتَيْ الرَّحمان والواقِعة. أما اسم الفِرْدَوْس فلم يرد إلا مرتين في القرآن، وتعني الكلمة في اللغة الفارسية الوادي الخصيب أو الرَّوضة. وقد استخدم شاعر محمد حَسّان بن ثابت هذه الكلمة في وصف الجنة عندما أنشد قائلاً:

“وأنَّ ثوابَ الله كلَّ مُوَحَّدٍ جنانٌ من الفِرْدَوْسِ فيها يُخَلَّدُ”

مع العلم أن الكلمة ليست عربيّة، كما قال ابن منظور في قاموسِهِ “لسان العرب” حيث يعترف بأن أَصل الكلمة روحي ثم عُرِّبت. وقد اختلف الرُّواة ومفسرو القرآن في تحديد دلالة كلمة الفردوس، ومما قالوه نذكر ما يلي مما أورده القرطبي في تفسيره لسورة الكهف 107:18 “جَنّات الفردوس”:

قال قتاده: الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأعلاها وأرفعها.

قال أبو إمامة الباهلي: الفردوس سُرَّة الجنة.

قال كعب: ليس في الجنان جنّة أعلى من جنّة فردوس؛ فيها الآمرون بالمعروف والنّاهون عن المنكر.

قال محمد في حديث رواه أبو هريرة: “…فإذا سأَلتم الله تعالى فاسألوه الفردوس فإنّه أوسط الجنّة، وأعلى الجنّة، وفوقه عرش الرّحمان ومنه تُفجّر أنهار الجنّة”. (رواه البخاري ومسلم في الصّحيحين).

قال مجاهد: الفردوس هو البستان في الرّومية. وقيل فارسيّة عُرِّبَت، وقيلَ حبشيَّة.

قال الفراء: الفردوس عربي، وهو حديقة في الجنّة.

وأورد ابن كثير في لسان العرب جميع المعاني والدّلالات السّابقة وأضاف عليها أنّ الفردوس:

قال كعب والسّدي والضّحاك: هو البستان الّذي فيه شجرُ الأعناب.

قال محمد في حديث له: الفردوس ربوة الجنَّةِ أوسطها وأحسنها.

بناء على هذه الأقوال والأوصاف والتّعاريف الّتي ذكرها رواة الحديث والمفسّرون، يحق لنا أن نطرح الأسئلة التّالية:

هل الفردوس هو الجنّة نفسها؟ أم مكان في الجنّة؟ أم جنّة قائمة بذاتها؟!

هل الفردوس سُرّةَ الجنة أم ربوة الجنة أم حديقة في الجنة؟!

هل كلمة الفردوس عربية أم روميّة أم فارسية أم حبشية؟!

هل تُفَجِّرُ أنهار الجنة من الفردوس؟ أم أن هذه الأنهار تنبع من البحار الموجودة في الجنة؟! فقد أورد ابن كثير في تفسيره لسورة محمد 15:47 حديثاً لنبي الإسلام قال فيه: “في الجنة بحر اللبن وبحر الماء وبحر العسل وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار منها بعد”. ويضيف ابن كثير قائلاً عن هذا الحديث: رواه الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن يسار عن يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي إياس الحريري وقال حسن صحيح”.

وعليه: هل يحق للمسلم، أو لغير المسلم، أن يبحث عن معنى الفردوس في مصادر غير إسلامية، مادام المسلمون مختلفين في تحديد معنى الكلمة، وخصوصاً البحث في الكتاب المقدس؟!

عدد الجنّات في القرآن:

يعلن لنا القرآن عن وجود عدد وافرٍ من الجنّاتِ التي أعدها الله للأتقياء، وليس فقط جنة واحدة، حيث استخدم كلمة “جناتٍ” في تسعٍ وستين (69) آية. ونجد في القرآن إشارة إلى عدد هذه الجنّات، حيث يقول في سورة الرحمان 46:55 “ولمن خافَ مقامَ ربِّهِ جنَّتان” ويضيف في الآية62 “وَمِن دونهما جنَّتان” مما يعني أن عدد الجنّات هو أربعة، كما هو واضح من ظاهر النَّص، ولكننا نُفاجأ فيما يقوله الرواة والمفسرون حول هذه الجنَّات الأَربعة، ومما قالوه نذكر ما يلي:

مناسبة التّنزيل: اختلفوا في مناسبة تنزيل “ولمن خاف مقام ربه جنّتان”، قال ابن شوذب وعطاء الخراساني: نزلت هذه الآية في أبي بكرٍ الصِّديق. ومعنى هذا القول أن هذه الجنات الأربعة هي فقط لأبي بكر الصديق، ولا يشاركه أحد فيهما. وفي رواية ثانية: قال ابن أبي حاتم عن عطية بن قيس في هذه الآية: “نزلت في الذي قال أحرقوني بالنّار لعلي أضل الله. قال تاب يوماً وليلة بعد أن تكلم بهذا فقبل الله منه وأدخله الجنة”. وعليه: إن كانت هذه هي المناسبة الصحيحة لنزول الآية، فإنها تعني أنَّ هذا الشخص هو الَّذي له الجنات الأربعة، ولا تُسْتَحَقُّ لغيرِهِ.

قال ابن كثير في تفسير آية الرحمن 46:55 “ولمن خاف مقام ربه جنّتان”: الصحيح أنّ هذه الآية عامّة كما قاله ابن عباس وغيره. أي أن الجنات الأربعة هي لكل الأتقياء وبدون استثناء.

وقال القرطبي في تفسيره: “أي لمن خاف جنّتانِ على حِدَة، فلكلِّ خائف جَنّتان. وقيل:

جنّتانِ لجميع الخائفين. والأول أظهر”. أي أن القرطبي فسّر ما جاء في القرآن بالقول أن لكل شخص يخاف الله يوجد أربع جنان. وبذلك فأن مجموع عدد الجنات هو بالملايين أو المليارات العديدة جداً حتى يحصل كل خائف لله على أربعة جنات خاصة به.

قال الفراء: “إنما هي جنة واحدة، فثنّى لرءوس الآي“. وقال أبو جعفر النّحاس: قال الفراء قد تكون جنة فَتُثَنّى في الشعر، وهذا القول من أعظم الغلط على كتاب الله عز وجل، يقول الله عز وجل: “جنّتان” ويصفها بقوله: “فيهما” فيدع الظاهر ويقول: يجوز أن تكون جنة ويحتج بالشِّعر!. وتدل هذه الأقوال التي أوردها القرطبي في تفسيره لسورة الرحمن 46:55 على أنه قد وُجد بين أوائل المسلمين من تجرّأ ووصف أسلوب القرآن بالشِّعر وقال بوجود جنَّةٍ واحدة، ولكن الأغلبية بين الرواة والمفسرين رفضوا هذا الكلام الذي اعتبروه طعناً في القرآن، وقالوا بوجود ملايين (مليارات) الجنات، بحيث تقسّم أربعة أربعة لكل مُؤمن.

تجدر الإشارة هُنا إلى أن حديث محمد ذكره ابن كثير مّرَّتين في سياق تفسيره لما ورد في سورة الرحمن 46:55 “ولمن خاف مقام رَبِّه جنّتان“، حيث كتب قائلاً: “وقال ابن جرير حدَّثنا زكريا بن يحيى بن أبان المقري حدَّثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر عن محمد بن حرملة عن عطاء بن يسار أخبرني أبو الدرداء أن رسول الله صلعم قرأ يوماً هذه الآية “ولمن خاف مقام ربه جنتان” فقلت وإن زنى وإن سرق؟ فقال ولمن خاف مقام ربه جنتان فقلتُ وأن زنى وإن سرق؟ فقال ولمن خاف مقام ربه جنّتان فقلت وإن زنى وأن سرق يا رسول الله؟ فقال “وإن رغم أنفِ أبي الدرداء”. وهكذا نجد أن محمد يستخف بحياة القداسة والفضيلة والتدقيق والأخلاق العالية. بل أنه يشجع حياة الرذيلة والفساد والانحطاط في مثل هذا القول الجزاف عن دخول الزُّناة واللصوص في الجنّة. بعكس ذلك نقرأ الكلمات المجيدة في الإنجيل المقدس: “وأما الخائفون وغيرُ المؤمنين والرَّجسون والقاتلونَ والزناةُ والسَّحرةُ وعبدةُ الأوثانِ وجميع الكذبَةِ فنصيبُهُم في البحيرة المتقدةٍ بنارٍ وكبريتٍ، الذي هو الموتُ الثاني” (رؤيا 8:21).

من الذي يستحق الجنّة:

يقدم لنا القرآن ثلاثة أجوبة مختلفة على هذا السؤال المصيري:

1. لا أحد يستحق الجنة: إنّما هي فضل من الله على العالمين. ففي ثلاثةٍ وثمانين (83) آية قرآنيّة نقرأ كيف أنّ الله بفضلِهِ يرحم النّاس ويرزقهم ويدخلهم الجنّة، ومن الأمثلة على ذلك نقرأ ما جاء في النّساء 175:4 “فأَمّا الَّذين آمنوا باللهِ واعتصموا به فسيُدْخلُهُم في رحمة منه وفضلٍ ويَهْدِيهُم إِليه صُراطاً مُستقيماً” وهكذا لا يُدْخِل الله المؤمنين إلى الجنة مكافأةً لهم بل بسبب رحمته وفضلِهِ عليهم. كذلك نقرأ في سورة النور 14:24 قوله “ولولا فضلُ اللهِ عليَكمُ ورحمَتُهُ في الدُّنيا والآخرةِ لَمَسَّكم في ما أَفَضْتُم فيهِ عذابٌ عظيمٌ” فالنّجاة من العذاب تأتي من فضل الله ورحمته، وذلك لأنَّ “الله ذو الفضل العظيم” (الحديد 21:57). ويقول القرآن عن موقف النّاس من فضل الله في أكثر من موقع: “وإِنَّ ربُّك لذو فضلٍ على النّاس ولكن أَكثرهم لا يشكُرون” (النمل 73:27). وثبت في الصحيحين أنّ محمد قال: “لن يُدْخِلْ أحداً منكم عملُهُ الجنَّة” قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال “ولا أنا إلا أن يتغمدني الله تعالى برحْمَةٍ منه وفضل” (رواه البخاري ومسلم).

2. يدخل الجنّة فقط الأشخاص الّذين خلقهم الله ليكونوا أهلاً لها: أي أنَّ دخول الجنّة محكوم بقضاء الله وقدره، كما يؤكّد على ذلك آيات القرآن وأحاديث نبي الإسلام. فالله هو الّذي يهدي من يشاء إلى الإيمان ويدخلهم الجنّة. بل إِنَّ الله، بحسب العقيدة الإسلاميّة، يكتب للإنسان الجنّة أو النّار حتى قبل أن يخلقه. وتوجد في القرآن آيات عديدة جداً تتعلّق بهذا الموضوع، وقد أشرنا إليها في موضوع “القضاء والقدر في الإسلام”.

3. يدخلُ الجنّة كلُّ مَنْ آمن وعملِ صالحاً: يؤكّد القرآن على أنَّ المؤمنين الّذين يأتون بالأعمال الحسنةِ والصّالحة سيدخلون الجنّة. ففي عدد ضخمٍ من آيات القرآن “أكثر من مئة آية” يربط القرآن دخول الجنّة بالقيام بالأعمال الصَّالحة مثل الصّوم والصّلاة والزّكاة والحج ومساعدة الفقراء والأيتام وطاعة الوالدين وإيتاء ذي القربى والجهاد في سبيل الله والدّعوة إلى الإسلام، وغيرها من الأعمال الصَّالحة. ومن الأمثلة على هذه الآيات نقرأ:

النّساء 124:4 “ومن يعمل مِنَ الصّالحاتِ من ذكرٍ أو أنثى وهو مُؤْمِنٌ فأولئكَ يدخلونَ الجنّة ولا يظلمونَ نقيراً”.

طه 76:20 “جَنَّاتُ عَدْنٍ تجري من تحتها الأَنهارُ خالدينَ فيها وذلك جزاء من تزكَّى”.

الفتح17:48 “ومن يُطِعِ اللهَ ورسولَهُ يُدْخِلْهُ جنَّاتٍ تجري من تحتها الأَنهارُ…”.

النّازعات 40:79-41 “وأَمّا من خاف مقامَ ربِّهِ ونهى النّفسَ عن الهوى فإنَّ الجنَّة هي المأوى”.

الإنفطار 13:82 “إِنَّ الأَبرار لَفي نعيمٍ”.

تجدر الإشارة هنا إلى أنَّ جميع علماء تفسير القرآن من المسلمين يشيرون فقط إلى الأعمال الصّالحة كالأساس الوحيد لدخول الجنّة، دون الإشارة إلى فضل الله وقضاءه وقدره، ولا غرابة في ما يعملونه أبداً وذلك للأسباب التالية:

إن القول بدخول الجنة هو فضلٌ من الله يجعل المسلمون يقتربون كثيراً من عقيدة الفداء المسيحية. ففي الإنجيل المقدس يعلمنا الله أن دخول السَّماء والحصول على الحياة الأبدية هو عطية مجانية أساسها نعمة الله الذي كفَّر عن خطايا العالم بواسطة دم المسيح الذي مات على الصليب. أي أن المسيح دفع ثمن خطايا العالم وأعطاهم الحق أن يدخلوا السَّماء باستحقاقاته هو وليس باستحقاقاتهم.

يتحاشى المسلمون أيضاً القول بأن دخول السَّماء يعتمد على قضاء الله وقدره، مع أن القدر هو الركن السادس في إيمان المسلمين، لأن ذلك يناقض تعاليم القرآن الكثيرة عن دخول السَّماء بناءً على الأعمال الصالحة وزيادة عدد الحسناتِ على عدد السَّيئات. ولذلك يكتفي علماء المسلمين في التنَّبير على الحسنات والأعمال الصالحة لدخول الجنّةِ. وهذا ما عمله الغزالي وسيد قطب والطبري والشيخ محمود جوده وسعيد حوى وغيرهم العشرات، بل المئات من الكُتّاب المسلمين.

وصف الجنّة في الإسلام:

أّطنبَ القرآن في آياته، ونبي الإسلام في أحاديثه، في وصف جمال الجنّة ونعيمها بشكل حِسِّي خالص ومشوّقٍ جداً، لدرجةٍ تساعد الإنسان على أّن يتخيّل نفسه في الجنّة يستمتع بأنهارها وثمارها ويتلذّذُ بنسائها وغلمانها. ولم يكتف المحدِّثين وعلماء التّفسير والرّواة بالتَّفاصيل الكثيرة جداً في القرآن والحديث، بل زادوا في تفاسيرهم شروحات كثيرة في وصف الجنّةِ مما يرغِّبُ الإنسان بقوَّةٍ في الاجتهاد والسِّعي المتواصل ليكون من سكانها ويتلذّذ بخيراتها. وهكذا تَرْخَصُ الحياة الدنيا في عيون الكثيرين أمام الصورة الجذّابة والمغرية لدار النّعيم، لدرجة أنَّ عدداً متزايداً من الشباب المسلمين لديهم الاستعداد للموت والشهادة، لأن أجرهم عند الله عظيماً: حيث وفرة الخمر والَّلبن والعسل وماء الكوثر والحوريات والغلمان وغيرها من الخيرات الجزيلة التي لا حصر لها.

والغريب في الأمر كله، أن الدِّقة في ذكر هذه الأوصاف، والتفاصيل الكثيرة عن جمال وروعة الجنة وموجوداتها في القرآن والسُّنة تتناقض بشكلٍ صارخٍ ومباشر مع حديث قُدُسِيٍّ معروفٍ رواه أبو هريرة عن محمد قال فيه: “قال الله: أعددتُ لعابدي الصّالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ، فاقْرَأوا أن شئتُم: (فلا تعلَمُ نفسٌ مّا أخْفِيَ لَهُم من قُرَّةِ أعْيُنٍ”. ويفيد هذا الحديث أن ما أعده الله لعباده الصّالحين لا يمكن وصفه، حيث لم تَرَهُ عيونهم، ولم تسمع عنه آذانهم ولا خطر على قلوبهم. ومع ذلك فأن الصفات الحسيّة الكثيرة التي ذكرها القرآن، جعلت المسلمين يسمعون بما أعده الله لهم، وجعلت عقولهم وقلوبهم تفكر وتشتهي هذه الخيرات والملذّات، بحيث يستحيل عدم تصور هذا النعيم عند السّماع به أو القراءة عنه. ويجب الإشارة هنا إلى حقيقة معروفه وهي أن هذا الحديث النبوي مأخوذٌ أصلاً من الإنجيل المقدس، فقد ورد في رسالة كورنثوس الأولى 9:2 قول الوحي المقدس: “ما لم تَرَ عينٌ، ولم تَسْمَعْ أذنٌ، ولم يخطر على بال إنسانٍ: ما أعَدَّهُ اللهُ للَّذين يحبّونَهُ”. وعند مقارنة ما قاله الله في الإنجيل المقدس عن أمجاد السَّماء الروحية لا يقارَن أبداً بملذات جنة القرآن الجسدية: جنة الطعام والشراب والجنس بلا انقطاع.

أشرنا إلى حقيقة إسهاب القرآن ومحمد في وصف الجنة، ونذكر من هذه الصفات ما يلي:

1. خُلود الجنَّة:

تكرّر ذكر خلود الجنّة في خمسين آية موزعة على أربعة وثلاثين سورة في القرآن، فالجنة ستبقى إلى ما شاء الله، وخلود الجنة إلى أبد الدهور يعني خلود من فيها، وقد تكررت عبارة “وهم فيها خالدون” و “خالدين فيها” و “خالدين فيها أبداً” و “أصحاب الجنة خالدون فيها” 36 مرّة. (راجع: البقرة 25:2،85؛ آل عمران 15:3، 107، 136، 198؛ النساء 13:، 57، 122؛المائدة 85:5، 119؛ والأعراف4:7؛ والتوبة22:9،72،89،100؛ ويونس 26:10؛ وهود 23:11،108؛ وإبراهيم 23:14؛ والكهف 108:18؛ وطه 76:20؛ والمؤمنون 11:23؛ والفرقان 16:25،76؛ والعنكبوت 58:29؛ ولقمان9:31؛ والزمر 73:39؛ والزخرف 71:43؛ والأحقاف 14:46؛ والفتح 5:48؛ والحديد 12:57؛ والمجادلة 22:58؛ والتغابن 9:64؛ والطلاق 11:65؛ والبينة 8:98). إِنَّ خلود الصّالحين في الجنّة يعني “وما هم منها بِمُخْرَجون” (الحجر 48:15) وذلك لأنَّ: الآخرة هي دار القرار” (غافر 39:40) حيث لا يموتوا أبداً “أَفَما نحنُ بِمَيِّتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذّبين” (الصّافات 58:37-59) و”لا يذوقونَ فيها الموت إلّى الموتَةَ الأولى ووقّاهم عذاب الجحيم” (الدّخان 56:44) أي أنَّ المسلمين الصّالحين “فيما اشتهت أنفسهم خالدون” (الأنبياء 102:21) والّذي تشتهيه أنفسهم “ما له من نفاذ” (سورة ص 54:38) بل هو “نعيم مقيم” (التوبة 21:9) حيث أنَّ “جنّة الخلد الّتي وُعِدَ المتَّقونَ كانت لهم جزاءً ومصيراً” (الفرقان 15:25).

كون الحياة على هذه الأرض فانية، وحياة الجنّة خالدة، يدفع الإنسان إلى التسّاؤل: لماذا يشرّع القرآن للمسلمين أن يشتهوا ويتلذّذوا بموجودات هذه الحياة الفانية إِن كانت الجنَّة وملذّاتها الباقية أَبداً في انتظارهم؟. فالقرآن يدعو المسلمين أن يأكلوا ويشربوا ما شاء لهم من الطيّبات، وإلى تعدّد الزوجات، حيث لا روحيات ولا قداسة في الإسلام، بل نكاح واستمتاع لدرجة اعتبر فيها محمد الزّواج نصف الدّين؟!. وشتَّان ما بين حياة العفّة والقناعة والقداسة، من حياة الشبع من الجنس والبنون والمال والطّعام؟!!.

2. أبواب الجنَّة:

جاء في سورة الزّمر 73:39 قوله: “وسيق الّذين اتَّقوا رَبَّهُم إِلى الجنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاءُوها وفُتِحَت أبوابها وقالَ لَهُم خَزَنّتُها سلامٌ عليكم طِبتُم فادخُلوها خالدين”. قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية أنَّ عدد أبواب الجنّة ثمانية، وقد استدلّ على ذلك من الأحاديث الصّحيحة الّتي ذكرها البخاري ومسلم وأحمد، حيث يستشهد بجملة من هذه الأحاديث، ومنها: (قال أبو هريرة: قال رسول الله صلعم: “من أنفق زوجين من ماله في سبيل اللهِ تعالى دعي من أبواب الجنّة كلها. وللجنّة ثمانية أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعيَ من باب الصّلاة، ومن دعيَ من باب الصّدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الرّيان“. فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله ما على أحدٍ من ضرورةٍ دُعيَ من أيّها دعيَ فهل يُدعى أحد منها كلِّها؟ قال رسول الله صلعم: “نعم وأرجو أن تكون منهم“). وفي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلعم: “ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء“) وذلك لأن مفتاح الجنة كما قال محمد هو: “لا إله إلا الله”. وذكر ابن كثير سعة أبواب الجنّة مستشهداً بأحاديث محمد الّذي قال: “إِنَّ ما بينَ مصراعين في الجنّة مسيرة أربعين سنةً”.

نجد هنا أنَّ أبواب الجنّة هي ثمانية، وإنّها أبواب واسعة جداً بحيث يحتاج الإنسان إلى مسيرة أربعين سنة ليصل ما بين مصراعي الباب الواحد، وإنَّ النّاس يدخلون من الأبواب بحسب أعمالهم، فالإنسان المعروف بكثرة صلاته، يدخل من باب الصّلاة، والمتصدّق من باب الصدقة. ولكنّ محمد قال أيضاً أنَّ المؤمن قد يدخل من جميع الأبواب الثمانية، ولم يوضِّح كيف يتم ذلك، فهل سيدخل من الباب الأول، ثم يخرج منه ويعود ويدخل من الباب الثّاني، وهكذا حتى يدخل من جميع الأبواب؟! وإن كانت هذه هي الحال، فما الحكمة من الدّخول والخروج؟ ثم عاد محمد وقال أنَّ الّذي ينطق الشّهادتين يدخل من الباب الّذي يريده، وهذا يعني أنَّ حرّاس الأبواب من الملائكة لن يدعوه للدّخول من باب معيّن، بل يكون الاختيار له، فهل يمكن أن يكون هذا؟! وللجّواب على هذا السّؤال نقرأ في سورة ص 49:38-50 “وإِنَّ للمتَّقين لَحُسْنَ مآبٍ جنَّاتٌ عدنٍ مفتَّحةًَ لهم الأبواب“. فأبواب الجنَّة مفتوحة في وجه الأتقياء يدخلونها كما يريدون.

والقول بوجود أبواب للجنّة ليست أصيلة في قرآن المسلمين، بل لدينا مراجع كثيرة في الكتاب المقدّس عن أبواب السّماء حيث سيسكن الله مع النّاس، ويخبرنا الله في وحيه أنَّ أبواب السّماء تبلغ اثنا عشر باباً وأنَّهُ “لن يدخلها شيءٌ دنسِ ولا ما يصنعُ رًجساً وكذباً، إِلا المكتوبين في سفر حياة الحمل” (رؤ 12:21-27).

3. درجات الجنّة ومنازلها:

جاء في سورة النساء 95:4-96 قوله: “فَضّل اللهُ المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجَةًً وكُلاً وعد الله الحُسنى وفضّل اللهُ المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً. درجات منه ومغفرة ورحمةً وكان الله غفوراً رحيماً”. وفي سورة الأنفال 4:8 “أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجاتٌ عند رَبِّهم ومغفرةٌ ورزق كريمٌ”. وفي سورة التوبة 20:9 الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظمُ درجةٍ عند الله وأولئك هم الفائزون. وهكذا تتفاوت درجات ومنازل المسلمين في الجنة، وذلك بحسب أعمالهم وجهادهم،

وفي حديث عن أبي سعيدٍ الخدري أنًّ رسول الله صلعم قال: “إِنَّ في الجنَّة مائة درجة أعدَّها الله للمجاهدين في سبيله، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض” (رواه مسلم). وعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلعم: “من رمى بسهمٍ فله أجرَهُ درجةً” فقال رجلٌ: يا رسول الله، وما الدَّرَجة؟ فقال: “أما إنها بعتبة أمك. ما بينَ الدرجتين مائة عام” (رواه أحمد واقتبسه ابن كثير في تفسير النساء 96:4). وأورد ابن كثير في تفسير سورة الحاقة 21:69-22 “في جنة عالية قطوفها دانية” حديثاً للنبي محمد رداً على سؤال عن تزاور أهل لبعضهم البعض، قال فيه ” نعم إنّهُ ليُهبط أهل الدّرجة العُليا إلى أهل الدرجة السفلى فيُحيّوهم ويسلمون عليهم. ولا يستطيع أهل الدّرجة السُفلى أن يصعدون إلى الأعلين تقصر بهم أعمالهم”.

نجد هنا أنَّ ابن كثير قد استعان بأحاديث محمد ليفسر مفهوم الدرجات في الجنة، حيث أعلمنا أنها مائة درجة، بحيث تبعد كل درجة عن الأخرى كبعد السماء عن الأرض، ثم قال أن بين الدرجتين مائة عام. فهل نفهم من حديثه أن المسافة بين السماء والأرض هي مائة عام؟ علماً أن عبارة مائة عام تدل على زمنٍ وليست على مسافة؟ ثم هل سيقضي المجاهدين من المسلمين الأبدية منعزلين بعضهم عن بعض، بحيث تفصل بينهم المسافات الشاسعة جداً؟ وما الحكمة من هذا الفصل؟ بل هي حكمة الله، كما يقول القرآن، الذي يفاضل بين المؤمنين بحسب أعمالهم. وفي حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلعم قال: “إنَّ أهل الجنة ليتراءون أهل الغرفِ فوقهم كما تتراءون الكوكب الغائر في الأفق من المشرق إلى المغرب لتفاضل ما بينهم” قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: “بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين” فشتّان ما بين مكانة المسلم العادي، ومكانة غيره من سكان الدّرجات العُلى وغرف الجنات العاليات؟! (وقال الضحاك في قوله ” لهم درجاتٌ عند ربَّهم” أهل الجنّة بعضهم فوق بعض، فيرى الّذي هو فوق فضلَهُ على الّذي هو أسفل منه، ولا يرى الّذي هو أسفل منه أَنَّهُ فُضِّلَ عليه أَحد). أي أنَّ ساكن الدرجة الدّنيا يعيش مخدوعاً لا يعلم أنَّ الله فضَّل غيره عليه وأعطاهم درجات عليا!؟ وهكذا فإنَّ الله الّذي قال عنه القرآن بأنَّه “خير الماكرين” (آل عمران 54:3 والأنفال 30:8) لن يغيّر من طبعه الماكر في إيهام سكّان الدّرجات الدّنيا في الجنّة بما هو ليس حق.

ومن الآيات القرآنيّة الأخرى الّتي تؤكّد على فكرة تعدّد المنازل والدّرجات في جنّة المسلمين. نقرأ ما جاء في سورة الإسراء 21:17 “أُنظر كيف فَضَّلنا بعضهُم على بعضٍ وَلِلآخِرَةُ أكثرُ درجاتٍ وأكبرُ تفضيلاً” وما جاء في سورة طه 75:20 ” ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحاتِ فأُلئكَ لهم الدرجاتُ العُلى” بل توجد جنتَّان “ومن دونهما جنتان“(الرحممن62:55) ويقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية أنه “توجد جنتان من ذهب للمقرّبين وجنتان من ورق لأصحاب اليمن“. ثم يناقض نفسه ويورد حديث للنبي يقول فيه أنهما جنتان من ذهب وجنتان من فضة، ويؤكد ابن كثير أن الجنتان المذكورة في الرحمن 62:55 هما دون اللتين قبلهما في المرتبة والفضيلة والمنزلة أما القرطبي فيقول في تفسيره لهذه الآية: “ومن دونهما جنتان” لأتْباعِهِ لِقُصورِ منزلتهم عن منزلته، إحداهما للحور العين والأخرى للولدان المخلدين، ليتميز بهما الذكور عن الإناث“. وهكذا فالطبقية والتمييز الجنسي موجود في جنة المسلمين. نقرأ أيضاً في سورة المطففين 18:83 قوله “كَلا إن كتاب الأبرار لفي عِلِّيين“. وفي تفسير ابن كثير أشار إلى اختلاف الرواة في تفسير معنى عِلِّيين، وبما قالوه: السماء السابعة والجنة وساق العرش اليمنى وعند سدرة المنتهى. ومهما يكن معناها، فإنَّ الآية تؤكد حقيقة تفاوت درجات المؤمنين في جنة المسلمين (انظر أيضاً الفرقان 76:25 والواقعة 11:56). وأعلى درجة في الجنة هي الوسيلة، وهي قرب عرش الله وهي مسكن محمد في الجنة. عن أبي هريرة أن رسول الله صلعم قال: “إذا صليتُم علىَّ فسلوا الله لي الوسيلة” قيل يا رسول الله وما الوسيلة؟ قال: “أعلى درجة في الجنّة لا ينالها إلا رجلٌ واحد وأرجو أن أكون أنا هو“. فمحمد يريد الوسيلة لنفسه دون سواه من الرسل والأنبياء والمؤمنين، فهي أعلى منزلة في الجنة، وفي محط طموح نبي المسلمين. وفي حديث آخر في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع محمد يقول “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علَيَّ فإنهُ من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله. وأرجوأن أكون هو، فمَنْ سأل الله لي الوسيلة حلَّت عليه الشفاعة يوم القيامة“. ولا يزال المسلمون حتى اليوم يُصَلّون على محمد، ويطلبون من الله أن يعطيه الوسيلة، ولا نعرف هل سمع الله لصلواتهم وأعطى محمد الوسيلة أم لا؟‍‍‍‍‍‍‍

4. حائط الجنة وترابها وأشجارها:

يورد القرآن حواراً يقول أنه سيجري بين أصحاب الجنة وأصحاب النار يدور حول صحة وعد الله بخصوص الجنة والنار، ثم يصف السور أو الحائط الذي يفصل بين الجنة والنار، فيقول في سورة الأعراف 46:7 “وبينهما حجابٌ وعلى الأعراف رجالٌ يعرفونَ كُلاً بسيما هُم“. ويتوسع القرآن في وصف هذا السور كما نقرأ في سورة الحديد 13:57”يومَ يقولُ المنافقونَ والمنافقاتُ للَّذينَ آمنوا أنظرونا نقتبِسْ من نوركمُ قيلَ ارجعوا ورائكمُ فالتْمَسوا نوراً فضربَ بينهم لسورٍ له بابٌ باطِنُهُ فيهِ الرّحمَةُ وظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ العذابُ“. فالحجاب هو الحاجز المانع من وصول أهل النار إلى الجنة، وهو الأعراف. وفي تفسير ابن كثير يقول أن الأعراف سور كعرف الديك، وكل مرتفعٍ من الأراضِ عند العرب يسمى عرفاً. وفي رواية عن ابن عباس: الأعراف جمع تل بين الجنة والنار حُبس عليه ناس من أهل الذنوب بين الجنة والنار. ثم يورد ابن كثير روايات كثيرة حول هويّة وقصّة أصحاب الأعراف، ومما قاله:

هم قوم اسْتَوَتُ حسناتهم مع سيئاتهم، فوقفوا على السور بين الجنة والنار حتى يقضي الله فيهم.

هم قوم خرجوا عصاة بغير إذن آبائهم فقتلوا في سبيل الله.

سمي الأعراف أعرافاً لأن أصحابه يعرفون الناس، أي أن أصحاب الأعراف هم رجال علم.

هم قوم صالحون فقهاء علماء.

هم رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة وأهل النار.

هم آخِرُ من يفصل الله بينهم من العباد الذين أخرجتهم حسناتهم من النار.

وهكذا نجد أنه رغم وجود سور بين الجنة والنار، إلا أنه يوجد باب في ذلك السور، وسيتمكن أناس من الخروج من النار ودخول الجنة، وسيكون هنالك أشخاص، أطلق عليهم المفسرون لقب أصحاب الأعراف ولكنهم اختلفوا في تحديد هويتهم.

أمّا تراب الجنة، وإن كنا لا نجد له وصفاً في القرآن، فإن ذلك لم يَفُت على محمد الَّذي قال في وصف حائط الجنة وترابها: “أن حائط الجنة لبنة من فِضَّةٍ ولبنة من ذهبٍ ترابها زعفران وطينها مسك” وسئل محمد عن تربة الجنّةِ فقال: “درمكة بيضاء مسك خالص” (رواه مسلم). وهكذا سيسير المسلم في جنّته على ترابٍ من المسك والزعفران، يستنشق الرائحة الزكية، فلا غبار يزعجه، ولا رمالٍ أو كثبان صحراوية. وهذا الوصف لتراب الجنة يروق، بل ويفرِّح قلب العربي البدوي الذي كان يسكن صحراء الجزيرة العربية القاحلة، حيث الرمال الحارقة والجفاف الدائم، فمكة كانت “وادٍ غير ذي زرعٍ” (إبراهيم 14:37) ولا بد أن المسلمين تهلَّلوا بسماع أوصاف الجنة الموعودة من نبيِّهم، لأنهم عرفوا قسوة الصَّحراء.

وستعج الجنة بكل أنواع الأشجار الحرجية والمثمرة. وقد مر معنا أن الجنة تعني الروضة أو البستان الذي فيه نخيلٌ وعنب، ويقول الجلالان أن الجنّات هي حدائق ذات أشجار ومساكن. وقال القرطبي: “سُمِّيت الجنات لأنها تَجِّنُّ من فيها، أي تستره بشجرها”. وتمتاز أشجار الجنة المثمرة بأن “قُطوفها دانية” (الحاقة 23:69) بحيث يتمكن المؤمن من قطف ثمارها وهو على سريره، فالمؤمنون سيكونون في “روضةٍ يُحْبِرونَ” (الروم 15:30) أي سيتنعمون بهذه الرياض التي تزخر بالأشجار. وفي حديث معروف للنبي قال فيه: “إن في الجنّةِ لشجرةً يسيرُ الراكِبُ في ظِلِّها مائة سنة لا يَقْطعُها”. (رواه مسلم والبخاري وأحمد وغيرهم). وقد ذكر ابن كثير هذا الحديث في سياق تفسيره لما جاء في سورة الواقعة 27:56-30) “ وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين. في سدرٍ مَخضودٍ. وطلحِ منضودٍ وظلٍّ ممدودٍ” والسدر قليل الثمر كثير الشوك، أما في الجنة فستتغير الصورة تماماً، ففي حديث ذكره ابن كثير عن سليم بن عامر قال: كان أصحاب رسول الله صلعم يقولون: إن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم، قال: أقبلَ أعرابيٌ يوماً فقال: يا رسول الله ذكرَ الله في الجنة شجرة تؤذي صاحبها. فقال رسول الله صلعم “وما هي”؟ قال السدر فإن له شوكاً مؤذياً، فقال رسول الله صلعم “أليس الله تعالى يقول “في سدر مخضود” خضد الله شَوكَهُ فجعل مكان كل شوكةٍ ثمرة، فإنها لتنبت ثمراً تفتق الثمرة منها عن اثنين وسبعين لوناً من طعام، ما فيها لونٌ يشبه الآخر“. أمّا الطلح فهو أيضاً شجرٌ كثير الشوك، ولكنه سيصبح في الجنّة “منضود” أي متراكم الثمر بطعمٍ أحلى من العسل. فبدلاً من الشجر الهزيل والبائس والقليل والكثير الشوك في الصّحراء، سينعم المسلم بشجر ظليل كثيف وكثير ومبهج كثير الثّمر المتنّوع واللّذيذ.

5. أنهار الجنّة وعيونها:

تكرّرت عبارة “جناتٍ تجري تحتها الأنهار” حوالي اثنتين وأربعين مرّة في القرآن “42”، وفي ذلك جَزْمٌ وتأْكيدٌ على وجود أنهار عديدة في الجنّةِ الموعودةِ في القرآن، مع عدم ذكر عددها. بل ذَكر أربعة أنواع منها في سورة محمد 15:47 “مثلُ الجنَّةِ الّتي وُعِدَ المتَّقونَ فيها أنهارٌ من ماءٍ غيرِ آسنٍ وأنهارٌ من لَبَن لم يتغيَّر طعمُهُ وأنهارٌ من خمرٍ لذَّةٍ للشَّاربينَ وأنهارٌ من عَسَلٍ مُصفّى ولهم فيها من كُلِّ الثَّمراتِ ومغفرةٌ من رَبِّهم“. وهكذا يعلن القرآن عن وجود أنهار ماء ولبن وخمر وعسل في الجنَّة:

أنهار من ماءٍ غير أسنٍ: يتوفّر الماء بكثرة في الجنّة، فهي روضةٌ غنّاء، لا صحراء قاحلة،لأنَّ فيها “ماء مسكوب” (الواقعة 31:56) أي كثير يجري في أنهار عديدة في الجنّة. وهو ماءٌ غير آسن.أي لا تتغيّر رائحته بل يبقى صافياً لا قدر فيه. وذكر القرآن نهر الكوثر كأحد أنهار المياه في الجنّة، وهو النّهر الّذي سيكون للنّبي محمد نفسه دون بقيّة خلق الله، كما جاء في سورة الكوثر 1:108 “إنَّا أعطيناك الكوثر”. وقد وردت أحاديث كثيرة جدّاً تتحدّث عن نهر الكوثر وروعته، منها واحد عن أنس بن مالك قال: سُئل رسول الله صلعم عن الكوثر فقال: “هو نهرٌ اعطانيهِ اللهُ عَزَّ وجلَّ في الجنَّة ترابُهُ المسكْ ماؤُهُ أبيضُ من اللَّبَنِ وأحلى من العسل ترده طيرٌ أعناقها مثلُ أعناق الجُزُرِ” قال أبو بكر يا رسول الله إنّها لناعمةٌ فقال “أَكَلَتُها أَنعَمُ مِنْها”. (مسند أحمد). وقال ابن عُمر لما نزلت “إنَّا أعطيناك الكوثر” فقال رسول الله صلعم: “هو نهر في الجنّة حافّتاه من ذهبٍ يجري على جنادل الدُّرِّ والياقوت شرابُهُ أحلى من العسلِ وأشدُّ بياضاً من اللّبن وأبردُ من الثّلجِ وأطيبُ من ريحٍ المسكِ” (مسند أحمد وأخرجه أيضاً التّرمذي وابن ماجه والدّرامي). فما أكرم الله الّذي أعطى نبيّه محمداً دون غيره من الرُّسل والأنبياء والنّاس، ولا نعرف إن كان محمد سيشارك مياه هذا النّهر الخالد مع غيره من المسلمين.

أنهار من لبنٍ لم يتغيّر طعْمُهُ: وهذا اللّبن كما يقول ابن كثير في غاية البياض والحلاوة الدّسومه، وفي حديث مرفوعٍ “لم يخرج من ضروح الماشية”. كان اللّبن وما يزال الغذاء الرّئيسي لبدو الصّحاري القاحلة، فهو بالتّالي عزيز عليهم لأنًّ فيه الحياة. لذلك كان لا بدَّ من وضع نهر من اللّبن في الجنّة، ليطمئنَّ قلب المسلم أنّه لا جوع في الجنّة، بل إنًّ اللّبن الحلو والدّسم يجري في نهر لا ينضب.

وأنهار من خمرٍ لَذّةٍ للشّاربين: سيتلذّذ المسلمون بشرب الخمر في الجنّة، وستجري أنهار الخمر إلى أبد الآبدين، ليشربوا منها مكثّرين، مع أنّها في الأرض مشروب الملاعين والكافرين، فقد جاء في المائدة 90:5 “يا أيّها الّذين آمنوا إنّما الخمرُ والميسِرُ والأنصابُ والأزلامُ رجسٌ من عمل الشّيطانِ فاجتنبوهُ لعلّكم تفلحون“. لذلك لا يشربها المسلمون، بل أنّهم يَحْرِقون محلات بيعها، وَيُعاقبون المتاجرين بها من المهرّبين. أمَّا في الجنّة فستتغيّر الأحوال تماماً، وما كان محرَّماً سيصبح حقاً شرعيّاً وجائزاً من الله. فالمؤمن الّذي صبر وترفّع عن ملذّات الدنيا الزائلة، سيكون نصيبه ملذّات الجنَّة الخالدة، ومنها خمر الجنّة، الّذي يختلف تماماً عن خمر الأرض، كما جاء في القرآن وأحاديث نبي الإسلام، فهي خمر بلا طعم كريهٍ أو رائحة مزعجة، بل هي حسنةُ المنظر والطّعم والرّائحة والفعل، كما قال ابن كثير. وجاء وصف خمرة الجنّة في عدد من آيات القرآن، مثل قوله في سورة الصّافات 45:37-47 “يطافُ عليهم بكأسٍ من معينٍ. بيضاءَ لذّةً لِلشاربين. لا فيها غولٌ ولا عنها يُنْزفون” أي أن غلمان الجنة سيطوفون على المؤمنين بكاسات الخمر التي أحضروها من الأنهار الجارية في الجنة إلى الأبد، فهي خمر باقية، بيضاء، أي لونها مشرق حسن بهي، كما يقول ابن كثير، “لا كخمر الدنيا في منظرها البشع الرديء من حمرة أو سواد أو اصفرار”. وسيتلذذ شاربوها لأن طعمها طيب كَلونِها، ولن يصاب شاربها بالصداع أو وجع البطن، كذلك لن يَسكرَ صاحبها فلن يذهب عقله. وفي سورة الطوّر 23:52 “يتنازعون فيها كأساً لا لغوٌ فيها ولا تأْثيم” أي أن من يشرب خمر الجنة لن يتكلم بكلامٍ باطلٍ أو آثم أو فاحش، لأن الله، كما ذكر ابن كثير في قوله اقتبسه عن قتاده، قد نَزَّه خمر الآخرةِ عن قاذورات خمر الدنيا وأذاها، فنفى عنها صداع الرأس ووجع البطن وإزالة العقل بالكليّة“. وقد تكرر نفس المعنى في الحديث عن الخمر في سورة الواقعة18:56-19 “بأكواب وأباريقَ وكأْسٍ من معينٍ، لا يُصَدَّعونَ عنها ولا يُنزفون”. وعند تفسيره لهاتين الآيتين، أورد ابن كثير قولاً لابن عباس جاء فيه: “في الخمر أربع خصالٍ: السكر، والصداع، والقيء، والبول، فذكر الله تعالى خمر الجنّة ونزَّهها عن هذه الخصال”. وأكد القرآن نفس المعنى في سورة المطفِّفين 25:83-26 “يُسقون من رحيقٍ مختومٍ.ختامُهُ مسكٌ وفي ذلك فليتنافَسِ المُتنافسون” والرحيق، حسب أقوال مفسري القرآن، هو من أسماء خمر الجنة، وختام شرب خمر الجنة مسك رائع لا شكْرٌ فاضح.

في حديث عن حكيم بن معاوية عن أبيه عن محمد قال: “إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحراللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد” (رواه الترمذي). وهنا حدّد محمد منابع انهار الجنة من البحر، وقد أشرنا إلى حديث الفردوس الذي يناقض هذه الرواية في تحديد منابع أنهار الجنة. وأضاف محمد أنهاراً أخرى في الجنة. ففي حديث لأبي هُرَيرة قال: “قال رسول الله صلعم سَيْحانُ وجيَحْانُ، والفُراتُ والنّيلُ، كلٌّ من أنهار الجنة” (رواه مسلم).

وأنهار من عسل مصفّى: يقول ابن كثير: “وهو في غاية الصفاء وحسن اللّون والطّعم والرّيح. وفي حديثٍ مرفوعٍ “لم يخرج من بطون النّحل“. فالعسل النّادر الوجود والغالي الثّمن في الصّحراء، سيصبح أنهاراً في الجنّة.

وفي الجنّة عيونٌ كثيرة إلى جانب أنهارها العديدة، وقد ذكرها القرآن في عددٍ من آياته. في سورة الحِجر45:15 “إن المتَّقينَ في جَنّاتٍ عيونِ” (انظر أيضاً الدخان 52:44 والذاريات 15:51 والمرسَلات 41:77)، وهذه العيون أعدّها الله ليشرب منها أهل الجنة، كما ذكر في سورة الإنسان 5:76-6 “إنَّ الأبرار يشربون من كأسٍ كان مزاجُها كافوراً. عيناً يشربُ بها عبادُ الله يفجِّرونها تفجيراً“. وكافور، كما قال ابن عباس والفراء في تفسير القرطبي هي عين ماءٍ في الجنة. مع أنَّ القرطبي نفسه كتب قائلاً: “وقيل كالكافور في بياضه وطيب رائحته وبرده، لأنَّ الكافور لا يُشرب“. فهل العين تدعى “كافور” أم أنَّ ماءها مثل الكافور، ومهما كان الجواب، فالمحصلة واحدة في حديث القرآن عن عيون للشّرب في الجنّة. وتجدر هنا الإشارة إلى قول القرآن في سورة الغاشية 12:88 “فيها عَيْنٌ جارية“. والمعنى الظّاهر لهذا النّص هو وجود عين واحدة في النّص، ولكن مفسّري القرآن وجدوا مخرجاً بالقول أنَّ الحديث هُنا يدور حول جنس العيون وليس عددها، أمّا في سورة الرّحمن، فقد ذكر القرآن أربعة عيون من عيون الجنّة، في الآية 50 “فيهِما عينانِ تجريان” أي في الجنّتين المذكورتين في الآية 46 “ولمن خافَ مقامَ ربُّه جنّتان“. واقتبس ابن كثير هنا قول الحسن البصري في أنَّ إحداهما يقال لها تسنيم، والأخرى السّلسبيل. وهذا يتّفق مع قول القرآن في سورة الإنسان 18:76 “عيناً فيها تُسمّى سَلْسَبيلاً” وفي سورة المطفّفين 27:83-28 “ومَزَاجُهُ من تسنيمٍ. عيناً يَشربُ بها المقرّبون”. والعينان الثّانيتان اللّتان ذكرتهما سورة الرّحمن في الآية 66 “عينانِ نضّاختان” لم يذكر المفسّرون لها أسماء. والّذي يهمّنا هُنا ليس غموض آيات القرآن في تحديد عدد العيون في الجنّة، بل إعلانهُ عن وجودها هناك.

يموت الكثيرون من العطش أثناء سفرهم أو ضياعهم بين رمال الصحراء القاحلة، وقليلة وصغيرة هي الواحات التي تروي عطشهم وتظِّلَلهم بأشجارها، لذلك عرف محمد بحكمته ضرورة الإسهاب في ذكر أنهار الجنة وعيونها المتفجرة بالماء وأنواع الخمر واللبن والعَسَل، فلا جفاف هناك، بل نعيم مقيم، وكان في ذلك ترغيب عظيم لاعتناق دين الإسلام من أجل الفوز بجنَّته الغنّاء.

6. صفات أهل الجنّة:

يتغيّر أهل الجنّة إلى حالِ لا مثيل له في الحياة الدنيا، فالإنسان مهما كان جمال طلعته في الأرض، إلا أنه يبقى ناقصاً وعرضةً للجوع والعطش والتعب والإرهاق والمرض. وتتقدّم به الأيام ويذوي جماله وتبطل شهوته وتتغضن بشرته ويتساقط شعره ويضعف بَصَرَهُ وتنتهي حياته بالموت.وفي الجزيرة العربيّة، حيث قسوة الحياة تحت شمس الصّحراء الملتهبة، لا بدّ وأنّ هذه المظاهر الإنسانيّة كانت حادّة في حدوثها، لذلك كان لا بدّ من عكس الصّورة في الجنّة الموعودة للمؤمنين، ولذلك استنزلت الآيات النّاطقة بصفات الكمال لأهل الجنّة، فهم أوّلاً “فيها خالدون” (البقرة 25:2 و217؛ آل عمران 107:3؛ الأعراف 42:7؛ هود 23:11؛ الأنبياء102:21 ؛ آل عمران 15:3 و136 و198؛ النّساء 57:4 وغيرها العشرات من الآيات) أي “لا يذوقون الموتَ إلا الموتَةَ الأُولى ووقاهُم عذابَ الجحيم” (الدّخان 56:44). وهم “أصْحابُ اليمينِ” (الواقعة 8:56و27و38و90و91 والمدثر39:74) وفسر ابن كثير معنى “أصحاب اليمين” بذكر حديث للنبي محمد رواه معاذ بن جبل أن رسول الله تلا هذه الآية “وأصحابُ اليمين ما أصحاب اليمين… وأصحاب الشّمال ما أصحاب الشّمال” قبض بيده قبضتين فقال (هذه للجنّة ولا أبالي وهذه للنّار ولا أبالي). لذلك قال عنهم” أصحابُ الجنةِ هُمُ الفائِزون“(الحشر 20:59). وهم “المقربون” (الواقعة11:56) و”مكرَّمون” (المعارج 35:70)، وهذا التكريم من الله الذي أدخلهم الجنة بسلام “ادخلوها بسلام آمنين” (الحِجر 46:15) فالجنة دار سلام وأمان حيث لا حرب أو اضطراب، وهكذا “لا يَمَسُّهُم فيها نَصَبٌ وما هم منها بِمُخرَجين” (الحجر48:15) كما جاء في الحديث (يقال يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تمرضوا أبداً، وأن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تقيموا فلا تظعنوا أبداً). والذي ينال هذا النعيم ينسى أحقاد الماضي “ونَزَعنا ما في صدورِهِم من غِلٍ” (الأعراف 43:7 والحجر47:15) ويصبح له الحق أن يقول عنه القرآن “إن الأبرار لفي نعيم” (الأنفطار13:82 والمطفِّفين 22:83). ووصف أهل الجنة بالأبرار يعتبر تشريفاً عظيماً لهم، مع أننا نفشل في إيجاد وسيلة وكيفية التبرير في قرآن المسلمين.

إلى جانب الصفات الوجودية والمعنوية لأهل الجنة، فإننا نقرأ في القرآن عن صفاتهم الجسدية، فيقول عنهم في سورة القيامة 22:75 “وجوهُ يومئذٍ ناضرةٌ” أي حسنةٌ بهية مشرقة مسرورة، وهذا المقام كقولِهِ “تعرف في وجوههم نضرة النعيم” (المطففين 24:83) و “لَقّاهُم نضرةً وسروراً” (الإنسان 11:76) لأنَّهُ “لا يَرْهَقُ وجوهَهُم قَتَرٌ ولا ذلَّةٌ” (يونس 26:10) فلا قَتام أو سواد على وجوههم، بل “وجوهٌ يومئذٍ مُسْفِرَةٌ. ضاحكةٌ مستبشرة” (عيسى 38:8-39) أي أن فرحهم بملذات الجنّةِ ونعيمها يظهر جليّاً على وجوههم، مثل قوله في سورة الانشقاق9:84 ” وينقَلِبُ إلى أهلِهِ مسروراً” أي فرحاً بما ناله في جنّة النعيم. ووصف محمد، جمال أهل الجنة في أحاديث كثيرة، ومما قاله في حديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلعم: “إن أول زُمرةٍ يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر. والَّذين يلونَهُم على أشَدِّ كوكبٍ دُرِّيٍّ، في السَّماءِ، إضاءَ‏ةً. لا يبولون ولا يتغوَّطونَ ولا يمتخطونَ ولا يَتْفلِونَ. أمشاطُهُم الذّهَبُ. ورشْحُهُم المسك. ومجامِرُهُم الألُوّة. وأزواجُهُم الحورُ العين. أخلاقهم على خُلُقِ رَجُلٍ واحدٍ. على صورة أبيهم آدم سِتّون ذراعاً، في السّماء“(رواه مسلم) وهكذا فإن وجوه أهل الجنّة تشع بالضوء، وطول الواحد منهم ستون ذراعاً. وقال محمد أيضاً: “يدخلُ الجنّةُ أقوامٌ أفئدتُهُم مثل أفئدة الطّير” أي أن قلوبهم رقيقة مرهفة الحسْ، لا غليظة كقلوب سكان الصحراء القاحلة، حيث لا ترحمهم الطبيعة، ولا هم يرحمون الأعداء من أصحاب ديانات أخرى أو مواقف لا تتفق مع نظرتهم للحياة.

7. بيوت الجنّة وفراشها:

يخبرنا القرآن أن المؤمنين الأتقياء لهم الجنّة خالدين فيها، ثم يبيّن لنا أن الجنّة ليست مجرد روضة أو بستان بالمفهوم المتعارف عليه، بل يوجد فيها قصور ومساكن وبيوت وخيام سيعيش داخلها المؤمنون أثناء حياتهم الخالدة في الجنّة، ووصف القرآن منازل المؤمنين في الجنّة في سورة التوبة 72:9 قائلاً: “وَعَد الله المؤمنينَ والمؤمناتِ جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهارُ خالدين فيها ومساكِنَ طيِّبة في جنّاتٍ عدنٍ ورضوان من الله اكبرُ ذلك هو الفوزُ العظيم” فهي مساكن طيّبة، أي حسنة البناء طيّبة القرار. ووصف القُرطبي هذه المساكن بقوله: “إنَّها قصور من الزبرجد والدُّر والياقوت يفوح طيبها من مسيرة خمسمائة عام“. وهكذا سينال المسلم التّقي في الجنّة قصراً مصنوعاً من الأحجار الكريمة، بدلاً من الخيام الخشنة في الصّحراء، أو بيوت الطّين في مكّة القديمة، أو بيوت الباطون المسلّح في القرن العشرين، بل قصور الزبرجد والدّر والياقوت، وهو وصف يأخذ بلباب السّامعين. وأطلق القرآن على مساكن المؤمنين في الجنّة اسم الغرف، ومفردها غُرفة، وهي العليّة المشرفة. وجاء ذلك في سورة العنكبوت 58:29 “والَّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لَنُبوَّئنَّهُمْ من الجنّةِ غُرَفاً” وفي سورة سبأ 37:34 “وهم في الغُرُفات آمنون” ففي غرف الجنّة، أي قصورها المعدة للمؤمنين يتوفر الأمان الدائم من الموت والعذاب والأمراض والأحزان، بل ومن الحروب والغزو والنهب والسَّلب والدَّمار، لأن هذه حالة بيوت الدنيا وخيامها وقصورها. ولكن القرآن يضيف إعلاناً آخر حول هذه الغرف في قوله في سورة الزُّمرَ 20:39 “لكنَّ الّذين اتقوا ربَّهُم لَهُم غُرَفٌ من فوقها غرفٌ مَبْنيّةٌ” فالغرف على مستويات مختلفة، لأن “الجنّة درجاتٍ يعلو بعضها بعضاً” كما أمد محمد ومفسّري القرآن من بعده.

إضافة إلى المساكن والقصور والغرف، ذكر القرآن وجود خيام في الجنّة، في سورة الرحمن 72:55 “حورٌ مقصوراتٌ في الخيام“، وهكذا فالحور العين مستورات في خيام الجنّة، وقد وصف محمد خيام الجنّة في حديثٍ معروف قال فيه: “إنَّ للمؤمن في الجنّة لخيمةً من لُؤلُؤةٍ واحدةٍ مجوّفةٍ. طولها سِتّون ميلاً، للمؤمن فيها أهلٌ يطوفُ عليهم المؤمن فلا يرى بعضُهم بعضاً” وفي رواية أخرى: “إن في الجنّة خيمةٌ من لؤلؤة مجوّفة عرضها ستون ميلاً في كل زاوية منها أهلٌ ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن” (رواهما مسلم والبخاري) فالخيمة ليست من وبر الإبل أو صوف الغنم، بل من اللؤلؤ الباهر الثَّمين. كذلك وصف محمد غرف الجنّة، ومما قاله: “إن أهل الجنّة ليتراءَوْنَ الغرفة في الجنّةَ كما تراءَوْن الكوكب في السَّماء” (رواه مسلم) وقال أيضاً “إنَّ في الجنّة لغرفاً يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها” فقام إعرابي فقال: يا رسول الله لمن هي؟ فقال: “لمن طيّب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلّى بالليل والنّاس نيام” فغرف الجنّة كالبلّور في جمالها وشفافيَّتها. كذلك وصف محمد أحد قصور الجنّة فقال: “إنَّ في الجنّة قصراً يقال له عَدَنٍ حوله البروج والمروجله خمسة آلاف بابٍ عند كل بابٍ خمسة آلافِ حبرة لا يدخله ـ أولا يسكنه ـ إلا نبيٌّ أو صدِّيق أو شهيد أو إمام عدل“. بل إن الجنّة كلها بناء قائم كما قال محمد في جوابه لسؤالٍ طرحه عليه بعض صحابته حيث قال: “لبنةُ ذهب ولبنةُ فضّة، وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزّعفران. من يدخلها ينعم ولا ييأس ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه“. فالجنّة جوهرة، وقصورها جواهر، وسكانها شباب دائم.

ولم يتوقف القرآن أو محمد عند ذكر مساكن الجنّة، بل وردت في القرآن مجموعة من الآيات تصف فراش هذه المساكن، كذلك تحدث محمد عن أثاث بيوت الجنة، كما كتب حجة الإسلام الغزالي: سئل رسول الله صلعم عن قوله: “ومساكن طيّبةٍ في جَنَّاتِ عَدْنٍ” قال: “قصورٌ من لؤلؤ، في كلِّ قصرٍ سبعون داراً من ياقوتٍ أحمر، في كل دارٍ سبعون بيتاً من زمرّد أخضر، في كلِّ بيتٍ سرير، على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون، على كل فراشٍ زوجة من الحور العين، في كل بيتٍ سبعون مائدةً، على كل مائدة سبعون لوناً من الطعام، في كل بيتٍ سبعون وصيفِة، ويعطي المؤمن في كل غداة ـ يعني من القوة ـ ما يأتي على ذلك أجمع“. لدينا في هذا الحديث قصوراً وبيوتاً ودوراً، أما أثاثها فهي الأسرة والفراش وموائد الطعام. وعلى الفراش تستلقي الحواري في انتظار مضاجعة الحبيب الذي لديه قوةً ربانية هائلة ليأكل ويمارس الجنس بلا حدود. وأكثر ما يلفت النَّظر في هذا الحديث هو ذكر الوصيفات، مما يعني أنه حتى في جنَّة النَّعيم يوجد إماءٌ وجواري لخدمة المؤمن من المسلمين.

يتكون أثاث مساكن الجنة بشكل خاص من السُّرر والفراش والأكواب وصحاف الذهب، وهي الحاجات المطلوبة لأهم أعمال الأتقياء في الجنّة: أي تناول الطّعام والشّراب وممارسة الجنس “دَحَماً دَحَماً” أي بقوة وثبات كما قال محمد. نقرأ في سورة الحجر 47:15 ” أنَّ المتقين على سُرُرٍ متقابلين” وظاهر معنى النّص أنَّ جميع الأتقياء سيستمتعون بالتّمدّد على سُرر غرف الجنّة، ولكن ابن كثير في تفسيره حَصَرَهُم في عشرة أشخاص هم: “أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة، والزُّبير وعبد الرحمان بن عوف، وسعد بن أبي وقّاص وسعيد ابن زيد وعبدالله بن مسعود”. ولكنّه لمّا فسّر نفس العبارة في سورة الصّافات 44:37 “على سُرُر متقابلين” جعلها تتحدّث عن جميع أتقياء الجنّة الّذين ينظر بعضهم إلى بعض وليس إلى قفا بعض. ووصف هذه السُرر أنّها “مصفوفةٍ” (الطّور 20:52) أي وجوه المتّكئين عليها بعضها إلى بعض، كما فسّرها ابن كثير، الذي أورد هنا حديثاً للنبي محمد قال “أن الرَّجُل ليتكئ المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتجول عنه ولا يُملَّهُ، يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه“. وفي رواية عن ثابت قال: “بلغنا أن الرجل ليتكئ في الجنّة سبعين سنة عنده من أزواجه وخدمِهِ، وما أعطاه الله من الكرامة والنَّعيم، فأذا حانت منه نظرةً فإذا أزواج له لم يكن رآهنَّ قبل ذلك، فيقلن قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيباً”. وهكذا يتنعم المؤمن مستلقياً على السرير أربعين أو سبعين سنة، له ما يشتهي من الطعام والنساء والخدم. بل إن نساءه يتزايدن باستمرار دون معرفته. فالله يريد له نعيم فوق نعيم. كذلك فإن أسرَّةِ الجنَّة “موضونة” (الواقعة 15:56)أي منسوجة ومضفورة بالذهب واللآلئ. وهي سرر “مرفوعة” (الغاشية 13:88) أي عالية ناعمة كثيرة الفرش ومرتفعة السُّمك. (نظر الواقعة 34:56). ووصف الفرش الذي على السرر والأرائك قائلاً “متكئين على فُرُشٍ بطائنها من إسْتبَرْقٍ” (الرحمن54:55) أي الديباج المزين بالذّهب. وعلى الأسرة أيضاً “رفرف خُضرٍ وعبقريٍ حسان” (الرحمن 76:55) وهنا أورد ابن كثير عدة معاني للرفرف والعبقري نظراً لعدم اتفاق الرواة والمحدِّثين على المعنى، ومما قاله: الرَّفرف: المحابس المتدلي أو الوسائد أو رياض الجنّة.

العبقري: الزرابي أو الديباج أو بُسُط أهل الجنَّة أو المرافق أو ثياب أهل الجنَّة أو الطنافس المحملة إلى الرَّقة أو الثوب الموَّشى… الخ.

إضافة إلى السُرُرْ، استخدم القرآن كلمة “أرائك” حيث يتكئ الأتقياء في الجنَّة (أنظر يس 56:36 والإنسان 13:76 والمطففين 23:83و35) وفسر ابن كثير كلمة أرائك بالسُّرر تحت الحجال، وأحدها أريكة، وهو السَّرير في الحجلة أو الفرش فيها.

ومن فرش الجنَّة أيضاً ذكر القرآن في سورة الغاشية 14:88-16 “وأكواب موضوعَةٌ. ونمارِقُ مصفوفَةٌ وزرابي مبثوثَةٌ“. والنمارق هي الوسائد، والزرابي هي البسط المفروشة. أما الأكواب فهي أواني الشرب المصفوفة لمن أرادها من أصحابها ليشرب من أنهار الخمر واللبن والعسل. وإلى جانب الأكواب توجد “صحافٌ من ذهب” (الزخرف 71:43) و”أباريق” (الواقعة 18:56) و”آنيةٍ من فِضَّة” (الإنسان 15:76) و”قوارير” (الإنسان 15:76و16). وكلّها آنية من الذهب والفّضة والحجارة الكريمة، وقد تعدّدت الرّوايات في وصف جمالها وذكر عددها وأحجامها، وهي لخدمة أهل الجنّة وإشباعهم.

8. ملابس أهل الجنّة:

منع محمد المسلمين من لبس الحرير، ومنع الرّجال خاصّةً من لبس الذهب، وورد في الصّحاح أحاديث كثيرة للنّبي بهذا المعنى، ومنها قوله: “من لبس الحرير في الدّنيا لم يلبسه في الآخرة” وقال “هي لهم في الدّنيا، ولكم في الآخرة”. وعن البراءِ بن عازب قال: “أمرَنا النّبيّ صلعم بسبعٍ ونهانا عن سبع أمرنا باتّباع الجنائز وعيادة المريض وإجابة الدّاعي ونصر المظلوم وإبرار القسم وردّ السّلام وتشميتِ العاطس ونهانا عن آنية الفضّة وخاتم الّذهب والحرير والدِّيباج والقسِّيِّ والإسْتَبْرَق” أي أنَّ محمد منع المسلمين من لبس خواتم الذّهب ومن ارتداء ملابس الحرير أو حتّى المخطّطة بالحرير أو ما غَلُظَ من الحرير. وفي هذا الحديث نجد أنَّ المنع شاملاً للمسلمين من الرّجال والنّساء. ولكن في سنن التّرمذي وأيضاً في سُنن النّسائي نقرأ عن أبي موسى الأشعري أنَّ رسول الله صلعم قال: “حُرِّمَ لباسُ الحرير والذّهب على ذكور أمّتي وأُحِّلَ لإناثَهم” (وقال أنّه حديث حَسَنٌ صحيح). أي أنًّ لبس الذّهب والحرير حلال للنّساء، وهذا يناقض حديثاً للنّبي ورد في صحيح مسلم والبخاري وكذلك أخرجه النّسائي وأبو داود ومالك وابن ماجه. جاء فيه عن خليفة بن كعبٍ أبي ذبيانَ قال: “سمعت عبدالله بن الزُّبير يخطُبُ يقول: ألا لا تُلبسوا نساءَكم الحرير فإنّي سمعتُ عمر بن الخطّاب يقول: قال رسول الله صلعم “لا تلبسوا الحرير فإنًّه من لبسَه في الدُّنيا لم يلْبِسْهُ في الآخرة” وأيضاً “الذّهب والفضّة والحرير والدّيباج هي لهم في الدّنيا ولكم في الآخرة” (رواه البخاري).

ولا يوجد لدينا تعليل منطقي لمنع لبس الذّهب والحرير، فهي من خيرات الله للنّاس خلقها ليستخدمونها، ولكن يبدو أنًّ طفولة الحِرمان والشّقاء الّتي عاشها نبّي الإسلام، وكذلك لكون اتباع محمد الأوائل كانوا على الأغلب من الفقراء والعبيد، فكان لا بدّ من إيجاد أحاديث تعدهم بالحرير والذّهب في الجنّة، وبالتّالي جعلها محرّمة في الحياة الدّنيا. مع ضرورة الإشارة هنا إلا أنَّ المسلمين لم يهتّموا بوضع التّواريخ عندما وضَعوا ما يسمّى بعلم الحديث.

في جنَّة النَّعيم والملذّات، سيلبس أتقياء المسلمين أبهى وأجمل الملابس المرصعة بالؤلؤ والجواهر وسيضعون في أيديهم أساور وخواتم الذهب، نقرأ في سورة الكهف31:18 “يُحلّونَ فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خُضراً من سُنْدُسٍ وإستبرقٍ” وفي الحج 23:22 “يحلّون فيها من أساورَ من ذهبٍ ولؤلؤاً ولباسُهُم فيها حريرٌ” (انظر فاطر 33:35 والدخان 53:44 والإنسان12:76) وهكذا سيتزين الأتقياء بِحِلِيٍ من أساور الذهب ويلبسون الحرير بأنواعه الرفيع كالقمصان أو الغليظ كالديباج اللامع البرّاق. ولكنه في سورة الإنسان 21:76 يقول “عالِيهمُ ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٍ وإستبرَقٌ وحُلُّوا أساورَ من فضةٍ” أي أن الأساور من فضة، وليس من ذهب كما قال في جميع المواضع الأخرى، وللخروج من المأزق قال المفسرون إن أساور الذَّهب للمقرَّبين وأساور الفضَّةِ للأبرار، وبذلك زادوا المشكلة بدلاً من حَلِّها، لأنهم عززوا هُنا فكرة التمييز بين النّاس في الجنة، وكذلك أشاروا إلى أن الأبرار ليسوا من المقرّبين.

وقال محمد عن ملابس أهل الجنة وزينتهم “مسورونَ بالذهبِ والفضَّةِ مكللة بالدر، وعليهم أكاليل من درٍ وياقوت متواصلة، وعليهم تاج كتاج الملوك، شباب جرد مرد مكحولون“. ومما قاله أيضاً “تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء” وقال كعب الأحبار: إن في الجنةِ ملكاً لو شئت أن أسميه لسميته يصوغ لأهل الجنة الحلي منذ خلقه الله إلى يوم القيامة لو أبرز قلب منها ـ أي سوارٍ منها ـ لرد شعاع الشمس كما ترد الشمس نور القمر“. فما أكثر زينة أهل الجنّة لدرجة جعل المسلمون ملاكاً في الجنة يصوغها لهم. وأضاف قائلاً: “إن عليهم التيجان إن أدنى لؤلؤة فيها تضيء ما بين المشرق والمغرب“. وقال عن نساء الجنة “على كل زوجة سَبْعون حِلَّه“، أي أن الواحدة منهن تلبس سبعين قطعة من زينة الجنة، فيا له من نعيم.

9. طعام وشراب أهل الجنّة:

تمتلئ جنة المسلمين بالطَّعام والشَّراب، فهي لَيْسَت الصحراء العربيّة القاحلة، بل جنة الله الزّاخرة بألوان الشّراب والطّعامِ “مما يشتهون” (الطور 22:52 والمرسلات 42:77)، فلا مجاعة أو شُحٌّ، بل هناك شبعٌ ووفرة بلا حدود، وذلك لأن “أكلها دائمٌ” الرعد(35:13) و”لَهمُ رزقُهُم فيها بُكرة وَعشِيّاً” (مريم 62:19) حيث أنهم “كلما رُزِقوا منها من ثمرةٍ رزقاً قالوا هذا الذي رُزِقنا من قَبْلُ” (البقرة 26:2) فرِزق الجنة متتابع التدفق على المؤمنين، فكما قال الله لآدم عندما وضعه في الجنةِ “إنَّ لك ألا تجوع فيها ولا تَعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تَضْحى” (طه 118:20-119) هكذا سيكون حال جميع أهلا لجنة الموعودة. “جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس في صلاة الكسوف، وفيه قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئاً من مقامك هذا، ثم رأيناك تكعكعت، فقال “إني رأيتُ الجنة ـ أو أريت الجنة ـ فتناولت منها عُنقوداً، ولو أخذتُه لأكلتم منه ما بَقِيتِ الدنيا“. وعن عتبة بن عبد السلمي أنَّ إعرابياً سأل النبي عن الجنةِ، فقال: فيها عنبٌ؟ قال(نعم) قال: فما عِظمَ العنقود؟ قال “مسيرة شهرٍ للغراب الأ بقع ولا يفترُ” (رواه أحمد). وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلعم” يأكُلُ أهل الجنةِ فيها ويشربون، ولا يتغوَّطونَ ولا يَتمخَطونَ ولا يبولون ولكن طعامُهُم ذاك جشاءٌ كَرَشحِ المسكِ. يلهمونَ التسبيحَ والحمد. كما يُلهمون النَّفس” (رواه مسلم) وما يأكله أهل الجنة يكون باختيارهم، فمهما طلبوا وجدوا، وأحضره لهم الخدم كما أرادوا “يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشرابٍ” (ص 51:38). وتكرر ذكر فاكهة الجنة الكثيرة. ليطمئن بال المؤمنين من الشَّبع في الجنة. “لكم فيها فاكهةٌ كثيرة منها تأكلون” (الزخرف 73:43 . أنظر أيضاً الواقعة 32:56 والدخان 55:44 ويس 57:36 والمرسلات42:77 والواقعة20:56 والرحمن 52:55). وذكر القرآن بعض أنواع هذه الفواكه “فيها فاكهة ونخلٌ ورمان” ( الرحمن 68:55) و”أعناباً” (النبأ32:78). وسيأكل أهل الجنة أيضاً أنواعاً من اللحوم “وأمددناهُم بفاكهةٍ ولحمٍ مما يشتهون” (الطور22:52)، وذكر لحم الطير بشكل خاص “ولحم طيرٍ مما تشتهون” (الواقعة 21:56). قال ابن مسعود قال رسول الله صلعم: “إنَّكَ لتنظر إلى الطيرِ فتشتهيهِ فيخرُ بين يديك مشوياً“. وَرُوِيَ عن محمد أحاديث أخرى عن طيور الجنّة وجمالها ونعومتها ولذة طعمها، وكيف تعود إلى الحياة بعد أكْلِها.

إلى جانب الطعام الكثير، سَيَتوفر لأهل الجنة أنواع الشراب اللّذيذ، من خمر ولبن وعسلٍ وماء، وهو ليس مثل شراب الأرض، بل “شراباً طهوراً” (الإنسان 21:76)، أي سيعملُ على تطهير المؤمنين من أنواع الحسد والحقد والغل والأذى وسائر الأخلاق الرَّديئة. وأكثر أنواع الشّراب التي ذكرها القرآن هي الخمر، فالمؤمنون سيشربون من “كأسٍ مِنْ معين” (الواقعة 18:56)، أي خمرٍ جارية من نبعٍ لا ينقطع. و”يُسقون من رحيقٍ مختوم” (المطففين 25:83) والرحيق، كما يقول مفسرو القرآن، هو من أسماء الخمر. كذلك “ويُسقونَ فيها كأساً كان مزاجه زنجبيلاً” (الإنسان 17:76) ويقول الجلالان في تفسير هذه الآية: “ماؤها كالزَّنجبيل الذي تستلذ به العرب“، وتوسع القرطبي في تفسيره قائلاً: “كانت العرب تستلذ من الشراب ما يمزجُ بالزَّنجبيل لطيب رائحته، لأنّهُ يحذو اللسان، ويهضم المأكول، فَرَغِبوا في نعيم الآخرة، بما اعتقدوه نهاية النِّعمة والطيب”. نجد هنا أن كُلاً من الجلالين والقرطبي يعترفون بأن الصور الحسية عن شراب الجنة اللذيذ كانت وسيلة لإغراء الناس باعتناق الإسلام. ويخبرنا القرآن حول خمر الجنَّةِ بأن “مِزاجُهُ من تسنيم. عيناً يشر بها المُقرَّبون” (المطففين 27:83-28)، أي أن شراب المقربين من أهل الجنة سيكون من عين تسنيم، وهو أشرف شراب أهل الجنّة كما يقول ابن كثير. لذلك يقول القرآن مشجعاً “كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون” (الطور 19:52).

10. حور العين ونساء الجنَّة:

اعترف محمد في أحاديثه الكثيرة بمحبته وولعه بالنساء، فقد كان رجلاً مزواجاً. ولذلك احتلت النساء مكاناً بارزاً في حياته، كما في حياة أتباعِهِ من الصحابة. ولمعرفته بمدى تأثير شهوة الجنس على الرّجال، فإنه اجتهد في وصف جمال نساء الجنّة، وهو بذلك دغدغ مشاعر وشهوات الرّجال بقوة. فمل أسهل أن يَضْعَف الرجل الذي تحكمه شهوته أمام جمال امرأة جذّابة، فيذهب عقله ويلتهب، بل ويتَحْرقُ شوقاً لمضاجعتها، وهذا بالضبط ما قاله محمد. لذلك جاءت أوصاف القرآن لحوريات الجنّةِ في غاية الإثارة. ومن أجل زيادة الترغيب، استرسل محمد في الحديث عنهنَّ بما يلجم اللسان ويصعق العقل وَيُجْمِحُ الخيال. وهكذا احتل وصف الحوريات مكاناً كبيراً في الحديث عن جنّة النعيم، لدرجة يمكن وصفها بجنة الجنس الدائم والإحليل القائم.

ذُكرت نساء الجنة في القرآن أولاً في سورة البقرة 25:2 “ولهم فيها أزواجٌ مطهرَةٌ” وتكرر هذا القول في آل عمران 15:3 “وأزواجٌ مطهرةٌ” وفي النساء 57:4 “لهم فيها أزواجٌ مطهرةٌ“. وأورد ابن كثير في تفسيره أقوال ابن عباس ومجاهد وقتادة في تفسير كلمة مطهرة، فيقول: “مطهرة من القذر والأذى. ومن الحيضِ والغائط والبول والنخام والبزاق والمنى والولد. ومطهره من الأذى والمأثم، فَلا حيض ولا كلف“. وهذه أوصاف كمالٍ لأنثى يعشقها الرّجال، لأنها تخلو من كل أنواع الوسخ. وتمتاز هذه الزوجات أيضاً بأنَّهُن “قاصرات الطرف عينٌ، كأنَهُنَ بيضُ مكنونٌ ” (الصافات 48:37و49. أنظر أيضاً ص 52:38 والرحمن 56:55) أي قصرن طرفهنُّ على أزواجهن، فلا يَنْظُرْنَ إلى غيرهم من الرجال، فهن حسان الأعين عفيفات لا ينظرن إلى غير أزواجهن. وهذه الصَّفة تروق جداً لكل رجلٍ لا يثق بزوجته ويخاف منها الخيانة، خصوصاً الرجال الجِلاف وغير الدَّمثين وناقصي الرجولة، وما أكثر أمثال هؤلاء الرجال. لذلك فإن أمثالهم يجدون عزاءً في هذه الأقوال المغرية عن نساء الجنّة المُخْلِصات. اللواتي “لم يطمثهنَّ إنسٌ قبلهم ولا جانٌ” (الرحمن 56:55و74) أي أن تلك النساء لم تمارس الجنس مع أي رجلٍ من الإنس أو الجان، فهن مخلوقات ومهيئات بالتمام لأزواجهن. وهذه صفة محببة جداً على قلوب الرجال، لأن الواحد منهم يريد الزوجة خالصة له دون أن تنكشف على الآخرين، حتى ولو كانوا أزواجاً سابقين لها وافترقت عنهم بالموت أو بالطلاق.

واكثر اسمٍ متداول بين المسلمين عن زوجات الجنة هو الحوريات ، حيث وصفهن القرآن بأنهن حور عين كما جاء في أربع آياتٍ في القرآن: في الدخان54:44 “وزوَّجناهِمُ بحورٍ عينٍ” والطور 20:52 “وزوجناهمُ بحورٍ عينٍ” والواقعة 22:56-23 “وحورٌ عينٌ. كأمثالِ اللؤلؤ المكنون” والرحمن 72:55 “حورٌ مقصوراتٌ في الخيام“. والحور العين هي الشديدة سواد العين وشديدة بياض العين. وقد جاء وصف باهر لجمال حور العين، عن أنس ابن مالك عن محمد قال فيه: “ولو أنَّ امرأةً من أهل الجنّة اطَّلَعَت إلى أهل الأرضِ لأضاءت ما بينهما ولملأتهُ ريحاً وَلَنَصيفُها على رأسِها خيرٌ من الدُّنيا وما فيها “(رواه البخاري). ويقول الشيخ محمد الغزالي: “الحور العين هنَّ بنات آدم بعد صوغهن في قوالب أخرى تجعل العجائز شوابٌّ والدميمة وسيمة! أو هنَّ خلقٌ آخر يبدعه الله في صور فتياتٍ ساحرات العيون يستمتع بهنَّ أهل الجنة“. وهكذا حدد الشيخ الغزالي دور الحور فقط للاستمتاع بهن، وهذه المتعة الجنسية الدائمة هي أقصى غاية يرجوها المسلم من إيمانه بدين محمد، فهي متعة تفوق الخَيال، ولا مثيل لها في الأساطير. وفي تفسير القرطبي لقول القرآن في سورة الرحمن 72:55 “حورٌ مقصوراتٌ في الخيام” أورد حديثاً رواه أنس قال: “قال النبي صلعم: مررت ليلة أسْريَ بي في الجنةِ بنهرٍ حافَتاهُ قباب المرجان فنوديت منه السلام عليك يا رسول الله. فقلت: يا جبريل من هؤلاء قال: هؤلاء جوارٍ من الحور العين استأذنَّ ربهنّ في أن يسلمنَ عليكَ فأذن لَهُنَّ فقلن: نحن الخالداتِ فلا نموت أبدأً ونحن الناعمات فلا نبؤس أبداً ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً أزواج رجال كرام” ثم قرأ محمد صلعم “حورٌ مقصورات في الخيام” أي محبوساتٍ حبس صيانة وتكرمة“. فالحور كما وصفهن محمد هنا خالدات، فلا يمتن ولا تتقدم بهن الأيام، وهن ناعمات، أي ذوات أجساد أنثوية غاية في الإغراء، وهن راضيات، فلا يتذمرن على نصيبهن من الرجال، فالمهم هو متعة الرجل، لأن هذه هي غاية الله من خلق الحوريات. نلاحظ هنا وصف الحوريات أيضاً بأنهن “مقصورات في الخيام” أي محبوسات ومستورات في خيامهن ولا يحق لهن الطواف في حقول الجنّة وطرقاتها، فهذا الحق للرجال فقط. وهكذا سيبقى دور المرأة في الجنة كدورها في الأرض: الجنس ومتعة الرجال. فالزوجة “كأمثال اللؤلؤ المكنون” فهن في صفاء الدر الذي لم تمسه الأيدي، بل يقبعن في بيوتهن ليمتعن أزواجهن بهنَّ.

وجميع نساء الجنّة متساوياتٍ في الأعمار والجمال، لقول القرآن أنهن “أتراباً” (ص 52:38 والواقعة37:56 والنبأ 33:78). ويتفق معظم مفسري القرآن على أن كلمة “أتراباً” تعني في سن واحدة وهو ثلاث وثلاثين سنة، أي أنهن على ميلاد واحد. وهنَّ أيضاً “عُرُباً“، وقد اختلف المفسرون في هذه الكلمة، ومما قالوه: كلامُهنَّ عربي، والمرأة الغنجه، أو حسنات الكلام، أو المتحببات إلى أزواجهنَّ، فالعروب تبين محبتها لزوجها بشكل غنجٍ وحسن كلام. وقيل: أنها الحسنة التبعل لتكون ألذ استمتاعاً. ويصف القرآن نواهد الحوريات بكلمة “كواعب“، أي أنَّ نواهدهن لم يتدلَّين، فالحورة ناهد مثل العذارى، مما يزيد متعة ولذة الجماع. ويقول القرآن أيضاً في وصف زوجات الجنّة بقوله: “كأنهّنَّ الياقوتَ والمرجان” (الرحمن58:55). عن أبي سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلعم في قوله تعالى “كأنهن الياقوت والمرجان” قال: “تنظر إلى وجهها في خدرها أصفى من المرآةِ وإن أدنى لؤلؤه عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب وإنه يكون عليها سبعون ثوباً ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك” (رواه البخاري ومسلم) فيا له من جمالٍ يسحر الألباب، ويفقد المسلم الصواب.

عن الحسن قال: أتت عجوز فقالت يا رسول الله أدع الله تعالى أن يدخلني الجنّة فقال: “يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز” قال فولَّت تبكي قال: “أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول “إنَّا أنشأناهُنَّ إنشاءً، فجعلناهُنَّ أبكاراً“.وقد أورد ابن كثير هذا الحديث في تفسيره لما جاء في سورة الواقعة 35:56-37 الذي أورده محمد في حديثه، وتفسير النص هو أن جميع النساء من عجائز أو صغار السّن سيرجعن أبكاراً في الجنة، فالمرأة الثيب تعود عذراء لتمتع زوجها بها بلا انقطاع. عن أنس بن مالك قال: “هن العجائز العمش الرمص كنَّ في الدنيا عمشاً رمصاً“. ويضيف القرطبي في تفسيره: وقال المسيب بن شريك: قال النبي صلعم في قوله: “إنَّا أنشأناهنَّ إنشاءً” قال: “هنَّ عجائزَ الدنيا أنشأهنَّ الله خلقاً جديداً كلما أتاهُنَّ أزواجهنَّ وجدوهِنَّ أبكاراً. فلما سمعت عائشة ذلك قالت: واوَجعاه! فقال لها النبي صلعم: ليس هُناك وجع“. وعن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلعم “إنَّ أهل الجنة كلما جامعوا نساءهم عدن أبكاراً“. وقال ابن عباسٍ: “إن الرجل من أهل الجنة ليعانق الحوراء سبعين سنة، لا يملها ولا تمله. كلما أتاها وجدها بكراً، وكلّما رجع إليها عادت إليه شهوته، فيجامعها بقوة سبعين رجلاً، لا يكون بينهما مني، يأتي من غير مني منه ولا منها” فلا يوجد أعزب في الجنة، كما روى البخاري عن محمد، بل جنس بلا انقطاع لجميع العباد، وهذا تماماً ما جاء في يسن55:36 “إنَّ أصحابَ الجنّةِ اليومَ في شغلٍ فاكهون” أي أنهم فرحون يتمتعون في إفتضاض الأبكار، كما قال معظم المفسرين.

لم يذكر القرآن نصيب كل رجل من حوريات الجنّة، بل جاء ذكر عددهن في الحديث: عن أبي هريرة قال: قال النبي صلعم: “… وإن له من الحور العين اثنتين وسبعين زوجةً سوى أزواجه من الدنيا” (رواه أحمد). وأورد ابن كثير في تفسيره لآية “حورٌ مقصورات في الخيام” عن أبي سعيد عن النبي صلعم قال: “أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية وصنعاء“. ويدل هذا الحديث على أن عدد الحوريات لا يتوقف عندأربعين أو اثنتين وسبعين حورية، فهذا العدد نصيب صاحب أدنى درجة في الجنّة، وبالتالي كم يكون نصيب أصحاب الدرجات العليا؟!.

ومع أن جميع آيات القرآن وأحاديث محمد تربط بين النساء وممارسة الجنس في الجنّة، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لواحدٍ من صحابة محمد الذي قال: “يا رسول الله أيباضع أهل الجنّة؟ قال: “يعطى الرجل منهم من القوة في اليوم الواحد أفضل من سبعين منكم“. وعن أنس قال: قال رسول الله صلعم “يعطى المؤمن في الجنّة قوة كذا وكذا في النساء، قلت: يا رسول الله ويطيق ذلك؟ قال: يعطى قوة مائة” (رواه أبو داود والترمذي). وعن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنّة؟ قال: “إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء” رواه ابن كثير في تفسير الواقعة 35:56. أيضاً عن أبي هريرة عن رسول الله صلعم أنه قال له.أنطأ في الجنّة؟ قال “نعم، والذي نفسي بيده دحماً دحماً، فإذا قام عنها رجعت مطهّرة بكراً“. وأحاديث محمد تطول في وصف لذة جماع النساء في جنة المسلمين، ولذا نكتفي بما ذكرناه لنبين حقيقة هذه الجنّة التي جعلها محمد مكاناً لممارسة الجنس بلهفةٍ لا نظير لها، إلى جانب شرب الخمر وغيره من الشراب.

11. وِلدان الجنّةِ وغلمانها:

يتابع القرآن وصف نعيم وملذات أهل الجنّة، وذلك بإخبارنا عن وجود عدد هائل من الخدام المميزين الذين سيخدمون كل رجل من المسلمين الذين سيفوزون بجنة النعيم. وهؤلاء الأرقاء، كما يقول الجلالان، هم غلمان أو أحداث صغار السن وصفهم القرآن في قوله في سورة الطور 24:52 “ويطوف عليهم غلمانٌ لهم كأنهُمُ لُؤلؤٌ مكنون ” وفي الواقعة17:56 “يطوف عليهم ولدان مخلَّدون” وفي الإنسان 19:76 “ويطوف عليهم ولدان مخلَّدون إذا رأيتهم حسبتهم لُؤلؤاً منثوراً“. لذلك فإن إتمام سرور ونعيم أهل الجنّة، كما يقول القرطبي، لا يتم إلا باحتفاف الخدم والولدان بالإنسان. أي أن نعيم الجنة في رأي المسلمين، لا يكتمل إلا بوجود هؤلاء الأولاد في خدمة أهل الجنّة من الرجال، ومع أن القرآن حدد خدمة هؤلاء الأولاد بجلب كؤوس الشراب المختلف ليناولها للرجال. إلا أن بعض الرواة والمفسرين وسعوا خدمتهم بحيث تشتمل على الجنس، أي أن اللواط الذي كان محرماً على أهل الدنيا، سيصبح حلالاً في الجنة، لكي يستطيع الرجال مضاجعة الأولاد الذين ووضعهم الله من أجل إتمام لذّة المتَّقين. كيف لا وصفات هؤلاء الأولاد في غاية الحسن والجمال. فهم أولاً غلمان أو وِلدان مخلَّدون: فهم شباب صغار السن على صفة واحدة وفي سن واحدة على مر الأزمنة، أي باقون على ما هم عليه من الشباب والغضاضة والحسن، لا يكبرون ولا يشيبون ولا يتغيرون ولا يهرمون ولا يموتون. وهم ثانياً مثل اللؤلؤ المكنون، في غاية الحسن والبياض وصفاء اللون مثل اللؤلؤ المصون في الصَّدف في حسنهم وبهائهم ونظافتهم وحسن ملابسهم. وهم ثالثاً كاللؤلؤ المنثور، فهم كالدرر المتناثرة، يذهبون ويجيئون في حركة سريعة لخدمة سادتهم من رجال الجنّة. عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلعم: “ما مِنْ أحدٍ من أهل الجنّة إلا يسعى عليه ألف غلام كلَّ غلامٍ على عملٍ ليس عليه صاحبه” ( أورده القرطبي في تفسير الطور 24:52). ويحتار العقل في التفكير بألف نوعٍ من الخدمة يحتاج إليها كل رجلٍ من رجال الجنّة، ويقوم هؤلاء الغلمان بالقيام بهذه الخدمات وهم سعداء بذلك، فَعَن عائشة قالت: قال النبي صلعم: “إنَّ أدنى أهل الجنّة منزلة من ينادي الخادم من خدمه فيجيبه ألفٌ كلهم لَبيِّكَ لبيِّكْ” (رواه القرطبي في تفسيره). وقيل عنهم مسوّرونَّ ومقرّطون،أي يلبسون الأساور في أيديهم والأقراط في آذانهم لأن ذلك يليق بهم كونهم صغار السِّن. وقد اختلف المفسرون والرواة المسلمين في تحديد هوية هؤلاء الأولاد، ومما قالوه:

هم الأطفال من أولاد المسلمين الذين سبقوهم إلى الجنّة.

هم من أخْدَمَهُمُ الله تعالى إياهُم من أولاد غيرهم.

هم غلمان خلقوا في الجنّة لخدمة أهل الجنّة من غير ولادة.

هم أولاد المشركين الذين ماتوا صغاراً بدون ذنوب أو حسنات، وهم خدم أهل الجنة.

هم ولدان المسلمين الذين يموتون صغاراً ولا حسنة لهم ولا سيئة.

يحتار العقل أمام هذه التعاليم الإسلامية عن وجود أولادٍ لخدمة أهل الجنّة، فهل يعقل مثل هذا الكلام، وكيف يمكن لعاقل أن يقبل بمثل هذا الوصف لجنةٍ خدامها أطفال؟ وما الحكمة من مثل هذه الخدمة في جنّةٍ تخلو من العوز والاحتياج؟ ثم أيُّ تَقِيٍ يمكن أن يقبل فكرة تحليل الشّذوذ في جنة الله؟! وحول هذا السؤال بالتَّحديد نشرت مجلة “حريتي” المصرية بتاريخ 19/4/1992م وعلى صفحتين كاملتين(24و25) حواراً ساخناً بين الكاتب الإسلامي الكبير الشيخ جلال كِشِّك ولجنة الفتوى في الأزهر، وكان موضوع الحوار هو الممارسات الجنسية في الجنة، حيث أكد الشيخ كشِّك أن المسلمين في الجنّة سوف يكونون في حالة انتصاب دائم، أمّا فقهاء الأزهر فلم ينفوا قول الشيخ ولم يؤكدوه، وإن أبدوا بعض الشكوك في موضوع الديمومة. وأكد الشيخ كشِّك أن غلمان الجنة سوف يكونون “مقرطين ومُسوَّرين“ أي أنَّهُم سيلبسون الأساور والأقراط، وسيكونون من حظ ونصيب ذكور الجنة ليستمتعوا بهم كما يشاؤون ؟! ويقول الشيخ كِشِّك أيضاً أنه “من الخطأ تقييم الحياة الأخرى بمقاييس وأحكام هذه الحياة التي نعيشها، فهذه دار العمل الصالح والطالح” وأنَّ “كل المحرمات في هذه الأرض تسقط في الآخرة“. وقد أورد كشك هذه الأقوال في سياق حديثه عن ممارسة الجنس في غلمان الجنّة. فالمسلم لن يتمتع فقط بالحوريات بل أيضاً بالغلمان، فجمالهم الأخّاذ ورقتهم ونعومتهم تشكل مصدراً لشهوتهم، ولا إثم على الرجل في مضاجعتهم في دار الخلود. فإن كانت هذه صورة جنة المسلمين، فلماذا نلوم المنحرفين؟ ثم ألا تكفي الحوريات لإشباع شهوة رجال الجنة؟ وهل سيجدون وقتاً لشكر ربهم على هذا النعيم؟!

12. كلام أهل الجنّة وأمنياتهم:

رأينا إطناباً في وصف جمال الجنّة وأنهارها وشرابها وطعامها ونسائها وولدانها، وهذه الأوصاف والمسّرات تجعلنا نعتقد أن القرآن يزخرُ بصلواتِ الحمد والتسبيح والتمجيد التي سيرفعها أهل الجنة لله بسبب ما هم فيه من نعيم، ولأن الله يستحق ذلك من المتّقين، ولكننا نصاب بخيبةٍ كبيرةٍ عندما نكتشِفُ أنَّ الجملة الوحيدة التي تحتوي على دعاءٍ سيرفع لله في الجنّة هي ما جاء في سورة النساء 10:10 “دعواهُم فيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وتحيَّتهُم فيها سلامٌ وآخِر دعواهمُ أنَّ الحمدُ للهِ رَبَّ العالمين” وجملةُ حمدٍ لله، ولكنها لا تخاطب الله مباشرةً في سورة الزُّمر 74:39 “وقالوا الحمدُ للهِ الذي صَدَقَنا وعَدهُ وأوْرثَنا الأرضَ نتبوَّأ مِنَ الجنّةِ حيثُ نشاءُ فَنَعْمَ أجرُ العامِلين“. لذلك يحق لنا أن نتساءَل:

ما هو سِرُّ هذا الصمت؟

فهل هو هذا ما يستحقه الله من المؤمنين الأتقياء؟

أم أنَّ صلواتهم في الجنة أقدس وأجّل من إعلانِها في القرآن؟

أم أنَّ السبب الحقيقي هو حقيقة جنّة المسلمين كما وصفها القرآن، فهي جنّة الملذات والمسَرات والشهوات والطعام والشراب والجنس مع الحوريات الفاتنات، وبالتالي لن يجد الأتقياء وهم في هذا النعيم أيَّ وقت فائضٍ لديهم ليرفعوا ترنيمة شكر أو تسبيحه أو صلاة أو حتى دعاء لرب العالمين. ونُصدَم عندما نقرأ تفاسير المسلمين للدُّعاء اليتيم الذي سيقوله الأتقياء في الجنّة، وذلك عندما نجدهم يقولون في تفاسيرهم أنَّ “دعواهم فيها سبحانكَّ اللهُمَّ” يرتفع من حناجرهم عندما يريدون طعاماً أو عندما يمر طيراً فيشتهونَهُ. ومع أنَّ محمد قال في أحاديثه “إنَّ أهل الجنّة يلهمون التسبيح والتحميد كما تُلهمونَ النَفَسَ (رواه مسلم وأحمد) إلاّ أنَّهُ لم يخبرنا بمضمون التكبير والتسبيح والحمد.

ولكن أهل الجنّة سيتبادلون الكلام فيما بين أنفسهم، وكذلك سيتحدّثون مع أهل النّار؟!.وقد سجل لنا القرآن حوار أهل الجنّة مع أهل النّار في سورة الأعراف 50:7 حيث يقول: “ونادى أصحابُ النّارِ أصحابَ الجنّة أن أفيضوا علينا من الماءِ أو مِمَا رزقكُمُ اللهُ قالوا إن اللهَ حَرَّمَها على الكافرين“. وفي سورة المدّثر39:74-42 “إلاّ أصحاب اليمين. في جَنّاتٍ يتساءَلون. عن المجرمين. ما سَلًكَكُم في سَقَر” ولا نفهم كيف سيتم مثل هذا الحوار بين أهل الجنّة والنّار؟ كذلك سجل لنا القرآن الحوار بين أهل الجنة أنفسهم،وكيف تساءلوا عن ماضيهم في الأرض، ومحاولة الشياطين والجن ضلالهم، وكيف أطاعوا الله وأعطاهم الجنة التي بها ينعمون، فيقول في سورة الصّافات 50:37-60 “فأقبلَ بعضهم على بعضٍ يتساءلون.قال قائلٌ منهم إنىّ كانَ لي قرينٌ. يقول أئِنَّكَ لِمَنَ المصَدِّقين. أئِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً ائنَّا لَمَدينون. قال هل أنتم مُطَّلِعونَ. فاطّلَعَ فرآهُ في سواءِ الجحيم. قال تاللهِ إن كِدْتَ لَتُرْدينِ. ولولا نعمة ربي لكنتُ مِنَ المُحْضَرينَ. أفما نحنُ بميِّتينَ إلا مَوتَتنا الأولى وما نحنُ بمُعَذّبينَ. إنَّ هذا لَهُمَ الفوزُ العظيمُ” وفي الطور 25:52-28 “وأقبَلَ بعضُهُم على بعضٍ يتساءَلونَ. قالوا إنّا كُنّا قَبْلُ في أهلنا مشفقينً. فَمَنَّ اللهُ علينا ووقانا عذابَ السَّموم. إنّا كُنّا مِنْ قَبلُ ندعوهُ إنَّهُ هو البَرُّ الرَّحيمُ”. وذكر القرآن أيضاً كلام أهل الجنة في طلب الطعام “متّكئين فيها يَدْعونَ فيها بفاكهةٍ كثيرةٍ وشراب” (ص 51:38 أنظر أيضاً الدخان 55:44 ويس 57:36). كذلك لن يسمع أي نوع من الكلام الباطل في الجنة، فليس هناك من يتحدث بكلامٍ لا ضرورة له، ولا يسمع أهل الجنة كلام كذبٍ أو كلام إثمٍ بل تحية السلام من بعضهم البعض ومن رب العالمين. فنقرأ في الواقعة25:56-26 “لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاماً سَلاماً” وفي النبأ 35:78 “لا يسمعون فيها لغواً ولا كَذّاباً” (أنظر أيضاً الغاشية 11:88 ومريم 62:19) وفي إبراهيم 23:14 “تحيّتُهُم فيها سلامٌ”. ولكن القرآن أخبرنا أنَّ أهل الجنّة سيسمعون كلام أهل النار كما رأينا في سورة الأعراف 50:7، وبالتالي فأهل الجنّة سيسمعونَ لغواً، إلا إذا كان كلام أهل النّار حسناً؟!

إضافةً إلى الكلام المنطوق، يخبرنا القرآن أنَّ أهل الجنّة ستكون لهم أمنياتهم الخاصَّة بهم، ولا نعرف بالضبط إن كانوا سيعرفون هذه الأمنيات إلى الله أم لا، ولكننا نعلم من آيات القرآن أنَّهم سينالون ما يشتهون، كما نقرأ في سورة النمل 31:16 “لهم فيها ما يشاؤون” وفصّلت 31:41 “ولكم فيها ما تشتهي أنفُسكُم ولكم فيها ما تدَّعون (أنظر أيضاً الفرقان 16:25 وسورة ق 35:50). وما قاله المفسرون عن شهوات أهل الجنة يدور بالكامل حول الطعام والشراب والنساء والجنس، ولا نقرأ عن أمنيةٍ لأحدهم في قضاء وقت في حضرة الله للتسبيح والتمّجيد.

13. رؤية أهل الجنَّة لله:

إنَّ أقدس وأعظمَ وأجلَّ أمنية لدى المؤمن الحقيقي هي رؤية الله. وفي البحث في سور القرآن، لا نجد هذه الأمنية بين جملةِ ما يشتهيه أتقياء جنة الإسلام، ومع ذلك يخبرنا القرآن في آيتين فقط أن المؤمنين سيرون الله يوم القيامة، وأن الله سيلقي عليهم السَّلام، كما جاء في سورة القيامة 22:75-23 “وجوهٌ يومئذٍ ناضِرةٌ إلى ربها ناظرةٌ” والأحزاب44:33 “تَحِيَّتهُمُ يوم يلقونَهُ سلامٌ“. وأكد نبي المسلمين في أحاديثه على رؤية الله يوم القيامة، ففي تفسير ابن كثير لما جاء في سورة يونس26:10 “لِلَّذين أحسنوا الحُسنى وزيادةٌ ولا يَرْهَقُ وجوههم قَتَرٌ ولا ذِلَّةٌ أولئكَ أصحابُ الجنَّةِ هم فيها خالدون“، أورد حديثاً عن أبي موسى الأشعري قال: أنه سمع رسول الله: “إن الله يبعث يوم القيامةِ منادياً ينادي يا أهل الجنةِ ـ بصوتٍ يسمع أولهم وآخرهم ـ إن الله وعدكم الحسنى وزيادة، فالحسنى الجنة والزِّيادة النّظر إلى وجه الرحمن عز وجل“. وفي حديث طويل رواه مسلم وأحمد وغيرهم أن محمد تلا هذه الآية “للَذين أحسنوا الحُسنى وزيادة” وقال: “إذا دخل أهل الجنّة الجنة وأهل النار النّار نادى منادٍ يا أهل الجنّة إنَّ لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكُموهُ فيقولون وما هو ألم يثقل موازيننا؟ ألم يبيّض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرّنُا من النار ـ قال ـ فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليهِ فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحبُ إليهم من النظر إليه ولا أقَرَّ لأعينهم” فالمسلم التقي سيرى الله، كما قال محمد في صحيح البخاري “إنَّكُم سترون ربكم عياناً“، ولكن محمد لم يخبرنا كم ستطول مدة هذه الرؤية؟ وهل ستتكرر أم لا؟ وكيف سيستطيع الناس رؤية خالقهم، أي في أية صورة أو شكل؟ مع أننا نقرأ في صحيح البخاري حديثاً قُدسياً طويلاً عن أبي هريرة جاء فيه. “قال أناسٌ: يا رسولَ الله، هل نرى ربنّا يومَ القيامةِ؟ فقال: “هل تُضارون في الشّمسِ ليسَ دونَها سحابٌ؟ قالوا: لا يا رسولَ الله، قال: هل تضارون في القمر ليلةَ البدرِ، ليس دونَهُ سحابٌ؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: فإنكَّمُ ترونَهُ يوْمَ القيامةِ كذلك… فيأتيهِمُ اللهُ في الصورة التي يعرفون...” ولكننا لا نقرا عن صورة الله هذه التي ذكرها محمد لا في القرآن ولا في الحديث.

خُلاصة:

إن سيطرة الجنة المحمدية على خيال المسلمين لهو تعبير صارخ عن جهلهم المُطبق بحقيقة الله الحقيقي القدّوس. و أن انجرارهم المستمر وراء الوعود الجنسية الرخيصة التي وعدهم بها إله الإسلام ورسوله التي إن دلت على شيء فإنها تدل على خسّة وسفالة الواعد بالدرجة الأولى، لن يوصلهم في النهاية إلا إلى الهلاك الأبدي في بحيرة النار. فكما يستدرج القوّاد زبائنه إلى بيوتات الدعارة، نجح صلعم باستدراج البسطاء إلى الإسلام وإبقائهم فيه، والأسوء من ذلك أنهم إن تركوه قتلهم! وسنّة الاستدراج تلك ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا من قبل شيوخ الإسلام. إنها باختصار عقيدة الترغيب والترهيب الشيطانية التي فرضها محمد على أتباعه.
هذه هي جنة محمد في فحشها ونجاستها وهذا هو دين الفطرة (الغريزة) الذي يحث على ممارسة الغرائز الحيوانية الجنسية في محضر الله القدوس مع حور العين والغلمان ونساء الأرض. فإن كان المسلم لا يستطيع أن يسلم باليد على امرأة، فكيف سينكح الحور والنساء والغلمان في الجنة وفي محضر الله القدوس؟ صحيح أن الله قد أعدّ لنا كما قال الرسول العظيم بولس قبل محمد بـ 6 قرون: “ما لم تَرَ عينٌ، ولم تسمع أذُنٌ، ولم يخطرْ على بالِ إنسانٍ ما أعدّهُ الله للذين يحبونهُ” كو1 2:9
لاحظ أخي المسلم سمو الوصف للجنة في الكتاب المقدّس وقارنه مع الوصف القرآني المنحطّ. لذلك هل نترك خيالنا يسبح في عالم الشهوات الجسدية بقيادة من الشيطان، أم نجعل عقولنا وأرواحنا تقودنا إلى أن نفكر ونشتاق ونتطلع إلى رؤية مجد الله، وإلى أن تتحقق لنا وعوده في أن نرى ونسمع بكل ما أعده لنا من المجد الأبدي.
إذا كانت المجتمعات المسلمة قد أصبحت اليوم من أكثر المجتمعات تراجعاً وانحطاطاً فإن السبب يكمن في انفصالهم عن واقعهم الإسلامي المؤلم ولهاثهم وراء أوهام جنة محمد التي يجدون فيها أنفسهم أقوياء ومنتصرين على كل خصومهم الذين عجزوا عن هزيمتهم في الدنيا. فتوبوا يا أهل الإسلام قبل فوات الأوان وأرجعوا إلى الله الذي أحبكم ولا تنقادوا إلى خدعة الشيطان عدو الرب يسوع المسيح وصليبه وقيامته بل آمنوا بمن هو الطريق والحق والحياة الذي وعد بالحياة الأبدية في سماء الله لكل المؤمنين به فهل تؤمنوا بالمسيح المخلص الحقيقي وتنالوا الحياة الابدية أم ترفضوه وتختاروا الهلاك؟



:: توقيعي ::: -هدفنا مجتمع مدني و دولة علمانية مدنية و ترسيخ مبدأ المواطنة.
- هدفنا كشف الدعششة المخفية المتمثلة في الارهاب الاداري و العزل الاجتماعي ضد كل عربي ليس مسلم.
- هدفنا ان يكون بناء الفرد العربي بمنهج تجريبي علمي

------------------------------------------------------------
اذا اردت ان تعرف كيف افكر تابع هذا الشخص و هو يشرح منهجي و منهج كل ملحد عربي
اهديك يا مسلم هذا الفديو
قصة الأديان - The Story Of Religions
https://www.youtube.com/watch?v=h7q6QWF9EDo
  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2017, 07:00 PM المنهج التجريبي العلمي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [18]
المنهج التجريبي العلمي
عضو بلاتيني
الصورة الرمزية المنهج التجريبي العلمي
 

المنهج التجريبي العلمي is on a distinguished road
افتراضي

المجد للعرب الغير المسلمين
المضطهدين من طرف العرب المسلمين
في كل اسقاع العالم
اصبروا.......... فلم يبقى كثير



:: توقيعي ::: -هدفنا مجتمع مدني و دولة علمانية مدنية و ترسيخ مبدأ المواطنة.
- هدفنا كشف الدعششة المخفية المتمثلة في الارهاب الاداري و العزل الاجتماعي ضد كل عربي ليس مسلم.
- هدفنا ان يكون بناء الفرد العربي بمنهج تجريبي علمي

------------------------------------------------------------
اذا اردت ان تعرف كيف افكر تابع هذا الشخص و هو يشرح منهجي و منهج كل ملحد عربي
اهديك يا مسلم هذا الفديو
قصة الأديان - The Story Of Religions
https://www.youtube.com/watch?v=h7q6QWF9EDo
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2017, 08:27 AM المنهج التجريبي العلمي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [19]
المنهج التجريبي العلمي
عضو بلاتيني
الصورة الرمزية المنهج التجريبي العلمي
 

المنهج التجريبي العلمي is on a distinguished road
افتراضي

الم اقل اني اعلم ما لا تعلمون
المجد للعرب الغير مسلمين
و لا عزاء لكل من يدعم الارهاب الاسلامي


اليابان ارض سلام و محبة و قانون و سوف تبقى رغم كيد المسلمين
تضحياتنا بدات تاتي بثمرها
و لا زال

اليوم الخميس 15/6/2017
انجاز ضخم و خبر مفرح جدا



اليابان تتعهد بمنع خطر الإرهاب على اراضيها بمشاركة المجتمع الدولي

تعهد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بتجنيب بلاده خطر الهجمات الإرهابية بالتعاون مع المجتمع الدولي عن طريق الانضمام بسرعة إلى اتفاقية دولية تهدف لمنع الجرائم المنظمة العابرة للحدود.

ونقلت الإذاعة اليابانية (كي بي إس) عن آبي قوله -في تعليق بعد مصادقة البرلمان اليوم /الخميس/ على مشروع قانون يجرم التخطيط للهجمات الإرهابية وجرائم منظمة أخرى- إن الحكومة ستأخذ بعين الاعتبار المداولات التي أجريت في البرلمان وتقوم بتطبيق القانون بطريقة صحيحة وفعالة لحماية أرواح وممتلكات الشعب الياباني.

وأشار آبي إلى أنه لم يتبق على ألعاب طوكيو الأولمبية والبارلمبية سوى ثلاث سنوات، متعهدا بأن تنضم حكومته إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر البلدان بأسرع وقت ممكن لتعزيز التعاون الدولي ضد الإرهاب.

المصدر

http://www.moheet.com/2017/06/15/260...l#.WUNoBWjyiM8



:: توقيعي ::: -هدفنا مجتمع مدني و دولة علمانية مدنية و ترسيخ مبدأ المواطنة.
- هدفنا كشف الدعششة المخفية المتمثلة في الارهاب الاداري و العزل الاجتماعي ضد كل عربي ليس مسلم.
- هدفنا ان يكون بناء الفرد العربي بمنهج تجريبي علمي

------------------------------------------------------------
اذا اردت ان تعرف كيف افكر تابع هذا الشخص و هو يشرح منهجي و منهج كل ملحد عربي
اهديك يا مسلم هذا الفديو
قصة الأديان - The Story Of Religions
https://www.youtube.com/watch?v=h7q6QWF9EDo
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2017, 09:28 AM المنهج التجريبي العلمي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [20]
المنهج التجريبي العلمي
عضو بلاتيني
الصورة الرمزية المنهج التجريبي العلمي
 

المنهج التجريبي العلمي is on a distinguished road
افتراضي

https://www.youtube.com/watch?v=INaVA4sWJ3o


البرلمان الياباني اقر قوانين دفاعية تسمح بالقتال لمساندة حليف

باغلبية تزيد عن الثلثين، اقر البرلمان الياباني أقر، فجر السبت، قوانين دفاعية تتيح للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية ارسال جنود للقتال الى منطقة نزاع خارج اليابان من اجل مساندة حليف لها.


+

Japan’s parliament has passed a controversial anti-terrorism conspiracy bill, that extends the government's powers of surveillance.

https://www.youtube.com/watch?v=O0_N1nJ0s60





:: توقيعي ::: -هدفنا مجتمع مدني و دولة علمانية مدنية و ترسيخ مبدأ المواطنة.
- هدفنا كشف الدعششة المخفية المتمثلة في الارهاب الاداري و العزل الاجتماعي ضد كل عربي ليس مسلم.
- هدفنا ان يكون بناء الفرد العربي بمنهج تجريبي علمي

------------------------------------------------------------
اذا اردت ان تعرف كيف افكر تابع هذا الشخص و هو يشرح منهجي و منهج كل ملحد عربي
اهديك يا مسلم هذا الفديو
قصة الأديان - The Story Of Religions
https://www.youtube.com/watch?v=h7q6QWF9EDo
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
محمد, الارهابي, الاسلام, الجزء, الرابع, طرف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاسلام الارهابي محمي من طرف اكبر المسيطر على العالم المنهج التجريبي العلمي العقيدة الاسلامية ☪ 83 01-18-2018 10:01 AM
الجزء الثالث- - الاسلام الارهابي محمي من طرف ....,’؟ المنهج التجريبي العلمي العقيدة الاسلامية ☪ 8 04-19-2017 07:49 AM
الجزء الثاني - الاسلام الارهابي محمي من طرف ....,’؟ المنهج التجريبي العلمي العقيدة الاسلامية ☪ 4 04-18-2017 06:05 AM
أربعون كذبة عالميّة ! / الجزء الرابع والأخير فينيق ساحة الترجمة ✍ 0 07-20-2014 12:06 AM
تناقضات قرآنيّة / الجزء الرابع والأخير فينيق العقيدة الاسلامية ☪ 0 07-06-2014 11:27 PM