![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
زائر
|
كان ذلك في سنة ثمان للهجرة , حيث أرسل محمد 3000 رجل لفتح أرض البلقاء في الشام , وجعل على رأس الجيش زيد بن حارثة. قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن الزبير عن عروة بين الزبير , قال : بعث رسول الله ص بعثه الى مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان , واستعمل عليهم زيد بن حارثة وقال : "ان أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس , فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس" فتجهز الناس ثم تهيؤوا للخروج , وهم ثلاثة آلاف . فلما حضر خروجهم ودع الناس أمراء رسول الله وسلموا عليهم . (سيرة ابن هشام) لما وصل المسلمون الى أرض البلقاء علموا بقدوم جيش الروم لملاقاتهم في 100 ألف رومي يساندهم 100 ألف اضافية من عرب المنطقة , أي أن مجموع جيش الروم كان يزيد عن 200 ألف . ثم مضوا حتى نزلوا معان , من أرض الشام , فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب , من أرض البلقاء , في مئة ألف من الروم , وانضم اليهم من لخم وجذام والقين وبهراء وبلي مئة ألف منهم ..."(سيرة ابن هشام) تردد المسلمون قليلا بعد سماعهم بهذا العدد المهول لكن , وحسب السيرة دائما , أقنع عبد الله بن رواحة الجيش بالقتال, بشيء من الحماس الأهوج ... احدى الحسنيين : الشهادة أو الانتصار. هكذا قال لهم . فوافقوه في رأيه وأنشدوا الأشعار يتغنون بشجاعتهم . ليتهم قرأوا قوله : "ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة" . "فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين يفكرون في أمرهم وقالوا : نكتب الى رسول الله , فنخبره بعدد عدونا , فاما أن يمدنا بالرجال , واما أن يأمرنا بأمره , فنمضي له . قال : فشجع الناس عبد الله بن رواحة وقال : يا قوم , والله ان التي تكرهون , للتي خرجتم تطلبون الشهادة , وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة . ما نقاتلهم الا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به , فانطلقوا فانما هي احدى الحسنين اما ظهور واما شهادة. قال : فقال الناس قد والله صدق ابن رواحة. فمضى الناس , فقال عبد الله بن رواحة في محبسهم ذلك : فرحنا والجياد مسومات+++++ تنفس في مناخرها السموم فلا وأبي مآب لتأتينها ++++++وان كانت بها عرب وروم"(سيرة ابن هشام) من الناحية العسكرية , كانت تلك أكبر حماقة يرتكبها جيش المسلمين الذي لا يبدو أنه قد كان فيه استراتيجيون خبراء في فن الحرب. ففي هذه الحالة , أقصد حالة التفوق العددي المهول لجيش الروم (3000 مقابل 200 ألف) , كان أضعف الايمان , اذا ما قبلنا خيار المواجهة أصلا , هو تجنب المواجهة المباشرة و اعداد خطة عسكرية مبنية على الحيلة والذكاء , هذا ما تمدنا به دروس التاريخ على الأقل . ما كانت نتيجة المعركة ؟ وماذا تنتظرون أن تكون ؟ قتل أمراء جيش المسلمن الواحد تلو الآخر بأشنع الطرق , زيد بن حارثة أولا ثم جعفر بن أبي طالب ثم عبد الله بن رواحة , وقتل معهم عدد غير هين من المسلمين ...و أخيرا تولى خالد بن الوليد القيادة و فهم بأن عليهم أن ينسحبوا لإنهاء هذا الهراء , ففر من استطاع الفرار مع خالد بن الوليد وقضى من قضى . "ثم التقى الناس واقتتلوا , فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله ص حتى شاط في رماح القوم (أي حتى توزع جسده بين رماح العدو), ثم أخذها جعفر فقاتل بها , حتى اذا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم قاتل القوم حتى قتل ...قال ابن هشام : وحدثني من أثق به من أهل العلم أن جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه فقطعت , فأخذه بشماله فقطعت , فاحتضنه بعضديه حتى قتل رضي الله عنه وهو ابن ثلاث و ثلاثين سنة , فأثابه الله بذلك جناجين في الجنة يطير بهما حيث يشاء. ويقال : ان رجلا من الروم ضربه يومئذ ضربة , فقطعه بنصفين . فلما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية ...ثم أخذ سيفه فتقدم , فقاتل حتى قتل ...فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فلما أخذ الراية دافع القوم , وخاشى بهم (أي خشي عليهم ),ثم انحاز وانحيز عنه , حتى انصرف بالناس ."(سيرة ابن هشام) لما رجع الناجون الى المدينة , استقبلهم الناس بالتراب ينثرونه عليهم وهم يعيرونهم : "أيها الفارون في سبيل الله " , وكان محمد يحاول أن ينقذ ما يمكن إنقاذه من ماء وجه جنوده وهو يرد على سكان المدينة :"ليسوا فرارا بل كرارا بإذن الله " . الرسول يلتقي الأبطال :...لما دنوا من المدينة تلقاهم رسول الله والمسلمون ...وجعل الناس يحثون على الجيش التراب , ويقولون : يا فرار , فررتم في سبيل الله , قال : فيقول رسول الله : "ليسوا بالفرار, ولكنهم الكرار ان شاء الله تعالى" . أبطال يستقبلون بالتراب , لا بالورود !! هنالك تفسيران لهذه الحماقة المرتكبة, أو كما قال عبد الله بن رواحة : هنالك حسنيان : اما أن المسلمين كانوا يريدون الموت , لذلك فقد ارتموا في أحضانه بكل عنفوان , أو أنهم كانوا ينتظرون معجزة من السماء , أقصد أن يمدهم ربهم بمئة ألف من الملائكة مسومين , أو أن يكونوا ألفا فيهزموا ألفين ... ثلاثة آلاف فيهزموا 200 ألف ... لم تنزل الملائكة - جيش الله السماوي - لدعم جيش الله الأرضي , كما لم يلغ التفوق العددي المهول للخصم وينثر هباء ... في تلك المعركة , المسلمون هم الذين رموا , وليس الله . والغريب في الأمر أن محمد لم يعلق على هذه الخسارة النكراء التي تعرض لها جيش الا بالأسى على من قتلوا ووصف حال كل واحد منهم في الجنة ! فهذا يطير بجناحين مع الملائكة في الجنة بعد أن قطعت يداه في المعركة , وذاك على رقبته قلادة من كذا ويجلس على سرير من كذا ... في الوقت الذي ننتظر منه جميعا أن يخبرنا عن سبب هذه الخسارة النكراء : هل ارتكب المسلمون خطأ دفع الله الى معاقبتهم على تلك الشاكلة ؟ هل أراد الله فقط أن يختبر ايمانهم فقال : " سأجرب هذه المرة عدم ارسال الدعم جو – أرض لأنظر هل يكفرون أم يشكرون " ؟ لم يقل محمد شيئا ... فر المسلمون من أرض المعركة التي يبدو أن نتيجتها كانت محسومة بشكل قبلي , ورجعوا وهم يحملون ذيول الهزيمة النكراء , وفرارهم هذا ليس زعما مني أنا بل هذا ما قاله سكان المدينة الذين استقبلوهم بالتراب , وظلوا لفترة يعيرونهم بفرارهم كما نجد في سيرة ابن هشام دائما : "قالت أم سلمة زوج النبي : قالت أم سلمة بن هشام بن العاص بن المغيرة : ما لي لا أرى سلمة يحضر الصلاة مع رسول الله ص ومع المسلمين ؟ قالت والله ما يستطيع أن يخرج , كلما خرج صاح به الناس : يا فرار , فررتم في سبيل الله , حتى قعد في بيته فما يخرج." كانت تلك هي غزوة مؤتة ...بل غزوة موتة (بلا همزة ) |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| مرض, المسلمون, المعركة, عندما |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| عشوائي عندما ندقق النظر، ولكن منظم عندما ننظر عن بعد (العشوائية داخل النظام) | Skeptic | حول المادّة و الطبيعة ✾ | 60 | 09-28-2025 08:23 AM |
| سبعة أشياء تحبها عندما تكون سائحاً وتكرهها عندما تكون مقيماً... ما هي؟ | ابن دجلة الخير | السياحة | 0 | 04-01-2016 05:45 PM |
| داعش المعركة قبل الأخيرة فى صراع الثقافات | ترنيمه | مقالات من مُختلف الُغات ☈ | 0 | 09-06-2014 04:31 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond