سر الوجود - الآلة الأزلية

[Niptune]

هذا جزء صغير من قصّة خيالية أريد كتابتها منذ مدّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا هو العدم إذاً، وجود يخلو من أي شيء


آخر نجم أحمر في هذا الكون قد خمد، لقد تحوّل إلى قزم أسود منذ ثمانين ترليون سنة.
بهت الزّمن مع اختفاء تلك الأجرام التي كانت تشكّل الكون.. كلّ شيء بارد الآن.

تلك الكائنات التّي عاصرتُها كانت مصابة بعمى المثاليّة. لكنّ لا شيء يبقى، حتّى أنا..
كان القزم الأحمر "ترانس" الملاذ الآمن من برودة الكون التي تسبّبها ما أسموه وحوش الجاذبية التي كانت ترعبهم، كانت مصير كلّ شي، حتّى آلات النّيوترونات العاقلة لم تستطع فعل شيء، تلك الآلات التي أرادت سلب حقّها في الوجود من براثن مبتكريها.

كلّ شيء بدأ عندما إنتشرت تلك الأشياء التي تسمّى بوّابات آبار الجاذبيّة، المكان المحصّن الوحيد الذي لم تستطع اختراقه اسمه "جدران أستيريا"

تمّ اختيار "نيون صفر" و"زِنك" آخر آلتين بدائيّتين للإستكشاف الدّوري لتلك البوّابات. كان علماؤهم على يقين أن مصدرها هذا الكون، لكن ما يخرج من أعماقها شيء آخر تماماً.

للتّمكّن من الإستكشاف، كان على تلك الكائنات أن تقطع الطّاقة، ممّا يسبّب بهزّ استقرار النّجم مؤقّتاً. على الحافةّ وقف "زِنك" يتأمّل تلك الدّوامات التي تهدر في صمت، مثل الأعاصير البعيدة

- "نيون".. "إمّا الآن أو أبداً"
بصوته العميق الذي لا يشبه أيّ شيء، اقترب نيون من زنك وهو يتعجّب وقال: "كأنّك لا تدرك ما هذه! أنت ستمحى من الوجود إن اقتربت!"
لم يلتفت ذلك المراقب إلى محدّثه، لم يحوّل بصره من الآبار.
- "نيون"، تلك الوحوش لا تخرج من الآبار، إنّها تأتي من مكان ما..
اقترب زميله منه أكثر هذه المرّة وهو يحملق في ذهول: "لقد آصابتك عدوى الغباء من الأجيال الجديدة. لم يبق أي شيء في الكون، أين ستذهب أصلاً؟"
- أنظر
نظر الآليّان إلى الآبار
- إنّها تشكّل نمطاً، تلك الأشياء تستخدم النّجوم الميتة لكن ليس كبوّابات، إنّها لا تخرج منها..
تحرّك زنك بسرعة عفويّة على الحافّة متتبّعاُ النّمط السّداسي الذي ترسمه النّجوم الميّتة
- بل تخرج من ذلك الحيّز
نظر نيّون إلى الحيّز، ثمّ التفت إلى زميله متعجّباًَ
- زِنك!
- نعم يا نيّون! يوجد كون آخر!