القياس والإستقراء

[إبسلون]

مرحباً،
لست من اصحاب الفلسفة، ولكن أمتعني حديثكم.

في المثال السابق ربما يكون السبب في إختلاف درجة حرارة غليان الماء هو نسبة الشوائب فيه، وربما كذلك في اختلاف الإناء الذي هو فيه، وربما شيء آخر غير ذلك يؤثر على النتائج المتوقعة ولكننا لا نعلمه حالياً.
وكمثال آخر الشمس التي لم يفهم مراقبيها كيف تبقى مشتعلة إلا بعد اكتشاف ان هناك ظاهرة أخرى مؤثرة في هذه العملية اسموها النفق الكمومي. وهذه الظاهرة في نفسها هي تحد للعقل أن يقبل بوجودها.

أعتقد أن المشكلة ليست في التجربة، التجربة أعطت نتائجها حسب الظروف التي أجريت فيها والتي شملتها تلك التجربة. (نظام مغلق).
المشكلة في تعميمنا أن تلك النتائج الجزئية تصلح مع الماء أينما كان في الكون أو في ما وراء الكون.

إثبات مسألة عن الكون والطبيعة حولنا، يتطلب هذه التجارب. وهذا يختلف عن إثبات مسألة رياضية عقلية بحته مجردة. في عالم الرياضيات لا توجد تلك القيود الموجودة في الفيزياء والطبيعة. يمكنك أن تجذر العدد السالب، وتجمع المالانهايات، وتحسب حجم كائن رباعي الأبعاد متداخل مع نفسه.

العقل ليس قاصر عن الإدراك، ولكن يجب أن يزود بكل المعلومات اللازمة ونتائج التجارب المختلفة. فبدون كل تلك المعارف المتراكمة المتواصلة تصبح الأحكام العقلية على المشاهدات مجرد تخمينات قد تصيب وقد لا تصيب. ولايمكن ابداً ادعاء العلم المطلق والنتيجة الحقيقية الصحيحة، إنما هي نسبة من الصحة.

هناك مقولة جميلة متعلقة بالنتائج التجارب في الواقع من حولنا قد تكون سانحة ان نتذكرها هنا تقول، لا يمكنك تعلم السباحة بمجرد التفكير بها.

تحياتي وشكراً لكم