رحلتي من اليقين إلى الشك إلى،،،،،،،، لا أدري

[لا أعرف]

السلام،

حقيقة لا أعرف من أين أبدأ،،، هذا أول موضوع لي في المنتدى.

كنت أسمع عن مثل هذه المنتديات ولكن لم أهتم كثيرا لقناعة كانت عندي بأني أعيش في مجتمع مؤدلج سطحي عاطفي لا يرجى منه شئ،،، ولكن بعد قراءتي لعدد لا بأس به من المواضيع سعدت كثيرا،،، يبدو بأني لست وحيدا كما كنت أظن،،،، شعور جميل

ولدت في بيئة محافظة كباقي أفراد المجتمع لم يكن لدي خيار لأختار ديني أو حياتي أو حتى تخصص الدراسة الجامعية فكل شئ يبدو مغلف وجاهز فما عليك إلا أن تفعل ما يمليه عليك أبوك وإمام المسجد ومعلم المدرسة. فالدين هو الإسلام والحياة هي الأقارب والأصدقاء أما الدراسة فهي حسب المعدل بالترتيب
1_ طب
2_ هندسة
3_ عسكرية

هكذا كانت رغبة والدي وأكاد أن أجزم بأنها رغبة 99% من آباءنا في مجتمعاتنا العربية المتخلفة.

عند بلوغي سن 15 تقريبا بدأ سلوك التمرد يطغى علي، لا أعلم إن كانت نتيجة فيزيولوجية طبيعية لمن هم في عمري أم فعلا بدأت أكسر أغلال الموروثات والمسلمات. كانت أول مرة في حياتي أسأل نفسي "الأسئلة الممنوعة"

ما هذا؟ لماذا أنا هنا؟ إذا كان الله بهذه العظمة لماذا يحتاج أن يخلقنا ويراقبنا؟ ما الفائدة؟ هل محمد إختلق هذا كله؟ ماذا لو؟

لم تطول هذه الفترة كثيرا فالمغريات كانت كثيرة والحياة سريعة فالنساء والموسيقى وكرة القدم أشغلتني كثيرا فلا مجال للتفكر.

تخرجت من الثانوي وسافرت أكمل دراستي في الخارج،،،

كانت نقطة تحول في حياتي،،، في السنة الأولى أصبحت متدينا جدا بل حتى انخرطت في مجال الدعوة لا أعلم إن كانت عن قناعة أم هي ردة فعل نفسية من الشعور بالغربة والصدمة الحضارية وهذا وارد جدا. وكنت أقرأ وأقرأ وأقرأ،،، وبحكم الجالية الإسلامية هناك تعرفت على مذاهب إسلامية كثيرة فقرأت عن كل المذاهب والمدارس الإسلامية الشافعية والحنبلية والمالكية والحنفية الاشاعرة والشيعة والماتردية والصوفية والأحمدية بل حتى تعمقت في فروع المذهب نفسه كالسلفية بفروعها الجامية، والجهمية، والسرورية، والمداخلة، الجهادية.

بعد مرور أكثر من سنة تقريبا بدأت انخرط أكثر في الثقافة الغربية وبدأت ألحظ الفارق الأخلاقي والإنساني والمعرفي فأول ما خطر ببالي كلمة المسلمين المشهورة التي لطالما صموا بها آذاننا (الغرب إسلام بلا مسلمين) أو (لو طبقنا الإسلام كما أنزل لتفوقنا عليهم)

ملاحظة: لست من السذج المفتونين بالغرب لدرجة أن كل ما لديهم جميل وكل ما لدينا قبيح فمازلت أرى أننا نملك بعض القيم الجميلة في مجتمعاتنا الظلامية.

وفي لحظة تأمل وصدق مع النفس طرأ في ذهني سؤال غير حياتي 180 درجة،،،،

لماذا أنا مسلم؟ هل لأنه الحقيقة أم لأنني ولدت في بيت مسلم؟
هل أنا ناتج عقلي أم ناتج بيئتي؟

ماذا لو ولدت لعائلة يهودية يسكنون تل أبيب ماهي الإحتمالية بأن أكون مسلم؟ إذا أنا منحاز لديني عاطفيا وليس منطقيا! وهو يسمى بعلم النفس با(Confirmation Bias) وهو باختصار:
"الميل للبحث عن، وتفسير، وتذكُّر المعلومات بطريقة تتوافق مع معتقدات وافتراضات الفرد، بينما لا يولي انتباهًا مماثلًا للمعلومات المناقضة لها"

حاولت بشتى الطرق أن أجد إجابة للسؤال،،، قرأت كتب كثيرة عن الموضوع لم أجد الجواب الشافي. ابتعدت عن الدين قليلا وأصبحت أميل أكثر لليبراليةوالعلمانية وهي عادة ما تكون حالة ما بين المرحلتين الإيمان وعدم الإيمان.

الحقيقة أنه لا يوجد شئ اسمه مسلم علماني وكل من يدعي ذلك هو منافق. إذا كنت تؤمن بالقرآن كلام الله وجب عليك الإيمان بالشريعة وتطبيقها كالحدود واخذ الجزية والجهاد ونشر الدين باسم الفتوحات الإسلامية وغيرها. فصل الدين الإسلامي عن السياسة هو ببساطة رمي نص القرآن بعرض الحائط وجعله دين روحاني كالبوذية وهذا مخالف صريح لنص القرآن.

استمريت بهذه الحالة إلى بعد التخرج ورجوعي للوطن.

فمازلت أصلي بعض الصلوات وأصوم بعض الأيام وأشرب الخمر بعض الأحيان كانت حياتي باختصار "كوكتيل"...



في هذا الوقت اندلعت ما يسمى بثورات الربيع العربي وظهور الجماعات الإسلامية،،، اعترف بأني كنت متعاطف معاها ليس بسبب قوة حجتها ولكن كانت الوحيدة التي تقاوم هذا المستبد المتوحش.،، فمناظر الدم والأطفال والنساء التي تقتل كانت مرعبة. حتى بأنني أصبت بإحباط وإكتئاب شديد، ومازلت.

أين الله من كل هذا؟ لماذا لا يتدخل؟ لماذا فشلت كل الجماعات الإسلامية من طالبان الى القاعدة الى الأخوان إلي حماس وغيرها؟ هل هذه مؤامرة من الغرب كما يقول المسلمون؟ أم بسبب غبائنا؟

هنا ظهر مايسمى بتنظيم داعش، وبدأ يفرض نفسه في الساحة بقوة. لا يهمني من يكون هذا التنظيم ومن وراءه هل هي استخبارات أم عملاء،، ولكن ما شدني هو ممارسات هذا التنظيم من أين أتت؟

لطالما تغنى المسلمون بالخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة وهي الحل الوحيد في نظرهم فلماذا عندما أقامتها داعش بدأو يبدلون جلودهم ويعنتونها بالإرهابية ولا تمثل الإسلام. أليس السبي جائز في الدين؟ والرجم للزاني المحصن وقطع يد السارق والرمي من شاهق للوطي والقتل تعزيرا كلها شرائع سماوية؟ ألم يحرق علي بن أبي طالب؟ ألم يقتل أبو بكر المرتدون فقط لأنهم لم يدفعوا الزكاة؟ ألم يقتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة وسبى زوجته في نفس اليوم؟

ألم يقتل الرسول العرنيين وسمل أعينهم وتركهم يموتون عطشا في الصحراء؟ ألم يقتل الرسول أكثر من 1000 يهودي في المدينة وحفر لهم الأخاديد وضرب أعناق كل من أنبت فيهم وسبي نساءهم؟ ألم يأمرنا الإسلام بما يسمى بجهاد الطلب وهو باختصار غزو البلاد الغير إسلامية وإجبارهم بين الإسلام أو الجزية أو السيف إذا كانوا أهل كتاب وبين الإسلام والسيف إذا كانوا غير ذلك ؟
إذا مالجديد؟

في تلك الفترة أصبت بإحباط شديد فشعور أن ما تعلمته طيلة ال 30 عام ليس بالضرورة هي الحقيقة كان صعب جدا.

إستقلت من وظيفيتي واعتزلت الناس وسافرت لأحد الدول المجاورة لأبدأ رحلة البحث،،،
للحديث بقية

[متفائل]

سعيد بان اكون اول من يرحب بك في هذا المنتدى . واعتقد انك بدات رحلة معرفية ستنتهي بوصولك للادينية وجميعنا مررنا بهذه التجربة .
وانا اهنئك على ادراكك انه لا وجود لعلماني مسلم . فهذا يحتاج لذكاء وعلم وشجاعة .

[Gama Odena]

تحياتي لك أخي , لدينا العديد من القواسم المشتركة ’ يبدوا أن هذه الطريق حتمية بالنسبة لبعض الناس و اهنئك على قرارك الشجاع .
سوف تدرك أنك قد تحررت من وهم و مخدر كان يسلب منك حياتك و يحولها لجحيم

[تهارقا]

تحياتي لك واهلاً وسهلاً بك
ما ذكرته هو ما مررنا به جميعاً مع بعض الاختلافات هنا وهناك
لست وحدك نتشارك جميعاً الهم المعرفي الذي ساقته علينا صمائرنا

[moh]

مرحبا بك لست وحيد نحن هنا
تحياتي لك

[راء]

أنتظر إكتمال قصتك يازميل :)

مؤسف ماوصلت إليه أحزنتني بحق ، هو شيء ليس بالهين أنا أدرك تمامًا أن عدم اليقين شيء مؤلم ومحزن ، أنت لا تعرف لماذا أنت موجود هنا بالدنيا ؟!


أسأل الله لك الهداية لطريق الحق الذي تنجو فيه من كل هذه الظلمة وتلك الحيرة التي تحاصرك .

شكرا لصاحب الموضوع كلام جد صريح و جد منطقي
داعش هي تاريخنا نراه مرة أخرى
قطع الرؤوس : ألم يكن عمر مشهورا بعبارة :" دعني أضرب عنقه يا رسول الله ؟"
وغير ذلك كما تفضلت بالذكر من سبي وغنائم و حدود دموية وحشية تعود الى عصر مضى ودفنته البشرية من أيامها السوداء يريدون أن يعيدونا اليه كلا ثم كلا ! لا خلافة ولا هم يحزنون !
تحياتي

[ابو مينا]

لمثل هذه الولادة العسرة اقف على اطراف اصابع قدمي يملؤني الخوف و الرجاء.
العرب الجدد ينهضون و يكسرون قيود التراث .. يا ويلكم من العرب اذا ابصروا .. المارد النائم يستيقظ و يغتسل تحت الامطار.

[إبسلون]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو مينا

لمثل هذه الولادة العسرة اقف على اطراف اصابع قدمي يملؤني الخوف و الرجاء.
العرب الجدد ينهضون و يكسرون قيود التراث .. يا ويلكم من العرب اذا ابصروا .. المارد النائم يستيقظ و يغتسل تحت الامطار.

ظنناه مارداً إسلامياً ،، ولكن يبدو أنه ماردٌ كافرٌ ملحدٌ والعياذ بالله. أعاذنا الله وإياكم من جبروته ومن عقله ومن فوران دمائه ،، وأيضاً من غيابه.

[خلوووود]

في انتظار بقية الحديث