![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() |
يقول إله المسلمين "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا".
كالعادة، نظر محمد من حوله ورأى رجال القبائل يتقاتلون على المراكز والزعامة فاستنتج أن الآلهة كانت لتتقاتل أيضا. لكن هل رأينا أو رأى هو الآلهة بنفسه ليحكم؟ ماذا لو كان الآلهة مختلفين عنا و "مخهم كبير" (بمعنى راقي بعامية أهل الشام) ولا يتقاتلون؟ أليس هذا ممكنا؟ لعل أكبر مصائب العقل المؤمن هي مغالطة "الافتراضات الواهية" Unwarranted assumptions والأمثلة لا تنتهي في الإسلام، بدءا بمتسلسلة الإيمان الشهيرة: من خلق هذه الدنيا؟ (لقد افترض المؤمن وجود "الخالق" في سؤاله سلفا وصادر على المطلوب. لماذا نفترض وجود فاعل خالق؟ لأن المؤمن يقول ذلك بالطبع) وما دام الخالق موجودا وخلقنا فلا بد من غاية من خلقه (طيب؟) وهذه الغاية هي العبادة بالطبع. (كيف عرفت؟) ولكن لكي نعرف كيف نعبده ونهتدي إليه لا بد من طريقة. (نعرف إلى ماذا تريد أن تصل) لذلك أرسل الله الأنبياء! (حقا؟ لماذا هذه الطريقة وليس غيرها؟ إنها ليست طريقة جيدة حتى) الشيء العجيب أن المؤمن لا يكتفي بفعل هذا مرة واحدة ولكنها سلسلة يكفي ضعف واحدة من حلقاتها فقط حتى "تفرط" ولكنه رغم ذلك لا يجد أي مشكلة في أن يفترض سبعة أو ثمانية افتراضات لا تستند إلى أية براهين حقيقية فقط ليصل إلى هدفه (تعطيل العقل وتسليمه لإرادة الزعيم الكبير ووكلائه من رجال الدين). حينما تفشل النظرية في التنبؤ "بالماضي" المشكلة ليست هنا، ليست في مغالطة الافتراضات الواهية، ولكنها في التشبث بهذه الافتراضات بعناد وإصرار حتى عندما تفشل فيما أسميه تندرا "التنبؤ بالماضي". من المعروف في معايير العلم أن النظرية العلمية تبلغ أعلى درجات الموثوقية عندما تتنبأ بحوادث مستقبلية بنجاح (من الأمثلة الشهيرة على ذلك تجربة انحراف نور الشمس أثناء الكسوف بذات المقدار الذي تنبأ به آينشتاين). لكن ماذا عن فشلها في تفسير "الماضي"؟ أليس ذلك هو أبعد درجات الانحطاط لأي "نظرية" (إن صح أن نسميها كذلك)؟ قبل أشهر كنت أتناقش مع أحد أصدقائي المسلمين (هذا الصديق استثناء وإلا أنا لا آخذ راحتي هكذا طبعا) حول أدلة الأديان عامة والإسلام بالذات. قال لي إنه لا يعتمد على دلائل جزئية صغيرة كبراهين الإعجاز العلمي أو الإعجاز التاريخي وغيرها ولكن على البراهين الكلية الكبرى. بطريقة ما لم أفهمها أنا علينا أن نستنتج بأن لهذه الدنيا خالقا مدبرا حكيما كلي القدرة (كل هذا بس هيك عرفناه بعل وحده أعلم كيف). بعد قليل بلغنا في حديثنا دلائل النبوة. قال: "أمعقول أن يترك الله عباده بلا هداية؟" أجبته فورا: "معقول أو مو معقول، ما تقوله وقع وصار فعلا ونحن نعرف أنه صار ووقع. ألا نعلم أن آلاف الناس الذين يعيشون في الأمريكتين وفي أستراليا قد عاشوا وماتوا وهم لم يسمعوا بأي ديانة سماوية؟ بل ألا نعلم أنه يعيش معنا حتى في عصرنا الحاضر المتطور هذا أقوام بدائيون ينشؤون في أدغال الأمازون ويعيشون عيشة بدائية كعيش أسلافهم فلا يتمكنون من سماع رسالة الإسلام؟" قال: "لهؤلاء الأقوام البدائيين أديان ومعتقدات خاصة بهم، ألا يمكن أن تكون بقايا محرفة لأديان سماوية (بل أنا واثق أنها كذلك لأني واثق أن الله لا يضيع عباده!)؟ قلت: "في هذه الحالة لدينا احتمالان ألف وباء. إما (أ) أن الله لا يكترث كثيرا أن تحرف أديانه، ففي هذه الحالة لماذا لم يدع الله قوم محمد يعبدونه ببقايا رسالاتهم المحرفة قليلا دون حاجة إلى إنزال دين جديد ودفع تكاليفه الباهظة؟ أليس تحريف الرسالات في مكة قبل البعثة أهون شأنا بكثير -وفيهم بقايا الأديان السماوية السابقة اليهودية والنصرانية- من تحريف الأديان الفظيع في الأمريكتين (أي على فرض أنها تطورت عن الأديان الإبراهيمية فعلا)! الاحتمال الثاني هو (ب) أن الله يهمه كثيرا أن يعبد بدين صحيح غير محرف. في هذه الحالة كيف ترك الله الناس يعبدونه لآلاف السنين بعقائد يعرف أنها حرفت كثيرا؟ بل كيف تركهم على هذا الحال حتى وقت حياة نبيه محمد حيث إنه مات وهو لم يتمكن من إيصال دعوته إلا إلى نسبة ضئيلة من سكان العالم وقتئذ! هل الله عاجز إلى هذه الدرجة؟". ها أنا أشهد أمام عيني ردة فعل مسلم ذكي ومتعلم ومثقف عندما فشلت نظريته أمام عينيه في "التنبؤ بالماضي والحاضر" (وهي أحط درجات فشل أي "نظرية")، فماذا كانت ردة فعله؟ لم تهتز شعرة واحدة في جسمه (بالمناسبة ظل هو نفسه مدة يتهمني "بالعناد" و "المكابرة" لعدم اقتناعي بألوهية الدين حتى كف أخيرا)، لم تهتز شعرة واحدة في جسمه مع أنه اضطر إلى الاعتراف بأنها معضلة فعلا ولكن "لا بد أن لها جوابا لا يعرفه هو بعد"! وعودة إلى آية "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا" فإني أحب أن أطمئنكم وأبشركم: حتى ولو قدر لنا في المستقبل البعيد أن نلتقي بكائنات فضائية أرقى منا بكثير ولا تتقاتل ولا تختلف أبدا فإن عقل المسلم سيتجاهل ذلك تماما، فعقل المؤمن مدرب جيدا لا على أن تصبح السماء بقدرة قادر خضراء اللون إن قال له إلهه إنها كذلك فقط، ولكن على اغتصابك إن سمعك تقول عنها إنها زرقاء. فكلام الزعيم الكبير لا يعارضه فيه أحد، لا ولا حتى التجربة والمنطق. وفي النهاية أترككم مع هذا الحديث الرائع الذي يلخص لنا عقلية المؤمن: "صدق الله وكذب بطن أخيك". |
|
|
|
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| لسهم, نقاشي, الواقع, القرآنية, تصادم, جدل, صديق, والنظريات |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | |
| اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| التناقضات القرآنية فى العقيدة الفرعونية | luther | العقيدة الاسلامية ☪ | 39 | 08-07-2017 10:37 PM |
| أسس جديدة للدراسات القرآنية | سامي عوض الذيب | العقيدة الاسلامية ☪ | 0 | 08-01-2017 06:05 PM |
| صديق وحدتي | Next | ساحة الفنون و الموسيقى و الأعمال التصويرية | 24 | 10-06-2015 03:17 PM |
| هل يستطيع رجل دين مسلم ان يرد على تساؤلاتي | د.فطومة | العقيدة الاسلامية ☪ | 9 | 10-15-2014 05:48 PM |
| صور من حياة الدكتور جفري لانج حين أسلم .. كلام في غاية الروعة | التسليم | العقيدة الاسلامية ☪ | 0 | 04-12-2014 05:16 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond