![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو ذهبي
![]() |
اربعينية الحسين ... الطريق الى الصنم
للمتبع لاخبار العراق, فلابد ان يلفت انتباهه هذه الايام الملحمة الصنمية السنوية والتي تصبح فيها الطرق الرئيسية المؤدية الى كربلاء كشرايين ممتلئة بالملايين من الشيعة السائرين مشيا لمئات الكيلومترات حيث يصل عدد الزائرين الى مايقرب من العشرين مليونا في مشهد مألوف في طقوس الاديان عموما مع الخصوصية التي يمتاز بها مشهد الحج الشيعي. يشكل الحسين حجر الزاوية في المذهب الشيعي وهالته الشديدة التقديس تطغى على النبي وباقي الائمة حتى ليصبح حضورهم في العقل الشيعي باهتا بالقياس اليه. الحسين صنم السياسة الامثل , عنوان الثورة المسلحة والتمثيل الاكثر درامية للمظلومية الشيعية التاريخية, تتجمع حوله كل فرق الشيعة من اثني العشرية ( اخبارية او اصولية او شيخية ) وزيدية واسماعيلية وفوهرا الخ. كربلاء قلب الشيعة النابض والذي يمدهم بالحياة والشحن العاطفي الذي بدونه لذاب الشيعة في مجتمعاتهم وذوو . لقد اصبحت هذه الزيارة عنوان التحدي السياسي ورمزا للتعبير عن الهوية الشيعية الضائعة الباحثة عن يوتوبيا الدولة المهدوية الفاضلة . ومن اين للسياسة ان تجد خيرا من هذه الشخصية لتكون صنم الشيعة الاكبر والذي تصهر تحت محرابه كل التناقضات الشيعية الشيعية اضافة الى اثره الدعائي المهم كونه الحفيد المدلل لمحمد ( حسين مني وانا من حسين ), ( من اذى حسينا فقد اذاني),(الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا ), وصار بروباغاندا ذات تأثير فعال سواء وسط الشيعة بل حتى ان له اثرا عاطفيا واضحا عند الكثير من السنة. نلاحظ ان ظاهرة الحج الشيعي هذه (زيارة الاربعين ) تحظى باعظم اهتمام واعلى درجات التقديس عند الشيعة وبشكل استثنائي اذ لا تنافسها الا ذكرى عاشوراء وهي حسينية ايضا. بالنسبة لنا كلادينيين نرى مصرع الحسين ليس اكثر من مقتل علوي طامح بالسلطة على يد دكتاتور اموي في امتداد للنزاع الطبقي القديم بين ابناء العمومة بني هاشم الفقراء من جهة وبني امية الاغنياء من جهة اخرى ولقد عبر يزيد بن معاوية ابلغ تعبير عن هذا الامر بتمثله بابيات الشعر المعروفة : لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل. ولكنها يد السياسة التي وجدتها فرصة سانحة واستغلت الخطأ الاموي الفادح في قتل حفيد النبي ليصبح مقتل الحسين قميص عثمان لدى كل اعداء الامويين حتى من غير الشيعة وقد اثمر هذا الجهد الدعائي المكثف في النهاية في اسقاط الامويين وابادتهم على يد العباسيين الذين استعملو شعارا مرحليا حساسا في انقلابهم الدموي (للرضا من آل محمد ) اضافة الى التفاف الفرس بالاغلب حول هذا الشعار لما كان يمثله آل امية من العصبية العربية التي اسقطت امبراطوريتهم وعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية (موالي ), المضحك في الامر ان قراءة المقتل الحسيني بدأت على يد العباسيين في فترة نضالهم السري وليس الشيعة ,و لاريثما انقلبو على ابناء عمهم العلويين مما اثار نقمة محمد بن عبد الله بن الحسن (النفس الزكية ) واخيه ابراهيم فقاما باول ثورة علوية على العباسيين في المدينة والبصرة, ولكن العباسيين لعبو بذكاء على وتر القرابة الشديدة لمحمد وانهم بالتعريف الاعم من آل البيت ايضا مما مكن سلطانهم ان يدوم قرونا طويلة ولكن ما كان قد بدأ قبل قرون لاغراض سياسية مرحلية عند اعداء الامويين صارت ككرة الثلج المتحركة تزداد كبرا مع الوقت وتضخمت قضية الحسين , وسطرت الالاف الاحاديث والروايات في تعظيم هذه الشخصية لتصبح في مصاف الاساطير, فالحسين يكاد يكون نصف اله. ومجرد التساؤل او التشكيك في قضيته تعد خروجا على الملة لهذا فحتى اكثر مفكري الشيعة انفتاحا وعقلانية في الوقت الحاضر لايجرؤو على الاقتراب من الاسلاك المكهربة التي احيط بها الحسين. فالشيعي يقسم بالحسين وبدم الحسين وبرأس الحسين وبعطش الحسين ويسمى اولاده عبد الحسين وينذر للحسين ويتمنى ان يكون مجرد تراب تحت نعل الحسين, بهذا الشكل تمكنت الحكومة الشيعية الخفية ( الفقهاء من ايات الله) من زرع دونية فريدة من نوعها لدى الشيعة تجاه الائمة عموما والحسين خصوصا , فمحور الحياة هو الحسين والنجاة بعد الممات بالحسين وكل الكون انما وجد لاجل الحسين وابيه وامه واخيه ( حديث الكساء : فقال الله عز وجل يا ملائكتي ويا سكان سمواتي إني ماخلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مدحيةً ولاقمراً منيراً ولا شمساً مضيئةً ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلالمحبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء،، فقال الأمين جبرائيل ياربِ ومن تحت الكساء ؟؟ ،، فقال عز وجل هم أهل بيت النبوة،، ومعدن الرسالة،، هم فاطمة وأبوهاوبعلها وبنوها،، فقال جبرائيل ياربِ أتأذن لي أن أهبط إلى الأرض لأكون معهم سادساً،، فقال الله نعم قد أذنت لك.) وقد كان للصفويين دور مؤثر وفعال في استغلال قضية الحسين لمصالحهم السياسية , فكانو يهتمون بشكل استثنائي ببناء قبر الحسين بابهة تجعل الضريح كاريزميا ليتم تجسيد الصنم على الارض بابهى صوره واكثرها تأثرا في النفوس. اضافة الى ادخالهم شعائر التطبير ومواكب اللطم وغيرها والنتيجة ترى اليوم الشيعي وقد انحدر الى مستنقع الغيبوبة الفكرية التامة فالتطبير والتطيين والزحف بل وحتى تقليد الكلاب والنباح اصبحت شعائر حسينية مقدسة , اظن ان ساسة العراق الشيعة اليوم لن يحلمو بوسيلة للسيطرة على جموع المغيبين الشيعة مثل هذا الصنم السياسي واظن جازما ان المنظومة السياسية العقائدية التي امتدت عبر ايران والعراق ووجدت لها منافذ الى سوريا والبحرين واليمن ولبنان وفلسطين ستهيمن على الموقف الاقليمي لمدة طويلة وليمتد خندق المواجهة الاسلامية الاسلامية جغرافيا من شمال الجزيرة العربية الى جنوبها . في ظل تصلب الفرقاء الاسلاميين سنة وشيعة ورفضهم الاخر بالمطلق وفي ظل شعوب مغيبة ترفع على كاهلها المتعب تماثيل اصنامها الثقيلة . |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] | |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
بالفعل هذا واقع مرير نعيشه اليوم بكل تفاصيله، سواء أكان لنا باع في القصة أم لم يكن لنا... وحقيقة هذه المشكلة لا يعاني منها الشيعة فقط، فالسنة أيضا لهم أصنامهم البشرية، صحابة رسول الله الذين أيضا يعتبرون من أولي القداديس بالنسبة للمذاهب السنية، فتددونلاحظ هذا الأمر عند أهل المذهب الصوفي فهم يتبركون بالصحابة جميعا من أولهم وحتى آخر تابع، بل إنني وجدت في جيوب بعض الصوفيين، ورقة مكتوب فيها أسماء الصحابة من أبو بكر، إلى تابعي تابعي تابعي تابعي تابعي تابعي تابعي التابعين، وعدد الأسماء ألف اسم..... والذي يضرب ناقوس الخطر في هذا الموضوع، هو استغلال الوتر الطائفي في تحقيق مكاسب جيوسياسية، وليس بغريب عن الجميع، الصراع الحامي بين المشروعين السعودي السني والإيراني الشيعي، فهم يخوضون حربا شعواء، اتسعت رقعتها لتشمل العراق واليمن وسوريا ولبنان، وما انفكوا يستخدمون التنويم الديني(المغناطيسي) في سبيل السيطرة على الحشود، وجعلها جيشا محاربا داعما للطرفين ولكن من خارج رقعة الشطرنج..... ولا ننسى أيضا دور الضخ الإعلامي الكبير في هذا المجال، فكلنا نرى عشرات القنوات التلفزيونية التي ترفد التنويم المغناطيسي بجرعات تقوية لهذا العقار، فكم من محطة سنية تظهر مناظرة مع شيعي وتنتهي بانتصار السني وافحام الشيعي، والعكس تماما يحدث على القنوات الشيعية.... ما أردته مما كتبته أعلاه، هو أن الموضوع لا يقتصر على الشيعة وحدهم، فالمذهب السني أيضا له مجد وأساطير وبطولات أيضا في هذا المجال، وإن كنا لا نرى هذا واضحا للعيان كما الشيعة..... وعلى الصعيد السياسي، كانت ظهور المدّين (السني و الشيعي) من الخفاء إلى العلن، آثار واضحة على كافة الأصعدة، فترى مثلا جيلا كاملا تربى على الكره المتبادل فهذا سني ناصبي وهذا شيعي رافضي، واكاد أجزم أن ٩٩٪ ممن يقولون هاتين العبارتين لا يفقهون ماتعني.... لهذا نحتاج إلى علاج طويل الأمد من هذه الآفات الطائفية التي استوطنت الجسد الاسلامي، ويجب اقتلاع هذه الجذور التي ضربت عميقا في أرض العقول، والكفة اليوم تشير الى توازن قوى بين المشروعين السني الشيعي، فلكل منهما داعمين من جهة القوى الإقليمية، وأظن أن الحلفاء لن يسمحوا بأن ترجح كفة إحداهما على الأخرى، والمهمة الأولى والأهم، تقع على عاتق المسلمين أنفسهم، ليفتحوا ممرات انسانية بين الطرفين، لأن استمرار هذا الصراع الطائفي سيمتد ليصل إلى مجالات أخرى، ويومها قد لا نجد أي سبل العيش في المنطقة بأسرها..... |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [3] | |
|
عضو ذهبي
![]() |
اقتباس:
للسياسة دور كبير ولكن في ماذا , انه في استغلال الايمان لذا لتنزع عن السياسة مخالبها وانيابها الممثلة بمئات الالاف من الشباب المستعد ان يقدم نفسه الى محرقة الحرب وبكل سرور يجب ان تنزع عنهم الايمان باصنامهم اولا ولا اظن هذا بالامر اليسير في ظل الانطمة التعليمية المتخلفة وتردي المستويات المعاشية وغلبة الفقر والتخلف في مجتمعاتنا . لعلي بن ابي طالب مقولة جميلة ( اذا ذهب الفقر الى مكان قال له الكفر خذني معك ) وانا اصحح لعلي هذا المقولة فاقول ( اذا ذهب الفقر الى مكان قال له الايمان خذني معك ) |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [4] | |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
ربما من الناحية الشكلية نحتاج إلى العديدين من الأشخاص، كي يقوموا بالفعل الذي قام به محمد وهو تحطيم الأصنام.... نحتاج إلى الكثير، ليدخلوا الساحة العربية، ويحطموا أصنامها الواحد تلو الآخر، ولكن بأسلوب مختلف، فكل ما قام به من يسمون (أنبياء) لم يقوموا إلا بترسيخ ثقافة الأصنام في عقول الملايين، وتحويل الصنم من حجري إلى بشري، فيمكن اعتبار الدول والكيانات والمنطقة بكل ما فيها، كعبة، والفكر ومنظروه، هم الأصنام بداخلها، نحتاج حقيقة لنبي مرسل، إلهه الإنسانية، ورسالته هي نشر الثقافة والوعي والتفكير المنهجي السليم....وقرآنه العلم... تحياتي... |
|
|
|
||
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| الى, الحسين, الزمن, الطريق, اربعينية |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | |
| اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| الطريق الى الجسد الاثيرى | JOX | ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ | 11 | 03-13-2017 02:41 PM |
| في ذكرى أربيعينة الحسين بن علي | صفا علي | العقيدة الاسلامية ☪ | 0 | 11-19-2016 01:40 AM |
| أصحاب الحسين يسبون و يشتمون (ج 1)......... | ساحر القرن الأخير | العقيدة الاسلامية ☪ | 9 | 07-29-2016 06:57 PM |
| رؤساء اظلوا الطريق ...من الحكم الى المحكمة؟ | ابن دجلة الخير | ســاحـــة السـيـاســة ▩ | 0 | 03-26-2016 10:17 AM |
| ثورة الحسين والتجارة التي لا تبور | ترنيمه | مقالات من مُختلف الُغات ☈ | 0 | 06-10-2014 09:43 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond