تحياتى لكم بعد غياب طويل
و مرحبا بعودة الزميل Agno و باقى الاعضاء بعد غياب
و العضو محمد سلامه و الذى اظنه هو نفسه ( طريق السلامة)
هل تعلمون اننى اشعر انه ربما على وشك ان يخطوا اول خطوة فى طريق السلامة؟
الرجل لا يحب ان يضحك عليه من زاعمى الاعجاز القرانى بكل اطيافه الوهمية.
( و هذا اول شىء حدث معى قبل رحلتى مع طريق السلامة حين القيت خرافة الدين وراء ظهرى)
لكن لم اخطو الخطوة الاولى فى طريق السلامة بمجرد اتضاح زيف الادعاءات الاعجازية الاسلامية . بل تركى للاسلام ( و معه بالضرورة باقى الاديان) كان صدفة غير متوقعة .
فلم اكن وقتها ابحث عن مشاكل مع الاسلام فى حد ذاته . و لم يكن كلاما مثل : " الاسلام يحض على العنف و عدم التسامح" . " الاسلام شريعته همجية لا تصلح لزماننا" . " الاسلام يضطهد و يقلل من شان مكونات اجتماعية معينة" ليقنعنى بترك الاسلام.
تلك المسائل ( على الاقل وقتها) كانت لها تبريرات عندى كنت راضى بها و لم اكن لاشك فى الاسلام بسببها.
الشك فى الاسلام الحقيقى و الذى زلزل عرشه الوهمى فى ذهنى. كان اثناء بحثى وراء مشكلات اليهودية و المسيحية و خلفيات مصادرها. و وجدت اننى ساكون منافقا لو لم اطبق نفس المنهج على كلام محمد . و الذى لو فعلته لوجدت ان الاشكاليات و السقطات و اللاوحى وراء النصوص اليهومسيحية و التى كنت افرح بها ( بصفتى مسلم يتمنى اكتشاف اخطاء عندهم) ساجدها ايضا فى الاسلام لو كنت محايدا و موضوعيا.
تلك كانت الضربة الاولى التى كسرت صنم الاسلام عندى. و بعدها تحولت الكسور الى تراب تذروه الرياح بعد ادراكى للمرة الاولى تصورات محمد البدائية الخاطئة عن الكون و الطبيعيات (و الفشل الذريع لردود المسلمين للدفاع عن تلك الاخطاء) .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سلامة
لا خطأ إطلاقا في اسم مريم وهارون في القرآن!
ومحمد نفسه أجاب بوضوح عن هذه المسألة في حديث.
كان اليهود يسمون أبناءهم بأسماء المشاهير في تاريخهم.. ما الغريب في هذا؟!.
|
اليهود كانوا يسمون بأسماء المشاهير ( الصالحون والطالحون) في تاريخهم (المزعوم). ليس فقط فى الواقع بل فى جلساتهم الوعظية القصصية المدراشية و تلك هى اجابة السؤال لو حبيت تعرف كيف يفسر اللادينيون تلك الظاهرة فى القران و التى لم تقتصر على حالة "مريم" بل ايضا حالة "هامان". تلك الحالات احدى حالات بناء تنويعة قصصية ليس على معطيات التاريخ
بل على المدراش و التاويل الباطنى لنصوص ( هى الاخرى لا تاريخية) .
تلك مشاركات لى سابقة عن الموضوع فى مواضيع اخرى:
الاولى عن الافتراض الساقط ( تفسير الظاهرة على نسب مريم بالفعل لهارون)
اقتباس:
السؤال الثانى: طلب الزميل رايى فى نظرية ان مصدر ابن امنة ل "مريم اخت هارون" هو انجيل لوقا .حيث يزعم أن كاهن اسمه زكريا، كان له امرأة من بنات هارون اسمها أليصابات، قريبة لمريم. بالتالى ذلك يفسر توصيف ابن أمنة "مريم أخت هارون"
ولماذا تجاهلت ذلك الافتراض؟
حسنا
أولا أنا لم أتجاهل ذكر ذلك الافتراض، فسبق لى قديما التعرض له فى موضوعى عن مصادر القران، و طبعا إعتبرته "و مازلت" افتراضا ساقطا.
ثانيا: السؤال هنا لماذا لا يلتفت العلماء فى البحوث الحديثة لذلك الافتراض ويعتبرونه بدون قيمة ؟
الاجابة :
١- ما علاقة مريم ب اليصابات ؟
هناك كلمة وحيدة مذكورة فى نص لوقا، تقول بأنهما (syngenes) و ذلك المصطلح اليوناني له نطاق واسع من المعانى و يشمل العديد من العلاقات المختلفة ، بما في ذلك أفراد من نفس العائلة ، ونفس القبيلة ، ونفس الأمة ، ونفس الدين.
من ناحية اخرى هناك فهم مسيحى منذ القدم ان مريم تنسب لداود .
وسفر العبرانيين ، الذي سبق إنجيل لوقا بما لا يقل عن ثلاثين عامًا ، كُتِبَ لتبرير الاعتقاد بأن يسوع هو رئيس الكهنة على الرغم من حقيقة أن يسوع لم يكن لاويًا.
أيضا يمكن تفسير عبارة لوقا، بأنه على الرغم من أن إليصابات كانت من بنات هارون أو من سبط لاوي من ناحية أبيها، إلا أنها قد تكون هى و مريم من سبط يهوذا من ناحية الام . أى الاثنان لهما علاقة بسبط يهوذا .
لكن كل ماسبق ليس القضية المطروحة
٢- السؤال هنا ماذا لو افترضنا جدلا ان محمد او من نقل اليه المعلومه، اعتقد أن مريم هارونية النسب، بل و عندما نسبها لهارون قال "يا اخت هارون" ، هل عند ذلك سيقبل العلماء تلك الفرضية؟ الاجابة: بالقطع لا.
لانها اقصى مايمكن استخلاصه منها هو قراءة خلفية جزئية "يا اخت هارون"، (طبعا بعد التسامح وتوسيع الافتراضات)، عن طريق نص لوقا، لكنها لا تقدم الاجابة الكاملة والاوضح لخلفية النص القرانى كاملا.
بمعنى
امامك خياران لتفسير نص يقول عن شخصية انها (اسمها مريم- وانها اخت هارون - وان ابوها اسمه عمران) :
الاول : الذهاب لنص فيه شخصية (اسمها مريم - و التسليم جدلا ان ابن امنة أو من علمه ذلك فهم انها من نسل هارون - و لم يكن اسم ابوها عمران فى الاناجيل ) .
الثانى: أم نذهب لنص فيه شخصية (اسمها مريم- تُدعى تحديدا بلقب "اخت هارون" - واسم ابوها عمران) .
طبعا الخيار الثانى هو الذى اخذت به البحوث الحديثة لعلماء مقارنة الاديان.
لانه تفسير مباشر و لا يحتاج لف و دوران و توسيع الخيال بدون داعى.
الراوى استعار كل العناصر وكل العائلة مرة واحدة من سفر الخروج، و انتهينا .
الخروج يقول عن مريم "اخت هارون" و القران يقول عن مريم "اخت هارون" و لوقا يقول " ها قريبَـتك أليصابات حبلى " الخروج يقول عن مريم "ابنة عمران " ولا يقول الانجيل ذلك .
من السذاجة اعتبار عبارة لوقا " ها قريبَـتك أليصابات حبلى " هى ما وراء النص القرانى عن عائلة مريم.
لكن الاهم
فى الواقع المدراش واقع لا محالة:
1- فيلاحظ حتى وفقا للسيناريو الاول، الراوى استعار "عمران" مدراشيا كاسما لوالد مريم من سفر الخروج.
فحتى لو لم يمدرش "اخت هارون من سفر الخروج" فهو قطعا مدرش "مريم ابنة عمران" من الخروج.
2- رواية لوقا نفسها هى عملا مدراشيا لا تاريخيا، فكما ذكرنا سابقا:
اقتباس:
كاتب لوقا مثلا صاغ قصة يزعم فيها أن قريبة مريم اسمها اليصابات بنت هارون....و إليصابات هذه هي الصيغة اليونانية لاسم لفظه في اللغة العبرية (إليشيبا) أي ((الله قسم)) ومعناه المكرسة للرب، وهو اسم امرأة تقية من سبط لاوي ومن بيت هارون. واسمها في العبرية هو نفس اسم امرأة هارون (اليشبع).
لذلك يرى العلماء النُقاد بان اليصابات لوقا ، هى شخصية خيالية ،اخترعها لوقا مدراشيا ،مستعينا باسم اليصابات امرأة هارون (وهى الوحيدة المذكورة فى العهد القديم بهذا الاسم) ... وهكذا تصبح اليصابات العهد القديم وهى امراة هارون، اليصابات العهد الجديد بنت هارون ،وزوجة خليفة هارون زكريا الكاهن ! .
ويمكنك مراجعة مشاركتنا السابقة عن كامل التفاصيل الخيالية المدراشية اللاتاريخية الكاذبة، التى الفها كاتب لوقا ونقل عنها ابن امنة
https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...2&postcount=12
بل ويزيد الطين بله عندما نعلم ان الرواية التى نقلها ، بها كلام من انجيل الطفولة المنحول ، والذى هو ايضا كانت يؤلف قصة مريم مستعينا بالخيال المدراشى
و ستجد تفاصيل ذلك ايضا فى نفس المشاركة السابقة
بل و يدق المسمار الاخير فى نعش تلك النظرية هو ان هناك حالات قصصية اخرى ، تلقاها ابن امنة ، بها مدراش استعارى "كحالة هامان المذكورة سلفا" . فلماذا نندهش من حالة مريم او نلتف حولها ؟!
الخلاصة: لا تقبل البحوث الحديثة نظرية "الخلط عن جهل" ولا نظرية "لوقا سبط هارون"
كمصدر لنص ابن امنة. و اظننى اوضحت لماذا.
|
الثانية عن المدراش و دوره فى نص مريم و هامان:
اقتباس:
"من دقنه افتل له حبل "
ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين(وأيضاً الطالحين) قبلهم
هناك حالات فى قرأن أساطير الأولين تُعَدُ على كف يد، بها ظاهرة لفتت انتباه البعض، كذِكرُه أن أم مريم أم يسوع هى أخت هارون و بنت عمران، وأن هامان كان وزير فرعون. وسبق الكلام عن تلك المسألة فى مواضع متفرقة فى المنتدى. لكن الان فى تلك المشاركة سنوسع الكلام عنها ونضيف المزيد للفائدة.
كان المعتاد قديما بين العلماء، هو تفسير تلك الظاهرة تفسيراً بسيطاً جداً، ألا و هو " محمد خلط سهوا بين القصص التى إستمع لها " .
لكن حالياً لم يعد لتلك الفرضية الكثير من المتحمسون لها بين العلماء .
وسبب ذلك أن هؤلاء الذين فسروها هكذا قديماً، أغلبهم كانوا علماء مسيحيون ليس لهم خبرة ولا حتى معرفة بعالم التأويل المدراشى ومظاهره التى تبدوا عجيبة لمن لا يألفها.
سنبدأ بالكلام عن هامان :
فى الواقع، أحلف لكم أنه قد طرأ فى ذهنى تصور "العلاقة المدراشية بين هامان سفر إستير و هامان القرأن"، حتى قبل قرائتى أن هذا التصور ليس فقط موجوداً بين العلماء، بل هو تصور اجماع العلماء الذين كتبوا عن المسألة.
فى الواقع، أى شخص يعلم طبيعة العملية التأويلية فى العالم اليهومسيحى منذ القدم، لن يسعه إلا قبول تلك الفرضية و عدم إندهاشه منها.
الأدبيات التأويلية اليهومسيحية تطفح بأمثلة من تلك الظاهرة (روايات بها إعادة تشكيل المعنى أو الفكرة برؤية مغايرة وجديدة تقطع مع سابقاتها في النصوص القديمة، عن طريق إستعارة أسماء و أحداث و تبادل عناصر قصصية من موضع و زمان إلى موضع و زمان أخر)
بعبارة أخرى، بناء تفاصيل قصصية خيالية بإستعارة أفكار من النصوص الدينية نفسها، وهى الحالة المدراشية فى مريم اخت هارون وهامان .
أتذكر أن أول مرة لفتت نظرى تلك الظاهرة، كانت حتى قبل قرائتى فى عالم المدراش. كنت يوماً أقرأ فى سفر القضاة ، و وقع بصرى على قصة حقيرة تقول بأن أحد اللاويين زار بلدة مع عبيده وسريته. والتقى بمزارع عجوز وتم الترحيب به. و فجأة ظهرت عصابة من الرجال وطالبت الرجل العجوز بإرسال اللاوي لكي يعتدواعليه جنسيًا. لكن قال العجوز "لا ياإخوتي. لا ترتكبوا هذا العمل المشين، فالرجل ضيفي وقد دخل بيتي". وعرض عليهم منحهم كل من محظية اللاوي وابنته العذراء ليتم اغتصابهما " فتمتعوا بهما وافعلوا ما يحلو لكم، ولكن لا ترتكبوا هذا العمل القبيح بهذا الرجل".
تسائلت وقتها، أليست تلك القصة تشبه القصة السخيفة الحقيرة عن لوط وضيفه و قومه، والمذكورة فى التوراة والقران؟
بعدها كلما رأيت قصة توراتية لأحد الانبياء التالون لموسي ، أجد أنهم أخذوا عناصر من قصة موسي و أحالوها لقصص الانبياء التالون له ، و أيضا قصص الحمل الاعجازى ، كل قصة تأخذ عناصر من قصة سابقة لها. ولا يقتصر الامر على التناخ. بل وجدت تلك العادة فى الاناجيل نفسها.
كاتب لوقا مثلا صاغ قصة يزعم فيها أن قريبة مريم اسمها اليصابات بنت هارون....و إليصابات هذه هي الصيغة اليونانية لاسم لفظه في اللغة العبرية (إليشيبا) أي ((الله قسم)) ومعناه المكرسة للرب، وهو اسم امرأة تقية من سبط لاوي ومن بيت هارون. واسمها في العبرية هو نفس اسم امرأة هارون (اليشبع).
لذلك يرى العلماء النُقاد بان اليصابات لوقا ، هى شخصية خيالية ،اخترعها لوقا مدراشيا ،مستعينا باسم اليصابات امرأة هارون (وهى الوحيدة المذكورة فى العهد القديم بهذا الاسم) ... وهكذا تصبح اليصابات العهد القديم وهى امراة هارون، اليصابات العهد الجديد بنت هارون ،وزوجة خليفة هارون زكريا الكاهن ! .
هل إكتفى لوقا بذلك؟ سأقتبس من كلامى فى موضوع مصادر القرأن :
اقتباس:
بعد تسمية كاتب لوقا ، والدى يوحنا مستعينا بالعهد القديم ،الخطوة المدراشية التالية ،كانت اختراع قصة اعجازية مالوفة لقُراء العهد القديم ، وهى حمل اعجازى:
هناك العديد من تلك الحالات فى العهد القديم
حالة راحيل :
بعد مرور سنين على راحيل وهى عاقر أصابها يأس فقالت ليعقوب : هَبْ لي بنين وإلاَّ فإنّي أمُوت. فغضَب يعقوب على راحيل وقال: ألعلّي أقوم مقام الله الّذي حرمك من الإنجاب؟ وبعد سنوات عدّة شاءت الأقدار أن تلد راحيل ولدًا أسمته يوسف, الذي معناه "يزيد" الرب – وتفاءلت بابن آخر فرزقها الله بالآخر أسمته بنيامين.
حالة رفقة:
ان اسحاق ابن اربعين سنة لما اتخذ لنفسه زوجة، رفقة بنت بتوئيل الارامي، اخت لابان الارامي من فدان ارام. وصلى اسحاق الى الرب لاجل امراته لانها كانت عاقرا، فاستجاب له الرب، فحبلت رفقة امراته.
حالة ام شمشون :
عاش شمشون عندما كان الله يعاقب بني إسرائيل بتسليمهم لأيدي الفلستيُّون، وقد بشر بولادته ملاك ظهر أمام والده وزوجته العاقر . فها أنك تحبلين وتلدين إبنا ولا يعل موسى رأسه لأن الصبي يكون نذيرا لله من البطن وهو يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيون .
وحالتين اخرتين ...٤- حالة ابراهيم وسارة ، ٥- و صموئيل وحنة ..
ولو قارنا مايقوله العهد القديم عن سارة زوجة ابراهم ،وحنة زوجة صمؤيل ،وبين مايقوله كاتب لوقا عن اليصابات زوجة زكريا ،لوجدنا التشابه كبير فى امر الحمل والولادة :
١- فكما تلقى ابراهيم البشرى بميلاد اسحاق من الملاك ، تلقى زكريا البشرى بميلاد يوحنا من الملاك.
٢- ويتطابق نص اعتراض زكريا فى لوقا ،مع نص رد فعل ابراهيم على الوحى فى التكوين . ويصف لوقا زكريا بانه اتبع وصايا الرب ، وهو صدى لوصف التكوين لابراهيم.
٣- طبقا لنص لوقا ،عندما علمت مريم بحمل اليصابات ، نجد بعدها عبارة " هل من أمر يعجز الرب؟ ،وهى نفس الكمات اتى قيلت لابراهيم فى التكوين "هل من أمر يعجز الرب؟"
٤- عندما وضعت اليصابات مولودها ،ابتهج معها جيرانها. ،الامر الذى يشابه ابتهاج سارة والاخرون فى التكوين.
يٌعَلق العالم المحاضر Ian Peter Pells
فى كتابه The Infancy Narratives of Matthew and Luke على ذلك :
المعنى العقائدى وراء ذلك التوازى والتشابه بين زكريا واليصابات من ناحية وابراهيم وسارة من ناحية اخرى،يكمن فى الأهمية التي يعلقها العهد القديم على العهد الذى قطعه اله العهد القديم مع ابراهيم، الموصوف في التكوين ١٨. والذى يذكره كاتب لوقا فى 1:73 ،ثم نجد كاتب لوقا بعدها فى نص3:9 يقوم بتوبيخ هؤلاء اليهود الذين دعوا ابراهيم ابا لهم ،ونعلم ان نص التكون جعل اساس اسرائيل مبنيا على ذلك الوعد ،وهو الذى كان موضوع ذلك التوبيخ..
على اى حال، تصوير كاتب لوقا زكريا واليصابات على شاكلة ابراهيم وسارة ... كان تاكيدا منه على ان العهد الابراهيمى سيبدا من جديد مع المعمدان فى المهمة التى كلفه الرب بها.
مدراش لوقا عن ابراهيم وسارة ،يربط روايته عن ولادة يسوع والمعمدان ببدايات اسرائيل مع اباؤها البطارقة .. وان مجئ يسوع النهائي ،مع انه متاصلا فى عهد اسرائيل ،لكنه يتطلب خلق عهد جديد ،او تجديد للعهد القديم لاباء اسرائيل البطارقة.
.................
مدراش لوقا لم ينتهى بعد ، فنجده يذهب لقصة صمؤيل وحنه :
رافد مدراشى اخر هام استخدمه لوقا ،هو قصة حمل حنة ام شمشون ، ففى لوقا 1: 15 يخبر الملاك زكريا أن ابنه الموعود "لن يشرب خمرا ولا مسكرا ". وهكذا يوصف بأنه كالنذيرون ، ونعلم ان واحد من أشهر النذيرون فى العهد القديم هو النبى صموئيل. ونجد كاتب لوقا يرسم صورة مدراشية يوازى بها الطريقة التي يقدم بها زكريا فى انجيله ،والطريقة التى يقدم بها كاتب سفر صمؤيل 1 ،ألقانة زوج حنة ، أم صموئيل النبي...
وعلاوة على ذلك تشبه الطريقة التي تم بها الوحي ل حنة من قبل عَالِي رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ خلال الزيارة السنوية لتقديم الاضحية في معبد شِيلُوه.،الطريقة التى سمع بها زكريا في حرم الهيكل في أورشليم.
ايضا ختام قصة ميلاد يوحنا ونموه في لوقا 1:80 ، يبدوا انعكاسا لنمو الطفل صموئيل في سفر صموئيل ، هناك توازي واضح هنا ،وعنصر صموئيل حاضراً في رواية ميلاد المعمدان عند لوقا.
مدراش محتمل اخر ، فيبدأ لوقا الفصل الثالث من إنجيله من خلال تعريف قرائه برسالة يوحنا المعمدان عن التوبة ، وبلغت ذروتها في تأكيد يوحنا المعمدان على تفوق يسوع عليه ، وهو ما نستنتجه من الفصل الاول والثانى . ونجد يوحنا يقوم بتعميد يسوع .وكما ان روح الله
نزلت على شاؤل ، وداود ،كذلك نجد نزول الروح على يسوع. وكما ان صموئيل مسح شاول للدخول في المملكة ،ومسح داود ليكون ملكها ، كذلك يقوم ابن صمؤيل (يوحنا المعمدان) ،بمسح ابن داود (يسوع) للدخول فى مملكة السماء.
اقتبس ايضا زيارة جبريل لدانيال وبشاراته بخلاص اسرائيل ،وطبقها على جبريل وزكريا ..
مثال أخر لاحظته فى انجيل يعقوب ، كاتبه هو الاخر اصابه هوس المدراش ، و صاغ رواية بها إعادة تشكيل المعنى أو الفكرة برؤية جديدة تقطع مع سابقاتها في النصوص القديمة، وقصة صمؤيل وحنة ،اخذت نصيب الاسد من ذلك، فصاغ قصة حمل وطفولة مريم على منوال قصة حمل حنة. فكلاهما عاقراً ؛
و كانا يتضرعان لله بشدة ليساعدهم في حالاتهم العقيمة ؛ وكلاهن يتعرض للسخرية والاستخفاف من قبل عبيدهما (2: 6 ؛ 3: 2-8 ؛ 1 صم 1: 6 ؛ 2:10). ومثلها مثل حنا التوراتية ، تستخدم حنا الانجيلية أيضًا ترنيمة للتعبير عن يأسها وفرحها ، ومثلها مثل حنا التوراتية تكرس طفلها للرب قبل ولادته (4: 2 ؛ 1 صم 1:11). بالإضافة إلى ذلك ، تنتظر حنة الانجيلية حتى يفطم طفلها قبل تركه في الهيكل (٧: ٢ ؛ ١ صم ١: ٢٢-٢٣) ، كما فعلت حنا التوراتية. حتى أزواج النساء (حنا الانجيلية و حنا التوراتية) يشتركون في التقارب الملحوظ في توصيفهم ووضعهم. فكل من يواقيم و ألقانة، على سبيل المثال ، يُصوَّران على أنهما يهودا أتقياء يصعدان بانتظام لتقديم التضحيات ؛و يُوصف يواقيم بأنه يقدم هدايا مزدوجة تشبه حصص ألقانة المزدوجة التي يقدمها لزوجته حنة (1: 2 ؛ 1 صم 1: 3-5). أحد أوجه التشابه الأخيرة هو سوء قراءة كهنة الهيكل لحالة الأزواج: يخطئ إيلي في تفسير صلاة حنة القلبية واليائسة على أنها سُكر (1 صم 1: 13-14) وينسب روبل عدم إنجاب يواقيم إلى مشاركته في الخطيئة (1: 5). تشمل التأثيرات المحتملة الأخرى حالة سفر طوبيت 1:20 حيث يتم استخدام اسم حنة أيضًا لزوجة طوبيت والنبية في لوقا 2: 36-39 ، التي توصف بأنها أرملة تصوم وتصلي ليلا ونهارا ، وهو ما يذكرنا بزوجة حنة.
هوس كاتب الانجيل بالمدراش لم يتوقف عند ذلك الحد ، وبحث عن زكريا مدراشى فى العهد القديم ،لدمجه فى قصته ،ووجد زكريا الكاهن الاعظم ومقتله : يقول النص سفر أخبار الأيام الثاني - الأصحاح 24 :20. فشمل روح الله زكريا بن يوياداع الكاهن، فوقف أمام الشعب وقال لهم: ((هكذا قال الله: لم تتعدون وصايا الرب؟ إنكم لا تنجحون، لأنكم تركتم الرب فترككم )).21. فتآمروا عليه ورجموه بالحجار؟ بأمر الملك في دار بيت الرب. 22. ولم يذكر يواش الملك الرحمة التي صنعها إليه يوياداع، أبو زكريا، بل قتل آبنه.
وبنى على ذلك روايته أن زكريا الكاهن الأعظم قد قتل في الهيكل على يد هيرودس لرفضه الكشف عن موقع يوحنا
مثال أخر:
شخص يوسف في العهد القديم ، يتم إستدعاء إسمه لخلق يوسف يسوعى جديد ، وكلاهما كان له أب اسمه يعقوب.و كلاهما تلقى رسائل وحى في الأحلام. وكلاهما ذهب إلى مصر تحت الإكراه، وكلاهما عادا من مصر بعدها.
مثال أخر للطيبولوجى:
بناء قصة عيسى على قصة موسى :
تعرضت حياتهما كرضع للتهديد من قبل حكام أقوياء (فرعون وهيرودس).
تم إنقاذ حياتهما كرضع من قبل أفراد الأسرة.
كلاهما كانا في مصر لفترة من الشباب.
كلاهما غادر مصر في وقت لاحق وعادا إلى إسرائيل.
كلاهما صام في البرية لمدة 40 يومًا.
كان لكل منهما وجوه مشرقة مثل الشمس.
كلاهما كانا مشرعين على جبل.
كلاهما خرج من الماء وتجول في الصحراء.
تم اختبار كلاهما في عبادة الآلهة الباطلة ، والجوع في الصحراء ، واختبار الله (فشل موسى والإسرائيليون في هذه الاختبارات ، وقد نجحهم يسوع).
غير موسى الماء إلى دم ، وغير يسوع الماء إلى خمر.
كل ما فات فى كوم، واليوم الذى بدأت أطلع فيه على أعمال العالم اليهومسيحى خارج التناخ والاناجيل، فى كوم أخر. فى الواقع هناك مئات من حالات المدراش التى يطلق عليها علماء مقارنة الأديان “narrative fluidity” ، Typology خارج التناخ والاناجيل، وكل حين وأخر يكتشف العلماء المزيد منها .
ومن ذلك تجد إستعارة أسماء لاشخاص لم يُذكر لهم أسماء فى داخل الرواية..كزوجة نوح مثلا "نعمة" ، فيقوم الراوى باستعارة إسم شخص اخر مذكور فى التوراة .. فاذا كان يراه صالحا فيستعير اسم احد الصلحاء ،بل وبعض العناصر من قصته ..واذا كان يراه شريرا فيستعير اسم احد الاشرار... كمريم وحنة وعمران وهامان ونعمه إلخ إلخ.
"فى الواقع حصر ال Typology يحتاج كتاب كامل"
لذلك من يعلم بتلك الظاهرة، وتصادفه مسألة مريم و هامان القرأنية، و دور المشافهة الكبير فى وصول القصص القرأنى. فسيخطر على باله على الفور و بدون تردد أن رواية القرأن التى إستعارت أسرة لمريم اليسوعية، و وزير لفرعون، لهى رواية تنتمى لذلك النوع من المدراش ( إستعارة أسماء و أحداث من موضع و زمان إلى موضع و زمان أخر)
هامان القرأنى هو إستعارة مدراشية: التفاصيل
في كل من الحالات الست التي يظهر فيها هامان في القرآن ، يُذكر إسمه مع فرعون . وفي حالتين من هذه الحالات (س 29: 39 ؛ و 40: 23 25) ، ينضم إليهم هارون . في حالتين أخريين ، أمر فرعون هامان ببناء "برج" شاهق ليطلع الى اله موسي.
و نجد على المقابل قصة عن اليهود يُذكر فيها الاسم هامان و بها ملامح من رواية التوراة عن الاستعباد و الاضطهاد و الاكراه على الوثنية و التعرض لخطر الفناء ثم النجاة فى النهاية لشعب الله المختار.
فى الواقع نجد الكثير من عوامل الاغواء لان يدمج احد الكائنات المدراشية هامان و قارون مع فرعون:
١- فكما كان الحال مع مصر الفرعونية ، اليهود كانوا مستعبدون و مستضعفون فى أرض فارس الغريبة خارج وطنهم .
٢- أن من بينهم كان شخص تقى إسمه مردخاي حالته تشبه حالة يوسف فى مصر الفرعونية : كان غريبًا في أرض وثنية، و وسيلة ارتقاء مردخاي في بلاد فارس كانت أيضًا مماثلة لوسائل ترقية يوسف في مصر. عندما اكتسب يوسف شهرة وأهمية عن طريق معرفته بموظفي فرعون في السجن ، تم تقديم مردخاي وتكريمه من قبل الملك الفارسي لأنه كشف عن مؤامرة اغتيال خصيي الملك . علاوة على ذلك ، كما نسي مسؤول فرعون أمر يوسف وبقي يوسف في السجن حتى حلم فرعون ، فإن حقيقة أن مردخاي قد أنقذ حياة الملك أحشويروش بإعلانه عن مؤامرة خصييه. لم تُذكَر حتى قرر الملك أحشويروش ذات ليلة مراجعة سجلات الايام واكتشاف مساعدة مردخاي بمعنى آخر ، تم تكريم يوسف وترقيته عندما رأى فرعون حلمًا بينما تم تكريم مردخاي وترقيته عندما لم يستطع الملك أحشويروش النوم وأراد أن يرى أخبار الأيام اليومية. كان هذا تباينًا طبيعيًا لأن ما جعل يوسف مشهورا هو قدرته على تفسير الأحلام.
علاوة على ذلك تقول الترجمة السبعينية ،أنه كان لدى مردخاي حلم تنبأ بالخطر الذي ينتظر اليهود في بلاد فارس ،و الصراع بين هامان وبينه ، والنصر اليهودي اللاحق (استير الفصل 11 السبعينية)
فى المدراش
اقتباس:
قال الحبر يوحنان باسم الحبر بنيامين عن الحبر ليفي: "عندما تحدثوا إليه يوميًا": أبناء راحيل معجزاتهم متساوية وصعودهم إلى العظمة متساوٍ. معجزاتهم متساوية. هذا ما هو مكتوب: "كان ذلك لما كلمت يوسف يومًا بعد يوم" (تكوين 39: 10). مكتوب هنا: "لما كانوا يخاطبونه كل يوم ولم يلتفت إليهم" ، وهناك مكتوب: "ولم يسمع لها أن تضطجع معها لتكون معها" (تكوين 39: 10). وصعودهم إلى العظمة متساو. هذا هو ما هو مكتوب: "نزع فرعون خاتمه من يده وأعطاه ليوسف ، وألبسه ثياب كتان" (تكوين 41: 42). مكتوب هنا: "نزع الملك الخاتم الذي أخذ من هامان ، وأعطاه لمردخاي" (إستير 8: 2).
و نجد فى المدراش حضور ملفت لذكر موسي و فرعون فى معرض الكلام عن الملك الفرسي و هامان وزيره .وهذا أحد العوامل المغرية للكائنات المدراشية على خلق تنويع يدمج شئ من استير فى الخروج .
٣- وفي المدراش تُروى قصة هامان الفارسي أحيانًا أثناء الإشارة إلى عيد الفصح ، الذي أقامه موسى في وقت عقاب فرعون مصر و شعبه من خلال موت جميع أبكار المصريين. أجبر هذا الطاعون الأخير فرعون والمصريين على السماح لليهود بمغادرة البلاد. و يقال فى المدراش إن صيام الأيام الثلاثة الذي أعلنته إستير لإنقاذ الإسرائيليين من مؤامرات هامان قد تزامن مع الاحتفال بعيد الفصح .
٤- وأيضا فى المدراش ، تمت مقارنة فترة مردخاي بفترة موسى على أساس احتفالات الفصح. والأهم من ذلك ، فإن الرواية تصور مردخاي على أنه موسى الجديد حيث يُزعَم أن اليهود في بلاد فارس اتهموا مردخاي باستفزاز هامان من خلال أفعاله المتغطرسة. بعبارة أخرى لام اليهود مردخاي على التسبب في المتاعب.
كما لامو موسي سابقا على انه تسبب بالمتاعب لهم مع الفرعون.
٥- و يقول المدراش
اقتباس:
من يريد أن يمد يده على أبناء القدوس طوبى لهم؟ فكيف يهرب؟ . اذهب وانظر الملوك السابقين ، مثل فرعون وسنحاريب ، الذين أخطأوا بمد أيديهم على إسرائيل. ماذا حل بهم؟
فقال لهم هامان في الحال: إن الله الذي أغرق فرعون في البحر وصنع عجائب لإسرائيل ، وما سمعتم من عظائم ، هو شيخ هَرِم لا يقدر على شيء.
وهذا ما كتبه اليهود في تلك الرسائل: سلام غير محدود لكم. لتعلم أن بيننا شخص ليس منا ، بل هو من نسل الملوك ، من نسل عماليق وأحد عظماء هذا الجيل ؛ هامان اسمه. سألنا سؤالًا بسيطًا عن أناس معينين يقيمون في وسطنا ، أكثر حقارة من بين جميع الشعوب ، وهم متعجرفون. يطلبون أذيتنا ، ولعنة الملك شائعة بينهم. ما هي اللعنة التي يلعنونا بها؟ "الرب ملك إلى أبد الآبدين. لقد هلكت الأمم من أرضه "(مزمور 10:16) ، ويقولون أيضًا:" لينتقموا من الأمم وينتهر بين الشعوب "(مزمور 7: 149).
إنهم ينكرون فضل أولئك الذين عاملوهم معاملة حسنة. تعال وانظر من ذلك الفرعون عديم الحظ ، ماذا فعلوا معه ؟ عندما نزلوا إلى مصر ، استقبلهم بضيافة ، وسكنهم في أفضل أرض البلاد ، ووفر لهم الطعام خلال سنوات المجاعة ، وأطعمهم كل ما هو أفضل في الأرض. كان لديه قصور ليبنيها ، يبنون هناك ؛ ومع ذلك ، لم يتمكن من حملهم على المشاركة.
ليس هذا فقط ، بل جاءوا إليه بحجة وقالوا له: لكي نذبح للرب إلهنا نذهب في رحلة تستغرق ثلاثة أيام ونعود بعد ذلك. إن شئت ، اقرضنا آنية من الفضة وآنية من ذهب وأثواب ، وأقرضوهم ذهبهم وفضتهم وكل ثيابهم الجميلة. حمل كل واحد منهم عددا لا يحصى من حميرهم حتى جردوا مصر. هذا ما هو مكتوب: "وجردوا مصر" (خروج 12:36) ، وهربوا.
فلما سمع فرعون أنهم يفرون ، تبعهم ليسترد ممتلكاته. ماذا فعلوا به؟ وكان معهم رجل اسمه موسى بن عمران ، وبسحره أخذ عصا ، وألقى تعويذة ، وضرب البحر حتى يجف. كلهم دخلوا اليابسة في البحر وكلهم عبروا.
فلما رأى فرعون ذلك ، دخل [قاع البحر] من بعدهم ليسترد ممتلكاته. لا أعرف ما الذي دفعه إلى البحر. وغرق هو وجيشه بالكامل في البحر. لم يتذكروا أنه عاملهم معاملة حسنة. ألا تسمع أنهم ناكرى الجميل؟
٦- و نجد فى المدراش ذكر لهامان و قارون سويا :
فى بريشيت ربا 88.5
اقتباس:
"أربعة أشخاص تبدأ تعليقاتهم بالكلمة "أنف " وجميعهم لقوا حتفهم.
هم: الحية ، رئيس الخبازين ، جماعة قارون وهامان.
فى موضع أخر فى مدراش رابا :
اقتباس:
قال الحبر فنحاص : نشأ رجلان ثريان في العالم ، واحد من اليهود والآخر من الوثنيون ، وكانت ممتلكاتهم لضررهم فقط. قورح في إسرائيل وهامان بين عبدة الأصنام .
وهذا عامل أخر يغرى الكائنات المدراشية على خلق تنويع يدمج الشخصين فى عصر واحد .
٧- المشهد الفارسي كان به ملك و وزيره هامان، المشهد الفرعونى به ملك و رأى من مدرش التنويعة أن المشهد التناخى الفرعونى، يحتاج لاستدعاء وزير . و خارج التناخ فى الواقع كانت هناك فكرة سابقة بها أن فرعون كان معه من يستشيره .
٨- وفقا للمدراش الملك الفارسي نفسه كان يكره اليهود أكثر من هامان ، يقول المدراش فى تفسير "رفع الملك خاتمه من يده وأعطاه لهامان بن حميداتا الأجاجي ، عدو اليهود" (إستير 3: 10).
اقتباس:
يقول الأحبار أن الملك أحشيروش كان يكره اليهود أكثر من هامان الشرير.
أيضاً يقول المدراش
اقتباس:
"دعي كتبة الملك في اليوم الثالث عشر من الشهر الأول ، وكتب حسب كل ما أمر هامان مراسنة الملك ، والولاة الذين على كل البلدان ، ورؤساء كل شعب. لكل مقاطعة بخطها ولكل شعب بلغتها. إنه مكتوب باسم الملك أحشروش ومختوم بخاتم الملك "(إستير 3: 12).
"تم استدعاء كتبة الملك ... وكُتب حسب كل ما أمر به هامان." إنه مكتوب: "أمر فرعون جميع قومه قائلاً: كل ابن يولد تطرحه في النيل ..." (خروج 1:22). أمر فرعون فتبارك القدوس لم يأمر. أنت [هامان] ، ما هي القوة التي لديك؟ "من هذا الذي قال وحدث إن لم يأمر الرب؟" (مراثي إرميا 3:37). ماذا أمر؟ "لأنه بيد قوية يرسلهم" (خروج 6: 1) ؛ وهكذا حدث له. علاوة على ذلك ، "ألقى بفرعون وجيشه في بحر سوف" (مزامير 136: 15).
وبالمثل ، "حسب كل ما أمر به هامان" - أمر ، لكن القدوس مبارك لم يأمر. أمر هامان "أن يهلك ويقتل ويقضي" (3: 13) ، لكن الرب لم يأمر. ماذا أمر؟ "عسى أن تعود مؤامراته الشريرة التي دبرها على اليهود على رأسه" (إستير 9: 25) ، وهكذا حدث له ، "وعلقوه وأبناؤه على الجبة".
و قال هامان: كان فرعون أحمق ، إذ قال: كل ابن يولد نطرحه في النيل. ألم يكن يعلم أن الفتيات يتزوجن وينجبن؟ أنا لن أفعل ذلك. بدلا من ذلك ، "ليهلك ويقتل ويقضي ..." (إستير 3: 13).
٩- وتقول توراتهم أيضاً أن سبب ضيق هامان بهم هو رفض مردخاى واليهود عبادة وثنية ، واشتكوا للرب يهوه
اقتباس:
. the congregation of Israel said before the Holy one blessed be He: ‘Master of the universe, the idolaters have spread a trap before me to bring me down. They say to me: Engage in idol worship. If I heed them, I will be punished. If I do not heed them, they will kill me.
يقول Adam Silverstein فى كتابه Haman's transition from the Jahiliyya to Islam
اقتباس:
يقال أن هناك علاقة أنساب بين هامان وفرعون في التقاليد اليهودية والإسلامية. أما بالنسبة لتخلي هامان عن بقية طاقم كتاب إستير ، وسيظهر لنا لاحقاً أنه في العصور القديمة المتأخرة، غالبًا ما رُوِيت قصة إستير دون الإشارة إلى هامان ، في حين أن الأخير قد يظهر بمفرده على أنه الشرير في قصة لا علاقة لها بكتاب إستير.
العلاقات الأدبية بين بلاط أحشويروش وفرعون
على الرغم من الأوصاف اليهودية والمسلمة المبكرة لفرعون كأصله إيراني ، كيف نُقِل هامان من بلاط أحشويروش "الشرقي" إلى محكمة فرعون في "الغرب"؟ يمكن أن يتم ذلك بطريقتين. أولاً ، هناك دليل على أنه بين الموحدين في العصور القديمة المتأخرة ، كان هناك قدر كبير من الانسيابية بين المحاكم التوراتية "الشرقية" و "الغربية". مثلا في كل من النسختين اليونانية والسلافية لـسفربراوخ 3 ،، يتم أخذ براوخ في جولة في الجنة ، حيث يتم تقديمه إلى :
... الذين خططوا لبناء برج [بابل] ... من بينهم امرأة [حامل] كانت تصنع الطوب وقت ولادتها ؛ لم يسمحوا لها بالإفراج عنها ، لكن أثناء صنع الطوب ، ولدت وحملت طفلها في عباءتها واستمرت في صنع الطوب.
يعود هذا المصدر إلى زمن أواخر القرن الأول / أوائل القرن الثاني في سوريا ، وله وجه موازٍ مذهل في نص سرياني يعود إلى القرن الخامس ، والذي وفقًا له سبب ذبح الله البكر في مصر هو كما يلي: مرض يهودى أثناء صنع الطوب لفرعون. ، لذلك طلب الأخير من رجاله الحصول على زوجة اليهودى الحامل لتحل محله. لقد رفضوا السماح لها بالراحة حتى عندما توسلت إليهم ، وأنجبت هناك رضيعين ، على ما يبدو ميتين .وصلى زملائها العمال الى رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب للمساعدة ووعدهم بالانتقام: و كما قتل فرعون أبكارها ، هكذا قتل الله أبكار المصريين.
وهكذا نجد بروز قصة عن بناء برج بابل فى سياق فرعونى قبل الإسلام ، مما يعكس درجة معينة من المرونة عند سرد قصص محنة "الشتات".
ثانيًا ، هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن هذه السيولة بين العراق التوراتي ومصر التوراتية تنطبق بشكل خاص على رواية محاكم أحشويروش و رواية فرعون. ويعتقد كل من علماء الكتاب المقدس المعاصرين والمصادر الحاخامية التقليدية بأن العديد من مشاهد سفر إستير تستند إلى أوصاف بلاط فرعون ، كما هو موضح في سفر التكوين (39 42) و خاصة الحلقة الفرعونية التي يعتقد أنها أثرت في قصة إستر عن يوسف . فيُعد كل من يوسف ومردخاي أمثلة عن يهود / إسرائيليين تمكنوا ، على الرغم من الوضع غير المواتي الذي وضعوا فيه ، من الصعود إلى مكانة بارزة في بلاط ملك أجنبي من خلال مهاراتهم وحكمتهم .و كلتا المؤامرات (من قبل اثنين من الحاشية) ضد الملك ثم تم تعظيمهما من قبل الحاكم بعبارات يمكن مقارنتها بشكل واضح.
أيضا استخدم كل من يوسف ومردخاي مواقع نفوذهم لمساعدة عائلاتهم أو الناس. علاوة على ذلك ، أشار العلماء إلى أن بعض الكلمات والعبارات ترد في الكتاب المقدس فقط فيما يتعلق بمحاكم فرعون وأحشويروش. بينما يكتشف فوكس "أصداء واضحة لقصة يوسف في العبارات ، والزخارف ، والسمات الهيكلية الشكلية" في كتاب إستير . إذا تم نقل مردخاي مدراشيا إلى مصر ، فسيكون تحديد مكان هامان هناك أيضًا خطوة طبيعية.
هامان أيضا تم نقل نسبه خارج فارس فى تقاليد خارج التنتاخ:
هناك سببان لافتراض أن هامان في سفر إستر كان من العماليق . أولاً ، يقارن سياق سفر إستر بوعي وبشكل متكرر هامان مع مردخاي ، ويوصف الأخير بأنه من نسل الملك شاؤل الذي كان عدوه اللدود أجاج ، ملك عماليق (راجع 1 صم 15: 8). وبالتالي ، فإن التنافس القديم بين شاول وأجاج يتم لعبه من قبل أحفادهم فقط إذا تم اعتبار كلمة عجاج على أنها تعني "عماليق " . ثانيًا ، هناك أدلة وافرة تشير إلى أن التقاليد ما بعد التناخ تُفسر العداء بين مردخاي وهامان من حيث المصطلحات. على أنها من منافسة بني إسرائيل / عماليق. يقول المدراش مثلاً عن الحاخام فينحاص قوله:
لقد رأى القدوس المبارك أنه في المستقبل سوف ينشأ من أجاج رجل ، عدو عظيم وخصم لليهود. من كان هذا؟ هذا كان هامان ، كما قيل: "لأن هامان بن همداثا الأجاجي هو عدو كل اليهود". من نسل شاول منتقم وفادي لإسرائيل من يد هامان . من كان هذا؟ كان هذا مردخاي ، كما قيل: كان في شوشن العاصمة رجل يهودي اسمه مردخاي ... ابن قيس بنيامين.
وفقًا لمصادر مدراشية ، كان هامان وزوجته وأحشويروش أيضًا على وعي بالأحداث في بلاط فرعون. في أحد المصادر ، عندما حث هامان أحشويروش على القضاء على الشعب اليهودي ، أوضح الملك عدم رغبته في فعل ذلك بقوله: "إنني أتذكر ما حل بفرعون بسبب معاملته الشريرة للإسرائيليين". يخبرنا أنه عندما كشف هامان لحلفائه تفاصيل خطته ضد اليهود ، قال له أحشويروش: "ألم تسمع ما حدث لفرعون؟". قصتان: في أحدهما ، يتهم هامان اليهود بأنهم كانوا جاحدين لفرعون ، الذي ساعدهم أثناء المجاعة ولكن تم تعويضه مقابل مساعدته مع قوة عاملة مترددة ساهمت في مشاريعه الإنشائية على مضض ؛ وفي أماكن أخرى يُذكر أحشويروش أنه أرسل الله هامان لمعاقبة اليهود لبيعهم يوسف كعبيد
تشير تلك الأدلة مجتمعة ، إلى أن محاكم أحشويروش وفرعون كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا في أذهان الجميع بدءًا من مؤلف كتاب إستير، وحتى الأجيال اللاحقة من اليهود، وحتى العلماء المعاصرين المنخرطين في نقد الكتاب المقدس.
بإختصار ، الرواية القرأنية تنويعا مدراشيا تلقاه محمد مشافهة من أحدهم. و رأينا فى المشاركة خيوط حفزت الفكرة فى ذهن واضع المدراش أحد أفراد عالم أهل الكتاب الذى كان يَعٌج ببحر من مدراشات عجب العجاب .
إقتباس متعلق بموضوع هامان من كتاب
The Qur'an and Its Biblical Subtext
للباحث المؤرخ Gabriel Reynolds
اقتباس:
.تروي قصة إستير قصة موسى وفرعون في مصر. مرة أخرى الإسرائيليون في المنفى . مرة أخرى هناك حاكم يطلب أن يعامل مثل الإله. مرة أخرى يهرب الإسرائيليون من مذبحة، ويُذبَح مضطهدوهم بدلاً منهم.. علاوة على ذلك ، في إشارة إلى برج هامان ، فإن القرآن يتبع التقليد الموجود في الأسطورة المسيحية السيريانية عن أسقر ، كما أوضح آدم سيلفرشتاين بالتفصيل . فحسب هذا التقليد ، يخبر نادان الخائن لأسقر، فرعون الخصم الكبير للإمبراطورية الآشورية ، بمقولة أن أسقر مات.حينئذ الفرعون تحدى الإمبراطور الآشوري أسرحدون ليرسل له رجلاَ لعله يبنى له برجًا بين السماء والأرض ، مع العلم أن البطل العظيم أسقر هو الوحيد القادر على مثل هذا العمل الفذ ، في الواقع لا يزال أسقر على قيد الحياة. يندفع إلى مصر ويبني البرج إلى السماء ، في حين يوبخ الإمبراطور الآشوري نادان . كما يشير سيلفرشتاين ، يمكن العثور على صلة بين أسقر وهامان في النسخة السبعينية من كتاب طوبيا. في ذلك ، ينصح طوبيا ابنه على فراش الموت ، "تأمل يا بني ما فعله هامان ل أسقر الذي رباه" (طوبيا 14: 10). توبيت هامان يدخل في قصة أسقر مكان نادان. في القرآن يأخذ مكان أسقر بنفسه. المنطق الأدبي في هذا التحول الأخير واضح. في الرواية التى نجدها فى القرآن فرعون وأتباعه كلهم أعداء لله .و لا مكان للاحتفال بمكر البطل الأشوري أسقر وبراعته في التفوق على ابن أخيه وبناء برج. بدلاً من ذلك ، تندرج قصة البرج ضمن الموضوع الأكبر المتمثل في تمرد البشرية ضد الله ، ويأخذ هامان البغيض مكان أسقر البطولي بشكل مناسب.
مريم أخت هارون
يقول بحث Jesus and Mary: Quranic Echoes of Syriac Homilies?
اقتباس:
السريانية ، اللهجة الآرامية التي أصبحت اللغة الليتورجية واللغة العامية للعديد من المجتمعات المسيحية في معظم بلاد ما بين النهرين وما حولها ، لديها إرث أدبي غني. بما أن اللغة السريانية كانت لغة الجماعات المسيحية المختلفة في الهلال الخصيب ، فإن الأدب السرياني يعكس تفسيرات عقائدية مختلفة مألوفة للتاريخ المسيحي. علاوة على ذلك ، تشهد الترانيم والمواعظ المنسوبة إلى أفراهات وأفرايم ويعقوب السروجى ونارساي إلخ . على مشاركة نشطة من قبل المسيحيين الناطقين بالسريانية في الخلافات العقائدية الكريستولوجية وغيرها في زمانهم.
نظرًا لوجود العديد من الكلمات المستعارة السريانية الموجودة في القرآن ، فضلاً عن القرب الجغرافي لعدد من المجتمعات المسيحية السريانية من شبه الجزيرة العربية ، والتي تم تحديدها تقليديًا على أنها مكان ولادة محمد ، فقد تم البحث عن المسيحية السريانية منذ فترة طويلة لإمكانية وضعها في سياقها كخلفية للقرآن العربي. في الواقع ، كان التقليد الإسلامي يدرك جيدًا أهمية السريانية في عصور ما قبل الإسلام ، وربط عدد من المفسرين الكلاسيكيين بين النص السرياني والنص القرآني.كما درس العلماء أوجه التشابه بين القرآن والأدب السرياني.
ومن المعروف أنه لدى السريان أدب عتيق غني. و منه أدب شعرى (عظات ترنيمية) و تفسيرى مدراشى ( madrâshê )ة. ومثل نظيره اليهودي (المدراش) ، يركز المدراش المسيحى السيريانى على تفسير النص الديني بدلاً من الغناء الوعظى
كما هو الحال مع التقاليد المسيحية الأخرى ، برز يسوع (ووالدته مريم) بشكل واضح في الفكر المسيحي السرياني ،و حتى قبل الخلافات الكريستولوجية بعد فترة بولس ، يشبه المؤلفون السريان المسيح بآدم ،كما فعل غيرهم من المفكرين المسيحيين ،. لكن آدم لم يكن الشخصية الكتابية الوحيدة التي كانت بمثابة "رمز" للمسيح. مثلاً في القرن الرابع ، شبّه الأب أفراهات السرياني، على سبيل المثال ، المسيح بيوسف ، و بموسى ،ويشوع ، ويفتاح ، وداود ، وإيليا ، وأليشع ، وحزقيا ، ويوشيا ، ودانيال ، إلخ. مرة أخرى ، لم يكن المسيح هو الشكل الوحيد في العهد الجديد الذي تم تشبيهه بأنواع العهد القديم ( typology) . بل مريم أمه أيضاَ.
فى الواقع تُنسب المئات من تلك القصائد (المدراشية الوعظية) إلى يعقوب السروج وحده (حوالي 451-521) ،و هو يأتى بعد أفرام ثاني كأفضل مؤلف سرياني. أمضى يعقوب (المعروف باسم "ناى الروح") معظم حياته كراهب يؤلف عظات حول مواضيع كتابية وليتورجية أخرى. ومع ذلك ، تمت ترجمة وتحرير جزء صغير منها فقط. و يتجلى لاهوته المسيحى اليعقوبي فى رسالة كتبها قرب نهاية حياته ، يواسي فيها إخوته المسيحيين فى حمير جنوب شبه الجزيرة العربية أثناء اضطهادهم. النماذج النمطية للعهد القديم للكريستولوجيا (والعهد الجديد الآخر) . و مثله مثل غيره من المؤلفين السريان ، قام يعقوب كثيرًا بالتنقيب في العهد القديم عن نماذج (أحداث أو أشخاص) ليطبقها على العهد الكريستولوجي (العهد الجديد).
بعدها ينصح الكاتب العلماء بأمرين : ١- بأن يتغاضو عن إفتراض دور للادبيات الابوكريفا المسيحيه فى مادة القران المسيحية (السطحية جداً)، و يفهمونها فى سياق المسيحية الرسمية نفسها (السيريانية تحديدا) .
٢- و أن يعتبرون رواية القران عن مريم بانها طيبولوجية مسيحية المصدر من أحد أتباع تلك المسيحية الرسمية .
..................................
من كتاب
The Qur'an and Its Biblical Subtext
للباحث المؤرخ Gabriel Reynolds
اقتباس:
فكرة مريم يسوع كنوع (type) من مريم سفر الخروج يمكن الكشف عنها بالفعل في إنجيل لوقا فَتُذَكِرُنا أنشودة الفرح لمريم مع أليصابات بعد البشارة ، بأغنية أنشودة الفرح لمريم مع نساء إسرائيل بعد انشقاق البحر. وكان ذلك أيضًا من الأمور البارزة لدى بعض أباء الكنيسة، ومنهم الكاتب أفراهات. فى الواقع لا تبدوا فكرة دمج القرأن شخصيتن فى شخص غريبة لنا، بعد رؤيتنا لحالة هامان هنا كما هو الحال هناك ، فإن أي جدال حول دقة القرآن التاريخية يطرح السؤال عما إذا كان القرآن يحاول تقديم التاريخ في المقام الأول.و يبدو أن الخلط بين المريميتين ليس تشويشًا تاريخيًا بل بالأحرى تصنيفًا أدبيًا.
ويقول القس المسيحى Johann Roten
اقتباس:
تعتبر مريم الخروج نبية في اليهودية كما أن مريم الأناجيل قديسة فى المسيحية .و كما غنت مريم الخروج أغنية الانتصار عن الله ، مخلص شعبها أثناء الخروج، كما يقول سفر الخروج : "السيدة مريم أخت هارون حملت الدف بيدها ، وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف رقصات ، وقادتهن. في لازمة: غنوا للرب ، لأنه منتصر مجيد ؛ حصان ومركبة ألقاها في البحر "(خروج 15: 20-21).كذلك مريم تمجد الله كمخلصها ، فكلاهن يغنى لله بأنه الرب والمخلص. إبراهيم هو أب الإيمان لكلتا المرأتين ، كلاهما يعلو الله في انتصارهما على الأقوياء. يتم إلقاء فرعون كما هو الحال مع الفخورين والأقوياء في نشيد مريم. اليد اليمنى أو ذراع الله القوية ممدودة لكلا المريمين .و تمجدان أعمال الله العظيمة.و محبة الله الثابتة التى أنقذت وحررت شعب إسرائيل. يمكن رؤية هذه المتوازيات بسهولة أكبر في القراءة السياقية لـ "أنشودة البحر" في الترجمة السبعينية مع أنشودة مريم في يونانية القديس لوقا. لم يستخدم لوقا هذه النسخة الأولى من النص العبري فحسب ، بل قام أيضًا بتقليد أسلوبه وتعبيره ومفرداته.
إن هروب مريم أم يسوع ويوسف إلى مصر لتجنب اضطهاد وعنف هيرودس هو انعكاس لرواية هروب موسى ومريم وهارون من اضطهاد وعنف فرعون. لكن مريم أم يسوع تلامس نفس التربة المصرية مثل مريم الأم (مت 2: 13-15). من صفات مريم أخت موسى نكتشف ما يلي: هي قائدة ، نبية ، وسيط ، مبادر ، خادمة. ممرضة. شخص عطوف ، ونموذج للتقدير، ومفاوضة ، وامرأة تعمل سرًا و بفاعلية خلف الكواليس في التاريخ الخلاصي للبشر. ويستخدم التقليد الكاثوليكي هذه الصفات لمريم أم يسوع في تراتيل الكنيسة التعبدية والصلوات. . المصادر الكتابية لمثل هذه التعبيرات مأخوذة من حدث قانا (يو 2: 1-11) ومن روايات البشارة والزيارة (لوقا 1: 28-45).
إضافة من موضوع سابق للزميل بن ماء السماء
اقتباس:
المستشرق Edouard Marie Gallez يؤكّد الأمر نفسه ويشير إلى أنّ مريم أخت موسى وهارون ومريم أمّ عيسى هما الوحيدتان المكتوبتان، في الترجمة السبعينية وفي الأناجيل هكذا: Mariam بينما أيّ امرأة أخرى تحمل اسم مريم قد تمّ ذكرها هكذا: Maria
ويتوسّع "ادوارد ماري قالاز" أكثر ويذكر فقرة لبولس في رسالة كورنثوس الأولى، وهذا نصّها: 10، 1: فاني لست اريد ايها الاخوة ان تجهلوا ان اباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة و جميعهم اجتازوا في البحر
10، 2: و جميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة و في البحر
10، 3: و جميعهم اكلوا طعاما واحدا روحيا
10، 4: و جميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تتبعهم و الصخرة كانت المسيح.
في هذا النص يقع تشبيه عيسى بصخرة روحية شرب منها بنو إسرائيل الأوائل مع موسى أثناء خروجهم من مصر في صحراء سيناء وكانت تتبعهم. وهذا يشير إلى تراث يهودي عند الأحبار أنّه أثناء عبور بني إسرائيل صحراء سيناء أعطى الله لموسى المنّ والسلوى، وأعطى لهارون سحابة بيضاء تضلّلهم من حرّ الشمس، وأعطى لمريم صخرة في شكل بئر كان يتبعهم ويشربون منها.
هذا البئر الذي كان يتبع بني إسرائيل في شكل صخرة، هو نفسه الذي يتحدث عنه بولس وبعتبر هذه الصخرة هي المسيح. فالقارئ اليهو-مسيحي في بداية الألفية الأولى بعد الميلاد لن يجد غرابة في هذا التشبيه، حيث أنّ مريم أمّ عيسى هي مريم أخت هارون وموسى الجديدة.
ونقرأ نصّا لفيلون المنحول، 9، 10 جاء فيه أنّ مريم (أخت موسى) جاءها الملاك وأخبرها أنّ من سيولد منكم سيقع إلقاؤه في اليم، وسيقوم بمعجزات وآيات كبيرة ويقول الرب أنّه سيخلّص شعبه به.
فيلون المنحول يربط هنا أيضا بين ولادة موسى (المخلّص) وولادة عيسى (المخلّص)، ويربط بين المريمين.
القرآن، في قصة مريم، وضمن الفضاء المدراشي، يعتبر مريم أم عيسى هي نفسها مريم أخت هارون وموسى، مع علمه بالفارق الزمني، قد يبدو لنا غير منطقي هذا الربط بينهما في عصرنا الحاضر، لكنّه منطقي في ذلك الوقت، حيث كما أوضحت سابقا، فإنّ إعادة تشكيل الشخصيات والأدوار والربط بينها يدخل في إطار التأويل الديني
|