شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 02-19-2017, 07:32 PM   رقم الموضوع : [1]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
خجول عندما فر المسلمون من أرض المعركة



كان ذلك في سنة ثمان للهجرة , حيث أرسل محمد 3000 رجل لفتح أرض البلقاء في الشام , وجعل على رأس الجيش زيد بن حارثة.

قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن الزبير عن عروة بين الزبير , قال : بعث رسول الله ص بعثه الى مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان , واستعمل عليهم زيد بن حارثة وقال : "ان أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس , فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس" فتجهز الناس ثم تهيؤوا للخروج , وهم ثلاثة آلاف . فلما حضر خروجهم ودع الناس أمراء رسول الله وسلموا عليهم . (سيرة ابن هشام)

لما وصل المسلمون الى أرض البلقاء علموا بقدوم جيش الروم لملاقاتهم في 100 ألف رومي يساندهم 100 ألف اضافية من عرب المنطقة , أي أن مجموع جيش الروم كان يزيد عن 200 ألف .

ثم مضوا حتى نزلوا معان , من أرض الشام , فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب , من أرض البلقاء , في مئة ألف من الروم , وانضم اليهم من لخم وجذام والقين وبهراء وبلي مئة ألف منهم ..."(سيرة ابن هشام)

تردد المسلمون قليلا بعد سماعهم بهذا العدد المهول لكن , وحسب السيرة دائما , أقنع عبد الله بن رواحة الجيش بالقتال, بشيء من الحماس الأهوج ... احدى الحسنيين : الشهادة أو الانتصار. هكذا قال لهم . فوافقوه في رأيه وأنشدوا الأشعار يتغنون بشجاعتهم . ليتهم قرأوا قوله : "ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة" .

"فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين يفكرون في أمرهم وقالوا : نكتب الى رسول الله , فنخبره بعدد عدونا , فاما أن يمدنا بالرجال , واما أن يأمرنا بأمره , فنمضي له . قال : فشجع الناس عبد الله بن رواحة وقال : يا قوم , والله ان التي تكرهون , للتي خرجتم تطلبون الشهادة , وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة . ما نقاتلهم الا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به , فانطلقوا فانما هي احدى الحسنين اما ظهور واما شهادة. قال : فقال الناس قد والله صدق ابن رواحة.
فمضى الناس , فقال عبد الله بن رواحة في محبسهم ذلك :
فرحنا والجياد مسومات+++++ تنفس في مناخرها السموم
فلا وأبي مآب لتأتينها ++++++وان كانت بها عرب وروم"(سيرة ابن هشام)


من الناحية العسكرية , كانت تلك أكبر حماقة يرتكبها جيش المسلمين الذي لا يبدو أنه قد كان فيه استراتيجيون خبراء في فن الحرب. ففي هذه الحالة , أقصد حالة التفوق العددي المهول لجيش الروم (3000 مقابل 200 ألف) , كان أضعف الايمان , اذا ما قبلنا خيار المواجهة أصلا , هو تجنب المواجهة المباشرة و اعداد خطة عسكرية مبنية على الحيلة والذكاء , هذا ما تمدنا به دروس التاريخ على الأقل .
ما كانت نتيجة المعركة ؟ وماذا تنتظرون أن تكون ؟ قتل أمراء جيش المسلمن الواحد تلو الآخر بأشنع الطرق , زيد بن حارثة أولا ثم جعفر بن أبي طالب ثم عبد الله بن رواحة , وقتل معهم عدد غير هين من المسلمين ...و أخيرا تولى خالد بن الوليد القيادة و فهم بأن عليهم أن ينسحبوا لإنهاء هذا الهراء , ففر من استطاع الفرار مع خالد بن الوليد وقضى من قضى .

"ثم التقى الناس واقتتلوا , فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله ص حتى شاط في رماح القوم (أي حتى توزع جسده بين رماح العدو), ثم أخذها جعفر فقاتل بها , حتى اذا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم قاتل القوم حتى قتل ...قال ابن هشام : وحدثني من أثق به من أهل العلم أن جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه فقطعت , فأخذه بشماله فقطعت , فاحتضنه بعضديه حتى قتل رضي الله عنه وهو ابن ثلاث و ثلاثين سنة , فأثابه الله بذلك جناجين في الجنة يطير بهما حيث يشاء. ويقال : ان رجلا من الروم ضربه يومئذ ضربة , فقطعه بنصفين .
فلما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية ...ثم أخذ سيفه فتقدم , فقاتل حتى قتل ...فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فلما أخذ الراية دافع القوم , وخاشى بهم (أي خشي عليهم ),ثم انحاز وانحيز عنه , حتى انصرف بالناس ."(سيرة ابن هشام)


لما رجع الناجون الى المدينة , استقبلهم الناس بالتراب ينثرونه عليهم وهم يعيرونهم : "أيها الفارون في سبيل الله " , وكان محمد يحاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه من ماء وجه جنوده وهو يرد على سكان المدينة :"ليسوا فرارا بل كرارا بإذن الله " .
الرسول يلتقي الأبطال :...لما دنوا من المدينة تلقاهم رسول الله والمسلمون ...وجعل الناس يحثون على الجيش التراب , ويقولون : يا فرار , فررتم في سبيل الله , قال : فيقول رسول الله : "ليسوا بالفرار, ولكنهم الكرار ان شاء الله تعالى" .
أبطال يستقبلون بالتراب , لا بالورود !!

هنالك تفسيران لهذه الحماقة المرتكبة, أو كما قال عبد الله بن رواحة : هنالك حسنيان : اما أن المسلمين كانوا يريدون الموت , لذلك فقد ارتموا في أحضانه بكل عنفوان , أو أنهم كانوا ينتظرون معجزة من السماء , أقصد أن يمدهم ربهم بمئة ألف من الملائكة مسومين , أو أن يكونوا ألفا فيهزموا ألفين ... ثلاثة آلاف فيهزموا 200 ألف ...
لم تنزل الملائكة - جيش الله السماوي - لدعم جيش الله الأرضي , كما لم يلغ التفوق العددي المهول للخصم وينثر هباء ... في تلك المعركة , المسلمون هم الذين رموا , وليس الله .
والغريب في الأمر أن محمد لم يعلق على هذه الخسارة النكراء التي تعرض لها جيش الا بالأسى على من قتلوا ووصف حال كل واحد منهم في الجنة ! فهذا يطير بجناحين مع الملائكة في الجنة بعد أن قطعت يداه في المعركة , وذاك على رقبته قلادة من كذا ويجلس على سرير من كذا ... في الوقت الذي ننتظر منه جميعا أن يخبرنا عن سبب هذه الخسارة النكراء : هل ارتكب المسلمون خطأ دفع الله الى معاقبتهم على تلك الشاكلة ؟ هل أراد الله فقط أن يختبر ايمانهم فقال : " سأجرب هذه المرة عدم ارسال الدعم جو – أرض لأنظر هل يكفرون أم يشكرون " ؟ لم يقل محمد شيئا ...

فر المسلمون من أرض المعركة التي يبدو أن نتيجتها كانت محسومة بشكل قبلي , ورجعوا وهم يحملون ذيول الهزيمة النكراء , وفرارهم هذا ليس زعما مني أنا بل هذا ما قاله سكان المدينة الذين استقبلوهم بالتراب , وظلوا لفترة يعيرونهم بفرارهم كما نجد في سيرة ابن هشام دائما :

"قالت أم سلمة زوج النبي : قالت أم سلمة بن هشام بن العاص بن المغيرة : ما لي لا أرى سلمة يحضر الصلاة مع رسول الله ص ومع المسلمين ؟ قالت والله ما يستطيع أن يخرج , كلما خرج صاح به الناس : يا فرار , فررتم في سبيل الله , حتى قعد في بيته فما يخرج."

كانت تلك هي غزوة مؤتة ...بل غزوة موتة (بلا همزة )



  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
مرض, المسلمون, المعركة, عندما


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عشوائي عندما ندقق النظر، ولكن منظم عندما ننظر عن بعد (العشوائية داخل النظام) Skeptic حول المادّة و الطبيعة ✾ 60 09-28-2025 08:23 AM
سبعة أشياء تحبها عندما تكون سائحاً وتكرهها عندما تكون مقيماً... ما هي؟ ابن دجلة الخير السياحة 0 04-01-2016 05:45 PM
داعش المعركة قبل الأخيرة فى صراع الثقافات ترنيمه مقالات من مُختلف الُغات ☈ 0 09-06-2014 04:31 AM