شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات النقاش العلميّ و المواضيع السياسيّة > ســاحـــة السـيـاســة ▩

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 11-19-2016, 10:35 PM freethinking غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
freethinking
عضو ذهبي
 

freethinking is on a distinguished road
افتراضي اربعينية الحسين .. الطريق الى الصنم

اربعينية الحسين ... الطريق الى الصنم
للمتبع لاخبار العراق, فلابد ان يلفت انتباهه هذه الايام الملحمة الصنمية السنوية والتي تصبح فيها الطرق الرئيسية المؤدية الى كربلاء كشرايين ممتلئة بالملايين من الشيعة السائرين مشيا لمئات الكيلومترات حيث يصل عدد الزائرين الى مايقرب من العشرين مليونا في مشهد مألوف في طقوس الاديان عموما مع الخصوصية التي يمتاز بها مشهد الحج الشيعي.
يشكل الحسين حجر الزاوية في المذهب الشيعي وهالته الشديدة التقديس تطغى على النبي وباقي الائمة حتى ليصبح حضورهم في العقل الشيعي باهتا بالقياس اليه. الحسين صنم السياسة الامثل , عنوان الثورة المسلحة والتمثيل الاكثر درامية للمظلومية الشيعية التاريخية, تتجمع حوله كل فرق الشيعة من اثني العشرية ( اخبارية او اصولية او شيخية ) وزيدية واسماعيلية وفوهرا الخ.
كربلاء قلب الشيعة النابض والذي يمدهم بالحياة والشحن العاطفي الذي بدونه لذاب الشيعة في مجتمعاتهم وذوو . لقد اصبحت هذه الزيارة عنوان التحدي السياسي ورمزا للتعبير عن الهوية الشيعية الضائعة الباحثة عن يوتوبيا الدولة المهدوية الفاضلة . ومن اين للسياسة ان تجد خيرا من هذه الشخصية لتكون صنم الشيعة الاكبر والذي تصهر تحت محرابه كل التناقضات الشيعية الشيعية اضافة الى اثره الدعائي المهم كونه الحفيد المدلل لمحمد ( حسين مني وانا من حسين ), ( من اذى حسينا فقد اذاني),(الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا ), وصار بروباغاندا ذات تأثير فعال سواء وسط الشيعة بل حتى ان له اثرا عاطفيا واضحا عند الكثير من السنة.
نلاحظ ان ظاهرة الحج الشيعي هذه (زيارة الاربعين ) تحظى باعظم اهتمام واعلى درجات التقديس عند الشيعة وبشكل استثنائي اذ لا تنافسها الا ذكرى عاشوراء وهي حسينية ايضا. بالنسبة لنا كلادينيين نرى مصرع الحسين ليس اكثر من مقتل علوي طامح بالسلطة على يد دكتاتور اموي في امتداد للنزاع الطبقي القديم بين ابناء العمومة بني هاشم الفقراء من جهة وبني امية الاغنياء من جهة اخرى ولقد عبر يزيد بن معاوية ابلغ تعبير عن هذا الامر بتمثله بابيات الشعر المعروفة :
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل.
ولكنها يد السياسة التي وجدتها فرصة سانحة واستغلت الخطأ الاموي الفادح في قتل حفيد النبي ليصبح مقتل الحسين قميص عثمان لدى كل اعداء الامويين حتى من غير الشيعة وقد اثمر هذا الجهد الدعائي المكثف في النهاية في اسقاط الامويين وابادتهم على يد العباسيين الذين استعملو شعارا مرحليا حساسا في انقلابهم الدموي (للرضا من آل محمد ) اضافة الى التفاف الفرس بالاغلب حول هذا الشعار لما كان يمثله آل امية من العصبية العربية التي اسقطت امبراطوريتهم وعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية (موالي ), المضحك في الامر ان قراءة المقتل الحسيني بدأت على يد العباسيين في فترة نضالهم السري وليس الشيعة ,و لاريثما انقلبو على ابناء عمهم العلويين مما اثار نقمة محمد بن عبد الله بن الحسن (النفس الزكية ) واخيه ابراهيم فقاما باول ثورة علوية على العباسيين في المدينة والبصرة, ولكن العباسيين لعبو بذكاء على وتر القرابة الشديدة لمحمد وانهم بالتعريف الاعم من آل البيت ايضا مما مكن سلطانهم ان يدوم قرونا طويلة ولكن ما كان قد بدأ قبل قرون لاغراض سياسية مرحلية عند اعداء الامويين صارت ككرة الثلج المتحركة تزداد كبرا مع الوقت وتضخمت قضية الحسين , وسطرت الالاف الاحاديث والروايات في تعظيم هذه الشخصية لتصبح في مصاف الاساطير, فالحسين يكاد يكون نصف اله. ومجرد التساؤل او التشكيك في قضيته تعد خروجا على الملة لهذا فحتى اكثر مفكري الشيعة انفتاحا وعقلانية في الوقت الحاضر لايجرؤو على الاقتراب من الاسلاك المكهربة التي احيط بها الحسين. فالشيعي يقسم بالحسين وبدم الحسين وبرأس الحسين وبعطش الحسين ويسمى اولاده عبد الحسين وينذر للحسين ويتمنى ان يكون مجرد تراب تحت نعل الحسين, بهذا الشكل تمكنت الحكومة الشيعية الخفية ( الفقهاء من ايات الله) من زرع دونية فريدة من نوعها لدى الشيعة تجاه الائمة عموما والحسين خصوصا , فمحور الحياة هو الحسين والنجاة بعد الممات بالحسين وكل الكون انما وجد لاجل الحسين وابيه وامه واخيه ( حديث الكساء : فقال الله عز وجل يا ملائكتي ويا سكان سمواتي إني ماخلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مدحيةً ولاقمراً منيراً ولا شمساً مضيئةً ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلالمحبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء،، فقال الأمين جبرائيل ياربِ ومن تحت الكساء ؟؟ ،، فقال عز وجل هم أهل بيت النبوة،، ومعدن الرسالة،، هم فاطمة وأبوهاوبعلها وبنوها،، فقال جبرائيل ياربِ أتأذن لي أن أهبط إلى الأرض لأكون معهم سادساً،، فقال الله نعم قد أذنت لك.) وقد كان للصفويين دور مؤثر وفعال في استغلال قضية الحسين لمصالحهم السياسية , فكانو يهتمون بشكل استثنائي ببناء قبر الحسين بابهة تجعل الضريح كاريزميا ليتم تجسيد الصنم على الارض بابهى صوره واكثرها تأثرا في النفوس. اضافة الى ادخالهم شعائر التطبير ومواكب اللطم وغيرها
والنتيجة ترى اليوم الشيعي وقد انحدر الى مستنقع الغيبوبة الفكرية التامة فالتطبير والتطيين والزحف بل وحتى تقليد الكلاب والنباح اصبحت شعائر حسينية مقدسة , اظن ان ساسة العراق الشيعة اليوم لن يحلمو بوسيلة للسيطرة على جموع المغيبين الشيعة مثل هذا الصنم السياسي واظن جازما ان المنظومة السياسية العقائدية التي امتدت عبر ايران والعراق ووجدت لها منافذ الى سوريا والبحرين واليمن ولبنان وفلسطين ستهيمن على الموقف الاقليمي لمدة طويلة وليمتد خندق المواجهة الاسلامية الاسلامية جغرافيا من شمال الجزيرة العربية الى جنوبها . في ظل تصلب الفرقاء الاسلاميين سنة وشيعة ورفضهم الاخر بالمطلق وفي ظل شعوب مغيبة ترفع على كاهلها المتعب تماثيل اصنامها الثقيلة .



:: توقيعي ::: لو كان هنالك من اله فهو اعظم بكثير من الهتكم ولابد انه يوما سيسامح اهل الاديان على اسائتهم اليه
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الى, الحسين, الزمن, الطريق, اربعينية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الطريق الى الجسد الاثيرى JOX ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ 11 03-13-2017 02:41 PM
في ذكرى أربيعينة الحسين بن علي صفا علي العقيدة الاسلامية ☪ 0 11-19-2016 01:40 AM
أصحاب الحسين يسبون و يشتمون (ج 1)......... ساحر القرن الأخير العقيدة الاسلامية ☪ 9 07-29-2016 06:57 PM
رؤساء اظلوا الطريق ...من الحكم الى المحكمة؟ ابن دجلة الخير ســاحـــة السـيـاســة ▩ 0 03-26-2016 10:17 AM
ثورة الحسين والتجارة التي لا تبور ترنيمه مقالات من مُختلف الُغات ☈ 0 06-10-2014 09:43 PM